ص :2

و أَبَّنَ الرجلَ: کأَبَنَه .و آبَنَ الرجلَ و أَبَّنَه ،کلاهما:عابَه فی وجهه و عَیَّره.و الأُبْنه ،بالضم:العُقْده فی العُود أَو فی العَصا،و جمْعُها أُبَنٌ ;قال الأَعشی: قَضیبَ سَرَاءٍ کثیر الأُبَنْ (1)قال ابن سیده:و هو أَیضاً مَخْرَج الغُصْن فی القَوْس.و الأُبْنه :العَیْبُ فی الخَشَب و العُود،و أَصلُه من ذلک.و یقال:لیس فی حَسَبِ فلانٍ أُبْنهٌ ،کقولک:لیس فیه وَصْمهٌ.و الأُبْنهُ :العَیْبُ فی الکلام،و قد تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ فی الأُبْنه و الوَصْمه ;و قول رؤبه: و امْدَحْ بِلالاً غیر ما مُؤَبَّنِ ، ترَاهُ کالبازی انْتَمَی للْمَوْکِنِ انْتَمی:تَعَلَّی.قال ابن الأَعرابی: مُؤَبَّنٌ مَعیبٌ،و خالَفَه غیره،و قیل:غیر هالکٍ أَی غیر مَبْکیٍّ ;و منه قول لبید: قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ، (2)و أَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ، و مِدْرهَ الکَتیبهِ الرَّداحِ. و قیل للمَجْبوس: مأْبونٌ لأَنه یُزَنُّ بالعیب القبیح،و کأَنَّ أَصلَه من أُبْنه العَصا لأَنها عیبٌ فیها.و أُبْنه البعیرِ:غَلْصَمتُه ;قال ذو الرُّمّه یصف عَیْراً و سَحیلَه: تُغَنِّیه من بین الصَّبیَّیْن أُبْنهٌ نَهُومٌ،إذا ما ارتَدَّ فیها سَحِیلُها. تُغَنِّیه یعنی العَیْر من بین الصَّبیَّیْن،و هما طرَفا اللَّحْی.و الأُبْنهُ :العُقْدهُ،و عنی بها هاهنا الغَلْصمه،و النَّهُومُ:الذی یَنْحِطُ أَی یَزْفر،یقال:نَهَمَ و نأَم فیها فی الأُبنه ،و السَّحِیلُ:الصَّوْتُ.و یقال:بینهم أُبَنٌ أَی عداواتٌ.و إبَّانُ کلِّ شیء،بالکسر و التشدید:وقْتُه و حِینُه الذی یکون فیه.یقال:جِئْتُه علی إبَّانِ ذلک أَی علی زمنه.و أَخَذَ الشیءَ بإبَّانِهِ أَی بزمانه،و قیل:بأَوَّله.یقال:أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ،و إبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار،و إبّانَ الحرِّ و البرد أَی أَتانا فی ذلک الوقت،و یقال:کل الفواکه فی إبّانِها أَی فی وَقْتها ;قال الراجز: أَیَّان تقْضی حاجتی أَیّانا، أَ ما تَری لِنُجْحها إبّانا ؟ و

14- فی حدیث المبعث :هذا إبّانُ نجومه. أَی وقت ظهوره،و النون أَصلیه فیکون فِعَّالاً،و قیل:هی زائده،و هو فِعْلانُ من أَبَّ الشیءُ إذا تهَیَّأَ للذَّهاب،و من کلام سیبویه فی قولهم یا لَلْعجَب أَی یا عجب تعالَ فإِنه من إبّانِکَ و أَحْیانِک.و أَبَّنَ الرجلَ تأْبیناً و أَبَّله:مَدَحه بعد موته و بکاه ;قال مُتمِّم بن نُوَیره: لعَمری و ما دَهری بتأْبین هالکٍ، و لا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا. و قال ثعلب:هو إذا ذکَرْتَه بعد موته بخیر ;و قال مره:هو إذا ذکرته بعد الموت.و قال شمر: التَّأْبینُ الثَّناءُ علی الرجل فی الموت و الحیاه ;قال ابن سیده:و قد جاء فی الشعر مدْحاً للحَیّ،و هو قول الراعی: فرَفَّعَ أَصحابی المَطِیَّ و أَبَّنُوا هُنَیْدَه،فاشتاقَ العُیونُ اللَّوامِح.

ص :4

قال:مَدحَها فاشْتاقوا أَن یَنْظروا إلیها فأَسْرعوا السیرَ إلیها شَوْقاً منهم أَن ینظروا منها.و أَبَنْتُ الشیء:رَقَبْتُه ;و قال أَوسٌ یصف الحمار: یقولُ له الراؤُونَ:هذاکَ راکِبٌ یُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علیاءَ واقِفُ و حکی ابن بری قال:روی ابنُ الأَعرابی یُوَبِّر،قال:و معنی یُوَبِّر شخصاً أَی ینظر إلیه لیَسْتَبینَه.و یقال:إنه لَیُوَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه،و قیل لمادح المیت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله و صنائعه.و التَّأْبینُ :اقتِفار الأَثر.الجوهری: التأْبینُ أَن تقْفو أَثَرَ الشیء.و أَبَّنَ الأَثر:و هو أَن یَقْتَفِره فلا یَضِح له و لا ینفَلِت منه.و التأْبین :أَن یُفْصَدَ العِرْقُ و یُؤْخَذ دَمُه فیُشوی و یُؤکل ;عن کراع.ابن الأَعرابی: الأَبِنُ ،غیر ممدود الأَلف علی فَعِلٍ من الطعام و الشراب،الغلیظ الثَّخین.و أَبَنُ الأَرض:نبتٌ یخرُج فی رؤُوس الإِکام،له أَصل و لا یَطول،و کأَنه شَعَر یُؤْکل و هو سریع الخُروج سریع الهَیْج ;عن أَبی حنیفه.و أَبانانِ :جبلان فی البادیه،و قیل:هما جَبَلان أَحدهما أَسود و الآخر أَبْیض،فالأَبیَض لبنی أَسد،و الأَسود لبنی فَزاره،بینهما نهرٌ یقال له الرُّمَهُ،بتخفیف المیم،و بینهما نحو من ثلاثه أَمیال و هو اسم علم لهما ;قال بِشْر یصف الظعائن: یَؤُمُّ بها الحُداهُ مِیاهَ نَخْلٍ، و فیها عن أَبانَیْنِ ازْوِرارُ و إنما قیل: أَبانانِ و أَبانٌ أَحدهما،و الآخر مُتالِعٌ،کما یقال القَمَران ;قال لبید: دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ و أَبانِ ، فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبانِ قال ابن جنی:و أَما قولهم للجبَلین المُتقابلین أَبانانِ ،فإنَّ أَبانانِ اسم علم لهما بمنزله زیدٍ و خالد،قال:فإن قلت کیف جاز أَن یکون بعض التثنیه علماً و إنما عامَّتُها نکرات ؟أَ لا تری أَن رجُلین و غُلامَین کلُّ واحد منهما نکره غیر علم فما بال أَبانَین صارا علماً ؟و الجواب:أَن زیدین لیسا فی کل وقت مُصْطحِبَین مقترنین بل کل واحد منهما یُجامِع صاحبَه و یُفارِقه،فلما اصطحَبا مره و افترقا أُخری لم یُمْکِن أَن یُخَصَّا باسمٍ علم یُفیدُهما من غیرِهما،لأَنهما شیئان،کلُّ واحد منهما بائنٌ من صاحِبه،و أَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا یُفارق واحدٌ منهما صاحبَه،فجَرَیا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْری المسمَّی الواحد نحو بَکْرٍ و قاسِمٍ،فکما خُصَّ کلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم یُفیدُه من أُمَّتِه،کذلک خُصَّ هذان الجَبَلان باسم یُفیدهما من سائر الجبال،لأَنهما قد جَرَیا مجری الجبل الواحد،فکما أَن ثَبیراً و یَذْبُل لمَّا کان کل واحد منهما جبلاً واحداً متصله أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا یُشارَک فیه،فکذلک أَبانانِ لمَّا لم یفترق بعضهما من بعض کانا لذلک کالجَبَل الواحد،خُصّا باسمٍ علم کما خُصَّ یَذْبُل و یَرَمْرَمُ و شمَامِ کلُّ واحد منها باسم علم ;قال مُهَلهِل: أَنْکَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ فی الجوهری:و تقول هذان أَبانان حَسَنَینِ،تَنْصِب النعتَ لأَنه نکره وصفت به معرفه،لأَن الأَماکن لا تزولُ فصارا کالشیء الواحد،و خالَف الحیوانَ،إذا قلت هذان زیدان حسَنان،ترفع النعت هاهنا لأَنه

ص :5

نکرهٌ وُصِفت بها نکره ;قال ابن بری:قول الجوهری تنصب النعت لأَنه نکره وصفت به معرفه،قال:یعنی بالوصف هنا الحال.قال ابن سیده:و إنما فرقوا بین أَبانَین و عَرَفاتٍ و بین زَیدَینِ و زَیدین من قِبَل أَنهم لم یجعلوا التثنیه و الجمع علماً لرجُلینِ و لا لرِجال بأَعیانِهم،و جعلوا الاسم الواحد علَماً لشیء بعینه،کأَنهم قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَیْدٍ إنما نرید هات هذا الشخص الذی یسیرُ إلیه،و لم یقولوا إذا قلنا جاء زیدانِ فإنما نعنی شخصین بأَعیانهما قد عُرِفا قبل ذلک و أُثْبِتا،و لکنهم قالوا إذا قلنا جاء زید بن فلان و زیدُ بن فلانٍ فإنما نعنی شیئین بأَعیانهما،فکأَنهم قالوا إذا قلنا ائتِ أَبانَیْنِ فإنما نعنی هذینِ الجبلَینِ بأَعیانهما اللذین یسیر إلیهما،أَ لا تری أَنهم لم یقولوا امْرُرْ بأَبانِ کذا و أَبانِ کذا ؟لم یفرّقوا بینهما لأَنهم جعلوا أَبانَیْنِ اسماً لهما یُعْرَفانِ به بأَعیانهما،و لیس هذا فی الأَناسیِّ و لا فی الدوابّ،إنما یکون هذا فی الأَماکنِ و الجبال و ما أَشبه ذلک،من قِبَل أَنّ الأَماکِنَ لا تزول فیصیرُ کل واحدٍ من الجبلَینِ داخلاً عندهم فی مثل ما دخل فیه صاحبُه من الحال و الثَّباتِ و الخِصبِ و القَحْطِ،و لا یُشارُ إلی واحدٍ منهما بتعریفٍ دون الآخر فصارا کالواحد الذی لا یُزایِله منه شیءٌ حیث کان فی الأَناسیّ و الدوابّ و الإِنسانانِ و الدّابتان لا یَثْبُتانِ أَبداً،یزولانِ و یتصرّفان و یُشارُ إلی أَحدِهما و الآخرُ عنه غائبٌ،و قد یُفرَد فیقال أَبانٌ ;قال إمرؤ القیس: کان أَباناً ،فی أَفانِینِ وَدْقِه، کبیرُ أُناسٍ فی بِجادٍ مُزَمَّلِ (1). و أَبانٌ :اسم رجلٍ.و قوله

16- فی الحدیث :من کذا و کذا إلی عَدَنِ أَبْیَنَ . ، أَبْیَنُ بوزن أَحْمر،قریهٌ علی جانب البحر ناحیهَ الیمن،و قیل:هو اسمُ مدینه عدَن.و

14- فی حدیث أُسامه:قال له رسول الله،صلی الله علیه و سلم،لمّا أَرسَله إلی الرُّوم :أَغِرْ علی أُبْنَی صباحاً. ;هی،بضمّ الهمزه و القصر،اسمُ موضعٍ من فِلَسْطینَ بین عَسْقَلانَ و الرَّمْله،و یقال لها یُبْنَی،بالیاء،و الله أَعلم.

أتن:

الأَتانُ :الحِمارهُ،و الجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ و أَعْنُقٍ و أُتْنٌ و أُتُنٌ ;أَنشد ابن الأَعرابی: و ما أُبَیِّنُ منهمُ،غیرَ أَنَّهمُ هُمُ الذین غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ و إنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما یَرْضَع من خَلْف.و المَأْتوناءُ : الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْیوراء.و

17- فی حدیث ابن عباس :جئتُ علی حمارٍ أَتانٍ . ;الحمارُ یقع علی الذکر و الأُنثی،و الأَتانُ و الحِمارهُ الأُنثی خاصه،و إنما اسْتَدْرَکَ الحمارَ بالأَتانِ لیُعلَم أَن الأُنثَی من الحُمُرِ لا تقطع الصلاه،فکذلک لا تقطعُها المرأَه،و لا یقال فیها أَتانه .قال ابن الأَثیر:و قد جاء

16- فی بعض الحدیث و اسْتَأْتَنَ الرجلُ. اشْتَری أَتاناً و اتَّخَذَها لنفسه ;و أَنشد ابن بری: بَسَأْتَ،یا عَمْرُو،بأَمرٍ مؤتِنِ و اسْتَأْتَنَ الناسُ و لَمْ تَسْتَأْتِنِ و اسْتَأْتَنَ الحمارُ:صارَ أَتاناً .و قولهم:کان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَی صارَ أَتاناً ;یضرب للرجل یَهُون بعد العِزِّ.ابن شمیل: الأَتان قاعدهُ الفَوْدَجِ،قال أَبو وهب (2).:الحَمَائِرُ هی القواعدُ و الأُتن ،الواحدهُ حِمارهٌ و أَتانٌ .و الأَتانُ :المرأَهُ الرَّعناء،علی التشبیه

ص :6

بالأَتانِ ،و قیل لِفَقیه العربِ:هل یجوزُ للرجل أَنْ یتزوَّج بأَتان ؟قال:نعم ;حکاه الفارسی فی التذکره.و الأَتانُ :الصخرهُ تکون فی الماء ;قال الأَعشی: بِناجیهٍ، کأَتانِ الثَّمیل، تُقَضِّی السُّرَی بَعْدَ أَیْنٍ عَسِیرَا أَی تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ به مِراحاً و نشاطاً.و قال ابن شمیل: أَتانُ الثَّمیل الصخرهُ فی باطن المَسیلِ الضَّخْمهُ التی لا یرفعُها شیءٌ و لا یُحرّکُها و لا یأْخذُ فیها،طولُها قامهٌ فی عَرْضِ مثْلِه.أَبو الدُّقَیْش:القواعِدُ و الأُتُنُ المرتفعهُ من الأَرض.و أَتانُ الضَّحْلِ:الصخره العظیمهُ تکون فی الماء،و قیل:هی الصخرهُ التی بین أَسْفلِ طیِّ البئرِ،فهی تلی الماءَ.و الأَتانُ :الصخرهُ الضخمهُ المُلَمْلَمهُ،فإذا کانت فی الماء الضَّحْضاحِ قیل: أَتانُ الضَّحْلِ،و تُشَبَّه بها الناقهُ فی صَلاَبَتِها ;و قال کعب بن زهیر: عَیْرانهٌ کأَتان الضَّحل ناجِیهٌ، إذا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِیلُ و قال الأَخطل: بِحُرّهٍ، کأَتانِ الضَّحْلِ،أَضْمَرَها، بعد الرَّبالهِ،تَرْحالی و تَسْیاری. و قال أَوس: عَیرانهٌ، کأَتانِ الضَّحْلِ،صَلَّبها أَکلُ السَّوادیّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح. ابن سیده:و أَتانُ الضَّحلِ صخرهٌ تکون علی فَمِ الرَّکِیِّ،فیرکبُها الطُّحْلُبُ حتی تَمْلاسَّ فتکون أَشَدَّ ملاسهً من غیرها،و قیل:هی الصخرهُ بعضُها غامِرٌ و بعضُها ظاهِرٌ.و الأَتانُ :مقامُ المُسْتَقی علی فَمِ البئر،و هو صخرهٌ.و الأَتانُ و الإِتانُ :مقامُ الرَّکیّه.و أَتَنَ یأْتِنُ أَتْناً :خَطَبَ فی غَضَب.و أَتَنَ الرجلُ یأْتِنُ أَتَناناً إذا قارَبَ الخَطْوَ فی غَضَب،و أَتَلَ کذلک،و قال فی مصدره: الأَتَنانُ و الأَتَلانُ.و أَتَنَ بالمکانِ یأْتِنُ أَتْناً و أُتوناً :ثَبَتَ و أَقامَ به ;قال أَباقٌ الدُّبَیریّ: أَتَنْتُ لها و لم أَزَلْ فی خِبائها مُقیماً،إلی أَنْ أَنْجَزَت خُلّتی وَعْدی. و الأَتْنُ :أَنْ تخْرجَ رجْلا الصبیّ قَبْل رأْسِه،لغه فی الیَتْنِ ;حکاه ابن الأَعرابی،و قیل:هو الذی یُولَدُ مَنْکوساً،فهو مرهً اسمٌ للوِلادِ،و مرّهً اسمٌ للولَدِ.و المُوتَنُ :المنکوسُ،من الیَتْنِ.و الأَتُّونُ ،بالتشدید:المَوْقِدُ،و العامّه تخفِّفه،و الجمع الأَتاتین ،و یقال:هو مُولَّد ;قال ابن خالویه: الأَتُونُ ،مخفف من الأَتُّون ،و الأَتُّونُ :أُخْدُودُ الجَبّارِ و الجصَّاص،و أَتُون الحمّامِ،قال:و لا أَحسبه عربیّاً.و جمعه أُتُنٌ .قال الفراء:هی الأَتاتینُ ;قال ابن جنی:کأَنه زاد علی عین أَتُونٍ عیناً أُخری،فصار فعُول مخفف العین إلی فعّول مشدّد العین فیُصوّره حینئذ علی أَتّونٍ فقال فیه أَتانین کسَفّودٍ و سَفافید و کَلّوب و کَلالیبَ ;قال الفراء:و هذا کما جمعوا قُسًّا قَساوِسهً،أَرادوا أَن یجمعوه علی مثال مهالِبه،فکثرت السِّینات و أَبدلوا إحداهنَّ واواً،قال:و ربما شدّدوا الجمعَ و لم یُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ و أَتاتِینَ .

أثن:

الأُثْنهُ :منبِتُ الطَّلْحِ،و قیل:هی القِطْعهُ من الطَّلْح و الأَثْلِ.یقال:هبَطْنا أُثْنهً من طلحٍ و من أَثْلٍ.ابن الأَعرابی:عِیصٌ من سِدْرٍ،و أُثْنهٌ من طلحٍ،و سلِیلٌ من سَمُر.و یقال للشیء الأَصِیل: أَثِینٌ .

ص :7

أجن:

الآجِنُ :الماءُ المتغیّرُ الطعمِ و اللونِ، أَجَنَ الماءُ یأْجِنُ و یأْجُن أَجْناً و أُجوناً ;قال أَبو محمد الفقعسی: و مَنْهل فیه العُرابُ مَیْتُ (1).،کأَنه من الأُجونِ زَیْتُ، سَقَیْتُ منه القومَ و اسْتَقَیْتُ و أَجِنَ یأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ ،علی فَعِلٍ،و أَجُنَ ،بضم الجیم،هذه عن ثعلب،إذا تغیَّر غیر أَنه شَروبٌ،و خص ثعلب به تغیُّرَ رائحته،و ماءٌ أَجِنٌ و آجِنٌ و أَجِینٌ ،و الجمع أُجونٌ ;قال ابن سیده:و أَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ .اللیث: الأَجْنُ أُجونُ الماءِ،و هو أَن یَغْشاه العِرْمِضُ و الورقُ ;قال العجاج: علیه،من سافِی الرِّیاحِ الخُطَّطِ، أَجْنٌ کنِیِّ اللَّحْمِ لم یُشَیَّطِ. و قال علقمه بن عَبَده: فأَوْرَدَها ماءً کأَنَّ جِمامَه، من الأَجْنِ ،حِنَّاءٌ معاً و صَبِیبُ و

1- فی حدیث علیّ،کرم الله وجهه :ارْتوَی من آجِنٍ . ;هو الماءُ المتغیِّرُ الطعمِ و اللونِ.و

2- فی حدیث الحسن،علیه السلام :أَنه کان لا یَری بأْساً بالوُضوء من الماء الآجنِ . و الإِجّانَهُ و الإِنْجانهُ و الأَجّانهُ ;الأَخیره طائیه عن اللحیانی:المِرْکَنُ،و أَفصحُها إجّانهٌ واحده الأَجاجینِ ،و هو بالفارسیه إِکَّانه ;قال الجوهری:و لا تقل إنْجانه.و المِئْجَنهُ :مِدقَّهُ القَصّارِ،و ترْکُ الهمز أَعلی لقولهم فی جمعها مَواجن ;قال ابن بری: المِئْجَنهُ الخشبهُ التی یَدُقُّ بها القصّارُ،و الجمعُ مآجِنُ ،و أَجَنَ القصّار الثوبَ أَی دَقَّه.و الأُجْنهُ ،بالضم:لغه فی الوُجْنهِ،و هی واحده الوُجَنات.و

17- فی حدیث ابن مسعود :أَن امرأَته سأَلته أَن یَکْسُوَها جِلْباباً فقال:إنی أَخشی أَن تَدَعی جِلْبابَ الله الذی جَلْبَبَکِ،قالت:و ما هو ؟قال:بیتُک،قالت: أَجَنَّک [أَجِنَّک] من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا ؟. ترید أَ مِنْ أَجلِ أَنک،فحذفت مِنْ و اللامَ و الهمزه و حرَّکت الجیم بالفتح و الکسره و الفتحُ أَکثر،و للعرب فی الحذف بابٌ واسع کقوله تعالی: لٰکِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی ،تقدیره لکنی أَنا هو اللهُ ربی،و الله أَعلم.

أحن:

الإِحْنهُ :الحقْدُ فی الصدر،و أَحِنَ علیه أَحَناً و إحْنهً و أَحَنَ ،الفتحُ عن کراع،و قد آحَنَهُ .التهذیب:و قد أَحَنْتُ إلیه آحَنُ أَحْناً و آحَنْتُه مُؤَاحنهً من الإِحْنهِ ،و ربما قالوا حِنه ;قال الأَزهری:حِنَه لیس من کلام العرب،و أَنکر الأَصمعی و الفراء حِنَهً.ابن الفرج: أَحِنَ علیه و وَحِنَ من الإِحْنه .و یقال:فی صدره علیَّ إِحْنهٌ أَی حِقْدٌ،و لا تقل حِنَه،و الجمع إِحَنٌ و إِحْناتٌ .و

16- فی الحدیث :و فی صدره علیَّ إحْنهٌ . و

16- فی حدیث مازِنٍ :و فی قلُوبِکم البغضاء و الإِحَنُ . و أَما

17- حدیث معاویه :لقد منَعتْنی القدرهُ من ذوی الحِناتِ. ،فهی جمع حِنَهٍ و هی لغه قلیله فی الإِحْنه ،و قد جاءت

16- فی بعض طُرُق حدیث حارثه بن مُضَرِّب فی الحُدود :ما بینی و بین العرب حِنَهٌ. و

16- فی الحدیث :لا یجوز شهادهُ ذی الظِّنَّهِ و الحِنَهِ . ;هو من العداوه ;و

16- فیه :إِلاَّ رجل بینه و بین أَخیه حِنَهٌ. ،و قد أَحِنْتُ علیه،بالکسر ;قال الأُقَیْبل القَینیّ: متی ما یَسُؤْ ظَنُّ امرِئٍ بِصَدِیقِه، یُصَدِّقْ بلاغاتٍ یَجِئْهُ یَقِینُها

ص :8

إذا کان فی صَدْرِ ابنِ عمِّکَ إِحْنهٌ ،

فلا تسْتَثِرْها سوفَ یَبْدُو دَفِینُها

یقول:لا تطلبُ من عدوِّک کشْفَ ما فی قلبه لک فإنه سیظهر لک ما یخفیه قلبُه علی مرِّ الزمان ;و قیل:قَبْل قوله إذا کان فی صدر ابن عمک إحنه : إذا صَفْحهُ المعروفِ وَلَّتْکَ جانِباً، فخُذْ صَفْوَها لا یَخْتَلِطْ بک طِینُهاً و المُؤاحَنهُ :المُعاداه ;قال ابن بری:و یقال آحَنْتُه مُؤاحَنهً .

أخن:

الآخِنیُّ :ثیابٌ مُخَطَّطهٌ ;قال العجاج: علیه کَتَّانٌ و آخِنِیُّ و الآخِنیَّهُ :القِسِیُّ ;قال الأَعشی: مَنَعتْ قِیاسُ الآخِنیَّهِ رأْسَه بسِهامِ یَثْرِبَ أَو سِهامِ الوادی أَضافَ الشیءَ إلی نفسه لأَن القِیاسَ هی الآخِنیَّه ،أَو یکون علی أَنه أَراد قِیاسَ القوّاسه الآخنیَّه ،و یروی: ...أَو سِهامِ بلادِ. أَبو مالک: الآخِنِیُّ أَکْسِیَهٌ سُودٌ لیِّنهٌ یَلبَسُها النصاری ;قال البعیث: فکَرَّ علینا ثمَّ ظلَّ یجُرُّها، کما جَرَّ ثوبَ الآخِنِیِّ المقدَّس و قال أَبو خراش: کأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ کُراعِه، إذا ما تَمَطَّی الآخِنِیُّ المُخَذَّمُ.

أدن:

المُؤْدَنُ من الناس:القصیرُ العنُقِ الضَّیِّقُ المَنْکِبین مع قِصَر الأَلواحِ و الیدین،و قیل:هو الذی یولد ضاوِیاً.و المُؤْدَنه :طُوَیِّرهٌ صغیرهٌ قصیرهُ العنُق نحو القُبَّره.ابن بری: المُؤدَنُ الفاحشُ القِصَر ;قال رِبْعِیّ الدُّبَیری: لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْیَرَّا، قالت:أُرید العَتْعَتَ الذِّفِرّا

أذن:

أَذِنَ بالشیء إذْناً و أَذَناً و أَذانهً :عَلِم.و فی التنزیل العزیز: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ;أَی کونوا علی عِلْمٍ.و آذَنَه الأَمرَ و آذَنه به:أَعْلَمَه،و قد قُرئ: فآذِنوا بحربٍ من الله ;معناه أَی أَعْلِمُوا کلَّ مَن لم یترک الرِّبا بأَنه حربٌ من الله و رسوله.و یقال:قد آذَنْتُه بکذا و کذا، أُوذِنُه إیذاناً و إذْناً إذا أَعْلَمْته،و من قرأَ فَأْذَنُوا أَی فانْصِتُوا.و یقال: أَذِنْتُ لفلانٍ فی أَمر کذا و کذا آذَنُ له إِذْناً ،بکسر الهمزه و جزمِ الذال،و اسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً .و أَذَّنْتُ :أَکْثرْتُ الإِعْلامَ بالشیء.و الأَذانُ :الإِعْلامُ.و آذَنْتُکَ بالشیء:أَعْلمتُکه.و آذَنْتُه :أَعْلَمتُه.قال الله عز و جل: فَقُلْ آذَنْتُکُمْ عَلیٰ سَوٰاءٍ ;قال الشاعر: آذَنَتْنا ببَیْنِها أَسْماءُ و أَذِنَ به إِذْناً :عَلِمَ به.و حکی أَبو عبید عن الأَصمعی:کونوا علی إِذْنِهِ أَی علی عِلْمٍ به.و یقال: أَذِنَ فلانٌ یأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ.و قوله عز و جل: وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النّٰاسِ ;أَی إعْلامٌ.و الأَذانُ :اسمٌ یقوم مقامَ الإِیذانِ ،و هو المصدر الحقیقی.و قوله عز و جل: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکُمْ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ ;معناه و إِذ عَلِمَ ربُّکم،و قوله عز و جل: وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ ;معناه بِعلْمِ الله،و الإِذْنُ هاهنا لا یکون إلاَّ من الله،لأَن الله تعالی و تقدَّس لا یأْمر بالفحشاء من السحْرِ و ما شاکَلَه.و یقال:فَعلْتُ کذا و کذا بإِذْنِه أَی فعلْتُ بعِلْمِه،و یکون بإِذْنِه

ص :9

بأَمره.و قال قومٌ: الأَذینُ المکانُ یأْتیه الأَذانُ من کلِّ ناحیهٍ ;و أَنشدوا: طَهُورُ الحَصَی کانت أَذیناً ،و لم تکُنْ بها رِیبهٌ،مما یُخافُ،تَریبُ قال ابن بری: الأَذِینُ فی البیت بمعنی المُؤْذَنِ ،مثل عَقِیدٍ بمعنی مُعْقَدٍ،قال:و أَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً علی الأَذِینِ بمعنی الأَذانِ ;قال ابن سیده:و بیت إمرئ القیس: و إنی أَذِینٌ ،إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّکاً، بسَیْرٍ ترَی فیه الفُرانِقَ أَزْوَرَا (1). أَذینٌ فیه:بمعنی مُؤْذِنٍ ،کما قالوا أَلیم و وَجیع بمعنی مُؤْلِم و مُوجِع.و الأَذِین :الکفیل.و روی أَبو عبیده بیت إمرئ القیس هذا و قال: أَذِینٌ أَی زَعیم.و فَعَلَه بإِذْنی و أَذَنی أَی بِعلْمی.و أَذِنَ له فی الشیءِ إِذْناً :أَباحَهُ له.و اسْتَأْذَنَه :طَلَب منه الإِذْنَ .و أَذِنَ له علیه:أَخَذَ له منه الإِذْنَ .یقال: ائْذَنْ لی علی الأَمیر ;و قال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث: و إنی إذا ضَنَّ الأَمِیرُ بإِذْنِه علی الإِذْنِ من نفْسی،إذا شئتُ،قادِرُ و قول الشاعر: قلتُ لبَوَّابٍ لَدَیْهِ دارُها تِیذَنْ ،فإنی حَمْؤُها و جارُها. قال أَبو جعفر:أَراد لِتأْذَنْ ،و جائز فی الشِّعر حذفُ اللام و کسرُ التاء علی لغه مَن یقولُ أَنتَ تِعْلَم،و قرئ: فبذلک فَلْتِفْرَحوا .و الآذِنُ :الحاجِبُ ;و قال: تَبَدَّلْ بآذِنِکَ المُرْتَضَی و أَذِنَ له أَذَناً :اسْتَمَعَ ;قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ: إن یَسْمَعُوا رِیبهً طارُوا بها فَرَحاً قال ابن سیده:و أَذِنَ إلیه أَذَناً استمع.و

16- فی الحدیث :ما أَذِنَ اللهُ لشیءٍ کأَذَنِهِ لِنَبیٍّ یَتَغَنَّی بالقرآن. ;قال أَبو عبید:یعنی ما استمَعَ اللهُ لشیء کاستِماعِهِ لِنَبیٍّ یتغنَّی بالقرآن أَی یتْلوه یَجْهَرُ به.یقال: أَذِنْتُ للشیء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ;قال عدیّ: أَیُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، إنَّ همِّی فی سماعٍ و أَذَنْ و قوله عز و جل: وَ أَذِنَتْ لِرَبِّهٰا وَ حُقَّتْ ;أَی اسْتَمعَتْ.و أَذِنَ إلیهِ أَذَناً :استمع إلیه مُعْجباً ;و أَنشد ابن بری لعمرو بن الأَهْیَم: فلَمَّا أَنْ تسَایَرْنا قَلیلاً، أَذِنَّ إلی الحدیثِ،فهُنَّ صُورُ و قال عدیّ: فی سَماعٍ یَأْذَنُ الشَّیخُ له، و حدیثٍ مثْل ماذِیٍّ مُشار و آذَنَنی الشیءُ:أَعْجَبَنِی فاستَمعْتُ له ;أَنشد ابن الأَعرابی: فلا و أَبیک خَیْر منْک،إنی لَیُؤْذِنُنی التَّحَمْحُمُ و الصَّهِیلُ و أَذِنَ للَّهْو:اسْتَمع و مالَ.

ص :10

و الأُذْنُ و الأُذُنُ ،یخفَّف و یُثَقَّل:من الحواسّ أُنثی،و الذی حکاه سیبویه أُذْن ،بالضم،و الجمع آذانٌ لا یُکسَّر علی غیر ذلک،و تصغیرها أُذَیْنه ،و لو سَمَّیْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَیْن ،فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنیث عنه بالنقل إلی المذکر،فأَما قولهم أُذَیْنه فی الاسم العلم فإنما سمی به مصغَّراً.و رجل أُذْنٌ و أُذُنٌ :مُسْتَمِع لما یُقال له قابلٌ له ;وصَفُو به کما قال: مِئْبَره العُرْقُوبِ أَشْفَی المِرْفَق فوصف به لأَن فی مِئْبَرهٍ و أَشْفی معنی الحِدَّه.قال أَبو علی:قال أَبو زید رجل أُذُنٌ و رجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد و الجمع فی ذلک سواء إذا کان یسمع مقالَ کلّ أَحد.قال ابن بری:و یقال رجل أُذُنٌ و امرأَه أُذُنٌ ،و لا یثنی و لا یجمع،قال:و إنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْویلاً و تشنیعاً کما قالوا للمرأَه:ما أَنتِ إلا بُطَین. و فی التنزیل العزیز: وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ ;أَکثرُ القرّاء یقرؤون قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ ،و معناه و تفْسیرُه أَن فی المُنافِقینَ من کان یَعیب النبی،صلی الله علیه و سلم،و یقول:إن بَلَغَه عنی شیء حَلَفْت له و قَبِلَ منی لأَنه أُذُنٌ ،فأَعْلَمه الله تعالی أَنه أُذُنُ خیرٍ لا أُذُنُ شرٍّ.و قوله تعالی: أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ ،أَی مُسْتَمِعُ خیرٍ لکم،ثم بیّن ممن یَقْبَل فقال تعالی: یُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ ;أَی یسمع ما أَنزَلَ الله علیه فیصدِّق به و یصدِّق المؤمنین فیما یخبرونه به.و قوله

14- فی حدیث زید بن أَرْقَم :هذا الذی أَوْفَی الله بأُذُنِه . أَی أَظهرَ صِدْقَه فی إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه .و رجل أُذانِیّ و آذَنُ :عظیمُ الأُذُنَیْنِ طویلُهما،و کذلک هو من الإِبلِ و الغنم،و نَعْجهٌ أَذْناءُ و کَبْشٌ آذَنُ .و

14- فی حدیث أَنس :أَنه قال له یا ذا الأُذُنَیْنِ . ;قالَ ابن الأَثیر:قیل معناه الحضُّ علی حُسْنِ الاستِماعِ و الوَعْی لأَن السَّمْعَ بحاسَّه الأُذُنِ ،و مَنْ خلَق الله له أُذُنَیْنِ فأَغْفَلَ الاستِماع و لم یُحْسِن الوَعْیَ لم یُعْذَرْ،و قیل:إن هذا القول من جمله مَزْحه،صلی الله علیه و سلم،و لَطیف أَخلاقه کما

14- قال للمرأَه عن زوجها:أَ ذاک الذی فی عینِه بیاضٌ ؟. و أَذَنَه أَذْناً ،فهو مأْذونٌ :أَصاب أُذُنَه ،علی ما یَطَّرِد فی الأَعضاء.و أَذَّنَه : کأَذَنَه أَی ضرَب أُذُنَه ،و من کلامهم:لکل جابهٍ جَوْزهٌ ثم یُؤَذَّنُ ;الجابهُ:الواردُ،و قیل:هو الذی یَرِدُ الماء و لیست علیه قامهٌ و لا أَداهٌ،و الجَوْزهُ:السَّقْیه من الماء،یَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن یَسْقوه ماءً لأَهله و ماشیتِه سَقَوْه سقْیهً واحده،ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه لیس عندهم أَکثرُ من ذلک.و أُذِنَ :شکا أُذُنَه ;و أُذُنُ القلبِ و السهمِ و النَّصْلِ کلُّه علی التشبیه،و لذلک قال بعض المُحاجِین:ما ذُو ثلاث آذان یَسْبِقُ الخَیْل بالرَّدَیان ؟یعنی السَّهمَ.و قال أَبو حنیفه:إذا رُکِّبت القُذَذُ علی السهم فهی آذانُه .و أُذُنُ کلّ شیء مَقْبِضُه، کأُذُنِ الکوز و الدَّلْو علی التشبیه،و کلُّه مؤنث.و أُذُنُ العَرفج و الثُّمام:ما یُخَدُّ منه فیَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ،و ذلک لکونه علی شکل الأُذُنِ .و آذانُ الکیزانِ:عُراها،واحدَتها أُذُنٌ .و أُذَیْنهُ :اسم رَجُلٍ،لیست مُحَقَّره علی أُذُن فی التسمیه،إذ لو کان کذلک لم تلحق الهاء و إنما سُمّیَ بها مُحَقَّره من العُضْو،و قیل: أُذَیْنه اسمُ ملِک من ملوک الیمن.و بنو أُذُنٍ :بطنٌ من هوازن.و أُذُن النَّعْل:ما أَطافَ منها بالقِبال.و أَذَّنْتُها :جعلتُ لها أُذُناً .و أَذَّنْتُ الصبیَّ:عرَکْتُ أُذُنَه .و أُذُنُ الحمارِ:نبتٌ له ورق

ص :11

عَرْضُه مثل الشِّبْر،و له أَصل یؤکل أَعظم من الجَزره مثل الساعد،و فیه حلاوه ;عن أَبی حنیفه.و الأَذانُ و الأَذِینُ و التَّأْذِینُ :النّداءُ إلی الصلاه،و هو الإِعْلام بها و بوقتها.قال سیبویه:و قالوا أَذَّنْت و آذَنْتُ ،فمن العرب من یجعلهما بمعنیً،و منهم من یقول أَذَّنْت للتصویت بإعْلانٍ،و آذَنْتُ أَعلمْت.و قوله عز و جل: وَ أَذِّنْ فِی النّٰاسِ بِالْحَجِّ ;

16- روی أَنَّ أَذان إبراهیم،علیه السلام،بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادی:أَیّها الناس،أَجیبُوا الله،یا عباد الله،أَطیعوا الله،یا عباد الله،اتقوا الله،فوَقَرَتْ فی قلب کل مؤمن و مؤمنه و أَسْمَعَ ما بین السماء و الأَرض،فأَجابه مَن فی الأَصْلاب ممّن کُتِب له الحج،فکلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهیم،علیه السلام. و

16- روی أَن أَذانه بالحجّ کان:یا أَیها الناس کتب علیکم الحجّ. و الأَذِینُ : المُؤذِّنُ ;قال الحُصَینُ بن بُکَیْر الرَّبَعیّ یصف حمارَ وحش: شَدَّ علی أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً،و ما نادَی أَذِینُ المَدَرَهْ السَّحْقُ:الطَّرْدُ.و المِئْذنهُ :موضعُ الأَذانِ للصلاه.و قال اللحیانی:هی المنارهُ،یعنی الصَّومعهَ.أَبو زید:یقال للمناره المِئْذَنه و المُؤْذَنه ;قال الشاعر: سَمِعْتُ للأَذانِ فی المِئْذَنَهْ و أَذانُ الصلاه:معروف،و الأَذِینُ مثله ;قال الراجز: حتی إذا نُودِیَ بالأَذِین و قد أذَّنَ أَذاناً و أَذَّنَ المُؤذِّن تأْذیناً ;و قال جریر یهجو الأَخطل: إنّ الذی حَرَمَ الخِلافَهَ تَغْلِباً، و یروی هذا البیت: هل تَمْلِکون من المشاعِرِ مشعراً، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذینا ؟ ابن بری:و الأَذِینُ هاهنا بمعنی الأَذانِ أَیضاً.قال:و قیل الأَذینُ هنا المُؤَذِّن ،قال:و الأَذینُ أیضاً المُؤذّن للصلاه ;و أَنشد رجز الحُصَین بن بُکَیر الرَّبعی: سَحْقاً،و ما نادَی أَذینُ المَدَرَهْ و الأَذانُ :اسمُ التأْذین ،کالعذاب اسم التّعذیب.قال ابن الأَثیر:و قد ورد فی الحدیث ذکر الأَذان ،و هو الإِعلام بالشیء ;یقال منه: آذَنَ یُؤْذِن إیذاناً ،و أَذّنَ یُؤذّن تأْذِیناً ،و المشدّدُ مخصوصٌ فی الاستعمال بإعلام وقت الصلاه.و الأَذانُ :الإِقامهُ.و یقال: أَذَّنْتُ فلاناً تأْذیناً أَی رَدَدْتُه،قال:و هذا حرفٌ غریب ;قال ابن بری:شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق: و حتی علا فی سُور کلِّ مدینهٍ مُنادٍ یُنادِی،فَوْقَها، بأَذان و

14- فی الحدیث :أَنّ قوماً أَکلوا من شجرهٍ فَحَمدوا

ص :12

فقال،علیه السلام:قرِّسُوا الماء فی الشِّنانِ و صُبُّوه علیهم فیما بین الأَذانَیْن . ;أَراد بهما أَذانَ الفجر و الإِقامَه ;التَّقْریسُ:التَّبْریدُ،و الشِّنان:القِرَبْ الخُلْقانُ.و

16- فی الحدیث :بین کلّ أَذانَیْن صلاهٌ. ;یرید بها السُّنَن الرواتبَ التی تُصلَّی بین الأَذانِ و الإِقامهِ قبل الفرض.و أَذَّنَ الرجلَ:ردَّه و لم یَسْقِه ;أَنشد ابن الأَعرابی: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَی رَدَّنا فلم یَسْقِنا ;قال ابن سیده:و هذا هو المعروف،و قیل: أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ،و هو مذکور فی موضعه.و تَأَذَّنَ لَیَفعَلنَّ أَی أَقسَم.و تَأَذَّنْ أَی اعْلم کما تقول تَعَلَّم أَی اعْلَم ;قال: فقلتُ:تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّیْد غرّهً، و إلاّ تُضَیِّعْها فإنک قاتِلُهْ و قوله عز و جل: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکَ ;قیل: تَأَذَّن تأَلَّی،و قیل: تأَذَّنَ أَعْلَم ;هذا قول الزجاج.اللیث: تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ کذا و کذا یراد به إیجابُ الفعل،و قد آذَنَ و تأَذَّنَ بمعنًی،کما یقال:أَیْقَن و تَیَقَّنَ.و یقال: تأَذَّنَ الأَمیرُ فی الناس إذا نادی فیهم،یکون فی التهدید و النَّهیْ،أَی تقدَّم و أَعْلمَ.و المُؤْذِنُ :مثل الذاوی،و هو العودُ الذی جَفَّ و فیه رطوبهٌ.و آذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ یجِفّ،فتَری بعضَه رطْباً و بعضه قد جَفّ ;قال الراعی: و حارَبَتِ الهَیْفُ الشَّمالَ و آذَنَتْ مَذانِبُ،منها اللَّدْنُ و المُتَصَوِّحُ التهذیب:و الأَذَنُ التِّبْنُ،واحدته أَذَنهٌ .و قال ابن شُمیل:یقال هذه بقلهٌ تجِدُ بها الإِبلُ أَذَنهً شدیده أَی شَهْوهً شدیده.و الأَذَنَهُ :خُوصهُ الثُّمامِ،یقال: أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه .ابن شمیل: أَذِنْتُ لحدیث فلان أَی اشتهیته،و أَذِنْتُ لرائحه الطعام أَی اشتهیته،و هذا طعامٌ لا أَذَنه له أَی لا شهوه لریحه،و أَذَّن بإرسالِ إبلِه أَی تکلمّ به،و أَذَّنُوا عنِّی أَوَّلها أَی أَرسلوا أَوَّلها،و جاء فلانٌ ناشراً أُذُنَیْه أَی طامعاً،و وجدت فلاناً لابساً أُذُنَیْه أَی مُتغافلاً.ابن سیده:و إِذَنْ جوابٌ و جزاءٌ،و تأْویلها إن کان الأَمر کما ذکرت أَو کما جری،و قالوا: ذَنْ لا أَفعلَ،فحذفوا همزه إذَنْ ،و إذا وقفت علی إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً،و إنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه فی الوقف و من نون التوکید لأَن حالَهما فی ذلک حالُ النون التی هی علَمُ الصرف،و إن کانت نونُ إذنْ أصلاً و تانِک النونانِ زائدتین،فإنْ قلت:فإذا کانت النون فی إذَنْ أَصلاً و قد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجیز فی نحو حَسَن و رَسَن و نحو ذلک مما نونه أَصل فیقال فیه حسا و رسَا ؟فالجواب:إن ذلک لا یجوز فی غیر إذَنْ مما نونه أَصلٌ،و إن کان ذلک قد جاء فی إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ،فالنون فیها بعضُ حرفٍ،فجاز ذلک فی نون إذَنْ لمضارَعهِ إذَنْ کلِّها نونَ التأْکید و نون الصرف،و أَما النونُ فی حَسَن و رَسَن و نحوهما فهی أَصلٌ من اسم متمکن یجری علیه الإِعرابُ،فالنون فی ذلک کالدال من زیدٍ و الراء من نکیرٍ،و نونُ إذَنْ ساکنهٌ کما أَن نُونَ التأْکید و نونَ الصرف ساکنتان،فهی لهذا و لِما قدمناه من أَن کل واحدهٍ منهما حرفٌ کما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإِسم المتمکن.الجوهری: إذنْ حرفُ مُکافأَه و جوابٍ،إن قدَّمْتَها علی الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غیر ;و أَنشد ابن بری هنا

ص :13

لسَلْمی بن عونه الضبِّیّ،قال:و قیل هو لعبد الله ابن غَنَمه الضبِّیّ: ارْدُدْ حِمارَکَ لا یَنْزِعْ سوِیَّتَه، إذَنْ یُرَدَّ و قیدُ العَیْرِ مَکْروبُ قال الجوهری:إذا قال لک قائلٌ اللیلهَ أَزورُکَ،قلتَ: إذَنْ أُکْرمَک،و إن أَخَّرْتها أَلْغَیْتَ قلتَ:أُکْرِمُکَ إذنْ ،فإن کان الفعلُ الذی بعدها فعلَ الحال لم تعمل،لأَن الحال لا تعمل فیه العواملُ الناصبه،و إذا وقفتَ علی إذَنْ قلت إذا،کما تقول زیدَا،و إن وسَّطتها و جعلتَ الفعل بعدها معتمداً علی ما قبلها أَلْغَیْتَ أَیضاً،کقولک:أَنا إذَنْ أُکْرِمُکَ لأَنها فی عوامل الأَفعال مُشبَّههٌ بالظنّ فی عوامل الأَسماء،و إن أَدخلت علیها حرفَ عطفٍ کالواو و الفاء فأَنتَ بالخیارِ،إن شئت أَلغَیْتَ و إن شئت أَعملْتَ.

أرن:

الأَرَنُ :النشاطُ، أَرِنَ یأْرَنُ أَرَناً و إِراناً و أَرِیناً ;أَنشد ثعلب للحَذْلمیّ: مَتی یُنازِعْهُنَّ فی الأَرِینِ ، یَذْرَعْنَ أَو یُعْطِینَ بالماعونِ و هو أَرِنٌ و أَرُونٌ ،مثل مَرِحٍ و مروحٍ ;قال حُمید الأَرْقَط: أقَبَّ میفاءٍ علی الرُّزون، حدّ الرَّبیع أَرِنٍ أَرُونِ و الجمع آرانٌ .التهذیب: الأَرَنُ البطَرُ،و جمعه آرانٌ .و الإِرانُ :النَّشاطُ ;و أَنشد ابن بری لابن أَحمر یصف ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً،کأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون کفِّ المُوقِد و جمعه أُرُنٌ .و أَرِنَ البعیرُ،بالکسر، یأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً،فهو أَرِنٌ أَی نشیطٌ.و الإِرانُ :الثورُ،و جمعه أُرُنٌ .غیره: الإِرانُ الثورُ الوحشیُّ لأَنه یُؤارِنُ البقرهَ أَی یطلبُها ;قال الشاعر: و کم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِیلَه، إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه و آرَنَ الثورُ البقرهَ مُؤارَنَهً و إراناً :طلبَها،و به سُمِّی الرجل إراناً ،و شاهُ إرانٍ :الثورُ لذلک ;قال لبید: فکأَنها هی،بعدَ غِبِّ کلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّیْنِ،شاهُ إرانِ و قیل: إرانٌ موضعٌ ینسب إلیه البقرُ کما قالوا:لیْثُ خفیَّهٍ و جنُّ عَبْقَر.و المِئْرانُ :کِناسُ الثورِ الوحشیّ،و جمعُه المیَارینُ و المآرینُ .الجوهری: الإِرانُ کِناسُ الوحش ;قال الشاعر: کأَنه تَیْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَی مُنْبَتّ ;و شاهد الجمع قول جریر: قد بُدِّلَتْ ساکن الآرام بَعْدهم، و الباقِر الخِیس یَنْحینَ المَآرِینا و قال سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها،إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مآرِناً إلی ذُراها أَهْدَفَتْ. و الإِرانُ :الجنازهُ،و جمعه أُرُنٌ .و قال أَبو عبید: الإِرانُ خشبٌ یُشدُّ بعضه إلی بعض تُحْمَل فیه الموتی ;قال الأَعشی: أثَّرَتْ فی جَناجِنٍ کإرانِ المَیتِ عُولِینَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ

ص :14

و قیل: الإِران تابوت الموتی.أَبو عمرو: الإِرانُ تابوتُ خشب ;قال طرفه: أَمُونٍ کأَلواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها علی لاحبٍ،کأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابن سیده: الإِرانُ سریر المیت ;و قول الراجز: إذا ظُبَیُّ الکُنُساتِ انْغَلاَّ تحتَ الإِرانِ ،سَلَبَتْه الظِّلاَّ یجوز أَن یعنی به شجرهً شِبْه النعْش،و أَن یعنی به النشاط أَی أَن هذه المرأَه سریعه خفیفه،و ذلک فیهن مذموم.و الأُرْنهُ :الجُبن الرَّطْب،و جمعها أُرَنٌ ،و قیل:حبٌّ یُلقی فی اللبن فینتفخُ و یسمّی ذلک البیاضُ الأُرْنهَ ;و أَنشد: هِدانٌ کشَحْمِ الأُرْنهِ المُتَرَجْرِج و حکی الأُرنی أَیضاً (1).و الأُرانی :الجُبن الرَّطبُ،علی وزن فُعالی،و جمعه أَرانیّ .قال:و یقال للرجل إنما أَنتَ کالأُرْنهِ و کالأُرْنی .و الأُرانی :حبُّ بقْلٍ یُطرَح فی اللبن فیُجبِّنُه ;و قول ابن أَحمر: و تَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قیل:یعنی السَّرابَ و الشمس ;عن ابن الأَعرابی.و قال ثعلب:یعنی شعرَ رأْسه،و فی التهذیب:و تقنَّع الحرباء أُرْتَته،بتاءَین،قال:و هی الشَّعرات التی فی رأْسه.و قوله:هِدانٌ نَوَّامٌ لا یُصلِّی و لا یُبکِّر لحاجته و قد تَهَدَّن،و یقال:هو مَهْدونٌ ;قال: و لم یُعَوَّدْ نَوْمهَ المَهْدُونِ الجوهری:و أُرْنهُ الحِرباء،بالضم،موضعه من العود إذا انتصب علیه ;و أَنشد بیت ابن أَحمر: و تَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه مُتَشاوِساً لِوَریدِهِ نَقْرُ و کنی بالأُرْنه عن السَّراب لأَنه أَبیض،و یروی: ...أُرْبَته ،بالباء،و أُرْبَتُه:قِلادته،و أَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء یُسْلَخ کما یُسلخ الحیّه،فإذا سُلخ بقی فی عُنُقِهِ منه شیء کأَنه قلاده،و قیل: الأُرْنه ما لُفَّ علی الرأْس.و الأَرُون :السّمُّ،و قیل:هو دماغُ الفیل و هو سمٌّ ;أَنشد ثعلب: و أَنتَ الغَیْثُ ینفعُ ما یَلیه، و أَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَی خالطه دماغُ الفیل،و جمعه أُرُنٌ .و قال ابن الأَعرابی:هو حبُّ بقْلهٍ یقال له الأُرانی ،و الأُرانی أُصول ثمر الضَّعه ;و قال أَبو حنیفه:هی جناتُها.و الأَرانیهُ :ما یطول ساقُه من شجر الحَمْض و غیره،و فی نسخه:ما لا یطول ساقُه من شجر الحمض و غیره.و

17- فی حدیث اسْتسقاء عمر،رضی الله عنه :حتی رأَیت الأَرِینهَ تأْکلها صغارُ الإِبل. ; الأَرینهُ :نبتٌ معروف یُشْبه الخِطمیّ،و قد

17- روی هذا الحدیث :حتی رأَیْتُ الأَرْنبهَ. قال شمر:قال بعضهم:سأَلت الأَصمعی عن الأَرینه فقال:نبتٌ،قال:و هی عندی الأَرْنبه،قال:و سمعت فی الفصیح من أَعراب سَعْد بن بکر ببطن مُرٍّ قال:و رأَیتُه نباتاً یُشبَّه بالخطمیّ عریض الورق.قال شمر:و سمعت غیره من أَعراب کنانه یقولون:هو الأَرِین ،و قالت أَعرابیَّه من بطن مُرٍّ:هی الأَرینهُ ،و هی خِطْمِیُّنا و غَسولُ الرأْس ;قال أَبو منصور:و الذی

ص :15

حکاه شمر صحیحٌ و الذی روی عن الأَصمعی أَنه الأَرْنَبه من الأَرانب غیرُ صحیح،و شمر مُتْقِن،و قد عُنِیَ بهذا الحرف و سأَل عنه غیرَ واحدٍ من الأَعراب حتی أَحکمه،و الرُّواه ربما صحَّفوا و غیَّروا،قال:و لم أَسمع الأَرینهَ فی باب النبات من واحد و لا رأَیته فی نُبوت البادیه،قال:و هو خطأ عندی،قال:و أحسب القتیبی ذکرَ عن الأَصمعی أَیضاً الأَرْنبه،و هو غیر صحیح،و حکی ابن بری: الأَرین ،علی فَعِیل،نبتٌ بالحجاز له ورق کالخِیریّ،قال:و یقال أَرَنَ یأْرُنُ أُروناً دنا للحج. النهایه:و

16- فی حدیث الذبیحه أَرِنْ أَو اعْجَلْ ما أَنَهَر الدمَ. ;قال ابن الأَثیر:هذه اللفظه قد اختُلف فی ضبطها و معناها،قال الخطابی:هذا حرف طال ما اسْتَثْبَتُّ فیه الرُّواهَ و سأَلتُ عنه أَهلَ العلم فلم أَجدْ عند واحد منهم شیئاً یُقْطعُ بصحته،و قد طلبت له مَخْرَجاً فرأَیته یتجه لوجوه:أَحدها أَن یکون من قولهم أَرانَ القوم فهم مُرینون إذا هلکت مواشیهم،فیکون معناه أَهلِکْها ذَبحاً و أَزْهِقْ نفْسَها بکل ما أَنْهَرَ الدمَ غیر السنّ و الظفر،علی ما رواه أَبو داود فی السُّنن،بفتح الهمزه و کسر الراء و سکون النون،و الثانی أَن یکون إئْرَنْ ،بوزن اعْرَبْ،من أَرِنَ یأْرَنُ إذا نَشِط و خَفَّ،یقول:خِفَّ و اعْجَلْ لئلا تقتُلَها خَنْقاً،و ذلک أَن غیر الحدید لا یمورُ فی الذکاه مَوْرَه،و الثالث أَن یکون بمعنی أَدِمِ الحَزَّ و لا تَفْتُرْ من قولک رَنَوْتُ النظرَ إلی الشیء إذا أَدَمْتَه،أَو یکون أَراد أَدِمِ النظرَ إلیه و راعِه ببصرِک لئلا یَزلَّ عن المذبح،و تکون الکلمه بکسر الهمزه (1).و النون و سکون الراء بوزن ارْمِ.قال الزمخشری:کلُّ مَن علاکَ و غَلَبکَ فقد رانَ بک.و رِینَ بفلان:ذهبَ به الموتُ و أَرانَ القومُ إذا رِینَ بمواشیهم أَی هلکت و صاروا ذَوی رَیْنٍ فی مواشیهم،فمعنی أَرِنْ أَی صِرْ ذا رَیْنٍ فی ذبیحتک،قال:و یجوز أَن یکون أَرانَ تَعْدِیهَ رانَ أَی أَزْهِقْ نَفْسَها ;و منه

17- حدیث الشعبی :اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ . أَی نَشِطْنَ،من الأَرَنِ النَّشاطِ.و

17- ذکر ابن الأَثیر فی حدیث عبد الرحمن النخعی :لو کان رأْیُ الناسِ مثلَ رأْیک ما أُدِّیَ الأَرْیانُ . ،و هو الخراجُ و الإِتاوهُ،و هو اسم واحدٌ کالشیْطان.قال الخطابی:الأَشْبَهُ بکلام العرب أَن یکون الأُرْبانَ ،بضم الهمزه و الباء المعجمه بواحده،و هو الزیاده علی الحقّ،یقال فیه أُرْبانٌ و عُرْبانٌ،فإن کانت معجمه باثنتین فهو من التأْریه لأَنه شیء قُرّر علی الناس و أُلْزِموه.

أزن:

الأَزَنِیّه :لغهٌ فی الیَزَنِیّه یعنی الرماحَ،و الیاء أَصل.یقال:رُمْحٌ أَزَنیٌّ و یَزَنِیٌّ،منسوب إلی ذی یَزن أَحد ملوک الأَذْواءِ من الیَمن،و بعضهم یقول یَزانیٌّ و أَزانیّ .

أسن:

الآسِنُ من الماء:مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ یأْسِنُ و یأْسُنُ أَسْناً و أُسوناً و أَسِنَ ،بالکسر، یأْسَنُ أَسَناً :تغیَّر غیر أَنه شروبٌ،و فی نسخه:تغیَّرت ریحُه،و میاهٌ آسانٌ ;قال عوْفُ بن الخَرِع: و تشْربُ آسانَ الحِیاضِ تَسوفُها، و لوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَیرهِ آجِما أَرادَ آجِناً،فقلبَ و أَبدلَ.التهذیب: أَسَنَ الماءُ یأْسِنُ أَسْناً و أُسوناً ،و هو الذی لا یشربه أَحدٌ من نَتْنِه.قال الله تعالی: مِنْ مٰاءٍ غَیْرِ آسِنٍ ;قال

ص :16

الفراء:غیر متغیّرٍ و آجِنٍ،و

17- روی الأَعمش عن شَقِیق قال :قال رجل یقال له نَهیک بن سنان:یا أَبا عبد الرحمن،أَ یاءً تجدُ هذه الآیه أَم أَلفاً من ماءٍ غیرِ آسِنٍ ؟قال عبد الله:و قد علمتُ القرآنَ کله غیر هذه،قال:إنی أَقرأُ المفصَّل فی رکعه واحده،فقال عبد الله:کهذِّ الشِّعْر. ،قال الشیخ:أَراد غیرَ آسِنٍ أَم یاسِنٍ،و هی لغه لبعض العرب.و

17- فی حدیث عمر :أَن قَبیصهَ بن جابر أَتاه فقال:إِنِّی دَمَّیْتُ ظَبیاً و أَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فمات. ;قال أَبو عبید:قوله فأَسِنَ فمات یعنی دِیرَ به فأَخذه دُوارٌ،و هو الغَشْیُ،و لهذا قیل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت علیه ریحُها حتی یُصیبَه دُوارٌ فیسقط:قد أَسِنَ ;و قال زهیر: یُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه، یمیدُ فی الرُّمْحِ مَیْدَ المائحِ الأَسِنِ قال أَبو منصور:هو الیَسِنُ و الأَسِنُ ;قال:سمعته من غیر واحد من العرب مثلَ الیَزَنِیِّ و الأَزَنِیّ،و الیَلَنْدَدِ و الأَلَنْدَدِ،و یروی الوَسِن.قال ابن بری: أَسِنَ الرجلُ من ریح البئر،بالکسر،لا غیر.قال:و الذی فی شعره یمیل فی الرمح مثلَ المائح،و أَورده الجوهری:قد أَترک القرن،و صوابه یغادر القرن،و کذا فی شعره لأَنه من صفه الممدوح ;و قبله: أَ لَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ کیفَ فَضَّلَه، ما یُشْتَری فیه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن ؟ قال:و إنّما غلَّط الجوهریَّ قولُ الآخر: قد أَتْرُکُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، کأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد و أَسِنَ الرجلُ أَسَناً ،فهو أَسِنٌ ،و أَسِنَ یأْسَنُ و وَسِنَ:غُشِیَ علیه من خُبْث ریحِ البئر.و أَسِنَ لا غیر:استدارَ رأْسُه من ریح تُصیبه.أَبو زید:رکیّه مُوسِنهٌ یَوْسَنُ فیها الإِنسانُ وَسَناً،و هو غَشْیٌ یأْخذه،و بعضهم یهمز فیقول أَسِن.الجوهری: أَسِنَ الرجلُ إذا دخل البئر فأَصابته ریحٌ مُنْتِنه من ریح البئر أَو غیر ذلک فغُشِیَ علیه أَو دار رأْسُه،و أَنشد بیت زهیر أَیضاً.و تأَسَّنَ الماءُ:تغیّر.و تأَّسَّنَ علیّ فلانٌ تأَسناً :اعْتَلَّ و أَبْطَأَ،و یروی تأَسَّرَ،بالراء.و تأَسَّنَ عَهْدُ فلان و وُدُّه إذا تغیَّر ;قال رؤبه: راجَعَه عهداً عن التأّسُّن التهذیب:و الأَسینهُ سَیْرٌ واحد من سُیور تُضْفَر جمیعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً،و کلُّ قُوَّه من قُوَی الوَتَر أَسِینهٌ ،و الجمع أَسائِنُ .و الأُسونُ :و هی الآسانُ (1).أَیضاً.الجوهری: الأُسُن جمع الآسان ،و هی طاقات النِّسْع و الحَبْل ;عن أَبی عمرو ;و أَنشد الفراء لسعد بن زید مناه: لقد کنتُ أَهْوَی الناقِمیَّه حِقْبهً، و قد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ قال ابن بری:جعل قُوَی الوصْلِ بمنزله قُوی الحبْل،و صواب قول الجوهری أَن یقول:و الآسان جمع الأُسُن ،و الأُسُنُ جمع أَسینه ،و تجمع أَسینه أَیضاً علی أَسائنَ فتصیر مثل سفینه و سُفُن و سَفائنَ،و قیل:الواحد إسْنٌ ،و الجمع أُسُونٌ و آسانٌ ;قال:و کذا فسر بیت الطرماح: کحلْقومِ القَطاه أُمِرَّ شَزْراً، کإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذی الأُسونِ

ص :17

و یقال:أَعطِنی إسْناً من عَقَبٍ.و الإِسْنُ :العَقَبهُ،و الجمعُ أُسونٌ ;و منه قوله: و لا أَخا طریدهٍ و إسْنِ و أَسَنَ الرجلُ لأَخیه یأْسِنُه و یأْسُنُه إذا کسَعَه برجلِه.أَبو عمرو: الأَسْنُ لُعْبه لهم یسمونها الضَّبْطَه و المَسَّه.و آسانُ الرجل:مَذاهبُه و أَخلاقُه ;قال ضابئٌ البُرْجُمِیّ فی الآسانِ الأَخلاق: و قائلهٍ لا یُبْعِدُ اللهُ ضابئاً، و لا تبْعَدَنْ آسانه و شمائله و الآسانُ و الإِسانُ :الآثار القدیمهُ.و الأُسُن :بقیَّه الشحم القدیم.و سَمِنت علی أُسُنٍ أَی علی أَثاره شحم قدیم کان قبل ذلک.و قال یعقوب: الأُسُنُ الشحمُ القدیم و الجمع آسانٌ .الفراء:إذا أَبقیتَ من شحم الناقه و لحمها بقیهً فاسمُها الأُسُنُ و العُسُنُ،و جمعها آسانٌ و أَعْسانٌ.یقال:سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ أَی عن شحمٍ قدیم.و آسانُ الثّیابِ:ما تقطَّع منها و بَلِیَ.یقال:ما بقی من الثوب إلا آسانٌ أَی بقایا،و الواحد أُسُنٌ ;قال الشاعر: یا أَخَوَیْنا من تَمیمٍ،عَرِّجا نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ کآسانِ الخَلَقْ. و هو علی آسانٍ من أَبیه أَی مَشابِهَ،واحدُها أُسُنٌ کعُسُنٍ.و قد تأَسَّنَ أَباه إذا تَقَیّله.أَبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إذا أَخذ أَخْلاقَه ;قال اللحیانی:إذا نزَعَ إلیه فی الشَّبَه.یقال:هو علی آسانٍ من أَبیه أَی علی شَمائلَ من أَبیه و أَخْلاقٍ من أَبیه،واحدُها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ و أَخلاق ;قال ابن بری:شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشیر الفریری: تأَسَّنَ زیدٌ فِعْلَ عَمْرو و خالدٍ، أُبُوّه صِدْقٍ من فریرٍ و بُحْتُر. و قال ابن الأَعرابی: الأُسُنُ الشبَهُ،و جمعُه آسانٌ ;و أَنشد: تعْرِفُ،فی أَوْجُهِها البَشائِرِ، آسانَ کلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ. و

14- فی حدیث العباس فی موت النبی،صلی الله علیه و سلم:قال لعُمَرَ خَلِّ بیننا و بین صاحبنا فإنه یأْسَنُ کما یأْسَنُ الناسُ أَی یتغیَّر،و ذلک أَن عمر کان قد قال:إن رسول الله،صلی الله علیه و سلم،لم یَمُتْ و لکنه صَعِقَ کما صَعِقَ موسی،و منعهم عن دَفْنِه. و ما أَسَنَ لذلک یأْسُنُ أَسْناً أَی ما فَطَنَ.و التأَسُّنُ :التوهُّم و النِّسْیانُ.و أَسَنَ الشیءَ:أَثْبَتَه.و المآسِنُ :منابتُ العَرْفجِ.و أُسُنٌ :ماءٌ لبنی تمیم ;قال ابن مقبل: قالت سُلَیْمَی ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ : لا خَیْرَ فی العَیْشِ بعدَ الشَّیْبِ و الکِبَر و

17- روی عن ابن عمر :أَنه کان فی بیتِه المیْسُوسَنُ ،فقال:أَخْرِجُوه فإنه رِجْسٌ. ;قال شمر:قال البکراوی المَیْسُوسَنُ شیء تجعله النساء فی الغِسْله لرؤوسهن.

أشن:

الأُشْنهُ :شیءٌ من الطیب أَبیضُ کأَنه مقشورٌ.قال ابن بری: الأُشْنُ شیء من العطر أبیضُ دقیق کأَنه مقشورٌ من عِرْقٍ ;قال أَبو منصور:ما أُراه عربیّاً.و الأُشنانُ و الإِشْنانُ من الحمض:معروف الذی یُغْسَل به الأَیْدِی،و الضم أَعلی.و الأَوْشَنُ :الذی یُزیّن الرجلَ و یقعد معه علی مائدته یأْکل طعامَه،و الله أَعلم.

أضن:

إضانٌ :اسم موضع ;قال تمیم بن مقبل: تأَمَّلْ خلِیلی،هل تَرَی من ظَعائنٍ تَحَمَّلْنَ بالعَلْیاءِ فوقَ إضانِ ؟ و یروی بالطاء و الظاء.

ص :18

أطن:

إطانٌ :اسم موضع ;و أَنشد بیت ابن مقبل: تأَمل خلیلی،هل تری من ظعائن تحملن بالعلیاء فوق إطان ؟ و یروی ...إظان بالظاء المعجمه.

أطربن:

الأَطْرَبونُ من الرُّومِ:الرئیسُ منهم،و قیل:المُقدَّم فی الحرب ;قال عبد الله بن سَبْره الحَرَشیّ: فإن یکن أطْرَبونُ الرُّومِ قَطَّعها، فإن فیها،بحَمْدِ الله،مُنْتَفَعا قال ابن جنی:هی خماسیه کَعَضْرَفوط.

أظن:

إظانٌ :اسم موضع ;قال تمیم بن مقبل: تأَمل خلیلی،هل تری من ظعائن تحملن بالعلیاء فوق إظان ؟ و یروی بالضاد و بالطاء،و قد تقدم.

أفن:

أَفَنَ الناقهَ و الشاهَ یأْفِنُها أَفْناً :حلَبها فی غیر حینها،و قیل:هو استخراجُ جمیع ما فی ضرعها.و أَفَنْتُ الإِبلَ إذا حلَبْتَ کلَّ ما فی ضرعها.و أَفَنَ الحالبُ إذا لم یدَعْ فی الضَّرْع شیئاً.و الأَفْنُ :الحَلْب خلاف التَّحْیین،و هو أَن تَحْلُبَها أَنَّی شئتَ من غیر وقت معلوم ;قال المُخبَّل: إذا أُفِنَتْ أَرْوَی عِیالَک أَفْنُها ، و إن حُیّنَت أَرْبی علی الوَطْبِ حِینُها. و قیل:هو أَن یحتَلِبها فی کل وقت.و التَّحْیِینُ:أَن تُحْلَب کل یوم و لیله مره واحده.قال أَبو منصور:و مِن هذا قیل للأَحمق مأْفونٌ ،کأَنه نُزِع عنه عقلُه کلُّه.و أَفِنَت الناقهُ،بالکسر:قلَّ لبنُها،فهی أَفِنهٌ مقصوره،و قیل: الأَفْنُ أَن تُحْلَبَ الناقهُ و الشاهُ فی غیر وقت حَلْبِها فیفسدها ذلک.و الأَفْنُ :النقصُ.و المُتأَفِّنُ المُتنقِّص.و

1- فی حدیث علیّ :إیّاکَ و مُشاوَرَهَ النساء فإن رأْیَهنّ إلی أَفْنٍ. ; الأَفْنُ :النقصُ.و رجل أَفینٌ و مأْفونٌ أَی ناقصُ العقلِ.و

17- فی حدیث عائشه :قالت للیهود علیکم اللعنهُ و السامُ و الأَفْنُ . ;و الأَفْنُ :نقصُ اللبَنِ.و أَفَنَ الفصیلُ ما فی ضرع أُمِّه إذا شرِبَه کلَّه.و المأْفونُ و المأْفوکُ جمیعاً من الرجال:الذی لا زَوْرَ له و لا صَیُّورَ أَی لا رأْیَ له یُرْجَعُ إلیه.و الأَفَنُ ،بالتحریک:ضعفُ الرأْی،و قد أَفِنَ الرجلُ،بالکسر،و أُفِنَ ،فهو مأْفونٌ و أَفینٌ .و رجل مأْفونٌ :ضعیفُ العقلِ و الرأْیِ،و قیل:هو المُتمدِّحُ بما لیس عنده،و الأَول أَصح،و قد أفِنَ أَفْناً و أَفَناً .و الأَفینُ :کالمأْفونِ ;و منه قولهم فی أَمثال العرب: کثرهُ الرِّقین تُعَفِّی علی أَفْنِ الأَفِین أَی تُغطِّی حُمْقَ الأَحْمَق.و أَفَنَه الله یأْفِنُه أَفْناً ،فهو مأْفونٌ .و یقال:ما فی فلان آفِنهٌ أَی خصله تأْفِنُ عقلَه ;قال الکمیت یمدح زیاد بن مَعْقِل الأَسدیّ: ما حَوَّلَتْک عن اسْمِ الصِّدْقِ آفِنَهٌ من العُیوبِ،ما یبری بالسیب (1). یقول:ما حَوَّلَتْک عن الزیاده خَصلهٌ تنْقُصُک،و کان اسمه زِیاداً.أَبو زید: أُفِنَ الطعامُ یُؤْفَنُ أَفْناً ،و هو مأْفونٌ ،للذی یُعْجِبُک و لا خیر فیه.و الجَوْزُ المأْفونُ :الحَشَف.و من أَمثال العرب: البِطْنهُ تأْفِنُ الفِطْنَه ;یرید أَن الشِّبَعَ و الامْتِلاءَ یُضْعف الفِطنهَ أَی الشَّبْعان لا یکون فَطِناً عاقلاً.و أَخذَ الشیءَ بإِفّانِه أَی بزمانه و أَوَّله،و قد یکون فِعْلاناً.و جاءَه علی إفَّان ذلک أَی إبّانه و علی حِینه.

ص :19

قال ابن بری: إفَّانٌ فِعْلانٌ،و النون زائده،بدلیل قولهم أَتیتُه علی إِفّانِ ذلک و أَفَفِ ذلک.قال:و الأَفینُ الفَصیل،ذکراً کان أَو أُنثی.و الأَفانی :نبتٌ،و قال ابن الأَعرابی:هو شجر بیض ;و أَنشد: کأَنّ الأَفانی سَبیبٌ لها، إذا التَفَّ تحتَ عَناصی الوَبَرْ و قال أَبو حنیفه: الأَفانی من العُشْب و هو غبراء لها زهره حمراء و هی طیِّبهٌ تکثر و لها کلأ یابس،و قیل: الأَفانی شیء ینبت کأَنه حَمْضهٌ یُشَبَّه بفراخ القَطا حین یُشَوِّک تبدَأُ بقلهً ثم تصیر شجره خضراء غبراء ;قال النابغه فی وصف حَمِیر: توالِبُ تَرْفَعُ الأَذْنابَ عنها، شَرَی أَسْتاههنَّ من الأَفانی و زاد أَبو المکارم:أَن الصبْیان یجعلونها کالخواتم فی أَیدیهم،و أَنها إذا یَبِسَت و ابیضَّتْ شَوَّکت،و شوْکَها الحَماطُ،و هو لا یقع فی شراب إلاّ رِیحَ مَنْ شرِبه ;و قال أَبو السَّمْح:هی من الجَنْبه شجره صغیره،مجتمع ورقها کالکُبَّه،غُبَیراء مَلِیسٌ ورقها،و عیدانها شِبْه الزَّغَب،لها شُوَیکٌ لا تکاد تستَبینُه،فإذا وقع علی جلد الإِنسان وجَدَه کأَنه حریقُ نار،و ربما شَرِیَ منه الجلدُ و سال منه الدم.التهذیب:و الأَفانی نبت أَصفر و أَحمر،واحدته أَفانِیه.الجوهری:و الأَفانی نبتٌ ما دام رَطْباً،فإذا یبس فهو الحَماطُ،واحدتها أَفانیه مثل یمانیهٍ،و یقال:هو عِنَب الثعلب،ذکره الجوهری فی فصل فنی،و ذکره اللغوی فی فصل أَفن ،قال ابن بری:و هو غلط.

أقن:

الأُقْنهُ :الحُفره فی الأَرض،و قیل:فی الجبل،و قیل:هی شبه حفره تکون فی ظهور القِفاف و أَعالی الجبال،ضیِّقهُ الرأْس،قعْرُها قدر قامه أَو قامتین خِلْقهً،و ربما کانت مَهْواه بین شَقَّین.قال ابن الکلبی:بیوت العرب سته:قُبَّهٌ من أَدَمٍ،و مِظَلَّه من شعَر،و خِباءٌ من صوفٍ،و بجاد من وَبَر،و خیمه من شجر،و أُقْنه من حجر،و جمعها أُقَنٌ .ابن الأَعرابی: أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطیرَ من وُقْنَتِه،و هی مَحْضِنُه،و کذلک یُوقَنُ إذا اصطاد الحمام من مَحاضِنها فی رؤُوس الجبال. و التَّوَقُّن:التَّوَقُّل فی الجبل،و هو الصعود فیه.أَبو عبیده:الوُقْنهُ و الأُقْنهُ و الوُکْنهُ موضع الطائر فی الجبل،و الجمع الأُقَنات و الوُقَنات و الوُکَنات ;قال الطرماح: فی شَناظِی أُقَنٍ ،بینَها عُرَّهُ الطیرِ کصَوم النَّعامِ الجوهری: الأُقْنهُ بیت یُبْنی من حجر،و الجمع أُقَنٌ مثل رُکْبه و رُکَب،و أَنشد بیت الطرماح.

ألن:

فرس أَلِنٌ :مجتمع بعضه علی بعض ;قال المرّار الفقعسی: أَلِنٌ إذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وهِلاً تَمْسَحُه،ما یَسْتَقِرّ.

ألبن:

قال ابن الأَثیر: أَلْبُونُ ،بالباء الموحده،مدینه بالیمن زعموا أَنها ذاتُ البئر المُعطَّله و القصر المَشید،قال:و قد تفتح الباء.

ألین:

فی الحدیث ذکر حصین أَلْیُون ;هو بفتح الهمزه و سکون اللام و ضم الیاء،اسم مدینه مصر قدیماً فتحها المسلمون و سمَّوْها الفُسْطاطَ ;ذکره ابن الأَثیر،

ص :20

قال:و أَلْبُونُ،بالباء الموحده،مدینهٌ بالیمن،و قد تقدم ذکرها،و الله أَعلم.

أمن:

الأَمانُ و الأَمانهُ بمعنی.و قد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ،و آمَنْتُ غیری من الأَمْن و الأَمان .و الأَمْنُ :ضدُّ الخوف.و الأَمانهُ :ضدُّ الخِیانه.و الإِیمانُ :ضدُّ الکفر.و الإِیمان :بمعنی التصدیق،ضدُّه التکذیب.یقال: آمَنَ به قومٌ و کذَّب به قومٌ،فأَما آمَنْتُه المتعدی فهو ضدُّ أَخَفْتُه.و فی التنزیل العزیز: وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ .ابن سیده: الأَمْنُ نقیض الخوف، أَمِن فلانٌ یأْمَنُ أَمْناً و أَمَناً ;حکی هذه الزجاج،و أَمَنهً و أَماناً فهو أَمِنٌ .و الأَمَنهُ : الأَمْنُ ;و منه: أَمَنَهً نُعٰاساً ،و إذ یَغْشاکم النعاسُ أَمَنهً منه ،نصَب أَمَنَهً لأَنه مفعول له کقولک فعلت ذلک حَذَر الشر ;قال ذلک الزجاج.و

16- فی حدیث نزول المسیح،علی نبینا و علیه الصلاه و السلام :و تقع الأَمَنهُ فی الأَرض. أَی الأَمْنُ ،یرید أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا یخاف أَحدٌ من الناس و الحیوان.و

14- فی الحدیث :النُّجومُ أَمَنهُ السماء،فإذا ذهبت النجومُ أَتی السماءَ ما تُوعَد،و أَنا أَمَنهٌ لأَصحابی فإذا ذهبتُ أَتی أَصحابی ما یُوعَدون،و أَصحابی أَمَنهٌ لأُمَّتی فإذا ذهبَ أصحابی أَتی الأُمَّهَ ما تُوعَد. ;أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها و ذهابَها یوم القیامه.و ذهابُ النجوم:تکوِیرُها و انکِدارُها و إعْدامُها،و أَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بینهم من الفِتَن،و کذلک أَراد بوعْد الأُمّه،و الإِشارهُ فی الجمله إلی مجیء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخیر،فإنه لما کان بین الناس کان یُبَیِّن لهم ما یختلفون فیه،فلما تُوفِّی جالت الآراءُ و اختلفت الأَهْواء،فکان الصَّحابهُ یُسْنِدونَ الأَمرَ إلی الرسول فی قول أَو فعل أَو دلاله حال،فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ و قَویَت الظُّلَمُ،و کذلک حالُ السماء عند ذهاب النجوم ;قال ابن الأَثیر:و الأَمَنهُ فی هذا الحدیث جمع أَمینٍ و هو الحافظ.و قوله عز و جل: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثٰابَهً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً ;قال أَبو إسحق:أَراد ذا أَمْنٍ ،فهو آمِنٌ و أَمِنٌ و أَمِین ;عن اللحیانی،و رجل أَمِن و أَمین بمعنی واحد.و فی التنزیل العزیز: وَ هٰذَا الْبَلَدِ اَلْأَمِینِ ;أَی الآمِن ،یعنی مکه،و هو من الأَمْنِ ;و قوله: أَ لم تعْلمِی،یا أَسْمَ،ویحَکِ أَننی حلَفْتُ یمیناً لا أَخونُ یَمینی قال ابن سیده:إنما یرید آمنِی .ابن السکیت:و الأَمینُ المؤتمِن .و الأَمین : المؤتَمَن ،من الأَضداد ;و أَنشد ابن اللیث أَیضاً:لا أَخونُ یَمِینی أَی الذی یأْتَمِنُنی .الجوهری:و قد یقال الأَمینُ المأْمونُ کما قال الشاعر: لا أَخون أَمینی ... أَی مأْمونِی.و قوله عز و جل: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقٰامٍ أَمِینٍ ;أَی قد أَمِنُوا فیه الغِیَرَ.و أَنتَ فی آمِنٍ أَی فی أَمْنٍ کالفاتح.و قال أَبو زیاد:أَنت فی أَمْنٍ من ذلک أَی فی أَمانٍ .و رجل أُمَنَهٌ :یأْمَنُ کلَّ أَحد،و قیل: یأْمَنُه الناسُ و لا یخافون غائلَته ;و أُمَنَهٌ أَیضاً:موثوقٌ به مأْمونٌ،و کان قیاسُه أُمْنهً ،أَ لا تری أَنه لم یعبَّر عنه هاهنا إلا بمفعول ؟اللحیانی:یقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابهً إیماناً أَی ما وَثِقْت،و الإِیمانُ عنده الثِّقهُ.و رجل أَمَنهٌ ،بالفتح:للذی یُصَدِّق بکل ما یسمع و لا یُکَذِّب بشیء.و رجل أَمَنهٌ أَیضاً إذا کان یطمئنّ إلی کل واحد و یَثِقُ بکل أَحد،و کذلک الأُمَنَهُ ،مثال الهُمَزه.و یقال: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إیماناً ، فأَمِنَ یأْمَنُ ،و العدُوُّ مُؤْمَنٌ ،و أَمِنْتُه علی کذا و أْتَمَنْتُه بمعنًی،و قرئ: ما لَک لا تأَمَننا علی یوسف ،بین الإِدغامِ و الإِظهارِ ;قال الأَخفش:و الإِدغامُ أَحسنُ.

ص :21

و تقول: اؤتُمِن فلانٌ،علی ما لم یُسمَّ فاعلُه،فإن ابتدأْت به صیَّرْت الهمزه الثانیه واواً،لأَن کلَّ کلمه اجتمع فی أَولها هَمزتانِ و کانت الأُخری منهما ساکنه،فلک أَن تُصَیِّرها واواً إذا کانت الأُولی مضمومه،أَو یاءً إن کانت الأُولی مکسوره نحو إیتَمَنه ،أَو أَلفاً إن کانت الأُولی مفتوحه نحو آمَنُ .و

17- حدیث ابن عمر :أَنه دخل علیه ابنُه فقال:إنّی لا إیمَنُ أَن یکون بین الناسِ قتالٌ. أَی لا آمَنُ،فجاء به علی لغه من یکسر أَوائل الأَفعال المستقبله نحو یِعْلَم و نِعْلم،فانقلبت الأَلف یاء للکسره قبلها.و اسْتأْمَنَ إلیه:دخل فی أَمانِه،و قد أَمَّنَه و آمَنَه .و قرأَ أَبو جعفر المدنیّ:لستَ مُؤَمَّناً أَی لا نُؤَمِّنک.و المَأْمَنُ :موضعُ الأَمْنِ.و الأَمِنُ :المستجیرُ لیَأْمَنَ علی نفسه ;عن ابن الأَعرابی ;و أَنشد: فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ و َبِرْ، وَ سَحِّ أَیْمانٍ قَلیلاتِ الأَشرْ أَی لا إجاره،أَحْسِبُوه:أَعطُوه ما یَکْفیه،و قرئَ فی سوره براءه: إنهم لا إِیمانَ لهم ;مَنْ قرأَه بکسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا و أَمَّنُوا المسلمین لم یَفُوا و غَدَروا،و الإِیمانُ هاهنا الإِجارهُ.و الأَمانهُ و الأَمَنهُ :نقیضُ الخیانه لأَنه یُؤْمَنُ أَذاه،و قد أَمِنَه و أَمَّنَه و أْتَمَنَهُ و اتَّمَنه ;عن ثعلب،و هی نادره،و عُذْرُ مَن قال ذلک أَن لفظه إذا لم یُدْغم یصیر إلی صوره ما أَصلُه حرفُ لین،فذلک قولهم فی افْتَعَل من الأَکل إیتَکَلَ،و من الإِزْرهِ إیتَزَرَ،فأَشْبه حینئذٍ إیتَعَدَ فی لغه من لم یُبْدِل الفاء یاء،فقال اتَّمَنَ لقول غیره إیتَمَنَ ،و أَجود اللغتین إقرارُ الهمزه،کأَن تقول ائتمن ،و قد یُقَدِّر مثلُ هذا فی قولهم اتَّهَلَ،و اسْتَأْمَنه کذلک.و تقول: اسْتَأْمَننی فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إیماناً .و

16- فی الحدیث :المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ . ; مُؤْتَمَنُ القوم:الذی یثِقون إلیه و یتخذونه أَمِیناً حافظاً،تقول: اؤتُمِنَ الرجل،فهو مُؤْتَمَن ،یعنی أَن المؤذِّنَ أَمینُ الناسِ علی صلاتهم و صیامهم.و

16- فی الحدیث :المَجالِسُ بالأَمانهِ . ;هذا ندْبٌ إِلی ترکِ إعادهِ ما یَجْرِی فی المجلس من قولٍ أَو فعلٍ،فکأَنَّ ذلک أَمانهٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه،و الأَمانهُ تقع علی الطاعه و العباده و الودیعه و الثِّقهِ و الأَمان ،و قد جاء فی کل منها حدیث.و

16- فی الحدیث : الأَمانهُ غِنًی. أَی سبب الغنی،و معناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها کثُر مُعاملوه فصار ذلک سبباً لِغناه.و

16- فی حدیث أَشْراطِ الساعه :و الأَمانه مَغْنَماً. أَی یری مَن فی یده أَمانهٌ أَن الخِیانَه فیها غَنیمهٌ قد غَنِمها.و

16- فی الحدیث :الزَّرعُ أَمانهٌ و التاجِرُ فاجرٌ. ;جعل الزرع أَمانَهً لسلامتِه من الآفات التی تقع فی التِّجاره من التَّزَیُّدِ فی القول و الحَلِف و غیر ذلک.و یقال:ما کان فلانٌ أَمیناً و لقد أَمُنَ یأْمُنُ أَمانهً .و رجلٌ أَمینٌ و أُمّانٌ أَی له دینٌ،و قیل: مأْمونٌ به ثِقَهٌ ;قال الأَعشی: و لَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الأُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ،بالضم و التشدید:هو الأَمینُ ،و قیل:هو ذو الدِّین و الفضل،و قال بعضهم: الأُمّان الذی لا یکتب لأَنه أُمِّیٌّ،و قال بعضهم: الأُمّان الزرّاع ;و قول ابن السکیت: شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْی یُدْعی المَشُوَّ،طعْمُه کالشَّرْی الأَزهری:قرأْت فی نوادر الأَعراب أَعطیت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالی،و لم یفسّر ;قال أَبو منصور:کأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالی و مِنْ خالص دَواءِ المَشْی.ابن

ص :22

سیده:ما أَحْسَنَ أَمَنَتَک و إِمْنَک أَی دِینَکَ و خُلُقَکَ.و آمَنَ بالشیء:صَدَّقَ و أَمِنَ کَذِبَ مَنْ أَخبره.الجوهری:أَصل آمَنَ أَأْمَنَ،بهمزتین،لُیِّنَت الثانیه،و منه المُهَیْمِن ،و أَصله مُؤَأْمِن،لُیِّنَتْ الثانیهُ و قلبت یاء و قلبت الأُولی هاء،قال ابن بری:قوله بهمزتین لُیِّنَتْ الثانیه،صوابه أَن یقول أُبدلت الثانیه ;و أَما ما ذکره فی مُهَیْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُیِّنَتْ الهمزهُ الثانیه و قلبت یاءً لا یصحُّ،لأَنها ساکنه،و إنما تخفیفها أَن تقلب أَلفاً لا غیر،قال:فثبت بهذا أَن مُهَیْمِناً منْ هَیْمَنَ فهو مُهَیْمِنٌ لا غیر.و حدَّ الزجاجُ الإِیمانَ فقال: الإِیمانُ إظهارُ الخضوع و القبولِ للشَّریعه و لِما أَتَی به النبیُّ،صلی الله علیه و سلم،و اعتقادُه و تصدیقُه بالقلب،فمن کان علی هذه الصِّفه فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غیر مُرْتابٍ و لا شاکٍّ،و هو الذی یری أَن أَداء الفرائض واجبٌ علیه لا یدخله فی ذلک ریبٌ.و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا ;أَی بمُصدِّقٍ.و الإِیمانُ :التصدیقُ.التهذیب:و أَما الإِیمانُ فهو مصدر آمَنَ یُؤْمِنُ إیماناً ،فهو مُؤْمِنٌ .و اتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَویّین و غیرهم أَن الإِیمانَ معناه التصدیق.قال الله تعالی: قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا (1)قال:و هذا موضع یحتاج الناس إلی تَفْهیمه و أَین یَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم و أَیْنَ یَسْتَویانِ،و الإِسْلامُ إظهارُ الخضوع و القبول لما أَتی به النبی،صلی الله علیه و سلم،و به یُحْقَنُ الدَّمُ،فإن کان مع ذلک الإِظْهارِ اعتِقادٌ و تصدیق بالقلب،فذلک الإِیمانُ الذی یقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ،و هو المؤمنُ بالله و رسوله غیر مُرْتابٍ و لا شاکٍّ،و هو الذی یری أَن أَداء الفرائض واجبٌ علیه،و أَن الجِهادَ بنفسِه و ماله واجبٌ علیه لا یدخله فی ذلک رَیْبٌ فهو المؤمنُ و هو المسلمُ حقّاً،کما قال الله عز و جل: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتٰابُوا وَ جٰاهَدُوا بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أُولٰئِکَ هُمُ الصّٰادِقُونَ ;أَی أُولئک الذین قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون،فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشریعه و اسْتَسْلَم لدفع المکروه فهو فی الظاهر مُسْلمٌ و باطِنُه غیرُ مصدِّقٍ،فذلک الذی یقول أَسْلَمْتُ لأَن الإِیمان لا بدّ من أَن یکون صاحبُه صِدِّیقاً،لأَن قولَکَ آمَنْتُ بالله،أَو قال قائل آمَنْتُ بکذا و کذا فمعناه صَدَّقْت،فأَخْرج الله هؤلاء من الإِیمان فقال: وَ لَمّٰا یَدْخُلِ اَلْإِیمٰانُ فِی قُلُوبِکُمْ ;أَی لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصدیق مثلَ ما یُظْهِرُ،و المسلمُ التامُّ الإِسلامِ مُظْهرٌ للطاعه مؤمنٌ بها،و المسلمُ الذی أَظهر الإِسلامَ تعوُّذاً غیرُ مؤمنٍ فی الحقیقه،إلاّ أَن حُکْمَه فی الظاهر حکمُ المسلمین.و قال الله تعالی حکایه عن إخْوه یوسف لأَبیهم: مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا وَ لَوْ کُنّٰا صٰادِقِینَ ;لم یختلف أَهل التفسیر أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا،و الأَصلُ فی الإِیمان الدخولُ فی صِدْقِ الأَمانهِ التی ائْتَمَنه الله علیها،فإذا اعتقد التصدیقَ بقلبه کما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّی الأَمانهَ و هو مؤمنٌ ،و من لم یعتقد التصدیق بقلبه فهو غیر مؤدٍّ للأَمانه التی ائتمنه الله علیها،و هو مُنافِقٌ،و مَن زعم أَن الإِیمان هو إظهار القول دون التصدیقِ بالقلب فإنه لا یخلو من وجهین أَحدهما أَن یکون مُنافِقاً یَنْضَحُ عن المنافقین تأْییداً لهم،أَو یکون جاهلاً لا یعلم ما یقول و ما یُقالُ له،أَخْرَجَه الجَهلُ و اللَّجاجُ إِلی عِنادِ الحقِّ و تَرْکِ قبولِ الصَّوابِ،أَعاذنا الله من هذه الصفه و جعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم،أَو جَهِل

ص :23

فتعلّم ممن عَلِمَ،و سلَّمَنا من آفات أَهل الزَّیْغ و البِدَع بمنِّه و کرمه.و فی قول الله عز و جل: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتٰابُوا وَ جٰاهَدُوا بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أُولٰئِکَ هُمُ الصّٰادِقُونَ ;ما یُبَیّنُ لک أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفه،و أَن مَن لم یتضمّنْ هذه الصفه فلیس بمؤمنٍ ،لأَن إنما فی کلام العرب تجیء لِتَثْبیتِ شیءٍ و نَفْیِ ما خالَفَه،و لا قوّهَ إلا بالله.و أَما قوله عز و جل: إِنّٰا عَرَضْنَا اَلْأَمٰانَهَ عَلَی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ کٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً ;فقد

17- روی عن ابن عباس و سعید بن جبیر أَنهما قالا : الأَمانهُ هاهنا الفرائضُ التی افْتَرَضَها الله تعالی علی عباده. ;و

17- قال ابن عمر :عُرِضَت علی آدمَ الطاعهُ و المعصیهُ و عُرِّفَ ثوابَ الطاعه و عِقَابَ المعْصیه،قال:و الذی عندی فیه أَن الأَمانه هاهنا النِّیّهُ التی یعتقدها الإِنسان فیما یُظْهِره باللّسان من الإِیمان و یؤَدِّیه من جمیع الفرائض فی الظاهر،لأَن الله عز و جل ائْتَمَنَه علیها و لم یُظْهِر علیها أَحداً من خَلْقِه،فمن أَضْمر من التوحید و التصدیق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّی الأَمانهَ ،و من أَضمَر التکذیبَ و هو مُصَدِّقٌ باللسان فی الظاهر فقد حَمَل الأَمانهَ و لم یؤدِّها،و کلُّ مَنْ خان فیما اؤتُمِنَ علیه فهو حامِلٌ،و الإِنسان فی قوله: وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ ;هو الکافر الشاکُّ الذی لا یُصدِّق،و هو الظَّلُوم الجهُولُ،یَدُلُّک علی ذلک قوله: لِیُعَذِّبَ اللّٰهُ الْمُنٰافِقِینَ وَ الْمُنٰافِقٰاتِ وَ الْمُشْرِکِینَ وَ الْمُشْرِکٰاتِ وَ یَتُوبَ اللّٰهُ عَلَی اَلْمُؤْمِنِینَ وَ اَلْمُؤْمِنٰاتِ وَ کٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً . و

14- فی حدیث ابن عباس قال،صلی الله علیه و سلم : الإِیمانُ أَمانهٌ و لا دِینَ لِمَنْ لا أَمانهَ له. و

14- فی حدیث آخر :لا إیمانَ لِمَنْ لا أَمانهَ له. و قوله عز و جل: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ کٰانَ فِیهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِینَ ;قال ثعلب: المؤمِنُ بالقلب و المُسلِمُ باللسان،قال الزجاج:صفهُ المؤمن بالله أَن یکون راجیاً ثوابَه خاشیاً عقابه.و قوله تعالی: یُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ ;قال ثعلب:یُصَدِّق اللهَ و یُصدق المؤمنین،و أَدخل اللام للإِضافه،فأَما

16- قول بعضهم :لا تجِدُه مؤمناً حتی تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب. أَی مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه.و

14- فی حدیث أَنس:أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ،و المسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه و یَدِه،و المُهاجِرُ من هَجَر السُّوءَ،و الذی نفسی بیده لا یدخلُ رجلٌ الجنه لا یَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه. و

14- فی الحدیث عن ابن عمر قال :أَتی رجلٌ رسولَ الله،صلی الله علیه و سلم،و قال:مَنِ المُهاجرُ ؟فقال:مَنْ هجَر السیئاتِ،قال:فمَن المؤمنُ ؟قال:من ائْتَمَنه الناس علی أَموالِهم و أَنفسهم،قال:فَمَن المُسلِم ؟قال:مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه و یده،قال:فمَن المجاهدُ ؟قال:مَنْ جاهدَ نفسَه. قال النضر:و قالوا للخلیل ما الإِیمانُ ؟قال:الطُّمأْنینهُ،قال:و قالوا للخلیل تقول أَنا مؤمنٌ ،قال:لا أَقوله،و هذا تزکیه.ابن الأَنباری:رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله و رسوله.و آمَنْت بالشیء إذا صَدَّقْت به ;و قال الشاعر: و مِنْ قَبْل آمَنَّا ،و قد کانَ قَوْمُنا یُصلّون للأَوثانِ قبلُ،محمدا معناه و من قبلُ آمَنَّا محمداً أَی صدَّقناه،قال:و المُسلِم المُخْلِصُ لله العباده.و قوله عز و جل فی قصه موسی،علیه السلام: وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِینَ ;أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنین بأَنّک لا تُرَی فی الدنیا.و

16- فی الحدیث :نَهْرانِ مؤمنانِ و نَهْرانِ کافرانِ:أَما المؤمنانِ

ص :24

فالنیلُ و الفراتُ،و أَما الکافران فدِجْلهُ و نهْرُ بَلْخ. ،جعلهما مؤمنَیْن علی التشبیه لأَنهما یفیضانِ علی الأَرضِ فیَسقِیانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونهٍ،و جعل الآخَرَیْنِ کافِرَیْن لأَنهما لا یسقِیانِ و لا یُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونه و کُلفهٍ،فهذان فی الخیرِ و النفعِ کالمُؤْمِنَیْنِ ،و هذان فی قلَّه النفع کالکافِرَین.و

16- فی الحدیث :لا یَزْنی الزانی و هو مُؤْمِنٌ . ;قیل:معناه النَّهْی و إن کان فی صوره الخبر،و الأَصلُ حذْفُ الیاء من یَزْنی أَی لا یَزْنِ المؤمنُ و لا یَسْرِقْ و لا یَشْرَبْ،فإن هذه الأَفعال لا تلیقُ بالمؤمنین ،و قیل:هو وعیدٌ یُقْصَدُ به الرَّدْع،

14- کقوله علیه السلام :لا إیمانَ لمنْ لا أمانه له. ،و

14- المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه و یدِه. ،و قیل:معناه لا یَزْنی و هو کاملُ الإِیمانِ ،و قیل:معناه أَن الهوی یُغطِّی الإِیمانَ ،فصاحِبُ الهَوی لا یَزنی إلاّ هواه و لا ینْظُر إلی إیمانه الناهی له عن ارتکابِ الفاحشه،فکأَنَّ الإِیمانَ فی تلک الحاله قد انْعَدم،قال:و

17- قال ابن عباس،رضی الله عنهما : الإِیمانُ نَزِهٌ،فإِذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه. ;و منه

16- الحدیث :إذا زَنَی الرجلُ خرجَ منه الإِیمانُ فکان فوقَ رأْسه کالظُّلَّهِ،فإِذا أَقْلَع رجَع إلیه الإِیمانُ . ،قال:و کلُّ هذا محمول علی المجاز و نَفْی الکمالِ دون الحقیقه و رفع الإِیمان و إِبْطالِه.و

16- فی حدیث الجاریه :أَعْتِقْها فإنها مُؤمِنهٌ . ;إنما حکَمَ بإیمانِها بمُجرَّد سُؤاله إیاها:أَین الله ؟و إشارَتِها إلی السماء،و بقوله لها:مَنْ أَنا ؟فأَشارت إلیه و إلی السماء،یعنی أَنْتَ رسولُ الله،و هذا القدر لا یکفی فی ثبوت الإِسلام و الإِیمان دون الإِقرار بالشهادَتَیْن و التبرِّی من سائر الأَدیان،و إنما حکم علیه السلام بذلک لأَنه رأی منها أَماره الإِسلام و کوْنَها بین المسلمین و تحت رِقِّ المُسْلِم،و هذا القدر یکفی علَماً لذلک،فإن الکافر إذا عُرِضَ علیه الإِسلامُ لم یُقْتَصَرْ منه علی قوله إنی مُسْلِمٌ حتی یَصِفَ الإِسلامَ بکماله و شرائِطه،فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه فی الکفر و الإِیمان فقال إنی مُسْلِم قَبِلْناه،فإذا کان علیه أَمارهُ الإِسلامِ من هَیْئَهٍ و شارهٍ و دارٍ کان قبولُ قوله أَولی،بل یُحْکَمُ علیه بالإِسلام و إنْ لم یَقُلْ شیئاً.و

17- فی حدیث عُقْبه بن عامر :أَسْلم الناسُ و آمَنَ عمرُو بن العاص. ;کأَنَّ هذا إشارهٌ إلی جماعهٍ آمَنوا معه خوفاً من السیف و أنَّ عَمْراً کان مُخْلِصاً فی إیمانه ،و هذا من العامّ الذی یُرادُ به الخاصّ.و

14- فی الحدیث :ما مِنْ نبیٍّ إلاَّ أُعْطِیَ منَ الآیاتِ ما مثلُه آمَنَ علیه البَشَرُ،و إنما کان الذی أُوتِیتُهُ وحْیاً أَوْحاهُ اللهُ إِلیَّ. أَی آمَنوا عند مُعایَنه ما آتاهم من الآیاتِ و المُعْجِزات،و أَراد بالوَحْیِ إعْجازَ القرآن الذی خُصَّ به،فإنه لیس شیء من کُتُبِ الله المُنزَّله کان مُعْجِزاً إلا القرآن.و

14- فی الحدیث :مَنْ حَلَف بالأَمانهِ فلیس مِنَّا. ;قال ابن الأَثیر:یشبه أَن تکون الکراههُ فیه لأَجل أَنه أُمِر أَن یُحْلَفَ بأَسماءِ الله و صفاتِه،و الأَمانهُ أَمرٌ من أُمورِه،فنُهُوا عنها من أَجل التسویه بینها و بین أَسماء الله،کما نُهوا أَن یحلِفوا بآبائهم.و إذا قال الحالفُ:و أَمانهِ الله،کانت یمیناً عند أَبی حنیفه،و الشافعیُّ لا یعدُّها یمیناً.و

16- فی الحدیث :أَسْتَوْدِعُ الله دینَکَ و أَمانتَکَ . أَی أَهلک و مَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَکَ منهم،و مالَکَ الذی تُودِعُه و تستَحْفِظُه أَمِینَک و وکِیلَکَ.و الأَمینُ :القویُّ لأَنه یُوثَقُ بقوَّتِه.و ناقهٌ أَمون :أَمینهٌ وثِیقهُ الخَلْقِ،قد أُمِنَتْ أَن تکون ضعیفهً،و هی التی أُمِنتْ العِثَارَ و الإِعْیاءَ،و الجمع أُمُنٌ ،قال:و هذا فعولٌ جاء فی موضع

ص :25

مَفْعولهٍ،کما یقال:ناقه عَضوبٌ و حَلوبٌ.و آمِنُ المالِ:ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن یُنْحَرَ،عنَی بالمال الإِبلَ،و قیل:هو الشریفُ من أَیِّ مالٍ کانَ،کأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن یُبْذَل ;قال الحُوَیْدره: و نَقِی بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا، و نُجِرُّ فی الهَیْجا الرِّماحَ و ندَّعی. قولُه:و نَقِی بآمِنِ مالِنا (1).أَی و نَقِی بخالِصِ مالِنا،نَدَّعی ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا فی الحرب.و آمِنُ الحِلْم:وَثِیقُه الذی قد أَمِنَ اخْتِلاله و انْحِلاله ;قال: و الخَمْرُ لَیْسَتْ منْ أَخیکَ،و لکنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ و یروی: ...تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَی بتامِّه.التهذیب:و اَلْمُؤْمِنُ مِن أَسماءِ الله تعالی الذی وَحَّدَ نفسَه بقوله: وَ إِلٰهُکُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ ،و بقوله: شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ ،و قیل: اَلْمُؤْمِنُ فی صفه الله الذی آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه،و قیل: اَلْمُؤْمِنُ الذی آمَنَ أَوْلیاءَه عذابَه،قال:قال ابن الأَعرابی قال المنذری سمعت أَبا العباس یقول: المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ،یذهب إلی أَنَّ الله تعالی یُصدّق عبادَه المسلمین یومَ القیامه إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبلیغ رُسُلِهم،فیقولون:ما جاءنا مِنْ رسولٍ و لا نذیر،و یکذِّبون أَنبیاءَهم،و یُؤْتَی بأُمَّه محمد فیُسْأَلون عن ذلک فیُصدِّقونَ الماضِینَ فیصدِّقُهم الله،و یصدِّقهم النبیُّ محمد،صلی الله علیه و سلم،و هو قوله تعالی: فَکَیْفَ إِذٰا ... جِئْنٰا بِکَ عَلیٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِیداً ،و قوله: وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ ;أَی یصدِّقُ المؤْمنین ;و قیل: اَلْمُؤْمِنُ الذی یَصْدُق عبادَه،ما وَعَدَهم،و کلُّ هذه الصفات لله عز و جل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إلیه عبادَه من توحید،و کأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه و ما وَعَدَنا من البَعْثِ و الجنَّهِ لمن آمَنَ به،و النارِ لمن کفرَ به،فإنه مصدِّقٌ وعْدَه لا شریک له.قال ابن الأَثیر:فی أَسماء الله تعالی اَلْمُؤْمِنُ ،هو الذی یَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإِیمانِ التصدیقِ،أَو یُؤْمِنُهم فی القیامه عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف.المحکم: اَلْمُؤْمِنُ اللهُ تعالی یُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه،و هو اَلْمُهَیْمِنُ ;قال الفارسی:الهاءُ بدلٌ من الهمزه و الیاء مُلْحِقهٌ ببناء مُدَحْرِج ;و قال ثعلب:هو اَلْمُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه،و اَلْمُهَیْمِنُ الشاهدُ علی الشیء القائمُ علیه.و الإِیمانُ :الثِّقَهُ.و ما آمنَ أَن یَجِدَ صَحابهً أَی ما وَثِقَ،و قیل:معناه ما کادَ.و المأْمونهُ من النساء:المُسْتراد لمثلها.قال ثعلب:فی الحدیث الذی

14- جاء ما آمَنَ بی مَن باتَ شَبْعانَ و جارُه جائعٌ. ;معنی ما آمَنَ بی شدیدٌ أَی ینبغی له أَن یُواسیَه.و آمینَ و أَمینَ :کلمهٌ تقال فی إثْرِ الدُّعاء ;قال الفارسی:هی جملهٌ مرکَّبه من فعلٍ و اسم،معناه اللهم اسْتَجِبْ لی،قال:و دلیلُ ذلک

16- أَن موسی،علیه السلام،لما دعا علی فرعون و أَتباعه فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلیٰ أَمْوٰالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ ،قال هارون،علیه السلام: آمِینَ . ،فطبَّق الجمله بالجمله،و قیل:معنی آمینَ کذلک یکونُ،و یقال: أَمَّنَ الإِمامُ تأْمیناً إذا قال بعد الفراغ من أُمِّ الکِتاب آمین ،و أَمَّنَ فلانٌ تأْمیناً .الزجاج فی قول القارئ بعد الفراغ من فاتحه الکتاب آمینَ :فیه لغتان:تقول العرب أَمِینَ بِقَصْرِ الأَلف،و آمینَ بالمد،و المدُّ أَکثرُ،و أَنشد فی لغه مَنْ قَصَر:

ص :26

تباعَدَ منِّی فُطْحُلٌ،إذ سأَلتُه

أَمینَ ،فزادَ اللهُ ما بیْننا بُعْدا

و روی ثعلب فُطْحُل،بضم الفاء و الحاء،أَرادَ زادَ اللهُ ما بیننا بُعْداً أَمین ;و أَنشد ابن بری لشاعر: سَقَی الله حَیّاً بین صارهَ و الحِمَی، و قال عُمَر بن أَبی ربیعه فی لغه مَنْ مدَّ آمینَ : یا ربِّ لا تَسْلُبَنِّی حُبَّها أَبَداً، و یرْحمُ اللهُ عَبْداً قال: آمِینا قال:و معناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ،و قیل:هو إیجابٌ ربِّ افْعَلْ قال:و هما موضوعان فی موضع اسْمِ الاستحابهِ،کما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُکوتٍ،قال:و حقُّهما من الإِعراب الوقفُ لأَنهما بمنزله الأَصْواتِ إذا کانا غیرَ مشتقین من فعلٍ،إلا أَن النون فُتِحت فیهما لالتقاء الساکنین و لم تُکسر النونُ لثقل الکسره بعد الیاء،کما فتحوا أَینَ و کیفَ،و تشدیدُ المیم خطأٌ،و هو مبنیٌّ علی الفتح مثل أَینَ و کیف لاجتماع الساکنین.قال ابن جنی:قال أَحمد بن یحیی قولهم آمِینَ هو علی إشْباع فتحهِ الهمزه،و نشأَت بعدها أَلفٌ،قال:فأَما قول أَبی العباس إنَّ آمِینَ بمنزله عاصِینَ فإنما یریدُ به أَن المیم خفیفه کصادِ عاصِینَ،لا یُریدُ به حقیقهَ الجمع،و کیف ذلک و قد حکی عن الحسن،رحمه الله،أَنه قال: آمین اسمٌ من أَسماء الله عز و جل،و أَین لک فی اعتقاد معنی الجمع مع هذا التفسیر ؟و قال مجاهد: آمین اسم من أَسماء الله ;قال الأَزهری:و لیس یصح کما قاله عند أَهل اللغه أَنه بمنزله یا الله و أَضمر اسْتَجِبْ لی،قال:و لو کان کما قال لرُفِعَ إذا أُجْرِی و لم یکن منصوباً.و

17- روی الأَزهری عن حُمَیْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ کُلْثومٍ بنت عُقبه فی قوله تعالی: وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاٰهِ ،قالت:غُشِیَ علی عبد الرحمن بن عوفٍ غَشیهَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فیها،فخرجت امرأَته أُم کلثوم إلی المسجد تسْتَعین بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعینَ به من الصَّبْرِ و الصَّلاهِ،فلما أَفاقَ قال:أَ غُشِیَ علیَّ ؟قالوا:نعمْ،قال:صدَقْتُمْ،إنه أَتانی مَلَکانِ فی غَشْیَتِی فقالا:انْطلِقْ نحاکِمْکَ إلی العزیز الأَمین ،قال:فانطَلَقا بی،فلقِیَهُما مَلَکٌ آخرُ فقال:و أَین تُرِیدانِ به ؟قالا:نحاکمه إلی العزیز الأَمین ،قال:فارْجِعاه فإن هذا ممن کتَب الله لهم السعادهَ و هم فی بطون أُمَّهاتهم،و سَیُمَتِّعُ الله به نبیَّه ما شاء الله،قال:فعاش شهراً ثم ماتَ. و التَّأْمینُ :قولُ آمینَ .و

14- فی حدیث أَبی هریره:أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال : آمین خاتَمُ ربِّ العالمین علی عباده المؤمنین . ;قال أَبو بکر:معناه أَنه طابَعُ الله علی عبادِه لأَنه یَدْفعُ به عنهم الآفات و البَلایا،فکان کخاتَم الکتاب الذی یَصُونه و یمنع من فسادِه و إِظهارِ ما فیه لمن یکره علمه به و وُقوفَه علی ما فیه.و

16- عن أَبی هریره أَنه قال : آمینَ درجهٌ فی الجنَّه. ;قال أَبو بکر:معناه أَنها کلمهٌ یکتَسِبُ بها قائلُها درجهً فی الجنه.و

16- فی حدیث بلال :لا تسْبِقْنی بآمینَ . ;قال ابن الأَثیر:یشبه أَن یکون بلالٌ کان یقرأُ الفاتحهَ فی السَّکتهِ الأُولی من سکْتَتَی الإِمام،فربما یبقی علیه منها شیءٌ و رسول الله،صلی الله علیه و سلم،قد فرَغ من قراءتِها،فاسْتَمْهَلَه بلال فی التأْمینِ بِقَدْرِ ما یُتِمُّ فیه قراءهَ بقیَّهِ السوره حتی یَنَالَ برکهَ موافَقتِه فی التّأْمین .

ص :27

أنن:

أَنَّ الرجلُ من الوجع یَئِنُّ أَنیناً ،قال ذو الرمه: یَشْکو الخِشاشَ و مَجْری النَّسْعَتَین،کما أَنَّ المرِیضُ،إلی عُوَّادِه،الوَصِبُ و الأُنانُ ،بالضم:مثل الأَنینِ ;و قال المغیره بن حَبْناء یخاطب أَخاه صخراً: أَراکَ جَمَعْتَ مسْأَلهً و حِرْصاً، و عند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا و ذکر السیرافی أَن أُناناً هنا مثل خُفافٍ و لیس بمصدر فیکون مثل زَحّار فی کونه صفه،قال:و الصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر،قال:و کذلک التأْنانُ ;و قال: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ ملقوحه:منصوبهٌ بالعِدَه،و هی بمعنی مُلْقَحَهً،و المعنی أَنها عِدهٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا یکون فیه سَقْبٌ مُلْقَحه.ابن سیده: أَنَّ الرجلُ یَئِنُّ أَنّاً و أَنیناً و أُناناً و أَنَّهً تأَوَّه.التهذیب: أَنَّ الرجلُ یَئِنُّ أَنیناً و أَنَتَ یأْنِتُ أَنیتاً و نأَتَ یَنْئِتُ نَئِیتاً بمعنی واحد.و رجل أَنّانٌ و أُنانٌ و أُنَنهٌ :کثیرُ الأَنین ،و قیل: الأُنَنهُ الکثیرُ الکلام و البَثِّ و الشَّکْوَی،و لا یشتقّ منه فعل،و إذا أَمرت قلت: إینِنْ لأَن الهمزتین إذا التَقَتا فسکنت الأَخیره اجتمعوا علی تَلْیینِها،فأَما فی الأَمر الثانی فإنه إذا سکنت الهمزه بقی النونُ مع الهمزه و ذهبت الهمزه الأُولی.و یقال للمرأَه:إنِّی،کما یقال للرجل اقْرِرْ،و للمرأَه قِرِّی،و امرأَه أنّانهٌ کذلک.و

17- فی بعض وصایا العرب :لا تَتّخِذْها حَنَّانهً و لا مَنّانهً و لا أَنّانهً . و ما له حانَّهٌ و لا آنّهٌ أَی ما لَه ناقهٌ و لا شاهٌ،و قیل:الحانّهُ الناقهُ و الآنّهُ الأَمَهُ تَئِنّ من التعب.و أَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنیناً :أَلانت صوتَها و مَدّته ;حکاه أَبو حنیفه ;و أَنشد قول رؤبه: تِئِنُّ حینَ تجْذِبُ المَخْطوما، أَنین عَبْرَی أَسْلَمت حَمیما. و الأُنَنُ :طائرٌ یَضْرِبُ إلی السَّواد،له طَوْقٌ کهیئه طَوْق الدُّبْسِیّ،أَحْمَرُ الرِّجْلین و المِنْقار،و قیل:هو الوَرَشان،و قیل:هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود،و صوتُه أَنِینٌ :أُوهْ أُوهْ.و إنَّه لَمِئنّهٌ أَن یفعل ذلک أَی خَلیقٌ،و قیل:مَخْلَقه من ذلک،و کذلک الإِثنان و الجمع و المؤنث،و قد یجوز أَن یکون مَئِنّهٌ فَعِلَّهً،فعلی هذا ثلاثیٌّ.و أَتاه علی مَئِنّهِ ذلک أَی حینهِ و رُبّانِه.و

16- فی حدیث ابن مسعود :إنّ طُولَ الصلاهِ و قِصَرَ الخُطْبهِ مَئِنّهٌ من فِقْهِ الرجل. أَی بیانٌ منه. أَبو زید:إنّه لَمَئِنّهٌ أَن یفعل ذلک،و أَنتما و إنّهنّ لَمَئِنّهٌ أَن تفعلوا ذلک بمعنی إنّه لخَلیق أَن یفعل ذلک ;قال الشاعر: و مَنْزِل مِنْ هَوَی جُمْلٍ نَزَلْتُ به، أَول حکایه (1).أَبو عمرو: الأَنّهُ و المَئِنّه و العَدْقهُ

ص :28

و الشَّوْزَب واحد ;و قال دُکَیْن: یَسْقِی علی درّاجهٍ خَرُوسِ، مَعْصُوبهٍ بینَ رَکایا شُوسِ، مَئِنّهٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ یقال:مکان من هلاکِ النفوس،و قولُه مکان من هلاک النفوس تفسیرٌ لِمَئِنّهٍ ،قال:و کلُّ ذلک علی أَنه بمنزله مَظِنَّه،و الخَروسُ:البَکْرهُ التی لیست بصافیه الصوتِ،و الجَروسُ،بالجیم:التی لها صوت.قال أَبو عبید:قال الأَصمعی سأَلنی شعبه عن مَئِنَّه فقلت:هو کقولک عَلامه و خَلیق،قال أَبو زید:هو کقولک مَخْلَقه و مَجْدَره ;قال أبو عبید:یعنی أَن هذا مما یُعْرَف به فِقْهُ الرجل و یُسْتَدَلُّ به علیه،قال:و کلُّ شیءٍ دلَّکَ علی شیءٍ فهو مَئِنّهٌ له ;و أَنشد للمرّار: فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا:عَرِّسوا من غَیْر تَمْئِنَهٍ لغیر مُعَرِّسِ قال أَبو منصور:و الذی رواه أَبو عبید عن الأَصمعی و أَبی زید فی تفسیر المَئِنّه صحیحٌ،و أمّا احْتِجاجُه برأْیه ببَیْت المرار فی التَّمْئِنَه للمَئِنَّه فهو غلط و سهوٌ،لأَن المیمَ فی التَّمْئِنه أَصلیهٌ،و هی فی مَئِنّهٍ مَفْعِلهٌ لیست بأَصلیه،و سیأْتی تفسیر ذلک فی ترجمه مأَن.اللحیانی:هو مَئِنَّهٌ أَن یفعل ذلک و مَظِنَّه أَن یفعل ذلک ;و أَنشد: إنَّ اکتِحالاً بالنَّقِیّ الأَمْلَجِ، و نَظَراً فی الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّهٌ منَ الفعال الأَعْوجِ فکأَن مَئِنّهً ،عند اللحیانی،مبدلٌ الهمزهُ فیها من الظاء فی المَظِنَّه،لأَنه ذکر حروفاً تُعاقِب فیها الظاءُ الهمزهَ،منها قولُهم:بیتٌ حسَنُ الأَهَرَهِ و الظَّهَرهِ.و قد أَفَرَ و ظَفَر أَی وثَب.و أَنَّ الماءَ یؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه.و فی کلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَی صُبَّه و أَغْلِه ;حکاه ابن درید،قال:و کان ابن الکلبی یرویه أُزّ ماءً و یزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحیفٌ.قال الخلیل فیما روی عنه اللیث: إنَّ الثقیلهُ تکون منصوبهَ الأَلفِ،و تکونُ مکسورهَ الأَلف،و هی التی تَنْصِبُ الأَسماء،قال:و إذا کانت مُبتَدأَهً لیس قبلها شیءٌ یُعْتمد علیه،أَو کانت مستأْنَفَهً بعد کلام قدیم و مَضَی،أَو جاءت بعدها لامٌ مؤکِّدَهٌ یُعْتمد علیها کُسِرَتْ الأَلفُ،و فیما سوی ذلک تُنْصَب الأَلف.و قال الفراء فی إنَّ :إذا جاءت بعد القول و ما تصرّف من القول و کانت حکایهً لم یَقَعْ علیها القولُ و ما تصرَّف منه فهی مکسوره،و إن کانت تفسیراً للقول نَصَبَتْها و ذلک مثل قول الله عز و جل: وَ لاٰ یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّهَ لِلّٰهِ جَمِیعاً ;و کذلک المعنی استئنافٌ کأَنه قال:یا محمد إن العزَّه لله جمیعاً،و کذلک: وَ قَوْلِهِمْ إِنّٰا قَتَلْنَا الْمَسِیحَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ ،کسَرْتَها لأَنها بعد القول علی الحکایه،قال:و أَما قوله تعالی: مٰا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّٰ مٰا أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ فإنک فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّره لِمَا و ما قد وقع علیها القولُ فنصبَها و موضعُها نصبٌ،و مثله فی الکلام:قد قلت لک کلاماً حسَناً أَنَّ أَباکَ شریفٌ و أَنک عاقلٌ،فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الکلام و الکلامُ منصوبٌ،و لو أَردْتَ تکریرَ القول علیها کسَرْتَها،قال:و قد تکون إنَّ بعد القول مفتوحهً إذا کان القول یُرافِعُها،منْ ذلک أَن تقول:قولُ عبد الله مُذُ الیومِ أَن الناس خارجون،کما تقول:قولُکَ مُذ الیومِ کلامٌ لا یُفْهم.و قال اللیث:إذا وقعت إنَّ علی الأَسماء و الصفات فهی مشدّده،و إذا

ص :29

وقعت علی فعلٍ أَو حرفٍ لا یتمکن فی صِفهٍ أَو تصریفٍ فخفِّفْها،تقول:بلغنی أَن قد کان کذا و کذا،تخفِّف من أَجل کان لأَنها فعل،و لو لا قَدْ لم تحسن علی حال من الفعل حتی تعتمد علی ما أَو علی الهاء کقولک إنما کان زید غائباً،و بلَغنی أَنه کان أَخو بکر غَنِیّاً،قال:و کذلک بلغنی أَنه کان کذا و کذا،تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ،و من ذلک قولک:إنْ رُبَّ رجل،فتخفف،فإذا اعتمدَتْ قلت:إنه رُبَّ رجل،شدَّدْت و هی مع الصفات مشدّده إنَّ لک و إنَّ فیها و إنَّ بک و أَشباهها،قال:و للعرب لغتان فی إنَّ المشدَّده:إحداهما التثقیل،و الأُخری التخفیف،فأَما مَن خفَّف فإنه یرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز یخفِّفون و ینصبون علی توهُّم الثقیله،و قرئَ: و أنْ کلاًّ لما لیُوفّینّهم ;خففوا و نصبوا ;و أَنشد الفراء فی تخفیفها مع المضمر: فلوْ أَنْکِ فی یَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِنی فِراقَک،لم أَبْخَلْ،و أَنتِ صدیقُ و أَنشد القول الآخر: لقد عَلِمَ الضَّیفُ و المُرْمِلون، قال أَبو عبید:قال الکسائی فی قوله عز و جل: وَ إِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُوا فِی الْکِتٰابِ لَفِی شِقٰاقٍ بَعِیدٍ ;کسرت إنّ لِمکان اللام التی استقبلتها فی قوله لَفی،و کذلک کلُّ ما جاءَک من أَنَّ فکان قبله شیءٌ یقع علیه فإنه منصوب،إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُکْسِره،فإن کان قبل انَّ إلا فهی مکسوره علی کل حال،اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها کقوله عز و جل: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَکَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ إِلاّٰ إِنَّهُمْ لَیَأْکُلُونَ الطَّعٰامَ ;فهذه تُکْسر و إن لم تستقبلها لامٌ،و کذلک إذا کانت جواباً لیَمین کقولک:و الله إنه لقائمٌ،فإذا لم تأْتِ باللام فهی نصبٌ:و اللهِ أَنَّکَ قائم،قال:هکذا سمعته من العرب،قال:و النحویون یکسرون و إن لم تستقبلها اللامُ.و قال أَبو طالب النحوی فیما روی عنه المنذری:أَهل البصره غیر سیبویه و ذَوِیه یقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشدیده و تُعْمِلها ;و أَنشدوا: و وَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر، کأَنْ ثَدْیَیْه حُقَّانِ أَراد کأَنَّ فخفَّف و أَعْمَلَ،قال:و قال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ و تُعْمِلها إلا مع المَکْنیّ لأَنه لا یتبیَّن فیه إعراب،فأَما فی الظاهر فلا،و لکن إذا خَفَّفوها رفَعُوا،و أَما من خفَّف و إنْ کلاًّ لمَا لیُوَفِّیَنَّهم ،فإنهم نصبوا کُلاًّ بِ لَیُوَفِّیَنَّهُمْ کأَنه قال:و إنْ لیُوفِّینَّهم کُلاًّ،قال:و لو رُفِعت کلٌّ لصلَح ذلک،تقول:إنْ زیدٌ لقائمٌ.ابن سیده: إنَّ حرف تأْکید.و قوله عز و جل: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ ،أَخبر أَبو علی أَن أَبا إسحق ذهب فیه إلی أَنَّ إنَّ هنا بمعنی نَعَمْ،و هذان مرفوعٌ بالابتداء،و أَنَّ اللامَ فی لَساحران داخلهٌ علی غیر ضروره،و أَن تقدیره نَعَمْ هذان هما ساحِران،و حکی عن أَبی إسحق أَنه قال:هذا هو الذی عندی فیه،و الله أَعلم.قال ابن سیده:و قد بیَّن أَبو علیٍّ فسادَ ذلک فغَنِینا نحن عن إیضاحه هنا.و فی التهذیب:و أَما قول الله عز و جل: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ ،فإنَّ أبا إسحق النحوی اسْتَقْصی ما قال فیه النحویون فحَکَیْت کلامه.قال:قرأَ المدنیُّون و الکوفیون إلا عاصماً: إنَّ هذان لَساحِران ،و روی عن عاصم أَنه قرأَ: إِنْ هٰذٰانِ ،بتخفیف إنْ،و روی عن الخلیل: إِنْ هٰذٰانِ

ص :30

لَسٰاحِرٰانِ ،قال:و قرأَ أَبو عمرو إنّ هذین لساحران ،بتشدید إنّ و نصْبِ هذین،قال أَبو إسحق:و الحجهُ فی إنّ هذان لساحِران ،بالتشدید و الرفع،أَن أَبا عبیده روی عن أَبی الخطاب أَنه لغهٌ لکنانهَ،یجعلون أَلفَ الاثنین فی الرفع و النصب و الخفض علی لفظ واحد،یقولون:رأَیت الزیدان،و روی أَهلُ الکوفه و الکسائی و الفراء:أَنها لغه لبنی الحرث بن کعب،قال:و قال النحویون القُدَماء:هاهنا هاءٌ مضمره،المعنی:إنه هذانِ لساحِران،قال:و قال بعضهم إنّ فی معنی نعَمْ کما تقدم ;و أَنشدوا لابن قیس الرُّقَیَّات: بَکَرَتْ علیَّ عواذِلی أَی إنه قد کان کما تَقُلْن ;قال أَبو عبید:و هذا اختصارٌ من کلام العرب یُکتفی منه بالضمیر لأَنه قد عُلِم معناه ;و قال الفراء فی هذا:إنهم زادوا فیها النونَ فی التثنیه و ترکوها علی حالها فی الرفع و النصب و الجر،کما فعَلوا فی الذین فقالوا الَّذِی،فی الرفع و النصب و الجر،قال:فهذا جمیع ما قال النحویون فی الآیه ;قال أَبو إسحق:و أَجودُها عندی أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ،و أَن اللام وَقَعتْ موقِعَها،و أَنّ المعنی نعَمْ هذان لهما ساحران،قال:و الذی یلی هذا فی الجَوْدَه مذهبُ بنی کنانه و بَلْحَرِث بن کعب،فأَما قراءهُ أَبی عمرو فلا أُجیزُها لأَنها خلافُ المصحف،قال:و أَستحسن قراءهَ عاصم و الخلیل إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ .و قال غیرُه:العرب تجعل الکلام مختصراً ما بعْدَه علی إنَّه،و المراد إنه لکذلک،و إنه علی ما تقول،قال:و أَما قول الأَخفش إنَّه بمعنی نَعَمْ فإنما یُراد تأْویله لیس أَنه موضوع فی اللغه لذلک،قال:و هذه الهاء أُدْخِلت للسکوت.و

17- فی حدیث فَضاله بن شَریک :أَنه لقِیَ ابنَ الزبیر فقال: إنّ ناقتی قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْنی،فقال:ارْقَعْها بجِلدٍ و اخْصِفْها بهُلْبٍ و سِرْ بها البَرْدَین،فقال فَضالهُ:إنما أَتَیْتُک مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً،لا حَمَلَ الله ناقهً حمَلتْنی إِلیک فقال ابن الزبیر: إنّ و راکِبَها. أَی نعَمْ مع راکبها.و

16- فی حدیث لَقیط بن عامر :و یقول رَبُّکَ عز و جل و إنه . أَی و إنه کذلک،أَو إنه علی ما تقول،و قیل: إنَّ بمعنی نعم و الهاء للوقف،فأَما قوله عز و جل: إِنّٰا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ ،و إِنّٰا نَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ ،و نحو ذلک فأَصله إنَّنا و لکن حُذِفَت إحدی النُّونَین من إنَّ تخفیفاً،و ینبغی أَن تکونَ الثانیهَ منهما لأَنها طرَفٌ،و هی أَضعف،و من العرب من یُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام کما أَبدلوها فی هَرَقْت،فتقول:لَهِنَّک لَرَجُلُ صِدْقٍ،قال سیبویه:و لیس کلُّ العرب تتکلم بها ;قال الشاعر: أَلا یا سَنا بَرْقٍ علی قُنَنِ الحِمَی، لَهِنّکَ من بَرْقٍ علیَّ کریم و حِکی ابن الأَعرابی:هِنّک و واهِنّک،و ذلک علی البدل أَیضاً.التهذیب فی إنّما :قال النحویون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل،و معنی إنما إثباتٌ لما یذکر بعدها و نفیٌ لما سواه کقوله: و إنما یُدافعُ عن أَحسابهم أَنا و مِثْلی المعنی:ما یُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلی،و أَنَّ :کإن فی التأْکید،إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء و لا تُبْدَل همزتُها هاءً،و لذلک قال سیبویه:و لیس أَنَّ کإنَّ، إنَّ کالفِعْلِ،و أَنَّ

ص :31

کالاسْمِ،و لا تدخل اللامُ مع المفتوحه ;فأَما قراءه سعید بن جُبیَر: إلاَّ أَنهم لیأْکلون الطعام ،بالفتح،فإن اللام زائده کزیادتها فی قوله: لَهِنَّک فی الدنیا لبَاقیهُ العُمْرِ الجوهری: إنَّ و أَنَّ حرفان ینصبان الأَسماءَ و یرفعان الأَخبارَ،فالمکسورهُ منهما یُؤکَّدُ بها الخبرُ،و المفتوحه و ما بعدها فی تأْویل المصدر،و قد یُخَفَّفان،فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ و إن شئت لم تُعْمِلْ،و قد تُزادُ علی أَنَّ کافُ التشبیه،تقول: کأَنه شمسٌ،و قد تخفف أَیضاً فلا تعْمَل شیئاً ;قال: کأَنْ ورِیداهُ رِشاءَا خُلُب و یروی: کأَنْ ورِیدَیْهِ... ;و قال آخر: و وَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ، کأَنْ ثَدْیاه حُقَّانِ و یروی ...ثَدْیَیْه... ،علی الإِعمال،و کذلک إذا حذفْتَها،فإن شئت نصبت،و إن شئت رفعت،قال طرفه: أَلا أَیُّهَذا الزاجِرِی أَحْضُرَ الوغَی، و أَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ،هل أَنتَ مُخْلدی ؟ یروی بالنصب علی الإِعمال،و الرفْعُ أَجود.قال الله تعالی: قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّٰهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ أَیُّهَا الْجٰاهِلُونَ ،قال النحویون: کأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ علیها کافُ التشبیه،و هی حرفُ تشبیه،و العربُ تنصب به الاسمَ و ترفع خبرَه،و قال الکسائی:قد تکون کأَنَّ بمعنی الجحد کقولک کأَنک أمیرُنا فتأْمُرُنا،معناه لستَ أَمیرَنا،قال:و کأَنَّ أُخری بمعنی التَّمَنِّی کقولک کأَنک بی قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِیدَه،معناه لَیْتَنی قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجیدَه،و لذلک نُصِب فأُجیدَه،و قیل:تجیء کأَنَّ بمعنی العلم و الظنِّ کقولک کأَنَّ الله یفعل ما یشاء،و کأَنک خارجٌ ;و قال أَبو سعید:سمعت العرب تُنشِد هذا البیت: و یومٍ تُوافینا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ، کأَنْ ظَبْیَهً تَعْطُو إلی ناضِرِ السَّلَمْ و کأَنْ ظَبْیَهٍ و کأَنْ ظَبْیَهٌ،فمن نَصَبَ أَرادَ کأَنَّ ظَبْیَهً فخفف و أَعْمَل،و مَنْ خفَض أَراد کظَبْیَهٍ،و مَن رفع أَراد کأَنها ظبْیَهٌ فخفَّفَ و أَعْمَل مع إضمارِ الکِنایه ;الجرار عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشد: کأمَّا یحْتَطِبْنَ علی قَتادٍ، و یَسْتَضْحِکْنَ عن حَبِّ الغَمامِ. قال:یرید کأَنما فقال کأَمَّا،و الله أَعلم.و إنِّی و إنَّنی بمعنًی،و کذلک کأَنِّی و کأَنَّنی و لکنِّی و لکنّنی لأَنه کثُر استعمالهم لهذه الحروف،و هم قد یَسْتَثْقِلون التضعیف فحذفوا النون التی تَلی الیاء،و کذلک لَعَلِّی و لَعَلَّنی لأَن اللام قریبه من النون،و إن زِدْتَ علی إنَّ ما صارَ للتَّعیین کقوله تعالی: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ ،لأَنه یُوجِبُ إثْباتَ الحکم للمذکور و نَفْیَه عما عداه.و أَنْ قد تکون مع الفعل المستقبل فی معنی مصدرٍ فتَنْصِبُه،تقول:أُرید أن تقومَ،و المعنی أُرید قیامَک،فإن دخلت علی فعل ماضٍ کانت معه بمعنی مصدرٍ قد وقَع،إلا أَنها لا تَعْمَل،تقول:أَعْجَبَنی أَن قُمْتَ و المعنی أَعجبنی قیامُک الذی مضی،و أَن قد تکون مخفَّفه عن المشدَّده فلا تعمل،تقول:بَلَغَنی أَنْ زیدٌ خارجٌ ;و فی التنزیل العزیز: وَ نُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّهُ أُورِثْتُمُوهٰا ;قال ابن بری:قوله فلا

ص :32

تعمل یریدُ فی اللفظ،و أَما فی التقدیر فهی عاملهٌ،و اسمها مقدَّرٌ فی النیَّه تقدیره: أَنه تِلْکُمْ الجنه.ابن سیده:و لا أَفعل کذا ما أَنَّ فی السماء نجْماً ;حکاه یعقوب و لا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ ،إلا أَن یکون علی توهُّم الفعل کأَنه قال:ما ثبت أَنَّ فی السماء نجْماً،أَو ما وُجد أَنَّ فی السماء نجْماً.و حکی اللحیانی:ما أَنَّ ذلک الجَبَل مکانَه،و ما أَنَّ حِراءً مکانَه،و لم یفسّره و قال فی موضع آخر:و قالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ فی السماء نجْمٌ،و ما عَنَّ فی السماء نجْمٌ أَی ما عَرَضَ،و ما أَنَّ فی الفُرات قَطْرهٌ أَی ما کان فی الفُراتِ قطرهٌ،قال:و قد یُنْصَب،و لا أَفْعَله ما أَنَّ فی السماء سماءً،قال اللحیانی:ما کانَ و إنما فسره علی المعنی. و کأَنَّ :حرفُ تشْبیهٍ إنما هو أَنَّ دخلت علیها الکاف ;قال ابن جنی:إن سأَل سائلٌ فقال:ما وَجْهُ دخول الکاف هاهنا و کیف أَصلُ وضْعِها و ترتیبها ؟فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا کأَنَّ زیداً عمرٌو إنما هو إنَّ زیداً کعمْرو،فالکاف هنا تشبیهٌ صریحٌ،و هی متعلقه بمحذوف فکأَنک قلت: إنَّ زیداً کائنٌ کعمْرو،و إنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبیه الذی علیه عقَدُوا الجملهَ،فأَزالُوا الکاف من وسَط الجمله و قدّموها إلی أَوَّلها لإِفراطِ عنایَتهم بالتشبیه،فلما أَدخلوها علی إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ ،لأَنَّ المکسوره لا یتقدَّمُها حرفُ الجر و لا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً،و بقِی معنی التشبیه الذی کانَ فیها،و هی مُتوسِّطه بحالِه فیها،و هی متقدّمه،و ذلک قولهم: کأَنَّ زیداً عمرٌو،إلا أَنَّ الکافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تکون معلَّقهً بفعلٍ و لا بشیءٍ فی معنی الفعل،لأَنها فارَقَت الموضعَ الذی یمکن أَن تتعلَّق فیه بمحذوف،و تقدمت إلی أَوَّل الجمله،و زالت عن الموضع الذی کانت فیه متعلّقه بخبرِ إنَّ المحذوف،فزال ما کان لها من التعلُّق بمعانی الأَفعال،و لیست هنا زائدهً لأَن معنی التشبیه موجودٌ فیها،و إن کانت قد تقدَّمت و أُزِیلت عن مکانها،و إذا کانت غیر زائده فقد بَقی النظرُ فی أنَّ التی دخلت علیها هل هی مجروره بها أَو غیر مجروره ;قال ابن سیده:فأَقوی الأَمرین علیها عندی أَن تکون أنَّ فی قولک کأَنک زیدٌ مجروره بالکاف،و إن قلت إنَّ الکافَ فی کأَنَّ الآن لیست متعلقه بفعل فلیس ذلک بمانعٍ من الجرِّ فیها،أَ لا تری أَن الکاف فی قوله تعالی: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ ،لیست متعلقه بفعل و هی مع ذلک جارّه ؟و یُؤَکِّد عندک أَیضاً هنا أَنها جارّه فتْحُهم الهمزه بعدها کما یفْتحونها بعد العَوامِل الجارّه و غیرها،و ذلک قولهم:عجِبتُ مِن أَنک قائم،و أَظنُّ أَنک منطلق،و بلغَنی أَنک کریمٌ،فکما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء کذلک فتحت أَیضاً فی کأَنک قائم،لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها ;و أَما قول الراجز: فبادَ حتی لَکأَنْ لمْ یَسْکُنِ، فالیومَ أَبْکی و مَتی لمْ یُبْکنِی (1). فإنه أَکَّد الحرف باللام ;و قوله: کأَنَّ دَریئهً،لمّا التَقَیْنا لنَصْل السیفِ،مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنی التشبیه فی کأَنَّ فی الظرف الزَّمانیّ الذی هو لما التَقَیْنا،و جاز ذلک فی کأَنَّ لما فیها من معنی التشبیه،و قد تُخَفَّف أَنْ و یُرْفع ما بعدها ;قال الشاعر: أَنْ تقْرآنِ علی أَسْماءَ،وَیحَکُما منِّی السلامَ،و أَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

ص :33

قال ابن جنی:سأَلت أَبا علیّ،رحمه الله تعالی،لِمَ رَفَع تَقْرآنِ ؟فقال:أَراد النون الثقیله أَی أَنکما تقْرآن ;قال أَبو علی:و أَوْلی أَنْ المخففه من الثقیله الفعل بلا عِوَض ضروره،قال:و هذا علی کل حال و إن کان فیه بعضُ الصَّنعه فهو أَسهلُ مما ارتکبه الکوفیون،قال:و قرأْت علی محمد بن الحسن عن أَحمد بن یحیی فی تفسیر أَنْ تقْرآنِ،قال:شبَّه أَنْ بما فلم یُعْمِلها فی صِلَتها،و هذا مذهب البَغْدادیّین،قال:و فی هذا بُعْدٌ،و ذلک أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً،إنما هی للمُضیّ أَو الاستقبال نحو سَرَّنی أَن قام،و یُسرُّنی أَن تقوم،و لا تقول سَرَّنی أَن یقوم،و هو فی حال قیام،و ما إذا وُصِلت بالفعل و کانت مصدراً فهی للحال أَبداً نحو قولک:ما تقومُ حسَنٌ أَی قیامُک الذی أَنت علیه حسن،فیَبْعُد تشبیهُ واحدهٍ منهما بالأُخری،و وُقوعُ کلّ واحده منهما مَوْقِعَ صاحبتها،و من العرب من یَنصب بها مخففه،و تکون أَنْ فی موضع أَجْل.غیره:و أَنَّ المفتوحهُ قد تکون بمعنی لعلّ،و حکی سیبویه:إئتِ السوقَ أَنک تشتری لنا سَویقاً أَی لعلک،و علیه وُجِّه قوله تعالی: وَ مٰا یُشْعِرُکُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لاٰ یُؤْمِنُونَ ;إذ لو کانت مفتوحهً عنها لکان ذلک عذراً لهم،قال الفارسی:فسأَلتُ عنها أَبا بکر أَوانَ القراءه فقال:هو کقول الإِنسان إنَّ فلاناً یَقْرأُ فلا یَفْهم،فتقول أَنتَ:و ما یُدْریک أَنه لا یَفْهَمُ (1).و فی قراءه أُبَیٍّ: لعلها إذا جاءَت لا یؤْمنون ;قال ابن بری:و قال حُطائِط بن یعْفُر،و یقال هو لدُرید: أَرینی جَواداً مات هَزْلاً،لأَنَّنی أَری ما تَرَیْنَ،أَو بَخیلاً مُخَلَّدا و قال الجوهری:أَنشده أَبو زید لحاتم قال:و هو الصحیح،قال:و قد وجدته فی شعر مَعْن بن أَوس المُزَنی ;و قال عدی بن زید: أَ عاذِلَ،ما یُدریکِ أَنَّ مَنِیَّتی إلی ساعهٍ فی الیوم،أَو فی ضُحی الغَدِ ؟ أَی لعل منیتی ;و یروی بیت جریر: هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نری العَرَصاتِ،أَو أَثَرَ الخِیامِ قال:و یدُلک علی صحه ما ذکرت فی أَنَّ فی بیت عدیّ قوله سبحانه: وَ مٰا یُدْرِیکَ لَعَلَّهُ یَزَّکّٰی ،و ما یُدْریک لعل الساعهَ تکون قریباً.و قال ابن سیده:و تُبْدِل من همزه أَنَّ مفتوحهً عیناً فتقول:علمتُ عَنَّکَ منطلق.و قوله

14- فی الحدیث :قال المهاجرون یا رسول الله،إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،إنهم آوَوْنا و فَعَلوا بنا و فَعَلوا،فقال:تَعْرفون ذلک لهم ؟قالوا:نعم،قال: فإنَّ ذلک. ;قال ابن الأَثیر:هکذا جاء مقطوع الخبر و معناه إنَّ اعترافکم بصنیعهم مُکافأَهٌ منکم لهم ;و منه

14- حدیثه الآخر :من أُزِلَّتْ إلیه نِعمهٌ فلیُکافِئْ بها،فإن لم یجِدْ فَلیُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ ذلک. ;و منه

16- الحدیث :أَنه قال لابن عمر فی سیاق کلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ الله، إنَّ عبد الله. ،قال:و هذا و أَمثاله من اختصاراتهم البلیغه و کلامهم الفصیح.و أَنَّی :کلمه معناها کیف و أَین.التهذیب:و أَما إنْ الخفیفهُ فإنّ المنذری روی عن ابن الزَّیْدی عن أَبی زید أَنه قال: إنْ تقع فی موضع من القرآن مَوْضعَ ما،ضَرْبُ قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْکِتٰابِ إِلاّٰ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ;معناه:ما مِن أَهل الکتاب،و مثله: لاَتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا إِنْ کُنّٰا فٰاعِلِینَ ;

ص :34

أَی ما کنا فاعلین،قال:و تجیء إنْ فی موضع لَقَدْ،ضَرْبُ قوله تعالی: إِنْ کٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولاً ;المعنی:لقَدْ کان من غیر شکٍّ من القوم،و مثله: وَ إِنْ کٰادُوا لَیَفْتِنُونَکَ ، وَ إِنْ کٰادُوا لَیَسْتَفِزُّونَکَ ;و تجیء إنْ بمعنی إذْ،ضَرْبُ قوله: اِتَّقُوا اللّٰهَ وَ ذَرُوا مٰا بَقِیَ مِنَ الرِّبٰا إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ;المعنی إذْ کنتم مُؤْمنین،و کذلک قوله تعالی: فَرُدُّوهُ إِلَی اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ ;معناه إذْ کنتم،قال:و أَنْ بفتح الأَلف و تخفیف النون قد تکون فی موضع إذْ أَیضاً،و إنْ بخَفْض الأَلف تکون موضعَ إذا،من ذلک قوله عز و جل: لاٰ تَتَّخِذُوا آبٰاءَکُمْ وَ إِخْوٰانَکُمْ أَوْلِیٰاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا ;مَنْ خَفضَها جعلَها فی موضع إذا،و مَنْ فتحها جعلها فی موضع إذْ علی الواجب ;و منه قوله تعالی: وَ امْرَأَهً مُؤْمِنَهً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهٰا لِلنَّبِیِّ ;من خفضها جعلها فی موضع إذا،و من نصبها ففی إذ.ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: فَذَکِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّکْریٰ ;قال: إنْ فی معنی قَدْ،و قال أَبو العباس:العرب تقول إنْ قام زید بمعنی قد قام زید،قال:و قال الکسائی سمعتهم یقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً،فسأَلتهم فقالوا:نُرِیدُ قد قام زید و لا نُرِیدُ ما قام زید.و قال الفراء: إن الخفیفهُ أُمُّ الجزاء،و العرب تُجازِی بحروف الاستفهام کلها و تَجْزمُ بها الفعلین الشرطَ و الجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ و هَلْ فإنهما یَرْفعَانِ ما یلیهما.و سئل ثعلبٌ:إذا قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن کَلَّمْتِ أَخاکِ فأَنتِ طالقٌ،متی تَطْلُق ؟فقال:إذا فَعَلَتْهما جمیعاً،قیل له:لِمَ ؟قال:لأَنه قد جاء بشرطین،قیل له:فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ ؟فقال:هذه مسأَلهُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن یَحْمَرّ،قیل له:فإن قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ ؟قال:هذا شرط صحیح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ،قال الأَزهری:و قال الشافعی فیما أُثْبِت لنا عنه:إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْکِ لم یَحْنَثْ حتی یُعْلَم أَنه لا یُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها،قال:و هو قول الکوفیین،و لو قال إذا لم أُطَلِّقْک و متی ما لم أُطَلِّقْک فأَنت طالق،فسکتَ مدَّهً یمکنه فیها الطّلاق،طَلُقَت ;قال ابن سیده: إنْ بمعنی ما فی النفی و یُوصل بها ما زائده ;قال زهیر: ما إنْ یَکادُ یُخلِّیهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ،إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَکُ قال ابن بری:و قد تزاد إنْ بعد ما الظرفیه کقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَیْعیّ أَنشده سیبویه: و رجِّ الفتی للْخَیْر،ما إنْ رأَیْتَه علی السِّنِّ خیراً لا یَزالُ یَزِیدُ و قال ابن سیده:إنما دخَلت إنْ علی ما،و إن کانت ما هاهنا مصدریهً،لِشَبَهَها لفظاً بما النافیه التی تُؤکَّد بأَنْ،و شَبَهُ اللفظ بینهما یُصَیِّر ما المصدریهَ إلی أَنها کأَنها ما التی معناها النفیُ،أَ لا تری أَنک لو لم تَجْذِب إحداهما إلی أَنها کأَنها بمعنی الأُخری لم یجز لک إلحاقُ إنْ بها ؟قال سیبویه:و قولُهم افْعَل کذا و کذا إمّا لا،أَلْزَموها ما عوضاً،و هذا أَحْری إذ کانوا یقولون آثِراً ما،فیُلْزمون ما،شبَّهوها بما یَلْزَم من النونات فی لأَفعلنّ،و اللامِ فی إِنْ کان لَیَفْعل،و إن کان لیْس مِثْلَه،و إنَّما هو شاذ،و یکونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ.و

16- فی حدیث بیع الثمر : إمّا لا فلا تبَایَعُوا حتی یَبْدُوَ صلاَحُه. ;قال ابن الأَثیر:هذه کلمه تَرِدُ فی

ص :35

المُحاورَات کثیراً،و قد جاءَت فی غیر موضع من الحدیث،و أَصلها إنْ و ما و لا،فأُدْغِمت النونُ فی المیم،و ما زائدهٌ فی اللفظ لا حُکمَ لها،و قد أَمالت العربُ لا إمالهً خفیفهً،و العوامُّ یُشْبِعون إمالَتها فتَصیرُ أَلفُها یاءً،و هی خطأٌ،و معناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْیَکن هذا،و أَما إنْ المکسوره فهو حرفُ الجزاء،یُوقِع الثانیَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل کقولک: إنْ تأْتنی آتِک،و إن جِئْتنی أَکْرَمْتُک،و تکون بمعنی ما فی النفی کقوله تعالی: إِنِ الْکٰافِرُونَ إِلاّٰ فِی غُرُورٍ ;و رُبَّما جُمِع بینهما للتأْکید کما قال الأَغْلَبُ العِجْلیُّ: ما إنْ رَأَینا مَلِکاً أَغارا أَکْثَرَ منه قِرَهً و قَارا قال ابن بری: إنْ هنا زائدهٌ و لیست نفیاً کما ذکر،قال:و قد تکون فی جواب القسم،تقول:و الله إنْ فعلتُ أَی ما فعلت،قال:و أَنْ قد تکون بمعنی أَی کقوله تعالی: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ;قال:و أَن قد تکون صِلهً لِلَمَّا کقوله تعالی: فَلَمّٰا أَنْ جٰاءَ الْبَشِیرُ ;و قد تکون زائدهً کقوله تعالی: وَ مٰا لَهُمْ أَلاّٰ یُعَذِّبَهُمُ اللّٰهُ ;یرید و ما لهُم لا یعذِّبُهُم الله ;قال ابن بری:قول الجوهری إنَّها تکونُ صلهً لِلَمّا و قد تکون زائدهً،قال:هذا کلامٌ مکرَّر لأَنَّ الصلهَ هی الزائدهُ،و لو کانت زائدهً فی الآیه لم تَنْصِب الفعلَ،قال:و قد تکونُ زائدهً مع ما کقولک:ما إنْ یقُومُ زید،و قد تکون مخففهً من المشدده فهذه لا بد من أَنْ یدخُلَ اللامُ فی خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشدید کقوله تعالی: إِنْ کُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَیْهٰا حٰافِظٌ ;و إنْ زیدٌ لأَخوک،لئلا یلتبس بإنْ التی بمعنی ما للنفی.قال ابن بری:اللامُ هنا دخلت فرقاً بین النفی و الإِیجاب،و إنْ هذه لا یکون لها اسمٌ و لا خبر،فقولُه دخلت اللامُ فی خبرها لا معنی له،و قد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول فی نحو إنْ ضربت لزَیداً،و مع الفاعل فی قولک إن قام لزیدٌ،و حکی ابن جنی عن قطرب أَن طَیِّئاً تقول:هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ،یریدون إنْ ،فیُبْدِلون،و تکون زائدهً مع النافیه.و حکی ثعلب:أَعْطِه إنْ شاء أَی إذا شاء،و لا تُعْطِه إنْ شاءَ،معناه إذا شاء فلا تُعْطِه.و أَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعه ما لم تکن فی معنی أَنَّ،قال سیبویه:و قولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَک إنما هی أَنْ ضُمّت إلیها ما،و هی ما للتوکید،و لَزِمَت کراهیه أَن یُجْحِفوا بها لتکون عوضاً من ذَهاب الفعل،کما کانت الهاءُ و الأَلفُ عوضاً فی الزّنادقهِ و الیَمانی من الیاء ;فأَما قول الشاعر: تعَرَّضَتْ لی بمکانٍ حِلِّ، تَعَرُّضَ المُهْرَهِ فی الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لی فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَی أَنْ قَتَلَتْنی،فأَبدل العینَ مکان الهمزه،و هذه عَنْعنهُ تمیمٍ،و هی مذکوره فی موضعها،و یجوز أَنْ یکون أَراد الحکایه کأَنه حکی النصبَ الذی کان معتاداً فی قولها فی بابه أَی کانت تقول قَتْلاً قَتْلاً أَی أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً،ثم حکی ما کانت تَلَفَّظُ به ;و قوله: إنی زَعیمٌ یا نُوَیْقَهُ، قال ثعلب:قال الفراء هذه أَن الدائرهُ یلیها الماضی

ص :36

و الدائم فتَبْطُل عنهما،فلما وَلِیها المستقبل بطلت عنه کما بطلت عن الماضی و الدائم،و تکون زائده مع لما التی بمعنی حین،و تکون بمعنی أَی نحو قوله: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ;قال بعضهم:لا یجوز الوقوف علیها لأَنها تأْتی لیُعبَّر بها و بما بعدها عن معنی الفعل الذی قبل،فالکلامُ شدیدُ الحاجهِ إلی ما بعدها لیُفَسَّر به ما قبلها،فبحسب ذلک امتنع الوقوفُ علیها،و رأَیت فی بعض نسخ المحکم و أَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل،و حکی ثعلب أیضاً:أَعْطِه إلا أَن یشاءَ أَی لا تُعْطِه إذا شاء،و لا تُعْطِه إلا أَن یشاءَ،معناه إذا شاء فأَعْطِه.و

16- فی حدیث رُکوبِ الهَدْیِ :قال له ارْکَبْها،قال:إنها بَدنهٌ،فکرر علیه القولَ فقال:ارْکَبْها و إنْ . أَی و إن کانت بَدنهً.التهذیب:للعرب فی أَنا لغاتٌ،و أَجودها أَنَّک إذا وقفْتَ علیها قلت أَنا بوزن عَنَا،و إذا مضَیْتَ علیها قلت أَنَ فعلتُ ذلک،بوزن عَنَ فَعَلْتُ،تحرّک النون فی الوصل،و هی ساکنه منْ مثلِه فی الأَسماء غیر المتمکنه مثل مَنْ و کَمْ إذا تحرَّک ما قبلها،و من العرب من یقول أَنا فعلت ذلک فیُثْبِتُ الأَلفَ فی الوصل و لا یُنوِّن،و منهم مَن یُسَکِّنُ النونَ،و هی قلیله،فیقول: أَنْ قلتُ ذلک،و قُضاعهُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولی آنَ قلتُه ;قال عدیّ: یا لَیْتَ شِعْری آنَ ذُو عَجَّهٍ، مَتی أَرَی شَرْباً حَوالَیْ أَصیصْ؟ و قال العُدَیْل فیمن یُثْبِت الأَلفَ: أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغانی، أَنا العَدْلُ المُبَیّنُ،فاعْرِفونی و أَنا لا تَثنیهَ له من لفظه إلا بنَحْن،و یصلح نحنُ فی التثنیه و الجمع،فإن قیل:لم ثَنَّوا أَنْت فقالوا أَنْتُما و لم یُثَنُّوا أَنا ؟فقیل:لمَّا لم تُجِزْ أَنا و أَنا لرجلٍ آخرَ لم یُثَنُّوا،و أَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّک تجیز أَن تقول لرجل أَنتَ و أَنتَ لآخرَ معه،فلذلک ثُنِّیَ،و أَما إنِّی فتَثْنیتُه إنَّا،و کان فی الأَصل إنَّنا فکثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها،و قیل إنَّا،و قوله عز و جل: إِنّٰا أَوْ إِیّٰاکُمْ (1)المعنی إنَّنا أَو إنَّکم،فعطف إیاکم علی الاسم فی قوله إنَّا علی النون و الأَلف کما تقول إنی و إیَّاک،معناه إنی و إنک،فافْهمه ;و قال: إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنا بَعْدَکم،فحَمَلْت بَرَّهَ و احْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنیهُ إِنی فی البیت. قال الجوهری:و أَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مکنیٌّ،و هو للمتکَلِّم وحْدَه،و إنما یُبْنی علی الفتح فرقاً بینه و بین أَن التی هی حرفٌ ناصب للفعل،و الأَلفُ الأَخیرهُ إنما هی لبیان الحرکه فی الوقف،فإن وُسِّطت سَقَطت إلا فی لغه ردیئهٍ کما قال: أَنا سَیْفُ العَشیرهِ،فاعْرفونی جمیعاً،قد تَذَرَّیْتُ السَّنامَا و اعلم أَنه قد یُوصل بها تاءُ الخطاب فیَصیرانِ کالشیء الواحد من غیر أَن تکون مضافه إلیه،تقول: أَنت ،و تکسر للمؤَنث،و أَنْتُم و أَنْتُنَّ ،و قد تدخلُ علیه کافُ التشبیه فتقول:أَنتَ کأَنا و أَنا کأَنتَ ;حکی ذلک عن العرب،و کافُ التشبیه لا تتَّصِلُ بالمضمر،و إنما تتصل بالمُظهر،تقول:أَنتَ کزیدٍ،و لا تقول:أَنت کِی،إلا أَن الضمیر المُنْفَصل عندهم کان بمنزله المُظْهَر،فلذلک حَسُنَ و فارقَ المُتَّصِل.قال ابن سیده:و أَنَ اسم المتکلم،فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ

ص :37

أَلفاً للسکوت،مَرْویّ عن قطرب أَنه قال:فی أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ،و أَنا فعلْتُ،و آنَ فَعلتُ،و أَنْ فعلت،و أَنَهْ فعلت ;حکی ذلک عنه ابن جنی،قال:و فیه ضعف کما تری،قال ابن جنی:یجوز الهاء فی أَنَهْ بدلاً من الأَلف فی أَنا لأَن أَکثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف و الهاء قِبَلَه،فهی بدل من الأَلف،و یجوز أَن تکون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبیان الحرکه کما أُلحقت الأَلف،و لا تکون بدلاً منها بل قائمه بنفسها کالتی فی کتابِیَه و حسابِیَه،و رأَیت فی نسخه من المحکم عن الأَلف التی تلحق فی أَنا للسکوت:و قد تحذفُ و إثباتُها أَحْسَنُ.و أَنْتَ :ضمیرُ المخاطَب،الاسمُ أَنْ و التاء علامهُ المخاطَب،و الأُنثی أَنْتِ ،و تقول فی التثنیه أَنْتُما ،قال ابن سیده:و لیس بتثنیهِ أَنْتَ إذ لو کان تثنیتَه لوجب أَن تقول فی أَنْتَ أَنْتانِ،إنما هو اسمٌ مصوغٌ یَدُلُّ علی التثنیه کما صیغَ هذان و هاتان و کُما مِنْ ضرَبْتُکما و هُما،یدلُّ علی التثنیه و هو غیرُ مُثَنًّی،علی حدّ زید و زیدان.و یقال:رجل أُنَنَهٌ قُنَنَهٌ أَی بلیغ.

أنبجن:

16- فی الحدیث :ائْتُونی بأَنْبِجانِیَّهِ أَبی جَهْمٍ. ;قال ابن الأَثیر:المحفوظُ بکسر الباء،و یروی بفتحها،یقال:کساءٌ أَنْبِجانیّ ،منسوب إلی مَنْبِج المدینه المعروفه،و هی مکسوره الباء ففُتحَت فی النسب،و أُبدلت المیمُ همزه،و قیل:إنها منسوبه إلی موضع اسمه أَنْبِجان ،قال:و هو أَشبه لأَن الأَولَ فیه تعسُّف،و هو کِساءٌ من الصُّوف له خَمَلٌ و لا علمَ له،و هی من أَدْوَنِ الثیاب الغلیظه،و إنما بَعثَ الخمیصهَ إلی أَبی جَهْمٍ لأَنه کان أَهْدَی للنبی،صلی الله علیه و سلم،خمیصهً ذاتَ أَعلامٍ،فلما شَغَلَتْه فی الصلاه قال:رُدُّوها علیه و أْتُونی بأَنْبِجانیَّته ،و إنما طَلَبها منه لئلا یُؤَثِّرَ رَدُّ الهدیَّهِ فی قلْبِه،و الهمزه فیها زائدهٌ،فی قول.

أنتن:

الأَزهری:سمعت بعض بنی سُلَیم یقول کما انْتنی (1).یقولُ انْتَظِرْنی فی مکانک.

أهن:

الإِهانُ :عُرْجُونُ الثَّمرهِ،و الجمع آهِنَه و أُهُنٌ .اللیث:هو العُرْجونُ،یعنی ما فوق الشماریخ،و یجمع أُهُناً ،و العددُ ثلاثهُ آهِنهٍ ;قال الأَزهری:و أَنشدنی أَعرابی: مَنَحْتَنی،یا أَکرمَ الفِتْیان، و أَنشد ابن بری للمغیره بن حَبْناء: فما بَیْنَ الرَّدَی و الأَمْن إلا کما بینَ الإِهانِ إلی العَسِیب.

أون:

الأَوْنُ :الدَّعَهُ و السکینهُ و الرِّفْقُ. أُنْتُ بالشیء أَوْناً و أُنْتُ علیه،کلاهما:رَفَقْت.و أُنْتُ فی السیر أَوْناً إذا اتّدَعْت و لم تَعْجَل.و أُنْتُ أَوْناً :تَرَفّهْت و توَدَّعْت:و بینی و بین مکه عشرُ لیالٍ آیناتٌ أَی وادعاتٌ،الیاءُ قبل النون.ابن الأَعرابی: آنَ یَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ ;و أَنشد: غَیَّر،یا بنتَ الحُلَیْسِ،لَوْنی مَرُّ اللَّیالی،و اخْتِلافُ الجَوْنِ، و سَفَرٌ کانَ قلیلَ الأَوْنِ أَبو زید: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً ،و هی الرَّفاهیه و الدَّعَهُ،و هو آئنٌ مثال فاعِلٍ أَی وادعٌ رافِهٌ.و یقال: أُنْ

ص :38

علی نفسک أَی ارْفُقْ بها فی السیر و اتَّدِعْ،و تقول له أَیضاً إذا طاشَ: أُنْ علی نفسِک أَی اتَّدِعْ.و یقال: أَوِّنْ علی قَدْرِک أَی اتَّئِدْ علی نحوِک،و قد أَوَّنَ تأْویناً .و الأَوْنُ :المَشْیُ الرُّوَیْدُ،مبدل من الهَوْنِ.ابن السکیت: أَوِّنُوا فی سَیْرِکم أَی اقْتَصِدوا،من الأَوْنِ و هو الرِّفْقُ.و قد أَوَّنْتُ أَی اقْتَصَدْتُ.و یقال:رِبْعٌ آئنٌ خیرٌ من عَبٍّ حَصْحاصٍ.و تأَوَّنَ فی الأَمر:تَلَبَّث.و الأَوْنُ :الإِعیاءُ و التَّعَبُ کالأَیْنِ.و الأَوْنُ :الجمَل.و الأَوْنانِ :الخاصِرتان و العِدْلان یُعْکَمانِ و جانِبا الخُرج.و قال ابن الأَعرابی: الأَوْنُ العِدْل و الخُرْجُ یُجْعل فیه الزادُ ;و أَنشد: و لا أَتَحَرَّی وُدَّ مَنْ لا یَوَدُّنی، و لا أَقْتَفی بالأَوْنِ دُونَ رَفِیقی. و فسره ثعلب بأَنه الرِّفْقُ و الدَّعَهُ هنا.الجوهری: الأَوْنُ أَحدُ جانِبَی الخُرج.و هذا خُرْجٌ ذو أَوْنَین :و هما کالعِدْلَیْنِ ;قال ابن بری:و قال ذو الرمه و هو من أَبیات المعانی: و خَیْفاء أَلْقَی اللیثُ فیها ذِراعَه، خَیْفاء:یعنی أَرضاً مختلفه أَلوان النباتِ قد مُطِرت بِنَوْءِ الأَسدِ،فسَرَّت مَنْ له ماشِیهٌ و ساءَت مَنْ کان مُصْرِماً لا إبِلَ له،و الدَّرْماءُ:الأَرْنَب،یقول:سَمِنَت حتی سَحَبَت قُصْبَها کأَنّ بَطْنَها بطنُ حُبْلی مُتْئِمٍ.و یقال: آنَ یَؤُونُ إذا استراح.و خُرْجٌ ذو أَوْنَینِ إذا احْتَشی جَنْباه بالمَتاعِ.و الأَوانُ :العِدْلُ.و الأَوانانِ :العِدْلانِ کالأَوْنَینِ ;قال الراعی: تَبِیتُ،و رِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها، عَصاها اسْتُها حتی یکلَّ قَعودُها قال ابن بری:و قد قیل الأَوانُ عَمُودٌ من أَعْمِده الخِباء.قال الراعی:و أَنشد البیت،قال الأَصمعی:أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا،تدفعُ البعیرَ باسْتِها لیس معها عصاً،فهی تُحرِّک اسْتَها علی البعیرِ،فقولُه عصاها اسْتُها أَی تُحرِّک حِمارَها باسْتِها،و قیل: الأَوانانِ اللِّجامانِ،و قیل:إناءَانِ مَمْلُوءَانِ علی الرَّحْل.و أَوَّنَ الرجلُ و تَأَوَّنَ :أَکَلَ وَ شَرِبَ حتی صارت خاصِرتاه کالأَوْنَیْنِ .ابن الأَعرابی:شرِبَ حتی أَوَّنَ و حتی عَدَّنَ و حتی کأَنَّه طِرافٌ.و أَوَّنَ الحِمارُ إذا أَکلَ و شربَ و امْتَلأَ بطنُه و امتدَّت خاصِرتاه فصار مثل الأَوْن .و أَوَّنَت الأَتانُ:أَقْرَبَت ;قال رؤبه: وَسْوَسَ یَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً،و قد أَوَّنَ تأْوِینَ العُقُقْ. التهذیب:وصفَ أُتُناً وردت الماء فشَرِبت حتی امتلأَت خَواصِرُها،فصار الماءُ مثلَ الأَوْنَیْنِ إذا عُدلا علی الدابه.و التَّأَوُّنُ :امْتِلاءُ البَطْنِ،و یُریدُ جمعَ العَقوقِ،و هی الحاملُ مثل رسول و رُسُل.و الأَوْنُ :التَّکَلُّفُ للنَّفَقه.و المَؤُونه عند أَبی علیّ مَفْعُلهٌ،و قد ذکرنا أَنها فَعُوله من مأَنْت.و الأَوانُ و الإِوانُ :الحِینُ،و لم یُعلَّ الإِوانُ لأَنه لیس بمصدر.اللیث: الأَوانُ الحینُ و الزمانُ،تقول:جاء أَوانُ البَردِ ;قال العجاج: هذا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ

ص :39

الکسائی قال:أَبو جامع هذا إوانُ ذلک،و الکلامُ الفتحُ أَوانٌ .و قال أَبو عمرو:أَتَیتُه آئِنهً بعد آئنهٍ (1).بمعنی آوِنه ;و أَما قول أَبی زید: طَلَبُوا صُلْحَنا،و لاتَ أَوانٍ ، فأَجَبْنا:أَن لیس حینَ بقاء. فإن أَبا العباس ذهب إلی أَن کسره أَوان لیس إعراباً و لا عَلَماً للجرّ،و لا أَن التنوین الذی بعدها هو التابع لحرکات الإِعراب،و إنما تقدیره أَنّ أَوانٍ بمنزله إذ فی أَنَّ حُکْمَه أَن یُضاف إلی الجمله نحو قولک جئت أَوانَ قام زید،و أَوانَ الحَجّاجُ أَمیرٌ أَی إذ ذاکَ کذلک،فلما حذف المضافَ إلیه أَوانَ عَوّض من المضاف إلیه تنویناً،و النون عنده کانت فی التقدیر ساکنه کسکون ذال إذْ،فلما لَقِیها التنوینُ ساکناً کُسِرت النون لالتقاء الساکنین کما کُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء الساکنین،و جمع الأَوان آوِنهٌ مثل زمان و أَزْمِنه،و أَما سیبویه فقال: أَوان و أَوانات ،جمعوه بالتاء حین لم یُکسَّر هذا علی شُهْرهٍ آوِنهً ،و قد آنَ یَئینُ ;قال سیبویه:هو فَعَلَ یَفْعِل،یَحْمِله علی الأَوان ;و الأَوْنُ الأَوان یقال:قد آنَ أَوْنُک أَی أَوانک .قال یعقوب:یقال فلانٌ یصنعُ ذلک الأَمر آوِنهً إذا کان یَصْنعه مراراً و یدَعه مراراً ;قال أَبو زُبید: حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنهً ، أُعْطِیهمُ الجَهْدَ مِنِّی،بَلْهَ ما أَسَعُ و

14- فی الحدیث :مَرَّ النبیُّ،صلی الله علیه و سلم،برجُل یَحْتَلِب شاهً آوِنهً فقال دعْ داعِیَ اللبن. ;یعنی أَنه یحْتَلِبها مره بعد أُخری،و داعی اللبن هو ما یترکه الحالبُ منه فی الضرع و لا یَسْتَقْصیه لیجتمع اللبنُ فی الضَّرع إلیه،و قیل:إنّ آوِنه جمع أَوانٍ و هو الحین و الزمان ;و منه

14- الحدیث :هذا أَوانُ قطَعَتْ أَبْهَری. و الأَوانُ :السَّلاحِفُ ;عن کراع،قال:و لم أَسمع لها بواحد ;قال الراجز: و بَیَّتُوا الأَوانَ فی الطِّیّاتِ الطِّیّات:المنازِلُ.و الإِوانُ و الإِیوانُ :الصُّفَّهُ العظیمه،و فی المحکم:شِبْهُ أَزَجٍ غیر مسْدود الوجه،و هو أَعجمی،و منه إیوانُ کِسْری ;قال الشاعر: إیوان کِسْری ذی القِری و الرَّیحان. و جماعه الإِوان أُوُنٌ مثل خِوان و خُوُن،و جماعه الإِیوان أَواوِینُ و إیواناتٌ مثل دِیوان و دَواوین،لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدی الواوَین یاء ;و أَنشد: شَطَّتْ نَوی مَنْ أَهْلُه بالإِیوان . و جماعهُ إیوانِ اللِّجامِ إیواناتٌ .و الإِوانُ :من أَعْمِده الخباء ;قال:کلُّ شیءٍ عَمَدْتَ به شیئاً فهو إوان له ;و أَنشد بیت الراعی أَیضاً: تبیتُ و رِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها. أَی رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد علیهما.و الإِوانهُ :رکیَّهٌ معروفه ;عن الهجریّ،قال:هی بالعُرْف قرب وَشْحی و الوَرْکاء و الدَّخول ;و أَنشد: فإنَّ علی الإِوانهِ ،من عُقَیْلٍ، فتیً،کِلْتا الیَدَین له یَمینُ.

أین:

آنَ الشیءُ أَیناً :حانَ،لغه فی أَنی،و لیس بمقلوب عنه لوجود المصدر ;و قال: أَ لَمَّا یَئِنْ لی أَنْ تُجَلَّی عمایَتی، و أُقْصِرَ عن لیْلی ؟بَلی قد أَنی لِیا

ص :40

فجاء باللغتین جمیعاً.و قالوا: آنَ أَیْنُک و إینُک و آن آنُک أَی حانَ حینُک،و آنَ لک أَن تفعل کذا یَئینُ أَیْناً ;عن أَبی زید،أَی حانَ،مثل أَنی لک،قال:و هو مقلوبٌ منه.و قالوا: الآن فجعلوه اسماً لزمان الحال،ثم وصفوا للتوسُّع فقالوا:أَنا الآنَ أَفعل کذا و کذا،و الأَلف و اللام فیه زائده لأَنَّ الاسمَ معرفه بغیرهما،و إنما هو معرفه بلام أُخری مقدَّره غیر هذه الظاهره.ابن سیده:قال ابن جنی قوله عز و جل: قٰالُوا اَلْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ;الذی یدل علی أَن اللام فی الآن زائده أَنها لا تخلو من أَن تکونَ للتعریف کما یظنُّ مخالفُنا،أَو تکون زائده لغیر التعریف کما نقول نحن،فالذی یدل علی أَنها لغیر التعریف أَنَّا اعتبرنا جمیعَ ما لامُه للتعریف،فإذا إسقاطُ لامِه جائز فیه،و ذلک نحو رجل و الرجل و غلام و الغلام،و لم یقولوا افْعَلْه آنَ کما قالوا افعَلْه الآنَ ،فدل هذا علی أَن اللامَ فیه لیست للتعریف بل هی زائده کما یُزاد غیرُها من الحروف،قال:فإذا ثَبتَ أَنها زائدهٌ فقد وجب النظرُ فیما یُعَرَّف به الآن فلن یخلو من أَحد وجوه التعریف الخمسه:إما لأَنه من الأَسماء المُضْمَره أَو من الأَسماء الأَعلام،أَو من الأَسماء المُبْهَمه،أَو من الأَسماء المضافه،أو من الأَسماء المُعَرَّفه باللام،فمُحالٌ أَن تکون من الأَسماء المضمره لأَنها معروفه محدوده و لیست الآن کذلک،و مُحالٌ أَن تکون من الأَسماء الأَعْلام لأَن تلک تخُصُّ الواحد بعَیْنه،و الآن تقعَ علی کلِّ وقتٍ حاضر لا یَخُصُّ بعضَ ذلک دون بعض،و لم یَقُلْ أَحدٌ إن الآن من الأَسماء الأَعلام،و مُحالٌ أَیضاً أن تکون من أَسماء الإِشاره لأَن جمیع أَسماء الإِشاره لا تجد فی واحدٍ منها لامَ التعریف،و ذلک نحو هذا و هذه و ذلک و تلک و هؤلاء و ما أَشْبَهَ ذلک،و ذهب أَبو إسحق إلی أَن الآن إنما تَعَرُّفه بالإِشاره،و أَنه إنما بُنِیَ لما کانت الأَلف و اللام فیه لغیر عهد متقدم،إنما تقولُ الآن کذا و کذا لمن لم یتقدم لک معه ذِکْر الوقت الحاضر،فأَما فساد کونه من أَسماء الإِشاره فقد تقدم ذِکرُه،و أَما ما اعْتَلَّ به من أَنه إنما بُنیَ لأَن الأَلف و اللام فیه لغیر عهدٍ متقَدِّمٍ ففاسدٌ أَیضاً،لأَنا قد نجد الأَلف و اللام فی کثیر من الأَسماء علی غیر تقدُّم عهْد،و تلک الأَسماء مع کون اللام فیها مَعارف،و ذلک قولک یا أَیها الرجلُ،و نظَرْتُ إلی هذا الغلام،قال:فقد بطلَ بما ذکَرْنا أَن یکون الآنَ من الأَسماء المشار بها،و محالٌ أَیضاً أَن تکون من الأَسماء المتعَرِّفه بالإِضافه لأَننا لا نشاهد بعده اسماً هو مضاف إلیه،فإذا بَطَلَت و اسْتَحالت الأَوجه الأَربعه المقَدَّم ذکرُها لم یَبْقَ إلا أَن یکون معرَّفاً باللام نحو الرجل و الغلام،و قد دلت الدلالهُ علی أَن الآن لیس مُعَرَّفاً باللام الظاهره التی فیه،لأَنه لو کان مَعرَّفاً بها لجازَ سُقوطُها منه،فلزومُ هذه اللام للآن دلیلٌ علی أَنها لیست للتعریف،و إذا کان مُعَرَّفاً باللام لا محالَهَ،و استَحال أَن تکونَ اللام فیه هی التی عَرَّفَتْه،وجب أَن یکون مُعَرَّفاً بلام أُخری غیر هذه الظاهره التی فیه بمنزله أَمْسِ فی أَنه تَعَرَّف بلام مراده،و القول فیهما واحدٌ،و لذلک بنیا لتضمُّنهما معنی حرف التعریف ;قال ابن جنی:و هذا رأْیُ أَبی علی و عنه أَخَذْتُه،و هو الصوابُ،قال سیبویه:و قالوا الآن آنُکَ ،کذا قرأْناه فی کتاب سیبویه بنصب الآنَ و رفعِ آنُک ،و کذا الآنَ حدُّ الزمانَیْن،هکذا قرأْناه أَیضاً بالنصب،و قال ابن جنی:اللام فی قولهم الآنَ حَدُّ الزمانین بمنزلتها فی قولک الرجلُ أَفضلُ من المرأَه

ص :41

أَی هذا الجنسُ أَفضلُ من هذا الجنس،فکذلک الآن ،إذا رَفَعَه جَعَلَه جنسَ هذا المُسْتَعْمَلِ فی قولهم کنتُ الآن عنده،فهذا معنی کُنتُ فی هذا الوقت الحاضر بعْضُه،و قد تَصَرَّمَتْ أَجزاءٌ منه عنده،و بُنیت الآن لتَضَمُّنها معنی الحرف. و قال أَبو عمرو:أَتَیْتُه آئِنَهً بعد آئِنَهٍ بمعنی آوِنهٍ.الجوهری: الآن اسمٌ للوقت الذی أَنت فیه،و هو ظَرْف غیر مُتَمَکِّنٍ،وَقَع مَعْرِفهً و لم تدخُل علیه الأَلفُ و اللامُ للتعریف،لأَنَّه لَیْس له ما یَشْرَکُه،و ربَّما فَتَحوا اللامَ و حَذَفوا الهمْزَتَیْنِ ;و أَنشد الأَخفش: و قد کُنْتَ تُخْفِی حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَهً، فَبُحْ، لانَ منْها،بالذی أَنتَ بائِحُ قال ابن بری:قولُه حَذَفوا الهمزَتَین یعنی الهمزهَ التی بَعْد اللامِ نَقَلَ حرکتها علی اللامِ و حَذَفها،و لمَّا تَحَرَّکَت اللامُ سَقَطَتْ همزهُ الوَصْلِ الداخلهُ علی اللام ;و قال جریر: أَلانَ و قد نَزَعْت إلی نُمَیْرٍ، فهذا حینَ صِرْت لَهُمْ عَذابا. قال:و مثْلُ البیتِ الأَوَّل قولُ الآخَر: أَلا یا هِنْدُ،هِنْدَ بَنی عُمَیْرٍ، أَ رَثٌّ، لانَ ،وَصْلُکِ أَم حَدیدُ ؟ و قال أَبو المِنْهالِ: حَدَبْدَبَی بَدَبْدَبَی منْکُمْ، لانْ ، التهذیب:الفراء الآن حرفٌ بُنِیَ علی الأَلف و اللام و لم یُخْلَعا منه،و تُرِک علی مَذْهَب الصفهِ لأَنَّه صفهٌ فی المعنی و اللفظ کما رأَیتهم فَعَلوا بالذی و الذین،فَتَرَکوهما علی مذهب الأَداهِ و الأَلفُ و اللامُ لهما غیر مفارِقَهٍ ;و منه قول الشاعر: فإِن الأُلاء یعلمونک منهم، کعلم مظنول ما دمت أَشعرا (1). فأَدْخلَ الأَلف و اللام علی أُولاء،ثم تَرَکَها مخفوضهً فی موضع النصب کما کانت قبل أَن تدخُلَها الأَلف و اللام ;و مثله قوله: و إنِّی حُبِسْتُ الیومَ و الأَمْسِ قَبْلَه بِبابِکَ،حتی کادَتِ الشمسُ تَغْربُ فأَدخَلَ الأَلفَ و اللام علی أَمْسِ ثم ترکه مخفوضاً علی جهه الأُلاء ;و مثله قوله: و جُنَّ الخازِبازِ به جُنوناً فمثلُ الآن بأَنها کانت منصوبه قبل أَن تُدْخِلَ علیها الأَلفَ و اللام،ثم أَدْخَلْتَهما فلم یُغَیِّراها،قال:و أَصلُ الآن إنما کان أَوَان،فحُذِفَت منها الأَلف و غُیِّرت واوُها إلی الأَلف کما قالوا فی الرّاح الرَّیاح ;قال أَنشد أَبو القَمْقام: کأَنَّ مکاکِیَّ الجِواءِ غُدَیَّهً، نَشاوَی تَساقَوْا بالرَّیاحِ المُفَلْفَلِ فجعل الرَّیاحَ و الأَوانَ مرَّه علی جهه فَعَلٍ،و مره علی جهه فَعالٍ،کما قالوا زَمَن و زَمان،قالوا:و إن شئت جعلتَ الآن أَصلها من قولِه آنَ لک أَن تفعلَ،أَدخَلْتَ علیها الأَلفَ و اللام ثم ترکتَها علی مذهب فَعَلَ،فأَتاها النصبُ مِنْ نَصْبِ فعَل،و هو وجهٌ

ص :42

جیّد کما قالوا:

14- نَهی رسولُ الله،صلی الله علیه و سلم،عن قِیلَ و قالَ. ،فکانتا کالاسمین و هما منصوبتان،و لو خَفَضْتَهما علی أَنهما أُخْرِجتا من نیّه الفعل إلی نیّه الأَسماء کان صواباً ;قال الأَزهری:سمعت العرب یقولون:مِنْ شُبَّ إلی دُبَّ،و بعضٌ:من شُبٍّ إلی دُبٍّ،و معناه فعَل مُذْ کان صغیراً إلی أَن دَبّ کبیراً.و قال الخلیل: الآن مبنیٌّ علی الفتح،تقول نحنُ من الآنَ نَصِیرُ إلیک،فتفتح الآنَ لأَنَّ الأَلفَ و اللام إنما یدخُلانِ لعَهْدٍ،و الآنَ لم تعْهَدْه قبل هذا الوقت،فدخلت الأَلف و اللام للإِشاره إلی الوقت،و المعنی نحنُ من هذا الوقت نفعلُ ;فلما تضمَّنَت معنی هذا وجَب أَن تکون موقوفهً،ففُتِحَت لالتقاء الساکنین و هما الأَلف و النون.قال أَبو منصور:و أَنکر الزجاجُ ما قال الفراء أَنَّ الآنَ إنما کان فی الأَصل آن،و أَن الأَلف و اللام دخلتا علی جهه الحکایه و قال:ما کان علی جهه الحکایه نحو قولک قام،إذا سَمَّیْتَ به شیئاً،فجعلتَه مبنیّاً علی الفتح لم تدخُلْه الأَلفُ و اللام،و ذکر قولَ الخلیل: الآنَ مبنیٌّ علی الفتح،و ذهب إلیه و هو قول سیبویه.و قال الزجاج فی قوله عز و جل: اَلْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ;فیه ثلاثُ لُغاتٍ: قٰالُوا اَلْآنَ ،بالهمز و اللام ساکنه،و قالوا أَلانَ ،متحرکه اللام بغیر همز و تُفْصَل،قالوا مِنْ لانَ،و لغه ثالثه قالوا لانَ جئتَ بالحقّ ،قال:و الآنَ منصوبهُ النون فی جمیع الحالات و إن کان قبلها حرفٌ خافضٌ کقولک من الآنَ ،و ذکر ابن الأَنباری الآن فقال:و انتصابُ الآن بالمضمر،و علامهُ النصب فیه فتحُ النون،و أَصلُه الأَوانُ فأُسقِطَت الأَلف التی بعد الواو و جُعِلَت الواوُ أَلفاً لانفتاح ما قبلها،قال:و قیل أَصله آنَ لک أَن تفعلَ،فسُمِّی الوقتُ بالفعل الماضی و تُرِک آخرُه علی الفتح،قال:و یقال علی هذا الجواب أَنا لا أُکلِّمُک مِنَ الآنَ یا هذا،و علی الجواب الأَول من الآنِ ;و أَنشد ابن صخر: کأَنهما ملآنِ لم یَتَغَیَّرا، و قد مَرَّ للدارَین مِن بعدِنا عَصْرُ و قال ابن شمیل:هذا أَوانُ الآنَ تَعْلم،و ما جئتُ إلاَّ أَوانَ الآنَ أَی ما جئت إلا الآن ،بنصب الآن فیهما.و

17- سأَل رجلٌ ابنَ عمر عن عثمان قال:أَنشُدک اللهَ هل تعْلم أَنه فرَّ یوم أُحُد و غاب عن بدرٍ و عن بَیْعهِ الرّضوان ؟فقال ابنُ عمر:أَما فِرارُه یوم أُحُد فإن الله عز و جل یقول: وَ لَقَدْ عَفَا اللّٰهُ عَنْهُمْ ;و أَما غَیْبَتُه عن بدرٍ فإنه کانت عنده بنتُ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،و کانت مریضهً و ذکر عُذْرَه فی ذلک ثم قال:اذهبْ بهذه تَلآنَ مَعَک. ;قال أَبو عبید:قال الأُمَویّ قوله تَلآنَ یرید الآن ،و هی لغه معروفه،یزیدون التاءَ فی الآن و فی حینٍ و یحذفون الهمزه الأُولی،یقال: تَلآن و تَحین ;قال أَبو وجزه: العاطِفون تحینَ ما من عاطِفٍ، و المُطْعِمونَ زمانَ ما من مُطْعِم. و قال آخر: و صَلَّیْنا کما زَعَمَت تَلانا. قال:و کان الکسائی و الأَحمر و غیرُهما یذهبون إلی أَن الروایه العاطفونَه فیقول:جعل الهاء صلهً و هو وسط الکلام،و هذا لیس یُوجد إلا علی السکت،قال:فحَدَّثتُ به الأُمَویَّ فأَنکره،قال أَبو عبید:و هو عندی علی ما قال الأُمَویُّ و لا حجه لمن احتج

ص :43

بالکتاب فی قوله: وَ لاٰتَ حِینَ مَنٰاصٍ ،لأَن التاء منفصلهٌ من حین لأَنهم کتبوا مثلها منفصلاً أَیضاً مما لا ینبغی أَن یُفْصَل کقوله: یٰا وَیْلَتَنٰا مٰا لِهٰذَا الْکِتٰابِ ،و اللامُ منفصله من هذا.قال أَبو منصور:و النحویون علی أَن التاء فی قوله تعالی وَ لاٰتَ حِینَ فی الأَصل هاءٌ،و إنما هی وَلاهْ فصارت تاءً للمرورِ علیها کالتاءَاتِ المؤَنثه،و أَقاوِیلُهم مذکوره فی ترجمه لا بما فیه الکفایه.قال أَبو زید:سمعت العرب تقول مررت بزیدِ اللاَّنَ ،ثقَّلَ اللامَ و کسر الدال و أَدْغم التنوین فی اللام.و قوله

17- فی حدیث أَبی ذر :أَ ما آن للرجل أَن یَعْرف مَنزِله. أَی أَما حانَ و قرُبَ،تقول منه: آنَ یَئینُ أَیْناً،و هو مثل أَنَی یَأْنی أَناً،مقلوبٌ منه.و آنَ أَیْناً :أَعیا.أَبو زید: الأَیْنُ الإِعْیاء و التعب.قال أَبو زید:لا یُبْنی منه فِعْلٌ و قد خُولِفَ فیه،و قال أَبو عبیده:لا فِعْل لِلأَین الذی هو الإِعیاء.ابن الأَعرابی: آنَ یَئِینُ أَیْناً من الإِعیاء ;و أَنشد: إنَّا و رَبِّ القُلُص الضَّوامِرِ إنا أَی أَعْیَینا.اللیث:و لا یشتَقُّ منه فِعْل إلاَّ فی الشِّعْر ;و فی قصید کعب بن زهیر: فیها علی الأَیْنِ إِرْقالٌ و تَبْغیلُ الأَیْنُ :الإِعیاء و التعب.ابن السکیت: الأَیْنُ و الأَیْمُ الذَّکَر من الحیات،و قیل: الأَینُ الحیَّهُ مثل الأَیمِ،نونه بدلٌ من اللام.قال أَبو خیره: الأُیونُ و الأُیومُ جماعه.قال اللحیانی:و الأَینُ و الأَیم أَیضاً الرجل و الحِمل.و أَیْنَ :سُؤَالٌ عن مکانٍ،و هی مُغْنیه عن الکلام الکثیر و التطویل،و ذلک أَنک إذا قلت أَیْنَ بَیْتُک أَغناک ذلک عن ذِکْر الأَماکن کلها،و هو اسمٌ لأَنک تقول من أَینَ ;قال اللحیانی:هی مُؤَنثه و إن شئت ذکَّرْت،و کذلک کلُّ ما جعله الکتابُ اسماً من الأَدوات و الصِّفات،التأْنیثُ فیه أَعْرَفُ و التذکیرُ جائز ;فأَما قول حُمَید بن ثور الهلالی: و أَسماء،ما أَسماءُ لَیْلَهَ أَدْلَجَتْ إِلَیَّ،و أَصحابی بأَیْنَ و أَیْنَما. فإنه جعل أَینَ علماً للبُقْعه مجرداً من معنی الاستفهام،فمنَعَها الصرف للتعریف و التأْنیث کأُنَی،فتکونُ الفتحهُ فی آخر أَین علی هذا فتحهَ الجرِّ و إعراباً مثلها فی مررْتُ بأَحْمَدَ،و تکون ما علی هذا زائدهً و أَینَ و حدها هی الاسم،فهذا وجهٌ،قال:و یجوز أَن یکون رکَّب أَینَ مع ما،فلما فعل ذلک فتح الأُولی منها کفتحه الیاء من حَیَّهَلْ لما ضُمَّ حَیَّ إلی هَلْ،و الفتحهُ فی النون علی هذا حادثهٌ للترکیب و لیست بالتی کانت فی أَیْنَ ،و هی استفهام،لأَن حرکه الترکیب خَلَفَتْها و نابَتْ عنها،و إذا کانت فتحهُ الترکیب تؤَثر فی حرکه الإِعراب فتزیلُها إلیها نحو قولک هذه خمسهٌ،فتُعْرِب ثم تقول هذه خمْسهَ عشَر فتخلُف فتحهُ الترکیب ضمهَ الإِعراب علی قوه حرکه الإِعراب،کان إبدالُ حرکه البناء من حرکه البناء أَحری بالجواز و أَقرَبَ فی القیاس.الجوهری:إذا قلتَ أَین زید فإنما تسأَلُ عن مکانه.اللیث: الأَینُ وقتٌ من الأَمْکِنه (1).تقول: أَینَ فلانٌ فیکون منتصباً فی الحالات کلها ما لم تَدْخُلْه الأَلف و اللام.و قال الزجاج: أَینَ و کیف حرفان یُسْتَفْهَم بهما،و کان حقُّهما أَن یکونا مَوْقوفَین،فحُرِّکا لاجتماع الساکنین و نُصِبا و لم یُخْفَضا من أَجل الیاء،لأَن الکسره مع الیاء تَثْقُل و الفتحهُ أَخفُّ.و قال الأَخفش

ص :44

فی قوله تعالی: وَ لاٰ یُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَیْثُ أَتیٰ ،فی حرف ابن مسعود أَینَ أَتی ،قال:و تقول العرب جئتُک من أَینَ لا تَعْلَم ;قال أَبو العباس:أَما ما حکی عن العرب جئتُک من أَین لا تعْلم فإنما هو جواب مَنْ لم یفهم فاستفهم،کما یقول قائل أَینَ الماءُ و العُشْب.و

16- فی حدیث خطبه العید :قال أَبو سعید و قلت أَیْنَ الابتداءُ بالصلاه أَی أَینَ تذْهَب،ثم قال:الابْتِداءُ بالصلاه قبل الخطبه،و فی روایه: أَین الابتداء بالصلاه. أَی أَینَ یَذْهَبُ الإِبتداءُ بالصلاه،قال:و الأَول أَقوی.و أَیّانَ :معناه أَیُّ حینٍ،و هو سُؤَالٌ عن زمانٍ مثل متی.و فی التنزیل العزیز: أَیّٰانَ مُرْسٰاهٰا .ابن سیده: أَیَّان بمعنی مَتی فینبغی أَن تکون شرطاً،قال:و لم یذکرها أَصحابنا فی الظروف المشروط بها نحو مَتی و أَینَ و أَیٌّ و حِینَ،هذا هو الوجه،و قد یمکن أَن یکون فیها معنی الشرط و لم یکن شرطاً صحیحاً کإِذا فی غالب الأَمر ;قال ساعده بن جؤیه یهجو امرأَه شبَّه حِرَها بفُوق السهم: نفاثِیّه أَیّانَ ما شاءَ أَهلُها، رَوِی فُوقُها فی الحُصِّ لم یَتَغَیّب. و حکی الزجاج فیه إیَّانَ ،بکسر الهمزه.و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا یَشْعُرُونَ أَیّٰانَ یُبْعَثُونَ ;أَی لا یعلمون متی البَعْث ;قال الفراء:قرأَ أَبو عبد الرحمن السُّلَمی إیّانَ یُبْعَثون ،بکسر الأَلف،و هی لغه لبعض العرب،یقولون متی إوانُ ذلک،و الکلام أَوان.قال أَبو منصور:و لا یجوز أَن تقولَ أَیّانَ فعلت هذا.و قوله عز و جل: یَسْئَلُونَ أَیّٰانَ یَوْمُ الدِّینِ ،لا یکون إلا استفهاماً عن الوقت الذی لم یجئ.و الأَیْنُ :شجرٌ حجازی،واحدته أَینهٌ ;قالت الخنساء: تذَکَّرْتُ صَخْراً،أَنْ تَغَنَّتْ حمامهٌ هَتُوفٌ علی غُصنٍ من الأَیْنِ تَسْجَعُ و الأَواینُ :بلد ;قال مالک بن خالد الهُذلیّ: هَیْهاتَ ناسٌ من أُناسٍ دیارُهم دُفاقٌ،و دارُ الآخَرینَ الأَوایِنُ قال:و قد یجوز أَن یکون واواً.

لیس الأَمرُ کما ظنَّ،قال:و هذا حدیث مشهور رواه أهل الإِتقان،و کأَنَّها لغه یمانیه و لم تَفْشُ فی کلام مَعدٍّ،و هو البأْجُ بمعنی واحد.قال أَبو الهیثم:الکواکبُ البابانیات هی التی لا یَنْزِل بها شمسٌ و لا قمرٌ،إنَّما یُهْتَدی بها فی البرّ و البحر،و هی شامیّه،و مهبُّ الشَّمالِ منها،أَولُها القطب،و هو کوکبٌ لا یزولُ،و الجَدْیُ و الفَرْقَدان،و هو بین القطب (1).و فیه بناتُ نَعْشٍ الصُّغْری.

بثن:

البَثْنَهُ و البِثْنَهُ :الأَرضُ السَّهْلَهُ اللَّینه،و قیل:الرَّمله،و الفتح أَعلی ;و أَنشد ابن بَری لجمیل: بَدَتْ بَدْوهً لمَّا اسْتَقَلَّت حُمولُها بِبَثْنهَ ،بین الجُرْفِ و الحاج و النُّجْلِ. و بها سمیت المرأَه بَثْنه ،و بتصغیرها سمیت بُثَیْنه .و البَثَنِیّهُ :الزُّبْدهُ.و البَثَنِیَّهُ :ضَرْبٌ من الحنطه.و البَثَنِیَّهُ :بلادٌ بالشأْم.و

17- قول خالد بن الولید لمَّا عَزَلَه عمرُ عن الشام حین خطَبَ الناسَ فقال :إنَّ عُمَر اسْتَعْمَلنی علی الشام و هو له مُهِمٌّ،فلما أَلْقَی الشامُ بَوانِیَه و صارَ بَثَنِیَّهً و عسلاً عزَلنی و استعمل غیری. ;فیه قولان:قیل البَثَنِیَّه حِنْطَهٌ منسوبهٌ إلی بلده معروفهٍ بالشام من أَرض دِمَشق،قال ابن الأَثیر:و هی ناحیه من رُسْتاقِ دِمشق یُقال لها البَثَنِیَّه ،و الآخر أَنه أَراد البَثَنِیَّه الناعمه من الرمله اللَّینه یقال لها بَثْنه ،و تصغیرها بُثَیْنَه ،فأَراد خالدٌ أَن الشأْم لمَّا سکن و ذهبت شَوْکَتُه،و صار لیّناً لا مکْروهَ فیه،خِصْباً کالحِنْطه و العسلِ،عزلنی،قال:و البَثْنهُ الزُّبْده الناعمه أَی لما صار زُبْده ناعمه و عسلاً صِرْفَیْن لأَنها صارت تجبی أَموالها من غیر تعب،قال:و ینبغی أَن یکون بُثَیْنهُ اسم المرأَه تصغیرَها أَعنی الزبده فقال جمیل: أُحِبُّکَ أَنْ نَزَلْتَ جِبال حِسْمَی، و أَنْ ناسَبْتَ بَثْنهَ من قریبٍ (2). البَثْنهُ هاهنا:الزبدهُ.و البَثْنهُ :النَّعْمهُ فی النِّعْمهِ.و البَثْنَهُ :الرَّملهُ اللَّیِّنه.و البَثْنهُ :المرأَهُ الحَسْناء البضّه ;قال الأَزهری:قرأْتُ بخط شمر و تقییده: البِثْنه ،بکسر الباء،الأَرض اللینه،و جمعُها بِثَنٌ ;و یقال:هی الأَرض الطیبه،و قیل: البُثُنُ الریاض ;و أَنشد قول الکمیت: مباؤکَ فی البُثُنِ النَّاعِمَاْتِ عَیْناً،إذا رَوَّحَ المؤْصِل یقول:رِیاضُک تَنْعَمُ أَعْیُنَ الناسِ أَی تُقِرُّ عیونَهم إذا أَراحَ الراعی نَعَمَه أَصیلاً،و المَباءُ و المَباءهُ:المنزلُ.قال الغنوی: بَثَنِیَّهُ الشام حنطهٌ أَو حبّه مُدَحْرجَهٌ،قال:و لم أَجد حَبّهً أَفضلَ منها ;و قال ابن رُوَیشد الثقفی: فأَدْخَلْتُها لا حِنْطهً بَثَنِیَّهً تُقَابِلُ أَطْرافَ البیوتِ،و لا حُرْفا قال: بَثَنِیّه منسوبهٌ إلی قریه بالشام بین دمشق و أَذْرِعات،و قال أَبو الغوث:کلُّ حِنْطَهٍ تَنْبُت فی الأَرض السَّهْله فهی بَثَنیَّه خلاف الجبَلیَّه،فجعله من الأَول.

بحن:

بَحْنهُ :نخلهٌ معروفه.و بنات بَحْنَهَ :ضربٌ من النخل طِوالٌ،و بها سمِّی ابنُ بُحَینه .و ابنُ بَحْنَه :السوطُ تَشْبیهاً بذلک ;قال أَبو منصور:قیل للسوط ابنُ بَحْنهَ لأَنه یُسَوّی من قُلوس العراجین.و بَحْنَهُ :اسمُ امرأَهٍ نُسِبَ إلیها نَخْلاتٌ کُنَّ عند بیتها کانت تقول:هُنَّ بناتی،فقیل:بناتُ بَحْنهَ .قال ابن بری:حکی أَبو سهل عن التمیمی

ص :46

فی قولهم بنت بحْنه أَن البَحْنه نخله معروفه بالمدینه،و بها سمیت المرأَه بَحْنه ،و الجمع بنات بَحْنٍ .المحکم:و بَحْنهُ و بُحَیْنَهُ اسمُ امرأَتین ;عن أَبی حنیفه.و البَحْونُ :رملٌ متراکبٌ ;قال: من رَمْلِ تُرْنَی ذی الرُّکامِ البَحْون و رجل بَحْوَنٌ و بَحْوَنهٌ :عظیمُ البطن.و البَحْوَنهُ :القِرْبهُ الواسعهُ البطن ;أَنشد ابن بری للأَسود بن یَعْفُر: جَذْلان یَسَّرَ جُلَّهً مکنوزهً، حَبْناءَ بَحْوَنهً و وَطْباً مِجْزَما (1). أَبو عمرو: البَحْنانهُ الجُلَّه العظیمهُ البَحْرانیه التی یُحْملُ فیها الکَنْعَد المالحُ،و هی البَحْوَنهُ أَیضاً،و یقال للجُلَّه العظیمه البَحْناء .و

16- فی الحدیث :إذا کان یومُ القیامه تخرجُ بَحْنانهٌ من جهنم فتلْقُطُ المنافقین لَقْطَ الحَمامهِ القِرْطِمَ. ; البَحْنانهُ :الشرارهُ من النار.و دلْوٌ بَحْوَنیٌّ :عظیمٌ کثیرُ الأَخْذِ للماء.و جُلَّه بَحْوَنهٌ :عظیمهٌ،قال:و کذلک الدلو العظیم.و البَحْوَنُ :ضربٌ من التمر ;حکاه ابن درید،قال:فلا أَدری ما حقیقتُه.و بَحْوَن و بَحْوَنهُ :اسمان.

بخن:

رجل بَخْنٌ :طویلٌ مثل مَخْن ;قال ابن سیده:و أُراه بدلاً.ابن بری: بَخَنَ ،فهو باخِنٌ ،طال ;:قال الشاعر: فی باخِنٍ منْ نهارِ الصیف مُحْتَدِم التهذیب:و یقال للناقه إذا تمدَّدَت للحالب قد ابْخَأَنَّت ،و یقال للمیت أَیضاً ابْخَأَنَّ ;قال الراجز فترک الهمزه: مُرِبَّه[مُرَبَّه] بالنَّقْرِ و الإِبْساسِ، و لابْخِنانِ الدَّرِّ و النُّعاسِ یقال:قد ابْخأَنَّتْ و ابْخانَّت ،مهموز و غیر مهموز.

بخدن:

امرأَه بَخْدَنٌ :رَخصهٌ ناعمه تارَّهً.و بَخْدَن و بِخْدِن و البِخْدِنُ ،کلُّ ذلک:اسمُ امرأَه ;قال: یا دارَ عَفْراءَ و دارَ البِخْدِنِ .

بدن:

بَدَنُ الإِنسان:جسدُه.و البدنُ من الجسدِ:ما سِوَی الرأْس و الشَّوَی،و قیل:هو العضوُ ;عن کراع،و خص مَرّهً به أَعضاءَ الجَزور،و الجمع أَبْدانٌ .و حکی اللحیانی:إِنها لحَسنهُ الأَبدانِ ;قال أَبو الحسن:کأَنهم جعلوا کل جُزْءٍ منها بَدَناً ثم جمعوه علی هذا ;قال حُمَید بن ثور الهلالی: إنّ سُلَیْمی واضِحٌ لَبَّاتُها، لَیِّنه الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ. و رجل بادنٌ :سمین جسیم،و الأُنثی بادنٌ و بادنهٌ ،و الجمعُ بُدْنٌ و بُدَّنٌ ;أَنشد ثعلب: فلا تَرْهَبی أَن یَقْطَع النَّأْیُ بیننا، و لَمّا یُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ و قال زهیر: غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمَّراً خُدُجاً، من بَعْدِ ما جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا و قد بَدُنَتْ و بَدَنَتْ تَبْدُن بَدْناً و بُدْناً و بَداناً و بدانهً ;قال: و انْضَمَّ بُدْنُ الشیخ و اسمَأَلاَّ إنما عنی بالبُدن هنا الجوهرَ الذی هو الشحم،لا یکون إلا علی هذا لأَنک إن جعلت البُدْنَ عرَضاً جعلته محلاًّ للعرض.و المُبَدَّنُ و المُبَدّنهُ : کالبادِنِ و البادنهِ ،إلا أَن المُبَدَّنهَ صیغهُ مفعول.و المِبْدانُ :

ص :47

الشَّکورُ السَّریعُ السَّمَن ;قال: و إنی لَمِبْدانٌ ،إذا القومُ أَخْمصُوا، وفیٌّ،إذا اشتدَّ الزَّمانُ،شحُوب. و بَدَّنَ الرجلُ:أَسَنَّ و ضعف.و

14- فی حدیث النبی،صلی الله علیه و سلم،أَنه قال :لا تُبادرونی بالرکوع و لا بالسجودِ،فإنه مهْما أَسْبِقکم به إذا رکعتُ تُدْرِکونی إذا رَفَعْتُ،و مهما أَسْبقْکم إذا سجدت تُدْرِکونی إذا رفعتُ،إنی قد بَدُنْتُ . ;هکذا روی بالتخفیف بَدُنْت ;قال الأُموی:إنما هو بَدَّنْت ،بالتشدید،یعنی کَبِرْتُ و أَسْنَنْتُ،و التخفیفُ من البدانه ،و هی کثرهُ اللحم،و بَدُنْتُ أَی سَمِنْتُ و ضَخُمْتُ.و یقال: بَدَّنَ الرجلُ تَبْدیناً إذا أَسَنَّ ;قال حُمَید الأَرقط: و کنْتُ خِلْتُ الشَّیْبَ و التَّبْدینا و الهَمَّ مما یُذْهِلُ القَرینا قال:و أَما قولُه قد بَدُنْتُ فلیس له معنیً إلا کثره اللحم و لم یکن،صلی الله علیه و سلم،سَمیناً.قال ابن الأَثیر:و

14- قد جاء فی صفته فی حدیث ابن أَبی هالهَ : بادِنٌ مُتمَاسِک. ;و البادنُ :الضخمُ،فلما قال بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِکٍ و هو الذی یُمْسِکُ بعضُ أَعْضائِه بعضاً،فهو مُعْتَدِلُ الخَلْقِ ;و منه

16- الحدیث :أَ تُحِبُّ أَنّ رجلاً بادِناً فی یوم حارٍّ غَسَلَ ما تَحتَ إزارِه ثم أَعْطاکَه فشَرِبْتَه ؟. و بَدَنَ الرجلُ،بالفتح، یَبْدُنُ بُدْناً و بَدانهً ،فهو بادِنٌ إذا ضخُمَ،و کذلک بَدُنَ ،بالضم، یَبْدُن بَدانهً .و رجل بادِنٌ و مُبَدَّنٌ و امرأَه مُبَدَّنهٌ :و هما السَّمینانِ.و المُبَدِّنُ :المُسِنُّ.أَبو زید: بَدُنَت المرأَهُ و بَدَنَت بُدْناً ;قال أَبو منصور و غیره: بُدْناً و بَدانهً علی فَعاله،قال الجوهری:و امرأَهٌ بادِنٌ أَیضاً و بَدین .و رجل بَدَنٌ :مُسِنٌّ کبیر ;قال الأَسود بن یعفر: هل لِشَبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ، أَمْ ما بکاءُ البَدَنِ الأَشْیَبِ ؟ و البَدَنُ :الوعِلُ المُسِنُّ ;قال یصفَ وعِلاً و کَلْبه: قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ، العُقابُ:اسمُ کلبه،و الحِقابُ:جبل بعینه،و البَدَنُ :المُسِنُّ من الوُعول ;یقول:اصْطادی هذا التیْسَ و أَجعلُ ثوابَک الرأْسَ و الأَکْرُعَ و الإِهابَ،و بیتُ الاستشهاد أَورده الجوهری:قد ضمَّها،و صوابه و ضمَّها کما أَوردناه ;ذکره ابن بری،و الجمع أَبْدُنٌ ;قال کُثَیّر عزّه: کأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِینُها قُرونٌ تَحَنَّتْ فی جَماجِمِ أَبْدُنِ و بُدونٌ ،نادر ;عن ابن الأَعرابی.و البَدنهُ من الإِبلِ و البقر:کالأُضْحِیَه من الغنم تُهْدَی إلی مکه،الذکر و الأُنثی فی ذلک سواء ;الجوهری: البَدْنهُ ناقهٌ أَو بقرهٌ تُنْحَرُ بمکه،سُمِّیت بذلک لأَنهم کانوا یُسَمِّنونَها،و الجمع بُدُنٌ و بُدْنٌ ،و لا یقال فی الجمع بَدَنٌ ،و إن کانوا قد قالوا خَشَبٌ و أَجَمٌ و رَخَمٌ و أَکَمٌ،استثناه اللحیانی من هذه.و قال أَبو بکر فی قولهم قد ساقَ بَدَنهً :یجوز أَن تکون سُمِّیَتْ بَدَنهً لِعِظَمِها و ضَخامتِها،و یقال:سمِّیت بدَنهً لسِنِّها.و البُدْنُ :السِّمَنُ و الاکتنازُ،و کذلک البُدُن مثل عُسْر و عُسُر ;قال شَبیب بن البَرْصاء:

ص :48

کأَنها،من بُدُنٍ و إیفارْ،

دَبَّت علیها ذَرِباتُ الأَنبارْ

و روی:من سِمَنٍ و إیغار.و

14- فی حدیث النبی،صلی الله علیه و سلم :أَنه أُتِیَ ببَدَناتٍ خَمْسٍ فطَفِقْنَ یَزْدَلِفْنَ إِلیه بأَیَّتِهِنَّ یَبْدأُ. ; البَدَنهُ ،بالهاء،تقع علی الناقه و البقره و البعیر الذَّکر مما یجوز فی الهدْی و الأَضاحی،و هی بالبُدْن أَشْبَه،و لا تقع علی الشاه،سمِّیت بَدَنهً لِعِظَمِها و سِمَنِها،و جمع البَدَنهِ البُدْن .و فی التنزیل العزیز: وَ اَلْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَکُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ ;قال الزجاج: بَدَنه و بُدْن ،و إنما سُمِّیت بَدَنهً لأَنها تَبْدُنُ أَی تَسْمَنُ.و

17- فی حدیث الشعبی :قیل له إن أَهلَ العِراق یقولون إِذا أَعْتَقَ الرجلُ أَمَتَه ثم تَزوَّجها کان کمَنْ یَرْکَبُ بدَنتَه . ;أَی مَنْ أَعْتَقَ أَمتَه فقد جعلها مُحرَّره لله،فهی بمنزله البَدَنهِ التی تُهْدَی إلی بیت الله فی الحجّ فلا تُرْکبُ إلا عن ضرورهٍ،فإذا تزَوَّجَ أَمتَه المُعْتَقه کان کمن قد رَکِبَ بدَنتَه المُهْداهَ.و البَدَنُ :شِبْهُ دِرْعٍ إلا أَنه قصیر قدر ما یکون علی الجسد فقط قصیر الکُمَّینِ.ابن سیده: البَدَنُ الدِّرعُ القصیره علی قدر الجسد،و قیل:هی الدرع عامَّه،و به فسر ثعلب قوله تعالی: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ ;قال:بِدِرْعِک،و ذلک أَنهم شکُّوا فی غَرَقِه فأَمرَ اللهُ عز و جل البحرَ أَن یَقْذِفَه علی دَکَّهٍ فی البحر بِبَدنه أَی بِدرْعِهِ،فاستیقنوا حینئذ أَنه قد غَرِقَ ;الجوهری:قالوا بجَسَدٍ لا رُوحَ فیه،قال الأَخفش:و قولُ مَن قالَ بِدرْعِک فلیس بشیء،و الجمع أَبْدانٌ .و

1,15- فی حدیث علیّ،کرم الله وجهَه :لما خطَب فاطمهَ،رضوانُ الله علیها،قیل:ما عندکَ ؟قال:فَرَسی و بَدَنی . ; البَدَنُ :الدِّرْع من الزَّرَدِ،و قیل:هی القصیرهُ منها.و

16- فی حدیث سَطیح :أَبْیَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ و البَدَنِ . أَی واسعُ الدِّرْعِ ;یرید کثرهَ العطاء.و

16- فی حدیث مَسْح الخُفَّین :فأَخْرجَ یدَه من تحتِ بدَنِه . ;اسْتعارَ البَدَنَ هاهنا للجُبَّهِ الصغیرهِ تشبیهاً بالدِّرع،و یحتمل أَن یرید من أَسفَل بدَنِ الجُبَّه،و یشهد له ما جاء فی الروایه الأُخری:فأَخرجَ یده من تحتِ البَدَنِ .و بدَنُ الرجلِ:نَسَبُه و حسبُه ;قال: لها بدَنٌ عاسٍ،و نارٌ کریمهٌ بمُعْتَرکِ الآریّ،بین الضَّرائِم.

بذن:

قال ابن شمیل فی المَنْطِق: بأْذَنَ فلانٌ من الشرّ بأْذَنهً ،و هی المُبَأْذَنهُ ،مصدر،و یقال:أَ نائِلاً تریدُ و مُعَتْرَسهً،أَراد بالمُعَترسه الاسم یرید به الفعلَ مثل المُجاهَده (1).

بذبن:

باذَبِینُ :رسولٌ کان للحجاج ;أَنشد ثعلب لرجل من بنی کلاب: أَقولُ لصاحبی و جَرَی سَنیحٌ، قال:نسبه إلی هذا الرجل الذی کان رسولاً للحجاج.

برن:

البَرْنیُّ :ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر،و هو أَجود التمر،واحدتُه بَرْنِیّهٌ ;قال أَبو حنیفه:أَصله فارسی،قال:إنما هو بارِنیّ ،فالبار الحَمْلُ،و نِیّ تعظیمٌ و مبالغه ;و قول الراجز: خالی عُوَیْفٌ و أَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِّ

ص :49

و بالغَداهِ کِسَرَ البَرْنِجِّ،

یُقْلَعُ بالوَدِّ و بالصِّیصِجِّ

فإنه أَراد:أَبو علیّ و بالعشیّ و البرنیّ و الصِّیصِیّ،فأَبدل من الیاء المشدده جیماً.التهذیب: البَرْنِیُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب بصُفْره کثیر اللِّحاء عَذْب الحَلاوه.یقال:نخلهٌ بَرْنِیَّه و نخلٌ بَرْنِیٌّ ;قال الراجز: بَرْنِیّ عَیْدانٍ قَلیل قشْرُهْ ابن الأَعرابی: البَرْنِیُّ الدِّیَکهُ،و قیل: البَرَانیُّ ،بلغه أَهل العراق،الدِّیَکهُ الصِّغارُ حین تُدْرِک،واحدتُها بَرْنِیّه .و البَرْنِیَّهُ :شبْهُ فخّارهٍ ضخمهٍ خَضْراء،و ربما کانت من القَواریرِ الثِّخانِ الواسعهِ الأَفْواه.غیره:و البَرْنیَّه إناءٌ من خَزَفٍ.و یَبْرینُ :موضع،یقال:رملُ یَبْرینَ ;قال ابن بری:حقُّ یَبْرینَ أَنْ یُذْکَر فی فصل بَرَی من باب المعتل لأَنّ یبرینَ مثل یَرْمینَ،قال:و الدلیل علی صحه ذلک قولهم یَبْرونَ فی الرفع و یبرین فی النصب و الجر،و هذا قاطعٌ بزیاده النون ;قال:و لا یجوز أَن یکون یَبْرین فَعْلینَ،لأَنه لم یأْتِ له نظیرٌ،و إنما فی الکلام فِعْلینٌ مثلُ غِسْلینٍ،قال:و هذا مذهب أَبی العباس،أَعنی أَن یَبْرین مثلُ یَرْمین،قال:و هو الصحیح.

برثن:

البُرْثُنُ :مِخْلَبُ الأَسَد،و قیل:هو للسبُع کالإِصْبَع للإِنسان،و قیل: البُرْثُنُ الکَفُّ بکمالها مع الأَصابع.اللیث: البَراثِن أَظْفار مَخالِب الأَسَد،یقال:کأَنّ بَراثِنَه الأَشافی.و قال أَبو زید: البُرْثُن مِثْلُ الإِصْبع،و المِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُن ;قال إمرؤ القیس: و تَری الضّبَّ خفیفاً ماهِراً، رَافعاً بُرْثُنَه ما یَنْعَفِرْ و المشهور فی شعر إمرئ القیس:ثانیاً برثنه ،یصف مطراً کثیراً أَخرجَ الضَّبَّ من جُحْره،فعامَ فی الماء ماهراً فی سباحَته یَبْسُطُ بَراثْنه و یَثْنیها فی سِباحَته،و قولُه ما یَنْعَفِر أَی لا یُصِیبُ بَراثنَه الترابُ،و هو العَفَرُ،و البَراثن للسباع کلها،و هی من السباعِ و الطیر بمَنْزله الأَصابع من الإِنسان ;و قد تُستعارُ البَراثِنُ لأَصابع الإِنسان کما قال ساعدهُ ابنُ جؤیّه یَذْکُرُ النَّحْلَ و مُشْتَار العَسَلِ: حتَّی أُشِبَّ لها،و طال أَبابُها، ذو رُجْلَهٍ شَتْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ و الجَحْنَب:القَصیر،و لیس یَهْجوه و إنما أَراد أَنه مُجْتَمِعُ الخَلْق.و

16- فی حدیث القبائِلِ :سُئِلَ عن مُضَرَ فقال:تَمیمٌ بُرْثُمَتُها و جُرْثُمَتُها. ;قال الخطابی:إنما هو بُرْثُنَتُها ،بالنون،أَی مَخالِبُها،یرید شَوْکَتها و قُوَّتَها،و المیمُ و النونُ یتَعاقبان،فیجوز أَن تکونَ المیمُ لغهً،و یجوز أَن تکونَ بدلاً لازْدِواج الکلام فی الجُرْثومه کما قال الغَدایا و العَشایا.و البُرْثُن لما لم یَکنْ من سِباعِ الطیر مثلُ الغراب و الحمام،و قد یکونُ للضَّبِّ و الفأْر و الیَرْبوع.و بُرْثُنُ :قبیله ;أَنشد سیبویه لقَیْسِ بنِ المُلَوَّح: لَخُطَّابُ لَیْلی،یالَ بُرْثُنَ منکُمُ، أَدَلُّ و أَمْضَی من سُلَیکِ المَقانِبِ غیره: بُرْثُن حَیٌّ من بنی أَسد ;قال:و قال قُرّانٌ الأَسَدیّ: لَزُوّارُ لَیْلی،منکُمُ آلَ بُرْثُن ،

ص :50

قال:و المشهور فی الروایه الأَوّلُ،جَعَلَ اهتِداءَهم لِفَسادِ زوجتِه کاهْتِداء سُلَیْکِ بن السُّلَکهِ فی سَیْره فی الفَلَوات.و فی النهایه لابن الأَثیر: بَرْثان ،بفتح الباء و سکون الراء،واد فی طریق رسول الله،صلی الله علیه و سلم،إلی بدر،قال:و قیل فی ضبطه غیرُ ذلک.

برذن:

البِرْذَوْنُ :الدابه،معروف،و سَیْرَتُه البَرْذَنَهُ ،و الأُنثی بِرْذَوْنَهٌ ،قال: رأَیتُکَ،إذْ جالَتْ بکَ الخَیْلُ جَوْلهً، و أَنتَ علی بِرْذَوْنهٍ غیر طائلِ و جَمْعُه بَراذینُ .و البراذین من الخَیْلِ:ما کان من غیر نِتاج العِرابِ.و بَرذَنَ الفرسُ:مَشَی مشیَ البَراذینِ .و بَرْذَنَ الرجلُ:ثَقُلَ ;قال ابن درید:و أَحسِبُ أَن البرْذَوْن مشتقّ من ذلک،قال:و هذا لیس بشیء،و حکی عن المؤرّج أَنه قال:سأَلتُ فلاناً عن کذا و کذا فبَرْذَنَ لی أَی أَعْیا و لم یُجِبْ فیه.

برزن:

البِرْزینُ ،بالکسر:إناء من قِشْرِ الطَّلْع یُشْرَب فیه،فارسیّ مُعرّب،و هی التَّلْتَله.و قال أَبو حنیفه: البِرْزِینُ قِشْرُ الطَّلْعهِ یُتَّخَذ من نصفه تَلْتَلهٌ ;و أَنشد لعَدیّ بن زید: إنَّما لِقْحَتُنا باطیهٌ، و فی التهذیب: إنما لِقْحتُنا خابیهٌ شَبَّه خابیتَه بلِقْحهٍ جَوْنهٍ أَی سوداءَ،فإِذا قلّ ما فیها أَو انْقَطَعَ فُتِحَتْ أُخری،قال:و صوابُ برْزینٍ أَن یُذْکَر فی فصل برَز،لأَنّ وَزْنه فِعْلینٌ مثل غِسْلین،قال:و الجوهری جعل وزنه فِعْلیلاً.النَّضْر: البِرزین کُوز یُحْمَلُ به الشَّرابُ من الخابِیه.الجوهری: البِرْزینُ ،بالکسر،التَّلْتَلهُ،و هی مِشْرَبه تُتّخذ من قِشر الطَّلعه.

برکن:

التهذیب فی الرباعی:الفراء یقال للکساء الأَسود بَرْکان و لا یقال بَرَنکان.

برهن:

التهذیب:قال الله عز و جل: قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صٰادِقِینَ ; البُرْهان الحُجّه الفاصله البیّنه،یقال: بَرْهَنَ یُبَرْهِنُ بَرْهَنهً إذا جاء بحُجّهٍ قاطعه لِلَدَد الخَصم،فهو مُبَرْهِنٌ .الزجاج:یقال للذی لا یبرهن حقیقته إنما أَنت متمنٍّ،فجعلَ یُبَرْهن بمعنی یُبَیِّن،و جَمْعُ البرهانِ براهینُ .و قد بَرْهَنَ علیه:أَقام الحجّه.و

16- فی الحدیث :الصَّدَقهُ بُرْهانٌ . ; البُرْهانُ :الحجّهُ و الدلیل أَی أَنها حُجَّهٌ لطالب الأَجْر من أَجل أَنَّها فَرْضٌ یُجازِی اللهُ به و علیه،و قیل:هی دَلیلٌ علی صحه إیمان صاحبها لطیب نَفْسه بإخْراجها،و ذلک لعَلاقهٍ مّا بین النفْسِ و المال.

برهمن:

البُرَهْمِنُ :العالِم،بالسُّمَنیَّه.التهذیب: البُرَهْمِنُ بالسُّمَنِیّه عالِمُهم و عابِدُهم.

بزن:

الأَبْزَنُ :شیءٌ یُتَّخَذ من الصُّفْر للماء و له جَوْف،و قد أَهْمله اللیث ;و جاء فی شعرٍ قدیم:قال أَبو دُوادٍ الإِیادیّ یصف فرساً وَصَفه بانتفاخ جَنْبَیْه: أَجْوَفُ الجَوْفِ،فهو منه هواءٌ، مثل ما جافَ، أَبْزَناً ،نَجَّارُ أَصله آبْزَنَ فجعله الأَبْزَنَ حَوْض من نُحاسٍ یَسْتَنْقعُ فیه الرجلُ،و هو مُعَرّب،و جعَل صانِعَه نجّاراً جافَ أَبَزْناً وسَّع جوفَه لتجویده إیّاه.ابن بری: الأَبْزَنُ شیء یَعْمَله النّجار مثل التابوت ;

ص :51

و أَنشد بیت أَبی دُواد: مِثل ما جاف أَبزناً نجّارُ أَبو عمرو الشّیْبانی:یقال إبْزِیمٌ و إبْزِینٌ و یُجْمَع أَبازینَ ;قال أَبو دواد فی صفه الخیل: إنْ لَم تَلِطْنی بهمْ حقّاً،أَتَیْتُکُمُ جمعُ إبْزِین ،و یقال للقُفْل أَیضاً الإِبْزیمَ لأَنّ الإِبْزِیم إفْعیل من بَزَمَ إذا عَضَّ،و یقال أَیضاً إبْزین ،بالنون.الجوهری: البُزْیونُ ،بالضمّ،السُّنْدُس ;قال ابن بری:هو رَقیقُ الدیباج،قال:و الإِبْزین لغهٌ فی الإِبزیم ;و أَنشد: و کلّ أَجردَ مُسْترْخی الأَبازینِ

بسن:

الباسِنهُ :کالْجُوالِقِ غَلیظٌ یُتَّخذُ من مُشاقهِ الکَتَّان أَغْلظُ ما یَکونُ،و منهم من یَهْمِزها.و قال الفراء: البأْسِنهُ کِساء مَخیطٌ یُجْعلُ فیه طعام،و الجمعُ البَآسِنُ .و البآسِنهُ :اسم لآلات الصُّنَّاع،قال:و لیس بَعَرَبیّ مَحْضٍ.و

16- فی حدیث ابن عباس :نَزَل آدمُ،علیه السلامُ،من الجَنه بالباسِنهِ . ،التفسیرُ للهرَویّ ;قال ابن الأَثیر:قیل إنها آلاتُ الصُّنَّاع،و قیل:إنها سِکّهُ الحَرْث،قال:و لیس بعربی محض.ابن بری: البَواسِنُ جمعُ باسِنهٍ سِلال الفُقّاع،قال:حکاه ابنُ دَرَسْتَوَیْه عن النَّضْر بنِ شُمَیْل.و حَسَنٌ بَسَنٌ إتْباعٌ.ابن الأَعرابی: أَبْسَنَ الرجلُ إذا حَسُنَتْ سَحْنَتُه.و بَیْسانُ :موضع بنواحی الشام ;قال أَبو دُواد: نَخَلاتٌ من نَخْلِ بَیْسانَ أَینَعْنَ جمیعاً،و نَبْتُهنَّ تُؤامُ

بصن:

بُصان :اسمُ رَبیعٍ الآخِرِ فی الجاهلیه ;هکذا حکاه قُطْربٌ علی شَکْل غُرابٍ،قال:و الجمع أَبْصِنَهٌ و بِصْنانٌ کأَغْربهٍ و غِرْبانٍ،و أَما غیرُه من اللغویِّین فإنما هو عندهم وَبُصان،علی مثال سَبُعان،و وَبِصان،علی مِثال شَقِرانٍ،قال:و هو الصحیح،قال أَبو إسحق:سُمّی بذلک لِوبیص السلاح فیه أَی بَریقه.التهذیب: بَصَنَّی (1).قریه فیها السُّتور البَصَنِّیّه ،و لیست بعربیه.

بطن:

البَطْنُ من الإِنسان و سائِر الحیوان:معروفٌ خلاف الظَّهْر،مذکَّر،و حکی أَبو عبیده أَن تأْنیثه لغهٌ ;قال ابن بری:شاهدُ التذکیر فیه قولُ میّهَ بنتِ ضِرار: یَطْوی،إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، بَطْناً ،من الزادِ الخبیثِ،خَمیصا و قد ذَکرْنا فی ترجمه ظهر فی حرف الراء وجهَ الرفع و النصب فیما حکاه سیبویه من قولِ العرب:ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه و ظهرُه،و ضُرِبَ زیدٌ البطنُ و الظهرُ.و جمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ و بُطُونٌ و بُطْنانٌ ;التهذیب:و هی ثلاثهُ أَبْطُنٍ إلی العَشْرِ،و بُطونٌ کثیره لِما فوْقَ العَشْرِ،و تصغیرُ البَطْنِ بُطَیْنٌ .و البِطْنهُ :امتلاءُ البَطْنِ من الطعام،و هی الأَشَرُ من کَثْرهِ المال أَیضاً. بَطِنَ یَبْطَنُ بَطَناً و بِطْنهً و بَطُنَ و هو بَطینٌ ،و ذلک إذا عَظُمَ بطْنُه .و یقال:ثَقُلَتْ علیه البِطْنهُ ،و هی

ص :52

الکِظَّه،و هی أَن یَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شدیداً.و یقال:لیس للبِطْنهِ خیرٌ من خَمْصهٍ تَتْبَعُها ;أَراد بالخَمْصَه الجوعَ.و من أَمثالهم: البِطْنه تُذْهِبُ الفِطْنهَ ;و منه قول الشاعر: یا بَنی المُنْذرِ بن عَبْدانَ،و البِطنهُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما و یقال:مات فلانٌ بالبَطَنِ .الجوهری:و بُطِنَ الرجلُ،علی ما لم یسمَّ فاعله،اشْتَکَی بَطْنَه .و بَطِن ،بالکسر، یَبْطَن بَطَناً :عَظُم بَطْنُه من الشِّبَعِ ;قال القُلاخ: و لم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ ، و لم تُصِبْه نَعْسَهٌ علی غَدَنْ و الغَدَنُ:الإِسْتِرخاءُ و الفَتْره.و

16- فی الحدیث : المَبْطونُ شهیدٌ. أَی الذی یموتُ بمَرَض بَطْنه کالاسْتِسْقاء و نحوه ;و منه

16- الحدیث :أَنَّ امرأَهً ماتت فی بَطَن . ،و قیل:أَراد به هاهنا النِّفاسَ،قال:و هو أَظهر لأَن البخاریّ ترْجَم علیه باب الصلاه علی النُّفَساء.و قوله

16- فی الحدیث :تَغْدُو خِماصاً و تَرُوحُ بِطاناً . أَی ممتَلِئهَ البُطونِ .و

16- فی حدیث موسی و شعیبٍ،علی نبیّنا و علیهما الصلاه و السلام ،و عَوْد غَنَمِه:حُفَّلاً بِطاناً . ;و منه

1- حدیث علیّ،علیه السلام :أَبِیتُ مِبْطاناً و حَوْلی بُطونٌ غَرْثی. ; المِبْطان :الکثیرُ الأَکل و العظیمُ البطنِ .و

1- فی صفه علی،علیه السلام : البَطِینُ الأَنْزَعُ. أَی العظیمُ البطْنِ .و رجلٌ بَطِنٌ :لا هَمَّ له إلاَّ بَطْنُه ،و قیل:هو الرَّغیب الذی لا تَنْتَهِی نفسُه من الأَکل،و قیل:هو الذی لا یَزَالُ عظیمَ البَطْنِ من کثرهِ الأَکل،و قالوا:کِیسٌ بَطینٌ أَی مَلآنُ،علی المَثَل ;أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص: فأَصْدَرْتُ منها عَیْبهً ذاتَ حُلَّهٍ، و کِیسُ أَبی الجارُودِ غَیْرُ بَطینِ و رجل مِبْطانٌ :کثیرُ الأَکل لا یَهُمُّه إلا بَطْنُه ،و بَطینٌ :عظیمُ البَطْنِ ،و مُبَطَّنٌ :ضامِر البَطْنِ خَمیصُه،قال:و هذا علی السَّلْب کأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه،و الأُنثی مُبَطَّنهٌ ،و مَبْطونٌ :یَشْتَکی بَطْنَه ;قال ذو الرمه: رَخِیمات الکلامِ مُبَطَّنات ، جَواعِل فی البُرَی قَصَباً خِدالا و من أَمثالهم: الذئب یُغْبَط بِذی بَطْنه ;قال أَبو عبید:و ذلک أَنه لا یُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما یُظَنّ به البِطْنهُ لِعَدْوِه علی الناس و الماشِیَهِ،و لعلَّه یکونُ مَجْهوداً من الجوع ;و أَنشد: و مَنْ یَسْکُنِ البَحْرَیْنِ یَعْظُمْ طِحالُه، و یُغْبَطُ ما فی بَطْنه و هْو جائعُ و

16- فی صفه عیسی،علی نبینا و علیه أَفضل الصلاه و السلام :فإذا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّیف. ; المُبَطَّنُ :الضامِرُ البَطْن ،و یقال للذی لا یَزالُ ضَخْمَ البطنِ من کثره الأَکل مِبْطانٌ ،فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فمعناه أَنه خَمیص البَطْن ;قال مُتمّم بن نُوَیره: فَتًی غَیْرَ مِبْطانِ العَشِیَّهِ أَرْوعا و من أَمثال العرب التی تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ ،و أَما قول الراعی یصف إبلاً و حالبها: إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَکٍ نامَ خلفَها، بمَیْثاءَ، مِبْطان الضُّحی غیر أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحی:یعنی راعیاً یُبادِر الصَّبوح فیشرَبُ حتی یَمیلَ من اللَّبَن.و البَطینُ :الذی لا یَهُمُّه إلا

ص :53

بَطْنُه .و المَبْطُونُ :العَلیل البَطْنِ .و المِبْطانُ :الذی لا یزالُ ضخْمَ البطنِ .و البَطَنُ :داءُ البَطْن .و یقال: بَطَنَه الداءُ و هو یَبْطُنُه ،إذا دَخَله، بُطوناً .و رجل مَبْطونٌ :یَشْتَکی بَطْنَه .و

17- فی حدیث عطاء : بَطَنتْ بک الحُمَّی. أَی أَثَّرَت فی باطنک .یقال: بَطَنَه الداءُ یبطُنه .و

16- فی الحدیث :رجل ارْتَبَطَ فرَساً لِیَسْتبْطِنَها . أَی یَطْلُبَ ما فی بطنها من النِّتاج.و بَطَنَه یبْطُنُه بَطْناً و بَطَنَ له،کِلاهما:ضرَب بَطْنَه .و ضرَب فلانٌ البعیرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن ;قال الشاعر: إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، تحتَ قُصَیْراهُ و دُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَیرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فزاد لاماً،و قیل: بَطَنَه و بَطَن له مثل شَکَره و شَکَرَ له و نصَحَه و نصحَ له،قال ابن بری:و إنما أَسکن النون للإِدغام فی اللام ;یقول:إذا ضربت بعیراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه فی موضع لا یَضُرُّ به الضربُ،فإنّ ضرْبَه فی ذلک الموضع من بطْنه خیر له من غیره.و أَلقَی الرجلُ ذا بَطْنه :کنایه عن الرَّجیع.و أَلْقَت الدَّجاجهُ ذا بَطْنِها :یعنی مَزْقَها إذا باضت.و نثرَت المرأَهُ بَطْنَها ولداً:کَثُر ولدُها.و أَلقت المرأَهُ ذا بطنِها أَی وَلَدَت.و

16- فی حدیث القاسم بن أَبی بَرَّهَ :أَمَرَ بعشَرَهٍ من الطَّهاره:الخِتانِ و الاستِحدادِ و غَسْلِ البَطِنهِ و نَتْفِ الإِبْطِ و تقلیم الأَظفار و قصِّ الشارب و الاستِنْثار. ;قال بعضهم: البَطِنه هی الدبُر،هکذا رواها بَطِنه ،بفتح الباء و کسر الطاء ;قال شمر:و الانتِضاحُ (1).الاسْتِنجاءُ بالماء.و البَطْنُ :دون القبیله،و قیل:هو دون الفَخِذِ و فوق العِماره،مُذَکَّر،و الجمع أَبْطُنٌ و بُطُونٌ .و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :کَتَب علی کلِّ بطْنٍ عُقولَه. ;قال: البَطْنُ ما دون القبیله و فوق الفخِذ،أَی کَتَب علیهم ما تَغْرَمُه العاقله من الدِّیات فبَیَّن ما علی کل قوم منها ;فأَما قوله: و إنَّ کِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ ، و أَنتَ بریءٌ من قبَائِلِها العَشْر فإنه أَنّث علی معنی القبیله و أَبانَ ذلک بقوله من قبائلها العشر.و فرسٌ مُبَطَّنٌ :أَبیضُ البَطْنِ و الظهر کالثوب المُبطَّن و لَوْنُ سائرِه ما کان.و البَطْنُ من کل شیء:جَوْفُه،و الجمع کالجمع.و

16- فی صفه القرآن العزیز :لکل آیه منها ظَهْرٌ و بطْن . ;أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بیانُه،و بالبَطْن ما احتیج إلی تفسیره کالباطِن خلاف الظاهر،و الجمع بَواطِنُ ;و قوله: و سُفْعاً ضِیاهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ظواهِرُها سُوداً،و باطِنُها حُمْرا أَراد:و بواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع،و لذلک استَجاز أَن یقول حُمْراً،و قد بَطُنَ یَبْطُنُ .و الباطِنُ :من أَسماء الله عز و جل.و فی التنزیل العزیز: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ ;و تأْویلُه ما

14- روی عن النبی،صلی الله علیه و سلم،فی تَمْجید الربّ :اللهمّ أَنتَ الظاهِر فلیس فوقَک شیءٌ،و أَنت الباطِنُ فلیس دونَک شیء. ،و قیل:معناه أَنه علِمَ السرائرَ و الخفیَّاتِ کما علم کلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ،و قیل: الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق

ص :54

و أَوْهامِهم فلا یُدرِکُه بَصَر و لا یُحیطُ به وَهْم،و قیل:هو العالمُ بکلِّ ما بَطَن .یقال: بَطَنْتُ الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه .و قوله تعالی: وَ ذَرُوا ظٰاهِرَ الْإِثْمِ وَ بٰاطِنَهُ ;فسره ثعلب فقال:ظاهرُه المُخالَّه و باطنُه الزِّنا،و هو مذکور فی موضعه.و الباطِنهُ :خلافُ الظاهره.و البِطانهُ :خلافُ الظِّهاره.و بِطانهُ الرجل:خاصَّتُه،و فی الصحاح: بِطانهُ الرجل وَلیجتُه.و أَبْطَنَه :اتَّخَذَه بِطانهً .و أَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّک.و

16- فی الحدیث :ما بَعَثَ الله من نبیّ و لا استَخْلَفَ من خلیفه إلا کانت له بِطانتانِ !. ; بِطانهُ الرجل:صاحبُ سِرِّه و داخِلهُ أَمره الذی یُشاوِرُه فی أَحواله.و

16- قوله فی حدیث الاستسقاء :و جاء أَهلُ البِطانهِ یَضِجُّون. ; البِطانهُ :الخارجُ من المدینه.و النِّعْمه الباطنهُ :الخاصَّهُ،و الظاهرهُ:العامَّهُ.و یقال: بَطْنُ الراحهِ و ظَهْرُ الکَفّ.و یقال: باطنُ الإِبْط،و لا یقال بطْن الإِبْط.و باطِنُ الخُفّ:الذی تَلیه الرجْلُ.و

17- فی حدیث النَّخَعی :أَنه کان یُبَطِّنُ لِحْیتَه و یأْخُذُ من جَوانِبها. ;قال شمر:معنی یُبَطِّن لحیتَه أَی یأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَک و الذَّقَنِ،و الله أَعلم.و أَفْرَشَنی ظَهْر أَمرِه و بَطْنَه أَی سِرَّه و علانِیَتَه،و بَطَنَ خبرَه یَبْطُنُه ،و أَفرَشَنی بَطْنَ أَمره و ظَهْرَه،و وَقَف علی دَخْلَته.و بَطَن فلانٌ بفلان یَبْطُنُ به بُطوناً و بطانه إذا کان خاصّاً به داخلاًفی أَمره،و قیل: بَطَنَ به دخل فی أَمره.و بَطَنتُ بفلان:صِرْتُ من خواصِّه.و إنَّ فلاناً لذو بِطانه بفلان أَی ذو علمٍ بداخلهِ أَمره.و یقال:أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دونی أَی جَعلْتَه أَخَصَّ بک منی،و هو مُبَطَّنٌ إذا أَدخَله فی أَمره و خُصَّ به دون غیره و صار من أَهل دَخْلَتِه.و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا بِطٰانَهً مِنْ دُونِکُمْ ;قال الزجاج: البِطانه الدُّخَلاء الذین یُنْبَسط إلیهم و یُسْتَبْطَنونَ ;یقال:فلان بِطانهٌ لفلان أَی مُداخِلٌ له مُؤانِس،و المعنی أَن المؤمنین نُهوا أَن یَتَّخِذوا المنافقین خاصَّتَهم و أَن یُفْضُوا إلیهم أَسرارَهم.و یقال:أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَی أَخبَرُ بباطِنِه .و تبَطَّنْت الأَمرَ:عَلِمت باطنَه .و بَطَنْت الوادی:دَخَلْته.و بَطَنْت هذا الأَمرَ:عَرَفْت باطنَه ،و منه اَلْبٰاطِنُ فی صفه الله عز و جل.و البطانهُ :السریرهُ.و باطِنهُ الکُوره:وَسَطُها،و ظاهرتُها:ما تنَحَّی منها. و الباطنهُ من البَصْرهِ و الکوفه:مُجْتَمَعُ الدُّور و الأَسواقِ فی قَصَبتها،و الضاحیهُ:ما تنَحَّی عن المساکن و کان بارزاً.و بَطْنُ الأَرض و باطنُها :ما غَمَض منها و اطمأَنّ.و البَطْنُ من الأَرض:الغامضُ الداخلُ،و الجمعُ القلیل أَبْطِنهٌ ،نادرٌ،و الکثیر بُطْنان ;و قال أَبو حنیفه: البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ کالبَطْن .و أَتی فلانٌ الوادی فتَبَطَّنه أَی دخل بطنَه .ابن شمیل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ فی بطون الأَرض سَهْلِها و حَزْنها و ریاضها،و هی قَرار الماء و مستَنْقَعُه،و هی البواطنُ و البُطون .و یقال:أَخذ فلانٌ باطناً من الأَرض و هی أَبطأُ جفوفاً من غیرها.و تبطَّنْتُ الوادی:دخلْت بطْنه و جَوَّلْت فیه.و بُطْنانُ الجنه:وسَطُها.و

16- فی الحدیث :ینادی مُنادٍ من بُطْنانُ العرش. أَی من وسَطه،و قیل:من أَصله،و قیل: البُطْنان جمع بطن ،و هو الغامض من الأَرض،یرید من دواخل العرش ;و منه

1- کلام علی،علیه السلام،فی الاستسقاء :تَرْوَی به القِیعانُ و تسیل به البُطْنان . و البُطْنُ :مسایلُ الماء فی الغَلْظ،واحدها باطنٌ ;و قول مُلَیْح:

ص :55

مُنِیرٌ تَجُوزُ العِیسُ من بَطِناتِه نَوًی،

مثل أَنْواءِ الرَّضیخِ المُفَلَّق

قال: بَطِناتُه مَحاجُّه.و البَطْنُ :الجانب الطویلُ من الریش،و الجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ و ظُهْرانٍ و عَبْدٍ و عُبْدانٍ.و البَطْنُ :الشِّقُّ الأَطولُ من الریشه،و جمعها بُطْنان .و البُطْنانُ أَیضاً من الریش:ما کان بطنُ القُذَّه منه یَلی بطنَ الأُخری،و قیل: البُطْنانُ ما کان من تحت العَسیب،و ظُهْرانُه ما کان فوق العسیب ;و قال أَبو حنیفه: البُطْنانُ من الریش الذی یَلی الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شیئاً أَو جَثَمَ علی بَیْضه أَو فِراخه،و الظُّهارُ و الظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسیب الریشه.و یقال:راشَ سهمَه بظُهْرانٍ و لم یَرِشْه ببُطْنانٍ ،لأَنَّ ظُهْرانَ الریش أَوفَی و أَتَمُّ،و بُطْنانُ الریش قِصار،و واحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ ،و واحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ،و العَسِیبُ قَضیبُ الریش فی وسَطِه.و أَبْطَن الرجل کَشْحَه سَیفَه و لسیفه:جعله بطانتَه .و أَبطنَ السیفَ کشْحَه إذا جعله تحت خَصْره.و بطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر:جعله تحته.و بِطانهُ الثوب:خلافُ ظِهارته.و بطَّنَ فلان ثوبه تبطیناً :جعل له بطانهً ،و لِحافٌ مَبْطُونٌ و مُبَطَّن ،و هی البِطانه و الظِّهاره.قال الله عز و جل: بَطٰائِنُهٰا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ .و قال الفراء فی قوله تعالی: مُتَّکِئِینَ عَلیٰ فُرُشٍ بَطٰائِنُهٰا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ;قال:قد تکونُ البِطانهُ ظِهارهً و الظهارهُ بطانهً ،و ذلک أَن کلَّ واحدٍ منها قد یکونُ وجهاً،قال:و قد تقول العربُ هذا ظهرُ السماء و هذا بطنُ السماء لظاهرها الذی تراه.و قال غیر الفراء: البِطانهُ ما بطَنَ من الثوب و کان من شأْن الناس إخْفاؤه،و الظهاره ما ظَهَرَ و کان من شأْن الناس إبداؤه.قال:و إنما یجوز ما قال الفراء فی ذی الوجهین المتساویین إذا وَلِیَ کلُّ واحد منهما قوْماً،کحائطٍ یلی أَحد صَفْحَیْه قوماً،و الصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرین،فکلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ لمن یلیه،و کلُّ واحدٍ من الوجهین ظَهْر و بَطْن،و کذلک وجْها الجبل و ما شاکلَه،فأَما الثوبُ فلا یجوز أَن تکونَ بطانتُه ظهارهً و لا ظِهارتُه بِطانهً ،و یجوز أَن یُجْعَل ما یَلینا من وجه السماء و الکواکِب ظهْراً و بطْناً ،و کذلک ما یَلینا من سُقوف البیت.أَبو عبیده:فی باطِن وظِیفَیِ الفرس أَبْطَنانِ ،و هما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتی انغَمَسا فی عَصَب الوَظیف.الجوهری: الأَبْطَنُ فی ذِراع الفرسِ عِرْق فی باطنها ،و هما أَبْطَنانِ .و الأَبْطَنانِ :عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِیفَی الذراعَینِ حتی یَنْغَمِسا فی الکَفَّین.و البِطانُ :الحزامُ الذی یَلی البَطْنَ .و البِطانُ :حِزامُ الرَّحْل و القَتَب،و قیل:هو للبعیر کالحِزام للدابه،و الجمع أَبطِنهٌ و بُطُن .و بَطَنَه یَبْطُنُه و أَبْطَنَه :شَدَّ بِطانه .قال ابن الأَعرابی وحده: أَبْطَنْتُ البعیر و لا یقال بَطَنْتُه ،بغیر أَلف ;قال ذو الرمه یصف الظلیم: أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإِبْطانَ حادجُه، بالأَمسِ،فاستَأْخَرَ العِدْلانِ و القَتَبُ شَبَّه الظَّلیمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَی ;فشبَّه استِرْخاء (1).عِکْمَیْه باسترخاء جَناحَیِ الظَّلیم،و قد أَنکر أَبو الهیثم بَطَنْت ،و قال:لا یجوز إلا أَبْطَنت،و احتجَّ ببیت ذی الرمه.قال الأَزهری:و بَطَنْتُ لغهٌ أَیضاً.

ص :56

و البِطانُ للقَتَب خاصه،و جمعه أَبْطِنه ،و الحزامُ للسَّرْج.ابن شمیل:یقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعیرِ و واضَعَه حتی یتَّضِع أَی حتی یَسْترْخی علی بَطْنه و یتمکن الحِمْل منه.الجوهری: البِطانُ للقَتَب الحزامُ الذی یجعل تحت بطن البعیر.یقال:التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا اشتدَّ،و هو بمنزله التَّصدیر للرحْل،یقال منه: أَبْطَنْتُ البعیرَ إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه .و إنه لعریضُ البِطانِ أَی رَخِیُّ البالِ.و قال أَبو عبید فی باب البخیل،یموتُ و مالُه وافِرٌ لم یُنْفق منه شیئاً:مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم یتَغَضْغَضْ منها شیء،و مثله: مات فلانٌ و هو عریضُ البِطانِ أَی مالُه جَمٌّ لم یَذهَبْ منه شیءٌ ;قال أَبو عبید:و یُضْرَب هذا المثلُ فی أَمر الدِّین أَی خرَجَ من الدنیا سلیماً لم یَثْلِمْ دینَه شیءٌ،قال ذلک عمرو ابنُ العاص فی عبد الرحمن بن عَوف لما مات:هنیئاً لک خرَجْتَ من الدنیا بِبِطْنَتِکَ لم یتَغَضْغَضْ منها شیء ;ضرَبَ البطْنهَ مثلاً فی أَمر الدین،و تغضْغَضَ الماءُ:نَقَصَ،قال:و قد یکون ذمَّاً و لم یُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ.و رجل بَطِنٌ :کثیرُ المال.و البَطِنُ :الأَشِرُ.و البِطْنهُ :الأَشَرُ.و فی المَثَل: البِطْنهُ تُذْهِبُ الفِطْنهَ ،و قد بَطِنَ .و شأْوٌ بَطِینٌ :واسعٌ.و البَطین :البعید،یقال:شأْوٌ بطین أَی بعید ;و أَنشد: و بَصْبَصْنَ،بین أَدانی الغَضَا و بین عُنَیْزهَ،شأْواً بَطِیناً قال:و

17- فی حدیث سلیمان بن صُرَد :الشَّوْطُ بَطِینٌ . أَی بعید.و تبطَّن الرجلُ جاریتَه إذا باشَرها و لمَسَها،و قیل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذکرَه فیها ;قال إمرؤُ القیس: کأَنِّی لم أَرْکَبْ جَواداً لِلَذَّهٍ، و لم أَتَبطَّنْ کاعِباً ذاتَ خَلْخالِ و قال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها فی قوله: إذا أَخُو لذَّهِ الدنیا تبطَّنها و یقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت کلُّها کأَنه أَوْدع نطفتَه بطونها ;و منه قول الکمیت: فلما رأَی الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، صرَّتُها:جماعه کواکبها،و الجَنادِب ترتَکِل من شده الرَّمْضاء.و قال عمرو بن بَحْر:لیس من حَیَوانٍ یتبطَّنُ طَروقتَه غیرُ الإِنسان و التمساح،قال:و البهائم تأْتی إناثها من ورائها،و الطیرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدبر،قال أَبو منصور:و قول ذی الرمه تبطَّنَها أَی علا بطْنَها لیُجامِعَها.و اسْتبطنْتُ الشیءَ و تبَطَّنْتُ الکلأَ:جَوَّلتُ فیه.و ابْتَطنْتُ الناقهَ عشرهَ أَبطن أَی نَتجْتُها عشرَ مرات.و رجل بَطِین الکُرْز إذا کان یَخبَأُ زادَه فی السفر و یأْکل زادَ صاحبه ;و قال رؤبه یذم رجلاً: أَو کُرَّزٌ یمشی بَطینَ الکُرْزِ و البُطَیْن :نجم من نجوم السماء من منازل القمر بین الشرَطَیْن و الثُّرَیَّا،جاء مصغَّراً عن العرب،و هو ثلاثهُ کواکبَ صغار مستویه التثلیث کأَنها أَثافی،و هو بطن الحمَل،و صُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ کثیره علی صوره الحَمَل،و الشرَطان قَرْناه،و البُطَیْن بَطنُه ،و الثریا أَلیتُه،و العرب تزعُم أَن البُطَین لا نَوْء له إلا الریحُ.و البَطینُ :فرس معروف من

ص :57

خیل العرب،و کذلک البِطان ،و هو ابن البَطین (1).و البَطین :رجل من الخَوارج.و البُطَین الحِمْضیّ:من شُعَرائهم.

بعکن:

رَمْله بَعْکنهٌ :غلیظه تشتدُّ علی الماشی فیها.

بغدن:

بَغْداذ و بَغْذاد و بَغْذاذ و بَغْدانُ ،بالنون،و بَغْدینُ و مَغْدان:مدینه السلام،معرّب،تذکَّر و تؤَنث ;و أَنشد الکسائی: فیا لیلهً خُرْسَ الدَّجاجِ طویلهً بِبَغْدانَ ،ما کادَتْ عن الصبح تَنْجَلی قال:یعنی خرساً دَجاجُها.

بقن:

الأَزهری:أَما بقن فإن اللیث أَهمله،و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَبْقَن إذا أَخصَبَ جَنابُه و اخضرَّت نِعالُه.و النِّعالُ:الأَرضون الصُّلبه.

بلن:

16- فی الحدیث :ستَفْتَحون بلاداً فیها بَلاَّناتٌ . أَی حمّامات ;قال ابن الأَثیر:الأَصل بَلاّلات،فأَبدل اللام نوناً.

بلسن:

البُلْسُن :العَدَس،یمانیه ;قال الشاعر: و هل کانت الأَعرابُ تَعْرِف بُلْسُنا الجوهری: البُلْسُن ،بالضم،حَبٌّ کالعدس و لیس به.

بلهن:

البُلَهْنِیه و الرُّفَهْنِیه:سَعَه العیش،و کذلک الرُّفَغْنِیه.یقال:هو فی بُلَهْنِیه من العیش أَی فی سَعه و رَفاغِیه،و هو مُلْحق بالخماسی بأَلف فی آخره،و إنما صارت یاءً لکسره ما قبلها ;قال ابن بری: بُلَهْنِیه حقها أَن تُذْکر فی بله فی حرف الهاء لأَنها مُشتقه من البَلَه أَی عَیْش أَبْلَه قد غَفَل (2).و النونُ و الیاءُ فیه زائدتان للإِلحاق بخُبَعْثِنهٍ،و الإِلحاق هو بالیاء فی الأَصل،فأَما أَلف مِعْزًی فإنها بدل من یاء الإِلحاق.

بنن:

البَنَّه :الریح الطیِّبه کرائحه التُّفّاح و نحوها،و جمعُها بِنانٌ ،تقول:أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّهً طیِّبه من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل.قال سیبویه:جعلوه اسماً للرائحه الطیبه کالخَمْطه.و

16- فی الحدیث :إن للمدینه بَنَّهً . ; البَنَّه :الریح الطیِّبه،قال:و قد یُطلق علی المکروهه.و البَنَّه :ریحُ مَرابِضِ الغنم و الظباء و البقر،و ربما سمیت مرابضُ الغنم بَنَّه ;قال: أَتانی عن أَبی أَنَسٍ وعیدٌ، و رواه ابن درید:تُخْدِجُ أَی تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً.و قوله:معصوبٌ کتابٌ أَی هو وعید لا یکونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً،و الذئاب لا تکره بَنَّه الغنم أَبداً.الأَصمعی فیما روی عنه أَبو حاتم: البَنَّه تقال فی الرائحه الطیّبه و غیر الطّیبه،و الجمع بِنانٌ ;قال ذو الرمه یصف الثورَ الوحشیّ: أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَهِ،طَیِّبٌ نسیمَ البِنانِ فی الکِناسِ المُظَلَّلِ قوله:عَود المباءَه أَی ثَوْر قدیم الکِناس،و إنما نَصَب النسیمَ لَمَّا نَوَّنَ الطیِّبَ،و کان من حقه الإِضافهُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زیداً،و منه قوله تعالی: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفٰاتاً أَحْیٰاءً وَ أَمْوٰاتاً ;أَی کِفاتَ أَحیاءٍ و أَمواتٍ،یقول:أَرِجَتْ ریحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من المطر.و البَنَّه أَیضاً:الرائحه المُنْتِنه،قال:و الجمع من کل ذلک بِنانٌ ،

ص :58

قال ابن بری:و زعم أَبو عبید أَن البَنَّه الرائحه الطیّبه فقط،قال:و لیس بصحیح بدلیل

1- قول علیّ،علیه السلام،للأَشْعث بن قَیْس حین خطَب إلیه ابْنَتَه :قُمْ لعنک الله حائکاً فَلَکَأَنِّی أَجِدُ منکَ بَنَّهَ الغَزْلِ،و فی روایه قال له الأَشْعثُ بنُ قَیْس:ما أَحْسِبُکَ عَرَفْتنی یا أَمیر المؤْمنین،قال:بلی و إنی لأَجِدُ بَنَّه الغزل منک. أَی ریح الغزل،رماه بالحیاکه،قیل:کان أَبو الأَشْعث یُولَع بالنِّساجه.و البِنُّ :الموضعُ المُنتِنُ الرائحه.الجوهری: البَنَّهُ الرائحه،کریههً کانت أَو طیبهً.و کِناسٌ مُبِنٌّ أَی ذو بَنَّهٍ ،و هی رائحه بَعْر الظِّباء.التهذیب:و

17- روی شمر فی کتابه أَن عمر،رضی الله عنه،سأَل رجلاً قَدِمَ من الثَّغْر فقال:هل شَرِبَ الجَیْشُ فی البُنیات الصغار (1).؟قال:لا،إن القوم لَیُؤْتَوْنَ بالإِناء فیَتداولُونه حتی یشربوه کلُّهم. ;قال بعضهم: البُنیات هاهنا الأَقداحُ الصِّغار.و الإِبْنانُ :اللُّزومُ.و أَبْنَنْتُ بالمکان إِبْناناً إذا أَقمْت به.ابن سیده:و بَنَّ بالمکان یَبِنُّ بَنّاً و أَبَنَّ أَقام به ;قال ذو الرمه: أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءهِ طَیِّبٌ و أَبی الأَصمعی إلا أَبَنَّ .و أَبَنّتِ السحابهُ:دامَتْ و لزِمَتْ.و یقال:رأَیت حیّاً مُبِنًّا بمکان کذا أَی مقیماً.و التبنینُ :التثبیت فی الأَمر.و البَنِینُ :المتثبِّت العاقل.و

17- فی حدیث شریح :قال له أَعرابیّ و أَراد أَن یَعْجَل علیه بالحکومه.

تَبَنَّن ،أَی تثَبَّتْ،من قولهم أَبَنَّ بالمکان إذا أَقام فیه ;و قوله: بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً یجوز أَن یکون اللازمَ اللازق،و یجوز أَن یکون من البَنَّه التی هی الرائحه المنتنه،فإما أَن یکون علی الفعل،و إما أَن یکون علی النسب.و البَنان :الأَصابع:و قیل:أَطرافها،واحدتها بَناتهٌ ;و أَنشد ابن بری لعباس بن مرداس: أَلا لیتَنی قطَّعتُ منه بَنانَه ، و لاقَیْتُه یَقْظان فی البیتِ حادِرا و

17- فی حدیث جابر و قتْل أَبیه یومَ أُحُد :ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه . و البَنانُ فی قوله تعالی: بَلیٰ قٰادِرِینَ عَلیٰ أَنْ نُسَوِّیَ بَنٰانَهُ ;یعنی شَواهُ ;قال الفارسی:نَجْعلُها کخُفّ البعیر فلا ینتفع بها فی صناعه ;فأَما ما أَنشده سیبویه من قوله: قد جَعَلَت مَیٌّ،علی الطِّرارِ، خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ فإنه أَضاف إلی المفرد بحسب إضافه الجنس،یعنی بالمفرد أَنه لم یکسَّر علیه واحدُ الجمع،إنما هو کسِدْره و سِدَر،و جمعُ القله بناناتٌ .قال:و ربما استعاروا بناءَ أَکثر العدد لأَقله ;و قال: خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار یرید خمساً من البَنان .و یقال: بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن کل جمع بینه و بین واحده الهاءُ فإِنه یُوَحِّد و یذکَّرُ.و قوله عز و جل: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنٰاقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ کُلَّ بَنٰانٍ ;قال أَبو إسحق: البَنانُ هاهنا جمیعُ أَعضاء البدن،و حکی الأَزهری عن الزجاج قال:واحدُ البنان بَنانه ،قال:و معناه هاهنا الأَصابعُ و غیرُها من جمیع الأَعضاء،قال:و إنما اشتقاقُ البنان من قولهم أَبَنَّ بالمکان،و البَنانُ به یُعْتَمل کلُّ ما یکون للإِقامه و الحیاه. اللیث: البنان أَطرافُ الأَصابع من الیدین و الرجلین،قال:و البَنان

ص :59

فی کتاب الله هو الشَّوی،و هی الأَیدی و الأَرجُل،قال:و البنانه الإِصْبَعُ الواحده ;و أَنشد: لاهُمَّ أَکْرَمْتَ بنی کنانهْ، لیس لحیٍّ فوقَهم بَنانهْ أَی لیس لأَحدٍ علیهم فضل قِیسَ إِصبعٍ.أَبو الهیثم قال: البَنانه الإِصبعُ کلُّها،قال:و تقال للعُقده العُلیا من الإِصبع ;و أَنشد: یُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ و المُطرَّفُ:الذی طُرِّفَ بالحنّاء،قال:و کل مَفْصِل بَنانه .و بُنانهُ ،بالضم:اسمُ امرأَه کانت تحتَ سَعْد بن لُؤَیّ بن غالبِ بن فِهْرٍ،و یُنسَبُ ولدُه إلیها و هم رَهْط ثابت البُنانیّ .ابن سیده:و بُنانهُ حیٌّ من العرب،و فی الحدیث ذکرُ بُنانه ،و هی بضم الباء و تخفیف النون الأُولی مَحِله من المَحالّ القدیمه بالبَصره.و البَنانه و البُنانه :الرَّوْضه المُعْشِبه.أَبو عمرو: البَنْبَنه صوتُ الفُحْشِ و القَذَع.قال ابن الأَعرابی: بَنْبَنَ الرجلُ إذا تکلَّم بکلام الفحش،و هی البَنْبنه ;و أَنشد أَبو عمرو لکثیر المحاربیّ: قد مَنَعَتْنی البُرَّ و هی تَلْحانْ، و هو کَثیرٌ عندَها هِلِمّانْ، و هی تُخَنْذی بالمَقالِ البَنْبانْ قال: البَنْبانُ الردیء من المنطق و البِنُّ :الطِّرْق من الشحم یقال للدابه إِذا سَمِنتْ:رکِبَها طِرْقٌ علی طِرْقٍ (1)الفراء فی قولهم بَلْ بمعنی الاستدراک:تقول بَلْ و اللّهِ لا آتیکَ و بَنْ و اللّه،یجعلون اللام فیها نوناً،قال:و هی لغه بنی سعد و لغه کلب،قال:و سمعت الباهِلِیین یقولون لا بَنْ بمعنی لا بَلْ،قال:و من خَفیفِ هذا الباب بَنْ و لا بَنْ لغهٌ فی بَلْ و لا بَلْ،و قیل:هو علی البدل ;قال ابن سیده:بَلْ کلمه استدراکٍ و إِعلامٍ بالإِضْراب عن الأَولِ،و قولهم:قام زید بَلْ عَمْروٌ و بَنْ عَمْروٌ،فإن النون بدلٌ من اللام،أَ لا تری إلی کثره استعمال بَلْ و قلَّه استعمال بَنْ و الحُکْمُ علی الأَکثر لا الأَقلِّ ؟قال:هذا هو الظاهر من أَمره قال ابن جنی:و لسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن یکون بَنْ لغهً قائمه بنفسها،قال:و مما ضوعف من فائِه و لامِه بَنْبان ،غیر مصروف،موضع ;عن ثعلب ;و أَنشد شمر: فصار ثنَاها فی تمیمٍ و غیرِهم، عَشِیَّه یأْتیها بِبَنْبانَ عِیرُها یعنی ماءً لبنی تمیم یقال له بَنْبان ;و فی دیار تمیم ماءٌ یقال له بَنْبان ذکره الحُطیئه فقال: مُقِیمٌ علی بَنْبانَ یَمْنَعُ ماءَه، و ماءَ وَسِیعٍ ماءَ عَطْشان مُرْمل یعنی الزِّبْرِقان أَنه حَلَّأَه عن الماء.

بهکن:

إمرأَه بَهْکنهٌ و بُهاکِنه :تارّه غضَّه و هی ذات شَبابٍ بَهْکَنٍ أَی غَضٍّ،و ربما قالوا بَهْکَل ;قال السَّلولیّ: بُهاکِنهٌ غَضَّهٌ بَضَّه، بَرُودُ الثَّنایا خِلافَ الکَری التهذیب:جاریه بَهْکَنهٌ تارّه غَریضه،و هُنَّ البَهْکَناتُ و البَهاکِن .ابن الأَعرابی: البَهْکَنهُ الجاریهُ الخفیفهُ الروح الطیِّبه الرائحهِ الملیحهُ الحلوه.

بهنن:

البَهْنانهُ :الضحَّاکه المُتهلِّله ;قال الشاعر: یا رُبَّ بَهْنانهٍ مُخَبَّأَهٍ، تَفْتَرُّ عن ناصعٍ من البَرَد

ص :60

و قیل: البَهْنانهُ الطیِّبهُ الریح،و قیل:الطیِّبه الرائحه الحسَنه الخُلقِ السَّمْحه لزَوْجِها،و فی الصحاح:الطیِّبه النفَس و الأَرَجِ،و قیل:هی اللیِّنه فی عملها و مَنْطقها.و

16- فی حدیث الأَنصار : ابْهَنُوا منها آخِرَ الدهر. أَی افرَحوا و طیبُوا نفْساً بصُحْبَتی،من قولهم امرأَهٌ بَهْنانهٌ أَی ضاحکه طیّبه النفَس و الأَرَج ;فأَما قول عاهان بن کعب بن عمرو بن سعد أَنشده ابن الأَعرابی: أَلا قالتْ بَهانِ ،و لمْ تأَبَّقْ: فإنه یقال بَهانِ أَراد بَهْنانهً ،قال:و عندی أَنه اسم علم کحَذامِ و قَطامِ،و قوله:لم تَأَبَّقْ أَی لم تأْنفْ،و قیل:لم تأَبَّقْ لم تفِرّ،مأْخوذ من أَباقِ العبدِ،و هذا البیت أَورده الجوهری منسوباً لعامانَ بالمیم،و لم یُنبِّه علیه ابن بری بل أَقرّه علی اسمه و زاد فی نسَبه،و هو عاهان بالهاء کما أَورده ابن سیده،و ذکره أَیضاً فی عوه و قال:هو علی هذا فَعْلانُ و فاعال فیمن جعله من عَهنَ ;و أَورده الجوهری: کبِرْتَ و لا یلیق بک النعیم و صوابه نَعِمتَ کما أَورده ابن سیده و غیره.و بُسُّ:اسمُ موضع کثیر النخل.الجوهری:و بَهانِ اسمُ امرأَه مثل قَطامِ.و

16- فی حدیث هَوازن :أَنهم خرجوا بدُرَیْد بن الصّمّه یتَبَهّنون به. ;قال ابن الأَثیر:قیل إن الراوی غَلِطَ و إنما هو یَتَبَهْنَسون،و التَّبَهنُسُ کالتَّبَخْتر فی المشی،و هی مِشْیه الأَسد أَیضاً،و قیل:إنما هو تصحیفُ یتَیمَّنُون به،من الیُمْنِ ضِدّ الشُّؤْم.و الباهِینُ :ضرْبٌ من التمر ;عن أَبی حنیفه.و قال مُره:أَخبرنی بعضُ أَعراب عُمانَ أَنَّ بهَجَر نخله یقال لها الباهینُ ،لا یزال علیها السَّنهَ کلَّها طلعٌ جدیدٌ و کبائسُ مُبْسِره و أُخَرُ مُرْطِبه و مُتْمِره.الأَزهری عن أَبی یوسف: البَیْهَنُ النَّسْتَرَنُ من الرّیاحِین،و البَهْنَوِیُّ من الإِبلِ:ما بین الکِرْمانیّه و العربیّه،و هو دَخِیل فی العربیه.

بون:

البَوْنُ و البُونُ :مسافهُ ما بین الشیئین ;قال کُثیِّر عزَّه: إذا جاوَزوا معروفَه أَسْلَمْتُهُمْ إلی غمرهٍ...ینظرُ القومُ بُونَها (1). و قد بانَ صاحبُه بَوْناً .و البِوانُ ،بکسر الباء: (2).عمود من أَعْمِده الخِباء،و الجمع أَبْوِنهٌ و بُونٌ ،بالضم،و بُوَنٌ ،و أَباها سیبویه.و البُونُ :موضعٌ ;قال ابن درید:لا أَدری ما صحتُه.الجوهری: البانُ ضربٌ من الشجر،واحدتها بانهٌ ;قال إمرؤُ القیس: بَرَهْرههٌ رُؤْدهٌ رَخْصهٌ، کخُرْعوبهِ البانهِ المنفطِرْ و منه دُهْنُ البانِ ،و ذکره ابن سیده فی بَیَنَ و علله،و سنذکره هناک.و

17- فی حدیث خالد :فلما أَلْقی الشامُ بَوانِیَه عزلَنی و استعمل غیری. أَی خیرَه و ما فیه من السَّعه و النّعْمه.و یقال:أَلقی عَصاه و أَلقی بَوانِیَه .قال ابن الأَثیر: البَوانی فی الأَصل أَضْلاعُ الصدْرِ،و قیل:الأَکتافُ و القوائمُ،الواحده بانیه ،قال:و منْ حقِّ هذه الکلمه أَن تجیء فی باب الباء و النون و الیاء،قال:و ذکرناها فی هذا الباب حملاً علی ظاهرها،فإنها لم ترد حیث وردت إلا مجموعه.و

1- فی

ص :61

حدیث علیّ :أَلقَت السماءُ بَرْکَ بَوانیها . ;یریدُ ما فیها من المطر.و البُوَیْن :موضع ;قال مَعْقِل بن خوَیلد: لعَمْری لقد نادی المُنادی فراعَنی، غَداهَ البُوَیْنِ ،من قریب فأَسْمَعا و بُوانات :موضع ;قال مَعْن بن أَوس: سَرَتْ من بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ بقَوْرانَ،قَورانِ الرِّصاف تُواکِله و قال الجوهری: بُوانهُ ،بالضم،اسمُ موضع ;قال الشاعر: لقد لَقِیَتْ شَوْلٌ،بجَنْبَیْ بُوانهٍ ، نَصِیّاً کأَعْرافِ الکَوادِنِ أَسْحَما و قال وضَّاح الیمن: أَیا نَخْلَتَیْ وادِی بُوانهَ حَبَّذا، إذا نامَ حُرَّاسُ النخیلِ،جَناکما قال:و ربما جاء بحذف الهاء ;قال الزَّفَیان: ما ذا تَذَکَّرْتُ من الأَظْعان، طَوالِعاً من نحوِ ذی بُوانِ قال:و أَما الذی ببلاد فارس فهو شِعْب بَوَّان ،بالفتح و التشدید ;قال محمد بن المکرَّم:یقال إنه من أَطْیب بقاع الأَرض و أَحسَن أَماکِنِها ;و إیّاه عَنی أَبو الطّیب المتنَبِّی بقوله: یَقول بشِعْبِ بَوَّانٍ حِصانی: و

16- فی حدیث النذْر :أَن رجلاً نَذَرَ أَن یَنْحَر إبلاً بِبُوانَهَ . ;قال ابن الأَثیر:هی بضم الباء،و قیل:بفتحها،هَضْبهٌ من وَراء یَنبُع.ابن الأَعرابی: البَوْنه البنت الصغیره.و البَوْنه :الفصیله.و البَوْنه :الفراق.

بین:

البَیْنُ فی کلام العرب جاء علی وجْهَین:یکون البَینُ الفُرْقهَ،و یکون الوَصْلَ، بانَ یَبِینُ بَیْناً و بَیْنُونهً ،و هو من الأَضداد ;و شاهدُ البَین الوَصل قول الشاعر: لقد فَرَّقَ الواشِینَ بینی و بینَها ، فقَرَّتْ بِذاکَ الوَصْلِ عینی و عینُها و قال قیسُ بن ذَریح: لَعَمْرُک لو لا البَیْنُ لا یُقْطَعُ الهَوی، و لو لا الهوی ما حَنَّ لِلبَیْنِ آلِفُ فالبَینُ هنا الوَصْلُ ;و أَنشد أَبو عمرو فی رفع بین قول الشاعر: کأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعیدٍ بینُ جالَیْها جَرُورِ و أَنشد أَیضاً: و یُشْرِقُ بَیْنُ اللِّیتِ منها إلی الصُّقْل قال ابن سیده:و یکون البَینُ اسماً و ظَرْفاً مُتمکِّناً.و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَکُمْ وَ ضَلَّ عَنْکُمْ مٰا کُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ;قرئَ بَیْنَکُمْ بالرفع و النصب،فالرفع علی الفعل أَی تقَطَّع وَصْلُکم،و النصبُ علی الحذف،یریدُ ما بینکم،قرأَ نافع و حفصٌ عن عاصم و الکسائی بَیْنَکُمْ نصباً،و قرأَ ابن کَثیر و أَبو عَمْروٍ و ابنُ عامر و حمزه بینُکم رفعاً،و قال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بینُکم أَی وَصْلُکم،و من قرأَ بَیْنَکُمْ فإن أَبا العباس روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال:معناه تقطَّع الذی کانَ بینَکم ;و قال الزجاج فیمَنْ فتَحَ المعنی:لقد تقطَّع ما کنتم فیه من الشَّرکه بینَکم،و رُوی عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع

ص :62

ما بینَکم ،و اعتمد الفراءُ و غیرُه من النحویین قراءهَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بَیْنَکُمْ ،و کان أَبو حاتم یُنْکِر هذه القراءهَ و یقول:من قرأَ بَیْنَکُمْ لم یُجِزْ إلا بمَوْصول کقولک ما بینَکم ،قال:و لا یجوز حذفُ الموصول و بقاء الصلهِ،لا تُجیزُ العربُ إنّ قامَ زیدٌ بمعنی إنّ الذی قام زیدٌ،قال أَبو منصور:و هذا الذی قاله أَبو حاتم خطأ،لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل فی کتابه قوماً مشرکین فقال: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادیٰ کَمٰا خَلَقْنٰاکُمْ أَوَّلَ مَرَّهٍ وَ تَرَکْتُمْ مٰا خَوَّلْنٰاکُمْ وَرٰاءَ ظُهُورِکُمْ وَ مٰا نَریٰ مَعَکُمْ شُفَعٰاءَکُمُ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیکُمْ شُرَکٰاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَکُمْ ;أَراد لقد تقطع الشِّرْکُ بینکم أَی فیما بینَکم ،فأَضمرَ الشرکَ لما جرَی من ذِکْر الشُّرکاء،فافهمه ;قال ابن سیده:مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرین:أَحدُهما أَن یکونَ الفاعلُ مضمَراً أَی لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بینَکم ،و الآخرُ ما کان یراهُ الأَخفشُ من أَن یکونَ بینکم ،و إن کان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله،غیرَ أَنه أُقِرّتْ علیه نَصْبهُ الظرف،و إن کان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إیاه ظرفاً،إلا أَن استعمالَ الجمله التی هی صفهٌ للمبتدإ مکانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلهً،لأَنه لیس یَلزمُ أَن یکون المبتدأُ اسماً محضاً کلزوم ذلک فی الفاعل،أَ لا تری إلی قولهم:تسمعُ بالمُعَیْدِیِّ خیرٌ من أَن تراه ;أَی سماعُک به خیرٌ من رؤْیتک إیاه.و قد بانَ الحیُّ بَیْناً و بَیْنونهً ;و أَنشد ثعلب: فهاجَ جوًی فی القَلْب ضَمَّنه الهَوَی بِبَیْنُونهٍ ،یَنْأَی بها مَنْ یُوادِعُ و المُبایَنه :المُفارَقَه.و تَبایَنَ القومُ:تَهاجَرُوا.و غُرابُ البَین :هو الأَبْقَع ;قال عنتره: ظَعَنَ الذین فِراقَهم أَتَوَقَّعُ، و قال أَبو الغَوث:غرابُ البَیْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ و الرِّجْلینِ،فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه یَحْتِمُ بالفراق.و تقول:ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه و فَصَلَه،فهو مُبِینٌ .و

16- فی حدیث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فیک. أَی افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا یَسْقُط فیه شیءٌ من الرِّیق،و هو من البَینِ البُعْد و الفِراق.و

14- فی الحدیث فی صفته،صلی الله علیه و سلم :لیس بالطویل البائِن . أَی المُفْرِطِ طُولاً الذی بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال،و بانَ الشیءُ بَیْناً و بُیوناً .و حکی الفارسیُّ عن أَبی زید:طَلَبَ إلی أَبَوَیْه البائنهَ ،و ذلک إذا طَلَب إلیهما أَن یُبِیناهُ بمال فیکونَ له علی حِدَهٍ،و لا تکونُ البائنهُ إلا من الأَبوین أَو أَحدِهما،و لا تکونُ من غیرهما،و قد أَبانَه أَبواه إِبانهً حتی بانَ هو بذلک یَبینُ بُیُوناً .و

14- فی حدیث الشَّعْبی قال :سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشیرٍ یقول:سمعتُ رسولَ الله،صلی الله علیه و سلم،و طَلَبَتْ عَمْرهُ إلی بشیر بن سعدٍ أَن یُنْحِلَنی نَحْلاً من ماله و أَن یَنْطلِقَ بی إِلی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فیُشْهدَه فقال:هل لک معه ولدٌ غیرُه ؟قال:نعم،قال:فهل أَبَنْتَ کلَّ واحد منهم بمثل الذی أَبَنتَ هذا ؟فقال:لا،قال:فإنی لا أَشهَدُ علی هذا،هذا جَورٌ،أَشهِدْ علی هذا غیری،اعْدِلوا بین أَولادکم فی النِّحْل [النُّحْل] کما تُحِبُّون أَن یَعْدلوا بینکم فی البرِّ و اللُّطف. ;قوله:هل أَبَنْتَ کلَّ واحد أَی هل أَعْطَیْتَ کلَّ واحدٍ مالاً تُبِینُه به أَی تُفْرِدُه،و الاسم البائنهُ .و

17- فی حدیث الصدیق:قال لعائشه،

ص :63

رضی الله عنهما :إنی کنتُ أَبَنْتکِ بنُحْل. أَی أَعطیتُکِ.و حکی الفارسی عن أَبی زید: بانَ و بانَه ;و أَنشد: کأَنَّ عَیْنَیَّ،و قد بانُونی ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ و تبَایَنَ الرجُلانِ: بانَ کلُّ واحد منهما عن صاحبه،و کذلک فی الشرکه إذا انفصلا.و بانَت المرأَهُ عن الرجل،و هی بائنٌ :انفصلت عنه بطلاق.و تَطْلیقهٌ بائنه ،بالهاء لا غیر،و هی فاعله بمعنی مفعوله،أَی تَطْلیقهٌ (1).ذاتُ بَیْنونهٍ ،و مثله:عِیشهٌ راضیهٌ أَی ذاتُ رِضاً.و

17- فی حدیث ابن مسعود فیمن طَلق امرأَتَه ثمانیَ تَطْلِیقاتٍ:فقیل له إنها قد بانَتْ منک،فقال:صدَقُوا ; بانَتِ المرأَهُ من زوجِها. أَی انفصلت عنه و وقع علیها طلاقُه.و الطَّلاقُ البائِنُ :هو الذی لا یَمْلِک الزوجُ فیه استِرْجاعَ المرأَهِ إلا بعَقْدٍ جدیدٍ،و قد تکرر ذکرها فی الحدیث.و یقال: بانَتْ یدُ الناقهِ عن جَنْبِها تَبِینُ بُیوناً ،و بانَ الخلِیطُ یَبینُ بَیْناً و بَیْنونهً ;قال الطرماح: أَ آذَنَ الثاوی بِبَیْنُونه ابن شمیل:یقال للجاریه إذا تزوَّجت قد بانَت ،و هُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ.و بَیَّن فلانٌ بِنْتَه و أَبانَها إذا زوَّجَها و صارت إلی زوجها،و بانَت هی إذا تزوجت،و کأَنه من البئر البعیده أَی بَعُدَتْ عن بیت أَبیها.و

16- فی الحدیث :مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتی یَبِنَّ أَو یَمُتْنَ. ; یَبِنَّ ،بفتح الیاء،أَی یتزوَّجْنَ.و

16- فی الحدیث الآخر :حتی بانُوا أَو ماتوا. و بئرٌ بَیُونٌ :واسعهُ ما بین الجالَیْنِ ;و قال أَبو مالک:هی التی لا یُصیبُها رِشاؤُها،و ذلک لأَن جِرابَ البئر مستقیم،و قیل: البَیُونُ البئرُ الواسعه الرأْسِ الضَّیِّقَه الأَسْفَل ;و أَنشد أَبو علی الفارسی: إِنَّک لو دَعَوْتَنی،و دُونی زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَیُونِ ، لقُلْتُ:لَبَّیْه لمنْ یَدْعونی فجعلها زَوْراءَ،و هی التی فی جِرابِها عَوَجٌ،و المَنْزَعُ:الموضعُ الذی یَصْعَدُ فیه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر،فذلک الهواء هو المَنْزَعُ.و قال بعضهم:بئرٌ بَیُونٌ و هی التی یُبِینُ المُسْتَقی الحبل فی جِرابِها لِعَوَجٍ فی جُولها ;قال جریر یصف خیلاً و صَهِیلَها: یَشْنِفْنَ للنظرِ البعید،کأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد کأَنها تَصْهَل فی رکایا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحیها لِعَوَجٍ فیها إرنانها ذوات (2).الأَذنِ و النَّشاطِ منها،أَراد أَن فی صهیلِها خُشْنه و غِلَظاً کأَنها تَصْهَل فی بئرٍ دَحُول،و ذلک أَغْلَظُ لِصَهیلِها.قال ابن بری،رحمه الله:البیت للفرزدق لا لجریر،قال:و الذی فی شعره یَصْهَلْنَ.و البائنهُ :البئرُ البعیدهُ القعر الواسعه،و البَیونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِینُ عن جرابِها کثیراً.و أَبانَ الدَّلوَ عن طَیِّ البئر:حادَ بها عنه لئلا یُصیبَها فتنخرق ;قال: دَلْوُ عِراکٍ لَجَّ بی مَنینُها، لم تَرَ قَبْلی ماتِحاً یُبینُها و تقول:هو بَیْنی و بَیْنَه ،و لا یُعْطَفُ علیه إلا

ص :64

بالواو لأَنه لا یکون إلا من اثنین،و قالوا: بَیْنا نحن کذلک إذ حَدَثَ کذا ;قال أَنشده سیبویه: فبَیْنا نحن نَرْقُبُه،أَتانا مُعَلّق وَفْضهٍ،و زِناد راعِ إنما أَراد بَیْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا،فأَشْبَعَ الفتحه فحدَثتْ بعدها أَلفٌ،فإِن قیل:فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذی هو بَیْن ،و قد علمنا أَن هذا الظرفَ لا یضاف من الأَسماء إلا لما یدلُّ علی أَکثر من الواحد أَو ما عُطف علیه غیره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بینَ القومِ و المالُ بین زیدٍ و عمرو،و قولُه نحن نرقُبُه جملهٌ،و الجمله لا یُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟فالجواب:أَن هاهنا واسطه محذوفهٌ و تقدیر الکلام بینَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَی أَتانا بین أَوقات رَقْبَتِنا إیاه،و الجُمَلُ مما یُضافُ إلیها أَسماءُ الزمان نحو أَتیتک زمنَ الحجاجُ أَمیرٌ،و أَوانَ الخلیفهُ عبدُ المَلِک،ثم إنه حذف المضافُ الذی هو أَوقاتٌ و وَلیَ الظرف الذی کان مضافاً إلی المحذوف الجمله التی أُقیمت مُقامَ المضاف إلیها کقوله تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَهَ ;أَی أَهلَ القریه،و کان الأَصمعیُّ یَخْفِضُ بعدَ بَیْنا إذا صلَح فی موضعه بَیْنَ و یُنشِد قول أَبی ذؤیب بالکسر: بَیْنا تَعَنُّقِه الکُماهَ و رَوْغِه، یوماً،أُتِیحَ له جَرِیءٌ سَلْفَعُ و غیرُه یرفعُ ما بعدَ بَیْنا و بَیْنَما علی الابتداء و الخبر،و الذی یُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه و بخفْضِها (1).قال ابن بری:و مثلُه فی جواز الرفع و الخفض بعدها قولُ الآخر: کُنْ کیفَ شِئْتَ،فقَصْرُک الموتُ، قال ابن بری:و قد تأْتی إذْ فی جواب بینا کما قال حُمَیْد الأَرقط: بَیْنا الفَتی یَخْبِطُ فی غَیْساتِه، إذ انْتَمَی الدَّهْرُ إلی عِفْراتِه و قال آخر: بیْنا کذلک،إذْ هاجَتْ هَمَرَّجهٌ تَسْبی و تَقْتُل،حتی یَسْأَمَ الناسُ و قال القطامی: فبَیْنا عُمَیْرٌ طامحُ الطَّرف یَبْتَغی عُبادهَ،إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر قال ابن بری:و هذا الذی قلناه یدلُّ علی فسادِ قول من یقول إنَّ إذ لا تکون إلا فی جواب بَیْنما بزیاده ما،و هذه بعدَ بَیْنا کما تری ;و مما یدل علی فساد هذا القول أَنه قد جاء بَیْنما و لیس فی جوابها إذ کقول ابن هَرْمه فی باب النَّسیبِ من الحَماسهِ: بینما نحنُ بالبَلاکِثِ فالْقاعِ و مثله قول الأَعشی: بَیْنَما المرءُ کالرُّدَیْنیّ ذی الجُبَّهِ و مثله قول أَبی دواد: بَیْنما المرءُ آمِنٌ،راعَهُ رائعُ حَتْفٍ لم یَخْشَ منه انْبِعاقَهْ و

14- فی الحدیث : بَیْنا نحن عند رسولِ الله،صلی الله

ص :65

علیه و سلم،إذ جاءه رجلٌ. ;أَصلُ بَیْنا بَیْنَ ،فأُشبِعتْ الفتحه فصارت أَلفاً،و یقال بَیْنا و بَیْنما ،و هما ظرفا زمانٍ بمعنی المفاجأَه،و یُضافان إلی جمله من فعلٍ و فاعلٍ و مبتدإٍ و خبر،و یحْتاجان إلی جواب یَتِمُّ به المعنی،قال:و الأَفصَح فی جوابهما أَن لا یکون فیه إذا و إذا،و قد جاءا فی الجواب کثیراً،تقول: بَینا زیدٌ جالسٌ دخَل علیه عمرٌو،و إذ دخَل علیه،و إذا دخل علیه ;و منه قول الحُرَقه بنت النُّعمان: بَیْنا نَسوسُ الناسَ،و الأَمرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فیهم سُوقهٌ نَتَنَصَّفُ و أَما قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً ;فإنّ الزجاج قال:معناه جعلنا بینَهم من العذاب ما یُوبِقُهم أَی یُهْلِکهم ;و قال الفراء:معناه جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ أَی تواصُلهم فی الدنیا مَوْبِقاً لهم یوم القیامه أَی هُلْکاً،و تکون بَیْن صفه بمنزله وسَط و خِلال.الجوهری:و بَیْن بمعنی وسْط،تقول:جلستُ بینَ القوم،کما تقول:وسْطَ القوم،بالتخفیف،و هو ظرفٌ،و إن جعلته اسماً أَعرَبْتَه ;تقول:لقد تقطَّع بینُکم ،برفع النون،کما قال أَبو خِراش الهُذلی یصف عُقاباً: فلاقَتْه ببَلْقَعهٍ بَراحٍ، فصادَفَ بینَ عَینَیْه الجَبُوبا الجبُوب:وجه الأَرض.الأَزهری فی أَثناء هذه الترجمه:روی عن أَبی الهیثم أَنه قال الکواکب البَبانیات (1).هی التی لا یَنزِلها شمسٌ و لا قمرٌ إنما یُهْتَدی بها فی البرِّ و البحر،و هی شامیه،و مَهَبُّ الشَّمالِ منها،أَوَّلها القُطْب و هو کوکبٌ لا یَزول،و الجدْی و الفَرْقَدان،و هو بَیْنَ القُطب،و فیه بَنات نعْشٍ الصغری،و قال أَبو عمرو:سمعت المبرَّد یقول إذا کان الاسم الذی یجیء بعد بَیْنا اسماً حقیقیّاً رفَعته بالابتداء،و إن کان اسماً مصدریّاً خفضْتَه،و یکون بَیْنا فی هذا الحال بمعنی بینَ ،قال:فسأَلت أَحمد بن یحیی عنه و لم أُعلِمْه قائله فقال:هذا الدرُّ،إلا أَنَّ من الفصحاء من یرفع الاسم الذی بعد بَینا و إن کان مصدریّاً فیُلحقه بالاسم الحقیقی ;و أَنشد بیتاً للخلیل بن أَحمد: بَینا غِنَی بیتٍ و بَهْجَتِه، ذهَبَ الغِنی و تَقَوَّضَ البَیْتُ و جائز:و بهْجَتُه،قال:و أَما بَیْنما فالاسمُ الذی بعده مرفوعٌ،و کذلک المصدر.ابن سیده:و بَیْنا و بینما من حروف الابتداء،و لیست الأَلف فی بَیْنا بصلهٍ،و بَینا فعْلی أُشبِعت الفتحهُ فصارت أَلفاً،و بینما بَین زِیدت علیه ما،و المعنی واحد،و هذا الشیء بَینَ بَینَ أَی بَیْنَ الجیِّد و الرَّدیء،و هما اسمان جُعِلا واحداً و بُنیا علی الفتح،و الهمزه المخفَّفه تسمّی همزه بَیْنَ بَیْنَ ;و قالوا: بَین بَین ،یریدون التَّوَسُّط کما قال عَبید بن الأَبرص: نَحْمی حَقیقَتَنا،و بعض القَوْم یَسْقُطُ بَینَ بَیْنا و کما یقولون:همزه بَین بَین أَی أَنها همزهٌ بَیْنَ الهمزهِ و بین حرف اللین،و هو الحرف الذی منه حرکتُها إن کانت مفتوحه،فهی بین الهمزه و الأَلف مثل سأَل،و إن کانت مکسوره فهی بین الهمزه و الیاء مثل سَئِمَ،و إن کانت مضمومهً فهی بین الهمزه و الواو مثل لَؤُم،إلا أَنها لیس لها تمکینُ الهمزه المحققه،و لا تقَعُ الهمزهُ المخففه أَبداً أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساکن،إلا أَنها و إن کانت قد قرُبَت من الساکن و لم یکن لها تَمْکین الهمزهِ المحقَّقه فهی

ص :66

متحرِّکه فی الحقیقه،فالمفتوحه نحو قولک فی سأَل سأَلَ،و المکسورهُ نحو قولک فی سَئِمَ سَئِمَ،و المضمومه نحو قولک فی لؤُم لؤُم،و معنی قول سیبویه بَیْنَ بَیْنَ أَنها ضعیفه لیس لها تمکینُ المحقَّقه و لا خُلوصُ الحرف الذی منه حرکتُها،قال الجوهری:و سمیت بَینَ بینَ لضَعْفِها ;و أَنشد بیت عبید بن الأَبرص: و بعض القومِ یسقط بین بینا أَی یتساقط ضَعیفاً غیر معتدٍّ به ;قال ابن بری:قال السیرافی کأَنه قال بَینَ هؤلاء و هؤلاء،کأَنه رجلٌ یدخل بینَ فریقین فی أَمرٍ من الأُمور فیسقُطُ و لا یُذْکَر فیه ;قال الشیخ:و یجوز عندی أَن یرید بینَ الدخول فی الحرب و التأَخر عنها،کما یقال:فلان یُقَدِّم رِجْلاً و یُؤَخر أُخری.و لَقِیتُه بُعَیدات بَیْنٍ إذا لقِیتَه بعدَ حینٍ ثم أَمسکتَ عنه ثم أَتیته ;و قوله: و ما خِفْتُ حتی بَیَّنَ الشربُ و الأَذی بِقانِئِه،إِنِّی من الحیِّ أَبْیَنُ أَی بائن.و البَیانُ :ما بُیِّنَ به الشیءُ من الدلاله و غیرِها.و بانَ الشیءُ بَیاناً :اتَّضَح،فهو بَیِّنٌ ،و الجمع أَبْیِناءُ ،مثل هَیِّنٍ و أَهْیِناء،و کذلک أَبانَ الشیءُ فهو مُبینٌ ;قال الشاعر: لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِی جلدِها، لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بری عند قول الجوهری و الجمع أَبْیِناء مثل هیِّن و أَهْیِناء،قال:صوابه مثل هیِّنٍ و أَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ.و أَبَنْتُه أَنا أَی أَوْضَحْتُه.و استَبانَ الشیءُ:ظهَر.و استَبَنْتُه أَنا:عرَفتُه.و تَبَیَّنَ الشیءُ:ظَهَر،و تَبیَّنْتهُ أَنا،تتعدَّی هذه الثلاثهُ و لا تتعدّی.و قالوا: بانَ الشیءُ و اسْتَبانَ و تَبیَّن و أَبانَ و بَیَّنَ بمعنی واحد ;و منه قوله تعالی: آیٰاتٍ مُبَیِّنٰاتٍ ،بکسر الیاء و تشدیدها،بمعنی مُتبیِّنات ،و من قرأَ مُبَیَّنات بفتح الیاء فالمعنی أَن الله بَیَّنَها .و فی المثل: قد بَیَّنَ الصبحُ لذِی عینَین أَی تَبَیَّن ;و قال ابن ذَریح: و للحُبِّ آیاتٌ تُبَیَّنُ للفَتی شُحوباً،و تَعْری من یَدَیه الأَشاحم (1). قال ابن سیده:هکذا أَنشده ثعلب،و یروی: تُبَیِّن بالفتی شُحوب.و التَّبْیینُ :الإِیضاح.و التَّبْیین أَیضاً:الوُضوحُ ;قال النابغه: إلاَّ الأَوارِیّ لأْیاً ما أُبَیِّنُها ، و النُّؤْیُ کالحَوض بالمظلومه الجلَد یعنی أَتَبیَّنُها .و التِّبْیان :مصدرٌ،و هو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجیء علی التَّفْعال،بفتح التاء،مثال التَّذْکار و التَّکْرار و التَّوْکاف،و لم یجیءْ بالکسر إلا حرفان و هما التِّبْیان و التِّلقاء.و منه

16- حدیث آدم و موسی،علی نبینا محمد و علیهما الصلاه و السلام :أَعطاکَ اللهُ التوراهَ فیها تِبْیانُ کلِّ شیءٍ. أَی کشْفُه و إیضاحُه،و هو مصدر قلیل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح.و قوله عز و جل: وَ هُوَ فِی الْخِصٰامِ غَیْرُ مُبِینٍ ;یرید النساء أَی الأُنثی لا تکاد تَسْتَوفی الحجهَ و لا تُبینُ ،و قیل فی التفسیر:إن المرأَه لا تکاد تحتجُّ بحُجّهٍ إِلا علیها،و قد قیل:إنه یعنی به الأَصنام،و الأَوّل أَجود.و قوله عز و جل: لاٰ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُیُوتِهِنَّ وَ لاٰ یَخْرُجْنَ إِلاّٰ أَنْ یَأْتِینَ بِفٰاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ ;أَی ظاهره مُتَبیِّنه .قال ثعلب:یقول إذا طلَّقها لم یحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بیته،و لا أَن یُخْرجها هو إلا بحَدٍّ

ص :67

یُقام علیها،و لا تَبینُ عن الموضع الذی طُلِّقت فیه حتی تنقضی العدّه ثم تخرُج حیث شاءت،و بِنْتُه أَنا و أَبَنتُه و اسْتَبنْتُه و بَیَّنْتُه ;و روی بیت ذی الرمه: تُبَیِّنُ نِسْبهَ المَرَئِیّ لُؤْماً، کما بَیَّنْتَ فی الأَدَم العَوارا أَی تُبَیِّنُها ،و رواه علیّ بن حمزه: تُبیِّن نِسبهُ... ،بالرفع،علی قوله قد بَیَّنَ الصبحُ لذی عَینین.و یقال: بانَ الحقُّ یَبینُ بَیاناً ،فهو بائنٌ ،و أَبانَ یُبینُ إبانه ،فهو مُبینٌ ،بمعناه.و منه قوله تعالی: حم وَ الْکِتٰابِ اَلْمُبِینِ ;أَی و الکتاب البَیِّن ،و قیل:معنی اَلْمُبِینِ الذی أَبانَ طُرُقَ الهدی من طرق الضلاله و أَبان کلَّ ما تحتاج إلیه الأُمّه ;و قال الزجاج: بانَ الشیءُ و أَبانَ بمعنی واحد.و یقال: بانَ الشیءُ و أَبَنتُه ،فمعنی مُبین أَنه مُبینٌ خیرَه و برَکَته،أَو مُبین الحقَّ من الباطل و الحلالَ من الحرام،و مُبینٌ أَن نُبُوَّهَ سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،حقٌّ،و مُبین قِصَصَ الأَنبیاء.قال أَبو منصور:و یکون المستبین أَیضاً بمعنی المُبین .قال أَبو منصور:و الاسْتِبانهُ یکون واقعاً.یقال: اسْتَبنتُ الشیءَ إذا تأَملتَه حتی تَبیَّن لک.قال الله عز و جل: وَ کَذٰلِکَ نُفَصِّلُ الْآیٰاتِ وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ ;المعنی وَ لِتَسْتَبِینَ أَنت یا محمد سبیلَ المجرمین أَی لتزدادَ استِبانه ،و إِذا بانَ سبیلُ المجرمین فقد بان سبیل المؤمنین،و أَکثرُ القراء قرؤُوا: وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ ;و الاسْتبانه حینئذٍ یکون غیر واقع.و یقال: تبَیَّنْت الأَمر أَی تأَمَّلته و توسَّمْتُه،و قد تبیَّنَ الأَمرُ یکون لازِماً و واقِعاً،و کذلک بَیَّنْته فبَیَّن أَی تَبَیَّن ،لازمٌ و متعدّ.و قوله عز و جل: وَ نَزَّلْنٰا عَلَیْکَ الْکِتٰابَ تِبْیٰاناً لِکُلِّ شَیْءٍ ;أَی بُیِّن لک فیه کلُّ ما تحتاج إلیه أَنت و أُمتُک من أَمر الدِّین،و هذا من اللفظ العامِّ الذی أُرید به الخاصُّ،و العرب تقول: بَیَّنْت الشیءَ تَبْییناً و تِبْیاناً ،بکسر التاء،و تِفْعالٌ بکسر التاء یکون اسماً،فأَما المصدر فإِنه یجیء علی تَفْعال بفتح التاء،مثل التَّکْذاب و التَّصْداق و ما أَشبهه،و فی المصادر حرفان نادران:و هما تِلْقاء الشیء و التِّبْیان ،قال:و لا یقاس علیهما.و

14- قال النبی،صلی الله علیه و سلم :أَلا إنَّ التَّبیین من الله و العَجَله من الشیطان فتبیَّنُوا . ;قال أَبو عبید:قال الکسائی و غیره التَّبْیین التثبُّتُ فی الأَمر و التَّأَنی فیه،و قرئ قوله عز و جل: إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ فَتَبَیَّنُوا ،و قرئ: فتثبَّتوا ،و المعنیان متقاربان.و قوله عز و جل: إِنْ جٰاءَکُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا ،و فتَثبَّتُوا ;قرئ بالوجهین جمیعاً.و قال سیبویه فی قوله: اَلْکِتٰابِ اَلْمُبِینِ ،قال:و هو التِّبیان ،و لیس علی الفعل إنما هو بناءٌ علی حده،و لو کان مصدراً لفُتِحتْ کالتَّقْتال،فإنما هو من بیَّنْتُ کالغاره من أَغَرْت.و قال کراع: التِّبیان مصدرٌ و لا نظیر له إلا التِّلقاء،و هو مذکور فی موضعه. و بینهما بَینٌ أَی بُعْد،لغه فی بَوْنٍ،و الواو أَعلی،و قد بانَه بَیْناً .و البَیانُ :الفصاحه و اللَّسَن،و کلامٌ بیِّن فَصیح.و البَیان :الإِفصاح مع ذکاء.و البَیِّن من الرجال:الفصیح.ابن شمیل: البَیِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصیح الظریف العالی الکلام القلیل الرتَج.و فلانٌ أَبْیَن من فلان أَی أَفصح منه و أَوضح کلاماً.و رجل بَیِّنٌ :فصیح،و الجمع أَبْیِناء ،صحَّت الیاء لسکون ما قبلها ;و أَنشد شمر: قد یَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبیُّ،و یَلْتَئی علی البَیِّنِ السَّفّاکِ،و هو خَطیبُ قوله یَلتئی أَی یُبْطئ،من اللأْی و هو الإِبطاء.و حکی اللحیانی فی جمعه أَبْیان و بُیَناء ،فأَما أَبْیان

ص :68

فکمیِّت و أَموات،قال سیبویه:شَبَّهوا فَیْعِلاً بفاعل حین قالوا شاهد و أَشهاد،قال:و مثله،یعنی میِّتاً و أَمواتاً،قیِّل و أَقیال و کَیِّس و أَکیاس،و أَما بُیِّناء فنادر،و الأَقیَس فی ذلک جمعُه بالواو،و هو قول سیبویه.

14- روی ابنُ عباس عن النبی،صلی الله علیه و سلم،أَنه قال :إِنّ من البیان لسِحْراً و إِنّ من الشِّعر لحِکَماً. ;قال: البَیان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ،و هو من الفَهْم و ذکاءِ القلْب مع اللَّسَن،و أَصلُه الکَشْفُ و الظهورُ،و قیل:معناه إِن الرجُلَ یکونُ علیه الحقُّ،و هو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه،فیَقْلِبُ الحقَّ بِبَیانِه إلی نَفْسِه،لأَن معنی السِّحْر قَلْبُ الشیءِ فی عَیْنِ الإِنسانِ و لیس بِقَلْبِ الأَعیانِ،و قیل:معناه إِنه یَبْلُغ من بَیانِ ذی الفصاحه أَنه یَمْدَح الإِنسانَ فیُصدَّق فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إلی قولِه و حُبِّه،ثم یذُمّه فیُصدّق فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إلی قوله و بُغْضِهِ،فکأَنه سَحَرَ السامعین بذلک،و هو وَجْهُ

14- قوله :إِن من البیانِ لسِحْراً. و

14- فی الحدیث عن أَبی أُمامه:أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال :الحیاءُ و العِیُّ شُعْبتان من الإِیمانِ،و البَذاءُ و البیانُ شُعْبتانِ من النِّفاق. ;أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق،أَما البَذاءُ و هو الفُحْشُ فظاهر،و أَما البیانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق فی النُّطْق و التفاصُحَ و إظهارَ التقدُّم فیه علی الناس و کأَنه نوعٌ من العُجْب و الکِبْرِ،و لذلک قال

14- فی روایه أُخْری :البَذاءُ و بعضُ البیان . ،لأَنه لیس کلُّ البیانِ مذموماً.و قال الزجاج فی قوله تعالی: خَلَقَ الْإِنْسٰانَ عَلَّمَهُ اَلْبَیٰانَ ;قیل إِنه عنی بالإِنسان هاهنا النبیَّ،صلی الله علیه و سلم، عَلَّمَهُ اَلْبَیٰانَ أَی علَّمه القرآنَ الذی فیه بیانُ کلِّ شیء،و قیل:الإِنسانُ هنا آدمُ،علیه السلام،و یجوز فی اللغه أَن یکون الإِنسانُ اسماً لجنس الناس جمیعاً،و یکون علی هذا علَّمَه البیانَ جعَله ممیِّزاً حتی انفصل الإِنسانُ ببیَانِه و تمییزه من جمیع الحیوان.و یقال:بَیْنَ الرجُلَین بَیْنٌ بَعیدٌ و بَوْنٌ بعید ;قال أَبو مالک: البَیْنُ الفصلُ (1).بین الشیئین،یکون إمّا حَزْناً أَو بقُرْبه رَمْلٌ،و بینَهما شیءٌ لیس بحَزنٍ و لا سهلٍ.و البَوْنُ :الفضلُ و المزیّهُ.یقال: بانه یَبونُه و یَبینُه ،و الواوُ أَفصحُ،فأَما فی البُعْد فیقال:إن بینهما لَبَیْناً لا غیر.و قوله

16- فی الحدیث :أَولُ ما یُبِینُ علی أَحدِکم فَخِذُه. أَی یُعْرب و یَشهد علیه.و نخلهٌ بائنهٌ :فاتَتْ کبائسُها الکوافیرَ و امتدّت عراجِینُها و طالت ;حکاه أَبو حنیفه ;و أَنشد لحَبیب القُشَیْری: من کل بائنهٍ تَبینُ عُذوقَها عنها،و حاضنهٍ لها مِیقارِ قوله: تَبینُ عذوقَها یعنی أَنها تَبین عذوقَها عن نفسها.و البائنُ و البائنهُ من القِسِیِّ:التی بانتْ من وتَرِها،و هی ضد البانِیه،إلا أَنها عیب،و الباناهُ مقلوبهٌ عن البانِیه.الجوهری: البائنهُ القوسُ التی بانت عن وَتَرِها کثیراً،و أَما التی قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتی کادت تلْصَق به فهی البانیهُ،بتقدیم النون ;قال:و کلاهما عیب.و الباناهُ :النَّبْلُ الصِّغارُ ; حکاه السُّکَّریّ عن أَبی الخطاب.و للناقه حالِبانِ:أَحدُهما یُمْسِک العُلْبه من الجانب الأَیمن،و الآخرُ یحلُب من الجانب الأَیْسر،و الذی یَحْلُب یسمَّی المُسْتَعْلی و المُعَلِّی،و الذی یُمْسِک یسمَّی البائنَ .و البَیْنُ :الفراق.التهذیب:و من أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ،و قیل:أَعلمُ،أَی مَنْ وَلِیَ أَمْراً و مارَسَه فهو أَعلم به ممن لم یُمارِسْه،قال:

ص :69

و البائن الذی یقومُ علی یمین الناقه إذا حلبَها،و الجمع البُیَّنُ ،و قیل: البائنُ و المُسْتَعْلی هما الحالبان اللذان یَحْلُبان الناقهَ أَحدُهما حالبٌ،و الآخر مُحْلِب،و المُعینُ هو المُحْلِب،و البائن عن یمین الناقه یُمْسِک العُلْبهَ،و المُسْتَعْلی الذی عن شِمالها،و هو الحالبُ یَرْفع البائنُ العُلْبهَ إلیه ;قال الکمیت: یُبَشِّرُ مُسْتعلِیاً بائنٌ ، من الحالبَیْنِ،بأَن لا غِرارا قال الجوهری:و البائنُ الذی یأْتی الحلوبهَ من قِبَل شمالها،و المُعَلِّی الذی یأْتی من قِبل یمینها.و البِینُ ،بالکسر:القطعهُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطریق،و قیل:هو ارتفاعٌ فی غِلَظٍ،و قیل:هو الفصل بین الأَرْضَیْن.و البِینُ أَیضاً:الناحیهُ،قال الباهلی:المِیلُ قدرُ ما یُدْرِکُ بصره من الأَرض،و فَصْلٌ بَیْنَ کلّ أَرْضَیْن یقال له بِینٌ ،قال:و هی التُّخومُ،و الجمعُ بُیونٌ ;قال ابن مُقْبِل یُخاطِبُ الخیالَ: لَمْ تَسْرِ لَیْلی و لم تَطْرُقْ لحاجتِها، و مَن کسَر التاءَ و الکافَ ذهَب بالتأْنیث إلی ابنه البکریّ صاحبه الخیال،قال:و التذکیر أَصْوَبُ.و یقال:سِرْنا میلاً أَی قدر مدّ البَصَرِ،و هو البِینُ.و بِینٌ :موضعٌ قریب من الحیره.و مُبِینٌ :موضع أَیضاً،و قیل:اسمُ ماءٍ ;قال حَنْظلهُ بن مصبح: یا رِیَّها الیومَ علی مُبِینِ ، جمع بین النون و المیم،و هذا هو الإِکْفاء ;قال الجوهری:و هو جائز للمطْبوع علی قُبْحِه،یقول:یا رِیَّ ناقتی علی هذا الماء،فأَخرَجَ الکلامَ مُخْرَجَ النداء و هو تعجُّب.و بَیْنونهُ :موضع ;قال: یا رِیحَ بَیْنونهَ لا تَذْمِینا، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِینا (1). و هُما بَیْنونَتانِ بَیْنونهُ القُصْوَی و بَینونه الدُّنیا،و کِلْتاهما فی شِقِّ بنی سعدٍ بَیْنَ عُمانَ و یَبْرِین.التهذیب: بَیْنونه موضعٌ بینَ عُمان و البحرَیْن وبیءٌ.و عَدَنُ أَبْیَنَ و إِبْیَن :موضعٌ،و حکی السیرافی:عَدَن أَبْیَن ،و قال: أَبْیَن موضع،و مثَّل سیبویه بأَبْیَن و لم یُفَسِّرْهُ،و قیل:عَدَن أَبْیَن اسمُ قریهٍ علی سیفِ البحر ناحیهَ الیمن.الجوهری: أَبْیَنُ اسمُ رجلٍ ینسب إلیه عَدَن،یقال:عَدَنُ أَبْیَنَ .و البانُ :شجرٌ یَسْمُو و یَطُول فی اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل،و ورَقُه أَیضاً هدبٌ کهَدَب الأَثْل،و لیس لخَشَبه صلابهٌ،واحدتُه بانهٌ ;قال أَبو زیاد:من العِضاه البانُ ،وله هَدَبٌ طُوالٌ شدیدُ الخُضْره،و ینبت فی الهِضَبِ،و ثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبیاء إلا أَن خُضْرَتَها شدیدهٌ،و لها حبٌّ و من ذلک الحبِّ یُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .التهذیب: البانهُ شجرهٌ لها ثمره تُرَبَّبُ بأَفاوِیه الطِّیب،ثم یُعْتَصر دُهْنها طِیباً،و جمعها البانُ ،و لاسْتِواءِ نباتِها و نباتِ أَفنانِها و طُولِها و نَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاریهَ الناعمه ذاتَ الشِّطاطِ بها فقیل:کأَنها بانهٌ ،و کأَنها غُصْنُ بانٍ ;قال قیس بن الخَطیم:

ص :70

حَوْراءَ جَیداء یُسْتَضاءُ بها،

کأَنها خُوطُ بانهٍ قَصِفُ

ابن سیده:قَضَینا علی أَلف البانِ بالیاء،و إن کانت عیناً لغلبهِ (ب ی ن) علی (ب و ن).

فی الدِّین ;و منه

17- حدیث مُعاذٍ :إِیاکم و مُغَمَّضاتِ [مُغَمِّضاتِ] (1).الأُمور. و رجل تَبِنٌ بَطِنٌ:دقیقُ النظر فی الأُمور فَطِنٌ کالطَّبِن،و زعم یعقوب أَن التاء بدل.قال ابن بری:قال أَبو سعید السیرافی تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه،ذکَره عند قول سیبویه.و بَطِنَ بَطَناً،فهو بَطِنٌ،و تَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ ،فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ،قال:و قد یجوز أَن یرید سیبویه بتَبِنَ (2)امتَلأَ بطنُه لأَنه ذکره بعده،و بَطِنَ بَطَناً،و هذا لا یکون إلا الفطنه،قال:و التَّبِنُ الذی یَعْبَثُ بیدِه فی کل شیء.و قوله

17- فی حدیث عمر بن عبد العزیز :إنه کان یَلْبَسُ رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ. أَی یُشْبه لونه لونَ التِّبْنِ .و التُّبَّان ،بالضم و التشدید:سَراویلُ صغیرٌ مقدارُ شبْر یستر العوره المغلَّظه فقط،یکون للملاَّحینَ.و

17- فی حدیث عمّار :أَنه صلی فی تُبّانٍ فقال إنی مَمْثونٌ. أَی یشتکی مَثانَتَه،و قیل: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراویلِ الصغیر.و

17- فی حدیث عمر :صلی رجل فی تُبّانٍ و قمیص. ،تذکِّره العرب،و الجمع التَّبابِین .و تُبْنَی :موضع ;قال کثیِّر عزه: عَفا رابغٌ من أَهلِه فالظَّواهِرُ، فأَکنافُ تُبْنَی قد عَفَتْ،فالأَصافِرُ.

ترن:

تُرْنَی :المرأَهُ الفاجره،فیمن جعلها فُعْلی،و قد قیل:إِنها تُفْعَل من الرُّنُوّ،و هو مذکور فی موضعه ;قال أَبو ذؤَیب: فإِنَّ ابنَ تُرْنَی ،إذا جِئْتُکم، یُدافِعُ عَنِّیَ قولاً بَرِیحا قوله:قولاً بریحا أَی یسمعنی بمُشْتَقِّه (3)قال ابن بری:قال أَبو العباس الأَحْوَل ابن تُرْنَی اللئیمُ،و کذا قال فی ابن فَرْتَنَی.قال ثعلب:ابن تُرْنَی و ابن فَرْتَنَی أَی ابن أَمه.ابن الأَعرابی:العرب تقول للأَمهِ تُرْنَی و فَرْتَنَی،و تقول لولد البَغیّ:ابن تُرْنَی و ابن فَرْتَنَی ;قال صخر الغی: فإنَّ ابنَ تُرْنَی ،إذا جِئتُکم، أَراه یُدافِعُ قوْلاً عنیفاً أَی قولاً غیر حسَنٍ ;و قال عمروٌ ذو الکلب: تمَنّانی ابنُ تُرْنَی أَن یَرانی، فغیْری ما یُمَنَّی من الرِّجالِ. قال أَبو منصور:یحتمل أَن یکون تُرْنَی مأْخوذاً من رُنِیَتْ تُرْنَی إذا أُدیمَ النظرُ إلیها.

تعهن:

14- فی الحدیث :کان رسول الله،صلی الله علیه و سلم، بِتُعُهِّنَ و هو قائلٌ السُّقْیا. ;قال أَبو موسی:هو بضم التاء و العین و تشدید الهاء،موضعٌ فیما بین مکه و المدینه،قال:و منهم من یَکْسِر التاء،قال:و أَصحاب الحدیث یقولونه بکسر التاء و سکون العین.

تفن:

ابن الأَعرابی: التَّفْنُ الوَسَخُ.قال ابن بری: تَفَنَ الشیءَ طَرَدَه ;و منه

16- الحدیث :حمَلَ فلانٌ علی الکتیبه فجعل یَتْفِنها . أَی یَطْرُدها،و

16- یروی یَثْفِنُها. أَی یَطْرُدها أَیضاً.

تقن:

التِّقْنُ :تُرْنوقُ البئرِ و الدِّمَن،و هو الطینُ الرقیقُ یُخالطه حَمْأَه یخرُج من البئر،و قد تتَقَّنَتْ ،و استعمله بعضُ الأَوائل فی تکَدُّر الدم و مُتکدِّره.

ص :72

و التِّقْنهُ :رُسابه الماء و خُثارتُه.اللیث: التِّقْنُ رُسابهُ الماء فی الرَّبیع،و هو الذی یجیءُ به الماءُ من الخُثورهِ.و التِّقْنُ :الطِّینُ الذی یذهَب عنه الماء فیتشقَّقُ.و تَقَّنُوا أَرْضَهم:أَرْسَلوا فیها الماءَ الخاثرَ لتجُودَ. و التَّقْنُ :بقیَّهُ الماءِ الکدِرِ فی الحوض.و یقال:زَرَعْنا فی تِقْنِ أَرضٍ طیِّبه أَو خبیثهٍ فی تُرْبَتِها.و التِّقْنُ :الطبیعهُ.و الفَصاحهُ من تِقْنِه أَی من سُوسِه و طَبْعِه.و أَتْقَنَ الشیءَ:أَحْکَمَه،و إتْقانُه إِحْکامُه.و الإِتْقانُ :الإِحکامُ للأَشیاء.و فی التنزیل العزیز: صُنْعَ اللّٰهِ الَّذِی أَتْقَنَ کُلَّ شَیْءٍ .و رجل تِقْنٌ و تَقِن : مُتْقِنٌ للأَشیاء حاذِقٌ.و رجل تِقْنٌ :و هو الحاضرُ المَنْطِق و الجواب.و تِقْنٌ :رجلٌ من عادٍ.و ابنُ تِقْنٍ :رجلٌ.و تِقْنٌ :اسم رجل کان جیِّدَ الرَّمی،یُضْرَب به المثل،و لم یکن یَسْقُط له سَهْم ;و أَنشد فقال: لأَکْلهٌ من أَقِطٍ و سَمْنِ، قال أَبو منصور:الأَصل فی التِّقْن ابنُ تِقْنٍ هذا،ثم قیل لکل حاذق بالأَشیاء تِقْنٌ ،و منه یقال: أَتْقَنَ فلانٌ عمَله إذا أَحْکَمَه ;و أَنشد شمر لسلیمان بن ربیعه بن دَبّاب (1).بن عامر بن ثعلبه بن السیِّد: أَهلکن طَسماً،و بَعْدَهمُ غَذِیّ بهم و ذا جُدون (2)و أَهْلُ جاشٍ،و أَهلُ مَأْرِب،و حیّ لقن و التُّقون و الیُسْر کالعسر،و الغنی کالعدم،و الحیاه کالمنون فجمعه علی تُقونٍ لأَنه أَراد تِقْناً ،و مَن انتسب إلیه.و التُّقونُ :من بَنی تِقْن بن عاد،منهم عُمر بن تِقْن ،و کعْب بنِ تِقْن ،و به ضُرب المثل فقیل: أَرْمی من ابن تِقْن .

تکن:

الأَزهری:و تُکْنَی من أَسماء النساء فی قول العجاج: خَیال تُکْنَی و خَیال تُکْتمَا قال:أَحسبه من کُنیَتْ تُکْنَی و کُتِمَتْ تُکْتَم.

تلن:

التَّلُونهُ

(3)

.و التُّلُنَّهُ :الحاجهُ.و ما فیه تُلُنَّهٌ و تَلونهٌ أَی حَبْسٌ و لا تَرْدادٌ ;عن ابن الأَعرابی.و یقال:لنا قِبَلک تَلُنَّهٌ و تُلُنَّهٌ أَیضاً،بفتح التاء و ضمها.و قال أَبو عبید:لنا فیه تَلونهٌ أَی حاجهٌ.أَبو حبان: التُّلانهُ الحاجهُ،و هی التَّلونهُ و التَّلُونُ ;و أَنشد: فقلتُ لها:لا تَجْزَعی أَنَّ حاجَتی، بِجزْعِ الغَضَا،قد کاد یُقْضی تَلونُها . قال:و قال أَبو رُغَیْبه هی التُّلُنَّهُ .و یقال:لنا تُلُنَّاتٌ نَقْضِیها أَی حاجاتٌ.و یقال:متی لم نَقْضِ التُّلُنَّه أَخَذَتْنا اللُّثُنَّه ;و اللُّثُنَّه،بتقدیم اللام:القُنْفُذُ.و التَّلُونهُ :الإِقامهُ ;و أَنشد: فإِنَّکم لسْتمْ بِدارِ تَلُونهٍ ، و لکنَّما أَنْتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ. و شَرْحُ هند الأَحامس مذکورٌ فی موضعه ;و هذا البیت أَورده الأَزهری عن ابن الأَعرابی:

ص :73

فإِنکم لَسْتُم بدارِ تُلونهٍ ،

و لکِنَّکم أَنتم بدارِ الأَحامِسِ.

یقال:لَقِیَ هِنْدَ الأَحامِسِ إذا مات.الفراء:لی فیهم تُلُنَّهٌ و تَلُنَّهٌ و تَلُونَهٌ ،علی فَعولهٍ،أَی مُکْثٌ و لُبْثٌ.و یقال:ما هذه الدارُ بدارِ تُلُنَّهٍ و تَلُنَّهٍ أَی إقامهٍ و لُبْثٍ.الأَحمر: تَلانَ فی معنی الآنَ ;و أَنشد لِجَمیل بن معمر فقال: نَوِّلی قبْلَ نأْیِ داری،جُمانا، و قد ذکره فی فصل الهمزه.و

17- فی حدیث ابن عمر و سؤالِه عن عثمان و فِرارِه یوم أُحُدٍ و غَیْبَتِه عن بَدْرٍ و بَیْعهِ الرضوان و ذکْرِ عُذْرِه و قوله :اذْهَبْ بهذا تَلانَ معَک. ;یُرید الآن،و قد تقدم ذکره.

تمن:

تَیْمَن :اسمُ موضع ;قال عبده بن الطبیب: سَمَوْتُ له بالرَّکْبِ،حتی وجَدْتُه بتَیْمَنَ یَبْکِیه الحمامُ المُغَرِّدُ و ترَکَ صرفه لما عنی به البُقْعه.و

17- فی حدیث سالمٍ سَبَلانَ قال :سمعت عائشه،رضی الله تعالی عنها،و هی بمکان من تَمَنِّ بسفْح هرْشی. ،بفتح التاء و المیم و کسر النون المشدده،اسم ثنِیّه هَرْشی بین مکه و المدینه.

تنن:

التِّنُّ ،بالکسر:التِّرْبُ و الحِتْنُ،و قیل:الشِّبْه،و قیل:الصاحب،و الجمع أَتْنان .یقال:صِبْوهٌ أَتنانٌ .ابن الأَعرابی:هو سِنُّه و تِنُّه و حِتْنُه،و هم أَسنان و أَتنان و أَتراب إذا کان سِنُّهم واحداً،و هما تِنّان ،قال ابن السکیت:هما مستویان فی عَقْلٍ أَو ضَعْف أَو شِدّه أَو مروءَه.قال ابن بری:جمع تِنٍّ أَتنان و تَنِین ;عن الفراء ;و أَنشد فقال: فأَصبح مبصراً نهاره، و أَقصر ما یعدّ له التَّنِینا (1). و

14- فی حدیث عمار :إنَّ رسول الله،صلی الله علیه و سلم، تِنِّی و تِرْبی. ; تِنُّ الرجل:مثله فی السّنِّ.و التَّنُّ و التِّنُّ :الصبیّ الذی قصَعَه المرضُ فلا یَشِبّ،و قد أَتَنَّه المرضُ.أَبو زید:یقال أَتَنَّه المرضُ إذا قصَعَه فلم یَلحقْ بأَتنانِه أَی بأَقرانه،فهو لا یَشِبّ،قال:و التِّنُّ الشخصُ و المِثال.و تَنَّ بالمکان:أَقام ;عن ثعلب.و التِّنِّینُ :ضرْب من الحیّات من أَعظمها کأَکبر ما یکون منها،و ربما بعث الله عز و جل سحابهً فاحتملته،و ذلک فیما یقال،و الله أَعلم،أَن دوابّ البحر یشکونه إلی الله تعالی فیرْفَعُه عنها ;قال أَبو منصور:و أَخبرنی شیخ من ثِقاتِ الغُزاه أَنه کان نازلاً علی سِیف بَحْرِ الشام،فنظر هو و جماعه أَهل العَسْکر إلی سحابهٍ انقَسَمت فی البحر ثم ارتفعت،و نظرنا إلی ذَنَبِ التِّنِّین یَضطرب فی هَیْدب السحابه،و هَبَّت بها الریحُ و نحن نَنظر إلیها إلی أَن غابت السحابهُ عن أَبصارِنا.و

16- جاء فی بعض الأَخبار :أَن السحابه تحمل التِّنّین إلی بلاد یَأْجوج و مَأْجوج فتَطرحه فیها،و أَنهم یجتمعون علی لحمِه فیأْکلونه. و التِّنّینُ :نجمٌ،و هو علی التشبیه بالحیّه.اللیث: التِّنّین نجمٌ من نجوم السماء،و قیل:لیس بکوکب،و لکنه بیاضٌ خفیٌّ یکون جسَده فی سته بروج من السماء ;و ذنَبهُ دقیق أَسود فیه التِواء،یکون فی البرج السابع من رأْسه،و هو یَنتقل کتَنقُّل الکواکب الجواری،و اسمه بالفارسیه

ص :74

فی حساب النجوم هُشْتُنْبُر (1).و هو من النُّحوس ;قال ابن بری:و تُسمِّیه الفُرس الجوزهر،و قال:هو مما یُعدُّ من النحوس ;قال محمد بن المکرم:الذی علیه المُنجِّمون فی هذا أَن الجوزهر الذی هو رأْس التِّنِّین یُعدُّ مع السُّعود،و الذنَب یُعد مع النحوس.الجوهری:و التِّنّین موضع فی السماء.ابن الأَعرابی: تَنْتَن الرجلُ إذا ترک أَصدقاءه و صاحب غیرهم.أَبو الهیثم فیما قرئ بخطه:سَیْفٌ کَهامٌ و دَدانٌ و متنن (2).أَی کِلیلٌ،و سیف کَهِیم مثله،و کلُّ متنن مذموم.

تهن:

الأَزهری:أَهمله اللیث.و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: تَهِنَ یَتْهَنُ تَهَناً ،فهو تَهِنٌ إذا نام.و

16- فی حدیث بلال حین أَذَّنَ قبل الوقت :أَلا إن العبدَ تَهِنَ . ،أَی نامَ،و قیل:النون بدل فیه من المیم،یقال:تَهِمَ یَتْهَمُ إذا نام،المعنی أَنه أَشکَل علیه وقتُ الأَذان و تحَیَّر فیه،فکأَنه قد نام.

تون:

التهذیب:أَبو عمرو التَّتاوُن احْتیال و خدیعه.و الرجل یَتتاوَنُ الصیدَ إذا جاءه مره عن یمینه و مره عن شماله ;و أَنشد: تَتاوَن لی فی الأَمر من کلِّ جانبٍ، لِیَصْرِفَنی عمّا أُریدُ کَنُود. و قال ابن الأَعرابی: التُّونُ (3).الخَزَفه التی یُلعب علیها بالکُجّه ;قال الأَزهری:و لم أَرَ هذا الحرف لغیره،قال:و أَنا واقفٌ فیه إنه بالنون أَو بالزای.

تین:

التِّینُ :الذی یُؤکل،و فی المحکم:و التینُ شجر البَلَس،و قیل:هو البَلَس نفْسُه،واحدته تِینه ;قال أَبو حنیفه:أَجناسُه کثیره بَرِّیّه و ریفیّه و سُهْلیّه و جبَلِیّه،و هو کثیر بأَرض العرب،قال:و أَخبرنی رجل من أَعراب السَّراه،و هم أَهلُ تینٍ ،قال: التِّینُ بالسراه کثیرٌ جدّاً مُباح،قال:و تأْکله رَطباً و تُزَبِّبه فتَدَّخِرُه،و قد یُکسَّر علی التِّین .و التینهُ :الدُّبُرُ.و التین :جبَل بالشأْم ;و قال أَبو حنیفه:هو جبل فی بلاد غَطَفان،و لیس قول من قال هو جبل بالشأْم بشیء،لأَنه لیس بالشأْم جبل یقال له التِّین ،ثم قال:و أَین الشأْم من بلاد غَطَفان ;قال النابغه یصف سَحائب لا ماءَ فیها فقال: صُهْب الشمال أَتَینَ التِّینَ عن عُرُضٍ، یُزْجِینَ غَیْماً قلیلاً ماؤُه شَبِما. و إیّاه عَنی الحَذْلمِیُّ بقوله: تَرْعی إلی جُدٍّ لها مَکِین، أَکْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّین . و التِّینهُ :مُوَیهه فی أَصل هذا الجبل ;هکذا حکاه أَبو حنیفه،مُوَیهه کأَنه تصغیرُ الماء.و قوله عز و جل: وَ اَلتِّینِ وَ الزَّیْتُونِ ;قیل: اَلتِّینِ دِمَشق،و اَلزَّیْتُونِ بیتُ المَقْدس،و قیل: اَلتِّینِ وَ الزَّیْتُونِ جَبَلان،و قیل:جَبَلان بالشأْم،و قیل:مَسجِدان بالشام،و قیل: اَلتِّینِ وَ الزَّیْتُونِ هو الذی نَعرفه.

17- قال ابن عباس :هو تِینُکم هذا و زَیتونکم. ;

17- قال الفراء:و سمعت رجلاً من أَهل الشأْم،و کان صاحبَ تفسیر،قال : التین جبالُ ما بین حُلوان إلی هَمَذان،و الزیتونُ جبال الشأْم. و طُورُ تَیْنا و تَیْناء و تِیناء کَسِیناء.و التِّینانُ :الذئبُ ;قال الأَخطل:

ص :75

یَعْتَفْنَه عند تِینانٍ ،یُدَمِّنُه

بادی العُواءِ ضَئیل الشَّخْصِ مُکتَسِب.

و قیل:جاء الأَخطل بحرْفَیْن لم یجئْ بهما غیرُه،و هما التِّینانُ الذئبُ و العَیْثومُ أُنْثی الفِیَلهِ.و

17- فی حدیث ابن مسعود :تانِ کالمرّتانِ. ;قال أَبو موسی:هکذا ورد فی الروایه،و هو خطأٌ،و المراد به خَصْلَتانِ مَرَّتانِ،و الصواب أَن یقال:تانِکَ المرَّتانِ،و تَصِل الکافَ بالنون،و هی للخطاب أَی تانِک الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْکُرُهما لکَ،و مَنْ قَرَنَها بالمرَّتیْن احتاج أَن یَجُرَّهما،و یقول کالمرَّتَیْن،و معناه هاتانِ الخَصْلَتان کخَصْلَتَیْن مَرَّتَیْن،و الکافُ فیها للتشبیه.

و ثَتِنٌ لَثاتُه تِئْبابهٌ.

تئْبایهٌ أَی یأْبی کلَّ شیء.و یقال: ثَتِنَتْ لِثَتُه ;قال الراجز: لَمَّا رأَتْ أَنْیابَه مُثَلَّمَهْ، و لِثهً قد ثَتِنَتْ مُشَخَّمهْ.

ثجن:

الثَّجْنُ و الثَّجَنُ :طریقٌ فی غلظ من الأَرض،یمانیه،و لیست بثَبْتٍ.

ثخن:

ثَخُنَ الشیءُ ثُخونهً و ثَخانهً و ثِخَناً ،فهو ثَخِینٌ :کثُفَ و غُلظ و صلُبَ.و حکی اللحیانی عن الأَحمر: ثَخُنَ و ثَخَنَ .و ثوب ثخینٌ :جیّدُ النَّسْج و السَّدی کثیرُ اللُّحْمهِ.و رجل ثَخینٌ :حَلیمٌ رَزِینٌ ثَقیلٌ فی مجلسه.و رجل ثَخینُ السِّلاحِ أَی شاکٍ.و الثَّخَنهُ و الثَّخَنُ :الثِّقْلهُ ;قال العجاج: حتی یَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجاً. و قد أَثْخَنَه و أَثْقَله.و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی إِذٰا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ ;قال أَبو العباس:معناه غلَبْتُموهم و کثُر فیهم الجِراحُ فأَعْطَوْا بأَیدیهم.ابن الأَعرابی: أَثخَنَ إذا غلَبَ و قهَرَ.أَبو زید:یقال أَثْخَنْتُ فلاناً معرفهً و رَصَّنْتُه معرفهً،نحوُ الإِثْخان ،و اسْتَثْخَنَ الرجلُ:ثقُلَ من نَومٍ أَو إعْیاءٍ.و أَثْخَنَ فی العَدُوِّ:بالَغَ.و أَثْخَنَتْه الجِراحهُ:أَوْهَنَتْه.و یقال: أَثْخَنَ فلانٌ فی الأَرض قَتْلاً إذا أَکثره.و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: حَتّٰی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ ;معناه حتی یُبالِغَ فی قَتْلِ أَعدائه،و یجوز أَن یکون حتی یتمکن فی الأَرض.و الإِثْخانُ فی کلّ شیء:قُوَّتُه و شدَّتُه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه ،فی قوله تعالی: حَتّٰی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ ثم أَحَلَّ لهم الغنائمَ. ;قال: الإِثْخانُ فی الشیء المبالغهُ فیه و الإِکثارُ منه.یقال:قد أَثْخَنَه المرضُ إذا اشتدَّ قُوَّتُه علیه و وَهَنَه،و المراد به هاهنا المبالغهُ فی قَتْل الکفار،و أَثْخَنَه الهَمُّ. و یقال: اسْتُثْخِنَ من المرض و الإِعْیاءِ إذا غلَبَه الإِعْیاءُ رالمرضُ،و کذلک اسْتُثْخن فی النَّوْم.و

17- فی حدیث أَبی جهل :و کان قد أُثْخِنَ . أَی أُثْقِلَ بالجراح.و

1- فی حدیث علیّ،کرّم الله وجهه :أَوْطأَکم إِثخانُ الجِراحهِ. و

17- فی حدیث عائشه و زینب :لم أَنْشَبْها حتی أَثْخَنْتُ علیها. أَی بالَغْتُ فی جَوابِها و أَفْحَمْتها ;و قولُ الأَعشی: علیه سِلاحُ امْرِئٍ حازِمٍ، تَمهَّلَ فی الحربِ حتی اثَّخَنْ . أَصله اثْتَخَنَ فأَدْغم ;قال ابن بری: اثَّخَنَ فی البیت افْتَعَلَ من الثَّخانه أَی بالَغ فی أَخذ العُدَّه،و لیس هو من الإِثْخانِ فی القَتْل.

ثدن:

ثَدِنَ اللحمُ،بالکسر:تغیَّرت رائحتُه.و الثَّدِنُ :الرجلُ الکثیر اللحم،و کذلک المُثَدَّن ،بالتشدید ;قال ابن الزبیر یفضِّل محمد بن مَرْوان علی عبد العزیز: لا تَجْعَلَنَّ مُثَدَّناً ذا سُرَّهٍ، و ثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً :کثُر لحمُه و ثقُل.و رجل مُثَدَّنٌ :کثیر اللحم مُسترْخٍ ;قال: فازتْ حَلیلهُ نَوْدلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَی. و قد ثُدِّنَ تَثْدیناً .و امرأَه مُثَدَّنه :لَحیمه فی سماجهٍ،و قیل:مسمَّنه ;و به فسر ابن الأَعرابی

ص :77

قول الشاعر: لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتی، فی المَصانیعِ،لا یَنِینَ اطِّلاعا. قال ابن سیده:و قال کراع إن الثاء فی مُثَدَّنٍ بدل من الفاء فی مُفَدَّن،مشتق من الفَدَن،و هو القَصْر،قال:و هذا ضعیف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً،و قال:قال ابن جنی هو من الثُّنْدُوهِ،مقلوبٌ منه.قال:و هذا لیس بشیء.و امرأَهٌ ثَدِنه :ناقصهُ الخَلْق ;عنه.و

1- فی حدیث علی،رضی الله عنه ،أَنه ذکر الخوارج فقال:فیهم رجل مُثدَّن الیَدِ. أَی تُشْبه یدُه ثَدْیَ المرأَه،کأَنه کان فی الأَصل مُثَنَّد الید فقُلب،و فی التهذیب و النهایه: مَثْدُونُ الید أَی صغیرُ الید مجتمعها،و قال أَبو عبید:إن کان کما قیل إنه من الثُّنْدُوه تشبیهاً له به فی القِصَر و الاجتماع،فالقیاس أَن یقال مُثَنَّد،إلا أَن یکون مقلوباً،و

1- فی روایه : مُثْدَن الید. ;قال ابن بری: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشیء إذا قصَّرْته.و المُثْدَن و المَثْدُون :الناقصُ الخَلْق،و قیل: مُثْدَن الید معناه مُخْدَج الید،و

1- یروی :مُوتَن الید. بالتاء،من أَیْتَنَت المرأَه إذا وَلدَت یَتْناً،و هو أَن تخرُج رِجلا الولد فی الأَول،و قیل: المُثْدَن مقلوب ثند،یرید أَنه یُشْبه ثُندوه الثَّدْی،و هی رأْسه،فقدم الدال علی النون مثل جذب و جبذ،و الله أَعلم.

ثرن:

التهذیب:ابن الأَعرابی ثَرِنَ الرجلُ إذا آذی صَدیقَه أَو جارَه.

ثفن:

الثَّفِنهُ من البعیر و الناقه:الرُّکْبه و ما مَسَّ الأَرضَ من کِرْکِرتِه و سَعْداناتِه و أُصول أَفخاذه،و فی الصحاح:هو ما یقع علی الأَرض من أَعضائه إذا استناخ و غلُظ کالرُّکْبَتین و غیرهما،و قیل:هو کل ما وَلِیَ الأَرض من کل ذی أَربعٍ إذا بَرَک أَو رَبَض،و الجمع ثَفِنٌ و ثَفِناتٌ ،و الکِرْکِرهُ إحدی الثَّفِنات و هی خَمْسٌ بها ;قال العجاج: خَوَی علی مُسْتَویاتٍ خَمْسِ: کِرْکِرهٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ. قال ذو الرمه فجعل الکِرْکِره من الثَّفِنات : کأَنَّ مُخَوَّاها،علی ثَفِناتِها ، کذا بالأَصل.قال الشاعر یصف ناقه: ذات انْتِباذٍ عن الحادی إذا بَرَکَت، خَوَّتْ علی ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاّت. و قال عمر بن أَبی ربیعه یصف أَربعَ رَواحِلَ و بُروکَها: علی قلَوصَینِ مِن رِکابِهم، قال ابن السکیت: الثَّفینهُ مَوْصِل الفخذ فی الساق من باطِنٍ و مَوْصل الوَظیف فی الذراع،فشبَّه آبارَ کراکِرها و ثَفِناتها بمَجاثِم القَطا،و إنما أَراد خِفَّهَ بُروکِهن.و ثَفَنَتْه الناقهُ تَثْفِنُه ،بالکسر، ثَفْناً :ضربَتْه بثَفِناتها ،قال:و لیس الثَّفِناتُ مما یخُصُّ البعیر دون غیره من الحیوان،و إنما الثَّفِناتُ من کل

ص :78

ذی أَربع ما یُصیب الأَرضَ منه إذا بَرک،و یحصل فیه غِلظٌ من أَثر البُروک،فالرُّکبتان من الثَّفِنات ،و کذلک المِرْفَقان و کِرکره البعیر أیضاً،و إنما سمیت ثفِنات لأَنها تَغْلُظُ فی الأَغلب من مباشره الأَرض وقتَ البُروک،و منه ثَفِنتْ یدُه إذا غَلُظت من العمل.و

14- فی حدیث أَنَس :أَنه کان عند ثَفِنه ناقهِ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،عامَ حَجَّه الوداع. و

17- فی حدیث ابن عباس فی ذکر الخوارج و أَیدیهم کأَنها ثَفِنُ الإِِبل. ;هو جمع ثَفِنه .و الثَّفِنهُ من الإِبل:التی تَضْرِب بثَفِناتها عند الحلب،و هی أَیسر أَمراً من الضَّجُور.و الثَّفِنهُ :رُکْبهُ الإِنسان،و قیل لعبد الله بن وهب الراسبی رئیس الخوارج ذو الثَّفِنات لکثره صلاتِه،و لأَنَّ طولَ السجود کان أَثَّرَ فی ثَفِناته .و

17- فی حدیث أَبی الدرداء،رضی الله عنه :رأَی رجُلاً بین عینَیْه مثْل ثَفِنه البعیر،فقال:لو لم تکن هذه کان خیراً. ;یعنی کان علی جَبْهته أَثر السجود،و إنما کرِهها خوفاً من الریاء بها،و قیل: الثَّفِنهُ مُجْتَمع الساق و الفخذ،و قیل: الثَّفِناتُ من الإِبل ما تقدم،و من الخیل مَوْصِل الفخذ فی الساقین من باطنِها ;و قول أُمیَّه بن أَبی عائذ: فذلک یومٌ لَنْ تُری أُمُّ نافِعٍ علی مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْده قَنْدَل. قال:یجوز أَن یکون أَراد بمُثْفَن عظیمَ الثَّفِنات أَو الشدیدَها،یعنی حماراً،فاستَعار له الثَّفِنات ،و إنما هی للبعیر.و ثَفِنَتا الجُلَّه:حافَتا أَسفلِها من التمر ;عن أَبی حنیفه.و ثُفْنُ المَزاده:جوانبُها المخروزه.و ثَفَنَه ثَفْناً :دفعَه و ضربَه.و ثَفِنَت یدُه،بالکسر ،تَثْفَنُ ثَفَناً :غَلُظت من العمل،و أَثْفَنَ العملُ یدَه.و الثَّفِنهُ :العددُ و الجماعهُ من الناس.

17- قال ابن الأَعرابی فی حدیث له :إن فی الحِرْمازِ الیومَ الثَّفِنهَ أُثْفِیَه من أَثافی الناس صُلْبه. ;ابن الأَعرابی: الثفن الثقل،و قال غیره: الثَّفْنُ الدَّفْعُ.و قد ثَفَنَه ثَفْناً إذا دفعه.و

16- فی حدیث بعضهم :فحمَل علی الکَتیبهِ فجعل یَثْفِنُها . أَی یَطْردُها ;قال الهروی:و یجوز أَن یکون یَفُنُّها،و الفَنُّ الطَّرْدُ.و ثافَنْتُ الرجلَ مُثافنهً أَی صاحَبْتُه لا یخفی علیّ شیءٌ من أَمره،و ذلک أَن تَصْحَبه حتی تَعْلَمَ أَمرَه.و ثَفَنَ الشیءَ یَثْفِنُه ثَفْناً :لَزِمَه.و رجل مِثْفَنٌ لِخَصْمِه:مُلازِمٌ له ;قال رؤبه فی معناه: أَ لَیْسَ مَلْوِیّ المَلاوَی مِثْفَن . و ثافَنَ الرجلَ إذا باطَنَه و لَزِمَه حتی یَعْرِفَ دَخْلَته.و المُثافِنُ :المواظِب.و یقال: ثافَنْتُ فلاناً إذا حابَبْتَه تُحادِثُه و تُلازِمُه و تُکَلِّمُه.قال أَبو عبید: المُثافِنُ و المُثابِر و المُواظِب واحدٌ.و ثافَنْت فلاناً:جالسْته،و یقال:اشْتِقاقُه من الأَوَّل کأَنک أَلْصَقْتَ ثَفِنَهَ رُکْبَتِک بثَفِنهِ رکْبَتِهِ،و یقال أَیضاً ثافَنْتُ الرجلَ علی الشیء إذا أَعَنْتَه علیه.و جاء یَثْفِنُ یَثْفُنُ أَی یَطْرُد شیئاً من خَلْفِه قد کاد یَلْحقُه.و مَرَّ یَثْفِنُهم و یَثْفُنُهم ثَفْناً أَی یَتْبَعُهم.

ثکن:

الثُّکْنهُ :الجماعهُ من الناس و البهائم،و خص بعضهم به الجماعه من الطیر،قال: الثُّکْنهُ السِّرْبُ من الحَمام و غیره ;قال الأَعشی یصف صَقراً: یُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِیَّهً، لِیُدْرِکَها فی حَمامٍ ثُکَنْ . أَی فی حَمام مجتمعه.و الثُّکْنهُ :القِلادهُ.و الثُّکْنهُ :الإِرهُ و هی بئرُ النارِ.و الثُّکْنهُ :القبْرُ.و الثُّکْنهُ :

ص :79

المحجّهُ.و ثُکْنهُ الذئبِ أَیضاً:جمعُها ثُکَنٌ ;قال أُمیه بن أَبی عائذ: عاقِدینَ النارَ فی ثُکَنِ الأَذْنابِ منها کَیْ تَهیجَ البُحورَا. و ثُکْنُ الطریقِ:سَنَنُه و محجَّتُه.و یقال:خَلِّ عن ثُکْنِ الطریق أَی عن سُجْحِه.و ثُکَنُ الجُنْدِ:مَراکِزُهم،واحدتها ثُکْنه ،فارسیه.و الثُّکْنهُ :الرایهُ و العلامهُ،و جمعها ثُکَنٌ .و

16- فی الحدیث :یُحْشَرُ الناسُ یومَ القیامهِ علی ثُکَنِهم . ;فسّره ابن الأَعرابی فقال:علی رایاتهم و مُجْتَمَعهم علی لِواء صاحبِهم ;حکاه الهروی فی الغَریبین،و قیل:علی رایاتهم فی الخیر و الشر،و قیل:علی ما ماتوا علیه من الخیر و الشر،و قیل:علی ما ماتوا علیه فأُدْخِلوا قبورَهم من الخیر و الشر.اللیث: الثُّکَنُ مَراکِزُ الأَجْنادِ علی رایاتهم و مجتمعُهم علی لواء صاحبهم و عَلَمِهِم،و إن لم یکن هناک عَلَمٌ و لا لِواء،و واحدتُها ثُکْنهٌ .و

1- فی حدیث علیّ،کرّم الله وجهه :یَدْخل البیتَ المعمورَ کلَّ یوم سبعون أَلفَ ملک علی ثُکَنِهم . أَی بالرایات و العلامات ;و قال طرفه: و هانئاً هانئاً فی الحیّ مُومِسهً ناطَت سِخاباً،و ناطت فوقَه ثُکَناً . و یقال للعُهون التی تُعَلَّق فی أَعناق الإِبل: ثُکَن .و الثُّکْنه :حفره علی قدر ما یُواریه.و الأُثْکُونُ للعِذق بشماریخه:لغه فی الأُثْکول،قال:و عسی أَن یکون بدلاً.و ثَکَنٌ :جبل معروف،و قیل:جبل حجازی،بفتح الثاء و الکاف ;قال عبد المسیح ابن أُخت سَطیح فی معناه: تَلُفُّه فی الریح بَوْغاءُ الدِّمَنْ، کأَنَّما حُثْحِثَ من حِضْنَی ثَکَنْ .

ثمن:

الثُّمُن و الثُّمْن من الأَجزاء:معروف،یطِّرد ذلک عند بعضهم فی هذه الکسور،و هی الأَثمان .أَبو عبید: الثُّمُنُ و الثَّمینُ واحدٌ،و هو جزء من الثمانیه ;و أَنشد أَبو الجراح لیزید بن الطَّثَرِیَّه فقال: و أَلْقَیْتُ سَهْمِی وَسْطَهم حین أَوْخَشُوا، فما صارَ لی فی القَسْمِ إلا ثَمینُها . أَوْخَشُوا:رَدُّوا سِهامَهم فی الرِّبابهِ مره بعد مره.و ثَمَنَهم یَثْمُنُهم ،بالضم، ثَمْناً :أَخذ ثمْنَ أَموالهم.و الثَّمانیهُ من العدد:معروف أَیضاً،قال: ثَمانٍ عن لفظ یَمانٍ،و لیس بنَسبٍ،و قد جاء فی الشعر غیر مصروف ;حکاه سیبویه عن أَبی الخطاب ;و أَنشد لابن مَیَّاده: یَخْدُو ثمانیَ مُولَعاً بِلِقاحها، حتی هَمَمْنَ بزَیْغهِ الإِرْتاج. قال ابن سیده:و لم یَصْرِفْ ثَمانیَ لشبَهِها بجَوارِیَ لَفْظاً لا معنی ;أَ لا تری أَن أَبا عثمان قال فی قول الراجز: و لاعب بالعشیّ بینَها، إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ فی العظَایا و الشِّفایا بهاء التأْنیث فی نحو عَظایه و صَلایه،یرید أَنه صحَّح الیاء و إن کانت طَرَفاً،لأَنه شبَّه الأَلف التی تحدُث عن فتحه النصب بهاء التأْنیث فی نحو عَظایه و عَبایه،فکما أَنَّ الهاء فیها

ص :80

صحَّحت الیاءَ قبلها،فکذلک أَلفُ النصب الذی فی العَظایا و الشّفایا صحَّحت الیاء قبلها،قال:هذا قول ابن جنی،قال:و قال أَبو علیّ الفارسی أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ ;قال ابن جنی:فقلت له:فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب ؟فقال:لأَنها لیست بجمع مکسر کصحارٍ،قلت له:نعم و لو لم تکن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّه نحو عَتاهیه و کراهِیه و سَباهیه،فقال:نعم هو کذلک،و حکی ثعلب ثمانٌ فی حدّ الرفع ;قال: لها ثَنایا أَرْبَعٌ حِسانُ، و أَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ . و قد أَنکروا ذلک و قالوا:هذا خطأ.الجوهری: ثمانیهُ رجالٍ و ثمانی نِسْوه،و هو فی الأَصل منسوب إلی الثُّمُن لأَنه الجزء الذی صیَّر السبعهَ ثمانیهً ،فهو ثُمُنها ،ثم فتحوا أَوله لأَنهم یغیِّرون فی النسب کما قالوا دُهْریٌّ و سُهْلیٌّ،و حذفوا منه إحدی یاءَی النسب،و عَوَّضوا منها الأَلِفَ کما فعلوا فی المنسوب إلی الیمن،فثَبَتتْ یاؤُه عند الإِضافه،کما ثبتت یاءُ القاضی،فتقول ثمانی نِسْوهٍ و ثمانی مائه،کما تقول قاضی عبد الله،و تسقُط مع التنوین عند الرفع و الجر،و تثبُت عند النصب لأَنه لیس بجمع،فیَجری مَجْری جَوارٍ و سَوارٍ فی ترک الصرف،و ما جاء فی الشعر غیرَ مصروفٍ فهو علی توهّم أَنه جمع ;قال ابن بری یعنی بذلک قولَ ابن مَیّاده: یَحْدو ثمانِیَ مُولَعاً بلِقاحِها. قال:و قولهم الثوبُ سَبْعٌ فی ثمانٍ،کان حقُّه أَن یقال ثمانیه لأَن الطُّول یُذْرَع بالذراع و هی مؤنثه،و العَرْضُ یُشْبَر بالشِّبر و هو مذکَّر،و إنما أَنثه لمَّا لم یأْت بذکر الأَشبار،و هذا کقولهم:صُمْنا من الشهر خَمْساً،و إنما یرید بالصَّوْم الأَیام دون اللیالی،و لو ذکَر الأَیام لم یَجِدْ بُدّاً من التذکیر،و إن صغَّرت الثمانیهَ فأَنت بالخیار،إن شئت حذَفْت الأَلِف و هو أَحسَن فقلت ثُمَیْنِیه ،و إن شئت حذفت الیاء فقلت ثُمَیِّنه ،قُلِبت الأَلف یاء و أُدغمت فیها یاء التصغیر،و لک أَن تعوّض فیهما.و ثَمَنَهم یَثْمِنُهم ،بالکسر، ثَمْناً :کان لهم ثامِناً .التهذیب:هُنَّ ثمانِیَ عَشْره امرأَه،و مررت بثمانیَ عشره امرأَه:قال أَبو منصور:و قول الأَعشی: و لقد شَرِبْتُ ثَمانیاً و ثمانیا ، و ثمانِ عَشْرهَ و اثنَتَین و أَرْبَعا. قال:و وجْه الکلام بثمانِ عشْره،بکسر النون،لتدل الکسرهُ علی الیاء و تَرْکِ فتحه الیاء علی لغه من یقول رأَیت القاضی،کما قال الشاعر: کأَنَّ أَیدیهنّ بالقاع القَرِق. و قال الجوهری:إنما حذف الیاء فی قوله و ثمانِ عشْره علی لغه من یقول طِوالُ الأَیْدِ،کما قال مُضرِّس بن رِبْعیٍّ الأَسَدیّ: فَطِرْتُ بِمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ، دَوامِی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّریحا. قال شمر: ثَمَّنْت الشیء إذا جمعته،فهو مُثَمَّن .و کساء ذو ثمانٍ :عُمِل من ثمانِ جِزّات ;قال الشاعر فی معناه: سَیَکْفیکِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ ، خَصیفٌ تُبْرِمِین له جُفالا. و أَثَمَنَ القومُ:صاروا ثمانیه .و شیء مُثَمَّنٌ :جعل له ثمانیه أَرکان.و المُثَمَّن من العَروض:ما بُنِیَ علی ثمانیه أَجزاء.و الثِّمْنُ :اللیله الثامنه من أَظماء الإِبل.و أَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت إبلُه ثِمْناً ،و هو ظِمءٌ من أَظمائها.و الثمانونَ من العدد:معروفٌ،

ص :81

و هو من الأَسماء التی قد یوصف بها ;أَنشد سیبویه قول الأَعشی: لئن کنتُ فی جُبٍّ ثمانینَ قامهً، و رُقِّیت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّم. وصف بالثمانین و إن کان اسماً لأَنه فی معنی طویل.الجوهری:و قولهم هو أَحمقُ من صاحب ضأْنٍ ثمانین ،و ذلک أَن أَعرابیّاً بَشَّرَ کِسْری ببُشْری سُرَّ بها،فقال:اسْأَلنی ما شئتَ،فقال:أَسأَلُک ضأْناً ثمانین ;قال ابن بری:الذی رواه أَبو عبیده أَحمقُ من طالب ضأْن ثمانین ،و فسره بما ذکره الجوهری،قال:و الذی رواه ابن حبیب أَحمقُ من راعی ضأْنٍ ثمانین ،و فسره بأَنَّ الضأْنَ تَنْفِرُ من کل شیء فیَحتاج کلَّ وقت إلی جمعها،قال:و خالف الجاحظُ الروایتین قال:و إنما هو أَشْقی من راعی ضأْن ثمانین ،و ذکر فی تفسیره لأَن الإِبل تتَعشَّی و تربِضُ حَجْرهً تجْتَرُّ،و أَن الضأْن یحتاج راعیها إلی حِفْظها و منعها من الانتشار و من السِّباع الطالبه لها،لأَنها لا تَبرُک کبُروکِ الإِبل فیستریح راعیها،و لهذا یتحکَّمُ صاحب الإِبل علی راعیها ما لا یتحکَّم صاحبُ الضأْن علی راعیها،لأَن شَرْطَ صاحب الإِبل علی الراعی أَن علیک أَن تَلوطَ حَوْضَها و ترُدَّ نادَّها،ثم یَدُک مبسوطهٌ فی الرِّسْل ما لم تَنْهَکْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ،فیقول:قد الْتزَمْتُ شرْطک علی أَن لا تذکر أُمّی بخیر و لا شرٍّ،و لک حَذْفی بالعصا عند غضَبِک،أَصَبْت أَم أَخْطَأْت،و لی مَقعدی من النار و موضع یَدِی من الحارّ و القارّ،و أَما ابن خالویه فقال فی قولهم أَحمقُ من طالب ضأْنٍ ثمانین :

14- إنه رجل قضی للنبی،صلی الله علیه و سلم،حاجَته فقال:ائتِنی المدینهَ،فجاءه فقال:أَیُّما أَحبُّ إلیک: ثمانون من الضأْنِ أَم أَسأَل الله أَن یجعلک معی فی الجنه ؟فقال:بل ثمانون من الضأْن،فقال:أَعطوه إیاها،ثم قال:إن صاحبهَ موسی کانت أَعقلَ منک،و ذلک أَن عجوزاً دلَّتْه علی عظام یوسف،علیه السلام،فقال لها موسی،علیه السلام:أَیُّما أَحبُّ إلیکِ أَن أَسأَل الله أَن تکونی معی فی الجنه أَم مائهٌ من الغنم ؟فقالت:بل الجنه. و الثَّمانی :موضعٌ به هضَبات ;قال ابن سیده:أُراها ثمانیهً ;قال رؤبه: أَو أَخْدَرِیّاً بالثمانی سُوقُها و ثَمینهُ :موضع ;قال ساعده بن جُؤیّه: بأَصْدَقَ بأْساً من خلیلِ ثَمینهٍ و أَمْضَی،إِذا ما أَفْلَط القائمَ الیدُ. و الثَّمَنُ :ما تستحقّ به الشیءَ.و الثَّمَنُ : ثمنُ البیعِ،و ثمَنُ کلّ شیء قیمتُه.و شیء ثَمینٌ أَی مرتفعُ الثَّمَن .قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ لاٰ تَشْتَرُوا بِآیٰاتِی ثَمَناً قَلِیلاً ;قال:کل ما کان فی القرآن من هذا الذی قد نُصِب فیه الثَّمَنُ و أُدخلت الباء فی المَبِیع أَو المُشْتَرَی فإِن ذلک أَکثر ما یأْتی فی الشَّیئین لا یکونان ثَمَناً معلوماً مثل الدنانیر و الدراهم،فمن ذلک اشتریت ثوباً بکساء،أَیهما شئت تجعله ثمناً لصاحبه لأَنه لیس من الأَثمان ،و ما کان لیس من الأَثمان مثل الرَّقِیق و الدُّور و جمیعِ العروض فهو علی هذا،فإذا جئت إلی الدراهم و الدنانیر وضعت الباء فی الثَّمَن ،کما قال فی سوره یوسف: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرٰاهِمَ ،لأَن الدراهم ثمن أَبداً،و الباء إنما تدخل فی الأَثْمانِ ،و کذلک قوله: لاٰ تَشْتَرُوا بِآیٰاتِی ثَمَناً قَلِیلاً ،و اِشْتَرَوُا الْحَیٰاهَ الدُّنْیٰا بِالْآخِرَهِ و اَلْعَذٰابَ بِالْمَغْفِرَهِ ;فأَدْخِل الباءَ فی أَیِّ هذین شئت حتی تصیر إلی الدراهم و الدنانیر فإنک تُدْخِل الباء فیهن مع العروض،فإذا اشتریت أَحدَ هذین،

ص :82

یعنی الدنانیرَ و الدراهم،بصاحبه أَدخلت الباء فی أَیّهما شئت،لأَن کل واحد منهما فی هذا الموضع مَبِیعٌ و ثَمَنٌ ،فإذا أَحْبَبْت أَن تعرف فَرْقَ ما بین العُروض و الدراهم،فإنک تعلم أَنَّ مَنِ اشتری عبداً بأَلف دینار أَو أَلفِ درهم معلومه ثم وجد به عیباً فردّه لم یکن علی المشتری أَن یأْخذ أَلْفَه بعینها،و لکن أَلْفاً،و لو اشتری عبداً بجاریه ثم وجد به عیباً لم یرجع بجاریه أُخری مثلها،و ذلک دلیل علی أَن العُروض لیست بأَثمان .و

16- فی حدیث بناء المسجد : ثامِنُونی بحائِطِکُم. أَی قَرِّرُوا مَعی ثَمَنَه و بِیعُونِیهِ بالثَّمَنِ .یقال: ثامَنْتُ الرجلَ فی المَبیع أُثامِنُه إذا قاوَلْتَه فی ثَمَنِه و ساوَمْتَه علی بَیْعِه و اشْتِرائِه.و قولُه تعالی: وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً ;قیل معناه قبلوا علی ذلک الرُّشی و قامت لهم رِیاسهٌ،و الجمع أَثْمانٌ و أَثْمُنٌ ،لا یُتَجاوَزُ به أَدْنی العدد ;قال زهیرفی ذلک: مَنْ لا یُذابُ له شَحْمُ السَّدِیفِ إذا زارَ الشِّتاءُ،و عَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ. و من روی أَثْمَن البُدُنِ،بالفتح،أَراد أَکثَرها ثَمَناً و أَنَّث علی المعنی،و من رواه بالضم،فهو جمع ثَمَن مثل زَمَنٍ و أَزْمُنٍ،و یروی:شحمُ النَّصیبِ ;یرید نصیبه من اللحم لأَنه لا یَدَّخِرُ له منه نَصیباً،و إنما یُطْعِمُه،و قد أَثْمَنَ له سلعته و أَثْمَنَهُ .قال الکسائی:و أَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه و أَثْمَنْتُ له بمعنی واحدٍ.و المِثْمَنَه :المِخْلاهُ ;حکاها اللحیانی عن ابن سنبل العُقَیْلی.و الثَّمانی :نَبْتٌ ;لم یَحْکِه غیرُ أَبی عبید.الجوهری: ثمانیه اسم موضع (1).

ثنن:

الثِّنُّ ،بالکسر:یَبِیسُ الحَلِیِّ و البُهْمَی و الحَمْض إذا کثر و رَکِبَ بعضُه بعضاً،و قیل:هو ما اسْوَدَّ من جمیع العِیدانِ و لا یکون من بَقْلٍ و لا عُشْبٍ.و قال ابن درید: الثِّنُّ حُطامُ الیَبِیس ;و أَنشد: فظَلْنَ یَخْبِطْنَ هَشِیم الثِّنِّ ، بَعْدَ عَمِیمِ الرَّوْضهِ المُغِنِّ. الأَصمعی:إذا تَکَسَّرَ الیَبِیسُ فهو حُطامٌ،فإذا ارتکب بعضُه علی بعضٍ فهو الثِّنُّ ،فإذا اسوَدَّ من القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ.و قال ثعلب: الثِّنُّ الکَلأُ ;و أَنشد الباهلی: یا أَیُّها الفَصِیلُ ذَا المُعَنِّی، یقول:إذا شرب الأَضیافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها،و صَمِّت أَی اصْمُتْ،قال ابن بری:الشعر للأَخوص بن عبد الله الرِّیاحی،و الأَخوص بخاء معجمه،و اسمه زید بنُ عمرو بن قیس بن عَتّاب بن هرمی بن ریاح.ابن الأَعرابی: الثِّنانُ النّباتُ الکثیر المُلْتَفُّ.و قال: ثَنْثَنَ إذا رَعَی الثِّنَّ ،و نَثْنَثَ إذا عَرِقَ عَرَقاً کثیراً.الجوهری: الثُّنّه الشَّعَراتُ التی فی مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّهِ التی أُسْبِلَتْ علی أُمِّ القِرْدانِ تَکادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ،و الجمع الثُّنَنُ ;و أَنشد ابن بری للأَغلب العجلی: فبِتُّ أَمْریها و أَدنو للثُّنَنْ ، بِقاسِحِ الجلْدِ مَتینٍ کالرِّسَنْ.

ص :83

و الثُّنَّه من الفَرَس:مُؤَخَّر الرُّسْغ،و هی شعرات مُدَلاّهٌ مُشْرِفات من خَلْف ;قال:و أَنشد الأَصمعی لربیعه بن جُشَم رجل من النَّمِر بن قاسِط،قال:و هو الذی یَخْلط بشعرِه شعرَ إمرئ القیس،و قیل هو لإمرئ القیس: لَها ثُنَنٌ کخَوافی العُقَاب، سُودٌ یَفِینَ،إذا تَزْبَئِرّ. قوله:یَفِین،غیر مهموز،أَی یَکْثُرن.یقال:وَفَی شَعرُه،یقول:لَیْست بمُنْجَرده لا شعر علیها.و

16- فی حدیث فتح نُهاوَنْد :و بلَغَ الدمُ ثُنَنَ الخَیْل. ;قال: الثُّنَنُ شعَرات فی مُؤَخَّر الحافر من الیَدِ و الرِّجْل.و ثَنَّن الفرسُ:رَفَع ثُنَّتَه أَن یَمَسَّ الأَرض فی جَرْیه من خِفَّتِه.قال أَبو عبید:فی وَظِیفَی الفرس ثُنَّتان ،و هو الشعر الذی یکون علی مُؤخَّر الرُّسْغ،فإن لم یکن ثَمَّ شعرٌ فهو أَمْرَدُ و أَمْرَطُ.ابن الأَعرابی: الثُّنَّه من الإِنسان ما دون السرّه فوق العانه أَسفل البطن،و من الدوابِّ الشعر الذی علی مؤخَّر الحافِر فی الرُّسْغ.قال:و ثَنَّنَ الفرسُ إذا رَکِبَه الثقیلُ حتی تُصِیبَ ثُنَّتُه الأَرض،و قیل: الثُّنَّهُ شعرُ العانه.و

14- فی الحدیث :أَن آمِنهَ قالت لمَّا حملت بالنبیّ،صلی الله علیه و سلم،و اللهِ ما وَجَدْتُه فی قَطَنٍ و لا ثُنَّه و ما وَجَدته إلاّ علی ظهر کَبِدی. ;القَطَنُ:أَسفل الظَّهر،و الثُّنَّه :أَسفل البطن.و

17- فی مَقْتَل حمزه سیّد الشهداء،رضی الله عنه :أَن وَحْشیاً قال سَدَّدْتُ حَرْبَتی یوم أُحُدٍ لثُنَّته فما أَخطأْتُها. ،و هذان الحدیثان (1).یُقَوِّیان قول اللیث فی الثُّنَّه .و

17- فی حدیث فارِعَه أُخْت أُمَیَّه :فشَقَّ ما بین صَدْره إلی ثُنَّتِه . و ثُنانُ :بُقْعه ;عن ثعلب.

لأَنه یُحَب البقاءُ و المالُ لأَجله.و تَجَبَّنَ الرجلُ:غلُظ.ابن الأَعرابی:المفضل قال العرب تقول فلانٌ جبانُ الکَلْبِ إذا کان نِهایهً فی السَّخاءِ ;و أَنشد: و أَجْبَنُ من صافرٍ کَلْبُهم، و إن قَذَفَتْه حصاهٌ أَضافا. قَذَفَتْه:أَصابتْه.أَضافَ أَی أَشْفَق وَ فَرَّ.اللیث: اجْتَبَنْتُه حَسِبْتُه جَباناً .و الجَبِینُ :فوق الصدْغ،و هُما جَبِینان عن یمین الجبهه و شِمالها.ابن سیده:و الجَبِینان حَرْفان مُکْتَنِفا الجَبْهه من جانِبَیْها فیما بین الحاجِبَیْن مُصْعِداً إلی قُصاصِ الشعر،و قیل:هما ما بین القُصاصِ إلی الحِجاجَیْن،و قیل:حروف الجبهه ما بین الصُّدغین مُتَّصِلاً عدا الناصِیه،کلُّ ذلک جَبِینٌ واحدٌ،قال:و بعض یقول هُما جَبینان ،قال الأَزهری:و علی هذا کلامُ العرب.و الجَبْهَتان: الجَبِینان .قال اللحیانی:و الجَبِینُ مذکَّر لا غیر،و الجمع أَجْبُنٌ و أَجْبِنهٌ و جُبُن .و الجُبْن و الجُبُن و الجُبُنُّ مثقّل:الذی یؤکَل،و الواحده من کل ذلک بالهاء (1). جُبُنَّه .و تَجَبَّن اللَّبَنُ:صار کالجُبْن .قال الأَزهری:و هکذا قال أَبو عبید فی قوله کُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً،بتشدید النون.غیره: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إذا اتَّخَذَه جُبْناً .الجوهری: الجُبْن هذا الذی یُؤکَل،و الجُبْنه أَخص منه،و الجُبْنُ أَیضاً:صِفه الجَبان.و الجُبُن ،بضم الجیم و الباء:لغه فیهما.و بعضهم یقول: جُبُنٌّ و جُبُنَّه ،بالضم و التشدید.و قد جَبَن الرجل،فهو جَبان ،و جَبُنَ أَیضاً،بالضم،فهو جَبین .و الجَبَّان و الجَبَّانه ،بالتشدید:الصحراء،و تسمی بهما المقابر لأَنها تکون فی الصحراء تسمیه للشیء بموضعه.و قال أَبو حنیفه: الجَبابِینُ کِرامُ المَنابِت،و هی مستویه فی ارتفاع،الواحده جَبَّانه .و الجَبَّان :ما استوی من الأَرض فی ارتفاع،و یکون کَریمَ المَنْبت.و قال ابن شمیل: الجَبَّانه ما استوی من الأَرض و مَلُسَ و لا شجر فیه،و فیه آکامٌ و جِلاهٌ و قد تکون مستویه لا آکامَ فیها و لا جِلاهَ،و لا تکون الجَبَّانه فی الرَّمْل و لا فی الجَبَل،و قد تکون فی القِفاف و الشَّقائق.و کلُّ صحراءَ جَبَّانه .

جبرن:

جِبْرینُ

جَبْرینُ و جِبْریل و جَبْرَئیل،کله:اسم روح القُدس،علیه السلام.

جحن:

الکسائی: الجَحِنُ السَّیِّءُ الغِذاء،و قد أَجْحَنَتْه أُمُّه.و صبیٌّ جَحِنُ الغِذاء،و قد جَحِن ،بالکسر، یَجْحَن جَحَناً و أَجْحَنَتْه ;أَساءَت غِذاءه،و قال الأَصمعی فی المُجْحَن مثله.و الجَحِن :البَطِیءُ الشباب ;و قول الشمّاخ: و قد عَرِقَتْ مَغابنُها و جادَتْ بِدِرَّتِها قِرَی جَحِنٍ قَتِینِ. قال ابن سیده:أَراد قُراداً جعلَه جَحِناً لسوء غذائه،یعنی أَنها عَرِقَتْ فصار عَرَقُها قِرًی للقُراد،و هذا البیت ذکره ابن بری بمفرده فی ترجمه حجن،بالحاء قبل الجیم،قال:و الجَحِنُ المرأَهُ القلیلهُ الطُّعْم،و أَورد البیت،و قد أَورده الأَزهری و ابن سیده و الجوهری هنا علی ما ذکرناه،فإما أَن یکون ابن بری صَحَّفه أَو وجد له وجهاً فیما ذکره،قال:و الأُنثی جَحِنه و جَحْنه ;و أَنشد ثعلب: کَواحِدهِ الأُدْحِیِّ لا مُشْمَعِلَّهٌ، و لا جَحْنه ،تحتَ الثِّیاب،جَشُوبُ. و قد جَحِنَ جَحَناً و جَحانه .الأَزهری:و مَثَلٌ من

ص :85

الأَمْثال: عَجَبٌ من أَن یجیء من جَحِنٍ خَیْرٌ ،قال ابن سیده و قول النمر بن تولب: فأَنْبَتها نَباتاً غیر جَحْن . إنما هو علی تخفیف جَحِنٍ.و نَبْت جَحِن :زَمیرٌ صغیر مُعَطَّش.و کلُّ نبت ضعف فهو جَحِنٌ .و المُجْحَن ،بضم المیم،من النبات:القصیرُ القلیل الماء.ابن الأَعرابی:یقال جَحَنَ و أَجْحَن و جَحَّنَ و حَجَنَ و أَحْجَنَ و حَجَّنَ و جَحَدَ و أَجْحَدَ و جَحَّد کله معناه إذا ضیَّق علی عیاله فَقْراً أَو بخلاً.الأَزهری:یقال جُحَیْناءُ قلبی و لُوَیحاءُ قلبی و لُوَیْذاء قلبی،یعنی ما لزِم القلب.و جَیْحون و جَیْحان :اسم نهر جاء فیهما حدیث ;قال ابن الأَثیر:ورد فی الحدیث سَیْحان و جَیْحان ،قال:هما نهران بالعواصم عند أَرض المِصّیصه و طَرَسوس.الجوهری: جَیْحون نهر بَلْخ،و هو فَیْعول.و جَیْحان :نهر بالشام ;قال ابن بری:یحتمل أَن یکون وزنُ جَیْحون فَعْلون مثل زَیتون و حَمْدون.

جحشن:

جَحْشَنٌ :اسم.

جخن:

الأَصمعی: الجُخُنَّهُ الردیئه عند الجماع من النساء ;و أَنشد: سأُنذِرُ نَفْسی وَصْلَ کلِّ جُخُنَّهٍ قِضافٍ،کبِرْذَوْنِ الشَّعیر الفُرافِر.

جدن:

جَدَنٌ :موضع.و ذو جَدَنٍ :قَیْلٌ من أَقیال حِمْیر،و قیل:من مَقاوِله الیَمَن،و فی التهذیب:اسم ملک من ملوک حِمْیَر ;قال الأَصمعی:و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء الکلابی: لو أَنَّنی کنتُ من عادٍ و من إِرَمٍ غَذِیَّ بَهْم و لُقْماناً و ذا جَدَنِ . ابن الأَعرابی: أَجْدَنَ الرجلُ إذا استغنی بعد فقر.

جرن:

الجِرانُ :باطن العُنُق،و قیل:مُقدَّم العنق من مذبح البعیر إلی منحره،فإذا برَک البعیرُ و مدّ عنُقَه علی الأَرض قیل:أَلقی جِرانَه بالأَرض.و

17- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :حتی ضرَب الحقُّ بجِرانِه . ،أَرادت أَن الحقَّ استقام و قَرَّ فی قَراره،کما أَن البعیر إذا بَرَک و استراح مدّ جِرانَه علی الأَرض أَی عُنُقَه.الجوهری: جِرانُ البعیر مقدَّم عُنقه من مذبحه إلی منحره،و الجمع جُرُنٌ ،و کذلک من الفرس.و

14- فی الحدیث :أَن ناقتَه،علیه السلام،تَلَحْلحَتْ عند بیت أَبی أَیوب و أَرْزَمتْ و وَضَعتْ جِرانَها . ; الجِران :باطن العُنق.اللحیانی:أَلقی فلانٌ علی فلان أَجْرانه و أَجرامَه و شَراشِره،الواحد جِرْمٌ و جِرْنٌ ،إنما سمعتُ فی الکلام أَلقی علیه جِرانَه ،و هو باطن العُنق،و قیل: الجِران هی جلده تَضْطرب علی باطِن العنق من ثُغْره النحر إلی منتهی العُنق فی الرأْس ;قال: فَقَدَّ سَراتَها و البَرْکَ منها، فخَرَّتْ للیَدَیْنِ و للجِرانِ . و الجمع أَجْرِنه و جُرنٌ .و

16- فی الحدیث :فإذا جملان یَصْرفان فدَنا منهما فوَضَعا جُرُنهما علی الأَرض. ;و استعار الشاعر الجِران للإِنسان ;أَنشد سیبویه: مَتی تَرَ عَیْنَیْ مالکٍ و جِرانَه و جَنْبَیه،تَعْلمْ أَنه غیرُ ثائرِ. و قول طرَفه فی وصف ناقه: و أَجرِنهٍ لُزَّتْ بِدَأْیٍ مُنَضَّدِ. إنما عظَّم صدرَها فجعل کلَّ جزء منه جِراناً کما حکاه سیبویه من قولهم للبعیر ذو عَثانین.و جِران الذکَر:باطنُه،و الجمع أَجرِنهٌ و جُرُنٌ . و جَرَنَ الثوبُ

ص :86

و الأَدیمُ یَجْرُن جُروناً ،فهو جارِن و جَرین :لان و انسحق،و کذلک الجلد و الدرع و الکتاب إذا درَس،و أَدِیم جارِن ;و قال لبید یصف غَرْبَ السانیه: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه، قَلِقُ المَحالهِ جارِنٌ مَسْلومُ. قال ابن بری یصف جِلداً عُمل منه دَلوٌ.و الجارِنُ :اللیِّن،و المَسْلوم:المدبوغ بالسَّلَم.قال الأَزهری:و کلُّ سِقاءٍ قد أَخلَق أَو ثوب فقد جَرَن جُروناً ،فهو جارِن .و جَرَن فلانٌ علی العَذْلِ و مَرَن و مَرَد بمعنی واحد.و یقال للرجل و الدابه إذا تعَوَّد الأَمرَ و مَرَن علیه:قد جَرَنَ یَجْرُن جُروناً ;قال ابن بری:و منه قول الشاعر: سَلاجِم یَثْرِبَ الأُولی،علیها بیَثْرِبَ کرَّهٌ بعد الجُرونِ . أَی بعد المُرون.و الجارِنه :اللیِّنه من الدروع.أَبو عمرو: الجارِنه المارِنه.و کلُّ ما مَرَن فقد جَرَن ;قال لبید یصف الدروع: و جَوارِن بیض،و کلّ طِمرَّهٍ یَعْدُو علیها القَرَّتَیْن غُلام. یعنی دُروعاً لیِّنه.و الجارِن :الطریق الدارِس.و الجَرَنُ :الأَرض الغلیظه ;و أَنشد أَبو عمرو لأَبی حبیبه الشیبانی: تَدَکَّلَتْ بَعْدی و أَلْهَتْها الطُّبَنْ، و نحنُ نَغْدو فی الخَبار و الجَرَنْ و یقال:هو مبدل من الجَرَل.و جَرَنَت یدُه علی العمل جُروناً :مرنَت.و الجارِن من المتاع:ما قد اسْتُمْتِع به و بَلْیَ.و سِقاءٌ جارِن :یَبِس و غلُظ من العمل.و سَوْطٌ مُجَرَّن :قد مَرَن قَدُّه.و الجَرین :موضع البُرّ،و قد یکون للتمر و العنب،و الجمع أَجرِنه و جُرُن ،بضمتین،و قد أَجرَن العنبَ.و الجَرینُ :بَیْدَر الحَرْث یُجْدَر أَو یُحْظَر علیه.و الجُرْنُ و الجَرین :موضع التمر الذی یُجَفَّف فیه.و

16- فی حدیث الحدود :لا قَطْعَ فی ثمر حتی یُؤْوِیَهُ الجَرینُ . ;هو موضع تجفیف الثمر،و هو له کالبَیدر للحنطه،و

17- فی حدیث أُبَیّ مع الغول :أَنه کان له جُرُنٌ من تمر. و

17- فی حدیث ابن سیرین فی المُحاقَله :کانوا یشترطُون قُمامهَ الجُرُنِ . ،و قیل: الجَرینُ موضع البَیْدر بلغه الیمن.قال:و عامَّتُهم یَکسِر الجیمَ،و جمعه جُرُنٌ .و الجَرینُ :الطِّحْنُ،بلغه هُذیل ;و قال شاعرهم: و لِسَوْطِه زَجَلٌ،إذا آنَسْتَه جَرَّ الرَّحی بجَرینِها المَطْحونِ. الجَرین :ما طَحَنتَه،و قد جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شدیداً.و الجُرْنُ :حجر منقور یُصبُّ فیه الماء فیُتوضأُ به،و تسمیه أَهلُ المدینه المِهْراسَ الذی یُتَطهَّر منه.و الجارِنُ :ولدُ الحیه من الأَفاعی.التهذیب: الجارن ما لانَ من أَولاد الأَفاعی.قال ابن سیده:و الجِرْنُ الجسم،لغه فی الجِرْم زعموا ;قال:و قد تکون نونه بدلاً من میم جِرْم،و الجمع أَجْران ،قال:و هذا مما یقوی أَن النون غیر بدل لأَنه لا یکاد یُتصرَّف فی البدل هذا التصرف.و أَلقی علیه أَجرانَه و جِرانه أَی أَثقاله.و جِرانُ العَوْدِ:لقَب لبعض شعراء العرب ;قال الجوهری:هو من نُمیر و اسمه المُسْتورِد (1).و إنما لقِّب بذلک لقوله یخاطب امرأَتیه:

ص :87

خُذا حَذَراً،یا جارَتَیَّ،فإنَّنی

رأَیتُ جِرانَ العَوْدِ قد کاد یَصْلَحُ.

أَراد بِجران العَوْد سوطاً قدَّه من جِران عَوْدٍ نَحَره و هو أَصلب ما یکون.الأَزهری:و رأَیت العرب تسوِّی سیاطها من جُرُن الجِمال البُزْل لصَلابتِها،و إنما حذَّر امرأَتیه سوطَه لنُشوزهما علیه،و کان قد اتخذ من جلد البعیر سوْطاً لیضرب به نساءَه.و جَیرُون :باب من أَبواب دمشق،صانها الله عز و جل.و الجِرْیانُ :لغه فی الجِرْیال،و هو صِبْغ أَحمر.و المجرین (1).:المیت ;عن کراع.و سفَر مِجْرَنٌ :بعید ;قال رؤبه: بعد أَطاوِیحِ السِّفار المِجْرن قال ابن سیده:و لم أَجد له اشتقاقاً.

جرشن:

النهایه لابن الأَثیر:أَهدی رجل من العراق إلی ابن عُمر جَوارِشْنَ ،قال:هو نوع من الأَدویه المرکبه یقوِّی المعده و یهضِم الطعام،قال:و لیست اللفظه بعربیه.

جرعن:

اجْرَعَنَّ الرجلُ:صُرع عن دابَّته و امتدَّ علی وجه الأَرض،و ضرَبْته حتی اجْرَعنّ .

جزن:

المؤرج:حطَبٌ جَزْن و جَزْل،و جمعه أَجْزُن و أَجْزُل،و هو الخشب الغلاظ ;قال جَزْءُ بنُ الحَرِث: حَمَی دُونَه بالشَّوکِ و التفَّ دُونه، من السِّدْر،سُوقٌ ذاتُ هَول و أَجزُن .

جشن:

الجَشن :الغلیظ ;عن کراع،زاد غیره:أَو ما هو فی معناه.و الجُشْنهُ :طائرهٌ سوداءُ تعَشِّش بالحصی.و الجَوْشَنُ :الصدرُ،و قیل:ما عَرُض من وسط الصدر.و جَوْشَنُ الجَراده:صدرها.و جَوْشَنُ اللیل:وسَطه و صَدْره.و الجوْشَن :اسم الحدید الذی یُلبَس من السلاح ;قال ذو الرمه یصف ثوراً طَعَن کِلاباً بِرَوْقَیْه فی صدرها: فکَرَّ یَمْشُق طَعْناً فی جَواشِنِها ، کأَنه،الأَجْرَ فی الإِقبالِ،یَحْتَسِبُ. الجوهری:و الجَوْشَن الدِّرْع و اسم الرجل،و قیل: الجوْشَن من السلاح زَرَدٌ یُلبَسه الصدرُ و الحَیزوم.و مضی جَوْشَنٌ من اللیل أَی قطعه،لغه فی جَوْش،فإن کان مزیداً منه فحکمه أَن یکون معه ;قال ابن أَحمر یصف سحابه: یُضیء صَبیرُها،فی ذی خَبِیٍّ، جَواشِن لَیْلها بِیناً فبِینا. و البِینُ:القطعه من الأَرض.ابن الأَعرابی: المَجْشونهُ المرأَه الکثیره العمل النشیطه.و جَواشِن التُّمام:بقایاه ;قال: کِرامٌ إذا لم یَبْقَ إلاَّ جَواشِن الثمامِ، و من شَرّ الثُّمام جَواشِنُه .

جعن:

جَعْوَنهُ :من أَسماء العرب.و رجل جَعْوَنه إذا کان قصیراً سمیناً.و قال ابن درید: الجَعْنُ فعل مُمات،و هو التقبّض،قال:و منه اشتقاق جَعْوَنه ،و قد وجدت حاشیه قال أَبو جعفر النحاس فی کتاب الإِشتقاق له: جَعْونهُ اسم رجل مشتق من الجَعْن ،و هو وَجَعُ الجسد و تکسُّره،قال:و یجوز أَن یکون مشتقاً من الجَعْو،و هو جمع الشیء،و تکون النون زائده.

جعثن:

الأَزهری: الجِعْثِنُ أُرومه الشجر بما علیها من الأَغصان إذا قطعت.ابن سیده: الجِعْثِنهُ أُرومه کل

ص :88

شجره تَبقی علی الشتاء،و الجمع جِعْثِن ;قال: تَقْفِزُ بی الجِعْثِنَ ،یا مُرَّهُ زِدْها قَعْبا. و یروی: تُقَفِّز الجِعْثِنَ بی... ،و منهم من یقول للواحد جِعْثِنٌ ،و الجمع الجَعاثِن .قال أَبو حنیفه: الجِعْثِنُ أَصل کل شجره إلا شجرهً لها خشبه ;و أَنشد: تَری الجِعْثنَ العامِیَّ تُذْری أُصولَه مَناسِمُ أَخْفافِ المَطِیِّ الرَّواتِکِ. الأَزهری:کل شجره تبقی أُرومتُها فی الشتاء من عِظام الشجر و صغارها فلها جِعْثِنٌ فی الأَرض،و بعد ما یُنزَع فهو جِعْثن حتی یقال لأُصول الشوک جِعْثن .و فرس مُجَعْثَنُ الخَلْق:شبِّه بأَصل الشجره فی کِدْنتِه و غلَظه ;قال ابن بری فی معناه: کانَ لَنا،و هو فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ، مُجَعْثَنُ الخَلْق یَطیرُ زَغَبُهْ. و رجل جِعْثِنهٌ :جَبان ثقیل ;عن ابن الأَعرابی ;و أَنشد: فیا فتًی ما قَتَلْتُمْ غیرَ جِعْثِنهٍ ، و لا عَنِیفٍ بِکَرِّ الخیل فی الوادی. و الجِعْثِمُ و الجِعْثِنُ ،بالکسر:أُصولُ الصِّلِّیان ;و أَنشد للطرماح فقال: أَو کمَجْلوحِ جِعْثنٍ بلَّهُ القطرُ، فأَضحی مُوَدِّسَ الأَعراضِ. و

17- فی حدیث طَهْفهَ :و یَبِسَ الجِعْثنُ . ;هو أَصلُ النبات،و قیل:أَصل الصِّلِّیان خاصه،و قال أَبو زیاد: الجِعْثِنهُ أَصلُ کلِّ شجره قد ذَهبَتْ سوی العِضاهِ،و أَنشد بیت الطرمّاح.و تَجَعْثنَ الرجلُ إذا تَجَمَّعَ و تقَبَّضَ.و یقال لأَرُومه الصِّلِّیان: جِعْثِنهٌ ;قال الطرمّاح: و مَوْضع مَشْکوکین أَلقَتْهما معاً، کوَطْأَه ظَبْیِ القُفِّ بین الجَعاثِن . و جِعْثِنه :شاعر معروف.قال ابن الأَعرابی:هو جِعْثِنه بن جَوَّاسٍ الرِّبْعی.الأَزهری: جِعْثِن من أَسماء النساء،و عَیَّنه الجوهری فقال: جعثْن أُختُ الفرزدق.

جعفلن:

الجَعْفَلین :أُسْقُفُّ النصاری و کبیرُهم.

جفن:

الجَفْنُ : جَفْنُ العَین،و فی المحکم: الجَفْنُ غطاءُ العین من أَعلی و أَسفل،و الجمع أَجْفُنٌ و أَجفان و جُفونٌ .و الجَفْنُ :غِمْدُ السیف.و جَفْنُ السیف:غِمده ;و قول حذیفه بن أَنس الهذلی: نَجا سالمٌ،و النفسُ منه بشِدْقِه، و لم یَنْجُ إلا جَفْنَ سیفٍ و مِئْزَرا. نصبَ جَفْنَ سیف علی الاستثناء المنقطع کأَنه قال نجا و لم یَنْجُ ;قال ابن سیده:و عندی أَنه أَراد و لم ینج إلا بجفن سیف،ثم حذَف و أَوْصَل،و قد حکی بالکسر ;قال ابن درید:و لا أَدری ما صحتُه،و

16- فی حدیث الخوارج :سُلُّوا سیوفکم من جُفونها . ;قال: جفونُ السیوف أَغمادُها،واحدها جَفْنٌ ،و قد تکرر فی الحدیث.و الجَفْنه :معروفه،أَعظمُ ما یکونُ من القِصاع،و الجمع جِفانٌ و جِفَنٌ ;عن سیبویه،کهَضْبهٍ و هِضَب،و العدد جفَنات ،بالتحریک،لأَن ثانیَ فَعْلهٍ یُحَرَّک فی الجمع إذا کان اسماً،إلا أَن یکون یاءً أَو واواً فیُسَکَّنُ حینئذ.و فی الصحاح: الجَفْنه کالقَصْعه.و جَفَنَ الجَزورَ:اتخذ منها طعاماً.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه انکسَرتْ قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقه فجَفَنها . ،و هو من ذلک لأَنه یمْلأُ منها الجِفانَ ،و قیل:معنی جَفَنَها أَی نَحرَها و طبَخَها و اتخذ منها

ص :89

طعاماً و جعل لَحمها فی الجفان و دعا علیها الناسَ حتی أَکلوها.و الجَفْنه :ضرْبٌ من العنب.و الجَفْنه :الکَرْم،و قیل:الأَصلُ من أُصول الکَرْم،و قیل:قضیب من قُضْبانه،و قیل:ورَقُه،و الجمع من ذلک جَفْنٌ ;قال الأَخطل یصف خابیه خمر: آلَتْ إلی النصف من کَلْفاءَ أَتْأَقها عِلْجٌ، و کتَّمَها بالجَفْنِ و الغار. و قیل: الجَفْن اسمٌ مفرد،و هو أَصل الکَرْم،و قیل: الجَفْن نفس الکرم بلغه أَهل الیمن،و فی الصحاح:قُضْبان الکَرْم ;و قول النمر بن تولب: سُقَیَّهُ بین أَنْهارٍ عِذابٍ، و زَرْعٍ نابِتٍ و کُرومِ جَفْنِ . أَراد:و جَفْنِ کرومٍ،فقَلَب.و الجَفْنُ (1).هاهنا:الکَرْمُ و أَضافه إلی نفسه.و جَفن الکرمُ و تَجَفَّن :صار له أَصلٌ.ابن الأَعرابی: الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذی فیه الماء،و یسمی الخمر ماءَ الجَفْنِ ،و السحابُ جَفْنَ الماء ;و قال الشاعر یصف ریقَ امرأَهٍ و شبَّهه بالخمر: تُحْسی الضجیعَ ماءَ جفْنٍ شابَه، صَبیحهَ البارِقِ،مَثْلوج ثَلِج. قال الأَزهری:أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ.و الجَفْنُ :أَصلُ العنبِ شیبَ أَی مُزِجَ بماءٍ باردٍ.ابن الأَعرابی: الجَفْنهُ الکَرْمه،و الجَفْنهُ الخمرهُ.و قال اللحیانی:لُبُّ الخُبْزِ ما بین جَفْنَیه .و جَفْنا الرغیفِ:وَجْهاه من فوق و من تحت.و الجَفْنُ :شجرٌ طَیِّبُ الریح ;عن أَبی حنیفه،و به فسر بیت الأَخطل المتقدم.قال:و هذا الجَفْنُ غیر الجَفْنِ من الکَرْمِ،ذلک ما ارْتَقی من الحَبَله فی الشجره فسُمِّیت الجَفْنَ لتجفُّنِه فیها،و الجَفْنُ أَیضاً من الأَحرارِ:نبْتهٌ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحه،و إذا یَبِسَتْ تقبَّضَت و اجتمعت،و لها حبٌّ کأَنه الحُلْبَه،و أَکثر مَنْبِتها الإِکامُ،و هی تبقی سِنین یابسه،و أَکثرُ راعیتِها الحُمُر و المِعْزَی،قال:و قال بعض الأَعراب:هی صُلْبه صغیره مثل العَیْشوم،و لها عِیدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار،و ورقُها أَخضر أَغْبَرُ،و نَباتُها فی غَلْظِ الأَرض،و هی أَسْرَعُ البَقْلِ نباتاً إذا مُطِرَتْ و أَسرعُها هَیْجاً.و جَفَنَ نفسَه عن الشیء:ظَلَفَها ;قال: وَفَّرَ مالَ اللهِ فینا،و جَفَنْ نفْساً عن الدُّنیا،و للدنیا زِیَنْ. قال الأَصمعی: الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشیء الدنیء.یقال: جَفَنَ الرجلُ نفسَه عن کذا جَفْناً ظَلَفَها و مَنَعَها.و قال أَبو سعید:لا أَعرف الجَفْنَ بمعنی ظَلْفِ النفس.و التَّجْفینُ :کثرهُ الجماع.قال:و قال أَعرابی:أَضْوانی دوامُ التجفینِ .و أَجْفَنَ إذا أَکْثَر الجماعَ ;و أَنشد أَحمد البُسْتیّ: یا رُبَّ شَیخ فیهم عِنِّینْ عن الطِّعانِ و عن التَّجفینْ . قال أَحمد فی قوله و عن التَّجْفین :هو الجِفانُ التی یطعم فیها.قال أَبو منصور:و التَّجْفین فی هذا البیت من الجِفانِ و الإِطعام فیها خطأٌ فی هذا الموضع،إنما التَّجفینُ هاهنا کثرهُ الجماع،قال:رواه أَبو العباس عن ابن الأَعرابی.و الجَفْنهُ :الرجلُ الکریم.و

16- فی الحدیث :أَنه قیل له أَنت کذا و أَنتَ کذا و أَنت الجَفْنَهُ الغَرّاء. ;کانت العربُ تدعو السیدَ المِطْعامَ جَفْنهً لأَنه یضَعُها و یُطْعِم

ص :90

الناسَ فیها،فسُمِّیَ باسمها،و الغَرّاء:البیضاء أَی أَنها مَمْلُوءهٌ بالشحم و الدُّهْن.و

17- فی حدیث أَبی قتاده :نادِیا جَفْنَهَ الرَّکْبِ. أَی الذی یُطْعِمُهم و یُشْبِعُهم،و قیل:أَراد یا صاحِبَ جَفْنهِ الرَّکْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأَن الجَفْنهَ لا تُنادی و لا تُجیبُ.و جَفْنهُ :قبیلهٌ من الأَزْد،و فی الصحاح:قبیلهٌ من الیمن.و آلُ جَفْنهَ :مُلوکٌ من أَهل الیمن کانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم ;و فیهم یقول حَسَّان بن ثابت: أَوْلادِ جَفْنهَ حولَ قبْرِ أَبِیهمُ، قَبْر ابن مارِیهَ الکَریمِ المِفْضَل. و أَراد بقوله عند قبر أَبیهم أَنهم فی مساکن آبائهم و رِباعِهم التی کانوا ورِثُوها عنهم.و جُفَیْنهُ :اسمُ خَمَّارٍ.و فی المثل: عند جُفَیْنهَ الخبرُ الیقین ;کذا رواه أَبو عبید و ابن السکیت.قال ابن السکیت:و لا تقُل جُهَیْنه،و قال أَبو عبید فی کتاب الأَمثال:هذا قول الأَصمعی،و أَما هشام بن محمد الکلبی فإِنه أَخبر أَنه جُهَیْنه ;و کان من حدیثه:أَن حُصَیْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاویه بن عمرو بن کلاب خرج و معه رجلٌ من جُهَیْنهَ یقال له الأَخْنَسُ،فنزَلا منزلاً،فقام الجُهَنِیُّ إلی الکلابیِّ و کانا فاتِکَیْنِ فقَتله و أَخذ مالَه،و کانت صخرهُ بنتُ عمرِو بنِ معاویه تَبْکِیه فی المَواسِم،فقال الأَخْنس: کصَخْرهَ إذ تُسائل فی مراح قال ابن بری:رواه أَبو سهل عن خصیل،و کان ابنُ الکلبی بهذا النوع من العلم أَکبرَ من الأَصمعی ;قال ابن بری:صخرهُ أُخْتُه،قال:و هی صُخَیره بالتصغیر أَکثرُ،و مراح:حیّ من قضاعه،و کان أَبو عبید یرویه حُفَیْنه،بالحاء غیر معجمه ;قال ابن خالویه:لیس أَحد من العلماء یقول و عند حُفَیْنه بالحاء إلا أَبو عبید،و سائرُ الناس یقول جُفَیْنه و جُهَیْنه،قال:و الأَکثرُ علی جُفَیْنه ;قال:

17- و کان من حدیث جُفَیْنه فیما حدَّث به أَبو عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابی قال :کان یهودیٌّ من أَهل تَیْماءَ خمَّار یقال له جُفَیْنه جارَ النبیِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّه،و کان لبنی سَهْمٍ جارٌ یهودیٌّ خمَّار أَیضاً یقال له غُصَین،و کان رجلٌ غَطَفانیٌّ أَتی جُفَیْنه فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلاً عنده فقتلَه و خَفِیَ أَمرُه،و کانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت یوماً علی غُصَیْن و عنده أَخوها،و هو أَخو المقتول،فسأَلته عن أَخیها علی عادتها،فقال غُصَین: تُسائل عن أَخیها کلَّ رَکْب، و عند جُفینهَ الخبرُ الیقینُ. فلما سمع أَخوها و کان غُصَیْنٌ لا یدْرِی أَنه أَخوها ذهب إِلی جُفَیْنه فسأَله عنه فناکَره فقَتله،ثم إن بنی صِرْمه شَدُّوا علی غُصَین فقتلوه لأَنه کان سببَ قَتْل جُفَینه ،و مضی قومُه إلی حُصین بن الحُمام فشَکَوْا إلیه ذلک فقال:قتلتم یهودیَّنا و جارَنا فقتلنا یهودیَّکم و جارَکم،فأَبَوْا و وقع بینهم قتالٌ شدید. و الجَفْنُ :اسمُ موضعٍ.

جلن:

التهذیب:اللیث جَلَنْ حکایهُ صوتِ بابٍ ذی مِصْراعَیْن،فیُرَدُّ أَحدهما فیقول جَلَنْ ،و یُرَدُّ الآخرُ فیقول بَلَقْ; و أَنشد: فتَسْمَع فی الحالَیْن منه جَلَنْ بَلَقْ .

ص :91

و قد ترجم علیه فی حرف القاف جلنبلق.

جمن:

الجُمانُ :هَنَواتٌ تُتَّخَذُ علی أَشکال اللؤلؤ من فضَّه،فارسی معرب،واحدته جُمانه ; و توهَّمَه لبیدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِیِّ فقال یصف بقره: و تُضِیء فی وَجْهِ الظَّلامِ،مُنِیرهً، کجُمانهِ البَحْریِّ سُلَّ نِظامُها. الجوهری: الجُمانهُ حبّه تُعْمَل من الفِضّه کالدُّرّه; قال ابن سیده:و به سمیت المرأَه،و ربما سمیت الدُّرّه جُمانهً .و

14- فی صفته،صلی الله علیه و سلم :یَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان ،. قال:هو اللؤلؤُ الصِّغارُ،و قیل:حَبٌّ یُتَّخذ من الفضه أَمثال اللؤلؤ.و

16- فی حدیث المسیح،علی نبینا و علیه الصلاه و السلام :إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ. و الجُمانُ :سَفیفهٌ من أَدَمٍ یُنْسَج فیها الخَرَزُ من کل لون تَتَوَشَّحُ به المرأَه; قال ذو الرمه: أَسِیله مُسْتَنِّ الدُّموعِ،و ما جَرَی علیه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ. و قیل: الجُمانُ خَرز یُبَیَّضُ بماء الفضه.و جُمانٌ :اسمُ جملِ العجّاج; قال: أَمْسَی جُمانٌ کالرَّهینِ مُضْرعا و الجُمُن :اسم جبل; قال تمیم بن مُقْبِل: فقلت للقوم قد زالَتْ حَمائلُهم فَرْجَ الحَزِیزِ من القَرْعاءِ فالجُمُن (1).

جنن:

جَنَّ الشیءَ یَجُنُّه جَنّاً :سَتَره.و کلُّ شیء سُتر عنک فقد جُنَّ عنک.و جَنَّه اللیلُ یَجُنُّه جَنّاً و جُنوناً و جَنَّ علیه یَجُنُّ ،بالضم، جُنوناً و أَجَنَّه :سَتَره; قال ابن بری:شاهدُ جَنَّه قول الهذلی: و ماء ورَدْتُ علی جِفْنِه، و قد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ و

16- فی الحدیث : جَنَّ علیه اللیلُ. أَی ستَره،و به سمی الجِنُّ لاسْتِتارِهم و اخْتِفائهم عن الأَبصار،و منه سمی الجَنینُ لاسْتِتارِه فی بطنِ أُمِّه.و جِنُّ اللیل و جُنونُه و جَنانُه :شدَّهُ ظُلْمتِه و ادْلِهْمامُه،و قیل:اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلک کلَّه ساترٌ; قال الهذلی: حتی یَجیء،و جِنُّ اللیل یُوغِلُه، و الشَّوْکُ فی وَضَحِ الرِّجْلَیْن مَرْکوزُ. و یروی: ...و جُنْحُ اللیل... ; و قال درید بن الصِمَّه بن دنیان (2)و قیل هو لِخُفافِ بن نُدْبه: و لو لا جَنانُ اللیلِ أَدْرَکَ خَیْلُنا، و یروی: و لو لا جُنونُ اللیل... أَی ما سَتَر من ظلمته.و عیاضُ بن جَبَل:من بنی ثعلبه بن سعد.و قال المبرد:عیاض بن ناشب فزاری،و یروی: ...أَدرَک رَکْضُنا ; قال ابن بری:و مثله لسَلامه بن جندل: و لو لا جَنانُ اللیلِ ما آبَ عامرٌ إِلی جَعْفَرٍ،سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ. و حکی عن ثعلب: الجَنانُ اللیلُ.الزجاج فی قوله عز و جل: فَلَمّٰا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ رَأیٰ کَوْکَباً ; یقال جَنَّ علیه اللیلُ و أَجَنَّه اللیلُ إذا أَظلم حتی یَسْتُرَه بظُلْمته.و یقال لکل ما سَتر: جنَّ و أَجنَّ .و یقال: جنَّه اللیلُ،و الاختیارُ جَنَّ علیه اللیلُ

ص :92

و أَجَنَّه اللیل:قال ذلک أَبو إسحاق.و اسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشیء.و جَنَّ المَیّتَ جَنّاً و أَجَنَّه :ستَره; قال و قول الأَعشی: و لا شَمْطاءَ لم یَتْرُک شَفاها لها من تِسْعهٍ،إِلاّ جَنینا . فسره ابن درید فقال:یعنی مَدْفوناً أَی قد ماتوا کلهم فَجُنُّوا .و الجَنَنُ ،بالفتح:هو القبرُ لسَتْرِه المیت.و الجَنَنُ أَیضاً:الکفَنُ لذلک.و أَجَنَّه :کفَّنَه; قال: ما إنْ أُبالی،إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا: أَ أَحسنوا جَنَنی أَم لم یُجِنُّونی ؟ أَبو عبیده: جَنَنْتُه فی القبر و أَجْنَنْتُه أَی وارَیتُه،و قد أَجنَّه إذا قبَره; قال الأَعشی: و هالِک أَهلٍ یُجِنُّونَه ، کآخَرَ فی أَهْلِه لم یُجَنُّ . و الجَنینُ :المقبورُ.و قال ابن بری:و الجَنَنُ المیت; قال کُثَیّر: و یا حَبَّذا الموتُ الکریهُ لِحُبِّها و یا حَبَّذا العیْشُ المُجمّلُ و الجَنَنْ قال ابن بری: الجَنَنُ هاهنا یحتمل أَن یراد به المیتُ و القبرُ.و

14,1- فی الحدیث :وَلیَ دَفْنَ سَیّدِنا رسولِ الله،صلی الله علیه و سلم،و إِجْنانَه علیٌّ و العباسُ،. أَی دَفْنه و سَتْرَه.و یقال للقبر الجَنَنُ ،و یجمع علی أَجْنانٍ ; و منه

1- حدیث علی،رضی الله عنه :جُعِل لهم من الصفیح أَجْنانٌ . و الجَنانُ ،بالفتح:القَلْبُ لاستِتاره فی الصدر،و قیل:لِوَعْیه الأَشْیاء و جَمْعِه لها،و قیل: الجَنانُ رُوعُ القلب،و ذلک أَذْهَبُ فی الخَفاءِ،و ربما سمّی الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم یُجِنُّه .و قال ابن درید:سمّیت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم یُجِنُّها فأَنَّث الروح،و الجمع أَجْنانٌ ; عن ابن جنی.و یقال:ما یستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ.و أَجَنَّ عنه و اسْتَجَنَّ :استَتَر.قال شمر:و سمی القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه ; و أَنشد لِعَدِیّ: کلُّ حیّ تَقودُه کفُّ هادٍ جِنَّ عینٍ تُعْشِیه ما هو لاقی. الهادی هاهنا:القَدَرُ.قال ابن الأَعرابی: جِنَّ عینٍ أَی ما جُنَّ عن العین فلم تَرَه،یقول:المَنیَّهُ مستورهٌ عنه حتی یقع فیها; قال الأَزهری:الهادی القَدَرُ هاهنا جعله هادیاً لأَنه تقدّم المنیَّه و سبَقها،و نصبَ جِنَّ عینٍ بفعله أَوْقَعَه علیه; و أَنشد: و لا جِنَّ بالبَغْضاءِ و النَّظَرِ الشَّزْرِ (1). و یروی:و لا جَنَّ ،معناهما و لا سَتْر.و الهادی:المتقدّم،أَراد أَن القَدَر سابقُ المنیَّهِ المقدَّره; و أَما قول موسی بن جابر الحَنفیّ: فما نَفَرتْ جِنِّی و لا فُلَّ مِبْرَدی، و لا أَصْبَحَتْ طَیْری من الخَوْفِ وُقَّعا. فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ،و بالمِبْرَدِ اللسانَ.و الجَنینُ :الولدُ ما دام فی بطن أُمّه لاسْتِتاره فیه،و جمعُه أَجِنَّهٌ و أَجْنُنٌ ،بإظهار التضعیف،و قد جَنَّ الجنینُ فی الرحم یَجِنُّ جَنّاً و أَجَنَّتْه الحاملُ; و قول الفرزدق: إذا غابَ نَصْرانِیُّه فی جَنِینِها ، أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم. عنی بذلک رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِره،و یروی:إذا غاب نَصْرانیه فی جنیفها،یعنی بالنَّصْرانیّ،ذکَر

ص :93

الفاعل لها من النصاری،و بجَنِیفِها:حِرَها،و إنما جعله جَنیفاً لأَنه جزءٌ منها،و هی جَنیفه،و قد أَجَنَّت المرأَه ولداً; و قوله أَنشد ابن الأَعرابی: و جَهَرتْ أَجِنَّهً لم تُجْهَرِ. یعنی الأَمْواهَ المُنْدَفِنهَ،یقول:وردَت هذه الإِبلُ الماءَ فکسَحَتْه حتی لم تدعْ منه شیئاً لِقِلَّتِه.یقال:جهَرَ البئرَ نزحَها.و المِجَنُّ :الوِشاحُ.و المِجَنُّ :التُّرْسُ.قال ابن سیده:و أُری اللحیانی قد حکی فیه المِجَنَّه و جعله سیبویه فِعَلاًّ،و سنذکره،و الجمع المَجانُّ ،بالفتح.و

16- فی حدیث السرقه :القَطْعُ فی ثَمَنِ المِجَنِّ . هو التُّرْسُ لأَنه یُواری حاملَه أَی یَسْتُره،و المیم زائده:و

1- فی حدیث علی،کرَّم الله وجهَه:کتب إلیَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّکَ ظَهْرَ المِجَنِّ . ; قال ابن الأَثیر:هذه کلمه تُضْرَب مَثَلاً لمن کان لصاحبه علی مودَّه أَو رعایهٍ ثم حالَ عن ذلک.ابن سیده:و قَلَبْ فلانٌ مِجَنَّه أَی أَسقَط الحیاءَ و فعَل ما شاءَ.و قلَبَ أَیضاً مِجَنَّه :ملَک أَمرَه و استبدَّ به; قال الفرزدق: کیف ترانی قالِباً مِجَنِّی ؟ أَقْلِبُ أَمْری ظَهْرَه للبَطْنِ. و

16- فی حدیث أَشراطِ الساعهِ :وُجوهُهم کالمَجانِّ المُطْرَقه. یعنی التُّرْکَ.و الجُنَّهُ ،بالضم:ما واراکَ من السِّلاح و اسْتَتَرْتَ به منه.و الجُنَّهُ :السُّتْره،و الجمع الجُنَنُ .یقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّه أَی اسْتَتَر بسُتْره،و قیل:کلُّ مستورٍ جَنِینٌ ،حتی إنهم لیقولون حِقْدٌ جَنینٌ و ضِغْنٌ جَنینٌ ; أَنشد ابن الأَعرابی: یُزَمِّلونَ جَنِینَ الضِّغْن بینهمُ، و الضِّغْنُ أَسْوَدُ،أَو فی وجْهِه کَلَفُ یُزَمِّلون:یَسْتُرون و یُخْفُون،و الجَنینُ :المَسْتُورُ فی نفوسهم،یقول:فهم یَجْتَهِدون فی سَتْرِه و لیس یَسْتَتِرُ،و قوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ،یقول:هو بیِّنٌ ظاهرٌ فی وجوههم.و یقال:ما علیَّ جَنَنٌ إلا ما تَری أَی ما علیَّ شیءٌ یُوارینی،و فی الصحاح:ما علیَّ جَنانٌ إلاّ ما تَری أَی ثوبٌ یُوارِینی.و الاجْتِنان ; الاسْتِتار.و المَجَنَّه :الموضعُ الذی یُسْتَتر فیه.شمر: الجَنانُ الأَمر الخفی; و أَنشد: اللهُ یَعْلَمُ أَصحابی و قولَهمُ إذ یَرْکَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا. أَی یَرْکبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً.و أَجْنَنْتُ الشیء فی صدری أَی أَکْنَنْتُه.و

16- فی الحدیث : تُجِنُّ بَنانَه. أَی تُغَطِّیه و تَسْتُره.و الجُّنَّهُ :الدِّرْعُ،و کل ما وَقاک جُنَّهٌ .و الجُنَّهُ :خِرْقهٌ تَلْبسها المرأَه فتغطِّی رأْسَها ما قبَلَ منه و ما دَبَرَ غیرَ وسَطِه،و تغطِّی الوَجْهَ و حَلْیَ الصدر،و فیها عَیْنانِ مَجُوبتانِ مثل عیْنَی البُرْقُع.و

16- فی الحدیث :الصومُ جُنَّهٌ . أَی یَقی صاحبَه ما یؤذِیه من الشهوات.و الجُنَّهُ :الوِقایهُ.و

16- فی الحدیث الإِمامُ جُنَّهٌ . لأَنه یَقِی المأْمومَ الزَّلَلَ و السَّهْوَ.و

16- فی حدیث الصدقه :کمِثْل رجُلین علیهما جُنَّتانِ من حدیدٍ. أَی وِقایَتانِ،و یروی بالباء الموحده،تَثْنِیه جُبَّهِ اللباس.و جِنُّ الناس و جَنانُهم :مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فیهم یَسْتَتِر بهم; قال ابن أَحمر: جَنانُ المُسْلِمین أَوَدُّ مَسّاً و لو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا. و روی: و إن لاقَیْت أَسْلَم أَو غفارا.

ص :94

قال الرِّیاشی فی معنی بیت ابن أَحمر:قوله ...أَوَدُّ مَسّاً أَی أَسهل لک،یقول:إذا نزلت المدینه فهو خیرٌ لک من جِوار أَقارِبک،و قد أَورد بعضهم هذا البیت شاهداً للجَنان السِّتْر; ابن الأَعرابی: جَنانُهم جماعتُهم و سَوادُهم،و جَنانُ الناس دَهْماؤُهم; أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرک من شیء،یقول:أَکون بین المسلمین خیرٌ لی،قال:و أَسْلَمُ و غفار خیرُ الناس جِواراً; و قال الراعی یصف العَیْرَ: و هابَ جَنان مَسْحورٍ تردَّی به الحَلْفاء،و أْتَزَر ائْتِزارا. قال: جنانه عینه و ما واراه.و الجِنُّ :ولدُ الجانّ .ابن سیده: الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلک لاجْتِنانِهم عن الأَبصار و لأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا یُرَوْن،و الجمع جِنانٌ ،و هم الجِنَّه.و فی التنزیل العزیز: وَ لَقَدْ عَلِمَتِ اَلْجِنَّهُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ; قالوا: الجِنَّهُ هاهنا الملائکهُ عند قوم من العرب،و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ جَعَلُوا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اَلْجِنَّهِ نَسَباً ،قال:یقال الجِنَّهُ هاهنا الملائکه،یقول:جعلوا بین الله و بین خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائکهُ بناتُ الله، وَ لَقَدْ عَلِمَتِ اَلْجِنَّهُ أَن الذین قالوا هذا القولَ مُحْضَرون فی النار.و الجِنِّیُّ :منسوبٌ إلی الجِنِّ أَو الجِنَّهِ .و الجِنَّهُ : الجِنُّ ; و منه قوله تعالی: مِنَ اَلْجِنَّهِ وَ النّٰاسِ أَجْمَعِینَ ; قال الزجاج:التأْویلُ عندی قوله تعالی: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ مَلِکِ النّٰاسِ إِلٰهِ النّٰاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوٰاسِ الْخَنّٰاسِ اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّٰاسِ مِنَ اَلْجِنَّهِ ،الذی هو من الجِن،و الناس معطوف علی الوَسْوَاس،المعنی من شر الوسواس و من شر الناس.الجوهری: الجِنُّ خلاف الإِنسِ،و الواحد جنِّیٌّ ،سمیت بذلک لأَنها تخفی و لا تُرَی. جُنَّ الرجلُ جُنوناً و أَجنَّه اللهُ،فهو مجنونٌ ،و لا تقل مُجَنٌّ ; و أَنشد ابن بری: رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَیَّهُ شاحِباً، و قال مُدرک بن حُصین: کأَنَّ سُهَیْلاً رامَها،و کأَنها حَلیلهُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها . و قوله: ویَحَکِ یا جِنِّیَّ ،هل بَدا لکِ أَن تَرْجِعِی عَقْلی،فقد أَنَی لکِ؟ إِنما أَراد مَرْأَه کالجِنِّیَّه إمَّا فی جمالها،و إما فی تلَوُّنِها و ابتِدالها; و لا تکون الجِنِّیَّه هنا منسوبهً إلی الجِنِّ الذی هو خلاف الإِنس حقیقه،لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسیٌّ،و الإِنسیُّ لا یَتعشَّقُ جنِّیَّه ; و قول بدر بن عامر: و لقد نطَقْتُ قَوافِیاً إنْسِیّهً، و لقد نَطقْتُ قَوافِیَ التَّجْنینِ . أَراد بالإِنْسِیَّه التی تقولها الإِنْسُ،و أَراد بالتَّجْنینِ ما تقولُه الجِنُّ ; و قال السکری:أَراد الغریبَ الوَحْشِیّ.اللیث: الجِنَّهُ الجُنونُ أَیضاً.و فی التنزیل العزیز: أَمْ بِهِ جِنَّهٌ ; و الاسمُ و المصدرُ علی صوره واحده،و یقال:به جِنَّهٌ و جنونٌ و مَجَنَّه ; و أَنشد: من الدَّارِمیّینَ الذین دِماؤُهم شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّه و الخَبْل. و الجِنَّهُ :طائفُ الجِنِّ ،و قد جُنَّ جَنّاً و جُنوناً و اسْتُجِنَّ ; قال مُلَیح الهُذَلیّ:

ص :95

فلمْ أَرَ مِثْلی یُسْتَجَنُّ صَبابهً،

من البَیْن،أَو یَبْکی إلی غیر واصِلِ.

و تَجَنَّن علیه و تَجانَّ و تجانَنَ :أَرَی من نفسِه أَنه مجنونٌ .و أَجَنَّه الله،فهو مجنون ،علی غیر قیاس،و ذلک لأَنهم یقولون جُنَّ ،فبُنی المفعولُ من أَجنَّه الله علی هذا،و قالوا:ما أَجنَّه ; قال سیبویه:وقع التعجبُ منه بما أَفْعَلَه،و إن کان کالخُلُق لأَنه لیس بلون فی الجسد و لا بِخِلْقه فیه،و إنما هو من نقْصان العقل.و قال ثعلب: جُنَّ الرجلُ و ما أَجنَّه ،فجاء بالتعجب من صیغه فِعل المفعول،و إنما التعجب من صیغه فِعْل الفاعل; قال ابن سیده:و هذا و نحوُه شاذٌّ.قال الجوهری:و قولهم فی المَجْنون ما أَجَنَّه شاذٌّ لا یقاس علیه،لأَنه لا یقال فی المضروب ما أَضْرَبَه،و لا فی المَسْؤول ما أَسْأَلَه.و الجُنُنُ ،بالضم: الجُنونُ ،محذوفٌ منه الواوُ; قال یصف الناقه: مِثْل النَّعامهِ کانت،و هی سائمهٌ، و المَجَنَّهُ : الجُنُونُ .و المَجَنَّهُ : الجِنُّ .و أَرضُ مَجَنَّهٌ :کثیرهُ الجِنِّ ; و قوله: علی ما أَنَّها هَزِئت و قالت هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قریب. أَجَنَّ :وقع فی مَجَنَّه ،و قوله هَنُون،أَراد یا هنون،و قوله ...مَنْشاذا قریب ،أَرادت أَنه صغیرُ السِّنّ تَهْزَأ به،و ما زائده أَی علی أَنها هَزِئَت.ابن الأَعرابی:باتَ فلانٌ ضَیْفَ جِنٍّ أَی بمکان خالٍ لا أَنیس به; قال الأَخطل فی معناه: و بِتْنا کأَنَّا ضَیْفُ جِنٍّ بِلَیْله. و الجانُّ :أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه.و الجانُّ : الجنُّ ،و هو اسم جمع کالجامِل و الباقِر. و فی التنزیل العزیز: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لاٰ جَانٌّ .و قرأَ عمرو بن عبید: فیومئذ لا یُسْأَل عن ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم و لا جأَنٌّ ،بتحریک الأَلف و قَلْبِها همزهً،قال:و هذا علی قراءه أَیوب السَّخْتِیالی: و لا الضَّأَلِّین ،و علی ما حکاه أَبو زید عن أَبی الأَصبغ و غیره:شأَبَّه و مأَدَّه; و قول الراجز: خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا (1). و قوله: و جلَّه حتی ابْیَأَضَّ مَلْبَبُهْ و علی ما أَنشده أَبو علی لکُثیّر: و أَنتَ،ابنَ لَیْلَی،خَیْرُ قَوْمِکَ مَشْهداً، إذا ما احْمأَرَّت بالعَبِیطِ العَوامِلُ. و قول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِیّ: قد کنتُ عندَک حَوْلاً لا تُرَوِّعُنی فیه رَوائع من إنْسٍ و لا جانی . إنما أَراد من إنسٍ و لا جانٍّ فأَبدل النونَ الثانیه یاءً; و قال ابن جنی:بل حذف النونَ الثانیه تخفیفاً.و قال أَبو إسحق فی قوله تعالی: أَ تَجْعَلُ فِیهٰا مَنْ یُفْسِدُ فِیهٰا وَ یَسْفِکُ الدِّمٰاءَ ;

16- روی أَن خَلْقاً یقال لهم الجانُّ کانوا فی الأَرض فأَفسَدوا فیها و سفَکوا الدِّماء فبعث

ص :96

اللهُ ملائکتَه أَجْلَتْهم من الأَرض،و قیل:إِن هؤلاء الملائکهَ صارُوا سُکَّانَ الأَرض بعد الجانِّ فقالوا:یا رَبَّنا أَ تَجْعَلُ فِیهٰا مَنْ یُفْسِدُ فِیهٰا . أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ ،و جمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ و حِیطانٍ،قال الشاعر: فیها تَعَرَّفُ جِنَّانُها مَشارِبها داثِرات أُجُنْ. و قال الخَطَفَی جَدّ جریر یصف إبلاً: یَرْفَعْنَ باللیل،إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ و هاماً رُجَّفا. و

16- فی حدیث زید بن مقبل : جِنَّان الجبال. أَی یأْمرون بالفَساد من شیاطین الإِنس أَو من الجنِّ .و الجِنَّهُ ،بالکسر:اسمُ الجِنّ .و

16- فی الحدیث :أَنه نَهی عن ذبائح الجِنّ ،. قال:هو أَن یَبْنِیَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من بِنائها ذَبح ذَبیحهً،و کانوا یقولون إذا فُعل ذلک لا یَضُرُّ أَهلَها الجِنُّ .و

14- فی حدیث ماعزٍ :أَنه،صلی الله علیه و سلم:سأَل أَهلَه عنه فقال:أَ یَشْتَکی أَم به جِنَّهٌ ؟ قالوا:لا. ; الجِنَّهُ ،بالکسر: الجُنونُ .و

17- فی حدیث الحسن :لو أَصاب ابنُ آدمَ فی کلِّ شیء جُنَّ . أَی أُعْجِبَ بنفسِه حتی یصیر کالمَجْنون من شدَّهِ إِعْجابِه; و قال القتیبی:و أَحْسِبُ قولَ الشَّنْفَری من هذا: فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ . و

16- فی الحدیث :اللهم إنی أَعوذ بک من جُنونِ العَمَلِ. أَی من الإِعْجابِ به،و یؤکِّد هذا

16- حدیثُه الآخر :أَنه رأَی قوماً مجتمعین علی إنسان فقال:ما هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ ،قال:هذا مُصابٌ،إنما المَجْنونُ الذی یَضْرِبُ بِمَنْکِبَیه و ینظرُ فی عِطْفَیْه و یتَمَطَّی فی مِشْیَتِه. و

17- فی حدیث فَضاله :کان یَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم فی الصلاه من الخَصاصهِ حتی یقولَ الأَعْرابُ مجانین أَو مَجانُون . ; المَجانِینُ :جمعُ تکسیرٍ لمَجْنونٍ ،و أَما مَجانون فشاذٌّ کما شذَّ شَیاطُون فی شیاطین،و قد قرئ: و اتَّبَعُوا ما تَتْلُو الشَّیاطون .و یقال:ضلَّ ضَلالَه و جُنَّ جُنونَه ; قال الشاعر: هَبَّتْ له رِیحٌ فجُنَّ جُنونَه ، لمَّا أَتاه نَسِیمُها یَتَوَجَّسُ. و الجانُّ :ضرْبٌ من الحیَّاتِ أَکحَلُ العَیْنَین یَضْرِب إلی الصُّفْره لا یؤذی،و هو کثیر فی بیوت الناس.سیبویه:و الجمعُ جِنَّانٌ ; و أَنشد بیت الخَطَفَی جدّ جریر یصف إبلاً: أَعناقَ جِنَّانٍ و هاماً رُجَّفا، و عَنَقاً بعدَ الرَّسیم خَیْطَفا. و

16- فی الحدیث :أَنه نهَی عن قَتْلِ الجِنَّانِ ،. قال:هی الحیَّاتُ التی تکون فی البیوت،واحدها جانٌّ ،و هو الدقیقُ الخفیف:التهذیب فی قوله تعالی: تَهْتَزُّ کَأَنَّهٰا جَانٌّ ،قال: الجانُّ حیَّهٌ بیضاء.أَبو عمرو: الجانُّ حیَّهٌ،و جمعُه جَوانُّ ،قال الزجاج:المعنی أَن العصا صارت تتحرَّکُ کما یتحرَّکُ الجانُّ حرکهً خفیفهً،قال:و کانت فی صوره ثُعْبانٍ،و هو العظیم من الحیَّاتِ،و نحوَ ذلک قال أَبو العباس،قال:شبَّهها فی عِظَمِها بالثعْبانِ و فی خِفَّتِها بالجانِّ ،و لذلک قال تعالی مرَّه: فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ ،و مرَّه: کَأَنَّهٰا جَانٌّ ; و الجانُّ :الشیطانُ أَیضاً.و

16- فی حدیث زمزم :أَن فیها جِنَّاناً کثیرهً. أَی حیَّاتٍ،و کان أَهلُ الجاهلیَّه یسمّون الملائکهُ،علیهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العیون; قال الأَعشی یذکر سلیمان،علیه السلام: و سَخَّرَ من جِنِّ الملائِکِ تِسعهً، قِیاماً لَدَیْهِ یَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

ص :97

و قد قیل فی قوله عز و جل: إِلاّٰ إِبْلِیسَ کٰانَ مِنَ اَلْجِنِّ ; إنه عَنی الملائکه،قال أَبو إسحق:فی سِیاق الآیه دلیلٌ علی أَن إِبلیس أُمِرَ بالسجود مع الملائکه،قال:و أَکثرُ ما جاء فی التفسیر أَن إِبلیس من غیر الملائکه،و قد ذکر الله تعالی ذلک فقال: کٰانَ مِنَ اَلْجِنِّ ; و قیل أَیضاً:إن إبلیس من الجنّ بمنزله آدمَ من الإِنس،و قد قیل:إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائکه کانوا خُزَّانَ الأَرض،و قیل:خُزّان الجنان ،فإن قال قائل:کیف استَثْنَی مع ذکْر الملائکه فقال: فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِیسَ ،کیف وقع الاستثناء و هو لیس من الأَول؟ فالجواب فی هذا:أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنی مع أَنه لم یَسْجُد،و الدلیلُ علی ذلک أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدی و إخْوتی فأَطاعونی إلا عَبْدی،و کذلک قوله تعالی: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِی إِلاّٰ رَبَّ الْعٰالَمِینَ ،فرب العالمین لیس من الأَول،لا یقدر أَحد أَن یعرف من معنی الکلام غیر هذا; قال:و یَصْلُحُ الوقفُ علی قوله رَبَّ الْعٰالَمِینَ لأَنه رأْسُ آیهٍ،و لا یحسُن أَن ما بعده صفهٌ له و هو فی موضع نصب.و لا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَی لا خَفاءِ; قال الهذلی: و لا جِنَّ بالبَغْضاءِ و النَّظَرِ الشَّزْرِ فأَما قول الهذلی: أَجِنِّی ،کلَّما ذُکِرَتْ کُلَیْبٌ، أَبِیتُ کأَننی أُکْوَی بجَمْر. فقیل:أَراد بجِدِّی،و ذلک أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر علی ما تقدم،و إنما عبر عنه بجنِّی لأَن الجِدَّ مما یُلابِسُ الفِکْرَ و یُجِنُّه القلبُ،فکأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّهٌ له و مُنْطویه علیه.

17- و قالت امرأَه عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّک من أَصحاب رسول الله،صلی الله علیه و سلم. ; قال أَبو عبید:قال الکسائی و غیره معناه من أَجْلِ أَنک فترَکَتْ مِنْ،و العرب تفعل ذلک تدَعُ مِن مع أَجْل،کما یقال فعلتُ ذلک أَجْلَک و إِجْلَک،بمعنی مِن أَجْلِک،قال:و قولها أَجَنَّک ،حذفت الأَلف و اللام و أُلْقِیَت فتحهُ الهمزه علی الجیم کما قال الله عز و جل: لٰکِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی ; یقال:إن معناه لکنْ أَنا هو الله ربِّی فحذف الأَلف،و التقی نُونانِ فجاء التشدید،کما قال الشاعر أَنشده الکسائی: لَهِنَّکِ مِنْ عَبْسِیّه لَوَسیمهٌ علی هَنَواتٍ کاذِبٍ مَنْ یَقُولُها أَراد لله إنَّک،فحذف إحدی اللامَینِ من لله،و حذَفَ الأَلف من إنَّک،کذلک حُذِفَتْ اللامُ من أَجل و الهمزهُ من إنَّ; أَبو عبید فی قول عدی بن زید: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَکم، فوقَ مَن أَحْکی بصُلْبٍ و إزار. الأَزهری قال:و یقال إجْل و هو أَحبُّ إلی،أَراد من أجل; و یروی: فوق مَن أَحکأَ صلباً بإزار. أَراد بالصلْب الحَسَبَ،و بالإِزارِ العِفَّهَ،و قیل:فی قولهم أَجِنَّک کذا أَی من أَجلِ أَنک فحذفوا الأَلف و اللام اختصاراً،و نقلوا کسره اللام إلی الجیم; قال الشاعر: أَجِنَّکِ عنْدی أَحْسَنُ الناسِ کلِّهم، و أَنکِ ذاتُ الخالِ و الحِبَراتِ. و جِنُّ الشَّبابِ:أَوَّلُه،و قیل:جِدَّتُه و نشاطُه.و یقال:کان ذلک فی جِنِّ صِباه أَی فی حَدَاثَتِه،و کذلک جِنُّ کلِّ شیء أَوَّلُ شِدّاته،و جنُّ المرَحِ کذلک; فأَما قوله

ص :98

لا یَنْفُخُ التَّقْریبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه و أَبْطَرا.

قد یجوز أَن یکون جُنونَ مَرَحِه،و قد یکونُ الجِنُّ هنا هذا النوع المُسْتَتِر عن العَین أَی کأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه و یُقوِّیه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا یؤَنَّث إنما هو کجُنونه ،و تقول:افْعَلْ ذلک الأَمرَ بجِنِّ ذلک و حِدْثانِه و جِدِّه; بجِنِّه أَی بحِدْثانِه; قال المتنخل الهذلی: کالسُّحُل البیضِ جَلا لَوْنَها یرید الغیثَ الذی ذکره قبل هذا البیت،یقول:سقی هذا الغیثُ سَلْمی بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغیُّره،ثم نهی نفسَه أَن یُنْصِبَه حُبُّ من هو مَلِقٌ.یقول:من کان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَکَ فلا ینْصِبْکَ صَرْمُه.و یقال:خُذ الأَمرَ بجِنِّه و اتَّقِ الناقهَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَی بحِدْثانِ نتاجِها.و جِنُّ النَّبْتِ:زَهْرُه و نَوْرُه،و قد تجنَّنَتْ الأَرضُ و جُنَّتْ جُنوناً ; قال: کُوم تَظاهرَ نِیُّها لمّا رَعَتْ رَوْضاً بِعَیْهَمَ و الحِمَی مَجْنوناً و قیل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ و اکْتَهل.و قال أَبو حنیفه:نخله مَجْنونه إذا طالت; و أَنشد: یا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساکِینْ عَجاجهً ساطِعَهَ العَثانِینْ تَنْفُضُ ما فی السُّحُقِ المَجانِینْ . قال ابن بری:یعنی بخارفِ المساکین الریحَ الشدیدهَ التی تنفُض لهم التَّمْرَ من رؤُوس النخل; و مثله قول الآخر: أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ،ما لَک لا تَری عِیالَکَ قد أَمْسَوا مَرامِیلَ جُوَّعاً؟ الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشیء مُعْجِبٍ; و قال الهذلی: أَ لَمَّا یَسْلم الجِیرانُ منهم، و قد جُنَّ العِضاهُ من العَمیم. و مرَرْتُ علی أَرضِ هادِره مُتَجَنِّنه :و هی التی تُهال من عشبها و قد ذهب عُشْبها کلَّ مذهب.و یقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها; قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواری، و جُنَّ الخازِبازِ به جُنونا . جُنونُه :کثرهُ تَرَنُّمه فی طَیَرانِه; و قال بعضهم:الخازِبازِ نَبْتٌ،و قیل:هو ذُبابٌ.و جنون الذُّباب:کثرهُ تَرَنُّمِه.و جُنَّ الذُّبابُ أَی کثُرَ صوته.و جُنونُ النَّبْت:التفافُه; قال أَبو النجم: و طالَ جنُّ السَّنامِ الأَمْیَلِ. أَراد تُمُوکَ السَّنامِ و طولَه.و جُنَّ النبتُ جُنوناً أَی طالَ و الْتَفَّ و خرج زهره; و قوله: و جُنَّ الخازِبازِ به جُنونا . یحتمل هذین الوجهین.أَبو خیره:أَرضٌ مجنونهٌ مُعْشِبه لم یَرْعَها أَحدٌ.و فی التهذیب:شمر عن ابن الأَعرابی:یقال للنخل المرتفع طولاً مجنونٌ ،و للنبتِ الملتَفّ الکثیف الذی قد تأَزَّرَ بعضُه فی بعض مجنونٌ .و الجَنَّهُ :البُسْتانُ،و منه الجَنّات ،و العربُ تسمِّی النخیلَ جنَّهً ; قال زهیر: کأَنَّ عینیَّ فی غَرْبَیْ مُقَتَّلهٍ، من النَّواضِح،تَسْقی جَنَّهً سُحُقاً.

ص :99

و الجَنَّهُ :الحَدیقهُ ذات الشجر و النخل،و جمعها جِنان ،و فیها تخصیص،و یقال للنخل و غیرها.و قال أَبو علی فی التذکره:لا تکون الجَنَّه فی کلام العرب إلا و فیها نخلٌ و عنبٌ،فإن لم یکن فیها ذلک و کانت ذات شجر فهی حدیقه و لیست بجَنَّهٍ ،و قد ورد ذکرُ الجَنَّه فی القرآن العزیز و الحدیث الکریم فی غیر موضع.و الجَنَّهُ :هی دارُ النعیم فی الدار الآخره،من الاجْتنان ،و هو السَّتْر لتَکاثُفِ أَشْجارِها و تظلیلها بالتِفافِ أَغصانِها،قال:و سمیت بالجَنَّه و هی المرَّه الواحده من مَصْدر جَنَّه جَنّاً إذا ستَرَه،فکأَنها ستْرهٌ واحدهٌ لشدَّهِ التِفافِها و إظْلالِها; و قوله أَنشده ابن الأَعرابی و زعمَ أَنه للبید: دَرَی بالیَسَارَی جَنَّهً عَبْقَرِیَّهً، مُسَطَّعهَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم. قال:یعنی بالجَنَّه إبلاً کالبُسْتان،و مُسطَّعه:من السِّطاع و هی سِمهٌ فی العنق،و قد تقدم.قال ابن سیده:و عندی أَنه جِنَّه ،بالکسر،لأَنه قد وصف بعبقریه أَی إبلاً مثل الجِنه فی حِدَّتها و نفارها،علی أَنه لا یبعد الأَول،و إن وصفها بالعبقریه،لأَنه لما جعلها جَنَّه اسْتَجازَ أَن یَصِفَها بالعبقریّه،قال:و قد یجوز أَن یعنی به ما أَخرج الربیعُ من أَلوانِها و أَوبارها و جمیل شارَتِها،و قد قیل:کلُّ جَیِّدٍ عَبْقَرِیٌّ،فإذا کان ذلک فجائز أَن یوصَف به الجِنَّه و أَن یوصف به الجَنَّه .و الجِنِّیَّه :ثیاب معروفه (1).و الجِنِّیّهُ :مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ علی خِلْقه الطَّیْلَسان تَلْبَسُها النساء.و مَجَنَّهُ :موضعٌ; قال فی الصحاح: المَجَنَّهُ اسمُ موضع علی أَمیال من مکه; و کان بِلالٌ یتمثَّل بقول الشاعر: أَلا لیْتَ شِعْری هل أَبِیتَنَّ لیلهً و کذلک مِجَنَّه ; و قال أَبو ذؤَیب: فوافَی بها عُسْفانَ،ثم أَتی بها مِجَنَّه ،تَصْفُو فی القِلال و لا تَغْلی. قال ابن جنی:یحتمل مَجَنَّهُ وَزْنَین:أَحدهما أَن یکون مَفْعَله من الجُنون کأَنها سمیت بذلک لشیء یتصل بالجِنِّ أَو بالجَنَّه أَعنی البُسْتان أَو ما هذا سَبیلُه،و الآخر أَن یکون فَعَلَّهً من مَجَنَ یَمْجُن کأَنها سمِّیت بذلک لأَن ضَرْباً من المُجون کان بها،هذا ما توجبُه صنعهُ عِلْمِ العرب،قال:فأَما لأَیِّ الأَمرَینِ وقعت التسمیه فذلک أَمرٌ طریقه الخبر،و کذلک الجُنَیْنه ; قال: مما یَضُمُّ إلی عِمْرانَ حاطِبُه، من الجُنَیْنَهِ ،جَزْلاً غیرَ مَوْزون. و

17- قال ابن عباس،رضی الله عنه :کانت مَجَنَّهٌ و ذو المَجاز و عُکاظ أَسواقاً فی الجاهلیَّه. و الاسْتِجْنانُ :الاسْتِطْراب.و الجَناجِنُ :عِظامُ الصدر،و قیل:رؤُوسُ الأَضْلاع،یکون ذلک للناس و غیرهم; قال الأَسَقَرُ الجُعْفِیّ: لکن قَعِیدهَ بَیْتِنا مَجْفُوَّهٌ، بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها و لها غِنا. و قال الأَعشی: أَثَّرَتْ فی جَناجِنٍ ،کإِران المَیْت، عُولِینَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

ص :100

واحدها جِنْجِنٌ و جَنْجَنٌ ،و حکاه الفارسی بالهاء و غیر الهاء: جِنْجِن و جِنْجِنه ; قال الجوهری:و قد یفتح; قال رؤبه: و من عَجارِیهنَّ کلُّ جِنْجِن . و قیل:واحدها جُنْجون ،و قیل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما یلی قَصَّ الصَّدْرِ و عَظْمَ الصُّلْب.و المَنْجَنُونُ :الدُّولابُ التی یُسْتَقی علیها،نذکره فی منجن فإِن الجوهری ذکره هنا،و ردَّه علیه ابنُ الأَعرابی و قال:حقُّه أَن یذکر فی منجن لأَنه رباعی،و سنذکره هناک.

جهن:

الجَهْنُ :غِلَظُ الوجه.و جُهَینه :أَبو قبیله من العرب منه.و فی المثل: و عند جُهَینه الخبرُ الیقین ،و هی قبیله; قال الشاعر: تنادَوْا یالَ بُهْثهَ،إذ رَأَوْنا، فقلنا:أَحْسِنی مَلأً جُهَیْنا . و قال ابن الأَعرابی و الأَصمعی: و عند جُفَیْنه... ،و قد ذکرناه فی جفن،قال قطرب:جاریهٌ جُهانهٌ أَی شابّه،و کأَنَّ جُهَیْنه ترخیمٌ من جُهانه .قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: جُهَیْنه تصغیر جُهْنه ،و هی مثل جُهْمه اللیلِ،أُبدلت المیم نوناً،و هی القِطْعهُ من سواد نِصْف اللیل،فإِذا کانت بین العِشاءَین فهی الفَحْمه و القَسْوَره.و جَیْهانُ :اسم.

جهمن:

جَهْمَن :اسم.

جون:

الجَوْنُ :الأَسْوَدُ الیَحْمُومیُّ،و الأُنثی جَوْنه.ابن سیده: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَهً،و قیل:هو النباتُ الذی یَضْرِب إلی السواد من شدّه خُضْرتِه; قال جُبَیْهاءُ الأَشجعیّ: فجاءت کأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِیجُه،و الثامِرُ المُتناوِحُ. القَسْوَرُ:نبتٌ،و بَجَّها عسالیجُه أَی أَنها تکاد تَنْفَتِق من السِّمَن.و الجونُ أَیضاً:الأَحمَرُ الخالصُ.و الجَوْنُ :الأَبیض،و الجمع من کل ذلک جُون ،بالضم،و نظیرُه ورْدٌ و وُرْدٌ.و یقال:کلُّ بعیرٍ جَوْنٌ من بعیدٍ،و کلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرهً جَوْنٌ ،أَو سوادٍ یُخالِط حمره کلون القطا; قال الفرزدق: و جَوْن علیه الجِصُّ فیه مَریضهٌ، تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ و الموتُ حاضِرُه. یعنی الأَبیضَ هاهنا،یَصِفُ قَصْرَه الأَبیض; قال ابن بری:قوله فیه مریضه یعنی امرأَه مُنَعَّمهً قد أَضَرَّ بها النَّعیم و ثقَّل جِسْمَها و کسَّلَها،و قوله:تَطَلَّعُ منها النفس أَی من أَجلِها تخرجُ النفسُ،و الموتُ حاضرُه أَی حاضرُ الجَوْن ; قال:و أَنشد ابن بری شاهداً علی الجَوْن الأَبیض قولَ لبید: جَوْن بِصارهَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده، و خَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم. قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش،و هو یوصَفُ بالبیاض; قال:و أَنشد أَبو علی شاهداً علی الجَوْن الأَبیض قول الشاعر: فبِتْنا نُعِیدُ المَشْرَفِیَّهَ فیهمُ، و نُبْدِئ حتی أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا قال:و شاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر: تقولُ خَلیلَتی،لمَّا رأَتنی شَرِیحاً،بین مُبْیَضٍّ،و جَوْنِ . و قال لبید: جَوْن دجُوجِیّ و خَرْق مُعَسِّف

ص :101

و ذهب ابن درید وحْدَه إلی أَن الجَوْن یکون الأَحْمَرَ أَیضاً،و أَنشد: فی جَوْنهٍ کقَفَدانِ العطَّارْ. ابن سیده:و الجَوْنهُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت،قال:و قد یکون لبَیاضِها و صَفائِها،و هی جَوْنه بیّنه الجُونهِ فیهما.

17- و عُرِضَت علی الحجَّاج دِرْعٌ،و کانت صافیهً،فجعل لا یَری صَفاءها،فقال له أُنَیْسٌ الجَرْمِیّ،و کان فَصِیحاً:إن الشمسَ لَجَوْنهٌ . یعنی أَنها شدیدهُ البریقِ و الصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بیاضَ الدِّرع; و أَنشد الأَصمعی: غیَّرَ،یا بِنْتَ الحُلَیْسِ،لَوْنی طُولُ اللَّیالی و اخْتِلافُ الجَوْنِ ، و سَفَرٌ کانَ قلِیلَ الأَوْنِ یرید النهار; و قال آخر: یُبادِرُ الجَوْنَه أَن تَغِیبا. و هو من الأَضدادِ.و الجُونهُ فی الخَیْل:مثل الغُبْسه و الوُرْده،و ربما هُمز.و الجَوْنهُ :عین الشمس،و إنما سُمّیَت جَوْنهً عند مغیبها لأَنها تَسْوَدُّ حین تغیب; قال الشاعر: یُبادر الجونه أَن تغیبا. قال ابن بری:الشعر للخَطیم الضَّبابیّ (1).و صواب إنشاده بکماله کما قال: لا تَسْقِه حَزْراً و لا حَلیبا، یَصِفُ فرساً یقول:لا تَسْقِه شیئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فیه هذه الخصالَ،و الحَزْرُ:الحازِرُ من اللبن و هو الذی أَخذ شیئاً من الحُموضه،و السابحُ:الشدیدُ العَدْوِ،و الیَعْبوبُ:الکثیرُ الجَرْی،و المَیْعهُ:النَّشاطُ و الحدَّه،و یَلْتَهم:یَبْتلع،و الجَبوبُ:وجهُ الأَرض،و یقال ظاهرُ الأَرض،و الصَّوَّانُ:الصُّمُّ من الحجاره،الواحده صَوَّانه،و الصُّوَی:الأَعْلامُ،و الرَّکوبُ:المذلَّلُ،و عنی بالزالِقات حَوافِرَه،و اللُّهوبُ:جمعُ لِهْبٍ; و قوله: یبادر الأَثْآرَ أن تؤوبا. الأَوْبُ:الرجوع،یقول:یبادر أَثْآرَ الذین یطلبُهم لیُدْرِکَهم قبل أَن یرجعوا إلی قومِهم،و یبادر ذلک قبْل مغیب الشمس،و شبَّه الفرسَ فی عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ فی شیء یَصِیده عن قُرْبٍ فقد تناهی طمَعُه،و یقال للشمس جَوْنه بیّنه الجُونهِ .و

14- فی حدیث أَنس :جئت إلی النبی،صلی الله علیه و سلم،و علیه بُردهٌ جَوْنِیَّه . ; منسوبه إلی الجَوْن ،و هو من الأَلوان،و یقع علی الأَسْود و الأَبیض،و قیل:الیاء للمبالغه کما یقال فی الأَحْمر أَحْمَرِیٌّ،و قیل:هی منسوبه إلی بنی الجَوْنِ ،قبیله من الأَزْد.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :لما قَدِم الشأْم أَقْبَل علی جَمَلٍ علیه جِلْدُ کَبْشٍ جُونیٍّ . أَی أَسْود; قال الخطابی:الکَبْشُ الجُونِیّ هو الأَسود الذی أُشْرِب حُمْرهً،فإذا نسبوا قالوا

ص :102

جُونِیّ ،بالضم،کما قالوا فی الدَّهْری دُهْرِیّ،قال ابن الأَثیر:و فی هذا نظر إلا أَن تکون الروایهُ کذلک.و الجُونِیّ :ضربٌ من القَطا،و هی أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونیَّهٌ بکُدْرِیَّتَیْن،و هنَّ سُودُ البطونِ،سُودُ بُطون الأَجْنِحه و القوادمِ،قصارُ الأَذناب،و أَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الکُدْرِیّ،و فی الصحاح:سُودُ البُطونِ و الأَجْنِحه،و هو أَکبرُ من الکُدْرِیّ،و لَبانُ الجُونِیَّه أَبیضُ،بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ و أَسْودُ،و ظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ،و هو کلَون ظَهْرِ الکُدْرِیَّه،إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِیشاً تَعْلوه صُفْرهٌ.و الجُونِیَّه :غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت فی حَلْقِها.قال أَبو حاتم:و وجدت بخط الأَصمعی عن العرب:قَطاً جُؤنیٌّ،مهموز; قال ابن سیده:و هو عندی علی توهم حرکه الجیم مُلْقاه علی الواو،فکأَن الواوَ متحرکهٌ بالضمه،و إذا کانت الواوُ مضمومه کان لک فیها الهمزُ و ترکُه فی لغه لیست بتلک الفاشِیه،و قد قرأَ أَبو عمرو: عاداً لُّولَی ،و قرأَ ابن کثیر: فاسْتَغْلَظَ فاستوی علی سُؤْقِه ،و هذا النَّسَب إنما هو إلی الجمع،و هو نادِرٌ،و إذا وصَفوا قالوا قطاهٌ جَوْنهٌ ،و قد مَرَّ تفسیر الجُونیِّ من القَطا فی ترجمه کدر.و الجُونهُ : جُونهُ العطَّارِ،و ربما هُمِزَ،و الجمع جُوَنٌ ،بفتح الواو; و قال ابن بری:الهمز فی جؤْنه و جُؤَنٍ هو الأَصل،و الواوُ فیها منقلبهٌ عن الهمزه فی لغه من خفَّفها،قال:و الجُوَن أَیضاً جمعُ جُونهٍ للآکام; قال القُلاخ: علی مَصامیدٍ کأَمثالِ الجُون . قال:و المصامیدُ مثل المَقاحید و هی الباقیاتُ اللبن.یقال:ناقه مِصْمادٌ و مِقْحادٌ.و الجُونهُ :سُلَیْلَهٌ مُسْتدیرهٌ مُغَشَّاه أَدَماً تکون مع العطَّارین،و الجمع جُوَن ،و هی مذکوره فی الهمزه،و کان الفارسیُّ یَسْتَحسن تَرْکَ الهمزه; و کان یقول فی قول الأَعشی یَصِف نساءً تَصَدَّین للرجال حالِیاتٍ: إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ، و کان المِصاعُ بما فی الجُوَنْ . ما قاله إلاّ بطالع سعد،قال:و لذلک ذکرته هنا.و

14- فی حدیثه،صلی الله علیه و سلم :فوجدتُ لِیَدِه بَرْداً و ریحاً کأَنما أَخْرَجَها من جُونه عطَّارٍ. ; الجُونه ،بالضم:التی یُعدُّ فیها الطیبُ و یُحْرز.ابن الأَعرابی: الجَوْنهُ الفَحْمهُ.غیره: الجَوْنهُ الخابیهُ مطلیَّه بالقار:قال الأَعشی: فقُمْنا،و لمَّا یَصِحْ دِیکُنا، إلی جَوْنهٍ عند حَدَّادِها. و یقال:لا أَفعله حتی تَبْیضَّ جُونهُ القار; هذا إذا أَردت سوادَه،و جَوْنهُ القار إذا أَردت الخابیه،و یقال للخابیه جَوْنه ،و للدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنه ،و للعرَق جَوْنٌ ; و أَنشد ابن الأَعرابی لماتحٍ قال لماتِحٍ فی البئر: إن کانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها، فأَجابه: وُدِّی أُوَقَّی خیرَها و شرّها. قال:معناه علی ودّی فأَضمر الصِّفَه و أَعْمَلَها (1).و قوله:أَ هی جوین ،أراد أخی و کان اسمه جُوَیناً ،و کل أَخ یقال له جُوَیْن و جَوْن .سلمه عن الفراء:

ص :103

الجَوْنان طرَفا القَوْس.و الجَوْنُ :اسمُ فرس فی شعر لبید: تَکاثَرَ قُرْزُلٌ،و الجَوْنُ فیها، و عَجْلی و النَّعامهُ و الخَیالُ. و أَبو الجَوْن :کُنْیه النَّمِرِ; قال القَتَّال الکلابیّ: و لی صاحِبٌ فی الغار هَدَّکَ صاحِباً، أَبو الجَوْن ،إلا أَنه لا یُعَلَّل. و ابنه الجَوْن :نائحه من کِنْدهَ کانت فی الجاهلیه; قال المُثَقَّب العَبْدی: نَوْح ابْنَهِ الجَوْنِ علی هالِکٍ، تَنْدُبُه رافعه المِجْلَدِ. قال ابن بری:و قد ذکرها المعرّی فی قصیدته التی رَثی فیها الشریف الظاهر المُوسَوِیّ فقال: من شاعر للبَیْن قال قصیدهً، و الجَوْنانِ :مُعاویه و حسَّان بن الجَوْن الکِنْدِیّان; و إیَّاهما عنی جریرٌ بقوله: أَ لم تَشْهَد الجَوْنَین و الشِّعْبَ و الغَضی، و شَدَّاتِ قَیْسٍ،یومَ دَیْر الجَماجِم؟ ابن الأَعرابی: التَّجَوُّن تَبْییضُ بابِ العَرُوس.و التَّجوُّنُ :تَسْویدُ باب المیت.و الأَجْؤُن :أَرض معروفه; قال رؤبه: بَیْنَ نَقَی المُلْقَی وَ بَیْنَ الأَجْؤُنِ (1).

و حِبْنهٌ ،بالکسر،أَی أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا کان فی الثوب حالهَ الصلاه.قال ابن بُزُرْج:یقال فی أَدْعیه من القوم یَتَداعَوْن بها صَبَّ الله علیکَ أُمَّ حُبَیْنٍ ماخِضاً،یَعْنونَ الدمامیلَ.و الحِبْنُ و الحِبْنهُ :کالدُّمَّل.و قَدَمٌ حَبْناءُ :کثیره لحمِ البَخَصهِ حتی کأَنها وَرِمهٌ.و الحِبْنُ :القِرْدُ; عن کراع.و حَمامهٌ حَبْناءُ :لا تَبیضُ.و ابن حَبْناءَ :شاعرٌ معروف،سمّی بذلک.و أُمُّ حُبَیْنٍ :دُوَیْبَّه علی خِلْقهِ الحِرْباء عریضهُ الصدر عظیمهُ البطن،و قیل:هی أُنثی الحِرْباء.و

14- روی عن النبی،صلی الله علیه و سلم :أَنه رأَی بلالاً و قد خرج بطنُه فقال:أُمُّ حُبَیْنٍ . تَشْبیهاً له بها،و هذا من مَزْحِه،صلی الله علیه و سلم،أَراد ضِخَمَ بطنِه; قال أَبو لیْلی:أُمُّ حُبَیْنٍ دُوَیْبَّه علی قدر الخُنْفُساء یلعب بها الصبیان و یقولون لها: أُمَّ حُبَیْنٍ ،انْشُرِی بُرْدَیْکِ، إنَّ الأَمیرَ والجٌ علیکِ، و مُوجِع بسَوْطِه جَنْبَیْکِ فتنْشُر جَناحَیْها; قال رجل من الجنّ فیما رواه ثعلب: و أُمّ حُبَیْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجهٍ برَحْلٍ عِلافِیٍّ،و أَحْقَبْتِ مِزْوَداً. و هُما أُمَّا حُبَیْنٍ ،و هنّ أُمَّهاتُ حُبَیْنٍ ،بإفراد المضاف إلیه; و قول جریر: یقولُ المُجْتَلون عَروس تَیْم سَویً أُمُّ الحُبَیْنِ و رأْسُ فیل. إنما أَراد أُمّ حُبَیْن ،و هی معرفه،فزاد اللام فیها ضروره لإِقامه الوزن،و أَراد سواء فقصر ضروره أَیضاً.و یقال لها أَیضاً حُبَیْنه ; و أَنْشد ابن بری: طَلَعْتُ علی الحَرْبِیّ یَکْوی حُبَیْنهً بسَبْعهِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ. الجوهری:أُمُّ حُبَیْنٍ دُوَیْبَّه،و هی مَعْرِفه مثل ابن عِرْس و أُسامهَ و ابن آوی و سامِّ أَبْرَصَ و ابن قِتْره إلا أَنه تعریفُ جنسٍ،و ربما أُدْخِل علیه الأَلفُ و اللام،ثم لا تکون بحذف الأَلف و اللام منها نکرهً،و هو شاذٌّ; و أَورد بیت جریر أَیضاً: شَوی أُمِّ الحُبَیْنِ و رأْسُ فِیل. و قال ابن بری فی تفسیره:یقول:شَواها شَوی أُمِّ الحُبَیْنِ و رأْسُها رأْسُ فِیل،قال:و أُمُّ حُبَیْنٍ و أُمُّ الحُبَیْن مما تَعاقَب علیه تعریفُ العلمیه و تعریفُ اللام،و مثله غُدْوه و الغُدْوه،و فَیْنه و الفَیْنه،و هی دابَّه علی قدر کف الإِنسان; و قال ابن السکیت:هی أَعْرَضُ من الغَطاء و فی رأْسِها عِرَضٌ; و قال ابن زیاد:هی دابَّه غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ و هی بقدر الضِّفْدَعه التی لیست بضَخْمه،فإذا طَرَدها الصِّبْیان قالوا لها: أُمَّ الحُبَیْنِ ،انْشُرِی بُرْدَیکِ، إن الأَمیرَ ناظرٌ إلیکِ. فیطردونها حتی یُدْرِکها الإِعْیاء،فحینئذ تقف علی رِجْلَیْها منتصبهً و تَنْشُر لها جَناحَیْن أَغْبَرَیْن علی مِثْلِ لَوْنها،و إذا زادُوا فی طَرْدِها نشرت أَجنحه کُنَّ تحت ذَیْنِک الجناحین لم یُرَ أَحسَنُ لوناً منهن،ما بین أَصْفَرَ و أَحْمَرَ و أَخْضَرَ و أَبْیَضَ و هنَّ طرائقُ بعضُهن فوق بعض کثیره جدّاً،و هی فی الرِّقَّه علی قدرِ أَجْنِحه الفَراشِ،فإذا رآها الصبیان قد فعلت ذلک ترکوها،و لا یوجد لها ولد و لا فَرْخ; قال ابن حمزه:الصحیح عندی أَن هذه الصفه صفه أُمّ عُوَیْفٍ; قال ابن السکیت:أُمُّ

ص :105

عُوَیْفٍ دابَّهٌ صغیرهٌ ضخمهُ الرأْسِ مخضرَّه،لها ذنبٌ و لها أَربعهُ أَجْنِحهٍ،منها جناحان أَخْضَران،إذا رأَت الإِنسان قامت علی ذنبها و نشَرت جَناحَیْها; قال الآخر: یا أُمَّ عَوْفٍ انْشُری بُرْدَیْکِ، إنَّ الأَمیرَ واقفٌ علیکِ، و ضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْکِبَیْکِ و یروی: ...أُمَّ عُوَیْفٍ... ،قال:و هذه الأَسماء (1).التی تُکْتبُ بها هذه المعارف و أُضیفت إلیها غیر معرِّفه لها; قال الطرماح: کأُمّ حُبَیْنٍ لم ترَ الناسُ غیرَها، و غابَتْ حُبَیْنٌ حینَ غابَتْ بنُو سَعْد. و مثله لأَبی العلاء المعرِّی: یَتَکَنَّی أبا الوَفاءِ رجالٌ و أَما ابنُ مَخاضٍ و ابنُ لَبُونٍ فنکرتان یتعرَّفان بالأَلف و اللام تعریف جنس.و

16- فی حدیث عقبه :أَتِمُّوا صلاتکم و لا تصلُّوا صلاه أُمِّ حُبَیْنٍ . ; قال ابن الأَثیر:هی دُوَیْبَّه کالحِرْباء عظیمهُ البطنِ،إذا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها کثیراً و ترفعُه لعِظَم بطنها،فهی تقعُ علی رأْسها و تقومُ،فشبَّه بها صلاتَهم فی السجود مثل

16- الحدیث الآخر :فی نَقْره الغراب. و الحَبْنُ :الدِّفْلی (2).و قال أَبو حنیفه: الحَبْنُ شجره الدِّفْلی،أَخْبر بذلک بعضُ أَعراب عُمانَ.و الحُبَیْنُ و حَبَوْنَنٌ و حِبَوْنَنٌ :أَسماء.و حَبَوْنَن :اسمُ واد; عن السیرافی،و قیل:هو اسم موضع بالبحرین،و روی ثعلب: حَبَوْنَی ،بأَلف غیر منونه; و أَنشد: خَلِیلَیَّ،لا تسْتَعْجِلا و تَبَیَّنا قال:و الأَصل حَبَوْنَنٌ ،و هو المعروف،و إنما أَبدل النون أَلفاً لضروره الشعر فأَعلَّه; قال وَعْله الجرمی: و لقد صَبَحتُکُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ ، و علَیَّ إن شاء الإِلهُ ثَناءُ. و قال أَبو الأَخْزَر الحُمَّانی: بالثِّنْیِ من بِئْشهَ أَو حَبَوْنَن و أَنشد ابن خالویه: سَقی أَثْلَهٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ ، من الصَّیفِ،زَمْزامُ العشِیّ صَدُوق.

حتن:

الحَتْنُ و الحِتْنُ :المِثْلُ و القِرْنُ و المُساوِی.و یقال:هما حَتْنانِ و حِتْنانِ أَی سِیَّانِ،و ذلک إذا تَساویا فی الرَّمْی.و تَحاتَنُوا :تساوَوْا.و

16- فی الحدیث :أَ فَحِتْنُه فلانٌ. ; الحِتْنُ الحَتْنُ ،بالکسر و الفتح:المِثْلُ و القِرْنُ.و المُحاتَنهُ :المُساواهُ،و کلُّ اثْنَیْنِ لا یَتخالفانِ فهما حَتْنانِ ،و هما حَتْنان و تِرْبان مُسْتَوِیان،و هم أَحْتانٌ أَتْنانٌ.و المحاتَنهُ :المسُاواهُ.و التَّحاتُنُ :التساوِی و التَّبارِی.و القوم حَتَنی و حَتْنی أَی مُسْتَوونَ أَو مُتشابِهُون; الأَخیره عن ثعلب.و وقَعَت النَّبْلُ حَتَنَی أَی

ص :106

متساویه.و تحاتَنَ الرَّجُلان:تَرامَیا فکان رَمْیهُما واحداً،و الاسم الحَتْنی ; و فی المثل: الحَتَنَی لا خیرَ فی سَهْم زَلَجْ . و هو رجز.و الزالج من السهام:الذی مَرَّ علی وجه الأَرض حتی وقَع فی الهدَف و لم یُصب القرطاس،و هو مثَلٌ فی تتمیم الإِحسان و مُوالاتِه.و وقَعَت السِّهامُ فی الهدَف حَتَنَی أَی مُتقاربه المَواقع و مُتساویَتَها; أَنشد الأَصمعی: کأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ، هاتِیک هاتا حَتَنَی تُکایِلُ، لَدْمُ العُجَی تَلْکُمُها الجَنادِلُ. و الحَتَنُ :متابعهُ السِّهام المُقَرْطِسَه أَی التی تُصِیب القِرْطاس; قال الشاعر:و هل غَرَضٌ یبقی علی حَتَن النَّبْل؟ و حَتِنَ الحَرُّ:اشتدَّ.و یومٌ حاتِنٌ :استوی أَوَّله و آخرُه فی الحرّ.و تحاتَنَ الدمعُ:وقَعَ دَمْعَتَیْن دَمعَتَیْن،و قیل:تتابَع مُتساویاً; قال الطِّرماح: کأَنَّ العُیونَ المُرْسَلاتِ،عَشِیَّهً، شَآبیبُ دَمْعِ العَبْرَه المُتَحاتِن . و الحَتَنُ :من قولک تحاتَنَت دُموعُه إذا تتابَعَت.و تحاتَنَت الخِصال فی النِّصال:وقعت فی أَصل القرطاس علی تقَارُبٍ أَو تساوٍ.الأَزهری:الخَصْلهُ کل رَمِیَّهٍ لَزِمَت القرطاس من غیر أَن تُصیبَه،قال:إذا وقعت خَصَلاتٌ فی أَصل القِرْطاس قیل تَحاتَنَت أَی تتابَعَت،قال:و أَهلُ النِّضَال یحسبون کل خَصْلَتَیْن مُقَرْطِسهً،قال:و إذا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثم قال: الحَتَنَی لا خَیْرَ فی سَهْمٍ زَلَج. و قوله الحَتَنَی أَی عاوِدِ الصِّراع،و الزّالجُ:السَّهمُ الذی یقع بالأَرض ثم یُصِیبُ القِرْطاسَ،قال:و التَّحاتُنُ التَّبارِی; قال النَّابغه یصف الرِّیاح و اختلافَها: شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها، و نَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ یُحاتِنُ . و المُحْتَتِنُ :الشیءُ المستوی لا یخالف بعضُه بعضاً،و قد احْتَتَنَ ; فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: کأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ ، تحتَ الصَّقِیعِ،جَرْشُ أُفْعُوانِ. فإنه قال:یعنی اثنین اثنین،قال ابن سیده:و لا أَعرف کیف هذا إنما معناه عندی المُحْتَتِنُ أَی المستوی،ثم حذف تاء مُفْتَعل فبقی المُحْتَن ،ثم أَشبع الفتحه فقال المُحْتان کقوله: و مِن عَیْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ. أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع.و احْتَتَنَ الشَّیءُ:استَوی; قال الطِّرماح: تِلْکَ أَحْسابُنا،إذا احْتَتَنَ الخَصْلُ، و مُدَّ المَدَی مَدَی الأَعْراضِ. احْتَتَنَ الخَصْلُ أَی استوی إصابهُ المُتَناضِلَیْن.و الخَصْلهُ:الإِصابهُ.و یقال:فلان سِنُّ فلانٍ و تِنُّه و حِتْنُه إذا کان لِدَتَه علی سِنِّه.و جئْ به من حَتْنِک أَی من حیث کان.و حَوْتَنان :موضعٌ،و قیل: حَوْتَنانان وادِیانِ فی بلاد قَیْس کلُّ واحد منهما یقال له حَوْتَنان ; و قد ذکرهما تمیم بن مقبل فقال: ثم اسْتَغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من حَوْتَنانَیْن ،لا مِلْح و لا زَنَن. و لا زَنَن أَی لا ضیِّق قلیل.و یقال:رمی القومُ

ص :107

فوقعت سِهامُهم حَتَنَی أَی مستویه لم یَفْضُل واحدٌ منهم أَصحابَه.ابن الأَعرابی:رمی فأَحْتَن إذا وقعت سِهامُه کلُّها فی موضع واحد.

حثن:

الحَثَنُ :حِصْرِمُ العِنَب،و قیل:هو إذا کان الحبُّ کرؤُوس الذَّرِّ،واحدتُه بالهاء.و حُثُنٌ :موضعٌ جاءَ فی شعر هذیل،و هو موضع معروف ببلادهم; قال قیس بن خویلد الهذلی: أَری حُثُناً أَمْسَی ذَلیلاً کأَنه تُراثٌ،و خَلاَّه الصِّعاب الصَّعاتِر.

حجن:

حَجَنَ العُودَ یَحْجِنُه حَجْناً و حَجَّنَه :عطَفَه.و الحَجَنُ و الحُجْنهُ و التحَجُّن :اعْوجاج الشیء،و فی التهذیب:اعوِجاجُ الشیء الأَحْجَنِ .و المِحْجَنُ و المِحْجَنَهُ :العَصَا المُعْوَجَّهُ.الجوهری: المِحْجَنُ کالصَّوْلَجانِ.و

16- فی الحدیث :أَنه کان یَسْتَلِم الرُّکْنَ بمِحْجَنَهِ . ; المِحْجَنُ :عَصاً مُعَقَّفه الرأْس کالصَّوْلجان،قال:و المیم زائده،و کلُّ معطوف مُعْوجّ کذلک; قال ابن مقبل: قد صَرَّح السَّیْرُ عن کُتْمانَ،و ابتُذِلَت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِیَّهِ الذُّقُنِ. أَراد:و ابتُذِلَت المَحَاجِنُ ،و أَنَّثَ الوَقْعَ لإِضافته إلی المَحاجِن .و فلانٌ لا یَرْکُضُ المِحْجَن أَی لا غَنَاءَ عنده،و أَصل ذلک أَن یُدْخَلَ مِحْجَن بین رِجْلَی البعیر،فإنْ کان البعیرُ بَلیداً لم یَرْکُض ذلک المِحْجَنَ ،و إن کان ذَکِیّاً رَکَض المِحْجَن و مضَی.و الاحْتِجانُ :الفعلُ بالمِحْجَن .و الصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ.و صقرٌ أَحْجَنُ المَخالِب:مُعَوَجُّها.و مِحْجَنُ الطائِرِ:مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ.و التَّحْجِینُ :سِمهٌ مُعْوَجَّه،اسْمٌ کالتَّنْبیتِ و التَّمْتین.و یقال: حَجَنْت البعیرَ فأَنا أَحْجِنُه ،و هو بَعِیرٌ مَحْجون إذا وُسِمَ بِسِمَه المِحْجَن ،و هو خَطٌّ فی طرَفِهِ عَقْفه مثل مِحْجَنِ العصا.و أُذُنٌ حجناء :مائلهُ أَحد الطرَفین من قِبَل الجبهه سُفْلاً،و قیل:هی التی أَقْبَل أَطراف إحداهما علی الأُخری قِبَل الجَبْهه،و کلُّ ذلک مع اعْوِجاج.الأَزهری: الحُجْنهُ مصدرٌ کالحَجَن ،و هو الشعرُ الذی جُعودته فی أَطرافه.قال ابن سیده:و شعر حَجِنٌ و أَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ،فی أَطْرافه شیءٌ من جُعودهٍ و تکسُّرٍ.و قیل:مُعَقّف متداخلٌ بعضه فی بعض.قال أَبو زید: الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ.و الحُجْنهُ :الرَّجَلُ.و السَّبِطُ:الذی لیست فیه حُجْنه .قال الأَزهری:و من الأُنوف أَحْجَنُ .و أَنْف أَحْجَنُ :مُقْبِل الرَّوْثهِ نحوَ الفمِ،زاد الأَزهری:و استأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً.و الحُجْنهُ :موضع أَصابه اعْوِجاجٌ من العصا.و المِحْجَن :عصاً فی طرَفها عُقَّافه،و الفعل بها الاحْتِجان .ابن سیده: الحُجْنهُ موضعُ الاعْوِجاج.و حُجْنهُ المِغْزَل،بالضم:هی المُنْعَقِفهُ فی رأْسه.و

16- فی الحدیث :توضَع الرحِمُ یومَ القیامه لها حُجْنهٌ کحُجْنهِ المِغْزَل. أَی صِنّارتِه المُعْوَجَّه فی رأْسه التی یُعَلَّق بها الخیطُ یفتل للغَزْل،و کلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ .و الحُجْنهُ :ما اختَزَنْتَ من شیء و اخْتَصَصْتَ به نفسک; الأَزهری:و من ذلک یقال للرجل إذا اختصَّ بشیء لنفسه قد احْتَجَنه لنفسه دون أَصحابه.و الاحْتِجانُ :جمعُ الشیء و ضمُّه إلیک،و هو افْتِعال من المِحْجَن .و

16- فی الحدیث :ما أَقْطَعَک العَقیقَ لتَحْتَجنَه . أَی تتملَّکه دون الناس.و احْتَجَن الشیءَ:احْتَوَی علیه.و

17- فی حدیث ابن ذی یَزَن :و احْتَجَنّاه دون غیرنا. و احْتَجَنَ علیه:حَجَر.و حَجِنَ علیه حَجَناً :ضَنَّ.و حَجِنَ به:کحَجِیَ به،و هو نحو الأَول.و حَجِنَ

ص :108

بالدار:أَقام.و حُجْنَهُ الثُّمامِ و حَجَنَتُه :خُوصتُه.و أَحْجَنَ الثُّمامُ:خرجت حُجْنَتُه ،و هی خوصه.و

14- فی حدیث أُصَیْل حین قَدِمَ من مکه :فسأَله رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فقال:ترکتُها قد أَحْجَنَ ثُمامُها و أَعْذَقَ إذْخِرُها و أَمْشَرَ سَلَمُها،فقال:یا أُصَیْل،دَعِ القلوبَ تَقِرُّ. أَی بدا وَرَقُه (1).و الثُّمام نبت معروف.و الحَجَنُ :قَصَدٌ ینبُت فی أَعراض عِیدان الثُّمام و الضِّعهِ.و الحَجَنُ :القُضْبانُ القِصَارُ التی فیها العنب،واحدتُه حَجَنه .و إنه لمِحْجَنُ مالٍ:یَصْلُح المالُ علی یدیه و یُحْسِن رِعْیَته و القیامَ علیه; قال نافع بن لقیط الأَسدی: قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَیْخاً أَعْجَفا، مِحْجَنَ مالٍ أَینَمَا تَصَرَّفا. و احْتِجانُ المالِ:إصْلاحُه و جَمْعُه و ضَمُّ ما انتشر منه.و احْتِجانُ مالِ غیرِک:اقتِطاعُه و سَرِقتُه.و صاحبُ المِحْجَن فی الجاهلیه:رجلٌ کان معه محجَن ،و کان یقْعُد فی جادَّه الطریق فیأْخذ بمحْجنِه الشیء بعد الشیء من أَثاث المارَّه،فإن عُثِرَ علیه اعْتَلَّ بأَنه تعلق بمحْجنه ،و قد ورد

16- فی الحدیث :کان یَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه .فإِذا فُطِنَ به قال تعلَّق بمِحْجَنی . و الجمع مَحاجِنُ .و

16- فی حدیث القیامه :و جَعلَت المَحاجِنُ تُمْسِکُ رجالاً. و حَجَنْت الشیءَ و احْتَجَنْتُه إذا جَذَبْتَه بالمِحْجَنِ إلی نَفْسِک; و منه قولُ قیس بن عاصم فی وصیَّتِه:علیکم بالمال و احْتِجانِه ،و هو ضمُّکَه إلی نفْسِک و إِمساکُکَ إیاه.و حَجَنَه عن الشیء:صَدَّه و صَرَفه; قال: و لا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوی، إذا لم یَزَعْه من هَوَی النَّفْسِ حاجِنُ و الغَزْوَهُ الحَجُونُ :التی تُظهر غیرها ثم تخالف إلی غیر ذلک الموضع و یُقْصَدُ إلیها،و یقال:هی البعیده قال الأَعشی: و لا بُدَّ من غَزوهٍ،فی الرَّبیع، حَجُونٍ تُکِلُّ الوَقاحَ الشَّکورا. و یقال:سِرْنا عقَبهً حَجُوناً أَی بعیدهً طویله.و الحَجُونُ :موضعٌ بمکه ناحیه من البیت; قال الأَعشی: فما أَنتَ من أَهل الحَجُونِ و لا الصَّفا، و لا لک حَقُّ الشِّرْبِ فی ماء زَمْزَم. قال الجوهری: الحَجونُ ،بفتح الحاء،جبلٌ بمکه و هی مَقْبُره.و قال عمرو بن الحرث بن مُضاض بن عمرو یتأَسَّف علی البیت،و قیل هو للحرث الجُرْهمی: کأَنْ لم یکن بین الحَجونِ إلی الصَّفا و

16- فی الحدیث :أَنه کان علی الحَجُون کَئیباً. و قال ابن الأَثیر: الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما یَلی شِعْب الجَزَّارین بمکه،و قیل:هو موضع بمکه فیه اعْوِجاج،قال:و المشهور الأَوَّل،و هو بفتح الحاء.و الحَوْجَنُ ،بالنون:الوَرْدُ الأَحمر; عن کراع.و قد سمَّوْا حَجْناً و حُجَیْناً و حَجْناءَ و أَحْجَنَ ،و هو أَبو بَطْنٍ منهم،و مِحْجَناً ،و هو مِحْجَن بن عُطارِد العَنْبَریّ شاعر معروف; و ذکر ابن بری فی هذه الترجمه ما صورته:و الحَجِنُ المرأَهُ القلیلهُ الطَّعْم; قال الشمّاخ: و قد عَرِقَتْ مَغابِنُها،و جادَتْ بِدرَّتِها قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ. قال:و القَتِینُ مثل الحَجِین أَیضاً،أَراد بالحَجِن

ص :109

قُراداً،و جعل عَرَق هذه الناقه قُوتاً له،و هذا البیت بعینه ذکره الأَزهری و ابن سیده فی ترجمه جحن،بالجیم قبل الحاء،فإِما أَن یکون الشیخ ابن بری وجد له وجهاً فنقله أَو وَهم فیه.

حذن:

الحُذُنَّتان :الأُذُنان،بالضم و التشدید; قال جریر: یا ابنَ التی حُذُنَّتاها باعُ. و تُفْرَد فیقال: حُذُنَّه .و رجل حُذُنَّه و حُذُنٌّ :صغیر الأُذنین خفیفُ الرأْسِ.و حُذْنُ الرجُلِ و حُذْلُه:حُجْزَتُه.و

16- فی الحدیث :مَن دخَل حائطاً فلْیأْکُلْ منه غیرَ آخذٍ فی حُذْنِه شیئاً. ; قال ابن الأَثیر:هکذا جاء فی روایه،و هو مثل الحُذْل،باللام،و هو طرفُ الإِِزار أَو حُجْزهُ القمیص و طرَفُه.و الحَوْذانهُ :بَقْله من بُقول الریاض; قال الأَزهری:رأَیتُها فی رِیاض الصَّمّان و قِیعانِها،و لها نَوْر أَصفرُ رائحتُه طیبه،و تجمع الحَوْذانَ.

حرن:

حَرَنتِ الدابهُ تَحْرُن حِراناً و حُراناً و حَرُنَتْ ،لغتان،و هی حَرونٌ :و هی التی إِذا استُدِرَّ جَرْیُها وقَفَتْ،و إنما ذلک فی ذوات الحوافر خاصَّه،و نظیرُه فی الإِِبل اللِّجانُ و الخِلاءُ،و استعمل أَبو عبید الحِرانَ فی الناقه.و

16- فی الحدیث :ما خَلأَت و لا حَرَنَتْ و لکن حَبَسَها حابِسُ الفِیل. و فرس حَرُونٌ من خَیْل حُرُنٍ :لا یَنْقادُ،إِذا اشتدّ به الجَرْیُ وَقَف.و قد حَرَنَ یَحْرُنُ حُرُوناً و حَرُنَ ،بالضم أَیضاً:صار حَرُوناً ،و الاسم الحِرانُ .و الحَرُونُ :اسم فرس کان لباهِلَه،إلیه تنسب الخیل الحَرُونِیَّه .و الحَرُونُ :اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهلیِّ فی الإِسلام کان یُسابِق الخیلَ،فإِذا اسْتُدرَّ جَرْیه وقَف حتی تکادَ تسْبِقُه،ثم یجری فیسبِقها،و فی الصحاح: حَرون اسمُ فرسِ أَبی صالح مُسْلم بن عمروٍ الباهلی والد قُتَیْبه; قال الشاعر: إذا ما قُریش خلا مُلْکُها، و قال الأَصمعی:هو من نَسْل أَعوج،و هو الحَرون بن الأَثاثیّ بن الخُزَز بن ذی الصُّوفه بن أَعْوج،قال:و کان یسبِق الخیلَ ثمَ یَحْرُن حتی تَلْحَقَه،فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها،و قیل: الحَرونُ فرسُ عُقبه بن مُدْلِجٍ،و منه قیل لحبیب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب الحَرُون ،لأَنه کان یَحْرُنُ فی الحرب فلا یبرح،استعیر ذلک له و إِنما أَصله فی الخیل،و قال اللحیانی: حَرَنَت الناقهُ قامت فلم تَبْرَحْ،و خَلأَت برکَتْ فلم تَقُمْ; و الحَرونُ فی قول الشماخ: و ما أَرْوَی،و إِن کَرُمَتْ علینا، بأَدْنَی من مُوَقَّفهٍ حَرونِ . هی التی لا تبرح أَعلی الجَبل من الصَّیْد.و یقال: حَرَن فی البیع إذا لم یَزِد و لم یَنْقُص.و المَحارینُ من النَّحْل:اللَّواتی یَلْصَقْنَ بالخَلِیَّه حتی یُنْتزَعْنَ بالمَحابِض; و قال ابن مقبل: کأَنَّ أَصْواتَها،من حیث نسمَعُها، نَبْضُ المَحابضِ یَنْزِعْنَ المَحارِینا . قال ابن بری:الهاءُ فی أَصواتها تعودُ علی النَّواقیس فی بیتٍ قَبْله،و المَحابضُ:عِیدانٌ یُشارُ بها العسلُ،قال:و المَحارینُ جمع مِحْرانٍ ،و هو ما حَرُنَ علی الشَّهْد من النحل فلا یَبْرَح عنه; الأَزهری: المَحارینُ ما یموتُ من النحل فی عسله،و قال غیره: المَحارینُ

ص :110

من العسل ما لَزِقَ بالخلِیَّه فعَسُر نَزْعُه،أُخذ من قولک حَرُن بالمکان حُرونه إذا لزمه فلم یُفارِقْه،و کأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِیارُه; قال الراعی: کِناس تَنوفهٍ ظَلَّت إِلیها هِجانُ الوَحْشِ حارنهً حُرونا . و قال الأَصمعی فی قوله حارنه :متأَخره،و غیره یقول:لازِمه.و المَحارینُ :الشِّهادُ،و هی أَیضاً حَبّات القُطن،واحدتُها مِحْرانٌ ،و قد تقدم شرح بیت ابن مقبل:یَخْلِجْنَ المَحارینا .و حَرّان :اسم بلد،و هو فَعّال،و یجوز أَن یکون فَعْلانَ،و النسبه إِلیه حَرْنانیٌّ ،کما قالوا مَنانیّ فی النسبه إلی مانی،و القیاس مانَوِیّ ،و حَرّانی علی ما علیه العامه.و حُرَینٌ :اسمٌ.و بنو حِرْنَه :بُطَین (1).

حردن:

الحِرْدَوْنُ :دُوَیْبَّه تُشبِه الحِرْباءَ تکون بناحیه مصرَ،حماها الله تعالی،و هی ملیحهٌ مُوشَّاه بأَلوانٍ و نُقَط،قال:و له نِزْکانِ کما أَنَّ للضَّبِّ نِزْکَیْن.

حرذن:

الحِرْذَوْنُ :العَظَاءَهُ،مَثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی عن ثعلب،و هی غیر التی تقدمت فی الدال المهمله.و الحِرْذَوْنُ من الإِبل:الذی یُرْکَبُ حتی لا تَبقی فیه بقیَّه.الجوهری: الحِرْذَوْنُ دُوَیْبَّه،بکسر الحاء،و یقال:هو ذکرُ الضَّبِّ.

حرسن:

الحُرْسُونُ :البعیرُ المهزول; عن الهجری; و أَنشد لعَمّار بن البَوْلانِیّه الکلبی: و تابع غیر متبوع،حَلائلُه یُزْجِینَ أَقْعِدَهً حُدْباً حَراسِینا . و القصیدهُ التی فیها هذا البیت مجرورهُ القوافی; و أَولها: وَدَّعْتُ نَجْداً،و ما قلْبی بمَحْزونِ، وداعَ مَنْ قد سَلا عنها إلی حینِ. الأَزهری عن أَبی عمرو:إبِلٌ حَراسِینُ عِجافٌ مجهوده; و قال: یا أُمَّ عَمْروٍ،ما هداکِ لِفِتْیهٍ و خُوصٍ حَراسینٍ شَدیدٍ لُغوبُها أَبو عمرو:الحراسیمُ و الحراسینُ السِّنون المُقْحِطات.

حرشن:

حَرْشَنٌ :اسم. و الحُرْشونُ :جنسٌ من القطن لا ینْتَفِشُ و لا تُدَیّثُه المَطارِقُ; حکاه أَبو حنیفه; و أَنشد: کما تَطایَر مَنْدُوفُ الحَراشینِ . و الحُرْشونُ :حَسَکهٌ صغیره صُلْبه تتعلَّق بصوف الشاه،و أَنشد البیت أَیضاً.

حزن:

الحُزْنُ و الحَزَنُ :نقیضُ الفرَح،و هو خلافُ السُّرور.قال الأَخفش:و المثالان یَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ،و الجمعُ أَحْزانٌ ،لا یکسَّر علی غیر ذلک،و قد حَزِنَ ،بالکسر، حَزَناً و تحازَنَ و تحَزَّن .و رجل حَزْنانٌ و مِحْزانٌ :شدید الحُزْنِ .و حَزَنَه الأَمرُ یَحْزُنُه حُزْناً و أَحْزَنَه ،فهو مَحْزونٌ و مُحْزَنٌ و حَزِینٌ و حَزِنٌ ; الأَخیره علی النَّسب،من قوم حِزانٍ و حُزَناءَ .الجوهری: حَزَنَه لغهُ قریش،و أَحْزَنه لغهُ تمیم،و قد قرئ بهما.و

16- فی الحدیث :أَنه کان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّی. أَی أَوْقَعه فی الحُزْن ،و یروی بالباء،و قد تقدم فی موضعه،و احْتزَنَ و تحَزَّنَ بمعنی; قال العجاج: بَکَیْتُ و المُحْتَزَن البَکِیُّ، و إِنما یأْتی الصِّبا الصّبِیُّ. و فلانٌ یقرأُ بالتَّحْزین إذا أَرَقَّ صَوْتَه.و قال سیبویه:

ص :111

أَحْزَنَه جعله حَزِیناً ،و حَزَنَه جعلَ فیه حُزْناً ،کأَفْتَنَه جعله فاتِناً،و فَتَنه جعلَ فیه فِتنَه.و عامُ الحُزْنِ (1).

14- العامُ الذی ماتت فیه خدیجهُ،رضی الله عنها،و أَبو طالب فسمّاه رسول الله،صلی الله علیه و سلم،عامَ الحُزْنِ ; حکی ذلک ثعلب عن ابن الأَعرابی،قال:و ماتا قَبْل الهِجره بثلاث سنین. اللیث:للعرب فی الحُزْن لغتانِ،إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا،و إذا ضَمُّوا خَفَّفوا; یقال:أَصابَه حَزَنٌ شدید و حُزْنٌ شدید; أَبو عمرو:إذا جاء الحزَن منصوباً فتَحوه،و إذا جاء مرفوعاً أَو مکسوراً ضموا الحاء کقول الله عز و جل: وَ ابْیَضَّتْ عَیْنٰاهُ مِنَ اَلْحُزْنِ ; أَی أَنه فی موضع خفض،و قال فی موضع آخر: تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً ; أَی أَنه فی موضع نصب.و قال: أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّٰهِ ،ضمُّوا الحاء هاهنا; قال:و فی استعمال الفعل منه لغتان:تقول حَزَنَنی یَحْزُنُنی حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ ،و یقولون أَحْزَنَنی فأَنا مُحْزَنٌ و هو مُحْزِنٌ ،و یقولون:صوْتٌ مُحْزِنٌ و أَمرٌ مُحْزِن ،و لا یقولون صوت حازنٌ .و قال غیره:اللغه العالیه حَزَنه یَحْزُنه ،و أَکثر القرَّاء قرؤوا: وَ لاٰ یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ ،و کذلک قوله: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ ; و أَما الفعل اللازم فإِنه یقال فیه حَزِنَ یَحْزَنُ حَزَناً لا غیر.أَبو زید:لا یقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ،و یقولون یَحْزُنُه ،فإذا قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف.و

17- فی حدیث ابن عمر حین ذَکَر الغَزْوَ و ذَکَر مَنْ یَغْزو و لا نِیَّهَ له فقال:إن الشیطانَ یُحَزِّنُه . أَی یُوَسْوِس إلیه و یُندِّمُه و یقول له لِمَ تَرَکْتَ أَهْلَکَ و مالَکَ؟ فیقع فی الحُزْنِ و یبْطلُ أَجْرُه.و قوله تعالی: وَ قٰالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا اَلْحَزَنَ ; قالوا فیه: الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ و العَشاءِ،و قیل:هو کُلُّ ما یَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ،فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّه کلَّ الأَحْزانِ .و الحُزَانهُ ،بالضم و التخفیف:عیال الرجل الذین یَتَجَزَّنُ بأَمْرهم و لهم.اللیث:یقول الرجلُ لصاحبه کیف حَشَمُک و حُزانَتُک أَی کیف مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم.و فی قلبه علیک حُزانهٌ أَی فِتْنهٌ (2).قال:و تسمی سَفَنْجقانِیَّهُ العرب علی العجم فی أَول قُدومهم الذی اسْتَحَقُّوا به من الدُّورِ و الضیاع ما اسْتَحَقوا حُزانهً.قال ابن سیده:و الحُزانهُ قَدْمهُ العربِ علی العجم فی أَوّل قدومهم الذی اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ و الضِّیاع; قال الأَزهری:و هذا کله بتخفیف الزای علی فُعَاله.و السَّفَنْجَقانیَّه:شَرْطٌ کان للعرب علی العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن یکونوا إذا مرَّ بهم الجیوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن یُنْزلوهم و یَقْرُوهم،ثم یُزَوِّدوهم إلی ناحیهٍ أُخری.و الحَزْنُ :بلادٌ للعَربِ.قال ابن سیده:و الحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض،و الجمع حُزُونٌ و فیها حُزُونهٌ ; و قوله: الحَزْنُ باباً و العَقورُ کَلْباً. أَجری فیه الاسم مُجْری الصفه،لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزله قوله الوَعْر باباً و المُمْتَنِع باباً.و قد حَزُنَ المکانُ حُزونهً ،جاؤوا به علی بناء ضِدِّه و هو قولهم:مکانٌ سَهْلٌ و قد سَهُل سُهوله.و

14- فی حدیث ابن المُسَیَّب :أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،أَراد أَن یُغَیِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ و یُسَمِّیَه سَهْلاً

ص :112

فأَبی،و قال:لا أُغیِّر اسماً سَمَّانی به أَبی،قال:فما زالت فینا تلک الحُزونهُ بَعْدُ. و الحَزْنُ :المکانُ الغلیظ،و هو الخَشِنُ.و الحُزونهُ :الخُشونه; و منه

16- حدیث المغیره : مَحْزون اللِّهْزِمه. أَی خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الکآبه.و منه

17- حدیث الشعبی : أَحْزَنَ بنا المنزلُ. أَی صار ذا حُزونهٍ کأَخْصَبَ و أَجْدَبَ،و یجوز أَن یکون من قولهم أَحْزَنَ و أَسْهَلَ إذا رَکِبَ الحَزْنَ و السَّهْلَ،کأَنَّ المنزلَ أَرْکَبَهم الحُزونهَ حیث نَزلوا فیه.قال أَبو حنیفه: الحَزْنُ حَزْنُ بنی یربوعٍ،و هو قُفٌّ غلیظ مَسِیرُ ثلاثِ لیالٍ فی مِثْلِها،و هی بعیدهٌ من المیاه فلیس تَرْعاها الشاءُ و لا الحُمُر،فلیس فیها دِمَنٌ و لا أَرْواث.و بعیرٌ حَزْنِیٌّ :یَرْعَی الحَزْنَ من الأَرض.و الحَزْنهُ :لغه فی الحَزْنِ ; و قولُ أَبی ذؤیب یصف مطراً: فَحَطَّ،من الحُزَنِ ،المُغْفِراتِ، و الطَّیْرُ تَلْثَقُ حتی تَصِیحا. قال الأَصمعی: الحُزَنُ الجبال الغلاظُ،الواحده حُزْنه مثل صُبْرهٍ و صُبَر،و المُغْفِراتُ:ذواتُ الأَغفار،و الغُفْرُ:وَلَدُ الأُرْویه،و المُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ،و من رواه فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوین لالتقاء الساکنین،و تَلْثَق حتی تصیحا أَی ممَّا بها من الماء; و مثله قول المتنخل الهذلی: و أَکْسُوا الحُلَّه الشَّوْکاءَ خِدْنی، و بَعْضُ الخَیْرِ فی حُزَنٍ وِراطِ (1). و الحَزْنُ من الدوابِّ:ما خَشُنَ،صفهٌ،و الأُنْثَی حَزْنهٌ ; و الحَزْنُ :قبیلهٌ من غَسَّانَ و هم الذین ذکرهم الأَخطل فی قوله: تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان،إذْ حَضروا، و الحَزْنُ :کَیْفَ قَراکَ الغِلْمهُ الجَشَرُ؟ و أَورده الجوهری:کیف قراه الغلمه الجشر; قال ابن بری:الصواب کیف قَراک کما أَورده غیره أَی الصُّبْرُ تسأَل عُمَیْر بنَ الحُباب،و کان قد قُتِل،فتقول له بعد موته:کیف قَراکَ الغِلمهُ الجشَر،و إنما قالوا له ذلک لأَنه کان یقول لهم:إنما أَنتم جَشَرٌ،و الجَشَرُ:الذین یَبِیتون مع إبلهم فی موضع رَعْیِها و لا یرجعون إِلی بیوتهم.و الحَزْنُ :بلادُ بنی یربوعٍ; عن ابن الأَعرابی; و أَنشد: و ما لِیَ ذَنْبٌ،إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحهِ حَزْنِیٍّ من النَّبْتِ أَخضرا. قال هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِیر فقال:لیس هُوَ عندی إنَّما نَزَع إلی الحَزْن الذی هو هذا البَلَد،یقول:جاءت الجَنُوبُ بریحِ البَقْلِ فنَزَع إلیها; و الحَزْنُ فی قول الأَعشی: ما رَوْضَهٌ،مِنْ رِیاضِ الحَزْن ،مُعْشِبَهٌ خَضْراءَ جادَ علیها مُسْبِلٌ هَطِلُ. موضعٌ معروف کانت تَرْعَی فیه إِبِلُ المُلوک،و هو من أَرض بنی أَسَدٍ.قال الأَزهری:فی بلاد العَرب حَزْنانِ :أَحدهما حَزْن بنی یَرْبوعٍ،و هو مَرْبَعٌ من مَرابعِ العرَب فیه ریاضٌ و قِیعانٌ،و کانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ و تَشَتَّی الصَّمَّانَ و تَقَیَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ،و الحَزْنُ الآخرُ ما بین زُباله فما فوق ذلک مُصْعِداً فی بلاد نَجْد،و فیه غِلَظٌ و ارتفاعٌ،و کان أَبو عمرو یقول: الحَزْنُ و الحَزْمُ الغَلیظُ من الأَرض،و قال غیره:الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّیْل من

ص :113

نَجَوات المُتُون و الظُّهور،و الجمع الحُزُوم.و الحَزْنُ :ما غَلُظ من الأَرض فی ارْتفاعٍ،و قد ذُکِرَ الحَزْم فی مکانه.قال ابن شمیل:أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها و جِبالُها و قَواقِیها و خَشِنُها و رَضْمُها،و لا تُعَدُّ أَرضٌ طَیِّبَهٌ،و إن جَلُدَتْ، حَزْناً ،و جمعُها حُزُون ،قال:و یقال حَزْنَهٌ و حَزْن .و أَحْزَن الرجلُ إذا صار فی الحَزْن .قال:و یقال للحَزْن حُزُن لُغَتان; و أَنشد قول ابنِ مُقْبل: مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَهٍ، و مُصْطَافُهُ فی الوُعُولِ الحُزُنْ . الحُزُن :جمع حَزْن .و حُزَن :جبل; و روی بیت أَبی ذؤیب المتقدّم: فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات. و رواه بعضهم من حُزُن ،بضم الحاء و الزای.و الحَزُون :الشاه السیِّئه الخُلق.و الحَزینُ :اسم شاعر،و هو الحزین الکِنانیُّ،و اسمه عمرو بن عبد وُهَیب،و هو القائل فی عبد الله بن عبد الملک و وفَد إلیه إلی مصر و هو والیها یمدحُه فی أَبیات من جملتها: لمَّا وقَفْت علیهم فی الجُموع ضُحًی، و هو القائل أَیضاً یهجو إنساناً بالبُخل: کأَنَّما خُلِقَتْ کَفَّاه منْ حَجَرٍ،

حزبن:

الحَیْزَبونُ :العجوز من النساء; قال القطامی: إذا حَیْزَبونٌ تُوقِدُ النار،بعدَ ما تَلفَّعتِ الظَّلْماء من کلِّ جانِبِ و ناقه حَیزَبون :شَهْمه حَدیده; و به فسَّر ثعلب قول الحذلمیّ یصف إِبِلاً: تَلْبِطُ فیها کلُّ حَیْزَبونِ قال الفراء:أَنشدنی أَبو القمقام: یَذْهَب منها کلُّ حَیزَبونِ مانِعه بغیرها زَبونِ الحَیزَبون :العجوز.و الحَیزَبون :السیئه الخلق،و هو هاهنا السیئه الخُلق أَیضاً.

حسن:

الحُسْنُ :ضدُّ القُبْح و نقیضه.الأَزهری: الحُسْن نَعْت لما حَسُن ; حَسُنَ و حَسَن یَحْسُن حُسْناً فیهما،فهو حاسِنٌ و حَسَن ; قال الجوهری:و الجمع مَحاسِن ،علی غیر قیاس،کأَنه جمع مَحْسَن .و حکی اللحیانی: احْسُنْ إن کنتَ حاسِناً ،فهذا فی المستقبل،و إنه لَحَسَن ،یرید فِعْل الحال،و جمع الحَسَن حِسان .الجوهری:تقول قد حَسُن الشیءُ،و إن شئت خَفَّفْت الضمه فقلت: حَسْنَ الشیءُ،و لا یجوز أَن تنقُل الضمه إلی الحاء لأَنه خبَرٌ،و إنما یجوز النقْل إذا کان بمعنی المدح أَو الذَّم لأَنه یُشبَّه فی جواز النَّقْل بنِعْم و بِئْس،و ذلک أَن الأَصل فیهما نَعِم و بَئِس،فسُکِّن ثانیهما و نقِلتْ حرکته إلی ما قبله،فکذلک کلُّ ما کان فی معناهما; قال سهم بن

ص :114

حنظله الغَنَوی: لم یَمْنَعِ الناسُ مِنِّی ما أَردتُ،و ما أُعْطِیهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا. أَراد: حَسُن هذا أَدَباً،فخفَّف و نقَل.و رجل حَسَنٌ بَسَن:إتباع له،و امرأَه حَسَنه ،و قالوا:امرأَه حَسْناء و لم یقولوا رجل أَحْسَن ،قال ثعلب:و کان ینبغی أَن یقال لأَنَّ القیاس یوجب ذلک،و هو اسم أُنِّث من غیر تَذْکیر،کما قالوا غلام أَمرَد و لم یقولوا جاریه مَرْداء،فهو تذکیر من غیر تأْنیث.و الحُسّان ،بالضم: أَحسَن من الحَسَن .قال ابن سیده:و رجل حُسَان ،مخفَّف، کحَسَن ،و حُسّان ،و الجمع حُسّانونَ ; قال سیبویه:و لا یُکَسَّر،استغْنَوْا عنه بالواو و النون،و الأُنثی حَسَنه ،و الجمع حِسان کالمذکر و حُسّانه ; قال الشماخ: دارَ الفَتاهِ التی کُنّا نقول لها: یا ظَبْیهً عُطُلاً حُسّانهَ الجِیدِ. و الجمع حُسّانات ،قال سیبویه:إنما نصب دارَ بإضمار أَعنی،و یروی بالرفع.قال ابن بری: حَسِین و حُسَان و حُسّان مثل کَبیر و کُبَار و کُبَّار و عَجیب و عُجاب و عُجَّاب و ظریف و ظُراف و ظُرَّاف; و قال ذو الإِصبع: کأَنَّا یَوْمَ قُرَّی و أَصل قولهم شیء حَسَن حَسِین لأَنه من حَسُن یَحْسُن کما قالوا عَظُم فهو عَظِیم،و کَرُم فهو کریم،کذلک حَسُن فهو حَسِین ،إلا أَنه جاء نادراً،ثم قلب الفَعِیل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ فی نَعْته فقالوا حَسَنٌ و حُسَان و حُسّان ،و کذلک کریم و کُرام و کُرّام،و جمع الحَسْناء من النساء حِسانٌ و لا نظیر لها إلا عَجْفاء و عِجاف،و لا یقال للذکر أَحْسَن ،إنما تقول هو الأَحْسن علی إراده التفضیل،و الجمع الأَحاسِن .و أَحاسِنُ القوم: حِسانهم .و

16- فی الحدیث : أَحاسِنُکم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَکنافاً. و هی الحُسْنَی .و الحاسِنُ :القَمَر.و حسَّنْتُ الشیءَ تحْسیناً :زَیَّنتُه،و أَحسَنْتُ إلیه و به،و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال فی قوله تعالی فی قصه یوسف،علی نبینا و علیه الصلاه و السلام: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ ; أَی قد أَحسن إلی.و العرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ و أَسأْتُ بفلانٍ أَی أَحسنت إلیه و أَسأْت إلیه.و تقول: أَحْسِنْ بنا أَی أَحسِنْ إلینا و لا تُسِئْ بنا; قال کُثیِّر: أَسِیئی بنا أَو أَحْسِنِی ،لا مَلومهٌ لَدَیْنا،و لا مَقْلِیَّهٌ إنْ تَقَلَّتِ. و قوله تعالی: وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنیٰ ; قیل أَراد الجنّه،و کذلک قوله تعالی: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنیٰ وَ زِیٰادَهٌ ; فالحُسْنی هی الجنّه،و الزِّیاده النظر إلی وجه الله تعالی.ابن سیده:و الحُسْنی هنا الجنّه،و عندی أَنها المُجازاه الحُسْنی .و الحُسْنی :ضدُّ السُّوأَی.و قوله تعالی: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً .قال أَبو حاتم:قرأَ الأَخفش و قولوا للناس حُسْنی ،فقلت:هذا لا یجوز،لأَن حُسْنی مثل فُعْلی،و هذا لا یجوز إلا بالأَلف و اللام; قال ابن سیده:هذا نصُّ لفظه،و قال قال ابن جنی:هذا عندی غیرُ لازم لأَبی الحسن،لأَن حُسْنی هنا غیر صفه،و إنما هو مصدرٌ بمنزله الحُسْن کقراءه غیره: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً ،و مثله فی الفِعْل و الفِعْلی:الذِّکْرُ و الذِّکْری،و کلاهما مصدر،و من الأَول البُؤسُ و البُؤسی و النُّعْم و النُّعْمی،و لا یُسْتَوْحَش مِنْ

ص :115

تشبیه حُسْنی بذِکری لاختلاف الحرکات،فسیبویه قد عَمل مثلَ هذا فقال:و مثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَکَّن الأَوْسَط،یعنی النَّضْرَ،و الجمع الحُسْنَیات (1).و الحُسَنُ ،لا یسقط منهما الأَلف و اللام لأَنها مُعاقبه،فأَما قراءه من قرأَ: و قولوا للناس حُسْنی ،فزعم الفارسی أَنه اسم المصدر،و معنی قوله: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً ،أَی قولاً ذا حُسْنٍ و الخِطاب للیهود أَی اصْدُقوا فی صفه محمد،صلی الله علیه و سلم. و روی الأَزهری عن أََحمد بن یحیی أََنه قال:قال بعض أََصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه یرید قولاً حَسَناً ،قال:و الأُخری مصدر حَسُنَ یَحسُن حُسْناً ،قال:و نحن نذهب إِِلی أََن الحَسَن شیءٌ من الحُسْن ،و الحُسْن شیءٌ من الکل،و یجوز هذا و هذا،قال:و اخْتار أََبو حاتم حُسْناً ،و قال الزجاج:من قرأََ حُسْناً بالتنوین ففیه قولان أََحدهما و قولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ ،قال:و زعم الأَخفش أََنه یجوز أََن یکون حُسْناً فی معنی حَسَناً ،قال:و من قرأََ حُسْنی فهو خطأ لا یجوز أََن یقرأََ به،و قوله تعالی: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنٰا إِلاّٰ إِحْدَی اَلْحُسْنَیَیْنِ ; فسره ثعلب فقال: الحُسْنَیان الموتُ أََو الغَلَبه،یعنی الظفَر أََو الشهاده،و أََنَّثَهُما لأَنه أََراد الخَصْلتَین،و قوله تعالی: وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ ; أََی باستقامه و سُلوک الطریق الذی درَج السابقون علیه،و قوله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ فِی الدُّنْیٰا حَسَنَهً ; یعنی إِبراهیم،صلوات الله علی نبینا و علیه،آتَیناه لِسانَ صِدْقٍ،و قوله تعالی: إِنَّ اَلْحَسَنٰاتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئٰاتِ ; الصلواتُ الخمس تکفِّر ما بینها.و الحَسَنهُ :ضدُّ السیِّئه.و فی التنزیل العزیز: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا ; و الجمع حَسَنات و لا یُکسَّر.و المَحاسنُ فی الأَعمال:ضدُّ المَساوی.و قوله تعالی: إِنّٰا نَرٰاکَ مِنَ اَلْمُحْسِنِینَ ; الذین یُحْسِنون التأْویلَ.و یقال:إِنه کان یَنْصر الضعیف و یُعین المظلوم و یَعُود المریض،فذلک إِحْسانه .و قوله تعالی: وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَهِ السَّیِّئَهَ ; أََی یدفعون بالکلام الحَسَن ما وردَ علیهم من سَیِّءِ غیرهم.و قال أََبو إِسحق فی قوله عز و جل: ثُمَّ آتَیْنٰا مُوسَی الْکِتٰابَ تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ ; قال:یکون تماماً علی المُحْسِن ،المعنی تماماً من الله علی المُحْسِنین ،و یکون تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ علی الذی أََحْسَنه موسی من طاعه الله و اتِّباع أََمره،و قال:یُجْعل الذی فی معنی ما یرید تماماً علی ما أََحْسَنَ موسی.و قوله تعالی: وَ لاٰ تَقْرَبُوا مٰالَ الْیَتِیمِ إِلاّٰ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ; قیل:هو أََن یأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه و سَدَّ جَوعَتَه.و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَی اللّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ ; فسره ثعلب فقال:هو الذی یَتَّبع الرسول.و قوله عز و جل: أَحْسَنَ کُلَّ شَیْءٍ خَلَقَهُ ; أََحْسَنَ یعنی حَسَّنَ ،یقول حَسَّنَ خَلْقَ کلِّ شیءٍ،نصب خلْقَه علی البدل،و من قرأََ خَلَقَهُ فهو فِعْلٌ.و قوله تعالی: وَ لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنیٰ ،تأْنیث الأَحسن .یقال:الاسم الأَحْسَن و الأَسماء الحُسْنی ; و لو قیل فی غیر القرآن الحُسْن لَجاز; و مثله قوله تعالی: لِنُرِیَکَ مِنْ آیٰاتِنَا الْکُبْریٰ ; لأَن الجماعه مؤَنثه.و قوله تعالی: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَیْهِ حُسْناً ; أََی یفعل بهما ما یَحْسُنُ حُسْناً .و قوله تعالی: اِتَّبِعُوا أَحْسَنَ مٰا أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ ; أََی اتَّبعوا القرآن،و دلیله قوله: نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ ،و قوله تعالی: رَبَّنٰا آتِنٰا فِی الدُّنْیٰا حَسَنَهً ; أََی نِعْمهً،و یقال حُظوظاً حسَنه .و قوله تعالی: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَهٌ ،أََی نِعْمه،و قوله: إِنْ تَمْسَسْکُمْ حَسَنَهٌ تَسُؤْهُمْ ،أََی غَنیمه و خِصب،

ص :116

وَ إِنْ تُصِبْکُمْ سَیِّئَهٌ ،أََی مَحْلٌ.و قوله تعالی: وَ أْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهٰا ; أََی یعملوا بحَسَنِها ،و یجوز أََن یکون نحو ما أََمَرنا به من الانتصار بعد الظلم،و الصبرُ أََحسَنُ من القِصاص و العَفْوُ أََحسَنُ .و المَحاسِنُ :المواضع الحسَنه من البَدن.یقال:فلانه کثیره المَحاسِن ; قال الأَزهری:لا تکاد العرب توحِّد المَحاسِن ،و قال بعضهم:واحدها مَحْسَن ; قال ابن سیده:و لیس هذا بالقویِّ و لا بذلک المعروف،إِنما المَحاسِنُ عند النحویین و جمهور اللغویین جمعٌ لا واحد له،و لذلک قال سیبویه:إِذا نسبْتَ إِلی محاسن قلت مَحاسِنیّ ،فلو کان له واحد لرَدَّه إِلیه فی النسب،و إِنما یقال إِن واحدَه حَسَن علی المسامحه،و مثله المَفاقِر و المَشابِه و المَلامِح و اللیالی.و وجه مُحَسَّن : حَسَنٌ ،و حسَّنه الله،لیس من باب مُدَرْهَم و مفؤود کما ذهب إِلیه بعضهم فیما ذُکِر.و طَعامٌ مَحْسَنهٌ للجسم،بالفتح: یَحْسُن به.و الإِحْسانُ :ضدُّ الإِساءه.و رجل مُحْسِن و مِحسان ; الأَخیره عن سیبویه،قال:و لا یقال ما أََحسَنَه ; أََبو الحسن:یعنی منْ هذه،لأَن هذه الصیغه قد اقتضت عنده التکثیر فأَغْنَتْ عن صیغه التعجب.و یقال: أََحْسِنْ یا هذا فإِنک مِحْسانٌ أََی لا تزال مُحْسِناً .و

14- فسر النبی،صلی الله علیه و سلم، الإِحسانَ حین سأَله جبریل،صلوات الله علیهما و سلامه،فقال:هو أََن تَعْبُدَ الله کأَنک تراه،فإن لم تکن تراه فإِنه یَراک. و هو تأْویلُ قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسٰانِ ; و أََراد بالإِحسان الإِخْلاص،و هو شرطٌ فی صحه الإِیمان و الإِسلام معاً،و ذلک أََن من تلفَّظ بالکلمه و جاء بالعمل من غیر إِخْلاص لم یکن مُحْسِناً ،و إِن کان إِیمانُه صحیحاً،و قیل:أََراد بالإِحسان الإِشارهَ إِلی المُراقبه و حُسْن الطاعه،فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أََحسَن عمَله،و قد أََشار إِلیه فی الحدیث

16- بقوله :فإن لم تکن تراه فإِنه یراک. و قوله عز و جل: هَلْ جَزٰاءُ اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ ; أََی ما جزاءُ مَنْ أََحْسَن فی الدُّنیا إِلا أََن یُحْسَنَ إِلیه فی الآخره.و أََحسَنَ به الظنَّ:نقیضُ أََساءَه،و الفرق بین الإِحسان و الإِنعام أََن الإِحسانَ یکون لنفسِ الإِنسان و لغیره،تقول: أََحْسَنْتُ إِلی نفسی،و الإِنعامُ لا یکون إِلا لغیره.و کتابُ التَّحاسین :خلاف المَشْق،و نحوُ هذا یُجْعَل مصدراً ثم یجمع کالتَّکاذِیب و التَّکالیف،و لیس الجمعُ فی المصدر بفاشٍ،و لکنهم یُجْرُون بعضه مُجْری الأَسماء ثم یجمعونه.و التَّحاسینُ :جمعُ التَّحْسِین ،اسم بُنِیَ علی تَفْعیل،و مثلُه تَکالیفُ الأُمور،و تَقاصیبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه.و هو یُحْسِنُ الشیءَ أََی یَعْمَله،و یَسْتَحْسِنُ الشیءَ أََی یَعُدُّه حَسَناً .و یقال:إِنی أَُحاسِنُ بک الناسَ.و فی النوادر: حُسَیْناؤُه أَن یفعل کذا،و حُسَیْناه مِثْلُه،و کذلک غُنَیْماؤه و حُمَیْداؤه أََی جُهْدُه و غایتُه.و حَسَّان :اسم رجل،إِن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أََجْرَیْتَه،و إِن جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ و هو القَتْل أََو الحِسِّ بالشیء لم تُجْرِه; قال ابن سیده:و قد ذکرنا أََنه من الحِسِّ أََو من الحَسِّ،و قال:ذکر بعض النحویین أََنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ ،قال:و لیس بشیء.قال الجوهری:و تصغیرُ فعَّالٍ حُسَیْسِین ،و تصغیرُ فَعْلانَ حُسَیْسان .قال ابن سیده:و حَسَنٌ و حُسَیْن یقالانِ باللام فی التسمیه علی إِراده الصفه،و قال قال سیبویه:أََما الذین قالوا الحَسَن ،فی اسم الرجل،فإنما أََرادوا أََن یجعلوا الرجلَ هو الشیءَ بعینه و لم یَجْعلوه سُمِّیَ بذلک،

ص :117

و لکنهم جعلوه کأَنه وصفٌ له غَلَب علیه،و من قال حَسَن فلم یُدْخِل فیه الأَلفَ و اللامَ فهو یُجْریه مُجْرَی زیدٍ.و

14,15,2,3- فی حدیث أََبی هریره،رضی الله عنه :کنا عند النبی،صلی الله علیه و سلم،فی لیلهٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ و عندَه الحَسَنُ و الحُسَیْنُ ،رضی الله عنهما،فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمهَ،رضوانُ الله علیها،و هی تُنادِیهما:یا حَسَنانِ یا حُسَیْنانِ فقال:الْحَقا بأُمّکما. ; غَلَّبَت أََحدَ الاسمین علی الآخر کما قالوا العُمَران لأَبی بکر و عمر،رضی الله عنهما،و القَمَران للشمس و القمر; قال أََبو منصور:و یحتمل أََن یکون کقولهم الجَلَمانُ للجَلَم،و القَلَمانُ للمِقْلامِ،و هو المِقْراضُ،و قال:هکذا روی سلمه عن الفراء،بضم النون فیهما جمیعاً،کأَنه جعل الاسمین اسماً واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإِعراب.و ذکر الکلبی أََن فی طیِّء بَطْنَیْن یقال لهما الحسَن و الحُسَیْن .و الحَسَنُ :اسمُ رمله لبنی سَعْد; و قال الأَزهری: الحَسَنُ نَقاً فی دیار بنی تمیم معروف،و جاء فی الشعر الحَسَنانُ ،یرید الحَسَنَ و هو هذا الرملُ بعینه; قال الجوهری:قُتِل بهذه الرمله أََبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قیْس بنِ خالدٍ الشَّیْبانیِّ،یَوْمَ النَّقَا،قتَله عاصِمُ بن خَلِیفهَ الضَّبِّی،قال:و هما جَبَلانِ أََو نَقَوانِ،یقال لأَحد هذین الجَبَلَیْن الحَسَن ; قال عبد الله بن عَنَمه الضَّبّیّ فی الحَسَن یَرْثِی بِسْطَامَ بنَ قَیْس: لأُمِّ الأَرضِ وَیْلٌ ما أََجَنَّتْ، بحیثُ أََضَرَّ بالحَسَنِ السَّبیلُ. و

17- فی حدیث أََبی رَجاء العُطارِدِیِّ :و قیل له ما تَذْکُر؟ فقال:أََذْکُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَیْسٍ علی الحَسَنِ . ; هو بفتحتین:جَبَل معروف من رمل،و کان أََبو رجاء قد عُمِّر مائهً و ثمانِیاً و عشرین سَنَهً،و إِذا ثنّیت قلت الحَسَنانِ ; و أََنشد ابن سیده فی الحَسَنین لشَمْعَله بن الأَخْضَر الضَّبِّیّ: و یوْمَ شَقیقهِ الحَسَنَیْنِ لاقَتْ قوله:و هی زُورٌ یعنی الخیلَ،و أََنشد فیه ابنُ بری لجریر: أََبَتْ عیْناکِ بالحَسَنِ الرُّقادا، و أََنْکَرْتَ الأَصادِقَ و البِلادا و أََنشد الجوهری فی حُسَیْن جبل: تَرکْنَا،بالنَّواصِف من حُسَیْنٍ ، نساءَ الحیِّ یَلْقُطْنَ الجُمانا. فحُسَیْنٌ هاهنا:جبلٌ.ابن الأَعرابی:یقال أََحْسَنَ الرجلُ إِذا جلس علی الحَسَنِ ،و هو الکثیبُ النَّقِیّ العالی،قال:و به سمی الغلام حَسَناً .و الحُسَیْنُ :الجبَلُ العالی،و به سمی الغلام حُسَیْناً .و الحَسَنانِ :جبلانِ،أََحدُهما بإِزاء الآخر.و حَسْنَی :موضع.قال ابن الأَعرابی:إِذا ذکَر کُثیِّر غَیْقهَ فمعها حَسْنَی ،و قال ثعلب:إِنما هو حِسْیٌ،و إِذا لم یذکر غیْقهَ فحِسْمَی.و حکی الأَزهری عن علی بن حمزه: الحَسَنُ شجر الأَلاء مُصْطفّاً بکَثیب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ،سمی بذلک لِحُسْنِه و نُسِبَ الکثیبُ إِلیه فقیل نَقا الحَسَنِ ،و قیل: الحَسَنهُ جبلٌ أََمْلَسُ شاهقٌ لیس به صَدْعٌ،و الحَسَنُ جمعُه; قال أََبو صعْتَره البَوْلانِیُّ:

ص :118

فما نُطْفهٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ

به حَسَنُ الجُودِیّ،و اللیلُ دامِسُ.

و یروی: به جَنْبَتا الجُودِیِّ... ،و الجودِیُّ وادٍ،و أََعلاه بأَجَأَ فی شواهِقها،و أََسفلُه أََباطحُ سهلهٌ،و یُسَمِّی الحَسَنهَ أََهلُ الحجاز المَلقَه.

حشن:

الحَشَنُ :الوسَخُ; قال: بِرُغَثاوَیْهِ مُبِیناً حَشَنُه و الحَشَنُ أََیضاً:اللَّزِجُ من دَسَمِ البدَنِ،و قیل:هو الوسخُ الذی یتَراکَبُ فی داخل الوَطْبِ،و قد حشِنَ السقاء یَحْشَنُ حَشَناً ،فهو حَشِنٌ :أََنْتَنَ،و أََحْشَنْتُه أََنا إِحْشاناً إِذا أََکْثَرْتَ استِعْمالَه بِحَقْنِ اللبن فیه،و لم تَتَعَهَّدْه بالغَسْل،و لا بما یُنَظِّفُه من الوَضَر و الدَّرَن،فأَرْوَحَ و تغیَّر باطنُه و لَزِق به وَسَخُ اللَّبَنِ; أََنشد ابن الأَعرابی: و إِن أََتاها ذُو فِلاقٍ و حَشَنْ ، تُعارِض الکَلْبَ،إِذا الکلبُ رَشَنْ. یعنی وَطْباً تَفَلَّقَ لبنُه و وَسِخَ فَمُه.و حُشِنَ عن الوطبِ:کَثُر وَسَخُ اللَّبن علیه فقُشِر عنه; هذه روایه ثعلب،و أََما ابن الأَعرابی فرواه:حُشِرَ.و

16- فی حدیث أََبی الهیثم بن التَّیِّهان :مِنْ حِشَانهٍ . أََی سِقاءٍ مُتغیِّر الریح.و الحِشْنهُ :الحِقْدُ; أََنشد الأُمَوِیّ: أََلا لا أََرَی ذا حِشْنهٍ فی فؤادِه یُجَمْجِمُها،إِلاَّ سیَبْدُو دَفینُها. و قال شمر:و لا أََعرف الحِشْنهَ ،قال:و أَُراه مأْخوذاً من حَشِنَ السِّقاء إِذا لَزِق به وَضَرُ اللبَنِ.و المُحْشَئنُّ :الغَضْبان،و الخاء لغه.قال ابن بری:و التَّحَشُّن الاکتساب; و أََنشد لأَبِی مَسْلَمَه المُحاربیِّ: تَحشّنْتُ فی تلک البلاد لعلّنی بعاقبهٍ أَُغْنی الضعیفَ الحَزَوَّرا. قال:و قال غیره التَّحَشُّنُ التوسُّخ.و الحَشَنُ الوسَخُ،قال:و لم یذکره الجوهری فی هذا الفصل.و فی الحدیث ذکرُ حُشَّانٍ ،و هو بضم الحاء و تشدید الشین،أَُطُمٌ من آطام المدینه علی طریقِ قُبورِ الشُّهداء.

حصن:

حَصُنَ المکانُ یَحْصُنُ حَصانهً ،فهو حَصِین :مَنُع،و أََحْصَنَه صاحبُه و حَصَّنه .و الحِصْنُ :کلُّ موضع حَصِین لا یُوصَل إِلی ما فی جَوْفِه،و الجمع حُصونٌ .و حِصْنٌ حَصِینٌ :من الحَصانه .و حَصَّنْتُ القریه إِذا بنیتَ حولَها،و تَحَصَّنَ العَدُوُّ.و

16- فی حدیث الأَشعث : تَحَصَّنَ فی مِحْصَنٍ .

(1)

. المِحْصَنُ :القصرُ و الحِصْنُ .و تَحَصَّنَ إِذا دخل الحِصْنَ و احْتَمی به.و درْعٌ حَصِین و حَصِینه :مُحْکمَه; قال ابن أََحمر: همُ کانوا الیَدَ الیُمْنی،و کانوا قِوامَ الظَّهْرِ و الدِّرعَ الحَصِینا . و یروی: ...الیدَ العُلْیا... ،و یروی: ...الوُثْقَی... ; قال الأَعشی: و کلُّ دِلاصٍ،کالأَضاهِ، حَصِینهٍ ، تری فَضْلَها عن رَبِّها یَتَذَبْذَبُ (2). و قال شمر: الحَصِینه من الدروع الأَمینه المُتدانیه الحِلَق التی لا یَحِیکُ فیها السِّلاح; قال عَنْتره العَبْسیُّ: فَلَقَّی أََلَّتی بَدَناً حَصِیناً ، و عَطْعَطَ ما أََعَدَّ من السِّهام. و قال الله تعالی فی قصه داود،علی نبینا و علیه الصلاه

ص :119

و السلام: وَ عَلَّمْنٰاهُ صَنْعَهَ لَبُوسٍ لَکُمْ لِتُحْصِنَکُمْ مِنْ بَأْسِکُمْ ; قال الفراء:قُرئ لِیُحْصِنَکم و لِتُحْصِنَکُمْ و لنحصنکم ،فمن قرأََ لیُحْصِنکم فالتذکیر لِلَّبُوس،و من قرأََ لِتُحْصِنَکُمْ ذهب إِلی الصنعه،و إِن شئت جعلته للدرع لأَنها هی اللبوسُ و هی مؤنثه،و معنی لیُحْصِنَکم لیمنعکم و یُحْرِزَکم،و من قرأََ لِنُحْصِنَکم ،بالنون،فمعنی لنُحْصِنَکم نحنُ،الفعلُ لله عز و جل.و امرأََه حَصانٌ ،بفتح الحاء:عفیفه بَیِّنه الحَصانهِ و الحُصْنِ و متزوّجَهٌ أََیضاً من نسوه حُصُنٍ و حَصاناتٍ ،و حاصِنٌ من نِسْوَهٍ حَواصِنَ و حاصِنات ،و قد حَصُنَت تَحْصُنُ حِصْناً و حُصْناً و حَصْناً إِذا عَفَّتْ عن الرِّیبه،فهی حَصانٌ ; أََنشد ابن بری: الحُصْنُ أََدْنی،لو تآیَیْتهِ، مِنْ حَثْیِکِ التُّرْبَ علی الرَّاکِبِ. و حَصَّنَت المرأََهُ نفسَها و تَحَصَّنَتْ و أََحْصَنَها و حَصَّنها و أََحْصَنَت نفسها.و فی التنزیل العزیز: وَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا .و قال شمر:امرأََه حَصانٌ و حاصِنٌ و هی العفیفه،و أََنشد: و حاصِن منْ حاصِنات مُلْسِ مِنَ الأَذَی،و من قِرافِ الوَقْسِ. و فی الصحاح:فهی حاصِنٌ و حَصانٌ و حَصْناء أََیضاً بَیِّنه الحَصانهِ .و المُحْصَنهُ :التی أََحصنها زوجها،و هن المُحْصَنات ،فالمعنی أََنهن أَُحْصِنَّ بأَزْواجِهنَّ.و المُحْصَنات :العَفائِفُ من النساء.و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی أََنه قال:کلامُ العرب کلُّه علی أََفْعَلَ فهو مُفْعِل إِلا ثلاثه أََحرف: أََحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ ،و أََلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ،و أََسْهَبَ فی کلامِهِ فهو مُسْهَب; زاد ابن سیده:و أََسْهَمَ فهو مُسْهَم.و فی الحدیث ذِکْرُ الإِحْصان و المُحْصَناتِ فی غیر موضع،و أََصل الإِحْصانِ المنعُ،و المرأََه تکون مُحْصَنه بالإِسلام و العَفافِ و الحریّه و التزویج. یقال: أََحْصَنَت المرأََه،فهی مُحْصَنه و مُحْصِنَه ،و کذلک الرجل.و المُحْصَنُ ،بالفتح:یکون بمعنی الفاعل و المفعول; و فی شعر حسَّان یُثْنی علی عائشه،رضی الله عنها: حَصَانٌ رَازانٌ ما تُزَنُّ بِریبهٍ، و تُصْبِحُ غَرْثَی من لُحومِ الغَوافِل. و کلُّ امرأََهٍ عفیفهٍ مُحْصَنهٌ و مُحْصِنَهٌ ،و کلُّ امرأََه متزوِّجه مُحْصَنهٌ ،بالفتح لا غیر; و قال: أََحْصَنُوا أَُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهم، تلک أََفْعالُ القِزام الوَکَعهْ أََی زَوَّجُوا.و الوَکَعه:جمع أََوْکَعَ.یقال:عبدٌ أََوْکَعُ،و کان قیاسُهُ وُکع،فشُبِّه بفاعِل فجُمِع جَمْعَه،کما قالوا أََعْزَل و عُزَّل کأَنه جمع عازِل; و قال أََبو عبید:أََجمع القرَّاء علی نصب الصاد فی الحرف الأَول من النساء،فلم یختلفوا فی فتح هذه لأَن تأْویلها ذوات الأَزواج یُسْبَیْنَ فیُحِلُّهنَّ السِّباء لِمَنْ وطِئها من المالِکین لها،و تنقطع العِصْمهُ بینهنَّ و بین أََزواجهن بأَن یَحِضْنَ حیضه و یَطْهُرْنَ منها،فأَما سوی الحرف الأَول فالقُرَّاءُ مختلفون:فمنهم من یکسر الصاد،و منهم من یفتحها،فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إِلی ذوات الأَزواج اللاتی قد أََحْصَنَهُنَّ أََزواجُهن،و مَنْ کسَر ذهبَ إِلی أََنهن أََسْلَمْنَ فأَحْصَنَّ أََنفسهن فهنَّ مُحْصِنات .قال الفراء: وَ اَلْمُحْصَنٰاتُ مِنَ النِّسٰاءِ ،بِنَصْب الصاد،أََکثر فی کلام العرب.و أََحْصَنَتْ المرأََهُ:عَفَّت،و أََحْصَنَها زَوْجُها،فهی مُحْصَنه و مُحْصِنه .و رجل مُحْصَنٌ :متزوِّج،

ص :120

و قد أََحْصَنَه التزوّجُ.و حکی ابن الأَعرابی: أََحْصَنَ الرجلُ تزوجَ،فهو مُحصَن ،بفتح الصاد فیهما نادر.قال الأَزهری:و أََما قوله تعالی: فَإِذٰا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَیْنَ بِفٰاحِشَهٍ فَعَلَیْهِنَّ نِصْفُ مٰا عَلَی اَلْمُحْصَنٰاتِ مِنَ الْعَذٰابِ ;

17- فإن ابن مسعود قرأََ: فإذا أََحْصَنَّ ،و قال: إِِحْصانُ الأَمهِ إِسلامُها. و

17- کان ابن عباس یقرؤها: فَإِذٰا أُحْصِنَّ ،علی ما لم یسمَّ فاعله،و یفسره:فإِذا أَُحْصِنَّ بِزَوْجٍ،و کان لا یرَی علی الأَمه حدّاً ما لم تزوّج.

17- و کان ابن مسعود یری علیها نِصْفَ حدّ الحرَّه إِذا أََسلمت و إِن لم تزوّج. و بقوله یقولُ فقهاء الأَمصار،و هو الصواب.و قرأََ ابن کثیر و نافع و أََبو عمرو و عبد الله بن عامر و یعقوب: فَإِذٰا أُحْصِنَّ ،بضم الأَلف،و قرأََ حفص عن عاصم مثلَه،و أَما أََبو بکر عن عاصم فقد فتح الأَلف،و قرأََ حمزه و الکسائی فإِذا أَحْصَنَّ ،بفتح الأَلف،و قالَ شمر:أََصلُ الحَصانهِ المنعُ،و لذلک قیل:مَدِینهَ حَصینه و دِرْعٌ حَصِینه ; و أََنشد یونس: زَوْجٌ حصان حُصْنُها لم یُعْقَم. و قال: حُصْنُها تَحْصِینُها نفسَها.و قال الزجاج فی قوله تعالی: مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسٰافِحِینَ ; قال:مُتَزَوِّجین غیر زُناهٍ،قال:و الإِحْصانُ إِِحْصانُ الفرج و هو إِِعْفافُه; و منه قوله تعالی: أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا ; أََی أََعفَّتْه.قال الأَزهری:و الأَمه إِذا زُوِّجَتْ جازَ أََن یقال قد أَُحْصِنَت لأَن تزویجها قد أََحْصَنَها ،و کذلک إِذا أَُعْتِقَتْ فهی مُحْصَنه ،لأَن عِتْقَها قد أََعَفَّها،و کذلک إِذا أََسْلَمت فإِن إِسْلامَها إِِحْصانٌ لها.قال سیبویه:و قالوا بناءٌ حَصِینٌ و امرأََه حَصَان ،فَرقوا بین البِنَاء و المرأََهِ حین أََرادُوا أََن یخبروا أََن البناء مُحْرِز لمن لجأَ إِلیه،و أََن المرأََه مُحْرِزه لفَرْجها.و الحِصَانُ :الفحلُ من الخیل،و الجمع حُصُنٌ .قال ابن جنی:قولهم فرَسٌ حِصانٌ بَیِّنُ التحصُّن هو مُشْتَقٌّ من الحَصانهِ لأَنه مُحْرِز لفارسه،کما قالوا فی الأُنثی حِجْر،و هو من حَجَر علیه أََی منعه.و تَحَصَّنَ الفَرسُ:صارَ حِصاناً .و قال الأَزهری: تَحَصَّنَ إِذا تَکَلَّف ذلک،و خَیْلُ العرب حُصونها .قال الأَزهری:و هُمْ إِلی الیوم یُسَمُّونها حُصوناً ذُکورَها و إِناثَها،و سئل بعض الحُکَّام عن رجلٍ جعل مالاً له فی الحُصونِ فقال:اشْتَرُوا خَیْلاً و احْمِلوا علیها فی سبیل الله; ذهب إِلی قول الجعفی: و لقد عَلِمْتُ علی تَوَقِّی الرَّدَی أََن الحُصونَ الخَیْلُ،لا مَدَرُ القُری. و قیل:سُمِّیَ الفرسُ حِصاناً لأَنه ضُنَّ بمائه فلم یُنْزَ إِلا علی کریمه،ثم کثُر ذلک حتی سَمَّوا کلَّ ذَکَر من الخیل حِصاناً ،و العرب تسمی السِّلاحَ کلَّه حِصْناً ; و جعل ساعِدهُ الهذلیّ النّصالَ أََحْصِنه فقال: و أََحْصِنهٌ ثُجْرُ الظُّباتِ کأَنَّها، إِذا لم یُغَیِّبْها الجفیرُ،جَحِیمُ. الثُّجْرُ:العراضُ،و یروی: و أََحصَنه ثجرُ الظبات... أََی أََحْرَزَه; و قول زهیر: و ما أََدْرِی،و سَوْفَ إِِخالُ أََدْرِی، أََ قومٌ آلُ حِصْنٍ أََم نِساءُ یرید حِصْنَ بنَ حُذَیْفَهَ الفزاریَّ.و الحَواصِنُ من النساء:الحَبالی; قال: تُبِیل الحَواصِنُ أََبْوالَها و المِحْصَنُ (1).:القُفْلُ.و المِحْصَنُ أََیضاً:المِکْتلهُ

ص :121

التی هی الزَّبیلُ،و لا یقال مِحْصَنه .و الحِصْنُ :الهِلالُ.و حُصَیْنٌ :موضع; عن ابن الأَعرابی; و أََنشد: أََقول،إِذا ما أََقلعَ الغَیْثُ عَنْهُمُ: أََ مَا عَیْشُنا یومَ الحُصَیْن بعائد؟ و الثعلبُ یُکْنی أََبا الحِصْنِ .قال الجوهری:و أََبو الحُصَیْن کنیه الثعلب; أََنشد ابن بری: لله دَرُّ أََبی الحُصَیْنِ لقدْ بَدَتْ منه مَکایِدُ حُوَّلِیٍّ قُلَّبِ. قال:و یقال له أََبو الهِجْرِس و أََبو الحِنْبِص.و الحِصْنانِ :موضعٌ،النسب إِلیه حِصْنیٌّ کراهیه اجتماع إِعرابین،و هو قول سیبویه،و قال بعضهم:کراهیه اجتماع النونین،قال الجوهری:و حِصْنانِ بلد.قال الیَزِیدیُّ:سأَلنی و الکسائیَّ المهدیُّ عن النِّسْبه إِلی البحرین و إِلی حِصْنَین لِمَ قالوا حِصْنِیٌّ و بَحْرانِیٌّ فقال الکسائی:کرهوا أََن یقولوا حِصْنانیٌّ لاجتماع النونین،و قلتُ أََنا:کرهوا أَن یقولوا بَحْرِیٌّ فیُشْبه النِّسبهَ إِلی البَحْر.و بنو حِصْنٍ :حَیٌّ.و الحِصْنُ :ثَعْلبه بن عُکابَه و تَیْم اللاتِ و ذُهْل.و مِحْصَن :اسمٌ.و دارهُ مِحْصَن :موضعٌ; عن کراع.و حُصَیْنٌ :أََبو الراعی عُبَیْدُ بنُ حُصَیْنٍ النُّمَیْریّ الشاعر.و قد سمَّت العربُ حِصْناً و حَصِیناً .

حضن:

الحِضْنُ :ما دون الإِِبْط إِلی الکَشح،و قیل:هو الصدر و العَضُدان و ما بینهما،و الجمع أََحْضانٌ ; و منه الاحْتِضانُ ،و هو احتمالُک الشیءَ و جعلُه فی حِضْنِک کما تَحْتَضِنُ المرأََهُ ولدها فتحتمله فی أََحد شِقَّیْها.و

14- فی الحدیث :أََنه خرج مُحْتَضِناً أََحَدَ ابْنَی ابْنَتِه. أََی حامِلاً له فی حِضْنه .و الحِضْنُ :الجَنْبُ،و هما حِضْنانِ .و

16- فی حدیث أَُسیدِ بن حُضَیر :أََنه قال لعامر بن الطُّفَیل اخْرُجْ بِذِمَّتِک لئلا أَُنْفِذَ حِضْنَیْک . و المُحْتَضَنُ : الحِضْنُ ; قال الأَعشی: عَرِیضه بُوصٍ،إِِذا أََدْبَرَتْ، هَضِیم الحَشا،شَخْته المُحْتَضَنْ البُوصُ:العَجُزُ.و حِضْنُ الضبُع:وِجارُه; قال الکمیت: کما خَامَرَتْ فی حِضْنِها أَُمُّ عامِرٍ، لَدَی الحَبْلِ،حتی غالَ أََوْسٌ عِیالَها. قال ابن بری: حِضْنُها الموضعُ الذی تُصاد فیه،و لَدی الحَبْل أََی عند الحَبْل الذی تصادُ به،و یروی:لِذِی الحَبْلِ أََی لصاحب الحَبْل،و یروی عالَ،بعین غیر معجمه،لأَنه یُحْکی أََن الضَّبُعَ إِذا ماتَتْ أََطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها،و مَنْ روی غالَ،بالغین المعجمه،فمعناه أََکَلَ جراءَها.و حَضَنَ الصبیَّ یَحْضُنُه حَضْناً و حَضانهً [حِضانهً] (1).:جعله فی حِضْنِه و حِضْنا المَفازه:شِقَّاها،و الفلاه ناحیتاها; قال: أََجَزْتُ حِضْنَیْها هِبَلاًّ وغْما. و حِضْنا اللیل:جانباه (2).و حِضْنُ الجبل:ما یُطیف به،و حِضْنُه و حُضْنُه أََیضاً:أََصْلُه.الأَزهری: حِضْنا الجبل ناحیتاه.و حضْنا الرجل:جَنْباه.و حِضْنا الشیء:جانباه.و نواحی کل شیء أََحْضانُه .و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :عَلَیْکُم

ص :122

بالحِضْنَیْنِ . ; یرید بجَنْبَتَی العَسْکَر; و فی حدیث سَطِیح: کأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَیْ ثَکَنْ. و حَضَنَ الطائرُ أََیضاً بَیْضَه و علی بیضِه یَحْضُنُ حَضْناً و حِضانهً و حِضاناً و حُضوناً :رَجَنَ علیه للتَّفْرِیخِ; قال الجوهری: حَضَنَ الطائرُ بَیْضَه إِذا ضَمَّه إِلی نفسه تحت جناحیه،و کذلک المرأََه إِذا حَضَنَتْ ولدها.و حمامهٌ حاضِنٌ ،بغیر هاء،و اسم المکان المِحْضَن (1).و المِحْضَنهُ :المعموله للحمامه کالقَصْعه الرَّوْحاء من الطین.و الحَضانهُ :مصدرُ الحاضِنِ و الحاضنه .و المَحاضنُ :المواضعُ التی تَحْضُن فیها الحمامه علی بیضها،و الواحدُ مِحْضَن .و حضَنَ الصبیَّ یَحْضُنه حَضْناً :ربَّاه.و الحاضِنُ و الحاضِنهُ :المُوَکَّلانِ بالصبیِّ یَحْفَظانِهِ و یُرَبِّیانه.و

17- فی حدیث عروه بن الزبیر :عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتی إِذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوکِ. أََی مُرَبِّینَ و کافِلینَ،و حُضّانٌ :جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّی و الکافِلَ یَضُمُّ الطِّفْلَ إِلی حِضْنِه ،و به سمیت الحاضنهُ ،و هی التی تُرَبِّی الطفلَ.و الحَضانه ،بالفتح:فِعلُها.و نخلهٌ حاضِنهٌ :خَرَجَتْ کَبائِسُها و فارَقتْ کَوافیرَها و قَصُرَت عَراجینُها; حکی ذلک أََبو حنیفه; و أََنشد لحبیب القشیری: من کل بائنهٍ تُبِینُ عُذُوقَها عنها،و حاضِنه لها مِیقار. و قال کراع: الحاضِنهُ النخلهُ القصیرهُ العُذوقِ فهی بائِنه.اللیث:احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دونی و احْتَضَنَنی منه و حَضَنَنی أََی أََخْرَجَنی منه فی ناحیه.و

17- فی الحدیث عن الأَنصارِ یوم السَّقیفه حیث أََرادوا أََن یکون لهم شرکهٌ فی الخلافه:فقالوا لأَبی بکر،رضی الله عنه،أََ تُریدونَ أََن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ. أََی تُخرِجونا.یقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً و حَضانهً إِذا نَحَّیْتَه عنه و اسْتَبدَدْتَ به و انفردت به دونه کأَنه جعلَه فی حِضْنٍ منه أََی جانبٍ.و حَضَنْتُه عن حاجته أََحْضُنه ،بالضم،أََی حَبَسْتُه عنها،و احتَضَنته عن کذا مثله،و الاسم الحَضْنُ .قال ابن سیده:و حَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ یَحْضُنُه حَضْناً و حَضانهً و احْتَضَنه خَزَلَه دونه و منَعَه منه; و منه

17- حدیث عمر أََیضاً یومَ أََتی سَقِیفهَ بنی ساعده للبَیْعه قال :فإذا إِخواننا من الأَنصار یُریدون أََن یَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا و یَحْضُنونا عنه. ; هکذا رواه ابن جَبَلَهَ و عَلیُّ بن عبد العزیز عن أََبی عُبید،بفتح الیاء،و هذا خلاف ما رواه اللیث،لأَن اللیث جعل هذا الکلام للأَنصار،و جاء به أََبو عُبید لعُمَر،و هو الصحیح و علیه الروایات التی دار الحدیثُ علیها.الکسائی: حضَنْتُ فلاناً عما یُرِید أََحْضُنُه حَضْناً و حَضانهً و احتَضَنْتُه إِذا منَعْتَه عما یرید.قال الأَزهری:قال اللیث یقال أََحْضَنَنی مِنْ هذا الأَمر أََی أََخرَجنی منه،و الصواب حضَنَنی .و

17- فی حدیث ابن مسعود حین أََوْصَی فقال :و لا تُحْضَنُ زَیْنَبُ عن ذلک. یعنی امرأََتَه،أََی لا تُحْجَبُ عن النظرِ فی وصِیَّتِه و إِنْفاذِها،و قیل:معنی لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه و لا یُقطَعُ أََمرٌ دُونها.و

14- فی الحدیث :أََن امرأََه نُعَیْم أََتَتْ رسولَ الله،صلی الله علیه و سلم،فقالت:إِن نُعَیْماً یُریدُ أََن یَحْضُنَنی أََمرَ ابنتی،فقال:لا تَحْضُنْها و شاوِرْها. و حَضَنَ عنّا هدِیَّتَه یَحْضُنها حَضْناً :کَفَّها و صَرَفها; و قال اللحیانی:حقیقتُه صَرَفَ معروفَه و هدِیَّته عن جیرانِه و معارِفه إِلی غیرهم،و حکی:ما حُضِنَت عنه المروءهُ إِلی غیره أََی ما صُرِفَت.

ص :123

و أََحْضَنَ بالرَّجُلِ إِحْضاناً و أََحضَنَه :أََزْرَی به.و أََحْضَنْتُ الرجلَ:أََبْذَیتُ به.و الحِضانُ :أََن تَقْصُرَ إِِحدی طُبْیَتَیِ العَنْزِ و تَطولَ الأُخری جدّاً،فهی حَضُونٌ بَیِّنه الحِضان ،بالکسر.و الحَضُون من الإِبلِ و الغنم و النساء:الشَّطُورُ،و هی التی أََحدُ خِلْفَیها أََو ثَدْیَیها أََکبرُ من الآخر،و قد حَضُنَت حِضاناً .و الحَضونُ من الإِبلِ و المِعْزَی:التی قد ذهب أََحدُ طُبْیَیها،و الاسمُ الحِضانُ ; هذا قول أََبی عبید،استعمل الطُّبْیَ مکان الخِلْف.و الحِضانُ :أََن تکونَ إِحدی الخُصْیَتَینِ أََعظَمَ من الأُخری،و رجلٌ حَضونٌ إِذا کان کذلک.و الحَضون من الفروجِ:الذی أََحدُ شُفْرَیه أََعظم من الآخر.و أََخذَ فلانٌ حقَّه علی حَضْنِه أََی قَسْراً.و الأَعنُزُ الحضَنِیَّهُ :ضرْبٌ شدیدُ السوادِ،و ضربٌ شدیدُ الحُمْره.قال اللیث:کأَنها نُسِبَت إِلی حَضَن ،و هو جبَل بقُلَّهِ نجدٍ معروف; و منه

17- حدیث عِمْرانَ بن حُصَینٍ :لَأَنْ أََکونَ عبداً حَبَشِیّاً فی أََعنُزٍ حضَنِیّاتٍ أََرْعاهُنَّ حتی یُدْرِکَنی أََجَلی،أََحَبُّ إِلیَّ من أََن أََرمیَ فی أََحدِ الصَّفَّینِ بسهم،أََصبتُ أََم أََخطأْتُ. و الحَضَنُ :العاجُ،فی بعض اللغات.الأَزهری: الحضَنُ نابُ الفِیل; و ینشد فی ذلک: تبَسَّمَت عن وَمِیضِ البَرْقِ کاشِرهً، و أََبرَزَتْ عن هِجانِ اللَّوْنِ کالحَضَنِ . و یقال للأَثافیِّ:سُفْعٌ [حواضِنُ] أََی جَواثِم; و قال النابغه:و سُفْعٌ علی ما بینَهُنَّ حَواضِن یعنی الأَثافیَّ و الرَّمادَ.و حَضَنٌ :اسمُ جبل فی أََعالی نجد.و فی المثل السائر: أََنْجَدَ منْ رأََی حَضَناً أََی مَن عایَنَ هذا الجَبَلَ فقد دَخل فی ناحیه نجدٍ.و حَضَنٌ :قبیلهٌ; أََنشد سیبویه: فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ و عَمْروٍ، و ما حَضَنٌ و عَمروٌ و الجِیادا (1). و حَضَنٌ :اسم رجل; قال: یا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون قال ابن بری:و حُضَینٌ هو الحُضَینُ بن المُنذِرِ أََحد بنی عمرو بن شَیبان بن ذُهْلٍ; و قال أََبو الیقظان:هو حُضَیْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَه بن المُجالِدِ بن یَثْرَبیّ بن رَیّان بن الحرث بن مالک بن شَیبانَ بن ذُهل أََحد بنی رَقَاشِ،و کان شاعراً; و هو القائل لابنه غَیّاظ: و سُمِّیتَ غَیّاظاً،و لَستَ بغائِظٍ

1- و کانت معه رایهُ علیّ بن أََبی طالبٍ،رضوان الله تعالی علیه،یوم صِفِّینَ دفعها إِلیه و عُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَهَ سنه; و فیه یقول: لِمَنْ رایَهٌ سَوْداءُ یَخْفِقُ ظِلُّها،

حطن:

التهذیب:أََهمله اللیث.و الحِطّانُ :التَّیْسُ،فإِن کان فِعّالاً مثل کِذّابٍ من الکَذِب فالنون أََصلیه من حطن،و إِن جعلته فِعْلاناً فهو من الحطِّ،و الله أََعلم.

ص :124

حفن:

الحَفْنُ :أََخذُکَ الشیءَ براحه کَفِّکَ و الأَصابعُ مضمومهٌ،و قد حَفَنَ له بیده حَفْنهً .و حَفَنْتُ لفلان حَفْنَهً :أََعطیتُه قلیلاً،و ملْءُ کلِّ کفٍّ حَفْنهٌ ; و منه

17- قول أََبی بکر،رضی الله عنه،فی حدیث الشَّفاعهِ :إِنما نحن حَفْنَهٌ من حَفَناتِ الله. ; أََراد إِنَّا علی کَثرتِنا قلیلٌ یوم القیامه عند الله کالحَفْنهِ أََی یسیر بالإِضافه إِلی مُلْکِه و رحمته،و هی مِلْءُ الکَفِّ علی جهه المجاز و التمثیل،تعالی الله عز و جل عن التشبیه; و هو

17- کالحدیث الآخر :حَثْیه من حَثَیاتِ رَبِّنا. الجوهری: الحَفْنهُ مِلْءُ الکَفَّین من طعام.و حَفَنْتُ الشیء إذا جَرَفْتَه بکِلْتَا یدیک،و لا یکون إلا من الشیء الیابس کالدقیق و نحوه.و حَفَن الماءَ علی رأْسه:أَلقاه بحَفْنَتِه ; عن ابن الأَعرابی.و حَفَنَ له من ماله حَفْنهً :أَعطاه إیاها.و رجل مِحْفَنٌ :کثیر الحَفْنِ .قال ابن سیده:یجوز أَن یکون من الأَول و من الثانی.و احتَفَنَ الشیءَ:أَخذَه لنفسه.و یقال: حَفَنَ للقوم و حَفَا المالَ إذا أَعطی کل واحد منهم حَفْنهً و حَفْوَهً.و احْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً :اقْتَلَعه من الأَرض.و الحُفْنهُ ،بالضم:الحُفْرَهُ یَحْفِرُها السیلُ فی الغَلْظِ فی مَجرَی الماء،و قیل:هی الحُفْرَهُ أَینما کانت،و الجمع الحُفَنُ ; و أَنشد شمر: هل تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ . قال:و هی قَلْتاتٌ یحتفرها الماء کهیئه البِرَک.و قال ابن السکیت: الحُفَنُ نُقَرٌ یکون الماء فیها،و فی أَسفلها حَصًی و ترابٌ; قال:و أَنشدنی الإِیادیُّ لعدیّ بن الرِّقاعِ العامِلیِّ: بِکْر یُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ، تَرَی به حُفَناً زُرْقاً و غُدْرانا. و کان مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ،نسب إلیه الدوابُّ البَطْحاوِیَّه.و الحَفّانُ :فِراخُ النعام،و هو من المضاعف و ربما سَمَّوا صغارَ الإِبل حَفّاناً ،و الواحده حَفّانه للذکر و الأُنثی جمیعاً; و أَنشد ابن بری:و الحَشْوُ من حَفّانِها کالحَنْظَلِ و شاهدُه لفِراخِ النعام قولُ الهُذَلیِّ: و إلاَّ النَّعامَ و حَفَّانَه ، و طُغْیاً مع اللَّهَقِ الناشِطِ و بنو حُفَینٍ :بطن.و

14- فی الحدیث :أَن المُقَوْقِسَ أَهدَی إلی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،مارِیَهَ من حَفْنٍ . ; هی بفتح الحاء و سکون الفاء و النون،قریه من صعید مصر،و لها ذکر فی حدیث الحسن بن علیٍّ مع معاویه.

حفتن:

حَفَیْتَنٌ :اسم موضع; قال کُثیِّر عَزَّهَ: فقد فُتْنَنی لمَّا وَرَدْنَ حَفَیْتَناً ، و هُنَّ علی ماءِ الحُراضَهِ أَبْعَدُ (1).

حقن:

حَقَنَ الشَّیءَ یَحْقُنُه و یَحْقِنُه حَقْناً ،فهو مَحْقُونٌ و حَقِینٌ :حَبَسه.و فی المثل: أَبَی الحَقِینُ العِذْرهَ أَی العُذْر،یضرب مثلاً للرجل یَعْتَذِر و لا عذر له،و قال أَبو عبید:أَصل ذلک أَن رجلاً ضافَ قوماً فاستَسْقاهم لَبَناً،و عندهم لبنٌ قد حَقَنُوه فی وَطْبٍ،فاعْتَلُّوا علیه و اعْتَذَروا،فقال أَبَی الحَقینُ العِذْرهَ أَی أَن هذا الحقینَ یُکَذِّبُکم; و أَنشد ابن بری فی الحَقین للمُخبَّل: و فی إبلٍ ستِّینَ حَسْبُ ظَعِینه، یَرُوحُ علیها مَخْضُها و حَقینُها . و حَقَنَ اللبنَ فی القِرْبه و الماءَ فی السقاء کذلک.

ص :125

و حقَنَ البَوْلَ یَحقُنُه و یَحْقِنُه :حَبَسه حَقْناً ،و لا یقال أَحْقَنه و لا حَقَنَنی هو.و أَحْقَنَ الرجلُ إذا جمع أَنواع اللبن حتی یَطِیب.و أَحْقَنَ بولَه إذا حَبَسه.و بعیرٌ مِحْقانٌ : یَحْقِنُ البولَ،فإذا بالَ أَکثرَ،و قد عَمَّ به الجوهریُّ فقال:و المِحْقانُ الذی یَحْقِنُ بوله،فإِذا بالَ أَکثرَ منه.و احْتَقَنَ المریضُ:احتبَسَ بَوْله.و

16- فی الحدیث :لا رأْیَ لحاقِبٍ و لا حاقِن .

فالحاقِنُ فی البول،و الحاقِبُ فی الغائط،و الحاقنُ الذی له بولٌ شدید.و

16- فی الحدیث :لا یُصَلِّیَنَّ أَحدُکم و هو حاقِنٌ ،و فی روایه:و هو حَقِنٌ . حتی یتخفَّفَ الحاقِنُ و الحَقِنُ سواءٌ.و الحُقْنهُ :دواءٌ یُحْقَنُ به المریضُ المُحْتَقِنُ ،و احْتَقَنَ المریضُ بالحُقْنهِ ; و منه

16- الحدیث :أَنه کَرِه الحُقْنهَ . ; هی أَن یُعطی المریضُ الدواءَ من أَسفلِه و هی معروفه عند الأَطِبّاء.و الحاقِنهُ :المَعِده صفه غالبه لأَنها تحْقِنُ الطعامَ.قال المفضل:کلَّما مَلأْتَ شیئاً أَو دَسَسْتَه فیه فقد حقَنْتَه ; و منه سمِّیت الحُقْنه .و الحاقِنهُ :ما بین التَّرْقُوه و العُنُق،و قیل: الحاقِنتانِ ما بین التَّرْقُوَتین و حَبْلَی العاتِق،و فی التهذیب:نُقْرَتا التَّرْقُوتین،و الجمع الحواقِنُ ،و فی الصحاح: الحاقِنهُ النُّقْرَهُ التی بین الترقوه و حبل العاتِق،و هما حاقِنتان .و فی المثل: لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَکَ بذَواقِنِک ; حَواقِنُه :ما حَقَن الطعامَ من بَطْنِه،و ذواقِنُه:أَسفَل بَطْنه و رُکْبَتاه.و قال بعضهم: الحَواقِنُ ما سَفُلَ من البطن،و الذَّواقِنُ ما عَلا.قال ابن بری:و یقال الحاقِنَتان الهَزْمَتانِ تحت الترقوتین،و قال الأَزهری فی هذا المثل: لأُلْحِقَنَّ حواقِنَک بذواقِنِک ،و روی عن ابن الأَعرابی الحاقِنهُ المَعِده،و الذاقِنهُ الذَّقَنُ،و قیل:الذاقِنهُ طَرَفُ الحُلْقوم.و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :تُوفِّی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،بین سَحْرِی و نَحْری،و بین حاقنتی و ذاقنتی و بین شَجْری. و هو ما بین اللَّحْیَین.الأَزهری: الحاقِنهُ الوَهْده المنخفضه بین التَّرْقُوتین من الحَلْق.ابن الأَعرابی:الحَقْلَهُ و الحَقْنهُ وجعٌ یکون فی البطن،و الجمع أَحْقالٌ و أَحْقانٌ .و حَقَنَ دَمَ الرجلِ:حَلَّ به القتلُ فأَنْقذَه.و احْتَقَنَ الدَّمُ:اجتمع فی الجوف.قال المفضل:و حقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه فی جلده و مَلأَه به; و أَنشد فی نعتِ إبل امتلأَتْ أَجوافُها: جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِیلَ،کأَنما بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار. قال اللیث:إذا اجتمع الدمُ فی الجوف من طَعْنهٍ جائفهٍ تقول احْتَقَنَ الدمُ فی جوفه; و منه

16- الحدیث : فحَقَنَ له دَمَه. یقال: حَقَنْتُ له دَمَه إذا مَنَعْتَ من قَتْلِه و إراقَتِه أَی جَمعْتَه له و حبَسْتَه علیه.و حقَنْتُ دَمه:منعتُ أَن یُسْفَک.ابن شمیل: المُحْتقِنُ من الضُّروع الواسع الفَسیحُ،و هو أَحسنُها قدراً،کأَنما هو قَلْتٌ مجتمع مُتَصعِّد حسنٌ،و إنها لمُحْتقِنهُ الضرعِ.ابن سیده:و حقَن اللبنَ فی السِّقاء یَحْقُنُه حَقْناً صبَّه فیه لیُخرج زُبْدَتَه.و الحَقینُ :اللبنُ الذی قد حُقِنَ فی السِّقاء، حَقنْتُه أَحْقُنُه ،بالضم:جمعته فی السقاء و صببت حلیبَه علی رائِبه،و اسم هذا اللبن الحَقینُ .و المِحْقَنُ :الذی یُجعل فی فمِ السِّقاءِ و الزِّقّ ثم یُصب فیه الشراب أَو الماء.قال الأَزهری: المِحْقن القِمَعُ الذی یُحْقَن به اللبنُ فی السقاء،و یجوز أَن یقال للسقاء نفسه مِحْقَن ،کما یقال له مِصْرَب و مِجزَم،قال:و کل ذلک محفوظ عن العرب.و احْتَقنَتِ الرَّوْضهُ:أَشرفت جوانبُها علی سَرارِها; عن أَبی حنیفه.

ص :126

حلن:

الحُلاّنُ :الجدْی،و قیل:هو الجَدْیُ الذی یُشَقُّ علیه بطن أُمه فیخرج; قال الجوهری:هو فُعّالٌ مبدل من حُلاّم،و هما بمعنی; قال ابن أَحمر: فِداکَ کلُّ ضَئِیلِ الجِسْمِ مُخْتَشِع یرید:أَن الذراع لا تُهْدَی إلا لِمَهینٍ ساقطٍ لقلَّتها و حقارتها،و روی: إمّا ذکیّاً،و إمّا کان حُلاّنا . و الذَّبیحُ:الکبیر الذی قد أَدرک أَن یُضَحَّی به و صلح أَن یُذْبح للنُّسک.و الحُلاَّن :الجدْیُ الصغیر و لا یصلح للنُّسُک و لا للذَّبْح،و قیل:الذَّکیُّ الذی ماتَ،و إنما جاز أکله بعد موته لأَنه لما وُلِد جُعِل فی أُذنه حَزٌّ،علی ما نشرحه; قال الجوهری:و إن جعلته من الحلال فهو فُعْلان،و المیم مبدله منه; و قال الأَصمعی:الحُلاَّمُ و الحُلاَّن ،بالمیم و النون،صِغار الغنم.و قال اللحیانی: الحُلاَّن الحَمَل الصغیر یعنی الخروف،و قیل: الحُلاَّن لغه فی الحُلاّم کأَنَّ أَحَدَ الحرفین بدلٌ من صاحبه،قال:فإِن کان ذلک فهو ثلاثیٌّ.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه قَضی فی فِداءِ الأَرنب،إذا قتلَه المُحْرِم، بِحُلاَّن . هو الحُلاَّم،و قد فُسِّر فی الحدیث أَنه الحَمَل.الأَصمعی:وَلد المعزی حُلاَّمٌ و حُلاَّن .ابن الأَعرابی:الحُلاَّم و الحُلاَّن واحد،و هما ما یُولد من الغنم صغیراً،و هو الذی یَخُطُّون علی أُذنه إذا وُلِدَ خَطّاً فیقولون ذَکَّیْناه،فإن مات أَکَلوه.و قال أَبو سعید:ذکر أَن أَهل الجاهلیه کانوا إذا وَلَّدوا شاه عَمَدوا إلی السخله فشَرَطوا أُذنَها و قالوا و هم یَشْرِطون: حُلاَّن حُلاَّن أَی حَلالٌ بهذا الشَّرْط أَن تؤکل،فإن ماتت کان ذکاتُها عندهم ذلک الشرْط الذی تقدَّم،و هو معنی قول ابن أَحمر،قال:و سُمّی حُلاّناً إذا حُلَّ من الرّبْق فأَقبَل و أَدْبر،و نونه زائده،و وزنه فُعْلان لا فُعّال.و

17- فی حدیث عثمان،رضی الله عنه :أَنه قضی فی أُم حُبَینٍ یقتُلها المُحْرِم بحُلاَّن . و

17- الحدیث الآخر :ذُبِح عثمانُ کما یُذْبَح الحُلاَّنُ . أَی أَن دمه أُبْطِل کما یُبْطَل دمُ الحلاَّن .الجوهری:و یقال فی الضبّ حُلاَّنٌ ،و فی الیَرْبُوع جَفْره.و قال أَبو عبیده فی الحُلاَّن :إن أَهل الجاهلیه کان أَحدهم إذا وُلِد له جَدْیٌ حَزَّ فی أُذنه حَزّاً و قال:اللهم إن عاش فقَنیٌّ،و إن مات فذَکِیٌّ،فإن عاش فهو الذی أَراد،و إن مات قال قد ذکیْتُه بالحُزِّ فاستجاز أَکله بذلک; و قال مُهَلْهِل: کلُّ قَتیلٍ فی کُلَیبٍ حُلاَّنْ ، حتی یَنالَ القَتْلُ آلَ شَیْبانْ. و یروی: ...حُلاَّم و ...آلَ هَمَّام ،و معنی حُلاَّن هَدَرٌ و فِرْغٌ.و حُلْوان الکاهن:من الحَلاوه،نذکره فی حلا.

حلزن:

الحَلَزُون :دابه تکون فی الرِّمْث،بفتح الحاء و اللام.

حلقن:

الحُلْقانهُ و الحُلْقانُ من البُسْر:ما بلغ الإِرْطابُ ثلُثَیه،و قیل: الحُلْقانهُ للواحد،و الحُلْقان للجمع،و قد حَلْقَن البُسْرُ،و هو مُحَلْقِن إذا بلغ الإِرْطابُ ثلثیه،و قیل:نونه زائده.و رُطَبٌ مُحَلقِمٌ و محَلقِنٌ ،و هی الحُلقانهُ و الحُلقامهُ،و هی التی بدا فیها النضْجُ من قِبَل قِمَعها،فإِذا أَرطبتْ من قِبَل الذَّنَب فهی التَّذْنوبهُ.أَبو عبید:یقال للبُسْر إذا بدا فیه الإِرْطاب من قِبَل ذنَبه مُذَنّب،فإِذا

ص :127

بلغ فیه الإِرْطابُ نصفه فهو مُجَزَّعٌ،فإِذا بلغ ثلثیه فهو حُلْقان و مُحَلقِن .

حمن:

الحَمْن و الحَمْنانُ :صغار القِرْدان،واحدته حَمْنه و حَمْنانه .و أَرض مُحْمِنه :کثیره الحَمْنان .و الحَمْنانُ :ضربٌ من عنب الطائف،أَسود إلی الحمره (1).قلیل الحبّه،و هو أَصغر العنب حبّاً،و قیل: الحَمْنان الحبُّ الصغار التی بین الحبّ العِظام.و قال الجوهری: الحَمْنانهُ قُراد،و فی التهذیب:القُراد أَول ما یکون و هو صغیر لا یکاد یُری من صغره،یقال له قَمْقامه،ثم یصیر حَمْنانه ،ثم قراداً،ثم حَلَمه،زاد الجوهری:ثم علٌّ و طِلحٌ.و

17- فی حدیث ابن عباس،رضی الله عنهما :کم قَتَلْتَ من حَمْنانهٍ . ; هو من ذلک.و حَمْنهُ ،بالفتح،اسم امرأَه; قیل:هی أَحد الجائین علی عائشه،رضوان الله علیها،بالإِفک.و الحَوْمانهُ :واحده الحَوامین ،و هی أَماکن غلاظ مُنقاده; و منه قول زهیر: أَ مِنْ آلِ أَوفی دِمْنهٌ لم تَکَلَّمِ بحَوْمانهِ الدَّرَّاجِ،فالمُتَثَلَّم. و لم یَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانه الدُّرَّاج،بضم الدال،إلاَّ أَبو عمرو الشیبانی،و الناس کلهم بفتح الدال.و الدُّرّاج الذی هو الحَیْقُطان:مضموم عند الناس کلهم إلا ابن درید،فإِنه فتحها،قال أَبو خَیره: الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانه ،و جمعها حوامِین ،و هی شقائقُ بین الجبال،و هی أَطیبُ الحُزونه،و لکنها جَلَدٌ لیس فیها آکام و لا أَبارِق.و قال أَبو عمرو: الحَوْمان ما کان فوق الرَّمل و دونه حین تصعده أَو تَهبطه،و حَمْنانُ مکّهُ; قال یَعْلی بن مُسْلم بن قیس الشَّکْریّ: فَلیْتَ لنا،مِنْ ماءِ حَمْنان ،شَرْبهً مُبَرَّدهً باتَتْ علی طَهَیان. و الطَّهیَان:خشبه یُبرَّد علیها الماء.و شَکْرٌ:قبیله من الأَزد.

حنن:

الحَنّانُ :من أَسماء الله عز و جل.قال ابن الأَعرابی: الحَنّانُ ،بتشدید النون،بمعنی الرحیم،قال ابن الأَثیر: الحَنَّانُ الرحیم بعبادِه،فعّالٌ من الرحمه للمبالغه; الأَزهری:هو بتشدید النون صحیح،قال:و کان بعضُ مشایِخنا أَنکر التشدید فیه لأَنه ذهَب به إلی الحَنین ،فاسْتَوحش أَن یکون الحَنین من صفات الله تعالی،و إنما معنی الحَنّان الرحیم من الحَنان ،و هو الرحمه;و منه قوله تعالی: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا ; أَی رَحْمه منْ لَدُنّا; قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ فی صفه الله،هو بالتشدید،ذو الرَّحمه و التعطُّفِ.و

17- فی حدیث بلال :أَنه مَرَّ علیه ورقهُ بن نوْفَل و هو یُعَذَّب فقال:و الله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً . ; الحَنانُ :الرحمهُ و العطفُ،و الحَنَانُ :الرِّزْقُ و البرکهُ،أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَی مَظِنَّهً منْ رحمه الله تعالی فأَتَمَسَّحُ به متبرّکاً،کما یُتمسَّح بقبور الصالحین الذین قُتلوا فی سبیل الله من الأُمَمِ الماضیه،فیرجع ذلک عاراً علیکم و سُبَّهً عند الناس،

14- و کان ورقهُ علی دین عیسی،علیه السلام،و هلک قُبَیْل مَبْعَثِ النبی،صلی الله علیه و سلم،لأَنه قال للنبی،صلی الله علیه و سلم،إِن یُدْرِکْنِی یَوْمُک لأَنْصُرَنَّکَ نَصْراً مُؤَزَّراً. ; قال ابن الأَثیر.و فی هذا نظرٌ فإن بلالاً ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ.و

14- فی الحدیث :أَنه دخل علی أُمِّ سَلَمه و عندها غلامٌ یُسَمَّی الولیدَ،فقال:اتَّخَذْتُمْ الولیدَ حَناناً غَیِّرُوا اسمَه. أَی تَتَعَطَّفُون علی هذا الاسم فَتُحِبُّونه،و

14- فی روایه :

ص :128

أَنه من أَسماء الفَراعِنه،فکَرِه أَن یُسَمَّی به. و الحَنانُ ،بالتخفیف:الرحمه.تقول: حَنَّ علیه یَحِنُّ حَناناً ; قال أَبو إسحق فی قوله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا ; أَی و آتَیْناه حَناناً ; قال: الحَنانُ العَطْفُ و الرحمه; و أَنشد سیبویه:فقالت: حَنانٌ ما أَتی بک هَاهُنا؟ أَ ذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَیِّ عارِفُ؟ أَی أَمْرِی حَنانٌ أَو ما یُصیبُنا حَنانٌ أَی عَطْفٌ و رحمه،و الذی یُرْفَع علیه غیر مستعمَل إظهارُه.و قال الفَراء فی قوله سبحانه: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا الرحمهُ; أَی و فعلنا ذلک رَحْمهً لأَبَوَیْک.و

17- ذکر عکرمه عن ابن عباس فی هذه الآیه أَنه قال :ما أَدْری ما الحَنانُ . و الحَنینُ :الشدیدُ من البُکاءِ و الطَّرَبِ،و قیل:هو صوتُ الطَّرَبِ کان ذلک عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ.و الحَنِینُ :الشَّوْقُ و تَوَقانُ النَّفس،و المَعْنَیان متقاربان، حَنَّ إلیه یَحِنُّ حَنِیناً فهو حانٌّ .و الاسْتِحْنانُ :الاسْتِطْرابُ.و اسْتَحَنَّ :اسْتَطْرَبَ:و حَنَّت الإِِبلُ:نَزَعَتْ إلی أَوْطانِها أَو أَوْلادِها،و الناقهُ تَحِنُّ فی إِثْرِ ولَدِها حَنِیناً تَطْرَب مع صَوْت،و قیل: حَنِینُها نِزَاعُها بصوتٍ و بغیر یصوتٍ و الأَکثر أَن الحَنین بالصَّوْتِ.و تَحَنَّنَت النّاقهُ علی ولدِها:تَعَطَّفَت،و کذلک الشاه; عن اللحیانی.الأَزهری عن اللیث: حنینُ الناقه علی معنیین: حَنِینُها صوْتُها إذا اشتاقت إلی وَلَدِها،و حَنینُها نِزَاعُها إلی ولدها من غیر صوت; قال رؤبه: حَنَّت قَلُوصِی أَمْسِ بالأُرْدُنِّ، حِنِّی فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّی . یقال: حَنَّ قَلْبی إِلیه فهذا نِزاعٌ و اشْتِیاق من غیر صوت،و حَنَّت النّاقهُ إِلی أَُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ،و کذلک حَنَّتْ إِلی ولدها; قال الشاعر: یُعارِضْنَ مِلْواحاً کأَنَّ حَنِینَها ، قُبَیْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ،تَرْجِیعُ زامِرِ. و یقال: حَنَّ علیه أََی عَطَف.و حَنَّ إِلیه أََی نزَعَ إِلیه.و

14- فی الحدیث :أََن النبی،صلی الله علیه و سلم،کان یصلی فی أََصل أَُسْطُوانهِ جِذْعٍ فی مسجده،ثم تحوَّلَ إِلی أََصلِ أَُخری، فحنَّتْ إِلیه الأُولی و مالت نحوَه حتی رجَع إِلیها فاحْتَضَنها فسکنت. و

14- فی حدیث آخر :أََنه کان یصلِّی إِلی جذْعٍ فی مسجده،فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ علیه فحَنَّ الجِذْعُ إِلیه. أََی نَزَع و اشتاق،قال:و أََصلُ الحَنِینِ ترجیعُ الناقه صوْتَها إِثْرَ ولدها.و تحانَّت : کحنَّتْ ; قال ابن سیده:حکاه یعقوبُ فی بعض شروحه،و کذلک الحَمامَهُ و الرجلُ; و

14- سمع النبی،صلی الله علیه و سلم،بِلالاً یُنشِد: أََلا لَیْتَ شِعْری هل أََبِیتَنَّ لَیْلَهً بوادٍ و حَوْلی إِِذْخِرٌ و جَلیلُ؟ فقال له: حَنَنْتَ یا ابنَ السَّوْداء. و الحَنَّانُ :الذی یَحِنُّ إِلی الشیء.و الحِنَّهُ ،بالکسر:رقَّهُ القلبِ; عن کراع.و

16- فی حدیث زید بن عَمْرو بن نُفَیل : حَنانَیْکَ یَا رَبِّ. أََی ارْحَمْنی رحمه بعد رحمه،و هو من المصادر المُثنَّاه التی لا یَظْهر فعْلُها کلَبَّیْکَ و سَعْدَیْکَ،و قالوا: حَنانَک و حَنانَیْک أََی تَحَنُّناً علیَّ بعد تَحَنُّن ،فمعنی حَنانَیْک تَحَنَّنْ علیَّ مرَّه بعد أَُخری و حَنانٍ بعد حَناناٍ ; قال ابن سیده:یقول کلَّما کنْتُ فی رحمهٍ منک و خیرٍ فلا یَنْقَطِعنَّ،

ص :129

و لْیَکُنْ موصولاً بآخرَ من رحمتِک،هذا معنی التثنیه عند سیبویه فی هذا الضرب; قال طرفه: أََبا مُنْذِرٍ،أََفْنَیْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا، حَنانَیْکَ ،بعضُ الشَّرِّ أََهْوَنُ مِنْ بعضِ. قال سیبویه:و لا یُسْتَعْمل مُثَنًّی إِلا فی حَدِّ الإِضافه.و حکی الأَزهری عن اللیث: حَنانَیْکَ یا فلان افْعَلْ کذا و لا تفعل کذا،یذکِّرُه الرَّحمهَ و البِرَّ،و أََنشد بیت طرفه; قال ابن سیده:و قد قالوا حَناناً فصَلُوه من الإِضافه فی حَدِّ الإِِفْراد،و کلُّ ذلک بدلٌ من اللفظ بالفعل،و الذی ینتصب علیه غیرُ مستعمَلٍ إِظهارُه،کما أََنَّ الذی یرتفع علیه کذلک،و العرب تقول: حَنانَک یا رَبِّ و حَنانَیْک بمعنی واحد أََی رحمتَک،و قالوا:سبحانَ الله وَ حَنانَیْه أََی و اسْتِرْحامَه،کما قالوا:سبحانَ الله و رَیْحانَه أََی اسْتِرْزاقَه; و قول إِمرئ القیس: و یَمْنَعُها بَنُو شَمَجَی بنِ جَرْم مَعِیزَهُمُ،حَنانَک ذا الحَنانِ . فسره ابن الأَعرابی فقال:معناه رَحمتَک یا رحمنُ فأَغْنِنی عنهم،و رواه الأَصمعی:و یَمْنَحُها أََی یُعْطِیها،و فسَّر حَنانَک برحمتک أََیضاً أََی أََنْزِلْ علیهم رحمتَک و رزقک،فروایهُ ابن الأَعرابی تَسَخُّطٌ و ذمٌّ،و کذلک تفسیره،و روایهُ الأَصمعی تَشکُّرٌ و حمدٌ و دعاءٌ لهم،و کذلک تفسیره،و الفعل من کل ذلک تَحَنَّنَ علیه،و هو التحنُّنُ .و تَحَنَّنْ علیه:ترحَّمْ; و أََنشد ابن بری للحُطَیْئه: تَحَنَّنْ علیَّ،هَداک المَلِیک، فإِن لکلِّ مقامٍ مقالا. و الحَنانُ :الرحمهُ،و الحَنانُ :الرِّزق.و الحَنانُ :البرکه.و الحَنانُ :الهَیْبَهُ.و الحَنانُ :الوَقار.الأُمَوِیُّ:ما نری له حَناناً أََی هیبهً.و التَّحنُّنُ : کالحَنانِ .و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه ،لما قال الولید بن عُقْبهَ بنِ أََبی مُعَیْطٍ:أَُقْتَلُ من بَیْنِ قُرَیش،فقال عمر: حَنَّ قِدْحٌ لیس منها . ; هو مَثَلٌ یضرب للرجل یَنْتَمی إِلی نسبٍ لیس منه أََو یَدَّعی ما لیس منه فی شیء،و القِدْحُ،بالکسر:أََحدُ سِهام المَیْسِر،فإِذا کان من غیر جوهر أََخَواتِه ثم حرَّکها المُفیض بها خرج له صوتٌ یخالِف أََصواتَها فعُرِفَ به; و منه

1- کتاب علیٍّ،رضوان الله علیه،إِلی معاویه :و أََما قولک کَیْتَ و کَیْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ لیس منها. و الحَنُونُ من الریاح:التی لها حَنِینٌ کحَنِین الإِِبِل أََی صَوْتٌ یُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِین ; قال النابغه: غَشِیتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَهٌ حَنُونٌ و قد حَنَّتْ و اسْتَحَنَّتْ ; أََنشد سیبویه لأَبی زُبَید: مُسْتَحِنٌّ بها الرِّیاحُ،فمَا یَجْتابُها فی الظَّلامِ کلُّ هَجُودِ. و سحابٌ حَنَّانٌ کذلک; و قوله: فاسْتَقْبَلَتْ لَیْلَهَ خِمْسٍ حَنَّانْ . جعل الحَنَّان للخِمْس،و إِنما هو فی الحقیقه للناقه،لکن لما بَعُد علیه أََمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلک إِلی الخِمْسِ حیث کان من أََجْلِه.و خِمْسٌ حَنَّانٌ أََی بائصٌ; الأَصمعی:أََی له حَنِینٌ مِن سُرْعَتِه.و امْرأََهٌ حَنَّانهٌ :تَحِنُّ إِلی زوجها الأَول و تعطِفُ علیه،و قیل:هی التی تَحِنُّ علی ولدها الذی من زوجها المُفارِقِها.و الحَنونُ من النساء:التی تَتَزوَّج رِقَّهً علی وَلَدِها إِذا کانوا صغاراً لیقومَ الزوجُ بأَمرهم،و

16- فی بعض الأَخْبار :أََنَّ رَجُلاً أََوْصی ابنه

ص :130

فقال:لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانهً و لا مَنَّانه. و

17- قال رجل لابنه:یا بُنیَّ إِِیَّاکَ و الرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانهَ الحَنَّانَهَ المنَّانهَ. ; الحَنَّانهُ التی کان لها زوجٌ قبله فهی تَذْکُره بالتَّحَزُّنِ و الأَنینِ و الحَنینِ إِلیه.الحرَّانی عن ابن السکیت قال: الحَنونُ من النساءِ التی تَتَزَوَّج رِقَّهً علی ولدها إِذا کانوا صغاراً لیقومَ الزوجُ بأَمْرِهم.و حَنَّهُ الرَّجل:امرأََتُه; قال أََبو محمد الفَقْعَسِیّ:و لَیْله ذات دُجًی سَرَیْتُ، و لم یَلِتْنِی عَنْ سُراها لَیْتُ، و لم تَضِرْنی حَنَّهٌ و بَیْتُ. و هی طَلَّتُه و کَنِینتُه و نَهضَتُه و حاصِنته و حاضِنتُه.و ما لَهُ حانَّهٌ و لا آنَّهٌ أََی ناقه و لا شاهٌ; و الحَانَّهُ :الناقهُ،و الآنَّهُ:الشاهُ،و قیل:هی الأَمَهُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب.الأَزهری: الحَنِینُ للناقه و الأَنینُ للشاهِ.یقال: ما له حانَّهٌ و لا آنَّهٌ أََی ما لَه شاهٌ و لا بَعِیرٌ.أََبو زید:یقال ما له حانَّه و لا جارَّه ، فالحانَّهُ :الإِِبلُ التی تَحِنُّ ،و الجارَّهُ:الحَمُولهُ تَحْمِلُ المتاعَ و الطعامَ.و حَنَّهُ البعیرِ:رُغاؤُه.قال الجوهری:و ما له حانَّهٌ و لا آنَّهٌ أََی ناقهٌ و لا شاهٌ،قال:و المُسْتَحِنُّ مِثْله; قال الأَعشی: تَرَی الشَّیخَ منها یُحِبُّ الإِِیابَ، یَرْجُفُ کالشارِف المُستَحِنّ . قال ابن بری:الضمیرُ فی منها یعود علی غزوه فی بیت متقدم; و هو: و فی کلِّ عامٍ له غزْوهٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ. قال:و المُسْتَحِنُّ الذی اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلی وَطَنِه; قال:و مثلُه لیزیدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعری: لقد تَرَکَتْ فُؤَادَک، مُسْتَحِناً ، مُطَوَّقَهٌ علی غُصْنٍ تَغَنَّی. و قالوا: لا أََفْعلُ ذلک حتی یَحِنَّ الضبُّ فی إِثْرِ الإِِبلِ الصَّادره ،و لیس للضبِّ حَنِینٌ إِنما هُوَ مَثَلٌ،و ذلک لأَنَّ الضبَّ لا یَرِدُ أََبداً.و الطَّسْتُ تَحِنُّ إِذا نُقِرَت،علی التشبیه.و حَنَّت القوسُ حَنیناً :صَوَّتَت،و أََحَنَّها صاحِبُها.و قوسٌ حَنَّانه : تَحِنُّ عند الإِِنْباضِ; و قال: و فی مَنْکِبَیْ حَنَّانهٍ عُودُ نَبْعَهٍ، تَخَیَّرَها لِی،سُوقَ مَکَّهَ،بائعُ. أََی فی سوق مکه; و أََنشد أََبو حنیفه: حَنَّانهٌ من نَشَمٍ أََو تأْلَبِ. قال أََبو حنیفه:و لذلک سمیت القوس حَنَّانهً اسم لها علم; قال:هذا قول أََبی حنیفه وَحْدَه،و نحن لا نعلم أََنَّ القوس تُسَمَّی حَنَّانهً ،إِنما هو صفه تَغْلِب علیها غَلَبه الاسم،فإِن کان أََبو حنیفه أََراد هذا،و إِلاَّ فقد أََساءَ التعبیرَ.و عُودٌ حَنَّانٌ :مُطَرِّب.و الحَنَّانُ من السهام:الذی إِذا أَُدیرَ بالأَناملِ علی الأَباهِیم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه و الْتئامِهِ.قال أََبو الهیثم:یقال للسهم الذی یُصَوِّت إِذا نَفَّزْته بین إِصْبعیک حَنَّان ; و أََنشد قول الکمیت یَصِف السَّهم: فاسْتَلَّ أََهْزَعَ حَنَّاناً یُعَلِّله، عند الإِدامهِ حتی یَرْنُوَ الطَّرِبُ. إِدامتُه:تْنفِیزُه،یُعَلِّلُه:یُغَنِّیه بصوته حتی یَرْنُوَ له الطَّرِب یستمع إِلیه و ینظر متعجِّباً من حُسْنِه.و طریقٌ حَنَّانٌ :بَیِّنٌ واضح مُنْبَسِط.و طریق یَحِنُّ فیه العَوْدُ:یَنْبَسِط.الأَزهری:

ص :131

اللیث الحَنَّهُ خِرْقَهٌ تلبسها المرأََهُ فَتُغَطِّی رأَْسها; قال الأَزهری:هذا حاقُّ التصحیف،و الذی أََراد الخْبَّه،بالخاء و الباء،و قد ذکرناه فی موضعه،و أََما الحَنَّهُ ،بالحاء و النون،فلا أََصل له فی باب الثِّیاب.و الحَنِینُ و الحَنَّهُ :الشَّبَهُ.و فی المثل: لا تَعْدَمُ ناقهٌ من أَُمِّها حَنِیناً و حَنَّهً أََی شَبَهاً.و فی التهذیب: لا تَعْدَمُ أََدْماءُ من أَُمِّها حنَّهً ; یضرب مثلاً للرجُل یُشْبِهُ الرجل،و یقال ذلک لکل مَنْ أََشْبَه أََباه و أَُمَّه; قال الأَزهری:و الحَنَّهُ فی هذا المَثَلِ العَطْفَهُ و الشَّفَقهُ و الحِیطهُ.و حَنَّ علیه یَحُنُّ ،بالضم،أََی صَدَّ.و ما تَحُنُّنی شیئاً من شَرِّکَ أََی ما تَرُدُّه و ما تَصْرِفه عنی.و ما حَنَّنَ عنی أََی ما انثنی و لا قَصَّرَ; حکاه ابن الأَعرابی،قال شمر:و لم أََسمع تَحنُنُّی بهذا المعنی لغیر الأَصمعی.و یقال: حُنَّ عَنَّا شَرَّکَ أََی اصْرِفْه.و یقال:حَمَلَ فَحَنَّنَ کقولک حَمَلَ فَهَلَّلَ إِذا جَبُنَ.و أََثَرٌ لا یُحِنُّ عن الجِلْدِ أََی لا یزول; و أََنشد: و إِِنَّ لها قَتْلَی فَعَلَّکَ مِنْهُمُ، و إِِلاَّ فجُرْحٌ لا یُحِنُّ عن العَظْمِ و قال ثعلب:إِنما هو یَحِنُّ ،و هکذا أََنشد البیت و لم یفسره.و المَحْنُون من الحقِّ:المنقوصُ.یقال:ما حَنَنْتُک شیئاً من حقِّک أََی ما نَقَصْتُکَ.و الحَنُّونُ :نَوْرُ کلِّ شجره و نَبْتٍ،واحدتُه حَنُّونهٌ .و حَنَّنَ الشجرُ و العُشْبُ:أََخرج ذلک.و الحِنَّانُ :لغه فی الحِنَّاء ; عن ثعلب.و زیت حَنِینٌ :متغیر الریح،و جَوْزٌ حَنِینٌ کذلک; قال عَبِیدُ بن الأَبرَصِ: کأَنَّها لِقْوَهٌ طَلُوبُ، تَحِنُّ فی وَکْرِهَا القُلُوبُ. و بنو حُنٍّ :حیٌّ; قال ابن دُرَیْد:هم بطنٌ من بنی عُذْرَهَ; و قال النابغه: تَجَنَّبْ بنی حُنٍّ ،فإِن لقاءَهُمْ کَرِیهٌ،و إِن لم تَلْقَ إِلاَّ بِصابِرِ. و الحِنُّ ،بالکسر:حیٌّ من الجن،یقال:منهم الکلابُ السود البُهْمُ،یقال:کلب حِنِّیٌّ ،و قیل: الحِنُّ ضرب من الجن; و أََنشد: یَلْعَبْنَ أََحْوالیَ مِنْ حِنٍّ و جِنٌّ. و الحِنُّ :سَفِلَهُ الجِنِّ أََیضاً و ضُعَفاؤُهم; عن ابن الأَعرابی; و أََنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ: أََبیتُ أََهْوِی فی شیَاطین تُرِنّ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ و حِنّ . قال ابن سیده:و لیس فی هذا ما یدل علی أََن الحِنَّ سَفِلَهُ الجِنِّ،و لا علی أََنهم حَیٌّ من الجن،إِنما یدل علی أََن الحِنَّ نوعٌ آخر غیر الجنّ.و یقال: الحِنُّ خَلْقٌ بَیْنَ الجن و الإِنس.الفراء: الحِنُّ کِلابُ الجِنِّ.و

1- فی حدیث علیّ :إِنَّ هذه الکلاب التی لها أََربعُ أََعْیُنٍ من الحِنِّ . ; فُسِّرَ هذا الحدیث الحِنُّ حیٌّ من الجِنِّ.و یقال:مَجْنونٌ مَحْنونٌ،و رجلٌ مَحْنونٌ أََی مجنون،و به حِنَّهٌ حَنَّهٌ أََی جِنَّهٌ.أََبو عمرو: المَحْنون الذی یُصْرعُ ثم یُفیق زماناً.و قال ابن السکیت الحِنُّ الکلابُ السُّود المُعَیَّنه.و

17- فی حدیث ابن عباس :الکِلابُ من الحِنِّ ،و هی ضَعَفَهُ الجِنِّ،فإذا غَشِیَتْکُم عند طَعامِکم فأَلْقُوا لَهُنَّ،فإِنَّ لَهُنَّ أََنْفُساً. ; جمعُ نَفْسٍ أََی أََنها تُصِیبُ بأَعْیُنِها.و حَنَّهُ و حَنُّونهُ :اسمُ امرأََه،قال اللیث:بلغنا أََن أَُمَّ مریم کانت تسمی حَنَّهَ .و حُنَیْنٌ :اسمُ وادٍ بین مکه و الطائف.قال الأَزهری: حُنَیْنٌ اسمُ وادٍ

ص :132

به کانت وَقْعَهُ أََوْطاسٍ،ذکره الله تعالی فی کتابه فقال: وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ ; قال الجوهری: حُنَیْنٌ موضع یذکر و یؤنث،فإذا قَصَدْتَ به الموضع و البلَد ذکَّرْتَه و صَرفْتَه کقوله تعالی: وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ ،و إِن قصدْتَ به البلدهَ و البُقْعهَ أََنَّثْته و لم تصرفه کما قال حَسَّان بن ثابت: نَصَرُوا نَبِیَّهُم و شَدُّوا أََزْرَه بِحُنَیْنَ ، یومَ تَواکُلِ الأَبْطال. و حُنَیْنٌ :اسمُ رجل.و قولُهم للرجل إِذا رُدَّ عن حاجتِه و رجَعَ بالخَیْبهِ:رجع بخُفَّیْ حُنَیْنٍ ; أََصله أََن حُنَیْناً کان رجلاً شریفاً ادَّعَی إِلی أََسدِ بنِ هاشمِ بن عبدِ منافٍ،فأَتی إِلی عبدِ المُطَّلب و علیه خُفَّانِ أََحْمرانِ فقال:یا عَمِّ أََنا ابنُ أََسدِ بن هاشمٍ،فقال له عبدُ المطلب:لا و ثیابِ هاشمٍ ما أََعْرِفُ شمائلَ هاشم فیک فارْجِعْ راشداً،فانْصَرَف خائباً فقالوا: رجعَ حُنَیْنٌ بِخُفَّیه ،فصار مثلاً; و قال الجوهری:هو اسم إِِسْکافٍ من أََهل الحیرهِ،ساوَمه أََعْرابیٌّ بخُفَّیْن فلم یَشتَرِهما،فغاظَه ذلک و علَّقَ أََحَدَ الخُفَّیْنِ فی طریقه،و تقدَّم و طرَحَ الآخَرَ و کَمَن له،و جاءَ الأَعرابیُّ فرأََی أََحَدَ الخُفَّیْن فقال:ما أََشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَیْنٍ لو کان معه آخرُ اشْتَرَیْتُه فتقدَّم و رأََی الخُفَّ الآخرَ مطروحاً فی الطریق،فنزلَ و عَقَلَ بعیرَه و رجع إِلی الأَوّل،فذهب الإِسکافُ براحِلتِه،و جاءَ إِلی الحَیِّ بِخُفَّیْ حُنَیْنٍ .و الحَنَّانُ :موضعٌ ینسب إِلیه أََبْرَقُ الحَنَّانِ .الجوهری:و أََبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ.قال ابن الأَثیر: الحَنَّانُ رمْلٌ بین مکه و المدینه له ذِکْرٌ فی مَسِیر النبی،صلی الله علیه و سلم،إِلی بَدْرٍ; و حَنَانهُ :اسمُ راعٍ فی قول طرفه: نَعانی حَنَانهُ طُوبالهً، تسفُّ یَبِیساً من العِشرِقِ. قال ابن بری:رواه ابن القطاع بَغانی حَنَانهُ ،بالباء و الغین المعجمه،و الصحیح بالنون و العین غیر معجمه کما وقع فی الأُصول،بدلیل قوله بعد هذا البیت: فنَفْسَک فانْعَ و لا تَنْعَنی، و داوِ الکُلُومَ و لا تَبْرَقِ. و الحَنَّانُ :اسمُ فحْلٍ من خُیولِ العرب معروف.و حُنٌّ ،بالضم:اسم رجل.و حَنِینٌ و الحَنِینُ (1).جمیعاً:جُمادَی الأُولی اسمٌ له کالعَلَم; و قال: و ذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فیَقْضی نُذورَه، لَدَی البِیضِ من نِصْفِ الحَنِین المُقَدَّرِ و جمعُه أََحِنَّهٌ و حُنُونٌ و حَنَائِنُ .و فی التهذیب عن الفراء و المفضل أََنهما قالا:کانت العرب تقول لِجُمادَی الآخِره حَنِینٌ ،و صُرِفَ لأَنه عُنی به الشهر.

حنحن:

الأَزهری:ابن الأَعرابی حَنْحَنَ إِذا أََشفق.

حون:

الحانهُ :موضعُ بَیْعِ الخَمْر; قال أََبو حنیفه:أََظُنُّها فارسیه و أََن أََصلها خانه.و التَّحَوُّنُ :الذُّلُّ و الهَلاکُ.

حین:

الحِینُ :الدهرُ،و قیل:وقت من الدَّهر مبهم یصلح لجمیع الأَزمان کلها،طالت أََو قَصُرَتْ،یکون سنه و أََکثر من ذلک،و خص بعضهم به أََربعین سنه أََو سبع سنین أََو سنتین أََو سته أََشهر أََو شهرین.و الحِینُ :الوقتُ،یقال:حینئذ; قال خُوَیْلِدٌ: کابی الرَّمادِ عظیمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حینَ الشتاءِ،کَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ. و الحِینُ :المُدَّه; و منه قوله تعالی:

ص :133

هَلْ أَتیٰ عَلَی الْإِنْسٰانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ .التهذیب: الحِینُ وقت من الزمان،تقول: حانَ أََن یکون ذلک،و هو یَحِین ،و یجمع علی الأَحیانِ ،ثم تجمع الأَحیانُ أََحایینَ ،و إِذا باعدوا بین الوقتین باعدوا بإِذ فقالوا: حِینَئذٍ ،و ربما خففوا همزه إِذ فأَبدلوها یاء و کتبوها بالیاء.و حانَ له أََن یَفْعَلَ کذا یَحِینُ حیناً أََی آنَ.و قوله تعالی: تُؤْتِی أُکُلَهٰا کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا ; قیل:کلَّ سنهٍ،و قیل:کُلَّ سته أََشهر،و قیل:کُلَّ غُدْوهٍ و عَشِیَّه. قال الأَزهری:و جمیع من شاهدتُه من أََهل اللغه یذهب إِلی أََن الحِینَ اسم کالوقت یصلح لجمیع الأَزمان،قال:فالمعنی فی قوله عز و جل: تُؤْتِی أُکُلَهٰا کُلَّ حِینٍ ،أََنه ینتفع بها فی کل وقت لا ینقطع نفعها البته; قال:و الدلیل علی أََن الحِینَ بمنزله الوقت قول النابغه أََنشده الأَصمعی: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِیناً ،و حِیناً تُراجِعُ. المعنی:أََن السم یَخِفُّ أََلَمُه وقْتاً و یعود وقتاً.و

16- فی حدیث ابن زِمْلٍ :أََکَبُّوا رَواحِلَهم فی الطریق و قالوا هذا حِینُ المَنْزِلِ. أََی وقت الرُّکُونِ إِلی النُّزُولِ،و

16- یروی خَیْرُ المنزل. بالخاء و الراء.و قوله عز و جل: وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ ; أََی بعد قیام القیامه،و فی المحکم أََی بعد موت; عن الزجاج.و قوله تعالی: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّٰی حِینٍ ; أََی حتی تنقضی المُدَّهُ التی أَُمْهِلوا فیها،و الجمع أََحْیانٌ ،و أََحایینُ جمع الجمع،و ربما أََدخلوا علیه التاء و قالوا لاتَ حِینَ بمعنی لیس حِینَ .و فی التنزیل العزیز: وَ لاٰتَ حِینَ مَنٰاصٍ ; و أََما قول أََبی وَجْزه: العاطِفُونَ تَحِینَ ما من عاطفٍ، و المُفْضِلونَ یَداً،إِذا ما أََنْعَمُوا. قال ابن سیده:قیل إِنه أَراد العاطِفُونَ مثل القائمون و القاعدون،ثم إِنه زاد التاء فی حین کما زادها الآخر فی قوله: نَوِّلِی قبل نَأْی دَارِی جُمانَا، و صِلِینا کما زَعَمْتِ تَلانا. أََراد الآن،فزاد التاء و أََلقی حرکه الهمزه علی ما قبلها.قال أََبو زید:سمعت من یقول حَسْبُکَ تَلانَ،یرید الآن،فزاد التاء،و قیل:أََراد العاطفونَهْ،فأَجراه فی الوصل علی حدّ ما یکون علیه فی الوقف،و ذلک أََنه یقال فی الوقف:هؤلاء مسلمونهْ و ضاربونَهْ فتلحق الهاء لبیان حرکه النون،کما أََنشدوا: أََ هکذَا یا طیْب تَفْعَلُونَهْ، أََ عَلَلاَ و نحن مُنْهِلُونَهْ؟ فصار التقدیر العاطفونه،ثم إِنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنیث،فلما احتاج لإِقامه الوزن إِلی حرکه الهاء قلبها تاء کما تقول هذا طلحه،فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت:هذا طلحتنا،فعلی هذا قال العاطفونه،و فتحت التاء کما فتحت فی آخر رُبَّتَ و ثُمَّتَ و ذَیْتَ و کَیْتَ; و أََنشد الجوهری (1).بیت أََبی وجزه: العاطِفُونَ تَحِینَ ما من عاطفٍ، و المُطْعِمونَ زمانَ أََیْنَ المُطْعِمُ قال ابن بری:أََنشد ابن السیرافی: فإِلَی ذَرَی آلِ الزُّبَیْرِ بفَضْلِهم،

ص :134

قال:هذه الهاء هی هاء السکت اضطر إِلی تحریکها; قال و مثله: همُ القائلونَ الخیرَ و الآمِرُونَهُ، إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما. و حینئذٍ :تَبْعیدٌ لقولک الآن.و ما أََلقاه إِلا الحَیْنَه الحِیْنَه بعد الحَیْنَهِ [الحِیْنَهِ] أََی الحِینَ بعد الحِینِ .و عامله مُحایَنَهً و حِیاناً :من الحینِ ; الأَخیره عن اللحیانی،و کذلک استأْجره مُحایَنَهً و حِیاناً ; عنه أََیضاً.و أََحانَ من الحِین :أََزْمَنَ.و حَیَّنَ الشیءَ:جعل له حِیناً .و حانَ حِینُه أََی قَرُبَ وَقْتُه.و النَّفْسُ قد حانَ حِینُها إِذا هلکت; و قالت بُثَیْنه: و إِنَّ سُلُوِّی عن جَمیلٍ لساعَهٌ، من الدَّهْرِ،ما حانَتْ و لا حانَ حِینُها . قال ابن بری:لم یحفظ لبثینه غیر هذا البیت; قال:و مثله لمُدْرِک بن حِصْنٍ: و لیسَ ابنُ أَُنْثی مائِتاً دُونَ یَوْمِهِ، و لا مُفْلِتاً من مِیتَهٍ حانَ حِینُها . و فی ترجمه حیث:کلمه تدل علی المکان،لأَنه ظرف فی الأَمکنه بمنزله حِینٍ فی الأَزمنه.قال الأَصمعی:و مما تُخْطِئُ فیه العامَّهُ و الخاصه باب حین و حیث،غَلِطَ فیه العلماء مثل أََبی عبیده و سیبویه; قال أََبو حاتم:رأََیت فی کتاب سیبویه أََشیاء کثیره یجعل حین حیث،و کذلک فی کتاب أََبی عبیده بخطه; قال أََبو حاتم:و اعلم أََن حین و حیث ظرفان، فحین ظرف من الزمان،و حیث ظرف من المکان،و لکل واحد منهما حدّ لا یجاوزه،قال:و کثیر من الناس جعلوهما معاً حیث،قال:و الصواب أََن تقول رأََیت حیث کنت أََی فی الموضع الذی کنت فیه،و اذْهَب حیث شئت أََی إِلی أََی موضع شئت.و فی التنزیل العزیز: فَکُلاٰ مِنْ حَیْثُ شِئْتُمٰا .و تقول:رأََیتک حینَ خرج الحاجُّ أََی فی ذلک الوقت،فهذا ظرف من الزمان،و لا تقل حیث خرج الحاج.و تقول:ائتِنی حینَ مَقْدَمِ الحاجِّ،و لا یجوز حیثُ مَقْدَم الحاج،و قد صیر الناس هذا کله حیث،فلْیَتَعَهَّدِ الرجلُ کلامه،فإِذا کان موضعٌ یَحْسُنُ فیه أََیْنَ و أََیُّ موضع فهو حیثُ،لأَن أََیْنَ معناه حیث،و قولهم حیث کانوا و أََین کانوا معناهما واحد،و لکن أََجازوا الجمع بینهما لاختلاف اللفظین،و اعلم أََنه یَحْسُن فی موضع حینَ لَمَّا و إِذ و إِذا و وقت و یوم و ساعه و متی،تقول:رأََیتک لما جئت،و حینَ جئت،و إِذْ جئت،و قد ذکر ذلک کله فی ترجمه حیث.و عَامَلْته مُحایَنه :مثل مُساوَعه.و أََحْیَنْتُ بالمکان إِذا أََقمت به حِیناً .أََبو عمرو: أََحْیَنَتِ الإِبلُ إِذا حانَ لها أََن تُحْلَب أََو یُعْکَم علیها.و فلان یفعل کذا أََحیاناً و فی الأَحایِینِ .و تَحَیَّنْتُ رؤیه فلان أََی تَنَظَّرْتُه.و تَحیَّنَ الوارِشُ إِذا انتظر وقت الأَکل لیدخل.و حَیَّنْتُ الناقه إِذا جعلت لها فی کل یوم و لیله وقتاً تحلبها فیه.و حَیَّنَ الناقهَ و تَحَیَّنها :حَلَبها مره فی الیوم و اللیله،و الاسم الحِینَهُ ; قال المُخَبَّلُ یصف إِبلاً: إِذا أَُفِنَتْ أََرْوَی عِیالَکَ أََفْنُها، و إِن حُیِّنَتْ أََرْبَی علی الوَطْبِ حَینُها . و

16- فی حدیث الأَذان :کانوا یَتَحَیَّنُون وقتَ الصلاه. أََی یطلبون حِینَها .و الحینُ :الوقتُ.و

16- فی حدیث الجِمارِ :کنا نَتَحَیَّنُ زوالَ الشمس. و

16- فی الحدیث : تَحَیَّنُوا نُوقَکم. ; هو أََن تَحْلُبها مره واحده و فی وقت معلوم.الأَصمعی: التَّحْیینُ أََن تحْلُبَ الناقه فی الیوم و اللیله مره واحدهً،قال:و التَّوْجِیبُ مثله و هو کلام العرب.و إِبل مُحَیَّنهٌ إِذا کانت لا

ص :135

تُحْلَبُ فی الیوم و اللیله إِلا مره واحده،و لا یکون ذلک إِلاَّ بعد ما تَشُولُ و تَقِلُّ أََلبانُها.و هو یأْکل الحِینهَ و الحَیْنه أََی المرّه الواحده فی الیوم و اللیله،و فی بعض الأُصول أََی وَجْبَهً فی الیوم لأَهل الحجاز،یعنی الفتح.قال ابن بری:فرق أََبو عمرو الزاهد بین الحَیْنهِ و الوجبه فقال: الحَیْنه فی النوق و الوَجْبه فی الناس،و کِلاهما للمره الواحده،فالوَجْبه:أََن یأْکل الإِنسان فی الیوم مره واحده،و الحَیْنه :أََن تَحْلُبَ الناقه فی الیوم مره.و الحِینُ :یومُ القیامه.و الحَیْنُ ،بالفتح:الهلاک; قال: و ما کانَ إِِلا الحَیْنُ یومَ لِقائِها، و قَطْعُ جَدیدِ حَبْلِها من حِبالکا. و قد حانَ الرجلُ:هَلَک،و أََحانه الله.و فی المثل: أََتَتْکَ بحائنٍ رِجْلاه .و کل شیء لم یُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ .الأَزهری:یقال حانَ یَحِینُ حَیْناً ،و حَیَّنَه الله فتَحَیَّنَ .و الحائنهُ :النازله ذاتُ الحَین ،و الجمع الحَوائنُ ; قال النابغه: بِتَبْلٍ غَیْرِ مُطَّلَبٍ لَدَیْها، و لکِنَّ الحَوائنَ قد تَحِینُ و قول مُلَیح: و حُبُّ لَیْلی و لا تَخْشی مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِکَ مما لیس یُنْتَقَدُ. یکون من الحَیْنِ ،و یکون من المِحْنهِ.و حانَ الشیءُ:قَرُبَ.و حانَتِ الصلاهُ:دَنَتْ،و هو من ذلک.و حانَ سنْبُلُ الزرع:یَبِسَ فآنَ حصادُه.و أََحْیَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أََو حان لهم أََن یبلغوا ما أََمَّلوه; عن ابن الأَعرابی; و أََنشد: کیفَ تَنام بعدَ ما أََحْیَنَّا . أََی حانَ لنا أََن نَبْلُغَ.و الحانَهُ : الحانُوتُ ; عن کراع.الجوهری:و الحاناتُ المواضع التی فیها تباع الخمر.و الحانِیَّهُ :الخمر منسوبه إِلی الحانه ،و هو حانوتُ الخَمَّارِ،و الحانوتُ معروف،یذکر و یؤنث،و أََصله حانُوَهٌ مثل تَرْقُوَهٍ،فلما أَُسکنت الواو انقلبت هاء التأْنیث تاء،و الجمع الحَوانیتُ لأَن الرابع منه حرف لین،و إِنما یُرَدُّ الاسمُ الذی جاوز أََربعه أََحرف إِلی الرباعی فی الجمع و التصغیر،إِذا لم یکن الحرف الرابع منه أََحد حروف المدّ و اللین; قال ابن بری: حانوتٌ أََصله حَنَوُوت،فقُدِّمت اللام علی العین فصارت حَوَنُوتٌ،ثم قلبت الواو أََلفاً لتحرُّکها و انفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ ،و مثل حانُوت طاغُوتٌ،و أََصله طَغَیُوتٌ،و الله أََعلم.

طال فَثَنَیْتَه:قد خَبَنْته و غبَنْته و کَبَنْته.ابن الأَعرابی: أََخْبَنَ الرجلُ إِذا خَبَأَ فی خُبْنه سَراویلِه مما یلی الصُّلْبَ،و أََثْبَنَ إِذا خَبَأَ فی ثُبْنَتِه مما یلی البَطْنَ،و عَنی بثُبْنَتِه إِزارَه.و

16- فی حدیث آخر :من أََصابَ بفِیه من ذی حاجهٍ غیرَ مُتَّخِذٍ خُبْنهَ فلا شیء علیه. أََی لا یأْخذ منه فی ثوبه.و خَبَنَ الشِّعْرَ یخْبِنه خَبْناً :حذَف ثانیه من غیر أََن یَسْکُنَ له شیء إِذا کان مما یجوز فیه الزحافُ،کحذْف السین من مُسْتَفعِلُن،و الفاء من مَفْعولات،و الأَلف من فاعِلاتن،و کله من الخَبْنِ الذی هو التَّقْلیصُ.قال أََبو إِسحق:إِنما سُمِّیَ مَخْبُوناً لأَنک کأَنک عطَفتَ الجُزْءَ،و إِن شئت أََتممتَ،کما أََنَّ کلَّ ما خَبَنْتَه من ثوبٍ أََمکَنَکَ إِِرْسالُه،و إِنما سمی خَبْناً لأَن حَذْفَه مع أََوَّله; هذا قول أََبی إِسحق،و قول المُخبَّل أََنشده ابن الأَعرابی: و کانَ لها مِنَ حوْضِ سَیْحانَ فُرْصهٌ، أََراغَ لها نَجْمٌ من القَیْظِ خابنُ . أََی خَبَنَها القیظُ،و فسره ابن الأَعرابی فقال: خابِنٌ خَبَنَ من طول ظِمئها أََی قَصَّر،یقول:اشتَدَّ القیظُ و یَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّمءُ.و رجلٌ خُبُنٌّ :مُتقَبِّضٌ ککُبُنٍّ.و خَبَنَ الشیء یَخْبِنُه خَبْناً :أََخفاه.و خَبَنَ الطَّعامَ إِذا غَیَّبَه و استَعَدَّه للشِّدَّه.و الخُبْنُ فی المزاده:ما بین الخَرَبِ (1).و الفَمِ،و هو دون المِسْمَع،و لکل مِسْمَع خُبْنان .و یقال: خَبَنَتْه خَبُونُ مثل شَعَبَتْه شَعُوبُ إِذا مات.و الخُبْنه :موضعٌ.و إِنه لذو خَبَناتٍ و خَنَباتٍ:و هو الذی یَصْلُحُ مرّهً و یَفْسُد أَُخری.

خبعثن:

الخُبَعْثِنه :الناقهُ الحَریزه.و تَیسٌ خُبَعْثِنٌ :غلیظ شدید; قال: رأََیتُ تَیْساً راقَنی لسَکَنی، ذا مَنْبِتٍ یَرْغَبُ فیه المُقْتَنی، أََهْدَبَ مَعْقودَ القَرَی خُبَعْثِن . و الخُبَعْثِنُ أََیضاً من الرجال:القویُّ الشدید.أََبو عبیده: الخُبَعْثِنه من الرجال الشدیدُ الخَلْق العظیمه،و قیل:هو العظیم الشدید من الأُسد.الجوهری: الخُبَعْثِنه الضخم الشدید مثل القُذَعْمِلَه; و أََنشد أََبو عمرو: خُبَعْثِنُ الخَلْقِ فی أََخلاقه زَعَرٌ و قال أََبو زُبیدٍ الطائیّ فی وصف الأَسد: خُبَعْثِنهٌ فی ساعِدَیهِ تَزایُلٌ، تقولَ وعَی من بعدِ ما قد تکَسَّرا. و قال الفرزدق یصف إِبِلاً: حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ ، إِذا النَّکْباءُ عارَضَتِ الشَّمَالا. حُواسات:أََکُولات.یقال:حاسَ یَحُوسَ حَوْساً أََکل،و العَشاء،بفتح العین:الطعام بعینه،أََی هی أََکولاتٌ مستوفیاتٌ لعشائهن،و من روی العِشاء،بکسر العین،فمعنی حُواسات مجتمعات; و قال اللیث: الخُبَعْثِنُ من کل شیء التارُّ البَدَنِ،و هذه الترجمه ذکرها الجوهری بعد ترجمه ختن،و کذلک ذکره ابن بری أََیضاً و لم ینتقده علی الجوهری.

ختن:

خَتَنَ الغلامَ و الجاریه یَخْتِنُهما و یَخْتُنهما خَتْناً ،و الاسم الخِتانُ و الخِتانهُ ،و هو مَخْتون ،و قیل: الخَتْن للرجال،و الخَفْضُ للنساء.و الخَتِین : المَخْتُونُ ،الذکر و الأُنثی فی ذلک سواء.و الخِتانه :صناعه الخاتن .و الخَتْنُ :فِعْل الخاتن الغُلامَ،و الخِتان ذلک الأَمْرُ کُلُّه و عِلاجُه.و الخِتانُ :

ص :137

موضع الخَتْنِ من الذکر،و موضع القطع من نَواه الجاریه.قال أََبو منصور:هو موضع القطع من الذکر و الأُنثی; و منه

16- الحدیث المرویُّ :إِذا الْتَقَی الخِتانان فقد وجب الغسلُ. و هما موضع القطع من ذکر الغلام و فرج الجاریه.و یقال لقَطْعهما الإِعْذارُ و الخَفْضُ،و معنی التقائهما غُیُوبُ الحشفه فی فرج المرأََه حتی یصیر خِتانه بحذاء خِتَانِها ،و ذلک أََن مدخل الذکر من المرأََه سافل عن خِتانِها لأَن ختانها مستعلٍ،و لیس معناه أََن یَمَاسَّ خِتانُه ختانها ; هکذا قال الشافعی فی کتابه.و أََصل الخَتْن :القطعُ.و یقال:أَُطْحِرَتْ خِتانَتُه إِذا اسْتُقْصِیَتْ فی القَطْعِ،و تسمی الدَّعْوهُ لذلک خِتاناً ،و خَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بابنته أََو بأُخته; قال الأَصمعی:ابن الأَعرابی: الخَتَنُ أََبو امرأََه الرجل و أََخو امرأََته و کل من کان من قِبَلِ امرأََته،و الجمع أََخْتانٌ ،و الأُنثی خَتَنَه .و خاتَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا تَزَوَّجَ إِلیه.و

14,1- فی الحدیث :علیٌّ خَتَنُ رسول الله،صلی الله علیه و سلم. أََی زوجُ ابنته،و الاسم الخُتُونه .التهذیب:الأَحْماءُ من قبل الزوج،و الأَخْتانُ من قبل المرأََه،و الصِّهْرُ یجمعهما.و الخَتَنه :أَُمُّ المرأََه و علی هذا الترتیب.غیره: الخَتَنُ کل من کان من قبل المرأََه مثل الأَب و الأَخ،و هم الأَخْتانُ ،هکذا عند العرب،و أََما العامَّهُ فخَتَنُ الرجل زوجُ ابنته; و أََنشد ابن بری للراجز: و ما عَلَیَّ أََن تکونَ جارِیهْ، و أََبو بکر و عمر،رضی الله عنهما، خَتَنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم.و

17- سئل سعید بن جبیر:أََ یَنْظُر الرجل إِلی شعر خَتَنَتِه ؟ فقرأََ هذه الآیه: وَ لاٰ یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاّٰ لِبُعُولَتِهِنَّ ،حتی قرأََ الآیه فقال:لا أََراه فیهم و لا أََراها فیهنَّ. أََراد بخَتَنَتِه أَُمَّ امرأََته.و

17- روی الأَزهری أََیضاً قال :سئل سعید بن جبیر عن الرجل یری رأَْس أَُم امرأََته فتلا: لاٰ جُنٰاحَ عَلَیْهِنَّ ،إِلی آخر الآیه،قال:لا أََراها فیهن. ابن المظفَّر: الخَتَن الصِّهْر.یقال: خاتَنْتُ فلاناً مُخاتَنهً ،و هو الرجل المتزوّج فی القوم،قال:و الأَبوانِ أََیضاً خَتَنا ذلک الزوج.و الخَتَنُ :زوجُ فتاه القوم،و من کان من قِبَلِه من رجل أََو امرأََه فهم کلهم أََخْتانٌ لأَهل المرأََه.و أَُمّ المرأََه و أََبوها: خَتَنانِ للزوج،الرجلُ خَتَنٌ و المرأََه خَتَنه .قال أََبو منصور: الخُتُونه المُصاهره و کذلک الخُتون ،بغیر هاء; و منه قول الشاعر: رأََیتُ خُتونَ العامِ،و العامِ قَبْلَهُ، کحائضهٍ یُزْنی بها غیرَ طاهِر. أََراد رأََیت مصاهره العام و العام الذی کان قبله کامرأََه حائض زنی بها،و ذلک أََنهما کانا عامَیْ جَدْبٍ،فکان الرجل الهَجِینُ إِذا کثر ماله یَخْطُبُ إِلی الرجل الشریف الحسیب الصریح النسب إِذا قلّ مالُه حَریمتَه فیزوّجه إِیاها لیکفیه مؤونتها فی جدوبه السنه،فیتشرف الهَجِینُ بها لشرف نسبها علی نسبه،و تعیش هی بماله،غیر أََنها تورث أََهلها عاراً کحائضه فُجِرَ بها فجاءها العار من جهتین:إِحداهما أََنها أَُتیت حائضاً،و الثانیه أََن الوطءَ کان حراماً و إِن لم تکُن حائضاً.و الخُتونه أََیضاً:تَزَوُّجُ الرجل المرأََهَ; و منه قول جریر: و ما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذی خُتُونهٍ من الناسِ،إِِلا مِنکَ أََو من مُحاربِ. قال أََبو منصور:و الخُتُونه تَجْمَعُ المُصاهرهَ بین

ص :138

الرجل و المرأََه،فأَهلُ بیتها أََخْتانُ أََهل بیت الزوج و أََهلُ بیتِ الزوج أََخْتانُ المرأََهِ و أََهلِها.ابن شمیل:سمیت المُخاتَنَه مُخاتنهً ،و هی المصاهره،لالتقاء الخِتانَیْنِ منهما.و

14- روی عن عُیَیْنه بن حِصْنٍ:أََن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال :إِن موسی أََجَرَ نَفْسَه بعِفَّهِ فَرْجِهِ و شِبَعِ بَطْنِه،فقال له خَتَنُه :إِن لک فی غنمی ما جاءت به قالِبَ لَوْنٍ. ; قالِبَ لَوْنٍ:علی غیر أََلوان أَُمهاتها،أََراد بالخَتَنِ أََبا المرأََه،و الله أََعلم.

خدن:

الخِدْنُ و الخَدِین :الصدیقُ،و فی المحکم:الصاحبُ المُحدِّثُ،و الجمع أََخْدانٌ و خُدَناء .و الخِدْنُ و الخَدِینُ :الذی یُخَادِنُک فیکون معک فی کل أََمر ظاهر و باطن.و خِدْنُ الجاریه:مُحَدِّثُها،و کانوا فی الجاهلیه لا یمتنعون من خِدْنٍ یُحَدِّثُ الجاریه فجاء الإِسلامُ بهدمه.و المُخادَنه :المُصاحبه،یقال: خادَنْتُ الرجلَ.و

1- فی حدیث علیّ،علیه السلام :إِن احْتاجَ إِلی مَعُونتهم فشَرُّ خلیلٍ و أََلأَمُ خَدِینٍ . ; الخِدْنُ و الخَدِینُ :الصدیق.و الأَخْدَنُ :ذو الأَخْدانِ ; قال رؤبه: و انْصَعْنَ أََخْداناً لذاکَ الأَخْدَنِ . و من ذلک خِدْنُ الجاریه.و فی التنزیل العزیز: مُحْصَنٰاتٍ غَیْرَ مُسٰافِحٰاتٍ وَ لاٰ مُتَّخِذٰاتِ أَخْدٰانٍ ; یعنی أََن یَتِّخِذْنَ أََصدقاء.و رجل خُدَنهٌ : یُخادِنُ الناسَ کثیراً.

خذن:

اللیث: الخُذُنَّتانِ الأُذُنانِ; و أََنشد: یا ابْنَ التی خُذُنَّتاها باعُ. قال أََبو منصور:هذا تصحیف،و الصواب الحُذُنَّتان،هکذا روی لنا عن أََبی عبید و غیره،و الخاء وهم.

خذعن:

الخُذْعُونه :القِطْعَهُ من القَرْعه و القِثَّاءهِ أََو الشحم.

خرطن:

الخَراطِینُ :دِیدانٌ طِوالٌ تکون فی طِینِ الأَنهار; قال الأَزهری:و لا أََحْسَبُها عربیه محضه،و الله أََعلم.

خزن:

خَزَنَ الشَّیءَ یَخْزُنه خَزْناً و اخْتَزَنه :أََحْرَزه و جعله فی خِزانه و اختزنه لنفسه.و الخِزانهُ :اسم الموضع الذی یُخْزَن فیه الشیء.و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلاّٰ عِنْدَنٰا خَزٰائِنُهُ .و الخِزانهُ :عَملُ الخازِن .و المَخْزَن ،بفتح الزای:ما یُخْزَن فیه الشیء.و الخِزانهُ :واحده الخَزائن .و فی التنزیل العزیز: وَ لاٰ أَقُولُ لَکُمْ عِنْدِی خَزٰائِنُ اللّٰهِ ; قال ابن الأَنباری:معناه غُیوب علم الله التی لا یعلمها إِلا الله،و قیل للغُیوب خَزائنُ لغموضها علی الناس و استتارها عنهم.و خَزَن المالَ إِذا غیَّبه.و

17- قال سفیان بن عیینه :إِنما آیاتُ القرآن خزائن ،فإِذا دخلتَ خزانهً فاجتهد أََن لا تخرج منها حتی تعرف ما فیها. قال:شبَّه الآیه من القرآن بالوعاء الذی یجمع فیه المال المخزون ،و سمی الوعاء خزانه لأَنه من سبب المخزون فیه.و خِزانه الإِنسان:قلبه.و خازِنه و خَزّانه :لسانه،کلاهما علی المثل.و

16- قال لقمان لابنه :إِذا کان خازِنک حفیظاً و خِزانتک أََمینهً رَشدْتَ فی أََمرَیْکَ دنیاک و آخرتک. یعنی اللسان و القلب; و قال: إِذا المَرْءُ لم یَخْزُنْ علیه لسانُه، فلیس علی شیءٍ سِواه بخازِنِ . و خَزَنتُ السِّرَّ و اختزَنْتُه :کتَمْتُه.و خَزِنَ اللحمُ،بالکسر، یَخْزَنُ و خَزَنَ یَخْزُن خَزْناً و خُزوناً و خَزُنَ ،فهو خَزینٌ :تغیر و أََنتن مثل خَنِزَ مقلوب منه; قالَ طرفه:

ص :139

ثُمَّ لا یَحْزَنُ فینا لَحْمُها،

إِنما یَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر.

و عمَّ بعضهم به تغیر الطعام کله.و قال أََبو حنیفه: الخَزَّانُ الرُّطَب تسْوَدُّ أََجوافه من آفه تصیبه،اسم کالجَبّان و القَذّاف،واحدته خَزّانه .و اختَزَنتُ الطریقَ و اخْتَصرْتُه،و أََخذنا مخازِنَ الطریق و مَخاصِرَها أََی أََخذنا أََقرَبها.

خسن:

أََهمله اللیث،و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أََخسَنَ الرجلُ:إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ،نعوذ بالله من ذلک.

خشن:

الخَشِنُ و الأَخشَنُ :الأَحرشُ من کل شیء; قال: و الحجرَ الأَخْشَن و الثِّنایه. و جمعه خِشانٌ و الأُنثی خَشِنه و خَشْناء ; أََنشد ابن الأَعرابی یعنی جُلَّه التمر:و قد لَفَّفا خَشْناءَ لیْسَتْ بوَخشهٍ، تُوارِی سماءَ البیتِ،مُشْرِفهَ القُتْرِ. خَشُنَ خُشْنهً و خَشانه و خُشونه و مَخْشَنه ،فهو خَشِنَ أََخشَن ،و المُخاشنه فی الکلام و نحوه.و رجل أََخشن : خَشِن .و الخُشونه :ضد اللین،و قد خَشُن ،بالضم،فهو خَشِن .و اخشَوْشنَ الشیءُ:اشتَدَّت خُشونتُه ،و هو للمبالغه کقولهم أََعشَبت الأَرضُ و اعْشَوْشَبتْ،و الجمع خُشْنٌ ; قال الراجز: تعَلَّمَنْ یا زَیْدُ،یا ابنَ زَینِ، یعنی به الجُدُد.و

16- فی الحدیث : أَُخَیْشِنُ فی ذات الله. ; هو تصغیر الأَخشَنِ للخَشِن .و تخَشَّنَ و اخشَوْشَن الرجلُ:لبس الخَشِن و تعوّده أََو أََکله أَو تکلم به أََو عاش عَیشاً خَشِناً ،و قال قولاً فیه خُشونه .و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه : اخشَوْشنوا . فی إِحدی روایاته،و

17- فی حدیث الآخر أََنه قال لابن عباس :نِشْنِشه من أََخشَن . أََی حجرٌ من جبَل،و الجبال توصف بالخُشونه .و

17- فی حدیث ظَبْیان :ذَنِّبوا خِشانَه . ; الخِشانُ :ما خَشُن من الأَرض،و معنی خَشُن دون معنی اخْشَوْشَنَ لما فیه من تکریر العین و زیاده الواو،و کذلک کل ما کان من هذا کاعشَوْشَبَ و نحوه.و استَخْشَنه :وجده خَشِناً ،و

1- فی حدیث علی،رضی الله عنه،یذکر العلماء الأَتقیاء :و استَلانوا ما اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون. و خاشَنَه : خَشُن علیه،یکون فی القول و العمل.و فلان خَشِن الجانب أََی صَعْب لا یُطاق.و إِنه لذو خُشْنهٍ و خُشونه و مَخْشَنه إِذا کان خَشِن الجانب.و فی الثوب و غیره خُشونه ،و مُلاءَه خشْناء :فیها خُشونه إِما من الجِدَّه،و إِما من العمل.و الخَشْناء :الأَرض الغلیظه.و أََرض خَشْناء :فیها حجاره و رمل کخَشّاء.و کَتیبه خَشْناء :کثیره السلاح.و

16- فی حدیث الخروج إِلی أَُحُد :فإِذا بکَتیبه خَشْناء . أََی کثیره السلاح خَشِنته ،و معشَر خُشْنٌ ،و یجوز تحریکه فی الشعر; و أََنشد ابن بری: إِذاً لَقامَ بنَصْری مَعْشَرٌ خُشُنٌ ، عندَ الحفیظهِ،إِنْ ذو لُوثهٍ لانا. قال:هو مثل فَطِنٍ و فُطُن; قال قیس بن عاصم فی فُطُنٍ: لا یَفْطِنُون لَعَیْبِ جارِهِم، و هُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ.

ص :140

و خاشَنْتُه :خلاف لایَنْته.و خَشَّنْت صدرَه تَخْشیناً :أََوْغَرْتُ; قال عنتره: لعَمری لقد أََعْذَرْت لو تَعْذُریننی، و خَشَّنْتُ صَدْراً جَیْبُه لک ناصِحُ. و الخُشْنه : الخُشونه ; قال حکیم بن مُصعَب: تشَکَّی إِلیَّ الکلبُ خُشْنهَ عَیْشِه، و بی مثلُ ما بالکلب أََوْ بِیَ أََکثر. و قال شمر: اخْشَوْشَنَ علیه صدْرُه و خَشُن علیه صدْرُه إِذا وَجَد علیه.و الخَشْناء و الخُشَیْناء :بقله خضراء ورقها قصیر مثل الرَّمْرام،غیر أََنها أََشد اجتماعاً،و لها حبٌّ تکون فی الرَّوْض و القِیعان،سمیت بذلک لخُشونتها ; و قال أََبو حنیفه: الخُشَیناء بقله تَنفَرش علی الأَرض، خَشْناء فی المَسِّ لینه فی الفم،لها تَلزُّج کتَلزُّج الرِّجْله،و نَوْرتها صفراء کنَوْره المُرّه،و تؤکل و هی مع ذلک مرعی.و خُشَیْنه :بطن من بطون العرب،و النسبه إِلیهم خُشَنیٌّ .و بنو خَشْناء و خُشَین :حَیّان،و قد سَمَّوْا أََخْشَنَ و مُخاشِناً و خُشَیْناً و خَشِناً .و أََخْشَنُ :جبل.و روی ابن الأَعرابی هذا المثل: شِنْشِنه أََعرفها من أََخْشَنَ ،و فسره بأَنه اسم جبل،قال:و من قال ...أََعرفها من أََخْزَم ،فهو اسم رجل.

خصن:

ابن الأَعرابی:من أََسماء الفأْس الخَصِینُ و الحَدَثانُ و المِکْشاح.ابن سیده: الخَصِینُ فأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ واحد،تذکر و تؤنث،و الجمع أََخْصُنٌ ،و ثلاثُ أََخْصُنٍ لتأْنیثه،و هو النَّاجَخُ (1).أََیضاً; قال إِمرؤ القیس: یَقْطَعُ الغافَ بالخَصِینِ و یُشْلی، قد عَلِمْنا بمَنْ یُدِیر الرَّبابا.

خضن:

خاضَنَ المرأََهَ خِضَاناً و مُخاضَنهً :غازَلها.و المُخاضَنَهُ :التَّرامی بقول الفُحْشِ.و المُخاضَنَهُ :المُغازَله; قال الطِّرِمَّاحُ: و أََلقتْ إِلیَّ القولَ منهنَّ زَوْلَهٌ، تُخاضِنُ أََو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنِ (2). و أََنشد ابن بری: و بَیْضاءَ مِثْل الرِّیم،لو شِئْتُ قد صَبَتْ إِلیَّ،و فیها للمُخاضِنِ مَلْعَبُ الأَصمعی و غیره:یقال خَضَنْت الهدیهَ و المعروفَ إِذا صَرَفها،و کذلک إِذا خَبَنها،اللحیانی:ما خُضِنَتْ عنه المُروءَهُ إِلی غیره أََی ما صُرِفَتْ.و یقال: خَضنَه و خَبَنَه إِذا کَفَّه; قال رؤبه: تَعتَزُّ أََعْناقَ الصِّعابِ اللُّجَّنِ من الأَوابی بالرِّیاضِ المِخْضَنِ . اللُّجَّنُ:جمع اللَّجُونِ (3).و هو الذی لا یَحْرُن و لا یَبْرَحُ مکانه و إِن ضُرب،من الأَوابی:صله للصعاب،و المِخْضَنُ :المُذِلُّ.یقال: خَضَنَه خَضْناً إِذا أََذله.ابن الأَعرابی: المِخْضَن الذی یُذَلِّلُ الدوابَّ.

خفن:

اللیث: الخَفَّانُ رِئالُ النَّعامِ،الواحده خَفَّانَه ،و هو فَرْخُها; قال أََبو منصور:هذا تصحیف،و الذی أََراد اللیث:الحَفَّان،بالحاء،و هی رِئالُ النَّعام،و قد ذکرناه فی حرف الفاء،قال:و الخاء فیه خطأ.قال أََبو منصور:و خَفَّانُ مأْسده بین الثِّنْی و عُذَیْبٍ،فیه غِیاضٌ و نُزُوزٌ،و هو معروف.

ص :141

ابن الأَعرابی: الخَفْنُ اسْتِرخاء البَطْن،قال أََبو منصور:هو حرف غریب لم أََسمعه لغیره،اللیث: الخَیْفانُ الجَراد أََوَّلَ ما یطیر،جَرادهٌ خَیْفانه ،و کذلک الناقه السریعه.قال أََبو منصور:جعل خَیْفاناً فَیْعالاً من الخَفْنِ ،و لیس کذلک،إِنما الخَیْفان من الجراد الذی صار فیه خُطوطٌ مختلفه،و أََصله من الأَخْیَفِ،و النُّون فی خَیْفان نون فَعْلان،و الیاء أََصلیه.و خَفَیْنَنٌ :اسم موضع قریب من یَنْبُعَ بینها و بین المدینه; قال کثیِّر: فقد فُتْنَنی لمَّا وردنَ خَفَیْنَناً ، و هُنَّ علی ماء الخُراضَهِ أََبعدُ.

خقن:

خاقانُ :اسم لکل ملک من ملوک الترک.و خَقَّنُوه علی أََنفسهم:رأََّّْسوهُ.اللیث: خَاقانُ اسم یسمی به من یُخَقِّنُه الترکُ علی أََنفسهم; قال أََبو منصور:و لیس من العربیه فی شیء.

خمن:

خَمَنَ الشیءَ یَخْمِنه خَمْناً و خَمَنَ یَخْمُنُ خَمْناً :قال فیه بالحَدْسِ و التخمینِ أََی بالوهم و الظن; قال ابن درید:أََحْسِبه مولَّداً.و التَّخْمِینُ :القولُ بالحَدْسِ.قال أََبو حاتم:هذه کلمه أََصلها فارسیه عرّبت،و أََصلها من قولهم خُمَاناً علی الظَّنِّ (1).و الحَدْسِ.و خَمَّانُ الناسِ:خُشارَتُهم.و خَمَّانُ المَتاعِ:ردیئه.و الخَمَّانُ من الرُّمْح:الضعیف.و رمح خَمَّانٌ :ضعیف.و قَناه خَمَّانه کذلک.و هو خامِنُ الذکر:کقولک خامِلُ الذِّکْرِ،علی البدل; و أََنشد: أََتانی،و دُونی من عَتَادی مَعاقِلٌ، و یروی: ...عِلْماً... ،قال:و الرفع أََحسن و أََجود.

خنن:

الخَنِینُ من بکاء النساء:دون الانْتِحابِ،و قیل:هو تَرَدُّد البکاء حتی یصیر فی الصوت غُنَّهٌ،و قیل:هو رفع الصوت بالبکاء،و قیل:هو صوت یخرج من الأَنف، خَنَّ یَخِنُّ خَنِیناً ،و هو بکاء المرأََهُ تَخِنُّ فی بکائها.و

1,2- فی حدیث علیّ :أََنه قال لابنه الحَسَن،رضی الله عنهما:إِنک تَخِنُّ خَنِینَ الجاریه. ; قال شمر: خَنَّ خَنِیناً فی البکاء إِذا رَدَّد البکاء فی الخَیاشیم،و الخَنینُ یکون من الضحک الخافی أََیضاً.الجوهری: الخَنِینُ کالبکاء فی الأَنف و الضحک فی الأَنف; قال ابن بری:و من الخَنینِ کالبکاء فی الأَنف قولُ مُدْرِکِ بن حِصْنٍ الأَسَدیّ: بکی جَزَعاً من أََن یموت، و أََجْهَشَتْ إِلیه الجِرِشَّی،و ارمَعَلَّ خَنِینُها . و

16- فی الحدیث :أََنه کان یُسْمَع خَنینُه فی الصلاه. ; الخَنِینُ :ضرب من البکاء دون الانتحاب،و أََصلُ الخَنِین خروجُ الصوت من الأَنف کالحَنین من الفم.و

17- فی حدیث أََنس :فَغَطَّی أََصحابُ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،وجُوهَهم لهم خَنِینٌ . و

17- فی حدیث خالد :فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا یبکون. و

15- فی حدیث فاطمه،رضوان الله علیها :قام بالباب له خَنِینٌ . و الخَنِینُ :الضحک إِذا أََظهره الإِنسان فخرج خافیاً،و الفعل کالفعل، خَنَّ یَخِنُّ خَنِیناً ،فإذا أََخرج صوتاً رقیقاً فهو الرَّنینُ،فإِذا أََخفاه فهو الهَنینُ،و قیل:الهَنِینُ مثل الأَنِینِ،یُقال:أََنَّ و هَنَّ بمعنی واحد. قال ابن سیده:و الخَنَنُ و الخُنَّهُ و المَخَنَّه کالغُنَّهِ،و قیل:هو فوق الغُنَّه و أَقبح منها،قال

ص :142

المُبَرَّدُ:الغُنَّه أَن یُشْرَبَ الحرفُ صوت الخَیْشوم،و الخُنَّه أَشدُّ منها.التهذیب: الخُنَّه ضرب من الغنه،کأَنَّ الکلام یرجع إلی الخیاشیم،یقال:امرأَه خَنَّاء و غَنَّاء و فیها مَخَنَّهٌ .و رجل أَخَنُّ أَی أَغَنُّ مسدودُ الخیاشیم،و قیل:هو الساقط الخَیاشیم،و الأُنثی خَنَّاء ،و قد خَنَّ ،و الجمع خُنٌّ ; قال دَهْلَبُ بن قُرَیْعٍ: جاریه لیستْ من الوَخْشَنِّ، و لا من السُّودِ القِصارِ الخُنِّ . ابن الأَعرابی:النَّشِیجُ من الفم،و الخَنِینُ من الأَنف،و کذلک النَّخِیر،و قال الفَصِیحُ من أَعراب بنی کلاب: الخَنین سُدَدٌ فی الخَیاشیم،و الخُنانُ منه.و قد خَنْخَن إذا أَخرج الکلام من أَنفه.و الخُنانُ :داء یأْخذ فی الأَنف.و الخَنْخَنه :أَن لا یبین الکلام فیُخَنْخِن فی خَیاشیمه; و أَنشد: خَنْخَنَ لی فی قوله ساعهً، فقال لی شیئاً و لم أَسْمَعِ. ابن الأَعرابی:الرُّبّاحُ القِردُ،و هو الحَوْدَلُ،و یقال لصوته الخَنْخَنهُ ،و لضحکه القَحْقَحهُ.و الخُنَنهُ :الثورُ المُسِنُّ الضَّخم.و الخُنَانُ فی الإِبل:کالزُّکام فی الناس.یقال:خُنَّ البعیر،فهو مَخْنُون .و زمن الخُنَانِ :زمن ماتت فیه الإِبل; عنه; و قال ابن درید:هو زمن معروف عند العرب قد ذکروه فی أَشعارهم،قال:و لم نسمع فیه من علمائنا تفسیراً شافیاً،قال:و الأَوَّل أَصح; قال النابغه الجعدی فی الخُنَانِ للإِِبل: فمن یَحْرِصْ علی کِبَری،فإِنی من الشُّبّانِ أَیّامَ الخُنانِ . قال الأَصمعی:کان الخُنَانُ داءً یأْخذ الإِبلَ فی مناخرها و تموت منه فصار ذلک تاریخاً لهم،قال و الخُنانُ داءٌ یأْخذ الناس،و قیل:هو داءٌ یأْخذ فی الأَنف.ابن سیده:و الخُنانُ داءٌ یأخذ الطیر فی حُلُوقها.یقال:طائر مَخْنُون ،و هو أَیضاً داءٌ یأْخذ العین; قال جریر: و أَشْفِی من تَخَلُّج کلِّ داءٍ، و أَکْوی الناظِرَیْنِ من الخُنانِ . و المَخَنَّهُ :الأَنف.التهذیب:قال بعضهم خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس خَنّاً إذا قطعته.قال أَبو منصور:و هذا حرف مُریبٌ،قال:و صوابه عندی و جثَثْتُ العودَ جَثًّا،فأَما خَنَنْتُ بمعنی قطعت فما سمعته.اللحیانی:رجل مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ،و قد أَجَنَّه اللهُ و أَحَنَّه و أَخنَّه بمعنی واحد.أَبو عمرو: الخِنُّ السفینه الفارغه.و وَطِئَ مِخَنَّتَهم و مَخَنَّتَهم أَی حریمهم.و المِخَنُّ :الرجلُ الطویل،و الصحیح المَخْنُ،و هو مذکور فی موضعه; و أَنشد الأَزهری: لما رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَرَ عن حَسْناءَ و ارْثَعَنَّا. أَی استَرْخَی عنها.قال:و یقال للطویل مَخْنٌ،بفتح المیم و جزم الخاء.و فلان مَخَنَّه لفلان أَی مأْکَله.و مَخَنَّهُ القوم:حریمهم.و خَنَنْتُ الجُلَّه إذا استخرجتَ منها شیئاً بعد شیءٍ.التهذیب: المَخَنَّه وسط الدار،و المَخَنَّه الفِناءُ،و المَخَنَّهُ الحرم،و المَخَنَّه مَضِیقُ الوادی،و المَخَنَّهُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَهِ إلی الوادی،و المَخَنَّهُ فُوَّهَهُ الطریق،و المَخَنَّه المَحجَّه البینه،و المَخَنَّه طَرَفُ الأَنف،قال:و

17- روی الشَّعْبی أَن الناس لما قدموا البصره قال بنو تمیم لعائشه:هل لک فی الأَحْنَفِ؟ قالت:لا،

ص :143

و لکن کونوا علی مَخَنَّتِه أَی طریقته،و ذلک أَن الأَحْنَف تکلم فیها بکلمات،و قال أَبیاتاً یلومها فیها فی وقعه الجمل; منها: فلو کانتِ الأَکْنانُ دُونَکِ، لم یَجِدْ عَلیکِ مَقَالاً ذو أَداهٍ یَقُولُها. فبلغها کلامُه و شِعْرُه فقالت:أَ لِی کان یَسْتَجِمُّ مَثابَهَ سَفَهِه؟ و ما للأَحْنفِ و العربیه،و إنما هم عُلُوجٌ لآلِ عُبَیْدِ الله سَکنوا الرِّیفَ،إلی الله أَشکو عقوقَ أَبنائی; ثم قالت: بُنَیَّ اتَّعِظْ،إنَّ المَواعِظَ سَهْلهٌ،

خون:

المَخانَهُ : خَوْنُ النُّصْحِ و خَوْنُ الوُدِّ،و الخَوْنُ علی محن شَتَّی (1).و

16- فی الحدیث :المُؤْمِنُ یُطْبَع علی کلِّ خُلُقٍ إلا الخِیانَهَ و الکَذِب. ابن سیده: الخَوْنُ أَن یُؤْتَمن الإِنسانُ فلا یَنْصَحَ، خانه یَخُونُه خَوْناً و خِیانهً و خانَهً و مَخانَهً ; و

17- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها ،و قد تمثلت ببیت لبید بن ربیعه: یتَحَدَّثونَ مَخانَهً و مَلاذَهً، و یُعابُ قائلُهم،و إن لم یَشْغَبِ.

المَخانه :مصدر من الخیانه ،و المیم زائده،و قد ذکره أَبو موسی فی الجیم من المُجُونِ،فتکون المیم أَصلیه،و خانَهُ و اخْتانه .و فی التنزیل العزیز: عَلِمَ اللّٰهُ أَنَّکُمْ کُنْتُمْ تَخْتٰانُونَ أَنْفُسَکُمْ ; أَی بعضُکم بعضاً.و رجل خائنٌ و خائنه أَیضاً،و الهاء للمبالغه،مثل عَلاَّمه و نَسّابه; و أَنشد أَبو عبید للکلابی یخاطب قُرَیْناً أَخا عُمَیْرٍ الحَنَفِیِّ،و کان له عنده دم: أَ قُرَیْنُ،إنک لو رأَیْتَ فَوارِسِی و خَؤُونٌ و خَوَّانٌ ،و الجمع خانهٌ و خَوَنهٌ ; الأَخیره شاذه; قال ابن سیده:و لم یأْت شیء من هذا فی الیاء،أَعنی لم یجئ مثل سائر و سَیَره،قال:و إِنما شذ من هذا ما عینه واو لا یاء.و قومٌ خَوَنهٌ کما قالوا حَوَکَه،و قد تقدم ذکر وجه ثبوت الواو،و خُوَّانٌ ،و قد خانه العَهْدَ و الأَمانهَ; قال:فقالَ مُجِیباً: و الذی حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُکَ عهداً،إِننی غَیرُ خَوَّانِ و خَوَّنَ الرجلَ:نَسَبه إِلی الخَوْنِ .و

16- فی الحدیث :نهی أَن یَطْرُق الرجلُ أَهلَه لیلاً لئلا یَتَخَوَّنهم . أَی یَطْلُبَ خِیانتَهم و عَثَراتِهم و یَتَّهِمَهُمْ.و خانه سیفُه:نَبا،کقوله:السیفُ أَخوک و ربما خانَکَ .و خانه الدَّهْرُ:غَیَّرَ حالَه من اللِّین إِلی الشده; قال الأَعشی: و خانَ الزمانُ أَبا مالِکٍ، و أَیُّ امرئٍ لم یخُنْه الزّمَنْ؟ و کذلک تَخَوَّنه .التهذیب: خانه الدهرُ و النعیمُ خَوْناً ،و هو تغیر حاله إِلی شرٍّ منها،و إذا نَبا سیفُک عن الضَّریبه فقد خانک .و سئل بعضهم عن السیف فقال:أَخوک و ربما خانک .و کلُّ ما غیَّرک عن حالک فقد تَخَوَّنَک ; و أَنشد لذی الرمه:

ص :144

لا یَرْفَعُ الطَّرْفَ،إلا ما تَخَوَّنَهُ

دَاعٍ،یُنادِیهِ باسمِ الماء،مَبْغُومُ

قال أَبو منصور:لیس معنی قوله ...إلا ما تَخَوَّنه حجهً لما احتج له،إنما معناه إلا ما تَعَهَّده،قال:کذا روی أَبو عبید عن الأَصمعی أَنه قال: التَّخَوُّنُ التعهد،و إنما وصفَ وَلَدَ ظَبْیهٍ أَوْدَعتْه خَمراً،و هی تَرْتَع بالقُرْب منه،و تتعهده بالنظر إلیه،و تُؤنسه ببُغامِها،و قوله باسم الماء،الماءُ حکایه دعائها إیاه،و قال داع ینادیه فذکَّره لأَنه ذهب به إلی الصوت و النداء.و تَخَوَّنه و خَوَّنه و خَوَّن منه:نقَصه.یقال: تَخَوَّننی فلانٌ حقی إذا تنَقَّصَک; قال ذو الرمه: لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها مَرّاً سَحابٌ،و مَرّاً بارِحٌ تَرِبُ و قال لبید یصف ناقه: عُذَافِرَهٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَی، تَخَوَّنَها نُزولی و ارْتِحالی. أَی تنَقَّص لحمَها و شَحْمَها.و الرُّدَافَی:جمعُ رَدِیفٍ،قال و مثله لعبْدَهَ بن الطَّبیب: عن قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحالیلُ و فی قصید کعب بن زهیر: لم تُخَوِّنْه الأَحالیلُ و خَوَّنه و تخَوَّنه :تعَهَّدَه.یقال:الحُمَّی تخَوَّنُه أَی تعَهَّدُه; و أَنشد بیت ذی الرمه: لا یَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه . یقول:الغزال ناعِسٌ لا یرفع طرفه إلا أَن تجیءَ أُمه و هی المتعهده له.و یقال:إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له.و الخَوَّانُ :من أَسماء الأَسد.و یقال: تخَوَّنته الدُّهورُ و تخَوَّفَتْه أَی تنَقَّصَتْه.و التَّخوُّن له معنیان:أَحدهما التَّنقُّصُ،و الآخر التَّعُهُّدُ،و من جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدله من اللام،یقال: تخَوَّنه و تخَوَّله بمعنی واحد.و الخَوْنُ :فَتْره فی النظر،یقال للأَسد خائنُ العین،من ذلک،و به سمی الأَسد خَوَّاناً .و خائِنهُ الأَعْیُنِ:ما تُسارِقُ من النظر إِلی ما لا یَحِلُّ.و فی التنزیل العزیز: یَعْلَمُ خٰائِنَهَ الْأَعْیُنِ وَ مٰا تُخْفِی الصُّدُورُ ; و قال ثعلب:معناه أَن ینظر نظرهً بریبه و هو نحو ذلک،و قیل:أَراد یعلم خیانهَ الأَعین،فأَخرج المصدر علی فاعله کقوله تعالی: لاٰ تَسْمَعُ فِیهٰا لاٰغِیَهً ; أَی لَغْواً،و مثله:سمعتُ راغِیَهَ الإِِبل و ثاغِیَهَ الشاءِ أَی رُغاءها و ثُغاءها،و کل ذلک من کلام العرب،و معنی الآیه أَن الناظر إذا نظر إلی ما لا یحل له النظر إلیه نظر خیانهٍ یُسِرُّها مسارقه علمها الله،لأَنه إذا نظر أَول نظره غیر متعمد خیانه غیرُ آثم و لا خائن ،فإِن أَعاد النظر و نیتُه الخیانه فهو خائن النظر.و

14- فی الحدیث :ما کان لنبیٍّ أَن تکونَ له خائنهُ الأَعْیُن. أَی یضمر فی نفسه غیرَ ما یظهره،فإِذا کف لسانه و أَومأَ بعینه فقد خان ،و إذا کان ظهور تلک الحاله من قِبَل العین سمیت خائِنَهَ العین،و هو من قوله عز و جل: یَعْلَمُ خٰائِنَهَ الْأَعْیُنِ ; أَی ما یَخُونون فیه من مُسارقه النظر إلی ما لا یحل.و الخائِنهُ :بمعنی الخیانه ،و هی من المصادر التی جاءت علی لفظ الفاعله کالعاقبه.و

16- فی الحدیث :أَنه رَدَّ شهادَهَ الخائن و الخائنه . ; قال أَبو عبید:لا نراه خَصَّ به الخِیانهَ فی أَمانات الناس دون ما افترض الله علی عباده و أْتمنهم علیه،فإِنه قد سمی ذلک أَمانه فقال: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاٰ تَخُونُوا اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَمٰانٰاتِکُمْ ; فمن ضَیَّع شیئاً مما أَمر الله به أَو رَکِبَ شیئاً مما نَهی عنه فلیس ینبغی أَن یکون عدلاً.

ص :145

و الخُوانُ و الخِوَانُ :الذی یُؤْکل علیه،مُعَرَّبٌ،و الجمع أَخْوِنه فی القلیل،و فی الکثیر خُونٌ .قال عدِیٌّ: لِخُونٍ مَأْدُوبهٍ و زَمیر; قال سیبویه:لم یحرکوا الواو کراهه الضمه قبلها و الضمه فیها.و الإِخْوَانُ : کالخِوانِ .قال ابن بری:و نظیرُ خُوَانٍ و خُونٍ بِوانٌ و بُونٌ،و لا ثالث لهما،قال:و أَما عَوَانٌ و عُونٌ فإِنه مفتوح الأَول،و قد قیل بُوانٌ،بضم الباء.و قد ذکر ابن بری فی ترجمه بون أَن مثلهما إِوَانٌ و أُوانٌ،و لم یذکر هذا القول هاهنا.اللیث: الخِوَان المائده،مُعرَّبه.و

16- فی حدیث الدابه :حتی إِن أَهلَ الخِوَانِ لیجتمعون فیقول هذا یا مؤْمن و هذا یا کافر،و جاءَ فی روایه: الإِخوان . بهمزه،و هی لغه فیه.و قوله

16- فی حدیث أَبی سعید :فإِذا أَنا بأَخاوِینَ علیها لُحومٌ منتنه. هی جمع خِوَانٍ و هو ما یوضع علیه الطعامُ عند الأَکل; و بالإِخوَانِ فسِّر قول الشاعر: و مَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَها، و مَوْضِع إِخوانٍ إِلی جَنْبِ إِخوانِ . عن أَبی عبید.و الخَوَّانهُ :الاسْتُ.و العرب تسمی ربیعاً الأَوَّلَ: خَوَّاناً و خُوَّاناً ; أَنشد ابن الأَعرابی: و فی النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا بأَنَّه فی أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَی البَحْرِ (1). قال ابن سیده:و جمعه أَخْوِنه ،قال:و لا أَدری کیف هذا.و خَیْوَانُ :بلد بالیمن لیس فَعْلانَ لأَنه لیس فی الکلام اسم عینه یاء و لامه واو،و ترک صرفه لأَنه اسم للبقعه; قال ابن سیده:هذا تعلیل الفارسی،فأَما رجاءُ بنُ حَیْوَه فقد یکون مقلوباً عن حیَّهٍ فیمن جعل حَیَّهً من ح و ی،و هو رأْی أَبی حاتم،و یُعَضِّدُه رجل حَوَّاء و حاوٍ للذی عَمَلُه جمع الحَیّاتِ،و کذلک یُعَضِّدُه أَرض مَحْواه،فأَما مَحْیاهٌ فی هذا المعنی فمُعاقِبَهٌ إِیثاراً للیاء،أَو مقلوب عن مَحْوَاه،فلما نقلت حَیَّهُ إلی العلمیه خُصَّت العلمیه بإخراجها علی الأَصل بعد القلب،و سَهَّلَ ذلک لهم القلبُ،إذْ لو أَعَلُّوا بعد القلب،و القَلْبُ علهٌ،لتوالی الإِِعْلالانِ.و قد قیل عن الفارسی:إِن حَیَّه من ح ی ی،و إِن حَوَّاءَ من باب لَأْآءٍ،و قد یکون حَیْوَه فَیْعِلَه من حَوَی یَحْوِی حَیْوِیَهً،ثم قلبت الواو یاء للکسره فاجتمعت ثلاث یاءات،و مثله حَیْیِیَه فحذفت الیاء الأَخیره فبقی حَیَّه،ثم أُخرجت علی الأَصل فقیل حَیْوَه،فإذا کان حَیْوَهُ مُتَوَجِّهاً علی هذین القولین فقد تَأَدَّی ضمانُ الفارسی أَنه لیس فی الکلام شیء عینه یاء و لامه واو البته.و الخَانُ :الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ،فارسی معرّب،و قیل: الخانُ الذی للتِّجارِ.

فی الرباعی مثلُ کَوْکب و دَیْدَن و سَیْسَبان و قَیْقَبَان،قال:و مثل الأَول الزَّیْزَفُون،وزنه فَیْعَلول،و الیاء زائده،و الدَّیْدَبُون :اللهو.و یقال: الدَّیدَبُون هنا الباطل،و الله أَعلم.

دثن:

دثَّن الطائرُ یُدَثِّن تَدْثِیناً إذا طار و أَسْرَع السُّقوطَ فی مواضِعَ مُتقارِبه و واترَ ذلک.و دَثَّن فی الشَّجره:اتَّخَذَ فیها عُشّاً.و الدَّثِینه :الدفینه; عن ثعلب; قال ابن سیده:و أُراه علی البدل.و الدَّثِینَه و الدَّفینَه:منزل لبنی سُلَیم،و حکاه یعقوب فی المبدل; قال الشاعر: و نحن تَرَکْنا بالدَّثینه حاضِراً، لآلِ سُلَیْمٍ،هامهً غیرَ نائم. الجوهری: الدَّثینه موضع،و هو ماء لبنی سیّار بن عمرو; قال النابغه الذبیانی: و علی الرُّمَیْثهِ من سُکَینٍ حاضرٌ، و علی الدَّثِینهِ من بَنی سَیّار. و یقال:إنها کانت تسمی فی الجاهلیه الدَّفینه ثم تطیَّروا منها فسمَّوْها الدَّثینه ; قال ابن بری:الذی أَنشده الجوهری: و علی الدُّمَیْنه من سُکَین قال:و هو بخط ثعلب: و علی الرُّمَیْثه من سُکَین. و فی الحدیث ذکر الدَّثینه ،و هی بکسر الثاء و سکون الیاء،ناحیه قرب عَدَن،لها ذکر فی حدیث أَبی سَبره النخعی.و فی الحدیث ذکر غزوه داثِن ،و هی ناحیه من غَزّه الشام،أَوقع بها المسلمون بالروم،و هی أَول حرب جرت بینهم.

دجن:

الدَّجْنُ :ظلُّ الغیم فی الیوم المَطیر.ابن سیده: الدَّجْن إِلباسُ الغَیم الأَرضَ،و قیل:هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء،و الجمع أَدْجان و دُجون و دِجان ; قال أَبو صخر الهذلی: و لذائذ مَعْسوله فی رِیقهٍ، و صِباً لنا کدِجانِ یومٍ ماطرِ. و قد أَََدْجَن یومُنا و ادْجَوْجن ،فهو مُدْجن إِِذا أَََضَبَّ فأَظلم.و أَََدْجَنوا :دخلوا فی الدَّجْن ; حکاها الفارسی.ابن الأَعرابی: دَجَن یومُنا یَدْجُن ،بالضم، دَجْناً و دُجوناً و دَغَن،و یوم ذو دُجُنَّه و دُغُنَّه.و یوم دَجْنٌ إِِذا کان ذا مطر،و یوم دَغْنٌ إِِذا کان ذا غَیم بلا مطر.و الدَّجْن :المطر الکثیر.و أَََدْجَنت السماء:دام مطرها; قال لبید: من کلِّ ساریهٍ و غادٍ مُدْجِنٍ ، و عَشِیّهٍ مُتَجاوِبٍ إِِرْزامُها. و أَََدْجَن المطر:دام فلم یُقْلع أَََیاماً،و أَدجَنت علیه الحمّی کذلک; عن ابن الأَعرابی.و الدُّجُنَّه من الغیم:المُطَبّقُ تطبیقاً،الرَّیان المُظْلم الذی لیس فیه مطر.یقال:یومُ دَجْنٍ و یومُ دُجُنَّه ،بالتشدید،و کذلک اللیله علی وجهین بالوصف و الإِضافه.و الدُّجْنه :الظُّلمه،و جمعها دُجُن (1).مَثّل به سیبویه و فسره السیرافی،و زاد الجوهری فی جمعه دُجُنّات .و

17- فی حدیث قُسٍّ :یَجْلو دُجُنَّات الدَّیاجی و البُهَم. ; الدُّجُنَّات :جمع دُجُنَّه ،و هی الظلمه.و الدیاجی:اللیالی المُظلمه،و الفعل منه ادْجَوْجَن ; و أَََنشد: لِیَسْقِ ابنهَ العَمْریّ سلمی،و إِِن نأَت کِثافُ العُلی داجی الدُّجُنَّهِ رائِحُ (2).

ص :147

و الداجنه :المطَرهُ المُطبقه نحو الدِّیمه; و قد جاء فی الشعر الدُّجُون ،قال: حتی إِِذا انجَلی دُجی الدُّجونِ . و لیله مِدْجانٌ :مُظلِمه.و دَجَن بالمکان یَدْجُن دُجوناً :أَََقام به و أَََلِفَه.ابن الأَعرابی: أَََدْجَنَ ،مثله،أَََقام فی بیته،و دَجَن فی بیته إِِذا لَزِمه،و به سمیت دَواجن البُیوت،و هی ما أَََلِف البیتَ من الشاءِ و غیرها،الواحده داجِنه ; قال ابن أََُمّ قعنب یهجو قوماً: رأََْسُ الخَنا منهُمُ و الکفْر خامِسهُمْ، و حِشْوهٌ منهُمُ فی اللُّؤمِ قد دَجَنوا . و المُداجَنَه :حُسْن المخالطه.و سحابه داجِنه و مدجنه و قد دَجَنتْ تَدْجُن و أَََدجنَت ; ابن سیده: دَجَنَت الناقهُ و الشاهُ تَدْجُن دُجوناً ،و هی داجِن ،لزِمتا البُیوت،و جمعها دَواجِن ; قال الهذلی: رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ،حتی کأَننا جِذالُ حِکاکٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن و ذلک لأَن الإِبل الجرِبه تُحْبَس فی المنزل لئلا تسرَح فی الإِِبل فتُعْدِیها،فهی تحْتَکّ بأَصل ینصب لها لتُشْفی به فی المَبْرک،و إِِنما أَََرادَ أَََن نار الحرب قد لوَّحَتْنا،فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِِبل الجرْبی.و

16- فی الحدیث :لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه . ; هی جمع داجِن و هی الشاه التی تَعلِفها الناسُ فی منازلهم،و المُثْله بها أَََن یَجْدَعها و یخصِیَها.و المداجنه :حُسن المخالطه،قال:و قد تقع علی غیر الشاء من کل ما یأْلف البیوتَ من الطیر و غیرها.و

16- فی حدیث الإِِفک :تَدخُل الداجنُ فتأْکل عجینَها. و الدَّجون من الشاء:التی لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غیرها،و قد دَجَنتْ علی البَهْم تدجُنُ دُجوناً و دِجاناً .و

16- فی حدیث عمران بن حُصین :کانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض و لا نبت. ; هی ناقه سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم.و کلب دَجُون :آلِفٌ للبُیوت.اللیث:کلب داجِن قد أَََلِف البیتَ.الجوهری:شاهٌ داجن و راجِن إِِذا أَََلِفت البیوت و استأْنست،قال:و من العرب من یقولها بالهاء،و کذلک غیر الشاه; قال لبید: حتی إِِذا یَئِس الرُّماهُ،و أَََرسَلوا غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَََعصامُها. أَََراد به کلاب الصید.قال ابن بری:و شاه مِدْجان تأْلف البَهْم و تحِبُّها.و ناقه مَدْجُونه :عُوِّدت السِّناوه أَََی دُجِنت للسِّناوه،و جمَل دَجون و داجن کذلک; أَََنشد ثعلب لهمیان بن قحافه: یُحْسِنُ فی مَنْحاتِه الهَمالِجا، یُدْعی هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا. و الدُّجْنه فی أَََلوان الإِِبل:أَََقبَحُ السواد.یقال:بعیر أَََدْجَنُ و ناقه دَجْناء .و الدَّواجن من الحَمام: کالدواجن من الشاء و الإِِبل.و الدُّجون :الأَلَفانُ.و الدَّجَّانه :الإِِبل التی تحْمل المتاع،و هو اسم کالجَبَّانه.اللیث: الدَّیْدَجانُ الإِِبل تحمل التجاره.و المداجنه :کالمُداهنه.و دُجَیْنه :اسم امرأَََه.و أَََبو دُجانه :کنیه سِماک بن خَرَشه الأَنصاریّ،و

16- فی حدیث ابن عباس :إِِنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء .

(1)

.هو بالمد و القصر اسم موضع،و یروی بالحاء المهمله.

دحن:

الدَّحِنُ :الخِبُّ [الخَبُّ] الخبیث کالدَّحِل،و قیل:الداهی،و قیل: الدَّحِن المسترخی البطن،و قیل:العظیمه،و قیل: الدَّحِن و الدِّحَنُّ السمین المندلق

ص :148

البطن القصیر،و الفعل من ذلک کله دَحِن یَدْحَن دَحَناً .و الدِّحَنَّه و الدِّحْوَنَّه : کالدَّحِن ; و أَََنشد الأَزهری: دِحْوَنَّه مُکَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ، إِِذا یُرادُ شَدُّه یُکَرْمِحُ. و یروی: ...یُکَرْدِح. و الکَرْمَحه و الکَرْدَحه و الکَرْبَحه بمعنی:و هو عدْو القصیر یُقَرْمِط،و المُکَرْدَسُ:الملَزَّز الخَلْق،و البلندح:القصیر السمین،و أَََنشد ابن بری لحمید بن ثور فی الدحن: تَبْرِی لَکِیکَ الدَّحِن المِخْراجِ. و بعیر دِحِنَّه و دِحْوَنَّه :عریض،و کذلک الناقه و المرأَََه; عن أَََبی زید.الأَزهری:قیل لابنه الخُسّ أَََیُّ الإِِبل خَیْر؟ فقالت:خیر الإِِبل الدِّحِنَّه الدِّحَنَّه الطوِیلُ الذراع القصیرُ الکُراع،و قلّما تَجِدَنَّه.قال:و قال اللیث الدِّحِنَّه الکثیر اللحْم الغلیظُ.قال الأَزهری:یقال ناقه دِحَنَّه و دِحِنَّه ،بفتح الحاء و کسرها،فمن کسرها فهو علی مثال امرأَََه عِفِرّه و ضِبِرَّه،و من فتح فهو علی مثال رجل عِکَبّ و امرأَََه عِکَبَّه إِِذا کانا جافیی الخَلْق.و ناقه دِفَقّه:سریعه; و أَََنشد ابن السکیت: أَََلا ارْحَلوا دِعْکِنهً دِحِنَّه [دِحَنَّه]، بما ارتعَی مُزْهِیه مُغِنّه.و یروی (1). أَََلا ارْحَلوا ذا عُکْنه... أَََی تَعَکَّن الشحْمُ علیها،قال:و هذا أَََجود.و الدِّحَنَّه :الأَرض المرتفِعه; عن أَََبی مالک یمانیه.و الدَّیْحانُ :الجراد،فَیْعال; عن کراع.و دَحْنا :اسم أَََرض.و

16- روی عن سعید أَََنه قال :خلق الله تعالی آدمَ من دَحْناءَ و مسَح ظهرَه بِنَعْمانِ السَّحابِ،و هو بین الطائف و مکه. و یروی بالجیم،و قد تقدّم.

دخن:

الدُّخْن :الجَاوَرْس،و فی المحکم:حَبُّ الجاوَرْس،واحدته دُخْنَه .و الدُّخَان :العُثانُ، دخان النار معروف،و جمعه أَََدْخِنه و دَواخِن و دَواخِینُ ،و مثل دُخَان و دواخِن عُثان و عواثِن،و دَواخِن علی غیر قیاس; قال الشاعر: کأَنَّ الغُبارَ،الذی غادَرَتْ ضُحَیَّا، دَواخِنُ من تَنْضُبِ و دخن الدُّخانُ دُخوناً إِِذا سطَع.و دَخَنتِ النارُ تَدْخُن و تَدْخِن (2). دُخاناً و دُخُوناً :ارتفع دُخانها ،و ادَّخَنت مثله علی افْتَعلت.و دَخِنَت تَدْخَن دَخَناً :أََُلقِی علیها حطب فأُفْسِدت حتی هاج لذلک دُخان شدید،و کذلک دَخِن الطعامُ و اللحم و غیره دَخَناً ،فهو دَخِن إِِذا أَََصابه الدخان فی حال شَیّه أَََو طبخه حتی تَغْلبَ رائحتُه علی طعمه،و دَخِن الطبیخ إِِذا تَدخّنت القدر.و شراب دَخِن :متغیر الرائحه; قال لبید: و فِتْیان صِدْقٍ قد غَدَوْتُ علیهِمُ بلا دَخِن ،و لا رَجِیع مُجَنَّبِ. فالمُجَنَّب:الذی جَنَّبَه الناس.و المُجَنَّب:الذی بات فی الباطیه.و الدَّخَن أَََیضاً: الدُّخان ; قال الأَعشی: تُبارِی الزِّجاجَ،مغاویرها شَماطِیط فی رهَج کالدَّخَن . و لیله دَخْنانه :کأَنما تَغَشّاها دُخان من شدّه حَرّها.و یوم دَخْنان :سَخْنان.و قوله عز و جل:

ص :149

یَوْمَ تَأْتِی السَّمٰاءُ بِدُخٰانٍ مُبِینٍ ; أَََی بِجَدْب بَیّن.یقال:إِِن الجائعَ کان یَرَی بینه و بین السماء دخاناً من شدّه الجوع،و یقال:بل قیل للجوع دُخان لیُبْس الأَرض فی الجَدْب و ارتفاع الغُبار،فشبه غُبْرتها بالدخان ; و منه قیل لسنه المَجاعه:غَبْراء،و جوع أَََغْبَر.و ربما وضعت العرب الدُّخان موضع الشرّ إِِذا علا فیقولون:کان بیننا أَََمر ارْتفَعَ له دخان ،و قد قیل:إِِن الدخان قد مضی.و الدُّخْنه :کالذَّریره یُدخَّن بها البیوتُ.و فی المحکم: الدُّخنه بَخُور یُدَخَّن به الثیابُ أَََو البیت،و قد تَدَخَّن بها و دَخَّن غیرَه; قال: آلَیْت لا أَََدْفِن قَتْلاکُمُ، فَدَخِّنوا المَرْءَ و سِرْباله. و الدَّواخِن :الکُوَی التی تتخذ علی الأَتُّونات و المَقالِی.التهذیب: الداخِنه کُوًی فیها إِِِرْدَبَّات تتخذ علی المقالی و الأَتُّونات; و أَََنشد (1). کمِثْل الدَّواخِن فَوْقَ الإِِرینا و دَخَن الغُبارُ دُخوناً :سطع و ارتفع; و منه قول الشاعر: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ علی أَََکْسائِها أَََهْوجُ مِحضیرٌ،إِِذا النَّقْعُ دَخَنْ . أَََی سطع.و الدَّخَن :الکُدُوره إِِلی السواد.و الدُّخْنه من لون الأَدْخَن :کُدْره فی سواد کالدُّخان دَخِن دَخَناً ،و هو أَََدْخَن .و کبش أَََدْخَن و شاه دَخْناء بینه الدَّخَن ; قال رؤبه: مَرْتٌ کظَهْر الصَّرْصَران الأَدْخَنِ . قال:صَرْصَران سمک بحریّ.و لیله دَخْنانه :شدیده الحرّ و الغمّ.و یوم دَخْنانٌ :سَخْنانٌ.و الدَّخَن :الحِقْد.و

14- فی الحدیث :أََنه ذکر فتْنَهً فقال: دَخَنُها من تَحْت قَدَمَیْ رجل من أَََهل بیتی. ; یعنی ظهورها و إِِثارتها،شبهها بالدخان المرتفع.و الدَّخَن ،بالتحریک:مصدر دَخِنَت النار تَدْخَن إِِذا أََُلْقِی علیها حطب رَطْب و کثُر دخانها .و

16- فی حدیث الفتنه :هُدْنهٌ علی دَخَنٍ و جماعهٌ علی أَََقْذاء. ; قال أَََبو عبید:قوله هُدْنه علی دَخَن تفسیره فی الحدیث لا ترجع قلوبُ قوم علی ما کانت علیه أَََی لا یَصْفو بعضُها لبعض و لا ینْصَعُ حُبّها کالکدوره التی فی لون الدابَّه،و قیل:هُدْنه علی دَخَن أَََی سکون لِعلَّه لا للصلح; قال ابن الأَثیر:شبهها بدخان الحَطب الرَّطْب لما بینهم من الفساد الباطن تحت الصَّلاح الظاهر،و أَََصل الدَّخَن أَََن یکون فی لَوْن الدابه أَََو الثوب کُدْره إِِلی سواد; قال المعطَّل الهذلی یصف سیفاً: لَیْنٌ حُسامٌ لا یُلِیقُ ضَرِیبهً، فی مَتْنه دَخَنٌ و أَََثْرٌ أَََحلَسُ. قوله: دَخَن یعنی کُدوره إِِلی السواد; قال:و لا أَََحسبه إِِلا من الدُّخان ،و هذا شبیه بلون الحدید،قال:فوجْهه أَََنه یقول تکون القلوب هکذا لا یَصْفو بعضُها لبعض و لا یَنْصَع حُبها کما کانت،و إِِن لم تکن فیهم فتنه،و قیل: الدَّخَن فِرِنْدُ السیف فی قول الهذلی.و قال شمر:یقال للرجُل إِِذا کان خبیث الخُلُق إِِنه لدَخِن الخُلُق; و قال قَعْنَب: و قد عَلِمْتُ علی أَََنِی أََُعاشِرُهم، لا نَفْتأُ الدَّهْرَ إِِلاَّ بیننا دَخَنُ . و دَخِن خُلُقُه دَخَناً ،فهو دَخِن و داخِن :ساءَ و فسَد و خَبُث.و رجل دَخِن الحسَب و الدِّین

ص :150

و العقل:متغیرهُنَّ.و الدُّخْنَان :ضرْب من العصافیر.و أَََبو دُخْنه :طائر یُشْبِه لونه لونَ القُبّره.و ابنا دُخانٍ :غَنِیّ و باهِلهُ; و أَََنشد ابن بری للأَخطل: تَعُوذُ نساؤُهُمْ بابْنَیْ دُخانٍ ، و لو لا ذاک أََُبْنَ مع الرِّفاقِ. قال:یرید غنیّاً و باهلهَ; قال:و قال الفرزدق یهجو الأَصمَّ الباهلی: أَََ أَََجْعَل دارِماً کابْنَیْ دُخانٍ ، و کانا فی الغَنیمهِ کالرِّکاب. التهذیب:و العرب تقول لغَنیّ و باهله بنو دُخان ; قال الطرمَّاح: یا عَجَباً لیَشْکُرَ إِِذ أَََعدَّت، لتنصُرَهم،رُواهَ بَنی دُخانِ . و قیل:سموا به لأَنهم دَخَّنوا علی قوم فی غار فقتلُوهم،و حکی ابن بری أَََنهم إِِنما سُمُّوا بذلک لأَنه غَزاهم ملِک من الیمن،فدخل هو و أَََصحابُه فی کهف،فنَذِرت بهم غنیّ و باهلهُ فأَخذوا بابَ الکهف و دخَّنوا علیهم حتی ماتوا،قال:و یقال ابنا دخان جبَلا غنیّ و باهله.ابن بری:أَََبو دخنه طائر یُشْبه لونه لونَ القُبّره.

دخشن:

ابن سیده:رجل دَخْشَن غلیظ; قال أَََبو منصور:و یقال الدَّخْشَم.التَّهذیب:الفراء الدَّخْشَن الحَدَبَهُ (1).و أَََنشد: حُدْبٌ حَدابیرُ من الدَّخْشَنِّ ، تَرَکْنَ راعِیهِنَّ مثلَ الشَّنِّ. قال:و الدَّخْشَن فی الکلام لا ینوَّن،و الشاعر ثقَّل نونَه لحاجته إِِلیه.

ددن:

الدَّدانُ من السیوف:نحو الکَهامِ.و قال ثعلب:هو الذی یُقْطَع به الشجر،و هذا عند غیره إِِنما هو المِعْضَد.و سیف کَهَامٌ و دَدَانٌ بمعنی واحد:لا یَمْضِی; و أَََنشد ابن بری لطُفَیْل: لو کنتَ سَیْفاً کان أَََثْرُک جُعْرهً، و کنتَ دَدَاناً لا یُغَیِّرک الصَّقلُ. و الدَّدَانُ :الرجُل الذی لا غَنَاءَ عنده،و نسب ابن برّیّ هذا القول للفراء قال:لم یَجِئ ما عینه و فاؤُه من موضع واحد من غیر فصل إِِلاَّ دَدَن و ددان ،قال:و ذکر غیره البَبْر،و قیل:البَبْر أَََعجمیّ،و قیل:عربی وافق الأَعجمی،و قد جاء مع الفصل نحو کَوْکَب و سَوْسَن و دَیْدَن و سَیْسَبان،و الدَّدَن و الدَّدُ محذوف من الدَّدَن ،و الدَّدا محوَّل عن الدَّدَن ،و الدَّیْدَن کله (2).اللَّهْو و اللعب،اعْتَقَبت النونُ و حرفُ العله علی هذه اللفظه لاماً کما اعتقبت الهاء و الواو فی سنه لاماً و کما اعتقبت فی عِضاه; قال ابن الأَعرابی:هو اللهو.و الدَّیْدَبُون ،و هو ددٌ و دَداً و دَیْدٌ و دَیَدانٌ و دَدَنٌ کلها لغاتٌ صحیحه.و

14- فی الحدیث عن النبی،صلی الله علیه و سلم :ما أَََنا من ددٍ و لا الدَّدُ منِّی. و

14- فی روایه :ما أَََنا من دَداً و لا دَداً منِّی. ; قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الدَّدُ اللهو و اللعب،و هی محذوفه اللام،و قد استعملت مُتَمَّمَه علی ضربین:

ص :151

دَداً کنَدًی،و دَدَن کبَدَن،قال:و لا یخلو المحذوف من أَََن یکون یاءَ کقولهم ید فی یَدْیٍ،أَََو نوناً کقولهم لَدُ فی لَدُنْ،و معنی تنکیر الدَّدَ فی الأُولی الشِّیاعُ و الاستغراقُ،و أَََن لا یبقی شیءٌ منه إِِِلاّ و هو منزَّه عنه أَََی ما أَََنا فی شیءٍ من اللهو و اللعب،و تعریفُه فی الجمله الثانیه لأَنه صار معهوداً بالذکر کأَنه قال:و لا ذلک النوعُ منِّی،و إِِنما لم یقُل و لا هو منِّی لأَنَّ الصریح آکَدُ و أَََبلغ،و قیل:اللام فی الدَّدِ لاستغراق جنس اللعب أَََی و لا جنس اللعب منی،سواءً کان الذی قلته أَََو غیرَه من أَََنواع اللهوِ و اللعب،قال:و اختار الزمخشری الأَول و قال:لیس یَحْسُن أَََن یکون لتعریف الجنس و یخرج عن التئامه،و الکلام جملتان،و فی الموضعین مضاف محذوف تقدیره:ما أَََنا من أَََهلِ دَدٍ و لا الدَّدُ من أَََشغالی،و قال الأَحمر:فیه ثلاث لغات،یقال للهو ددٌ مثل ید،و دَداً مثل قفاً و عصاً،و دَدَنٌ مثل حَزَن; و أَََنشد لعدیّ: أَََیُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إِِنَّ هَمِّی فی سَماعٍ و أَََذَنْ. و قال الأَعشی: أََ تَرْحَلُ من لَیْلَی،و لَمَّا تَزوّدِ، و کنتَ کَمَنْ قَضی اللُّبانهَ من دَدِ . و رأََیت بخط الشَّیخ رضی الدین الشَّاطبی اللغوی،رحمه الله،فی بعض الأُصول:دَدّ،بتشدید الدال،قال:و هو نادر ذکره أََبو عمر المطرّزی; قال أََبو محمد بن السید:و لا أََعلم أََحداً حکاه غیره،قال أََبو علی:و نظیر دَدَنٍ و دَداً و دَدٍ فی استعمال اللام تاره نوناً،و تاره حرف عله،و تاره محذوفه لدُنْ و لَداً و لَدُ،کلُّ ذلک یقال; و قال الأَزهری فی ترجمه دعب:قال الطرمَّاح: و استَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ.لمَّا احزأََلَّ بِهِمْ، مع الضُّحَی،ناشِطٌ من داعِبات دَدِ (1)قال:یعنی اللَّواتی یَمْزَحْن و یَلْعَبْن و یُدأَْدِدْن بأَصابعهنَّ و الدَّدُ :هو الضرْب بالأَصابع فی اللعب،و منهم من یروی هذا البیتَ: ...من داعِبٍ دَدِدِ یجعله نعتاً للداعب و یَکْسَعُه بدال أَُخری لِیَتِمّ النعت،لأَنَّ النَّعت لا یتمکن حتی یصیر ثلاثه أََحرف،فإِذا اشْتقوا منه فعلاً أََدخلوا بین الأُولیین همزه لئلا تتوالی الدالات فتثقل فیقولون:دأَْدَدَ یُدَأَْدِدُ دأَْدده; قال:و علی قیاسه قول رؤبه: یَعُدّ زأَْراً و هَدِیراً زَغْدَبا، بَعْبَعَه مَرّاً،و مَرّاً بَأْبَبَا (2)و إِنما حکی خرساً شبه ببب فلم یستقم فی التصریف إِلاَّ کذلک (3)و قال آخر یصف فحلاً: یَسوقُها أََعْیَسُ هدَّارٌ بببْ، إِذا دَعاها أََقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ. و الدَّیْدنُ :الدأَْب و العاده،و هی الدَّیْدانُ ; عن ابن جنی; قال الراجز: و لا یَزال عندَهُمْ حَفَّانُهُ، دَیْدانُهُمْ ذاک،و ذا دَیْدانُهُ . و الدَّیْدَبُونُ :اللهو; قال ابن أََحمر: خَلُّوا طَریقَ الدَّیْدَبُونِ ،فَقَدْ فات الصِّبا،و تَفاوَتَ البُجْر.

ص :152

و فی النهایه:و

16- فی الحدیث خَرَجْت لیله أََطُوف فإِذا أََنا بامرأََه تقول کذا و کذا،ثم عُدْتُ فوجدتُها و دَیْدانُها أََن تقولَ ذلک. ; الدَّیْدانُ و الدَّیْدَنُ و الدِّین:العاده،تقول:ما زال ذلک دَیدَنَه و دَیدَانه و دِینَه و دأَْبَه و عادَتَه و سَدَمه و هِجِّیرَه و هِجِّیراه و اهْجِیراه و دُرابَتَه،قال:و هذا غریب; قال ابن بری:و دد اسم رجل; قال: ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ.

دذن:

الدَّاذِینُ :مَناورُ من خَشَب الأَرْز یُسْتَصبح بها،و هو یتخذ ببلاد العرب من شجر المَظّ،و الله أََعلم.

درن:

الدَّرَنُ :الوسَخ،و قیل:تَلَطُّخُ الوسخ.و فی المثل: ما کان إِلا کَدَرَنٍ بکَفِّی ،یعنی دَرَناً کان بإِحدی یدیه فمسحها بالأُخری،یضرب ذلک للشیء العَجِل.و قد دَرِنَ الثوبُ،بالکسر، دَرَناً فهو دَرِن و أََدْرَنُ ; قال رؤبه: إِن امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ ، سَلمت عِرْضاً ثَوبُه لم یَدْکَنِ (1)و أََدْرَنَه صاحبُه.و

16- فی حدیث الصلوات الخمس :تُذْهِبُ الخَطایا کما یُذهب الماءُ الدَّرَنَ. أََی الوسخَ.و

16- فی حدیث الزکاه :و لم یُعطِ الهَرِمه و لا الدَّرِنه . أََی الجرباء،و أََصله من الوسخ.و رجل مِدْرانٌ :کثیر الدَّرَن ; عن ابن الأَعرابی; و أََنشد: مَدارِینُ إِن جاعُوا،و أََذْعَرُ مَن مَشی، إِذا الرَّوْضهُ الخضْراءُ ذَبّ غَدِیرُها. ذَبَّ:جَفّ فی آخر الجَزْءِ،و الأُنثی مِدْرانٌ ،بغیر هاء; قال الفرزدق: تَرَکُوا لتَغْلِبَ،إِذ رَأََوْا أََرماحَهُمْ، بِأَرابَ کُلَّ لئیمه مِدْرانِ . و الدَّرینُ و الدُّرانه :یَبیسُ الحشِیش و کلّ حُطام من حَمْض أََو شجر أََو أََحرار البقول و ذکورها إِذا قَدُمَ،فهو دَرِین ; قال أََوس بن مَغْراءِ السَّعدی: و لم یَجِدِ السَّوامُ لَدَی المَراعِی مَساماً یُرْتَجَی،إِلا الدَّرِینا . و قال ثعلب: الدَّرِین النبت الذی أََتی علیه سنه ثم جفّ،و الیَبیسُ الحولیّ هو الدَرِین .و یقال:ما فی الأَرض من الیبیس إِلا الدُّرانه .الجوهری: الدَّرین حُطام المَرْعی إِذا قَدُم،و هو ما بَلِیَ من الحشیش،و قلَّما تنتفع به الإِبلُ; و قال عمرو بن کلثوم: و نحن الحابِسُون بذِی أَُراطَی، تسَفُّ الجِلَّهُ الخُورُ الدَّرِینا . و أََدْرَنَت الإِِبلُ:رعت الدَّرِین ،و ذلک فی الجدب.و حطب مُدْرِنٌ :یابس.و

16- فی حدیث جریر :و إِذا سقط کان دَرِیناً . ; الدَّرِینُ حُطام المرعی إِذا تناثر و سقط علی الأَرض.و یقال للأَرض المجدبه:أَُمُّ دَرِین ; قال الشاعر: تعالَیْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ و نَغْتدی سَواءَیْن،و المَرْعی بأُمّ دَرِینِ . یقول:تعالَیْ نلزَم حُبَّنا،و إِن ضاق العیش.و إِِدْرَوْن الدابه:آریُّه.و رجع الفرس إِلی إِدْرَوْنه أََی آریّه.و الإِدْرَوْنُ :المَعْلَف.و الإِدْرَوْن :الأَصل; قال القُلاخ: و مثل عَتَّابٍ رددناه إِلی إِدْرَوْنه و لُؤم أَََصِّه علی

ص :153

أََلرّغْم مَوْطوءَ الحصی مُذَلَّلا (1)

قال أََبو منصور:و من جعل الهمز فی إِِدرون فاء المثال فهی رباعیه مثل فِرْعون و بِرْذون،و خص بعضهم بالإِدْرَوْن الخبیث من الأُصول،فذهب أََن اشتقاقه من الدَّرَن ; قال ابن سیده:و لیس بشیء،و قیل: الإِدْرَوْن الدَّرَن ،قال:و لیس هذا معروفاً.و رجَع إِلی إِِدْرَوْنه أََی وطَنه; قال ابن جنی:ملحق بِجِرْدَحْل و حِنْزَقْر،و ذلک أََن الواو التی فیها لیست مدّاً لأَنَّ ما قبلها مفتوح،فشابهت الأُصول بذلک فأُلحقت بها.ابن الأَعرابی:فلان إِدْرَوْن شَرّ و طِمِرُّ شر إِذا کان نهایه فی الشر.و الدَّرَان :الثعلب.و أََهل الکوفه یُسمون الأَحمق دُرَیْنَه .و دُرَّانه :من أََسماء النساء،و هو فُعْلانه.قال الأَزهری:النون فی الدُّرّانه إِن کانت أََصلیه فهی فُعْلاله من الدَّرَن ،و إِن کانت غیر أََصلیه فهی فُعْلانه من الدُّرّ أََو الدَّرّ،کما قالوا قُرّان من القری و من القَرین.و دَرْنا و دُرْنا ،بالفتح و الضم:موضع زعموا أََنه بناحیه الیمامه; قال الأَعشی: حَلَّ أََهلی ما بَیْن دُرْنا فبادُولی ،و حَلَّتْ عُلْوِیّهً بالسِّخالِ. و قال أََیضاً: فقلْتُ للشَّرْب فی دُرْنا ،و قد ثَمِلُوا: شِیمُوا،و کیفَ یَشِیمُ الشارِبُ الثَّمِلُ؟ و روی ... دَرْنا ... ،بالفتح،و الرجل دُرْنِیّ و المرأََه دُرْنیَّه ; و قال: و إِن طَحَنَتْ دُرْنِیّهٌ لِعیالِها، تَطَبْطَب ثَدْیاها فطارَ طَحِینُها. و دارِینُ :موضع أََیضاً،قال النابغه الجعدی: أَُلْقِیَ فیه فِلْجانِ من مِسْک دارِینَ ، و فِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ. الجوهری:و دارِینُ اسمُ فُرْضه بالبحرَیْن ینسب إِلیها المِسک،یقال:مسکُ دارینَ ; قال الشاعر: مَسائحُ فَوْدَیْ رأَْسِه مُسْبِغِلّهٌ، جَری مِسْکُ دارِینَ الأَحَمُّ خِلالَها. و النِّسْبهُ إِلیها دارِیٌّ; قال الفرزدق: کأَنَّ تَرِیکهً من ماءِ مُزْنٍ، و دارِیَّ الذَّکیِّ من المُدامِ و قال کُثَیِّر: أَُفِیدَ علیها المِسْکُ،حتی کأَنَّها لَطِیمهُ دارِیٍّ تَفَتَّق فارُها (2).

دربن:

الدَّرْبان و الدِّرْبانُ و الدُّرْبانُ :البوّابُ،فارسیه; عن کراع.و الدَّرابنه :البوّابون،فارسی معرب; قال المثقب العبدی یصف ناقه: فأَبْقَی باطِلی و الجِدُّ منها، کدُکّانِ الدَّرابِنهِ المَطینِ. و قیل الدرابنه التُّجار،و قیل:جمع الدِّرْبان ،قال:و دِرْبان قیاسه علی طریقه کلام العرب أََن یکون وزنه فَعْلان[فِعْلان]،و نونه زائده،و لا یکون أََصلاً لأَنه لیس فی کلامهم فعْلال إِلا مضاعفاً.

درحمن:

ابن بری: الدُّرَحْمِینُ ،بالحاء غیر المعجمه،الرجل الثقیل; عن الطوسی،و قال أََبو الطیب:هو بالخاء المعجمه لا غیر،قال:و قال قوم الرجل الداهیه یقال فیه دُرَخْمین،بالخاء المعجمه،و أََما الرجل الثقیل فبالحاء لا غیر.

ص :154

درخبن:

التهذیب:أََبو مالک الدُّرَخْبیل و الدُّرَخْبین الداهیه.

درخمن:

الدُّرَخْمین ،بوزن شُرَحْبیل:من أََسماء الداهیه کالدُّرَخْمیل; قال الراجز: أََنعَتُ من حَیّاتِ بُهْلٍ کُشُحینْ، صِلَّ صفاً داهیهً دُرَخْمِینْ (1). و أََنشد ابن الأَعرابی:فقال: تاحَ له أََعرَفُ ضافی العُثْنُون، فزَلَّ عن داهیهٍ دُرَخْمِین ، حَتْف الحُبارَیات و الکَراوِین. و الدُّرَخْمین :الضخم من الإِِبل; عن السیرافی; قال الراجز: أََنعَتُ عَیْرَ عانهٍ دُرَخْمین .

درقن:

الدُّرَّاقِنُ :الخَوْخ الشامی.و قال أََبو حنیفه: الدُّرّاقِنُ الخوخ بلغه أََهل الشام.

دشن:

داشِنٌ :معرب،من الدَّشْن ،و هو کلام عراقی،و لیس من کلام أََهل البادیه کأَنهم یعنون به الثوب الجدید الذی لم یُلبس،أََو الدار الجدیده التی لم تسکن و لا استعملت.ابن شمیل: الداشِن و البُرْکه کلاهما الدَّسْتارانُ،و یقال:بُرْکه الطحان.

دعن:

الدَّعْن :سَعَف یضم بعضه إِلی بعض و یُرَمَّلُ بالشَّریط و یبسط علیه التمر،أََزْدیّه.و قال أََبو عمرو فی تفسیر شعر ابن مُقبل: أَُدْعِنَت الناقهُ و أَُدعن الجمل إِذا أَُطیل رکوبه حتی یَهْلِک،رواه بالدال و النون.

دعکن:

الدِّعْکِنهُ :الناقه الصلبه الشدیده،و قیل:السمینه; و أََنشد: أََلا ارْحَلُوا دِعْکِنهً دِحَنَّهْ، بما ارْتَعی مُزْهِیهً مُغِنَّهْ. الأَزهری قال:و فی النوادر رجل دَعْکَنٌ دَمِثٌ حسن الخُلق.و بِرْذون دَعْکَنٌ قَرودٌ أََلْیَسُ بَیِّن اللَّیَس إِذا کان ذلولاً.

دغن:

دَغَنَ یومُنا:کدَجَن; عن ابن الأَعرابی،قال:و إِنه لیوم ذو دُغُنَّه کدُجُنَّه.و دُغَیْنه :الأَحمق،معرفه،و دُغَیْنه :اسم امرأََه.اللیث:یقال للأَحمق دُغَه و دُغَیْنه ،و یقال:إِِنها کانت امرأََه حمقاء.

دفن:

الدَّفْن :السَّتْر و المُواراه، دَفَنه [دَفِنه] یَدْفِنُه دَفْناً و ادَّفَنه فاندَفَن و تَدَفَّن فهو مَدْفون و دَفِین .و الدِّفْن و الدَّفینُ : المدفون ،و الجمع أََدفان و دُفَناء .و قال اللحیانی:امرأََه دَفین و دَفینه من نِسوه دَفْنی و دَفائِن .و رکیَّهٌ دَفین : مُنْدفِنه ،و کذلک مِدْفان ،کأَنَّ الدَّفْن من فعْلها.و رکیه دَفین و دِفان إِِذا اندفن بعضُها،و رکایا دُفُن ; قال لبید: سُدُماً،قلیلاً عَهْدُه بأَنِیسه، من بَیْن أََصفَرَ ناصِعٍ و دِفان . و المِدْفان و الدِّفْن :الرَّکِیّه أََو الحوض أََو المَنْهل یندفن ،و الجمع دِفان و دُفُن .و

17- فی حدیث عائشه تصف أََباها،رضی الله عنهما :و اجْتَهَرَ دُفُن الرَّواءِ. ; الدُّفُن :جمع دَفین و هو الشیء المدفون .و أََرض دَفْنٌ : مَدْفونه ،و الجمع أََیضاً دُفُن ،و ماء دِفان کذلک.و الدَّفْن و الدِّفْنُ :بئر أََو حوض أََو مَنهل سَفَت الریح فیه التراب حتی ادَّفَن ; و أََنشد: دَفْن وَطامٍ ماؤه کالجِرْیال. و ادَّفن الشیءُ،علی افتعل،و اندفن بمعنًی.و داء دَفین :لا یُعْلم به.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :

ص :155

قم عن الشمس فإِنها تُظهِر الداءَ الدفین . ; قال ابن الأَثیر:هو الداء المستَتر الذی قهَرته الطبیعهُ،یقول:الشمس تُعینُه علی الطبیعه و تُظهِره بحرِّها،و دَفَن المیِّتَ واراه،هذا الأَصل،ثم قالوا: دَفَن سِرَّه أََی کتمه.و الدَّفینه :الشیء تَدْفِنه ; حکاها ثعلب.و المِدْفن :السِّقاء الخَلَق.و المِدْفان :السقاء البالی و المنهل الدفین أََیضاً،و هو مِدْفان :بمنزله المَدْفون .و المِدْفان و الدَّفون من الإِِبل و الناس:الذاهبُ علی وجهه فی غیر حاجه کالآبق،و قیل: الدَّفون من الإِِبل التی تکون وسَطهن إِِذا وردَت،و قد دَفَنَتْ تَدْفِن دَفْناً .ابن شمیل:ناقه دَفون إِذا کانت تغیب عن الإِِبل و ترکب رأَْسها وحدها،و قد ادَّفَنت ناقتکم.و قال أََبو زید:حَسَب دَفونٌ إِذا لم یکن مشهوراً،و رجل دَفون .الجوهری:ناقه دَفون إِذا کان من عادتها أََن تکون فی وسط الإِِبل،و التَّدافن :التَّکاتُم.یقال

16- فی الحدیث :لو تکاشَفْتم ما تَدافَنْتم . أََی لو تکَشَّف عیبُ بعضکم لبعض.و بقره دافِنه الجِذْم:و هی التی انسحَقت أََضراسُها من الهرم.الأَصمعی:رجل دَفین المروءه،و دَفْنُ المروءه إِذا لم یکن له مروءه; قال لبید: یُباری الرِّیحَ لیس بِجانِبِیٍّ، و لا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئیم. و الادِّفانُ :إِباقُ العَبد.و ادَّفن العَبْدُ:أََبَق قبل أََن ینتهی به إِلی المصر الذی یُباع فیه،فإِن أََبَق من المصر فهو الإِِباقُ،و قیل: الادِّفانُ أََن یَرُوغَ من مَوالِیه الیوم و الیومین،و قیل:هو أََن لا یغیب من المصر فی غیبته،و عبد دَفون :فَعُول لذلک.و

17- فی حدیث شُریح :أََنه کان لا یَرُدّ العبدَ من الادِّفان و یردّه من الإِِباق الباتِّ. و فسره أََبو زید و أََبو عبیده بما قدّمناه قبل الحدیث،و قال أََبو عبید:روی یزید بن هرون بسنده عن محمد بن شریح قال یزید: الادِّفانُ أََن یأْبَق العبد قبل أََن یُنتهی به إِلی المصر الذی یباع فیه،فإِن أََبق من المصر فهو الإِباق الذی یردّ منه فی الحُکم،و إِن لم یَغِب عن المصر; قال أََبو منصور:و القولُ ما قاله أََبو زید و أََبو عبیده و الحکم علی ذلک،لأَنه إِذا غاب عن موالیه فی المصر الیومَ و الیومین فلیس بإِباقٍ باتٍّ،قال:و لست أََدری ما أََوْحَشَ أََبا عبید من هذا،و هو الصواب; و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الادِّفانُ هو أََن یَخْتفی العبدُ عن موالیه الیومَ و الیومَیْن و لا یَغیبَ عن المصر،و هو افتعال من الدَّفْن لأَنه یَدْفِن نفْسه فی البلد أََی یکتُمُها،و الإِِباقُ هو أََن یَهْرُب من المِصْر،و الباتّ القاطع الذی لا شُبْهه فیه.و الداء الدَّفِین :الذی یظْهَر بعد الخفاء و یفشو منه شَرّ و عَرٌّ.و حکی ابن الأَعرابی:داء دَفِن ،و هو نادر; قال ابن سیده:و أَُراه علی النسب کرجل نَهِر; و أََنشد ابن الأَعرابی للمُهاصر بن المحل و وقف علی عیسی بن موسی بالکوفه و هو یکتب الزَّمْنی: إِن یَکْتبوا الزَّمْنی،فإِنِّی لَطَمِنْ من ظاهِر الدَّاء،و داءٍ مُسْتَکِنْ و لا یَکادُ یَبْرَأَُ الدَّاءُ الدَّفِنْ . و الدَّاء الدَّفین :الذی لا یُعلم به حتی یظهر منه شَرّ و عَرّ.و الدفائن :الکنوز،واحدتها دَفِینه . و الدَّفَنِیُّ :ضرب من الثیاب،و قیل من الثیاب المُخَطَّطه; و أَََنشد ابن بری للأَعشی: الواطِئینَ علی صُدورِ نعالهم، یمشون فی الدَّفَنِیِّ و الأَبْرادِ. و الدَّفِینُ :موضع; قال الحَذْلَمیّ: إِِلی نُقاوی أَََمْعَزِ الدَّفِین .

ص :156

و الدَّفِینه و الدَّثِینهُ:منزل لبنی سلیم.و الدَّفافین :خشب السفینه،واحدها دُفَّان ; عن أَََبی عمرو.و دَوْفَن :اسم; قال ابن سیده:و لا أَََدْری أَََ رجل أَََم موضع; أَََنشد ابن الأَعرابی: و عَلِمتُ أَََنی قد مُنِیتُ بِنئْطِلٍ، إِِذ قیل کان منَ الِ دَوْفَنَ قُمَّسُ. قال:فإِن کان رجلاً فعسی أَََن یکون أَََعجَمیاً فلم یَصْرفْه،أَََو لعل الشاعر احتاج إِِلی ترک صَرفه فلم یَصْرِفه،فإِنه رأََْیٌ لبعض النَّحویین،و إِِن کان عنی قبیله أَََو امرأَََه أَََو بُقْعه فحکمه أَََن لا ینصرف و هذا بیّن واضح.

دقن:

الدِّقْدانُ و الدِّیقان :أَََثافی القدر.

دکن:

الدَّکْن و الدَّکَن و الدُّکْنه :لون الأَدْکن کلون الخَزِّ الذی یضربُ إِِلی الغُبره بین الحمره و السواد،و فی الصحاح:یضرب إِِلی السواد، دَکِن یَدْکَن دَکَناً و أَََدْکَن و هو أَََدْکَنُ ; قال رؤبه یخاطب بلال بن أَََبی بُرْده: فالله یَجْزِیکَ جَزاءَ المُحْسِنِ، و الشیءُ أَََدْکَنُ ; قال لبید: أََُغْلی السِّباءَ بکلّ أَََدْکَنَ عاتِقٍ، أَََو جَوْنهٍ فُدِحَت و فُضّ خِتامُها (1). یعنی زِقّاً قد صَلَح و جاد فی لونه و رائحته لعِتْقه.و

15- فی حدیث فاطمه،رضوان الله علیها :أَََنّها أَََوْقَدت القِدْرَ حتی دَکِنَت ثِیابُها. ; دَکِن الثوبُ إِِذا اتسخ و اغبرَّ لونُه یَدْکَنُ دَکَناً ; و منه

16- حدیث أََُم خالد فی القمیص :حتی دَکِن . ; و فی قصیده مُدح بها سیدنا رسول الله (2).صلی الله علیه و سلم: علیٌّ له فضلانِ:فضلُ قرابهٍ، و فضْلٌ بنَصْلِ السیف و السُّمُرِ الدُّکْلِ. قال:الدُّکْل و الدُّکْن واحد،یریدُ لونَ الرماح.و دَکَن المتاعَ یَدْکُنه دَکْناً و دَکَّنه :نَضّد بعضَه علی بعض; و منه الدُّکان مشتق من ذلک; قال:و هو عند أَََبی الحسن مشتق من الدَّکَّاء،و هی الأَرض المُنبسطه،و هو مذکور فی موضعه،و الدُّکّان فُعّال،و الفعل التَّدْکِین .الجوهری: الدُّکَّان واحد الدکاکین ،و هی الحوانیت،فارسی معرَّب.و

16- فی حدیث أَََبی هریره :فبَنَیْنا له دُکَّاناً من طین یجلس علیه. ; الدُّکَّان :الدّکَّه المبنِیَّه للجلوس علیها،قال:و النون مختلف فیها،فمنهم من یَجْعلُها أَََصلاً،و منهم مَن یجعلها زائده.و دَکَّن الدُّکَّانَ :عَمِله.و ثریده دَکْناء :و هی التی علیها من الأَبزار،ما دَکَّنها من الفُلْفُل و غیره.و الدُّکَیْناء ،ممدود:دُوَیْبَّه من أَََحناش الأَرض.و دُکَیْن و دَوْکَن :اسمان.

دلن:

دَلان :من أَََسماء العرب،و قد أََُمیت أَََصل بنائه.

دمن:

دِمْنهُ الدار:أَََثَرُها.و الدِّمْنه :آثارُ الناس و ما سَوَّدوا،و قیل:ما سَوَّدوا من آثار البَعَر و غیره،و الجمع دِمَن ،علی بابه،و دِمْنٌ ،الأَخیره کسِدْره و سِدْر.و الدِّمْن :البَعَر.و دَمَّنتِ الماشیهُ المکانَ:بَعَرت فیه و بالت.و دَمَّن الشاءُ الماء،هذا من البَعَر; قال ذو الرمه یصف بقره وحشیه:

ص :157

إِِذا ما عَلاها راکِبُ الصّیْفِ لم یَزَلْ

و دَمّن القومُ الموضعَ:سوّدوه و أَََثَّروا فیه بالدِّمْن ; قال عَبید بن الأَبرص: مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا المُورثُون المَجْدَ فی أََُولی اللَّیالی. و الماء مُتَدَمِّن إِِذا سقَطَت فیه أَََبعار الغَنَم و الإِِبل.و الدِّمْن :ما تَلَبَّد من السِّرقِینِ و صار کِرْساً علی وجه الأَرض.و الدِّمْنه :الموضع الذی یَلْتبدُ فیه السِّرقِین،و کذلک ما اختلط من البعر و الطین عند الحوض فتَلَبَّد.الصحاح: الدِّمْن البَعر; قال لبید: راسِخُ الدِّمْن علی أَََعضادِه، ثَلَمَتْه کُلُّ رِیحٍ و سَبَلْ. و دمَنْتُ الأَرضَ:مثل دَمَلْتها،و قیل: الدِّمْن اسم للجنس مثل السِّدْر اسم للجنس.و الدِّمَن :جمع دِمْنه ،و دِمْنٌ (1).و یقال:فلان دِمْنُ مالٍ کما یقال إِِزاءُ مالٍ.و الدِّمْنه :الموضع القریب من الدار.و

14- فی الحدیث :أَََنه،صلی الله علیه و سلم،قال:إِِیّاکم و خَضْراءَ الدِّمَن ،قیل:و ما ذاک؟ قال:المرأَََه الحسناء فی المَنْبت السُّوء. ; شبه المرأَََه بما ینبت فی الدِّمَن من الکلأِ یُری له غَضاره و هو وَبیء المرْعی مُنْتِن الأَصل; قال زُفَر بن الحرث: و قد یَنْبُت المَرْعی علی دِمَن الثَّرَی، و تَبْقی حَزازاتُ النُّفوسِ کما هیَا و الدِّمْنه :الحقد المُدَمِّن للصدر،و الجمع دِمن ،و قیل:لا یکون الحقد دِمْنه حتی یأْتی علیه الدهر و قد دَمِن علیه.و قد دَمِنَت قلوبُهم،بالکسر،و دَمِنْت علی فلان أَََی ضَغِنْت; و قال أَََبو عبید فی تفسیر الحدیث:أَََراد فسادَ النَّسَب إِِذا خیف أَََن تکون لغیر رِشْده،و إِِنما جعلها خضراء الدِّمَن تشبیهاً بالبقله الناضره فی دمنه البعر،و أَََصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِِبل و الغنم من أَََبعارها و أَََبوالها أَََی تُلَبِّده فی مرابضها،فربما نبت فیها النباتُ الحسن النَّضِیر،و أَََصله من دِمْنه ،یقول:فَمَنظَرُها أَََنیق حسن; و منه

16- الحدیث :فیَنْبُتون نباتَ الدِّمْن فی السیل. ; قال ابن الأَثیر:هکذا جاء فی روایه،بکسر الدال و سکون المیم،یرید البعر لسرعه ما ینبت فیه; و منه

16- الحدیث :فأَتینا علی جُدْجُد مُتَدَمِّن . أَََی بئر حولها الدِّمْنه .و

17- فی حدیث النخعیّ :کان لا یری بأْساً بالصلاه فی دِمْنه الغنم. و الدِّمنه :بقیه الماء فی الحوض،و جمعها دِمْن ; قال علقمه بن عَبْدَه: تُرادی علی دِمْن الحِیاضِ،فإِن تَعَفْ فإِنّ المُنَدَّی رِحْلَهٌ فَرُکوبُ. و الدَّمْن و الدَّمان :عَفَن النخله و سوادُها،و قیل:هو أَََن یُنسِغَ النخل عن عَفَن و سواد.الأَصمعی:إِِذا أَََنْسَغَت النخله عن عفن و سواد قیل قد أَََصابه الدَّمَان ،بالفتح.و قال ابن أَََبی الزِّناد:هو الأَدَمانُ .و قال شمر:الصحیح إِِذا انْشَقَّت النخلهُ عن عفن لا أَََنْسَغَت،قال:و الإِِنْساغ أَََن تُقْطَع الشجرهُ ثم تَنْبت بعد ذلک.و

16- فی الحدیث :کانوا یَتَبایَعُون الثِّمَار قبل أَََن یَبْدُو صَلاحُها،فإِذا جاء التقاضی قالوا أَََصاب الثمرَ الدَّمانُ . ; هو بالفتح و تخفیف المیم فساد الثمر و عفَنُه قبل إِِدراکه حتی یسودّ،من الدِّمْن و هو السرقین.و یقال:إِِذا أَََطلعت النخله عن عَفَن و سواد قیل أَََصابها الدَّمانُ ،و یقال:الدَّمال أَََیضاً،باللام و فتح الدال بمعناه; ابن الأَثیر:کذا

ص :158

قیده الجوهری و غیره بالفتح،قال:و الذی جاء فی غریب الخطّابی بالضم،قال:و کأَنه أَََشبه لأَن ما کان من الأَدواء و العاهات فهو بالضم کالسُّعال و النُّحاز و الزُّکام.و قد جاء فی هذا الحدیث:القُشام و المُراض،و هما من آفات الثمره،و لا خلاف فی ضمِّهما،و قیل:هما لغتان،قال الخطابی:و

16- یروی الدَّمار. بالراء،قال:و لا معنی له.و الدَّمان :الرَّماد.و الدَّمان :السّرْجین.و الدَّمان :الذی یُسَرقِنُ الأَرضَ أَََی یَدْبِلها و یَزْبِلُها.و أَََدْمَن الشرابَ و غیرَه:لم یُقْلِعْ عنه; و قوله أَََنشده ثعلب: فَقُلنا:أَََ مِن قبَرْ خَرَجْتَ سَکَنْتَه؟ لکَ الوَیْلُ أَََم أَََدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالب؟ معناه:لزمتَه و أَََدْمَنْت سُکناه،و کأَنه أَََراد أَََدْمنْت سُکنی جُحْر الثعالب لأَن الإِِدْمان لا یقع إِِلا علی الأَعراض.و یقال:فلان یُدْمِنُ الشُّرب و الخمر إِِذا لزِم شربها.یقال:فلان یُدْمِنُ کذا أَََی یُدیمه.و مُدْمِن الخمر الذی لا یُقْلع عن شربها.یقال:فلان مُدْمن خمر أَََی مُداومُ شربِها.قال الأَزهری:و اشتقاقه من دَمْنِ البعر.و

16- فی الحدیث : مُدْمِن الخمر کعابد الوثَن. ; هو الذی یُعاقِر شربها و یلازمه و لا ینفک عنه،و هذا تغلیظ فی أَََمرها و تحریمِهِ.و یقال: دَمَّن فلان فِناءَ فلان تَدْمِیناً إِِذا غشیه و لزمه; قال کعب بن زهیر: أَََرْعی الأَمانهَ لا أَََخُونُ و لا أََُری، أَََبداً، أََُدَمِّن عَرْصَه الإِِخْوانِ (1)و دَمَّن الرجلَ:رخَّص له; عن کراع.و المُدَمَّن :أَََرض.و دَمُّون ; بالتشدید:موضع،و قیل:أَََرض; حکاه ابن درید; و أَََنشد لإمرئ القیس: تَطاولَ اللیلُ علینا دَمُّونْ ، دَمُّون إِِنَّا مَعشَرٌ یمانُونْ، و إِِِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّونْ. و عبد الله بن الدُّمَیْنه :من شعرائهم.

دنن:

الدَّنّ :ما عَظُم من الرَّواقِید،و هو کهیئه الحُبّ إِِلا أَََنه أَََطول مُسْتَوی الصَّنْعه فی أَََسفله کهیئه قَوْنَس البیضه،و الجمع الدِّنان و هی الحِباب،و قیل: الدَّنُّ أَََصغر من الحُبّ،له عُسْعُس فلا یقعد إِِلا أَََن یُحْفَر له.قال ابن درید: الدَّنُّ عربیّ صحیح; و أَََنشد: و قابلَها الرِّیحُ فی دَنِّها ، و صلَّی علی دَنِّها و ارْتَسَمْ. و جمعه دِنان .قال ابن بری:و یقال للدَّنِّ الإِِقنیز،عربیه.و الدَّنَن :انحناءٌ فی الظهر،و هو فی العُنُق و الصَّدر دُنُوٌّ و تطأْطُؤ و تطامُن من أَََصلها خلقهً; رجل أَََدَنُّ و امرأَََه دَنَّاء ،و کذلک الدابَّه و کلّ ذی أَََربع.و کان الأَصمعیّ یقول:لم یَسْبِق أَََدَنّ قطّ إِِِلا أَََدَنَّ بنی یَرْبوع.أَََبو الهیثم: الأَدَنُّ من الدوابّ الذی یداه قصیرتان و عنقُه قریب من الأَرض; و أَََنشد: بَرَّحَ بالصِّینیّ طُولُ المَنِّ، و سَیْرُ کلِّ راکبٍ أَََدَنِّ ، مُعْتَرضٍ مثل اعتراضِ الطُّنّ. الطُّنّ:العِلاوه التی تکون فوق العِدْلین; و قال الراجز: لا دَنَنٌ فیه و لا إِِخْطافُ و الإِِخْطاف:صِغَر الجوف،و هو شَرُّ عُیُوب الخیل.ابن الأَعرابی: الأَدَنّ الذی کأَن صُلْبَه

ص :159

دَنّ ; و أَََنشد: قد خَطِئَتْ أََُمُّ خُثَیْمٍ بأَدَنْ ، بناتِئ الجَبْهه مَفْسُوءِ القَطَنْ. قال:و الفَسأُ دُخول الصلب،و الفَقَأ خروج الصدْر.و یقال: دَنُّ و أَََدْنَنُ و أَََدَنُّ و دِنَّانٌ و دِنَنَهٌ .أَََبو زید: الأَدَنُّ البعیر المائِل قُدُماً و فی یدیه قِصَرٌ،و هو الدَّنَن .و فرس أَََدَنّ بیِّن الدَّنَن :قصیر الیدین; قال الأَصمعی:و من أَََسوإِِ العیوب الدَّنَنُ فی کل ذی أَََربع،و هو دُنُوّ الصدر من الأَرض.و رجل أَََدَنُّ أَََی مُنْحنی الظهر.و بیت أَََدَنّ أَََی متطامن.و الدَّنِین و الدِّنْدِن و الدَّنْدنه :صوت الذباب و النحل و الزنابیر و نحوها من هَیْنَمه الکلام الذی لا یُفهم; و أَََنشد: کدَنْدنهِ النَّحلِ فی الخَشْرَمِ. الجوهری: الدَّنْدَنه أَََن تسمع من الرجل نَغْمه و لا تفهم ما یقول،و قیل: الدَّنْدنه الکلام الخفیّ.و

14- سأَل النبیّ،صلی الله علیه و سلم،رجلاً:ما تقول فی التشهد؟ قال:أَََسأَل الله الجنّه و أَََعُوذُ به من النار،فأَمَّا دَنْدنتک و دَنْدَنهُ معاذ فلا نحسنها،فقال،علیه السلام:حولهما نُدَنْدِن ،و روی:عنهما نُدَنْدِن . و قال أَََبو عبید: الدَّنْدنه أَََن یَتکلَّم الرجل بالکلام تسمع نَغْمته و لا تفهمه عنه لأَنه یُخْفیه،و الهَیْنمه نَحْوٌ منها; و قال ابن الأَثیر:و هو الدَّنْدنه أَََرفع من الهیْنمه قلیلاً،و الضمیر فی حولَهما للجنه و النار أَََی فی طلبهما نُدَنْدن ،و منه: دَنْدَن إِِذا اختلف فی مکان واحد مجیئاً و ذَهاباً،و أَََمّا

14- عنهما نُدَنْدِن . فمعناه أَََن دَنْدَنتنا صادره عنهما و کائنه بسببهما.شمر:طَنْطَن طَنْطَنه و دَنْدن دَنْدَنه بمعنی واحد; و أَََنشد: نُدَنْدِن مِثْلَ دَنْدَنهِ الذُّباب. و قال ابن خالویه فی

14- قوله حولهما ندندن . :أَََی ندور.یقال: نُدَنْدِنُ حول الماء و نَحُوم و نُرَهْسِم.و الدَّندنه :الصوت و الکلام الذی لا یُفْهَمُ،و کذلک الدِّنْدان مثل الدَّنْدنه ; و قال رؤبه: و للبَعوضِ فوقنا دِنْدانُ قال الأَصمعی:یحتمل أَََن یکونَ من الصوت و من الدَّوَران.و الدِّنْدِن ،بالکسر:ما بَلِی و اسودّ من النبات و الشجر،و خصّ به بعضُهم حُطام البُهْمَی إِِذا اسودّ و قَدُم،و قیل:هی أََُصول الشجر البالی; قال حسان بن ثابت: المالُ یَغْشَی أََُناساً لا طباخَ لهُم، کالسَّیْل یَغْشَی أََُصولَ الدِّنْدِن البالی. الأَصمعی:إِِذا اسْودَّ الیبیس من القِدَم فهو الدِّنْدِن ; و أَََنشد: مثل الدِّنْدِن البالی. و الدِّنْدِن :أََُصول الشجر.ابن الفرج: أَََدَنَّ الرجلُ بالمکان إِِدْناناً و أَََبَنَّ إِِِبْناناً إِِذا أَََقام،و مثله مما تعاقب فیه الباء و الدال انْدَرَی و انْبَرَی بمعنی واحد.و قال أَََبو حنیفه:قال أَََبو عمرو الدِّنْدِن الصِّلِّیان المُحِیل،تمیمیه ثابته.و الدَّنَنُ اسم بلد بعینه.

دهن:

الدُّهْن :معروف. دَهَن رأََْسه و غیره یَدْهُنه دَهْناً :بلَّه،و الاسم الدُّهْن ،و الجمع أَََدْهان و دِهان .و

16- فی حدیث سَمُره :فیخرجُون منه کأَنما دُهنوا بالدِّهان . ; و منه

17- حدیث قتاده بنِ مَلْحان :کنت إِِذا رأَََیته کأَنَّ علی وجهه الدِّهانَ . و الدُّهْنه :الطائفه من الدُّهْن ; أَََنشد ثعلب:

ص :160

فما رِیحُ رَیْحانٍ بمسک بعنبرٍ،

و قد ادَّهَن بالدُّهْن .و یقال: دَهَنْتُه بالدِّهان أَََدْهُنه و تَدَهّن هو و ادَّهن أَََیضاً،علی افْتعل،إِِذا تَطَلَّی بالدُّهن .التهذیب: الدُّهن الاسم،و الدَّهْن الفعل المُجاوِز،و الادِّهان الفعل اللازم،و الدَّهَّان :الذی یبیع الدُّهن .و

17- فی حدیث هِرَقْلَ :و إِِلی جانبه صورهٌ تُشبِهه إِِلاَّ أَََنه مُدْهانّ الرأََْس. أَََی دَهِین الشعر کالمُصْفارّ و المُحْمارّ.و المُدْهُن ،بالضم لا غیر:آله الدُّهْن ،و هو أَََحد ما شذّ من هذا الضرب علی مُفْعُل مما یُستعمَل من الأَدوات،و الجمع مَداهن .اللیث: المُدْهُن کان فی الأَصل مِدْهناً ،فلما کثر فی الکلام ضمّوه.قال الفراء:ما کان علی مِفْعل و مِفْعله مما یُعْتَمل به فهو مکسور المیم نحو مِخْرَز و مِقْطَع و مِسَلّ و مِخَده،إِِلا أَََحرفاً جاءت نوادر بضم المیم و العین و هی: مُدْهُن و مُسْعُط و مُنْخُل و مُکْحُل و مُنْضُل،و القیاس مِدْهَن و مِنْخَل و مِسْعَط و مِکْحَل.و تَمَدْهن الرجل إِِذا أَََخذ مُدْهُناً .و لِحْیه دَهِین : مَدْهونه .و الدَّهْن و الدُّهن من المطر:قدرُ ما یَبُلّ وجهَ الأَرض،و الجمع دِهان .و دَهَن المطرُ الأَرضَ:بلَّها بلاًّ یسیراً.اللیث: الأَدْهان الأَمطار اللَّیِّنه،واحدها دُهْن .أَََبو زید: الدِّهَان الأَمْطار الضعیفه،واحدها دُهْن ،بالضم.یقال: دهَنَها وَلْیُها،فهی مَدْهُونه .و قوم مُدَهَّنون ،بتشدید الهاء:علیهم آثار النِّعَم. اللیث:رجل دَهِین ضعیف.و یقال:أَََتیت بأَمر دَهِین ; قال ابن عَرَاده: لِیَنْتَزعُوا تُراثَ بنی تَمِیم، لقد ظَنُّوا بنا ظنًّا دَهِینا و الدَّهین من الإِِبل:الناقه البَکیئه القلیله اللبن التی یُمْرَی ضرعُها فلا یَدِرّ قَطرهً،و الجمع دُهُن ; قال الحطیئه یهجو أََُمه: جَزاکِ اللهُ شرّاً من عجوزٍ، و أَََنشد الأَزهری للمثقّب: تَسُدُّ،بمَضْرَحیِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ، خَوایَهَ فرْج مِقْلاتٍ دَهینِ . و قد دَهُنت و دهَنَت تَدْهُن دَهانه .و فحل دَهِین :لا یَکاد یُلْقِح أَََصلاً کأَنَّ ذلک لقلَّه مائه،و إِِذا أَََلقَح فی أَََول قَرْعِه فهو قَبِیس.و المُدْهُن :نقره فی الجبل یَسْتَنْقِع فیها الماء،و فی المحکم:و المُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء،و قیل:هو کل موضع حفره سیل أَََو ماء واکفٌ فی حَجَر.و منه

17- حدیث الزهری (1)نَشِفَ المُدْهُن و یبس الجِعْثِن. ; هو نقره فی الجبل یَستنقِع فیها الماء و یَجتمع فیها المطر.أَََبو عمرو: المَداهن نُقَر فی رؤوس الجبال یستنقع فیها الماء،واحدها مُدْهُن ; قال أَََوس: یُقَلِّبُ قَیْدوداً کأَنَّ سَراتَها صَفَا مُدْهُنٍ ،قد زَلَّقته الزَّحالِفُ و

16- فی الحدیث :کأَنَّ وجهَه مُدْهُنه . ; هی تأْنیث المُدْهُن ،شبّه وجهَه لإِِشْراق السرور علیه بصفاء الماء المجتمع فی الحجر; قال ابن الأَثیر:و المُدْهُن

ص :161

أَََیضاً و المُدْهُنه ما یجعل فیه الدُّهن فیکون قد شبَّهه بصفاء الدُّهْن ،قال:و قد جاء فی بعض نسخ مسلم:کأَنَّ وجهَه مُذْهبَه،بالذال المعجمه و الباء الموحده،و قد تقدم ذکره فی موضعه.و المُداهَنه و الإِِدْهانُ :المُصانَعه و اللِّین،و قیل: المُداهَنه إِِِظهارُ خلاف ما یُضمِر.و الإِدْهانُ :الغِش.و دَهَن الرجلُ إِِذا نافق.و دَهَن غلامَه إِِذا ضربه،و دهَنه بالعصا یَدْهُنه دَهْناً :ضربه بها،و هذا کما یقال مسَحَه بالعصا و بالسیف إِِذا ضربه برِفْق.الجوهری:و المُداهَنه و الإِِدْهان کالمُصانعه.و فی التنزیل العزیز: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ .و قال قوم: داهَنت بمعنی واریت،و أَََدْهَنت بمعنی غَشَشْت.و قال الفراء:معنی قوله عز و جل: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ ،ودُّوا لو تَکْفُر فیکفرون،و قال فی قوله: أَ فَبِهٰذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ; أَََی مُکَذِّبون،و یقال:کافرون.و قوله: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ ،ودّوا لو تَلِینُ فی دِینک فیَلِینون.و قال أَََبو الهیثم: الإِِدْهان المُقاربَه فی الکلام و التَّلیین فی القول،من ذلک قوله: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ ; أَََی ودُّوا لو تُصانِعهم فی الدِّین فیُصانِعوک.اللیث: الإِِدْهان اللِّین.و المُداهِن :المُصانع; قال زهیر: و فی الحِلْمِ إِِِدْهان ،و فی العَفْوِ دُرْبهٌ، و فی الصِّدْق مَنْجَاهٌ من الشَّرِّ،فاصْدُقِ. و قال أَََبو بکر الأَنباری:أَََصل الإِِدْهان الإِِبْقاء; یقال:لا تُدْهِنْ علیه أَََی لا تُبْقِ علیه.و قال اللحیانی:یقال ما أَََدهنت إِِلا علی نفسک أَََی ما أَََبقیت،بالدال.و یقال:ما أَََرْهَیت ذلک أَََی ما ترکته ساکناً،و الإِرهاء:الإِسکان.و قال بعض أَََهل اللغه:معنی داهَن و أَََدْهن أَََی أَََظهر خلاف ما أَََضمر،فکأَنه بیَّن الکذب علی نفسه.و الدِّهان :الجلد الأَحمر،و قیل:الأَملس،و قیل:الطریق الأَملس،و قال الفراء فی قوله تعالی: فَکٰانَتْ وَرْدَهً کَالدِّهٰانِ ،قال:شبَّهها فی اختلاف أَََلوانها بالدُّهن و اختلافِ أَََلوانه،قال:و یقال الدِّهان الأَدیم الأَحمر أَََی صارت حمراء کالأَدیم،من قولهم فرس وَرْدٌ،و الأُنثی وَرْدَهٌ; قال رؤبه یصف شبابه و حمره لونه فیما مضی من عمره: کغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ، کأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ یُمْرَعُ لوْنی،و لو هَبَّتْ عَقِیمٌ تَسْفَعُ. أَََی یکثر دهنه ،یقول:کأَنَّ لونه یُعْلی بالدُّهن لصفائه; قال الأَعشی: و أَََجْرَدَ من فُحول الخیلِ طرْفٍ، کأَنَّ علی شواکِلِه دِهانا . و قال لبید: و کلُّ مُدَمّاهٍ کُمَیْتٍ،کأَنها سَلِیمُ دِهانٍ فی طِرَاف مُطَنَّب. غیره: الدِّهانُ فی القرآن الأَدیمُ الأَحمر الصِّرفُ.و قال أَََبو إِِسحق فی قوله تعالی: فَکٰانَتْ وَرْدَهً کَالدِّهٰانِ ; تتلوَّنُ من الفَزَع الأَکبر کما تتلوَّن الدِّهانُ المختلفهُ،و دلیل ذلک قوله عز و جل: یَوْمَ تَکُونُ السَّمٰاءُ کَالْمُهْلِ ; أَََی کالزیت الذی قد أََُغلی; و قال مِسْکینٌ الدَّارمیُّ: و مُخاصِمٍ قاوَمْتُ فی کَبَدٍ مِثْل الدِّهان ،فکانَ لی العُذْرُ. یعنی أَََنه قاوَمَ هذا المُخاصِمَ فی مکانٍ مُزِلّ یَزْلَقُ عنه من قام به،فثبت هو و زلِقَ خَصْمُه و لم یثبت.و الدِّهانُ :الطریق الأَملس هاهنا،و العُذْرُ فی بیت مسکین الدارمی:النُّجْح،و قیل: الدهان الطویل الأَملس.

ص :162

و الدَّهْناء :الفَلاه.و الدَّهْناء :موضعٌ کلُّه رمل،و قیل: الدهناء موضع من بلاد بنی تمیم مَسِیره ثلاثه أَََیام لا ماء فیه،یُمَدُّ و یقصَر; قال: لسْتَ علی أََُمک بالدَّهْنا تَدِلّ أَََنشده ابن الأَعرابی،یضرب للمتسخط علی من لا یُبالی بتسخطه; و أَََنشد غیره: ثم مالَتْ لجانِبِ الدَّهْناءِ . و قال جریر: نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا و قال ذو الرمه: لأَکْثِبَه الدَّهْنا جَمیعاً و مالِیَا. و النسبه إِِلیها دَهْناوِیٌّ ،و هی سبعه أَََجبل فی عَرْضِها،بین کل جبلین شقیقه،و طولها من حَزْنِ یَنْسُوعهَ إِِلی رمل یَبْرِینَ،و هی قلیله الماء کثیره الکلإِ لیس فی بلادِ العرب مَرْبَعٌ مثلُها،و إِِذا أَََخصبت رَبَعت العربُ (1).جمعاء.و

16- فی حدیث صَفِیَّه و دُحَیْبَهَ :إِِنما هذه الدَّهْنا مُقَیَّدُ الجمَل. ; هو الموضع المعروف ببلاد تمیم.و الدَّهْناء ،ممدود:عُشْبه حمراء لها ورق عِراض یدبغ به.و الدِّهْنُ :شجرهُ سَوْءٍ کالدِّفْلی; قال أَََبو وَجْزَه: و حَدَّثَ الدِّهْنُ و الدِّفْلی خَبیرَکُمُ، و سالَ تحتکم سَیْلٌ فما نَشِفا. و بنو دُهْن و بنو داهنٍ :حَیّانِ.و دُهْنٌ :حیٌّ من الیمن ینسب إِِلیهم عمار الدُّهْنیُّ .و الدَّهْناء :بنتُ مِسْحَل أَََحد بنی مالک بن سعد بن زیدِ مَناهَ بن تمیم،و هی امرأَََه العجاج; و کان قد عُنِّن عنها فقال فیها: أَََظَنَّتِ الدَّهْنا و ظَنَّ مِسْحَلُ

دهدن:

الدُّهْدُنُّ ،بالضم:معناه الباطل; قال: لأَجْعَلَنْ لابنهِ عَمْروٍ فَنَّا، حتی یکون مَهْرُها دُهْدُنَّا . و یروی ...لابنه عَثْمٍḥ. قال ابن بری: الدُّهْدُنُّ کلام لیس له فعل.قال الجوهری:و ربما قالوا دُهْدُرٌّ،بالراء.و فی المثل: دُهْدُرَّیْن و سَعْدُ القَیْن (2).یضرب للکذاب.

دهقن:

التَّدَهْقُنُ :التَّکَیُّسُ:قال سیبویه:سأَلته،یعنی الخلیل،عن دُهْقان [دِهْقان] فقال:إِِن سمیته من التَّدَهْقُن فهو مصروف،و قد قال سیبویه:إِِنک إِِن جعلت دِهْقاناً من الدَّهْق لم تصرفه لأَنه فعلان; قال الجوهری:إِِن جعلت النون أَََصلیه،من قولهم تَدَهْقَنَ الرجلُ و له دَهْقَنهُ موضِع کذا،صرَفْتَه لأَنه فِعْلال.و الدِّهْقان و الدُّهقان :التاجر،فارسی معرَّب،و هم الدَّهاقنه و الدَّهاقین ; قال: إِِذا شِئْتُ غَنَّتْنی دَهاقِینُ قَرْیه، و صَنّاجَهٌ تَجْذُو علی کلِّ مَنْسِمِ. قال ابن بری: دِهْقان و دُهْقان مثل قِرْطاس و قُرْطاس،قال:و دِهْقانُ فی بیت الأَعشی عربی،و هو اسم واد; قال:

ص :163

فظَلَّ یَغْشی لِوَی الدِّهْقانِ مُنْصَلِتاً،

کالفارِسِیِّ تَمَشَّی،و هو مُنْتَطِقُ

و الدُّهْقان و الدِّهْقان :القویّ علی التصرف مع حِدَّه،و الأُنثی دِهْقانه ،و الاسم الدَّهْقَنهُ .اللیث: الدَّهْقنه الاسم من الدِّهْقانِ ،و هو نَبزٌ.و دُهْقِنَ الرجلُ:جُعِلَ دِهْقاناً ; قال العجاج: دُهْقِنَ بالتاج و بالتَّسْویرِ. و لِوَی الدِّهْقانِ :موضع بنجد.الأَزهری:و بالبادیه رمله تعرف بلِوَی دِهْقان ; قال الراعی یصف ثوراً: فظَلَّ یَعْلو لِوَی دِهْقانَ مُعْترِضاً یَرْدی،و أَََظْلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ و دَهْقَنَ الطعامَ:أَََلانَه; عن أَََبی عبید.الأَصمعی:الدَّهْمَقهُ و الدَّهْقَنه سواء،و المعنی فیهما سواء لأَن لِینَ الطعام من الدَّهْقنه .

دون:

دُونُ :نقیضُ فوقَ،و هو تقصیر عن الغایه،و یکون ظرفاً.و الدُّونُ :الحقیر الخسیس; و قال: إِِذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء، و یَقْنَع بالدُّونِ مَن کان دُونا و لا یشتق منه فعل.و بعضهم یقول منه: دانَ یَدُونُ دَوْناً و أََُدِین إِِدانهً ; و یروی قولُ عدیّ فی قوله: أَََنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ، و عَلا الرَّبْرَبَ أَََزْمٌ لم یُدَنْ . و غیره یرویه: ...لم یُدَنّ ،بتشدید النون علی ما لم یسم فاعله،من دَنَّی یُدَنِّی أَََی ضَعُفَ،و قوله:أَََنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ،و هو ولد البقره الوحشیه; یقول:جری هذا الفرس و حِدَّتُه خَلَّف أَََولادَ البقره خلْفَه و قد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ لیس فیه تقصیر.و یقال:هذا دون ذلک أَََی أَََقرب منه.ابن سیده: دونُ کلمه فی معنی التحقیر و التقریب،یکون ظرفاً فینصب،و یکون اسماً فیدخل حرف الجر علیه فیقال:هذا دونک و هذا من دونک ،و فی التنزیل العزیز: وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ ; أَََنشد سیبویه: لا یَحْمِلُ الفارسَ إِِلاّ المَلْبُونْ، أَََلمحْضُ من أَََمامِه و من دُونْ . قال:و إِِنما قلنا فیه إِِنه إِِِنما أَََراد من دونه لقوله من أَََمامه فأَضاف،فکذلک نوی إِِضافه دون; و أَََنشد فی مثل هذا للجعدی: لها فَرَطٌ یکونُ،و لا تَراهُ، أَََماماً من مُعَرَّسِنا و دُونا . التهذیب:و یقال هذا دون ذلک فی التقریب و التحقیر،فالتحقیر منه مرفوع،و التقریب منصوب لأَنه صفه.و یقال: دُونُک زیدٌ فی المنزله و القرب و البُعْد; قال ابن سیده:فأَما ما أَََنشده ابن جنی من قول بعض المولَّدین: و قامَتْ إِِلیه خَدْلَهُ السَّاقِ،أَََعْلَقَتْ به منه مَسْمُوماً دُوَیْنَهَ حاجِبِهْ. قال:فإِنی لا أَََعرف دون تؤنث بالهاء بعلامه تأْنیث و لا بغیر علامه،أَََ لا تری أَََن النحویین کلهم قالوا الظروف کلها مذکره إِِِلا قُدّام و وراء؟ قال:فلا أَََدری ما الذی صغره هذا الشاعر،اللهم إِِلا أَََن یکون قد قالوا هو دُوَیْنُه ،فإِن کان کذلک فقوله دُوَیْنَهَ حاجبه حسن علی وجهه; و أَََدخل الأَخفش علیه الباءَ فقال فی کتابه فی القوافی،و قد ذکر أَََعرابیّاً أَََنشده شعراً مُکْفَأً:فرددناه علیه و علی نفر من أَََصحابه فیهم مَن لیْسَ بدُونِه ،فأَدخل علیه الباء کما تری،و قد قالوا:من دُونُ ،یریدون من دُونِه ،و قد قالوا: دُونک فی الشرف و الحسب و نحو ذلک; قال

ص :164

سیبویه:هو علی المثل کما قالوا إِِنه لصُلْبُ القناه و إِِنه لمن شجره صالحه،قال:و لا یستعمل مرفوعاً فی حال الإِضافه.و أَََما قوله تعالی: وَ أَنّٰا مِنَّا الصّٰالِحُونَ وَ مِنّٰا دُونَ ذٰلِکَ ; فإِنه أَََراد و منا قوم دون ذلک فحذف الموصوف.و ثوب دُونٌ :رَدِیٌّ.و رجل دُونٌ :لیس بلاحق.و هو من دُونِ الناسِ و المتاعِ أَََی من مُقارِبِهِما.غیره:و یقال هذا رجل من دُونٍ ،و لا یقال رجلٌ دونٌ ،لم یتکلموا به و لم یقولوا فیه ما أَََدْوَنَه،و لم یُصَرَّف فعلُه کما یقال رجل نَذْلٌ بیِّنُ النَّذَاله.و فی القرآن العزیز: وَ مِنْهُمْ دُونَ ذٰلِکَ ،بالنصب و الموضع موضع رفع،و ذلک أَََن العاده فی دون أَََن یکون ظرفاً و لذلک نصبوه.و قال ابن الأَعرابی: التَّدَوُّنُ الغنَی التام.اللحیانی:یقال رضیت من فلان بمَقْصِر أَََی بأَمر دُونَ ذلک.و یقال:أَََکثر کلام العرب أَََنت رجل من دُونٍ و هذا شیء من دُونٍ ،یقولونها مع مِن.و یقال:لو لا أَََنک من دُونٍ لم تَرْضَ بذا،و قد یقال بغیر من.ابن سیده:و قال اللحیانی أَََیضاً رضیت من فلان بأَمر من دُونٍ ،و قال ابن جنی:فی شیءٍ دُونٍ ،ذکره فی کتابه الموسوم بالمعرب،و کذلک أَََقَلُّ الأَمرین و أَََدْوَنُهما ،فاستعمل منه أَََفعل و هذا بعید،لأَنه لیس له فِعْلٌ فتکون هذه الصیغه مبنیه منه،و إِِنما تصاغ هذه الصیغه من الأَفعال کقولک أَََوْضَعُ منه و أَََرْفَعُ منه،غیر أَََنه قد جاء من هذا شیء ذکره سیبویه و ذلک قولهم:أَََحْنَکُ الشاتَیْنِ و أَََحْنَکُ البعیرین،کما قالوا:آکَلُ الشاتَیْنِ کأَنهم قالوا حَنَک و نحو ذلک،فإِنما جاؤُوا بأَفعل علی نحو هذا و لم یتکلموا بالفعل،و قالوا:آبَلُ الناس،بمنزله آبَلُ منه لأَن ما جاز فیه أَََفعل جاز فیه هذا،و ما لم یجز فیه ذلک لم یجز فیه هذا،و هذه الأَشیاء التی لیس لها فعل لیس القیاس أَََن یقال فیها أَََفعل منه و نحو ذلک.و قد قالوا:فلان آبَلُ منه کما قالوا أَََحْنَکُ الشاتین.اللیث:یقال زیدٌ دُونَک أَََی هو أَََحسن منک فی الحَسَب،و کذلک الدُّونُ یکون صفه و یکون نعتاً علی هذا المعنی و لا یشتق منه فعل.ابن سیده:و ادْنُ دُونَک أَََی قریباً (1).قال جریر: أَََ عَیّاشُ،قد ذاقَ القُیونُ مَراسَتی و أَََوقدتُ ناری،فادْنُ دونک فاصطلی. قال:و دون بمعنی خلف و قدّام.و دُونک الشیءَ و دونک به أَََی خذه.و یقال فی الإِغراء بالشیء: دُونَکه .

17- قالت تمیم للحجاج:أَََقْبِرْنا صالحاً،و قد کان صَلَبه،فقال: دُونَکُموه . التهذیب:ابن الأَعرابی یقال ادْنُ دُونک أَََی اقترِبْ; قال لبید: مِثْل الذی بالغَیْلِ یَغْزُو مُخْمَداً، یَزْدادُ قُرْباً دُونه أَََن یُوعَدا. مُخْمد:ساکن قد وَطَّن نفسه علی الأَمر; یقول:لا یَرُدُّه الوعیدُ فهو یتقدَّم أَََمامه یَغشی الزَّجْرَ; و قال زهیر بن خَبَّاب: و إِِن عِفْتَ هذا،فادْنُ دونک ،إِِننی قلیلُ الغِرار،و الشَّرِیجُ شِعاری. الغِرار:النوم،و الشریج:القوس; و قول الشاعر: تُریکَ القَذی من دُونها ،و هی دُونه ، إِِذا ذاقَها من ذاقَها یَتَمَطَّقُ. فسره فقال:تُریک هذه الخمرُ من دونها أَََی من ورائها،و الخمر دون القذی إِِلیک،و لیس ثم قذًی و لکن هذا تشبیه; یقول:لو کان أَََسفلها قذی لرأَََیته. و قال بعض النحویین: لدُونَ تسعه معانٍ:تکون بمعنی قَبْل و بمعنی أََمامَ و بمعنی وراء و بمعنی تحت و بمعنی فوق و بمعنی الساقط من الناس و غیرهم و بمعنی الشریف

ص :165

و بمعنی الأَمر و بمعنی الوعید و بمعنی الإِغراء،فأَما دون بمعنی قبل فکقولک: دُون النهر قِتال و دُون قتل الأَسد أََهوال أََی قبل أََن تصل إِلی ذلک.و دُونَ بمعنی وراء کقولک:هذا أََمیر علی ما دُون جَیحونَ أََی علی ما وراءَه.و الوعید کقولک: دُونک صراعی و دونک فتَمرَّسْ بی.و فی الأَمر: دونک الدرهمَ أََی خذه.و فی الإِِغراء: دونک زیداً أََی الزمْ زیداً فی حفظه.و بمعنی تحت کقولک: دونَ قَدَمِک خَدُّ عدوّک أََی تحت قدمک.و بمعنی فوق کقولک:إِن فلاناً لشریف،فیجیب آخر فیقول:و دُون ذلک أََی فوق ذلک.و قال الفراء: دُونَ تکون بمعنی علی،و تکون بمعنی عَلَّ،و تکون بمعنی بَعْد،و تکون بمعنی عند،و تکون إِغراء،و تکون بمعنی أََقلّ من ذا و أََنقص من ذا،و دُونُ تکون خسیساً.و قال فی قوله تعالی: وَ یَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذٰلِکَ ; دون الغَوْص،یرید سوی الغَوْص من البناء; و قال أََبو الهیثم فی قوله: یَزیدُ یَغُضُّ الطَّرفَ دُونی . أََی یُنَکِّسُه فیما بینی و بینه من المکان.یقال: ادْنُ دونک أََی اقترِبْ منی فیما بینی و بینک.و الطَّرفُ:تحریک جفون العینین بالنظر،یقال لسرعه من الطَّرف و اللمْح.أََبو حاتم عن الأَصمعی:یقال یکفینی دُونُ هذا،لأَنه اسم.و الدِّیوانُ :مُجْتَمع الصحف; أََبو عبیده:هو فارسی معرب; ابن السکیت:هو بالکسر لا غیر،الکسائی:بالفتح لغه مولَّده و قد حکاها سیبویه و قال:إِنما صحَّت الواو فی دِیوان ،و إِن کانت بعد الیاء و لم تعتل کما اعتلت فی سید،لأَن الیاء فی دیوان غیر لازمه،و إِنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ ،و الدلیل علی ذلک قولهم: دُوَیْوِینٌ ،فدل ذلک أََنه فِعَّال و أََنک إِنما أََبدلت الواو بعد ذلک،قال:و من قال دَیْوان فهو عنده بمنزله بَیْطار،و إِنما لم تقلب الواو فی دیوان یاء،و إِن کانت قبلها یاء ساکنه،من قِبَل أََن الیاء غیر ملازمه،و إِنما أَُبدلت من الواو تخفیفاً،أََ لا تراهم قالوا دواوین لما زالت الکسره من قِبَل الواو؟ علی أََن بعضهم قد قال دَیاوِینُ ،فأَقرّ الیاء بحالها،و إِن کانت الکسره قد زالت من قِبَلها،و أََجری غیر اللازم مجری اللازم،و قد کان سبیله إِذا أََجراها مجری الیاء اللازمه أََن یقول دِیّانٌ،إِلا أََنه کره تضعیف الیاء کما کره الواو فی دَیاوِین ; قال: عَدانی أََن أََزورَکِ،أَُمَّ عَمروٍ، دَیاوِینٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ. الجوهری: الدِّیوانُ أََصله دِوَّانٌ ،فعُوِّض من إِحدی الواوین یاء لأَنه یجمع علی دَواوینَ ،و لو کانت الیاء أََصلیه لقالوا دَیاوین ،و قد دُوِّنت الدَّواوینُ .قال ابن بری:و حکی ابن درید و ابن جنی أََنه یقال دَیاوین .و

16- فی الحدیث :لا یَجْمَعهم دیوانُ حافظٍ. ; قال ابن الأَثیر:هو الدفتر الذی یکتب فیه أََسماء الجیش و أََهلُ العطاء.و أََول من دَوَّنَ الدِّیوان عمر،رضی الله عنه،و هو فارسی معرب.ابن بری:و دیوان اسم کلب; قال الراجز: أََعْدَدْتُ دیواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ، متی یُعایِنْ شَخْصَه لا یَنْفَلِتْ. و دِرْباس أََیضاً:کلب أََی أََعددت کلبی لکلب جیرانی الذی یؤذینی فی الحَمْتِ.

دین:

الدَّیّانُ :من أََسماء الله عز و جل،معناه الحکَم القاضی.و

1- سئل بعض السلف عن علی بن أََبی طالب،علیه السلام،فقال:کان دَیّانَ هذه الأُمه بعد نبیها. أََی قاضیها و حاکمها.و الدَّیَّانُ :القَهَّار،و منه قول ذی الإِصبع العَدْوانی

ص :166

: لاهِ ابنُ عَمِّک،لا أََفضَلْتَ فی حسَب فینا،و لا أََنتَ دَیَّانی فتَخْزُونی! أََی لست بقاهر لی فتَسوس أََمری.و الدَّیّانُ :اللَّه عز و جل.و الدَّیَّانُ :القَهَّارُ،و قیل:الحاکم و القاضی،و هو فَعَّال من دان الناسَ أَی قهَرَهم علی الطاعه.یقال: دِنْتُهم فدانوا أََی قهَرْتهم فأَطاعوا،و منه شعر الأَعشی الحِرْمازیّ یخاطب سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم: یا سیِّدَ الناسِ و دَیَّانَ العَرَبْ و

14- فی حدیث أََبی طالب :قال له،علیه السلام:أَُرید من قریش کلمهً تَدینُ لهم بها العرب. أََی تطیعهم و تخضع لهم.و الدَّینُ :واحد الدُّیون ،معروف.و کلُّ شیء غیر حاضر دَینٌ ،و الجمع أََدْیُن مثل أََعْیُن و دُیونٌ ،قال ثعلبه بن عُبَید یصف النخل: تُضَمَّنُ حاجاتِ العِیالِ و ضَیْفهمْ، و مَهْمَا تُضَمَّنْ من دُیُونِهِمُ تَقْضِی یعنی بالدُّیون ما یُنالُ من جنَاها،و إِِن لم یکن دَیناً علی النَّخْل،کقول الأَنصاری: أََدِینُ ،و ما دینی علیکم بمغرم، و لکنْ علی الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ ابن الأَعرابی: دِنْت و أََنا أََدِینُ إِِذا أََخذت دَیناً ،و أََنشد أََیضاً قول الأَنصاری: أََدین و ما دینی علیکم بمغرم قال ابن الأَعرابی:القَراوِحُ من النخیل التی لا تُبالی الزمانَ،و کذلک من الإِبل،قال:و هی التی لا کَرَبَ لها من النخیل،و دِنْتُ الرجلَ:أََقْرَضْتُه فهو مَدِینٌ و مَدْیون .ابن سیده: دِنْتُ الرجلَ و أََدَنْته أََعطیته الدین إِِلی أََجل،قال أََبو ذؤیب: أََدَانَ ،و أََنْبأَه الأَوّلُونَ بأَنَّ المُدانَ مَلِیٌّ وفِیّ الأَوّلون:الناسُ الأَوَّلون و المَشْیَخَه،و قیل: دِنْتُه أََقْرَضْتُه،و أََدَنْتُه اسْتَقْرَضته منه.و دانَ هو:أََخَذَ الدَّیْنَ .و رجل دائنٌ و مَدِینٌ و مَدْیُون ،الأَخیره تمیمیه،و مُدانٌ :علیه الدینُ ،و قیل:هو الذی علیه دین کثیر.الجوهری:رجل مَدْیونٌ کثر ما علیه من الدین ،و قال:و ناهَزُوا البَیْعَ من تُرْعِیَّهٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ،عَضَّه السلطانُ، مَدْیونِ و مِدْیانٌ إِذا کان عادته أََن یأْخذ بالدَّیْن و یستقرض.و أََدَان فلانٌ إِِدانَهً إِِذا باع من القوم إِلی أََجل فصار له علیهم دین ،تقول منه: أََدِنِّی عَشرهَ دراهم،و أََنشد بیت أََبی ذؤیب: بأَن المدان ملیٌّ وفیّ و المَدینُ :الذی یبیع بدین .و ادَّانَ و اسْتَدان و أََدانَ :اسْتَقْرض و أََخذ بدین،و هو افْتَعَلَ،و منه

17- قول عمر،رضی الله عنه : فادَّانَ مُعْرِضاً. أََی استدان ،و هو الذی یَعْتَرِضُ الناسَ و یَسْتدین ممن أََمکنه.و تَدایَنُوا :تبایعوا بالدین.و اسْتَدانوا :استقرضوا.اللیث: أََدَانَ الرجلُ،فهو مُدِین أََی مستدین ،قال أََبو منصور:و هذا خطأٌ عندی،قال:و قد حکاه شَمِر لبعضهم و أََظنه أََخذه عنه.و أََدَانَ :معناه أََنه باع بدَیْن أَو صار له علی الناس دین .و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :إِِن فلاناً یَدِینُ و لا مال له. یقال: دَانَ و اسْتَدانَ و ادَّانَ ،مشدَّداً،إِِذا أََخذ الدین و اقترض،فإِذا أََعطی الدین قیل أََدَانَ مخففاً.و

17- فی حدیثه الآخر عن أَُسَیْفِع جُهَیْنه : فادَّانَ

ص :167

مُعْرِضاً. أََی استدان معرضاً عن الوفاء.و اسْتَدانه :طلب منه الدین .و استدانه :استقرض منه،قال الشاعر: فإِنْ یَکُ،یا جَناحُ،علیّ دَیْنٌ ، فعِمْرانُ بنُ موسَی یَسْتَدِینُ و دِنْتُه :أََعطیته الدینَ .و دِنْتُه :استقرضت منه.و دَان فلانٌ یَدِینُ دیناً :استقرض و صار علیه دَیْنٌ فهو دائن ،و أََنشد الأَحمر للعُجَیْر السَّلُولی: نَدِینُ و یَقْضی اللَّهُ عَنَّا،و قد نَرَی مَصارِعَ قومٍ،لا یَدِینُون ،ضُیَّعا قال ابن بری:صوابه ضُیَّع،بالخفض علی الصفه لقوم،و قبله: فعِدْ صاحِبَ اللَّحَّامِ سیفاً تَبیعُه، و زِدْ درهماً فوقَ المُغالِینَ و اخْنَعِ و تداینَ القومُ و ادَّایَنُوا :أََخَذُوا بالدَّین ،و الاسم الدِّینَهُ .قال أََبو زید:جئت أََطلب الدِّینَهَ ،قال:هو اسم الدَّیْن .و ما أََکثر دِینَتَه أََی دَیْنه .الشیبانی: أََدَانَ الرجلُ إِِذا صار له دین علی الناس.ابن سیده:و أََدَانَ فلان الناس أََعطاهم الدَّیْنَ و أََقرضهم،و به فسر به بعضهم قول أََبی ذؤیب: أََدانَ ،و أََنبأَه الأَولون بِأَنَّ المُدانَ ملیّ وفیّ و قال شمر فی قولهم یَدِینُ الرجلُ أََمره:أََی یملک،و أََنشد بیت أََبی ذؤیب أََیضاً.و أََدَنْتُ الرجلَ إِذا أََقرضته.و قد ادَّانَ إِِذا صار علیه دین .و القَرْضُ:أََن یقترض الإِنسان دراهم أََو دنانیر أََو حبّاً أَو تمراً أََو زبیباً أَو ما أََشبه ذلک،و لا یجوز لأَجل لأَن الأَجل فیه باطل.و قال شمر: ادَّانَ الرجلُ إِِذا کثر علیه الدین ،و أََنشد: أََ نَدَّانُ أََم نَعْتانُ،أََم یَنْبَرِی لَنا فَتًی مِثْلُ نَصْلِ السیفِ هُزَّتْ مَضارِبُه نَعْتانُ أََی نأْخذ العِینه.و رجل مِدْیان :یُقْرِضُ الناسَ،و کذلک الأُنثی بغیر هاء،و جمعهما جمیعاً مَدایِینُ .ابن بری:و حکی ابن خالویه أََن بعض أََهل اللغه یجعل المِدْیانَ الذی یُقْرِضُ الناسَ،و الفعل منه أََدَانَ بمعنی أََقْرَضَ،قال:و هذا غریب.و دَایَنْتُ فلاناً إِِذا أََقْرَضته و أََقرضک،قال رؤبه: دَایَنْتُ أََرْوَی،و الدُّیونُ تُقْضَی، فماطَلَتْ بعضاً و أََدَّتْ بَعْضا و داینتُ فلاناً إِِذا عاملته فأَعطیتَ دیناً و أََخذتَ بدَین ،و تدایَنَّا کما تقول قاتَله و تَقاتَلْنا.و بعته بدِینَهٍ أََی بتأْخیر،و الدِّینَهُ جمعها دِیَنٌ ،قال رِداءُ بن منظور: فإِن تُمْسِ قد عالَ عن شَأْنِها شُؤُونٌ،فقد طالَ منها الدِّیَنْ أََی دَیْنٌ علی دَین .و المُدَّانُ :الذی لا یزال علیه دَین ،قال:و المِدْیانُ إِِن شئت جعلته الذی یُقْرض کثیراً،و إِِن شئت جعلته الذی یستقرض کثیراً.و

16- فی الحدیث :ثلاثهٌ حق علی الله عَوْنُهم،منهم المِدْیانُ الذی یُرید الأَدَاءَ.

المِدْیانُ :الکثیر الدین الذی علیه الدیون ،و هو مِفْعال من الدَّین للمبالغه.قال:و الدائن الذی یستدین ،و الدائن الذی یُجْری الدَّین .و تَدَیَّن الرجلُ إِِذا استدان ،و أََنشد: تُعَیِّرنی بالدَّین قومی،و إِِنما تَدَیَّنْتُ فی أََشیاءَ تُکْسِبُهم حَمْدا و یقال:رأََیت بفلان دِینَهً إِِذا رأََی به سبب الموت.و یقال:رماه اللَّه بدَینهِ أََی بالموت لأَنه دَین علی کل أََحد.

ص :168

و الدِّین :الجزاء و المُکافأَه.و دِنْتُه بفعلِه دَیْناً :جَزَیته،و قیل الدَّیْنُ المصدر،و الدِّین الاسم،قال: دِینَ هذا القلبُ من نُعْمٍ بِسَقَامٍ لیس کالسُّقْمِ و دَایَنه مُداینهً و دِیَاناً کذلک أََیضاً.و یومُ الدِّینِ :یومُ الجزاء.و فی المثل: کما تَدِینُ تُدان أََی کما تُجازی تُجازَی أََی تُجازَی بفعلک و بحسب ما عملت،و قیل:کما تَفْعَل یُفعَل بک،قال خُوَیلد بن نَوْفل الکلابی للحرث بن أََبی شمر الغَسَّانی،و کان اغتصبه ابنتَه: یا أََیُّها المَلِک المَخوفُ،أََ ما تَرَی أََی تُجْزَی بما تفعل.و دانَه دَیْناً أََی جازاه.و قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ ،أََی مَجْزِیُّون مُحاسَبون،و منه الدَّیَّانُ فی صفه اللَّه عز و جل.و

17- فی حدیث سَلْمان :إِِن اللَّه لیَدِین للجمَّاء من ذاتِ القَرْن. أََی یقتص و یَجْزی.و الدِّین :الجزاء.و

16- فی حدیث ابن عمرو :لا تَسُبُّوا السلطانَ فإِن کان لا بد فقولوا اللهم دِنْهم کما یَدینُونا . أََی اجْزِهم بما یُعامِلونا به.و الدِّین الحسابُ،و منه قوله تعالی: مٰالِکِ یَوْمِ اَلدِّینِ ،و قیل:معناه مالک یوم الجزاء.و قوله تعالی: ذٰلِکَ اَلدِّینُ الْقَیِّمُ ،أََی ذلک الحسابُ الصحیح و العدد المستوی.و الدِّین الطاعه.و قد دِنْته و دِنْتُ له أََی أََطعته،قال عمرو بن کلثوم:و أََیاماً لنا غُرّاً کِراماً عَصَیْنا المَلْکَ فیها أََن نَدِینا و یروی: و أََیامٍ لنا و لهم طِوالٍ و الجمعُ الأَدْیانُ .یقال: دَانَ بکذا دِیانه ،و تَدَیَّنَ به فهو دَیِّنٌ و مُتَدَیِّنٌ .و دَیَّنْتُ الرجلَ تَدْیِیناً إِِذا وکلته إِلی دِینه .و الدِّین :الإِسلام،و قد دِنْتُ به.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :محبهُ العلماءِ دِینٌ یُدانُ به. و الدِّینُ :العاده و الشأْن،تقول العرب:ما زالَ ذلک دِینی و دَیْدَنی أََی عادتی،قال المُثَقِّبُ العَبْدی یذکر ناقته: تقولُ إِِذا دَرَأَْتُ لها وَضِینی: أََ هذا دِینُه أََبَداً و دِینی و روی قوله: دِینَ هذا القلب من نُعْمٍ یرید یا دِینَهُ أََی یا عادته،و الجمع أََدْیان .و الدِّینَهُ : کالدِّین ،قال أََبو ذؤیب: أََلا یا عَناء القلبِ من أَُمِّ عامِرٍ، و دِینَتَه من حُبِّ من لا یُجاوِرُ و دِینَ :عُوِّد،و قیل:لا فعل له.و

16- فی الحدیث :الکیِّس من دانَ نَفْسَه و عَمِل لما بعد الموت،و الأَحْمَقُ من أََتْبَعَ نَفْسَه هواها و تَمَنَّی علی اللَّه. قال أَبو عبید:

16- قوله دان نفسه. أََی أََذلها و استعبدها،و قیل:حاسبها.یقال: دِنْتُ القومَ أََدِینُهم إِِذا فعلت ذلک بهم،قال الأَعشی یمدح رجلاً: هُوَ دانَ الرَّبابَ إِِذْ کَرِهُوا الدَّینَ ، قال:هو دانَ الربابَ یعنی أََذلها،ثم قال:ثم دانت

ص :169

بعدُ الربابُ أََی ذلت له و أََطاعته،و الدِّینُ لله من هذا إِِنما هو طاعته و التعبد له.و دانه دِیناً أََی أََذله و استعبده.یقال: دِنْتُه فدان .و قوم دِینٌ أََی دائنون ،و قال: و کان الناسُ،إِِلا نحن، دِینا و فی التنزیل العزیز: مٰا کٰانَ لِیَأْخُذَ أَخٰاهُ فِی دِینِ الْمَلِکِ ،

17- قال قتاده :فی قضاء الملک. ابن الأَعرابی: دانَ الرجلُ إِذا عَزَّ،و دانَ إِِذا ذل،و دان إِِذا أََطاع،و دانَ إِِذا عصی،و دان إِِذا اعْتادَ خیراً أََو شرّاً،و دانَ إِِذا أََصابه الدِّینُ ،و هو داء،و أََنشد: یا دِینَ قلبِکَ من سَلْمی و قد دِینَا قال:و قال المفضل معناه یا داءَ قلبک القدیم.و دِنْتُ الرجل:خدمته و أََحسنت إِِلیه.و الدِّینُ :الذل.و المَدِینُ :العبد.و المَدِینهُ :الأَمه المملوکه کأنَهما أَذَلهما العملُ،قال الأَخطل: رَبَتْ،و رَبا فی حَجْرِها ابنُ مَدِینهٍ یَظَلُّ علی مِسْحاتِه یَتَرَکَّلُ و یروی: ...فی کَرْمها ابن مدینه ،قال أََبو عبیده:أَی ابن أََمه،و قال ابن الأَعرابی:معنی ابن مدینه عالم بها کقولهم هذا ابن بَجْدَتها.و قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ ،أََی مملوکون.و قوله تعالی: فَلَوْ لاٰ إِنْ کُنْتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ تَرْجِعُونَهٰا ،قال الفراء: غَیْرَ مَدِینِینَ أََی غیر مملوکین،قال:و سمعت غیر مَجْزِیِّین،و قال أََبو إِِسحق:معناه هلاَّ تَرْجِعُون الروحَ إِِن کنتم غیر مملوکین مُدَبَّرین.و قوله: إِنْ کُنْتُمْ صٰادِقِینَ أََن لکم فی الحیاه و الموت قدره،و هذا کقوله: قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِکُمُ الْمَوْتَ إِنْ کُنْتُمْ صٰادِقِینَ .و دِنْتُه أََدِینُه دَیْناً :سُسْته.و دِنْتُه :مَلَکْتُه.و دُیّنْته أََی مُلِّکته.و دَیَّنْتُه القومَ:ولیته سیاسَتهم،قال الحُطَیْئه: لقد دُیِّنْتِ أََمْرَ بَنیکِ،حتی تَرَکْتِهِم أََدَقَّ من الطَّحِینِ یعنی مُلِّکْتِ،و یروی:سُوّسْتِ،یخاطب أَُمه،و ناس یقولون:و منه سمی المصر مَدِینهً . و الدَّیَّان :السائس،و أَنشد بیت ذی الإِصبع العَدْوانی: لاهِ ابنُ عَمِّکَ،لا أَفْضَلْتَ فی حَسَبٍ یوماً،و لا أَنْتَ دَیَّانی فتَخْزُونی! قال ابن السکیت:أَی و لا أَنت مالک أَمری فَتَسُوسُنی.و دِنْتُ الرجلَ:حملته علی ما یکره.و دَیَّنْتُ الرجل تَدْییناً إِذا وکلته إلی دینه.و الدِّینُ :الحالُ.قال النضر بن شمیل:سأَلت أَعرابیّاً عن شیء فقال:لو لقیتنی علی دِینٍ غیر هذه لأَخبرتک.و الدِّین :ما یَتَدَیَّنُ به الرجل.و الدِّینُ :السلطان.و الدِّین :الوَرَعُ.و الدِّین :القهر.و الدِّینُ :المعصیه.و الدین :الطاعه.و

16- فی حدیث الخوارج :یَمْرُقُون من الدِّین مُروقَ السهم من الرَّمِیَّه. یرید أَن دخولهم فی الإِسلام ثم خروجهم منه لم یتمسکوا منه بشیء کالسهم الذی دخل فی الرَّمِیَّهِ ثم نَفَذ فیها و خرج منها و لم یَعْلَقْ به منها شیء،قال الخطابی:قد أَجمع علماء المسلمین علی أَن الخوارج علی ضلالتهم فرقه من فرق المسلمِین و أَجازوا مناکحتهم و أَکل ذبائحهم و قبول شهادتهم،و

1- سئل عنهم علی بن أَبی طالب،علیه السلام،فقیل:أَ کفَّارٌ هم؟قال:من الکفر فرّوا،قیل:أَ فمنافقون هم؟قال:إِن المنافقین لاٰ یَذْکُرُونَ اللّٰهَ إِلاّٰ قَلِیلاً ،و هؤلاء یذکرون اللَّه بُکْرَهً وَ أَصِیلاً ،فقیل:ما هم؟قال:قوم أَصابتهم فِتْنَهٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا . قال الخطابی:یعنی

14- قوله،صلی اللَّه علیه و سلم ،یَمْرُقُون من الدین . أَراد بالدین الطاعه أَی أَنهم یخرجون من طاعه الإِمام المُفْتَرَضِ الطاعه و ینسلخون منها،و اللَّه أَعلم.

ص :170

و دَیَّنَ الرجلَ فی القضاء و فیما بینه و بین اللَّه:صَدَّقه.ابن الأَعرابی: دَیَّنْتُ الحالف أَی نَوَّیته فیما حلف،و هو التَّدْیین .و قوله

14- فی الحدیث :أَنه،علیه السلام،کان علی دین قومه. قال ابن الأَثیر:لیس المراد به الشرک الذی کانوا علیه،و إِنما أَراد أَنه کان علی ما بقی فیهم من إِرث إِبراهیم،علیه السلام،من الحج و النکاح و المیراث و غیر ذلک من أَحکام الإِیمان،و قیل:هو من الدِّین العادهِ یرید به أَخلاقهم من الکرم و الشجاعه و غیر ذلک.و

16- فی حدیث الحج :کانت قریشٌ و من دان بدینهم . أَی اتبعهم فی دِینهم و وافقهم علیه و اتخذ دِینهم له دِیناً و عباده.و

16- فی حدیث دُعاء السفر :أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِینَک و أَمانتک. جعل دینه و أَمانته من الودائع لأَن السفر یصیب الإِنسانَ فیه المشقهُ و الخوف فیکون ذلک سبباً لإِهمال بعض أُمور الدین فدعا له بالمَعُونه و التوفیق،و أَما الأَمانه هاهنا فیرید بها أَهل الرجل و ماله و من یُخْلِفُه عن سفره.و الدِّین :الداء،عن اللحیانی،و أَنشد: یا دِینَ قلبِک من سَلْمی و قد دِینا قال:یا دین قلبک یا عاده قلبک، (1)و قد دِینَ أَی حُمِل علی ما یکره،و قال اللیث:معناه و قد عُوِّد.اللیث: الدِّینُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا یزال یرُبُّ به و یصیبه،و أَنشد:معهود و دِین ،قال أَبو منصور:هذا خطأ،و البیت للطرماح،و هو: عَقائلُ رملهٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ و دِینِ أَراد:دُفُوفَ رمل أو کُثُبَ أَقاحِ معهودٍ أَی ممطور أَصابه عَهْد من المطر بعد مطر،و قوله و دین أَی مَوْدُون مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بللته،و الواو فاء الفعل،و هی أَصلیه و لیست بواو العطف،و لا یعرف الدِّین فی باب الأَمْطار،و هذا تصحیف من اللیث أَو ممن زاده فی کتابه.و

17- فی حدیث مکحول : الدَّین بین یدی الذهب و الفضه،و العُشْر بین یدی الدَّینِ فی الزرع و الإِبل و البقر و الغنم. قال ابن الأَثیر:یعنی أَن الزکاه تقدم علی الدَّین ،و الدَّین یقدم علی المیراث.و الدَّیَّانُ بن قَطَنٍ الحارثی:من شرفائهم،فأَما قول مُسْهِرِ بن عمرو الضَّبِّیِّ: ها إِنَّ ذا ظالِمُ الدَّیَّانُ مُتَّکِئاً علی أَسِرَّتِه،یَسْقِی الکوانینا فإِنه شبه ظالماً هذا بالدَّیان بن قَطَنِ بن زیاد الحارثی،و هو عبد المُدانِ ،فی نَخْوتِه،و لیس ظالم هو الدَّیَّان بعینه.و بنو الدَّیَّانِ :بطن،قال ابن سیده:أراه نسبوا إِلی هذا،قال السَّمَوْأَلُ بن عادِیا أَو غیره: فَإِنَّ بنی الدَّیَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْ، تَدُورُ رحاهْم حَولَهُمْ و تَجُولُ

و تأْکلها المِعْزی و تسمن علیها،و لها أَرُومه،و هی تتخذ للأَدویه و لا یأْکلها إلا الجائع لمرارتها.و قال مره: الذآنین تنبت فی أُصول الشجر أَشبه شیء بالهِلْیَوْن،إلا أَنه أَعظم منه و أَضخم،لیس له ورق و له بُرْعُومه تتورَّد ثم تنقلب إلی الصفره.و الذُّؤْنون :ماء کله و هو أَبیض إلا ما ظهر منه من تلک البُرْعُومه،و لا یأْکله شیء،إلا أَنه إذا أَسْنَتَ الناس،فلم یکن بها (1).شیء،أَغنی،واحدته ذُؤْنُونه .و ذَأْنَنَتِ الأَرضُ:أَنبتت الذآنین ; عن ابن الأَعرابی.و خرجوا یَتَذأْنَنُون أَی یطلبون الذَّآنِین و یأْخذونها; و أَنشد ابن الأَعرابی: کلّ الطعامِ یأْکلُ الطَّائِیونا: الحَمَضِیضَ الرَّطْب و الذآنِینا . قال الأَزهری:و منهم من لا یهمز فیقول ذُونون،و ذَوانین الجمع.ابن شمیل: الذُّؤْنُون أَسمر اللون مُدَمْلَکٌ له ورق لازق به،و هو طویل مثل الطُّرْثُوث،تَمِهٌ لا طعم له،لیس بحلو و لا مرّ،لا یأْکله إلا الغنم،ینبت فی سهول الأَرض،و العرب تقول:ذُونون لا رِمْثَ له،و طُرْثوث لا أَرطاه; یقال هذا للقوم إذا کانت لهم نَجْدَه و فضل فهلکوا و تغیرت حالهم،فیقال: ذآنینُ لا رِمْثَ لها و طَراثیثُ لا أَرْطی أَی قد استُؤْصِلوا فلم تبق لهم بقیه; قال ابن بری:هو هِلْیَوْنُ البر; و أَنشد للراجز یصف نفسه بالرَّخاوه و اللِّینِ: کأَننی،و قَدَمی تَهِیثُ، ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَکِیثُ. قوله:تَهِیثُ أَی تَهِیثُ الترابَ مثل هاث له بالعطاء،و نَکِیثٌ:متشعث; و قال آخر: غَداهَ تولیتم کأَنَّ سیوفَکم ذَآنینُ فی أَعناقِکم لم تُسَلَّلِ و

17- فی حدیث حذیفه :قال لجُنْدُب بن عبد الله:کیف تصنع إذا أَتاک من الناس مثلُ الوَتِد أَو مثل الذُّؤْنون یقول اتَّبِعْنی و لا أَتبعک؟.

الذُّؤْنون :نبت طویل ضعیف له رأْس مُدوَّر،و ربما أَکله الأَعراب،قال:و هو من ذأَنَه إذا حَقَّرَه و ضَعَّف شأْنَه،شبهه به لصغره و حداثه سنه،و هو یدعو المشایخ إلی اتباعه،أَی ما تصنع إذا أَتاک رجل ضالّ،و هو فی نحافه جسمه کالوَتِد أَو الذُّؤْنون لکدِّه نفسَه بالعباده یخدعک بذلک و یستتبعک.

ذبن:

ابن الأَعرابی: الذُّبْنهُ ذبول الشفتین من العطش; قال أَبو منصور:و الأَصل الذُّبْله فقلبت اللام نوناً.

ذعن:

قال الله تعالی: وَ إِنْ یَکُنْ لَهُمُ الْحَقُّ یَأْتُوا إِلَیْهِ مُذْعِنِینَ ; قال ابن الأَعرابی: مُذْعِنِینَ مقرّین خاضعین،و قال أَبو إسحق:جاء فی التفسیر مسرعین،قال:و الإِذعان فی اللغه الإِسراع مع الطاعه،تقول: أَذعَن لی بحقی،معناه طاوَعَنی لما کنت أَلتمسه منه و صار یُسْرع إلیه; و قال الفراء: مُذْعِنِینَ مطیعین غیر مستکرهین،و قیل: مُذْعِنِینَ منقادین.و أَذْعَنَ لی بحقی:أَقرّ،و کذلک أَمْعَنَ به أَی أَقرّ طائعاً غیر مستکره.و الإِذعان :الانقیاد.و أَذعَنَ الرجلُ:انقاد و سَلِس،و بناؤه ذَعِن یَذْعَن ذَعَناً .و أَذْعَن له أَی خضع و ذل.و ناقه مِذْعان :سَلِسهُ الرأْس منقاده لقائدها.

ذقن:

الجوهری: ذَقَنُ الإِنسان مُجْتَمع لَحْیَیْه.ابن سیده: الذَّقَن و الذِّقْنُ مجتمع اللَّحْیَین من أَسفلهما; قال اللحیانی:هو مذکر لا غیر،قال:و فی المثل: مُثْقَلٌ استعان بذَقَنِه و ذِقْنِه ; یقال هذا لمن یستعین بمن لا دفع عنده و بمن هو أَذل منه،و قیل:یقال للرجل الذلیل یستعین برجل آخر مثله،و أَصله

ص :172

أَن البعیر یحمل علیه الحمل الثقیل فلا یقدر علی النهوض،فیعتمد بذَقَنه علی الأَرض،و صحَّفه الأَثرَمُ علیّ بن المغیره بحضره یعقوب فقال:مُثْقَلٌ استعان بدَفَّیْه،فقال له یعقوب:هذا تصحیف إنما هو استعان بذَقَنه ،فقال له الأَثرم:إنه یرید الریاسه بسرعه ثم دخل بیته،و الجمع أَذقان .و فی التنزیل العزیز: یَخِرُّونَ لِلْأَذْقٰانِ سُجَّداً ; و استعاره إمرؤ القیس للشجر و وصف سحاباً فقال: و أَضْحَی یَسُحُّ الماءَ عن کل فِیقهٍ، یَکُبُّ علی الأَذقانِ دَوْحَ الکَنَهْبل. و الذَّاقِنهُ :ما تحت الذَّقَن ،و قیل: الذَّاقِنه رأْس الحلقوم.و

14- فی الحدیث عن عائشه،رضی الله عنها :تُوفی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،بین سَحْری و نَحْری و حاقِنَتی و ذاقِنَتی . ; قال أَبو عبید: الذاقنه طرف الحلقوم،و قیل: الذاقِنه الذَّقَنُ ،و قیل:ما یناله الذَّقَنُ من الصدر.ابن سیده:الحاقِنه الترْقُوه،و قیل:أَسفل البطن مما یلی السرَّه،قال أَبو عبید:قال أَبو زید و فی المثل لأُلْحِقَنَّ حَواقِنک بذَواقِنک ،فذکرت ذلک للأَصمعی فقال:هی الحاقِنه و الذاقنه ،قال:و لم أَره وقف منهما علی حدّ معلوم،فأَما أَبو عمرو فإِنه قال: الذاقنه طرفُ الحلقوم الناتئ،و قال ابن جَبَله:قال غیره الذاقِنه الذَّقَنُ .و ذَقَنَ الرجلُ:وضع یده تحت ذقنه .و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَن عمران بن سَواده قال له:أَربع خصال عاتَبَتْکَ علیها رَعیَّتُک،فوضع عُودَ الدِّرَّه ثم ذقَن علیها و قال:هاتِ و فی روایه: فذَقَن بسوطه یستمع. یقال: ذقَنَ علی یده و علی عصاه،بالتشدید و التخفیف،إذا وضعه تحت ذَقَنِه و اتکأَ علیه.و ذَقَنه یَذْقنُه ذَقْناً :أَصاب ذقنَه ،فهو مَذْقون .و ذقَنْتُه بالعصا ذَقْناً :ضربته بها.و ذَقَنَه ذَقْناً :قفَدَه.و الذَّقون من الإِِبل التی تُمیل ذقَنَها إلی الأَرض تستعین بذلک علی السیر،و قیل:هی السریعه،و الجمع ذُقُنٌ ; قال ابن مقبل: قد صَرَّحَ السیرُ عن کُتمانَ،و ابتُذِلت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْریَّه الذُّقُنِ . أَی ابْتُذلتِ المهْریه الذُّقُن بوقع المحاجن فیها نضربها بها،فقلب و أَنث الوَقع حیث کان من سبب المحاجن.و الذاقِنه : کالذَّقون ; عن ابن الأَعرابی; و أَنشد: أَحْدَثْتُ لله شُکْراً،و هی ذاقِنهٌ ، کأَنها تحتَ رَحْلی مِسْحَلٌ نَعِرُ. و ذَقِنَت الدَّلوُ،بالکسر، ذَقَناً ،فهی ذَقِنه :مالت شَفَتُها.و دلو ذَقَنَی :مائله الشفه; و أَنشد ابن بری: أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَی ما تَعْتَدِلْ. و دلو ذَقون من ذلک.الأَصمعی:إذا خَرَزْتَ الدلو فجاءت شفتها مائله قیل ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً .و ناقه ذَقون :تُرْخی ذقَنها فی السیر،و فی التهذیب:تحرک رأْسها إذا سارت.و امرأَه ذَقناء :ملتویه الجهاز.و فی نوادر العرب: ذاقَنَنی فلانٌ و لاقَنَنی و لاغَذَنی أَی لازَّنی و ضایقنی.و الذِّقْنُ :الشَّیْخ.و ذِقانُ :جبل.

ذنن:

ذَنَّ الشیءُ یَذِنُّ ذَنیناً :سال.و الذَّنِینُ و الذُّنانُ :المخاط الرقیق الذی یسیل من الأَنف،و قیل:هو المخاط ما کان; عن اللحیانی،و قیل:هو الماء الرقیق الذی یسیل من الأَنف،عنه أَیضاً; و قال مره:هو کل ما سال من الأَنف.و ذَنَّ أَنفُه یَذِنُّ إذا سال،و قد ذَنِنتَ یا رجل تَذَنُّ ذَنناً و ذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً ،و رجل أَذَنُّ و امرأَه ذَنَّاء .و الأَذَنُّ أَیضاً:الذی یسیل منخراه جمیعاً،و الفعل

ص :173

کالفعل و المصدر کالمصدر،و الذی یسیل منه الذَّنینُ .ابن الأَعرابی: التَّذْنینُ سیلان الذَّنین ،و الذُّنانی شبه المخاط یقع من أُنوف الإِِبل; و قال کراع:إنما هو الذُّنانی ،و قال قوم لا یوثق بهم:إنما هو الزُّنانی.و الذَّنَنُ :سَیَلان العین.و الذَّنَّاء :المرأَه لا ینقطع حیضها،و امرأَه ذَنَّاء من ذلک.و أَصل الذَّنین فی الأَنف إذا سال.و منه قول المرأَه للحجاج تَشْفَع له فی أَن یُعْفیَ ابنها من الغزو:إننی أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْیاءُ.و الذَّنینُ :ماء الفحل و الحمار و الرجل; قال الشماخ یصف عَیراً و أُتُنَه: تُواثِل من مِصَکٍّ أَنْصَبَتْهُ حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِینِ . هکذا رواه أبو عبید،و یروی:حوالبُ أَسْهَرَیهِ،و هذا البیت أَورده الجوهری مستشهداً به علی الذَّنِین المخاط یسیلُ من الأَنف،و قال:الأَسهَران عِرْقانِ; قال ابن بری:و تُوائِلُ أَی تَنْجُو أَی تَعْدُو هذه الأَتانُ الحاملُ هَرَباً من حمار شدید مُغْتَلِم،لأَن الحامل تمنع الفحل،و حَوالِبُ:ما یَتَحَلَّبُ إلی ذکره من المنی،و الأَسْهَرانِ:عرقان یجری فیهما ماء الفحل،و یقال هما الأَبْلَدُ و الأَبْلجُ،و ذَنَّ یَذِنُّ ذَنِیناً إذا سال.الأَصمعی:هو یَذِنُّ فی مشیته ذَنیناً إذا کان یمشی مِشْیَه ضعیفه; و أَنشد لابن أَحمر: و إنَّ الموتَ أَدْنَی من خَیالٍ، و دُونَ العَیْشِ تَهْواداً ذَنِینا . أَی لم یَرفُقْ بنفسه.و الذُّنانهُ :بقیه الشیء الهالک الضعیف و إن فلاناً لیَذِنّ إذا کان ضعیفاً هالکاً هَرَماً أَو مَرَضاً.و فلان یُذانّ فلاناً علی حاجه یطلبها منه أَی یطلب إلیه و یسأَله إیاها.و الذُّنانه ،بالنون و الضم:بقیه الدَّیْن أَو العِدَهِ لأَن الذُّبانهَ،بالباء،بقیه شیءٍ صحیح،و الذُّنانهُ ،بالنون،لا تکون إلا بقیه شیء ضعیف هالک یَذِنُّها شیئاً بعد شیء.و قال أَبو حنیفه فی الطعام ذُنَیْناء ،ممدود،و لم یفسره إلا أَنه عَدَله بالمُرَیْراء،و هو ما یخرج من الطعام فیرمی به.و الذُّنْذُنُ :لغه فی الذُّلْذُلِ،و هو أَسفل القمیص الطویل:و قیل:نونها بدل من لامها.و ذَناذِنُ القمیص:أَسافِلُه مثل ذَلاذِله،واحدها ذُنْذُن و ذُلْذُل; رواه عن أَبی عمرو،و ذکر فی هذا المکان فی الثنائی المضاعف: الذَّآنِین نبت،واحدها ذُؤْنُونٌ ; و أَنشد ابن الأَعرابی: کلّ الطعامِ یأْکلُ الطائِیُّونا: الحَمَصِیصَ الرّطْبَ و الذَّآنِینا . قال:و منهم من لا یهمز فیقول ذُونُون و ذَوانین للجمع.

ذهن:

الذِّهْنُ :الفهم و العقل.و الذِّهْن أَیضاً:حِفْظُ القلب،و جمعهما أَذْهان .تقول:اجعل ذِهْنَک إلی کذا و کذا.و رجل ذَهِنٌ و ذِهْنٌ کلاهما علی النسب،و کأَنَّ ذِهْناً مُغیَّر من ذَهِنٍ .و فی النوادر: ذَهِنْتُ کذا و کذا أَی فهمته.و ذَهَنتُ عن کذا:فَهِمْتُ عنه.و یقال: ذَهَنَنی عن کذا و أَذْهَنَنی و اسْتَذْهَنَنی أَی أَنسانی و أَلهانی عن الذِّکْرِ.الجوهری: الذَّهَنُ مثل الذِّهْنِ ،و هو الفِطْنه و الحفظ.و فلانُ یُذاهِنُ الناس أَی یُفاطنهم.و ذاهَنَنی فذَهَنْتُه أَی کنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً .و الذِّهْنُ أَیضاً:القوَّه; قال أَوس بن حَجَر: أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها و أَعْیَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه و الغابره هنا:الباقیه.

ص :174

ذون:

الکسائی فی الذَّآنین :منهم من لا یهمز فیقول ذُونُون و ذَوَانین للجمع،قال:و الذُّونون فی هیئه الهِلْیَوْن مسموع من العرب.ابن الأَعرابی: التَّذَوُّن النَّعْمه،و الذَّانُ و الذَّیْنُ العیب.

ذین:

الذَّیْنُ و الذَّانُ :العیب.و ذَامَه و ذَانه و ذابَه إذا عابه.و قال أَبو عمرو:هو الذَّیْمُ و الذَّامُ و الذانُ و الذابُ بمعنی واحد; و قال قیس بن الخَطیم الأَنصاری: أَجَدَّ بعَمْرَهَ غُنْیانُها، و قال کِنازٌ الجَرْمیّ: رَدَدْنا الکتیبهَ مَفْلولهً، و فی شعره إقواءٌ فی المرفوع و المنصوب.و المُذانُ :لغه فی المُذال.

تَرَثَّنَتِ المرأَهُ إذا طلت وجهها بغُمْره.

رثعن:

ارْثَعَنَّ المطرُ:کثرَ; قال ذو الرمه (1).: کأَنه بعدَ ریاحٍ تَدْهَمُه، و مُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ. الأَزهری: المُرْثَعِنُّ من المطر المُسْتَرْسِل السائل; قال:و قال ابن السکیت فی قول النابغه: و کُلُّ مُلِثٍّ مُکْفَهِرٍّ سحابُه، کَمِیش التَّوالی، مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ. قال: مُرْثَعنّ متساقط لیس بسریح،و بذلک یوصف الغیث.و ارْثَعَنَّ المطر إذا ثبت و جادَ،و هو یَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً .و المُرْثَعِنُّ :السیل الغالب.و المُرْثَعِنُّ :الرجل الضعیف المسترخی.و ارْثَعَنَّ :استرخی.و کل مسترخ متساقط مُرْثَعِنّ .و یقال:جاء فلان مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَکتاف أَی مسترخیاً.و الارْثِعْنانُ :الاسترخاء; قال ابن بری:شاهده قول أَبی الأَسود العِجْلی: لما رآه جَسْرباً مُجِنّاً، أَقْصَرَ عن حَسْناء و ارْثَعَنَّا . و المُرْثَعِنُّ من الرجال:الذی لا یَمضی علی هَوْلٍ.

رجن:

رَجَنَ بالمکان،و فی نسخه: رَجَنَ الرجلُ بالمکان یَرْجُن رُجوناً إذا أَقام به.و الرَّاجِنُ :الآلف من الطیر و غیره مثل الداجِنِ.و شاه راجنٌ :مقیمه فی البیوت،و کذلک الناقه. رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً و أَرْجَنَتْ و رَجَنها هو یَرْجُنها رَجْناً :حبسها عن المرعی علی غیر عَلَف،فإِن أَمسکها علی علف قیل رَجَّنها تَرْجیناً .و رَجَنَ الدابَّه یَرْجُنها رَجْناً ،فهی مرجونه إذا حبسها و أَساء علفها حتی تُهْزَل،و رَجَنَتْ هی بنفسها رُجُوناً ،یتعدّی و لا یتعدّی.ابن شمیل: رَجَنَ القومُ رِکابَهم،و رَجَنَ فلانٌ راحلته رَجْناً شدیداً فی الدار و هو أَن یحبسها مُناخَهً لا یعلفها،و رَجَنَ البعیرُ فی النَّوی و البِزْرِ رُجُوناً ،و رُجُونُه اعْتلافُه.الفراء: رَجَنَت الإِِبل و رَجِنَت أَیضاً بالکسر و هی راجنه ،الجوهری:و قد رَجَنتُها أَنا و أَرْجَنْتُها إذا حبستها لتعلفها و لم تُسَرّحْها.و ارْتَجَنَ الزُّبْدُ:طُبِخَ فلم یَصْفُ و فسد.و ارْتَجَنت الزُّبْدَهُ:تفرّقت فی المِمْخَض.اللحیانی: رَجَن فی الطعام و رَمَکَ إذا لم یَعَفْ منه شیئاً.و رَجَنَ البعیرُ فی العَلَف رُجوناً إذا لم یَعَفْ منه شیئاً،و کذلک الشاه و غیرها.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه:أَنه کتب فی الصدقه إلی بعض عُمَّاله کتاباً فیه :و لا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم علی آخرهم فإِن الرَّجْنَ للماشیه علیها شدیدٌ و لها مُهْلِکٌ. ; من الرَّجْنِ :الإِقامه بالمکانِ.و رَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إذا استحییت منه; و هذا من نوادر أَبی زید.و ارْتَجَنَ علیهم أَمرهم:اخْتَلَطَ،أُخذ من ارْتِجانِ الزُّبْد إذا طُبِخ فلم یَصْفُ و فسد،و أَصله من ارْتِجانِ الإِذْوَابه،و هی الزبده تخرج من السقاء مختلطه بالرائب الخاثر فتوضع علی النار،فإِذا غلی ظهر الرائبُ مختلطاً بالسمن فذلک الارْتِجانُ ; قال أَبو عبید:و إیاه عنی بِشْرُ بن أَبی خازم بقوله: فکنتم کذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ، إذْ غَلَتْ،أَ تُنْزِلُها مذمومهً أَم تُذِیبُها؟ و هم فی مَرْجُونه أَی اختلاط لا یدرون أَ یقیمون أَم یظعنون.و الرَّجَّانَهُ :الإِِبل التی تحمل المَتاعَ; قال ابن سیده:و لا أَعرف له فعلاً،و عندی أَنه اسم کالجَبَّانه.

رجحن:

ارْجَحَنَّ الشیءُ:اهتز.و ارْجَحَنَّ :وقع بمرّه.و ارْجَحَنَّ :مالَ; قال:

ص :176

و شَرَاب خُسْرَوانیّ إذا

ذاقه الشیخُ تَغَنَّی و ارْجَحَنّ

و فی المثل: إذا ارْجَحَنَّ شاصِیاً فارْفَعْ یَداً أَی إذا مال رافعاً و سقط و رفع رجلیه،یعنی إذا خضع لک فاکْفُفْ عنه.الأَصمعی: المُرْجَحِنُّ المائل; قال الأَزهری:و أَنشدتنی أَعرابیه بفَیْدَ: أَیا أُخْتَ عَدَّ،أَیا شبیههَ کَرْمهٍ جَرَی السیلُ فی قُرْیانِها فارْجَحَنَّت أَراد أَنها أُوقِرَتْ حتی مالت من کثره حملها.و یقال:أَنا فی هذا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لا أَدری أَیَّ فَنَّیْه أَرکب و أَیَّ صَرْعَیْه و صَرْفَیْه و رُوقَیْه أَرکب.و یقال:فلان فی دُنْیا مُرْجَحِنَّه أَی واسعه کثیره.و امرأَه مُرْجَحِنَّه إذا کانت سمینه،فإِذا مشت تَفَیَّأَتْ فی مِشْیتها.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :فی حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّین . ; من ارْجَحَنَّ الشیءُ إذا مال من ثِقَله و تحرَّک; و منه

17- حدیث ابن الزبیر فی صفه السحاب :و ارْجَحَنَّ بعد تَبَسُّقٍ. أَی ثَقُل و مال بعد علُوِّه،و هذا الحرف أَورده ابن سیده و الأَزهری و الجوهری جمیعهم فی حرف النون; قال ابن الأَثیر:و أَورده الجوهری فی حرف النون علی أن النون أَصلیه،قال:و غیره یجعلها زائده من رَجَحَ الشیء یَرْجَحُ إذا ثقل.و جیش مُرْجَحِنٌّ و رَحًی مُرْجَحِنَّه :ثقیله; قال النابغه: إذا رَجَفَتْ فیهِ رَحًی مُرْجَحِنَّهٌ ، تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِیرَ الحَوافِلِ. و لیل مُرْجَحِنٌّ :ثقیل واسع.و ارْجَحَنَّ السرابُ:ارتفع; قال الأَعشی: تَدُرُّ علی أَسْوُقِ المُمْتَرِینْ رَکَضْنا إذا ما السَّرابُ ارْجَحَنّ .

رجعن:

ارْجَعَنَّ أَی انبسط.و ارْجَعَنَّ کارْجَحَنَّ.و قال اللحیانی:ضربه فارْجَعَنَّ أَی اضطجع و أَلقی بنفسه.و فی المثل: إذا ارْجَعَنَّ شاصِیاً فارفع یداً ; یقال ذلک للرجل یقاتل الرجل،یقول:إذا غلبته فاضطجع و وقع و رفع رجلیه فکُفِّ یدَک عنه; و أَنشد اللحیانی: فلما ارْجَعَنُّوا و اسْتَرَیْنا خیارَهُمْ، و صارُوا جمیعاً فی الحَدیدِ مُکَلَّدا. أَی فلما اضطجعوا و غُلِبوا،و حمل مکلداً علی لفظ جمیع لأَن لفظه مفرد،و إن کان المعنی واحداً.الأَصمعی:اجَرَعَنَّ و ارْجَعَنَّ و اجْرَعبَّ و اجْلَعَبَّ إذا صُرِعَ و امتدَّ علی وجه الأَرض.و یقال:ضربناهم بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَی بعِصِیّنا.

ردن:

الرُّدْنُ ،بالضم:أَصل الکُمّ.یقال:قمیص واسع الرُّدْن .ابن سیده: الرُّدْن مقدّم کمّ القمیص،و قیل:هو أَسفله،و قیل:هو الکمّ کله،و الجمع أَرْدانٌ و أَرْدِنَه .و أَرْدَنْتُ القمیصَ و رَدّنْته تَرْدیناً :جعلت له رُدْناً ،و فی المحکم:جعلت له أَرْداناً ; قال قیس بن الخَطِیم الأَنصاری: و عَمْرَهُ من سَرَواتِ النِّساءِ تَنْفَحُ بالمسکِ أَرْدانُها و الأَرْدَنُ :ضرب من الخز الأَحمر.و الرَّدَنُ ،بالتحریک:القَزّ،و قیل:الخَزّ،و قیل:الحریر; قال عدی بن زید: و لقد أَلْهُو ببِکْرٍ شادِنٍ، مَسُّها أَلْیَنُ من مسِّ الرَّدَنْ . و قال الأَعشی: یَشُقُّ الأُمورَ و یَجْتابُها، کشقِّ القَرارِیّ ثَوْبَ الرَّدَنْ

ص :177

القراری:الخیاط.و قال اللیث فی تفسیر البیت: الرَّدَنُ الخز الأَصفر،و الرَّدَنُ الغزل یفتل إلی قدام،و قیل:هو الغزل المنکوس.و ثوب مَرْدُونٌ :منسوج بالغزل المَرْدُونِ .و المِرْدَنُ :المِغْزَلُ الذی یغزل به الرَّدَنُ .و المُرْدِنُ :المُظْلم.و لیل مُرْدِنٌ :مظلم.و عَرَقٌ مُرْدِنٌ و مَرْدُون :قد نَمَّسَ الجسدَ کله; و أَما قول أَبی دُواد: أَسْأَدَتْ لیلهً و یوماً،فلما دخَلَتْ فی مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فإن بعضهم قال:أَراد بالمردون المَرْدومَ،فأَبدل من المیم نوناً.و المُسَرْبَخ:الواسع.و قال بعضهم: المَرْدُونُ الموصول.و قال شمر: المَرْدُونُ المنسوج،قال:و الرَّدَنُ الغزل،أَراد بقوله فی مسربخ مردون الأَرض التی فیها السراب،و قیل: الرَّدَنُ الغزل الذی لیس بمستقیم.و أَرْدَنَتِ الحُمَّی:مثل أَرْدَمَتْ.و قال الفراء: رَدِنَ جلدُه،بالکسر، یَرْدَنُ رَدَناً إذا تقبض و تشنج.و جمل رادِنیّ ; جَعْدُ الوَبر کریم جمیل یضرب إلی السواد قلیلاً.و الرَّادِنیّ أَیضاً من الإِبل:الشدیدُ الحمره; قال الأَصمعی:و لا أَدری إلی أَی شیء نسب،قال أَبو الحسن:و قد یکون من باب قُمْرِیّ و بُخْتِیّ فلا یکون منسوباً إلی شیء.الأَصمعی و غیره:إذا خالط حُمْرهَ البعیر صفرهٌ کالوَرْسِ قیل أَحمر رادِنیّ و بعیر رادنیّ ،و ناقه رادِنیّه إذا خالطت حمرتها صفره کالورس.و یقال للشیء إذا خالط حمرته صفره:أَحمرُ رادِنیّ .و الرَّدَنُ :الغِرْسُ الذی یخرج مع الولد فی بطن أُمه.تقول العرب:هذا مِدْرَعُ الرَّدَنِ .و رَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً :نَضَدْتُه.و الرَّدْنُ :صوتُ وَقْع السلاح بعضه علی بعض.و أَرْمَکُ رادِنیّ :بالَغُوا به کما قالوا أَبیضُ ناصِعٌ; عن ابن الأَعرابی.و رُدَیْنه :اسم امرأَه،و الرِّماحُ الرُّدَیْنِیَّهُ منسوبه إلیها.الجوهری:القناهُ الرُّدَیْنیَّه و الرمح الرُّدَیْنیُّ زعموا أَنه منسوب إلی امرأَه السَّمْهَرِیّ،تسمی رُدَیْنه ،و کانا یُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ.قال:و فی کلام بعضهم خَطِّیَّه رُدْنٌ و رماح لُدْنٌ.و الرَّادِنُ :الزعفران; و ینشد للأَغلب: و أَخَذَتْ من رَادِنٍ و کُرْکُمِ قال ابن بری:صواب إنشاده بالفاء; و هو: فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأَّمِ، فأَخَذَتْ من رادِنٍ و کُرْکُمِ ابن السکیت: الأُرْدُنُّ النُّعاس الغالب،بالضم و التشدید; قال الجوهری:و لم یسمع منه فعل.و نَعْسَهٌ أُرْدُنّ :شدیده; قال أَبّاقٌ الدُّبیری: قد أَخْذَتْنی نَعْسَهٌ أُرْدُنُّ ، و مَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ. قوله:مُبز أَی قوی علیها; یقول:إن مَوْهَباً صبور علی دفع النوم و إن کان شدید النعاس; قال:و به سمی الأُرْدُنُّ البلدُ.و الأُرْدُنُّ :أَحد أَجناد الشام،و بعضهم یخففها.التهذیب: الأُرْدُنّ أَرض بالشام.الجوهری: الأُرْدُن اسم نهر و کُورهٍ بأَعلی الشام،و الله أَعلم.

رذن:

رَاذانُ :موضع; عن ابن الأَعرابی; و أَنشد: و قد عَلِمَتْ خیلٌ بِراذانَ أَننی شَدَدْتُ،و لم یَشْدُدْ من القوم فارِسُ قال ابن سیده:فإِن قلت کیف تکون نونه أَصلاً و هو فی هذا الشعر الذی أَنشدته غیر مصروف؟ قیل:قد یجوز أَن یُعْنی به البُقْعه فلا یصرفه،و قد یجوز

ص :178

أَن تکون نونه زائده،فإِن کان ذلک فهو من باب رَوَذَ أَو رَیَ ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان،ثم اعتلّ اعتلالاً شاذّاً.

رزن:

الرَّزینُ :الثقیل من کل شیء.و رجل رَزِینٌ :ساکن،و قیل:أَصیل الرأْی،و قد رَزُنَ رَزَانه و رُزوناً .و رَزَن الشیءَ یَرْزُنه رَزْناً :رازَ ثِقَله و رفعه لینظر ما ثِقَلُه من خفته.و شیء رَزِین أَی ثقیل،و قیل: رَزَنَ الحجر رَزناً أَقَلَّه من الأَرض.و یقال:شیء رَزِین ،و قد رَزَنْتُه بیدی إذا ثقَلْته.و امرأَه رَزانٌ إذا کانت ذات ثباتٍ و وَقارٍ و عفافٍ و کانت رَزِینه فی مجلسها; قال حسان بن ثابت یمدح عائشه،رضی الله تعالی عنها: حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بریبهٍ، و تُصْبِحُ غَرْثی من لحوم الغوافِل. و الرَّزانهُ فی الأَصل:الثِّقَلُ.و الرَّزْن و الرِّزْنُ :أَکمه تمسک الماء،و قیل:نُقَرٌ فی حَجَر أَو غَلْظٍ فی الأَرض،و قیل:هو مکان مرتفع یکون فیه الماء،و الجمع أَرْزانٌ و رُزونٌ و رِزانٌ ; قال ساعده بن جُؤَیَّه یصف بقر الوحش: ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِیَهً، فی ماحِقٍ من نهارِ الصیفِ مُحْتَرِقِ (1). و قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ: أَحْقَبَ مِیفاءٍ علی الرُّزُونِ ، و قال ابن حمزه:هو الرِّزْنُ ،بالکسر لا غیر.قال ابن بری:و بیت ساعده مما یدل أَنه رِزْنٌ ،لأَن فَعْلاً لا یجمع علی أَفعال إلا قلیلاً.و قد تَرَزَّن الرجل فی مجلسه إذا تَوَقَّر فیه.و الرَّزانه :الوقار،و قد رَزُنَ الرجل،بالضم،فهو رَزِین أَی وَقُور.و الرِّزانُ :مناقع الماء،واحدتها رِزْنه ،بالکسر.و الرُّزُونُ :بقایا السیل فی الأَجْرافِ; قال أَبو ذؤیب:حتی إذا حُزَّتْ میاه رُزُونِه .الأَصمعی: الرُّزُون أَماکن مرتفعه یکون فیها الماء،واحدها رَزْنٌ .و یقال: الرَّزْنُ المکان الصلب،و قیل:المکان المرتفع،و قیل المکان الصُّلْبُ و فیه طُمأْنینه تمسک الماء; و قال أَبو ذؤَیب فی الرُّزُونِ أَیضاً: حتی إذا حُزَّت میاهُ رُزُونِه ، و بأَیِّ حَزِّ مَلاوَهٍ یَتَقَطَّعُ و الرَّزْنُ :مکان مشرف غلیظ إلی جنبه،و یکون منفرداً وحده،و یَقُود علی وجه الأَرض للدَّعْوَهِ حجارهً لیس فیها من الطین شیء لا ینبت،و ظهره مستو.و الرَّوْزَنه :الکُوَّه،و فی المحکم:الخرق فی أَعلی السقْف.التهذیب:یقال للکُوَّه النافذه الرَّوْزَن ،قال:و أَحسبه معرَّباً،و هی الرَّوَازِن تکلمت بها العرب.اللیث: الأَرْزَن شجر صُلْب تتخذ منه عِصِیٌّ صُلْبه; و أَنشد: و نَبْعَه تَکْسِر صُلْبَ الأَرْزَن و أَنشد ابن الأَعرابی: إنِّی و جَدِّک ما أَقْضِی الغَرِیمَ،و إِنْ

ص :179

و أَنشد ابن بری لشاعر: أَعْدَدْتُ للضِّیفانِ کلْباً ضارِیاً

رسن:

الرَّسَنُ :الحبل.و الرَّسَنُ :ما کان من الأَزِمَّه علی الأَنف،و الجمع أَرْسانٌ و أَرْسُنٌ ،فأَما سیبویه فقال:لم یکسَّر علی غیر أَفعال.و فی المثل: مَرَّ الصَّعالیکُ بأَرْسان الخیل ; یضرب للأَمرْ یُسرع و یتتابع.و قد رَسَنَ الدابَّه و الفرس و الناقه یرْسِنُها و یَرْسُنُها رَسْناً و أَرْسَنَها ،و قیل: رَسَنَها شدَّها،و أَرْسَنَها جعل لها رَسَناً ،و حَزَمْتُه:شددت حِزامه،و أَحْزَمْته:جعلت له حِزاماً،و رَسَنت الفرس،فهو مَرْسُون ،و أَرْسَنْته أَیضاً إذا شددته بالرَّسَنِ ; قال ابن مقبل: هَرِیتٌ قَصِیرُ عِذَارِ اللِّجَامْ، أَسِیلٌ طَوِیلُ عِذارِ الرَّسَن . قوله:قصیر عذار اللجام،یرید أَن مَشَقَّ شِدْقَیه مستطیل،و إذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام،و لم یصفه بقصر الخدّ و إنما وصفه بطوله بدلیل قوله: ...طویل عذار الرَّسَن . و

17- فی حدیث عثمان :و أَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه . ; المَرْسُون :الذی جعل علیه الرَّسَن و هو الحبل الذی یقاد به البعیر و غیره; و یقال: رَسَنْت الدابه و أَرْسَنْتها ; و أَجررته أَی جعلته یجرّه،یرید خلیته و أَهملته یرعی کیف شاء،المعنی أَنه أَخبر عن مُسامَحته و سَجَاحَهِ أَخلاقه و ترکه التضییق علی أَصحابه; و منه

17- حدیث عائشه،رضی الله عنها :قالت لیزید بن الأَصم ابن أُخت مَیْمونه و هی تُعاتِبه:ذَهَبَتْ و الله مَیْمونَهُ و رُمِی برَسَنِک علی غاربک. أَی خُلِّیَ سبیلک فلیس لک أَحد یمنعک مما ترید.و المَرْسِنُ و المَرْسَنُ :الأَنف،و جمعه المَراسِنُ ،و أَصله فی ذوات الحافر ثم استعمل للإِنسان.الجوهری: المَرْسِنُ ،بکسر السین،موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس،ثم کثر حتی قیل مَرْسِن الإِنسان.یقال:فعلت ذلک علی رغم مَرْسِنه و مِرْسَنه ،بکسر المیم و فتح السین أَیضاً; قال العجاج: و جَبْههً و حاجِباً مزَجَّجا، و فَاحِماً و مَرْسِناً مُسَرَّجا و قول الجَعْدِیّ: سلِس المَرْسَن [المِرْسَن] کالسِّیدِ الأَزَلّ أَراد هو سَلِس القِیاد لیس بصلب الرأْس،و هو الخُرْطوم.و الرَّاسَن :نبات یشبه نبات الزنجبیل.و بنو رَسْن :حیّ.

رسطن:

الرَّساطون :شراب یتخذ من الخمر و العسل،أَعجمیه لأَن فَعالُولاً و فَعالُوناً لیسا من أَبنیه کلامهم.قال اللیث: الرَّساطُونُ شراب یتخذه أَهل الشأْم من الخمر و العسل; قال الأَزهری: الرَّسَاطُونُ بلسان الروم،و لیس بعربی.

رشن:

الرَّشْنُ ،بسکون الشین:الفُرْضَه من الماء.و الرَّاشِنُ :الداخل علی القوم الآتی لیأْکل، رَشَنَ یَرْشُن رُشُوناً .أَبو زید: رَشَنَ الرجلُ یَرْشُنُ رُشوناً ،فهو رَاشِنٌ ،و هو الذی یتعهد مواقیت طعام القوم فیَغْتَرُّهم اغتراراً،و هو الذی یقال له الطُّفَیلی.الجوهری: الرَّاشِن الذی یأْتی الولیمه و لم یُدْعَ إلیها،و هو الذی یسمی الطُّفَیْلی،و أَما الذی یَتَحَیَّنُ وقت الطعام فیدخل علی القوم و هم

ص :180

یأْکلون فهو الوَارِشُ.و یقال: رَشَنَ الرجل إذا تَطَفَّل و دخل بغیر إذن.و یقال للکلب إذا ولغ فی الإِناء:قد رَشَنَ رُشُوناً ; و أَنشد: لیس بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، عند البیوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ (1). و رَشَنَ الکلبُ فی الإِناء یَرْشُنُ رَشْناً و رُشُوناً :أَدخل رأْسه فیه لیأْکل و یشرب; أَنشد ابن الأَعرابی: تَشْرَبُ ما فی وَطْبِها قَبْلَ العَیَنْ، تُعارِضُ الکلبَ إِذا الکلبُ رَشَنْ و الرَّوْشَنُ :الرَّفُّ.أَبو عمرو:الرَّفیفُ الرَّوْشَنُ ،و الرَّوْشَنُ الکُوَّه.

رصن:

رَصُنَ الشیءُ،بالضم، رَصانَهً ،فهو رَصِین :ثبت،و أَرصَنه :أَثبته و أَحکمه.و رَصَنه :أَکمله.الأَصمعی: رَصَنْتُ الشیءَ أَرْصُنه رَصْناً أَکْملته.و الرَّصِین :المحکم الثابت.أَبو زید: رَصَنْتُ الشیءَ معرفهً أَی علمته.و رجل رصین :کرَزِینٍ،و قد رَصُنَ .و رَصَنْتُ الشیءَ:أَحکمته،فهو مَرْصُون ; قال لبید: أَو مُسْلِم عَمِلَتْ له عُلْوِیَّهٌ، رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ و بَنانِ أَراد بالمسلم غلاماً وشَمتْ یده (2)امرأَه من أَهل العالیه.و فلان رَصِینٌ بحاجتک أَی حَفِیٌّ بها.و رَصَنْتُه بلسانی رَصْناً :شتمته.و رجل رَصِین الجوف أَی مُوجَع الجوف; و قال: یقول إنی رَصِینُ الجوفِ فاسْقُونی و الرَّصِینانِ فی رکبه الفرس:أَطرافُ القَصَب المرکب فی الرَّضْفَه.

رضن:

المَرْضونُ :شِبْه المَنْضُود من الحجاره و نحوها یضم بعضها إلی بعض فی بناء أَو غیره.و فی نوادر الأَعراب: رُضِنَ علی قبره و ضُمِدَ و نُضِدَ و رُثِدَ کله واحد.

رطن:

رَطَنَ العجمیّ یَرْطُنُ رَطْناً :تکلم بلغته.و الرَّطَانه و الرِّطَانه و المُراطَنه :التکلم بالعجمیه،و قد تَراطَنا .تقول:رأَیت أَعجمین یتراطَنان ،و هو کلام لا یفهمه العرب; قال الشاعر: کما تَراطَنَ فی حافاتِها الرُّومُ و یقال:ما رُطَّیْناک هذه أَی ما کلامک،و ما رُطَیْناکَ ،بالتخفیف أَیضاً.و تقول: رَطَنْتُ له رَطانه و رَاطَنْته إذا کلمته بالعجمیه.و تَراطَنَ القومُ فیما بینهم; و قال طَرَفه بن العبد: فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم کتَراطُنِ الفُرْسِ. و

17- فی حدیث أَبی هریره قال :أَتت امرأَه فارسیه فَرَطَنَتْ له. ; قال: الرَّطانه ،بفتح الراء و کسرها،و التَّراطُنُ کلام لا یفهمه الجمهور،و إنما هو مُواضَعهٌ بین اثنین أَو جماعه،و العرب تخص بها غالباً کلام العجم; و منه

17- حدیث عبد الله بن جعفَر و النجاشی :قال له عمرو أَ ما تری کیف یَرْطُنون بِحزْب الله. أَی یَکْنُونَ و لم یُصَرّحوا بأَسمائهم.و الرَّطَّانه و الرَّطُون ،بالفتح:الإِِبل إذا کانت رِفاقاً و معها أَهلوها،زاد الأَصمعی:إذا کانت کثیراً; قال:و یقال لها الطَّحّانه و الطَّحُون أَیضاً،و معنی الرِّفاق أَی نَهَضوا علی الإِِبل مُمتارین من القُری کلُّ جماعه رُفْقه; و أَنشد الجوهری:

ص :181

رَطَّانَه من یَلْقَها یُخَیَّب.

رعن:

الأَرْعَنُ :الأَهْوَجُ فی منطقه المُسْتَرْخی.و الرُّعُونه :الحُمْقُ و الاسْتِرْخاء.رجل أَرْعَنُ و امرأَه رَعْناء بَیِّنا الرُّعُونه و الرَّعَن أَیضاً،و ما أَرْعَنه ،و قد رَعُن ،بالضم، یَرْعُن رُعُونه و رَعَناً .و قوله تعالی: لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا وَ قُولُوا انْظُرْنٰا ; قیل:هی کلمه کانوا یذهبون بها إلی سَبِّ النبی،صلی الله علیه و سلم،اشْتَقُّوه من الرُّعُونه ;

14- قال ثعلب :إنما نهی الله تعالی عن ذلک لأَن الیهود کانت تقول للنبی،صلی الله علیه و سلم، راعنا أَو راعونا ،و هو من کلامهم سَبٌّ،فأَنزل الله تعالی: لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا وَ قُولُوا مکانها اُنْظُرْنٰا . ; قال ابن سیده:و عندی أَن فی لغه الیهود راعُونا علی هذه الصیغه،یریدون الرُّعُونه أَو الأَرْعَن ،و قد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولک أَرْعِنِی سَمْعَک.و قرأَ الحسن: لا تقولوا راعِناً ،بالتنوین; قال ثعلب:معناه لا تقولوا کَذِباً و سُخْریّاً و حُمْقاً،و الذی علیه القراءه رٰاعِنٰا ،غیر منوَّن; قال الأَزهری:قیل فی رٰاعِنٰا غیر منوَّن ثلاثه أَقوال،ذکر أَنه یفسرها فی المعتل عند ذکر المراعاه و ما یشتق منها،و هو أَحق به من هاهنا،و قیل:إِن رٰاعِنٰا کلمه کانت تُجْرَی مُجْرَی الهُزءِ،فنهی المسلمون أَن یلفظوا بها بحضره النبی،صلی الله علیه و سلم،و ذلک أَن الیهود لعنهم الله کانوا اغتنموها فکانوا یسبون بها النبی،صلی الله علیه و سلم،فی نفوسهم و یتسترون من ذلک بظاهر المُراعاه منها،فأُمروا أَن یخاطبوه بالتعزیز و التوقیر،و قیل لهم: لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا ،کما یقول بعضکم لبعض، وَ قُولُوا انْظُرْنٰا .و الرَّعَنُ :الاسترخاء.و رَعَنُ الرحلِ:استرخاؤه إذا لم یحکم شدّه; قال خِطَامٌ المُجاشِعیّ،و وجد بخط النیسابوری أَنه للأَغْلَب العِجْلی: إنا علی التَّشواقِ مِنَّا و الحَزَنْ قوله:رحله فیها رَعَنٌ أَی استرخاءٌ لم یحکم شدّها من الخوف و العجله.و رعنته الشمسُ:آلمت دماغه فاسترخی لذلک و غُشِیَ علیه.و رُعِنَ الرجلُ،فهو مَرْعُون إذا غُشِیَ علیه; و أَنشد: باکَرَهُ قانِصٌ یَسْعَی بأَکْلُبِه، کأَنه من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ . أَی مَغْشِیٌّ علیه; قال ابن بری:الصحیح فی إنشاده مَمْلُول عوضاً عن مَرْعُون ،و کذا هو فی شعر عَبْده بن الطبیب.و الرَّعنُ :الأَنف العظیم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً،و قیل: الرَّعْنُ أَنف یتقدم الجبل،و الجمع رِعانٌ و رُعُون ،و منه قیل للجیش العظیم أَرْعَنُ .و جیش أَرْعَنُ :له فُضول کرِعانِ الجبال،شبه بالرَّعْن من الجبل.و یقال:الجیشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لکثرته; و قد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمهَ اللیل رَعُوناً ،شبهها بجبل من الظلام فی قوله یصف ناقه تَشُقُّ به ظلمهَ اللیل:

ص :182

تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ اللیلِ عنها،

إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ

و مغمضات اللیل:دَیاجیر ظُلَمِها.بمرداس رَعُونٍ :بجبل من الظلام عظیم،و قیل: الرَّعُون الکثیره الحرکه.و جبل رَعْنٌ :طویل; قال رؤبه: یَعْدِلُ عنه رَعْنُ کل صُدِّ. و قال اللیث: الرَّعْنُ من الجبال لیس بطویل،و جمعه رُعُون .و الرَّعْناء :البَصْره،قال:و سمیت البصره رَعْناء تشبیهاً برَعْنِ الجبل; قال الفرزدق: لو لا أَبو مالِکِ المَرْجُوُّ نائِلُه، ما کانت البصرهُ الرَّعْناء لی وَطنا. و رُعَیْنٌ :اسم جبل بالیمن فیه حصن.و ذو رُعَیْن :ملک ینسب إلی ذلک الجبل; قال الجوهری:ذو رُعَین ملک من ملوک حِمْیَر،و رُعَیْن حصن له،و هو من ولد الحرث بن عمرو بن حِمْیَر بن سبَإ و هم آلُ ذی رُعَیْن و شَعْبُ ذی رُعَیْن ; قال الراجز: جاریهٌ من شَعْبِ ذی رُعَیْنِ ، حَیّاکهٌ تَمْشِی بعُلْطَتَیْنِ. و الرَّعْناء :عنب بالطائف أَبیض طویل الحب.و رُعَین :قبیله.و الرَّعْن :موضع; قال: غَداهَ الرَّعْنِ و الخَرْقاءِ نَدْعُو، و صَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الکذوبِ خَرْقاء:موضع أَیضاً.و

17- فی حدیث ابن جُبَیر فی قوله عزَّ و جل: أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ ; أَی رَغَنَ. یقال:رَغَنَ إلیه و أَرْغَنَ إذا مال إلیه و رَکَنَ; قال الخَطَّابی:الذی جاءَ فی الروایه بالعین المهمله،و هو غلط.

رعثن:

الأَزهری فی الرباعی:قال اللیث و غیره الرَّعْثَنَهُ التَّلْتَلَه تتخذ من جُفّ الطَّلْعه فیشرب منها.

رغن:

رَغَنَ إِلیه و أَرْغنَ :أَصْغَی إِلیه قابلاً راضیاً بقوله ;قال الشاعر و أُخْرَی تُصَفِّقُها کلُّ ریحٍ سریعٍ لَدَی الحَوْرِ إِرْغانُها و

17- فی حدیث ابن جبیر فی قوله تعالی: أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ ;أَی رَغَنَ . یقال رَغَن إِلیه و أَرْغَنَ إِذا مال و رَکنَ ;قال الخطابی:الذی جاءَ فی الروایه بالعین المهمله و هو غلط.و أَرْغَنَ إِلی الأَمر و الصلح:مال إِلیه و سکن ;قال الطرماح: مُرغِناتٌ لأَخلج الشِّدْقِ سِلْعامٍ مُمَرٍّ مفتولهٍ عَضُدُهْ قال: مُرغِنات مطیعات،یصف کلاب الصید.و الرَّغْنُ :الإِصغاءُ إِلی القول و قبوله،و الإِرغانُ مثله.و الرَّغْنَه :السَّهْله،یمانیه.ابن الأَعرابی:یومُ رَغْنٍ إِذا کان ذا أَکلٍ و شربٍ و نعیم،و یومُ مُزْنٍ إِذا کان ذا فِرارٍ من العَدُوّ،و یوم سَعْنٍ إِذا کان ذا شرابٍ صافٍ.قال الفراء:لا تُرْغِنَنَّ له فی ذلک أَی لا تطعه فیه.اللحیانی:تقول العرب لعلک لَعَنَّک و رَعَنَّک و رَغَنَّک بمعنی واحد.و قال الکسائی:لَعَنَّ و لَغَنَّ و رَعَنَّ و رَغَنَّ بمعنی لعلَّ.و یقال:رَعَنَّه عند الله،قال:یرید لعله عند الله.قال الفراء:لَوَنَّ بمعنی لعلَّ،قال و سمعتهم یقولون لَونَّها ترکب یریدون لعلَّها ترکب.

رفن:

فرس رِفَنٌّ ،کرِفَلٍّ:طویل الذنب،بتشدید النون.و بعیر رِفَنٌّ :سابغ الذنب ذَیَّالُه; قال النابغه الجَعْدی:

ص :183

و هم دَلَفُوا بِهُجْرٍ فی خَمیسٍ

أَراد رِفَلاًّ،فَحوَّل اللام نوناً.ابن الأَعرابی: الرَّفْنُ النَّبض.و الرَّافِنَه :المتبختره فی بَطَرٍ.الأَصمعی: المُرْفَئِنُّ الذی نفر ثم سکن; و أَنشد: ضَرْباً وِلاءً غیرَ مُرْثَعِنِّ حتی تَرِنِّی،ثم تَرْفَئِنِّی و ارْفأَنَّ الرجلُ،علی وزن اطْمَأَنَّ،أَی نفر ثم سکن.یقال: ارفَأَنَّ غَضَبِی; و أَنشد ابن بری للعجاج: حتی ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ. المَجْوَلُ،مَفْعَل:من الجَوَلان.و

16- فی الحدیث :أَنَّ رجلاً شکا إلیه التَّعَزُّبَ فقال:عَفِّ شعرَک،ففعل فارْفَأَنَّ . أَی سکن ما کان به.یقال: ارْفَأَنَّ عن الأَمر و ارْفَهَنَّ.قال ابن الأَثیر:ذکره الهروی فی رفأَ علی أَن النون زائده،و ذکره الجوهری فی حرف النون علی أَنها أَصلیه،و قال ابن بری:حَقُّ رُفَهْنِیه أَن تذکر فی فصل رفه فی باب الهاء،لأَنَّ الأَلف و النون زائدتان،و هی ملحقه بخُبَعْثِنَه،قال:و لیس لرفهن هنا وجه و ذکرها فی فصل رفه،و قال:هی ملحقه بالخماسی.

رفغن:

الأَزهری فی الرباعی:البُلَهْنِیَه و الرُّفَهنِیَه سَعَهُ العَیش و کثره الرُّفَغنِیه .

رفهن:

قال الأَزهری فی الرباعی:البُلَهْنِیَهُ و الرُّفَهنِیَهُ سعه العیش و کثره الرُّفَغْنِیه.یقال:هو فی رُفَهنِیه من العیش أَی فی سعه و رَفَاغِیه،و هو ملحق بالخماسی بأَلف فی آخره،و إنما صارت یاء للکسره قبلها.

رقن:

الرِّقَانُ و الرَّقُونُ و الإِِرْقانُ :الحِنَّاء،و قیل: الرَّقُون و الرِّقَانُ الزعفران; قال الشاعر: و مُسْمِعَه إذا ما شئتَ غَنَّتْ مُضَمَّخَه الترائِب بالرِّقَانِ . قال ابن خالویه: الرِّقانُ و الرَّقُونُ الزعفران و الحنَّاء.و

16- فی الحدیث :ثلاثه لا تَقْرَبُهم الملائکه،منهم المُتَرَقِّن بالزعفران. أَی المتلطخ به.و الرَّقْنُ و التَّرَقُّنُ و الارْتِقانُ :التلطخ بهما.و قد رَقَّنَ رأْسه و أَرْقَنه إذا خضبه بالحناء.و الرَّاقِنَه :المختضبه،و هی الحسنه اللون; قال الشاعر: صَفْراءُ راقِنَهٌ کأَنَّ سُمُوطَها یَجْرِی بِهِنَّ،إذا سَلِسْنَ،جَدِیلُ و یقال:امرأَه راقنه أَی مختضبه بالحناء; قال أَبو حَبِیبٍ الشَّیْبانی: جاءَت مکَمْثِرَهً تَسْعَی ببَهْکَنهٍ صَفْراءَ راقِنهٍ کالشَّمْسِ عُطْبُولِ و رَقَنَتِ الجاریهُ و رَقَّنَتْ و تَرَقَّنَتْ إذا اختضبت بالحناء; و أَنشد ابن الأَعرابی: غِیاثُ،إن مُتُّ و عِشْتَ بعدِی، و أَرْقَنَ الرجلُ لحیته،و التَّرْقینُ مثله.و تَرَقَّنَ

ص :184

بالطیب و اسْتَرْقَنَ ; عن اللحیانی:کما تقول تَضَمَّخَ.و رَقَّنَ الکتاب:قارب بین سطوره،و قیل: رَقَّنَه نَقَّطَه و أَعجمه لیتبین.و المَرْقُون :مثل المَرْقُوم.و التَّرْقِین فی کتاب الحُسْبانات:تسوید الموضع لئلا یتوهم أَنه بُیِّضَ کیلا یقع فیه حساب.اللیث: التَّرْقِین تَرْقِین الکتاب و هو تزیینه،و کذلک تزیین الثوب بالزعفران و الورس; و أَنشد: دار کَرَقْمِ الکاتب المُرَقِّنِ و المُرَقِّنُ :الکاتب،و قیل: المُرَقِّن الذی یُحَلِّق حَلَقاً بین السُّطور کتَرْقِین الخضاب.و رَقَّن الشیءَ:زینه.و الرُّقُون :النُّقوش.و الرَّقِینُ ،بفتح الراء و رفع النون:الدرهم،سمی بذلک للتَّرْقِین الذی فیه،یعنون الخَطَّ; عن کراع،قال:و منه قولهم وِجْدَانُ الرَّقِین یغطی أَفْنَ الأَفِین.و أَما ابن درید فقال:وِجْدانُ الرِّقِین یعنی جمع رِقَهٍ،و هی الوَرِقُ.

رکن:

رَکِنَ إلی الشیءِ و رَکَنَ یَرْکَنُ و یَرْکُنُ رَکْناً و رُکوناً فیهما و رَکانَهً و رَکانِیَهً أَی مال إلیه و سکن.و قال بعضهم: رَکَنَ یَرْکَن ،بفتح الکاف فی الماضی و الآتی،و هو نادر; قال الجوهری:و هو علی الجمع بین اللغتین.قال کراع: رَکِنَ یَرْکُنُ ،و هو نادر أَیضاً،و نظیره فَضِلَ یَفْضُل و حَضِرَ یَحْضُر و نَعِمَ یَنْعُم; و فی التنزیل العزیز: وَ لاٰ تَرْکَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا ; قرئ بفتح الکاف من رَکِنَ یَرْکَنُ رُکوناً إذا مال إلی الشیء و اطمأَنَّ إلیه،و لغه أُخری رَکَنَ یَرْکُنُ ،و لیست بفصیحه.و رَکِنَ إلی الدنیا إذا مال إلیها،و کان أَبو عمرو أَجاز رَکَنَ یَرْکَنُ ،بفتح الکاف من الماضی و الغابر،و هو خلاف ما علیه (1).الأَبنیه فی السالم.و رَکِنَ فی المنزل یَرکَنُ رکْناً :ضَنَّ به فلم یفارقه.و رُکْن الشیء:جانبه الأَقوی.و الرُّکْنُ :الناحیه القویه و ما تقوّی به من مَلِکٍ و جُنْدٍ و غیره،و بذلک فسر قوله عز و جل: فَتَوَلّٰی بِرُکْنِهِ ،و دلیل ذلک قوله تعالی: فَأَخَذْنٰاهُ وَ جُنُودَهُ ; أَی أَخذناه و رُکْنَه الذی تولی به،و الجمع أَرْکان و أَرْکُنٌ ; أَنشد سیبویه لرؤبه: و زَحْمُ رُکْنَیْکَ شدِیدَ الأَرْکُنِ . و رُکْنُ الإِنسانِ:قوّته و شدّته،و کذلک رُکْنُ الجبل و القصر،و هو جانبه.و رُکْنُ الرَّجُل:قومه و عَدَدُه و مادّته.و فی التنزیل العزیز: لَوْ أَنَّ لِی بِکُمْ قُوَّهً أَوْ آوِی إِلیٰ رُکْنٍ شَدِیدٍ ; قال ابن سیده:و أُراه علی المثل.و قال أَبو الهیثم: الرُّکْنُ العشیره; و الرُّکْنُ :الأَمر العظیم فی بیت النابغه: لا تَقْذِفَنِّی برُکْنٍ لا کِفاءَ له. و قیل فی قوله تعالی: أَوْ آوِی إِلیٰ رُکْنٍ شَدِیدٍ ; إن الرُّکْن القُوَّه.و یقال للرجل الکثیر العدد:إنه لیأْوی إلی رُکْن شدید.و فلان رُکْنٌ من أَرکان قومه أَی شریف من أَشرافهم،و هو یأْوی إلی رُکْن شدید أَی عز و مَنَعه.و

14- فی الحدیث أَنه قال :رَحِمَ الله لُوطاً إن کان لَیأْوی إِلیٰ رُکْنٍ شَدِیدٍ . أَی إلی الله عز و جل الذی هو أشد الأَرکان و أَقواها،و إنما ترحم علیه لسهوه حین ضاق صدره من قومه حتی قال: أَوْ آوِی إِلیٰ رُکْنٍ شَدِیدٍ ،أَراد عز العشیره الذین یستند إلیهم کما یستند إلی الرکن من الحائط.و جبل رکِینٌ :له أَرکان عالیه،و قیل:جَبَل

ص :185

رَکِینٌ شدید.و

16- فی حدیث الحساب :و یقال لأَرْکانه انْطقی. أَی لجوارحه.و أَرکانُ کل شیء:جَوانبه التی یستند إلیها و یقوم بها.و رجل رَکِین :رَمیز وَقُور رَزِینٌ بَیّنُ الرَّکانه ،و هی الرَّکانه و الرَّکانِیَهُ .و یقال للرجل إذا کان ساکناً وقوراً:إنه لرَکِینٌ ،و قد رَکُنَ ،بالضم، رَکانه .و ناقه مُرَکَّنَهُ الضَّرْع،و المُرَکَّنُ من الضروع:العظیم کأَنه ذو الأَرکان .و ضرع مُرَکَّنٌ إذا انتفخ فی موضعه حتی یَمْلأَ الأَرفاغ،و لیس بحَدّ طویلٍ; قال طرفه: و ضَرَّتُها مُرَکَّنَهٌ دَرورُ و قال أَبو عمرو: مُرَکَّنَه مُجَمَّعَه.و المِرْکَن :شبه تَوْرٍ من أَدَمٍ یتخذ للماء أَو شبه لَقَن.و المِرْکَنُ ،بالکسر:الإِجَّانه التی تغسل فیها الثیاب و نحوها.و منه

17- حدیث حَمْنَهَ :أَنها کانت تجلس فی مِرْکَن لأُختها زینب و هی مستحاضه. و المیم زائده،و هی التی تخص الآلات.و الرَّکْنُ :الفَأْرُ و یُسَمَّی رُکَیْناً علی لفظ التصغیر.و الأُرْکُون :العظیم من الدَّهاقین.و الأُرْکون :رئیس القریه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه دخل الشام فأَتاه أُرْکُونُ قَرْیهٍ فقال له:قد صنعتُ لک طعاماً. ; رواه محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم; أُرْکُون القریه:رئیسها و دِهْقانها الأَعظم،و هو أُفْعُول من الرُّکُون السکون إلی الشیء و المیل إلیه،لأَن أَهلها یَرْکَنُون إلیه أَی یسکنون و یمیلون.و رُکَیْنٌ و رُکَانٌ و رُکانَهُ :أَسماء.قال:

14- و رُکانَه ،بالضم،اسم رجل من أهل مکه،و هو الذی طَلَّق امرأَته البته فحلفه النبی،صلی الله علیه و سلم،أَنه لم یرد الثلاثَ.

رمن:

الرُّمَّانُ :حَمْلُ شجره معروفه من الفواکه،واحدته رُمَّانه .الجوهری:قال سیبویه سأَلته،یعنی الخلیل،عن الرُّمان إذا سمی به فقال:لا أَصرفه فی المعرفه و أَحمله علی الأَکثر إذا لم یکن له معنی یعرف به أَی لا یُدْرَی من أَی شیء اشتقاقه فیحمله علی الأَکثر،و الأَکثر زیاده الأَلف و النون; و قال الأَخفش:نونه أَصلیه مثل قُرَّاصٍ و حُمَّاض،و فُعَّال أَکثر من فُعْلانٍ; قال ابن بری:لم یقل أَبو الحسن إن فُعَّالاً أَکثر من فُعْلان بل الأَمر بخلاف ذلک،و إنما قال إن فُعَّالاً یکثر فی النبات نحو المُرَّان و الحُمَّاض و العُلاَّم،فلذلک جعل رُمَّاناً فُعَّالاً.و

17- فی حدیث أُم زرع :یَلْعَبان من تحت خَصْرِها برُمَّانَتین . أَی أَنها ذاتُ رِدْفٍ کبیر،فإِذا نامت علی ظهرها نَبا الکَفَلُ بها حتی یصیر تحتها مُتَّسَعٌ یجری فیه الرُّمان ،و ذلک أَن ولدیها کان معهما رُمَّانتان ،فکان أَحدهما یرمی برمانته إلی أَخیه،و یرمی أَخوه الأُخری إلیه من تحت خصرها.و رُمَّانه الفرس:الذی فیه علفه; قال ابن سیده:و ذکرته هاهنا لأَنه ثلاثی عند الأَخفش،و قد تقدم ذکره فی رمم علی ظاهر رأْی الخلیل و سیبویه،و ذکره الأَزهری هنا أَیضاً.و قوله فی التنزیل العزیز فی صفه الجنان: فِیهِمٰا فٰاکِهَهٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمّٰانٌ ; دل بالواو علی أَن الرمان و النخل غیر الفاکهه لأَن الواو تعطف جمله علی جمله،قال أَبو منصور:هذا جهل بکلام العرب و الواو دخلت للاختصاص،و إن عطف بها،و العرب تذکر الشیء جمله ثم تخص من الجمله شیئاً تفصیلاً له و تنبیهاً علی ما فیه من الفضیله; و منه قوله عز و جل: حٰافِظُوا عَلَی الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلاٰهِ الْوُسْطیٰ ; فقد أَمرهم بالصلاه جمله ثم أَعاد الوسطی تخصیصاً لها بالتشدید و التأْکید،و کذلک أَعاد النخل و الرمان ترغیباً لأَهل الجنه فیهما،

ص :186

و من هذا قوله عز و جل: مَنْ کٰانَ عَدُوًّا لِلّٰهِ وَ مَلاٰئِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکٰالَ ; فقد علم أَن جبریل و میکال دخلا فی الجمله و أُعید ذکرهما دلاله علی فضلهما و قربهما من خالقهما.و یقال لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنه إذا کثر فیه أُصوله.و الرُّمانه تصغر رُمَیْمینه.و رَمَّان ،بفتح الراء:موضع،و فی الصحاح:جبل لطیِّء.و إِرْمینِیَهُ ،بالکسر:کُوره بناحیه الرُّوم،و النسبه إلیها أَرْمَنِیّ ،بفتح الهمزه و المیم; و أَنشد ابن بری قول سَیَّاره بن قَصِیر: فلو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَیْدِ طِعانَنا، بمَرْعَشَ خَیْلَ الأَرْمَنِیِّ ،أَرَنَّتِ (1).

رمعن:

ارْمَعَنَّ الشیءُ:کارْمَعلَّ; قال ابن سیده:یجوز أَن یکون لغه فیه،و أَن تکون النون بدلاً من اللام.الأَزهری:ارْمَعَلَّ الدمعُ و ارْمَعَنَّ سال،فهو مُرْمَعِلّ و مُرْمَعِنّ .

رنن:

الرَّنَّهُ :الصَّیْحَهُ الحَزِینهُ.یقال:ذو رَنَّهٍ .و الرَّنِینُ :الصیاح عند البکاء.ابن سیده: الرَّنَّهُ و الرَّنِینُ و الإِرْنانُ الصیحه الشدیده و الصوت الحزین عند الغناء أَو البکاء. رَنَّت تَرِنُّ رَنیناً و رَنَّنَتْ تَرْنیناً و تَرْنِیَه و أَرَنَّتْ :صاحت.و فی کلام أَبی زُبَیْدٍ الطائی:شَجْراؤُه مُغِنَّه،و أَطیارُه مُرِنَّه ; قال الشاعر: عَمْداً فَعَلْتُ ذاکَ،بَیْدَ أَنی أَخافُ إن هَلَکْتُ لم تُرِنِّی و قیل: الرَّنِین الصوت الشَّجِیُّ.و الإِرْنانُ :الشدید.ابن الأَعرابی: الرَّنَّه صوت فی فَرَحٍ أَو حُزْنٍ،و جمعها رَنَّات ،قال:و الإِرْنان صوتُ الشَّهیقِ مع البکاء.و أَرَنَّ فلان لکذا و أَرَمَّ له و رَنَّ لکذا و اسْتَرَنَّ لکذا و أَرْناه کذا و کذا (2).أَی ألهاه.و أَرَنَّت القوسُ فی إنباضِها،و المرأَهُ فی نوحها،و النساءُ فی مَناحَتها،و الحمامهُ فی سَجْعها،و الحمار فی نَهیقه،و السحابه فی رعدها،و الماء فی خَریره،و أَرَنَّتِ المرأَه تُرِنّ و رَنَّتْ تَرِنّ ; قال لبید: کلَّ یومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم و مُرِنَّاتٍ کآرامٍ تُمَلّ و قال العجاج یصف قوساً: تُرِنُّ إرْناناً إذا ما أُنْضِبا، إِرْنانَ مَحْزونٍ إذا تَحَوَّبا أَراد أُنْبِضَ فقلب. و رَنَّنْتها أَنا تَرْنیناً .و المُرِنَّه :القوسُ،و المِرْنان مثله.و قوس مُرِنٌّ و مِرْنانٌ ،و کذلک السحابه،و یقال لها المِرْنانُ علی أَنها صفه غلبت غلبه الاسم.و قال أَبو حنیفه: أَرَنَّتِ القَوْس و هو فوق الحنین.و

16- فی الحدیث :فَتَلَقَّانی أَهلُ الحی بالرَّنین . ; الرَّنینُ :الصوت،و قد رَنَّ یَرِنّ رنیناً .و الرَّنَنُ :شیء یصیح فی الماء أَیام الصیف; و قال: و لم یَصْدَحْ له الرَّنَنُ و الرَّنَنُ :الماء القلیل،و الرَّبَب:الماء الکثیر.و الرُّنَّاءُ :الطَّرَبُ علی بَدَلِ التضعیف،رواه ثعلب بالتشدید،و أَبو عبید بالتخفیف،و هو أَقیس لقولهم رَنَوْتُ أَی طَرِبْتُ و مددت صوتی،و من قال رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عنده معتل.و یوم أَرْوَنانٌ :شدید فی کل شیء،أَفْوَعالٌ من الرَّنِین فیما ذهب إلیه ابن الأَعرابی،و هو عند سیبویه أَفْعَلانٌ من قولک:کشف الله عنک رُونَهَ هذا

ص :187

الأَمر أَی غُمَّته و شدّته،و هو مذکور فی موضعه.أَبو عمرو: الرُّنَّی شهر جُمادی (1).و جمعها رُنَنٌ .و الرُّنَّی :الخَلْقُ.یقال:ما فی الرُّنَّی مثله.قال أَبو عمر الزاهد:یقال لجمادی الآخره رُنَّی ،و یقال رُنَهُ ،بالتخفیف; و أَنه قال: یا آلَ زَیْدٍ،احْذَرُوا هذی السَّنَهْ من رُنَهٍ حتی تُوافِیها رُنَهْ قال:و أَنکر رُبَّی،بالباء،و قال:هو تصحیف إنما الرُّبَّی الشاه النُّفَساء; و قال قطْرُبٌ و ابن الأَنباری و أَبو الطیب عبد الواحد و أَبو القاسم الزجاجی:هو بالباء لا غیر; قال أَبو القسم الزجاجی:لأَن فیه یعلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انجلت عنه،مأْخوذ من الشاه الرُّبَّی; و أَنشد أَبو الطیب: أَتَیْتُک فی الحَنِین فقلتَ:رُبَّی و ما ذا بین رُبَّی و الحَنِینِ؟ و الحَنِینُ :اسم لجمادی الأُولی.

رهن:

الرَّهْنُ :معروف.قال ابن سیده: الرَّهْنُ ما وضع عند الإِنسان مما ینوب مناب ما أُخذ منه.یقال: رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً و ارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً ،و الجمع رُهون و رِهان و رُهُنٌ ،بضم الهاء; قال:و لیس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع،و لیس کل جمع یجمع إلا أَن ینص علیه بعد أَن لا یحتمل غیر ذلک کأَکْلُب و أَکالِب و أَیْدٍ و أَیادٍ و أَسْقِیه و أَساقٍ،و حکی ابن جنی فی جمعه رَهین کعَبْدٍ و عَبیدٍ،قال الأَخفش فی جمعه علی رُهُنٍ قال:و هی قبیحه لأَنه لا یجمع فَعْل علی فُعُل إلا قلیلاً شاذّاً،قال:و ذکر أَنهم یقولون سَقْفٌ و سُقُفٌ،قال:و قد یکون رُهُنٌ جمعاً للرهان کأَنه یجمع رَهْن علی رِهان ،ثم یجمع رِهان علی رُهُن مثل فِراشٍ و فُرُش.و الرَّهینه :واحده الرَّهائن .و

16- فی الحدیث :کل غلام رَهینه بعقیقته. ; الرَّهینه : الرَّهْنُ ،و الهاء للمبالغه کالشَّتیمه و الشَّتْم،ثم استعملا فی معنی المَرْهون فقیل:هو رَهْن بکذا و رَهِینه بکذا،و معنی قوله رهینه بعقیقته أَن العقیقه لازمه له لا بد منها،فشبهه فی لزومها له و عدم انفکاکه منها بالرَّهْن فی ید المُرْتَهِن .قال الخطابی:تکلم الناس فی هذا و أَجود ما قیل فیه ما ذهب إلیه أَحمد بن حنبل،قال:هذا فی الشفاعه،یرید أَنه إذا لم یُعَقَّ عنه فمات طفلاً لم یَشْفَعْ فی والدیه،و قیل:معناه أَنه مرهون بأَذی شَعْره،و استدلوا

16- بقوله :فأَمِیطُوا عنه الأَذی. و هو ما عَلِقَ به من دم الرحم.و رَهَنَه الشیءَ یَرْهَنه رَهْناً و رَهَنَه عنده،کلاهما:جعله عنده رَهْناً .قال الأَصمعی:و لا یقال أَرْهَنتُه .و رَهَنَه عنه:جعله رَهْناً بدلاً منه; قال: ارْهَنْ بنیک عنهمُ أَرْهَنْ بَنی أَراد أَرْهَن أَنا بنی کما فعلت أَنت،و زعم ابن جنی أَن هذا الشعر جاهلیّ.و أَرْهَنته الشیء:لغه; قال هَمَّام بن مره،و هو فی الصحاح لعبد الله بن همام السَّلُولی: فلما خَشِیتُ أَظافیرَهُمْ،

ص :188

و أَنکر بعضهم أَرهنته ،و روی هذا البیت: ...و أَرْهَنُهُم مالکا ،کما تقول:قمت و أَصُکُّ عینه; قال ثعلب:الرُّواه کلهم علی أَرْهَنْتُهم ،علی أَنه یجوز رَهَنْتُه و أَرْهَنْته ،إلاَّ الأَصمعی فإنه رواه و أَرْهَنُهم مالکا علی أَنه عطف بفعل مستقبل علی فعل ماض،و شبهه بقولهم قمتُ و أَصُکُّ وجهَه،و هو مذهب حسن لأَن الواو واو حال،فیجعل أَصُک حالاً للفعل الأَول علی معنی قمت صاکّاً وجهه أَی ترکته مقیماً عندهم،لیس من طریق الرَّهْنِ ،لأَنه لا یقال أَرْهَنْتُ الشیء،و إنما یقال رَهَنْتُه ،قال:و من روی و أَرهنتهم مالکاً فقد أَخطأَ; قال ابن بری:و شاهد رَهَنْته الشیءَ بیت أُحَیْحه بن الجُلاح: یُراهِنُنی فیَرْهَنُنی بنیه، و أَرْهَنُه بَنِیَّ بما أَقُولُ. و مثله للأَعشی: آلَیْتُ لا أُعطیه من أَبنائنا و فی هذا البیت شاهد علی جمع رَهْنٍ علی رُهُنٍ.و أَرْهَنْتُه الثوبَ:دفعته إلیه لیَرْهَنه .قال ابن الأَعرابی: رَهَنْتُه لسانی لا غیر،و أَما الثوب فرَهَنْتُه و أَرْهَنْتُه معروفتان.و کل شیء یُحْتَبَس به شیء فهو رَهِینه و مُرْتَهَنه .و ارْتَهَن منه رَهْناً :أَخذه.و الرِّهانُ و المُراهَنه :المُخاطره،و قد راهَنه و هم یَتَراهنُون ،و أَرْهَنُوا بینهم خَطَراً:بَدَلُوا منه ما یَرْضی به القوم بالغاً ما بلغ،فیکون لهم سَبَقاً.و راهَنْتُ فلاناً علی کذا مُراهنه :خاطرته.التهذیب:و أَرْهَنْتُ ولَدی إرهاناً أَخطرتهم خَطَراً.و فی التنزیل العزیز: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَهٌ ; قرأَ نافع و عاصم و أَبو جعفر و شَیْبهُ: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَهٌ ،و قرأَ أَبو عمرو و ابن کثیر: فرُهُنٌ مقبوضه ،و کان أَبو عمرو یقول: الرِّهانُ فی الخیل; قال قَعْنَب: بانت سُعادُ،و أَمْسَی دُونها عَدَنُ، و غَلِقَتْ عندَها من قَبْلِکَ الرُّهُنُ . و قال الفراء:من قرأَ فَرُهُن فهی جمع رِهانٍ مثل ثُمُرٍ جمع ثِمارٍ،و الرُّهُنُ فی الرَّهْنِ أَکثر،و الرِّهانُ فی الخیل أَکثر،و قیل فی قوله تعالی: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَهٌ ; قال ابن عرفه: الرَّهْنُ فی کلام العرب هو الشیء الملزم.یقال:هذا راهِنُ لک أَی دائم محبوس علیک.و قوله تعالی: کُلُّ نَفْسٍ بِمٰا کَسَبَتْ رَهِینَهٌ و کُلُّ امْرِئٍ بِمٰا کَسَبَ رَهِینٌ ; أَی مُحْتَبَس بعمله،و رَهِینه محبوسه بکسبها.و قال الفراء: الرَّهْن یجمع رِهاناً مثل نَعْلٍ و نِعال; ثم الرِّهانُ یجمع رُهُناً .و کل شیء ثبت و دام فقد رَهَنَ .و المُراهَنَهُ و الرهانُ :المسابقه علی الخیل و غیر ذلک.و أَنا لک رَهْنٌ بالرِّیّ و غیره أَی کَفیل; قال: إنی و دَلْوَیَّ لها و صاحبِی، و حَوْضَها الأَفْیَحَ ذا النصائبِ، رَهْنٌ لها بالرِّیّ غیر الکاذِبِ و أَنشد الأَزهری: إن کَفِّی لک رَهْنٌ بالرِّضا. أَی أَنا کفیل لک.و یدی لک رَهْنٌ :یریدون به الکفاله; و أَنشد ابن الأَعرابی: و المَرْءُ مَرْهُونٌ ،فمن لا یُخْتَرَمْ بعاجِلِ الحَتْفِ،یُعاجَلْ بالهَرَمْ قال: أَرْهَنَ أَدامَ لهم. أَرْهَنْتُ لهم طعامی و أَرْهَیْته أَی أَدمته لهم.و أَرْهَی لک الأَمر أَی

ص :189

أَمْکنک،و کذلک أَوْهَب.قال:و المَهْوُ و الرَّهْوُ و الرخَفُ واحد،و هو اللِّینُ.و قد رَهَنَ فی البیع و القرض،بغیر أَلف،و أَرْهَنَ بالسلْعه و فیها:غالَی بها و بذل فیها ماله حتی أَدرکها; قال:و هو من الغلاء خاصه:قال: یَطْوی ابنُ سَلْمَی بها من راکبٍ بُعُداً عِیدیَّهً أُرْهِنَتْ فیه الدَّنانیرُ (1). و یروی صدر البیت: ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجیهٌ. و العِیدیّه:إبل منسوبه إلی العید،و العیدُ:قبیله من مَهْره،و إِبلُ مَهْره موصوفه بالنجابه; و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً علی قوله أَرْهَنَ فی کذا و کذا یُرْهِنُ إِرْهاناً إذا أَسلف فیه.و یقال: أَرْهَنت فی السلعه بمعنی أَسلفت.و المُرْتَهِنُ :الذی یأْخذ الرَّهْنَ ،و الشیء مَرْهُونٌ و رهِین ،و الأُنثی رَهِینه .و الراهِنُ :الثابت.و أَرْهَنه للموت:أَسلمه; عن ابن الأَعرابی.و أَرْهَنَ المیتَ قبراً:ضَمَّنه إیاه،و إنه لرَهِینُ قبرٍ و بِلیً،و الأُنثی رَهِینه .و کل أَمر یُحْتبس به شیء فهو رَهِینه و مُرْتَهَنه ،کما أَن الإِنسان رَهِینُ عمله.و رَهَنَ لک الشیءُ:أَقام و دام.و طعام راهِنٌ :مقیم; قال: الخُبْزُ و اللَّحْمُ لهم راهِنٌ ، و قَهْوَهٌ راوُوقُها ساکِبُ. و أَرْهَنه لهم و رَهَنه :أَدامه،و الأَول أَعلی.التهذیب: أَرْهَنْتُ لهم الطعام و الشرابَ إرهاناً أَی أَدمته.و هو طعام راهِنٌ أَی دائم; قاله أَبو عمرو; و أَنشد للأَعشی یصف قوماً یشربون خمراً لا تنقطع: لا یَسْتَفِیقُونَ منها،و هی راهِنَهٌ ، إلاّ بهاتِ،و إن عَلُّوا و إن نَهِلُوا. و رَهَنَ الشیءُ رَهْناً :دام و ثبت.و راهِنهٌ فی البیت:دائمه ثابته.و أَرْهَنَ له الشرَّ:أَدامه و أَثبته له حتی کف عنه.و أَرْهَنَ لهم ماله:أَدامه لهم.و هذا راهنٌ لک أَی مُعَدٌّ.و الراهِنُ :المهزول المُعْیی من الناس و الإِِبل و جمیع الدواب، رَهَنَ یَرْهَنُ رُهُوناً ; و أَنشد الأُمَوِیّ: إما تَرَیْ جِسْمِیَ خَلاًّ قد رَهَنْ هَزْلاً،و ما مَجْدُ الرِّجالِ فی السِّمَنْ. ابن شمیل: الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ من رکوب أَو مرض أَو حَدَث; یقال:رکب حتی رَهَنَ .الأَزهری:رأَیت بخط أَبی بکر الإِیادی:جاریه أُرْهُونٌ أَی حائض; قال:و لم أَره لغیره.و الرَّاهنه من الفرس:السُّرَّه و ما حولها.و الرَّاهُونُ :اسم جبل بالهند،و هو الذی هبط علیه آدم،علیه السلام.و رُهْنانُ :موضع.و رُهَیْنٌ و الرَّهِینُ :اسمان; قال أَبو ذؤیب: عَرَفْتُ الدِّیارَ لأُمِّ الرَّهِینِ بَیْنَ الظُّباءِ فَوادِی عُشَرْ.

رهدن:

الرَّهْدَنُ :الرجل الجَبانُ شبِّه بالطائر.ابن سیده: الرَّهْدَنُ و الرَّهْدَنهُ و الرُّهْدُونُ کالرَّهْدَلِ الذی هو الطائر،و قد تقدم.و الرَّهادِنُ :طیر بمکه أَمثال العصافیر،الواحد رَهْدَنٌ .الأَصمعی و غیره: الرَّهادِنُ و الرَّهادِلُ واحدها رَهْدَنَهٌ و رَهْدَلَهٌ،و هو طائر شبیه بالقُبَّره إلا أَنه لیست له قُنْزُعه،و فی الصحاح:طائر یشبه الحُمَّر إلا أَنه أَدْبَسُ،و هو أَکبر من الحُمَّر; و قال:

ص :190

تَذَرَّیْننا بالقولِ حتی کأَنه

تَذَرِّیَ وِلْدَانٍ یَصِدْنَ رَهادنا

و الرَّهْدَنُ :الأَحمق کالرَّهْدَلِ; قال: قُلْتُ لها:إیاکِ أَن تَوَکَّنِی عندیَ فی الجلْسهِ،أَوْ تَلَبَّنِی علیکِ،ما عشتِ،بذاکَ الرَّهْدَنِ قال ابن بری: الرَّهْدَنُ الأَحمق.و الرَّهْدَنُ :العصفور الصغیر أَیضاً،و قد تبدل النون لاماً فیقال الرَّهْدَلُ،کما قالوا طَبَرْزَن و طَبَرْزَلٌ و طَبَرْزَذ،و جمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَهُ مثل الفَراعِنه.و الرُّهْدُونُ :الکذاب.و الرَّهْدَنَه :الإِِبْطاء،و قد رَهْدَنَ ; و روی عن ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده لرجل فی تَیْس اشتراه من رجل یقال له سَکَن: رأَیتُ تَیْساً راقَنِی لسَکَنِ، أَی لم أُبْطِئْ و لم أَحْتَبِس به.التهذیب:و الأَزْدُ تُرَهْدِنُ فی مشْیتها کأَنها تستدیر.

رون:

الرُّونُ :الشِّدَّه،و جمعها رُوُون .و الرُّونَه :الشِّدَّه.ابن سیده: رُونه الشیء شِدَّته و مُعْظَمُه; و أَنشد ابن بری: إن یُسْرِ عَنْکَ اللهُ رُونَتَها ، فعَظِیمُ کلّ مُصیبهٍ جَلَلُ و کشف الله عنک رُونَه هذا الأَمر أَی شدَّته و غُمَّته و یقال: رُونَهُ الشیء غایته فی حر أَو برد أَو غیره من حزن أَو حرب و شبهه; و منه یومٌ أَرْوَنانٌ (1).و یقال:منه أُخذتِ الرُّنَهُ اسم لجمادی الآخره لشده برده.و الرَّوْن :الصیاح و الجَلَبه،یقال منه:یومٌ ذو أَرْوَنان و زَجَلٍ; قال الشاعر: فهی تُغَنِّینی بأَرْوَنانِ أَی بصیاحٍ و جلبه.و الرَّوْن أَیضاً:أَقصی المَشارَهِ; و أَنشد یونس: و النَّقْبُ مِفْتَحُ مائها و الرَّوْن و یومٌ أَرْوَنانٌ و أَرْوَنانیٌّ :شدید الحر و الغم،و فی المحکم:بلغ الغایه فی فرح أَو حزن أَو حر،و قیل:هو الشدید فی کل شیءٍ من حر أَو برد أَو جلبه أَو صیاح; قال النابغه الجَعْدیّ: فظَلَّ لنِسوَهِ النُّعمانِ منا، علی سَفَوانَ،یومٌ أَرْوَنانُ قال ابن سیده:هکذا أَنشده سیبویه،و الروایه المعروفه یومٌ أَرْونانی لأَنَّ القوافی مجروره; و بعده: فأَرْدَفْنا حَلیلتَه،و جِئْنا بما قد کان جَمَّعَ من هِجانِ و قد تقدم أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ من الرَّنین; التهذیب:أَراد أَرْوَنانیّ بتشدید یاء النسبه کما قال الآخر: لم یَبْقَ من سُنَّه الفارُوق تعرفه إلاَّ الدُّنَیْنیُّ و إلاَّ الدِّرَّهُ الخَلَقُ (2). قال الجوهری:إنما کسر النون علی أَن أَصله أَرْونانیّ علی النعت فحذفت یاء النسبه; قال الشاعر:

ص :191

و لم یَجِبْ و لم یَکَعْ و لم یَغِبْ

عن کلِّ یومٍ أَرْوَنانیّ عَصِبْ

و أَما قول الشاعر: حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ، فالیومُ منها یومُ أَرْوَنانِ فیحتمل الإِضافه إلی صفته و یحتمل ما ذکرنا.و لیله أَرْوَنانه و أَرْوَنانیَّه :شدیده الحر و الغم.و حکی ثعلب: رَانَتْ لیلَتَنا اشتدَّ حرها و غمها.قال ابن سیده:و إنما حملناه علی أَفَعَلان،کما ذهب إلیه سیبویه،دون أَن یکون أَفْوَعالاً من الرَّنَّهِ التی هی الصوت،أَو فَعْوَلاناً من الأَرَنِ الذی هو النَّشَاط،لأَن أَفْوَعالاً عَدَمٌ و إِنَّ فَعْوَلاناً قلیل،لأَن مثل جَحْوَش لا یلحقه مثل هذه الزیاده،فلما عدم الأَول و قلَّ هذا الثانی و صحَّ الاشتقاق حملناه علی أَفْعَلان.التهذیب عن شمر قال:یومٌ أَرْوَنان إذا کان ناعماً; و أَنشد فیه بیتاً للنابغه الجعدی: هذا و یومٌ لنا قَصِیرٌ، جَمُّ المَلاهِی أَرْوَنانُ صوابه جمٌّ ملاهیه... ; قال:و هذا من الأَضداد،فهذا البیت فی الفرح،و کان أَبو الهیثم ینکر أَن یکون الأَرْوَنان فی غیر معنی الغم و الشدَّه،و أَنکر البیت الذی احتج به شمر.و قال ابن الأَعرابی:یومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ من الرَّوْنِ ،و هو الشده،و جمعه رُوُون .و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :أَنَّ النبی،صلی الله علیه و سلم،طُبَّ أَی سُحِرَ و دُفِنَ سِحْرُه فی بئر ذی أَرْوانَ . ; قال الأَصمعی:هی بئر معروفه; قال:و بعضهم یخطئ فیقول ذَرْوَانَ. و الأَرْوَنانُ :الصوت; و قال: بها حاضِرٌ من غیرِ جِنٍّ یَرُوعُه; و لا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ و ذُو زَجَلْ و یومٌ أَرْوَنان و لیله أَرْوَنانه :شدیده صعبه.و أَرْوَنان مشتق من الرَّون و هو الشده.و رَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَی اشتد.

رین:

الرَّیْنُ :الطَّبَعُ و الدَّنَسُ.و الرَّیْن :الصَّدأُ الذی یعلو السیفَ و المِرآه.و رَانَ الثوبُ رَیْناً :تَطَبَّعَ.و الرَّیْنُ :کالصَّدَإ یَغْشی القلب.و رَانَ الذَّنْبُ علی قلبه یَرِینُ رَیْناً و رُیُوناً :غلب علیه و غطاه.و فی التنزیل العزیز: کَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ مٰا کٰانُوا یَکْسِبُونَ ; أَی غَلَبَ و طَبَعَ و خَتَم; و

17- قال الحسن :هو الذَّنْب علی الذنب حتی یسوادَّ القلب. ; قال الطِّرِمَّاحُ: مخافَهَ أَن یَرِینَ النَّوْمُ فیهم، بسُکْرِ سِناتِهم،کلَّ الرُّیونِ . و رِینَ علی قلبه:غُطِّی.و کل ما غطی شیئاً فقد رانَ علیه.و رانَتْ علیه الخمر:غلبته و غشیته،و کذلک النُّعاس و الهم،و هو مَثَل بذلک،و قیل:کل غلبه رَیْنٌ ; و قال الفراء فی الآیه:کثرت المعاصی منهم و الذنوب فأَحاطت بقلوبهم فذلک الرَّیْن علیها.و

17- جاء فی الحدیث :أَن عمر،رضی الله عنه،قال فی أُسَیْفِع جُهَینه لما رکبه الدَّیْن:قد رِینَ به. ; یقول قد أَحاط بماله الدین و علته الدیون،و

17- فی روایه:أَن عمر خطب فقال :أَلا إن الأُسَیْفِعَ أُسَیْفِعَ جُهَینه قد رضی من دینه و أَمانته بأَن یقال سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً و أَصْبَحَ قد رِینَ به. ; قال أَبو زید:یقال رِینَ بالرجل رَیْناً إذا وقع فیما لا یستطیع الخروج منه و لا قِبَل له به،و قیل: رِینَ به انقُطِعَ به،و قوله فادَّان مُعْرِضاً أَی استدان

ص :192

مُعْرِضاً عن الأَداء،و قیل:استدان مُعْتَرِضاً لکل من یُقْرِضه،و أَصل الرَّیْن الطَّبْعُ و التغطیه.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :لَتَعْلَمُ أَیُّنا المَرِینُ علی قلبه و المُغَطَّی علی بصره. ; المَرِینُ :المفعول به الرَّیْنُ ،و الرَّیْنُ سواد القلب،و جمعه رِیانٌ .و

14- روی أَبو هریره أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،سئل عن قوله تعالی: کَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ ،قال:هو العبد یذنب الذنب فَتُنْکَتُ فی قلبه نُکَتْهٌ سوداءُ،فإن تاب منها صُقِلَ قلبه،و إن عاد نُکِتت أُخری حتی یسودّ القلب،فذلک الرَّیْنُ . ; و قال أَبو معاذ النحوی: الرَّیْن أَن یسودّ القلب من الذنوب،و الطَّبَع أَن یُطْبَع علی القلب،و هو أَشد من الرَّیْن ،قال:و هو الختم،قال:و الإِِقْفال أَشد من الطَّبْع،و هو أَن یُقْفَل علی القلب; و قال الزجاج: رٰانَ بمعنی غَطَّی علی قلوبهم.یقال: رَانَ علی قلبه الذنبُ إذا غُشِیَ علی قلبه.و

17- فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ ; قال:هو الرَّانُ و الرَّیْنُ سواء کالذَّامِ و الذَّیْمِ و العابِ و العَیْبِ. قال أَبو عبید:کل ما غلبک و عَلاک فقد رانَ بک و رانک و رانَ علیک; و أَنشد لأَبی زُبَیْدٍ یصف سکرانَ غلبت علیه الخمر: ثم لما رآه رانَتْ به الخمرُ، و أَن لا تَرِینَه باتِّقاءِ. قال: رانت به الخمر أَی غلبت علی قلبه و عقله.و رانتِ الخمرُ علیه:غلبته.و الرَّیْنَه :الخمره،و جمعها رَیْناتٌ .و رانَ النُّعاسُ فی العین.و رانت نَفْسُه:غَثَتْ.و رِینَ به:ماتَ.و رِینَ به رَیْناً :وقع فی غم،و قیل: رِینَ به انْقُطِع به و هو نحو ذلک; أَنشد ابن الأَعرابی: ضَحَّیْتُ حتی أَظْهَرَتْ و رِینَ بی، و رِینَ بالسَّاقی الذی کان مَعِی و رانَ علیه الموتُ و رانَ به:ذهب.و أَرانَ القومُ،فهم مُرِینُون :هلکت مواشیهم و هُزِلَتْ،و فی المحکم:أَو هُزِلَتْ،و هم مُرِینُون ; قال أَبو عبید:و هذا من الأَمر الذی أَتاهم مما یغلبهم فلا یستطیعون احتماله.و رانَتْ نَفْسُه تَرِین رَیْناً أَی خَبُثَتْ و غَثَت.و

16- فی الحدیث :إِن الصُّیَّام یدخلون الجنه من باب الرَّیَّان . ; قال الحَرْبی:إن کان هذا اسماً للباب و إلا فهو من الرَّواء،و هو الماء الذی یُرْوِی،فهو رَیَّان،و امرأَه رَیَّا،فالرَّیَّان فَعْلان من الرِّیّ،و الأَلف و النون زائدتان مثلهما فی عطشان،فیکون من باب رَیّا لا رین،و المعنی أَن الصُّیَّام بتعطیشهم أَنفسهم فی الدنیا یدخلون من باب الریان لیأْمنوا من العطش قبل تمکنهم من الجنه.

زبن:

الزَّبْنُ :الدَّفْع.و زَبَنَتِ الناقه إذا ضربت بثَفِناتِ رجلیها عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات،و الرکض بالرجْل،و الخَبْط بالید.ابن سیده و غیره: الزَّبْنُ دفع الشیء عن الشیء کالناقه تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها و تَزْبِنُ الحالب.و زَبَن الشیءَ یَزْبِنُه زَبْناً و زَبَنَ به و زَبَنَت الناقه بثَفناتِها عند الحلب:دَفَعَتْ بها.و زَبَنَتْ ولدها:دفعته عن ضرعها برجلها.و ناقه زبُون :دَفُوع،و زُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما; قال طُرَیْحٌ: غُبْسٌ خَنابِسُ کلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، نَهْدُ الزُّبُنَّهِ ،کالعَرِیشِ،شَتِیمُ. و ناقه زَفُون و زَبُونٌ :تضرب حالبها و تدفعه،و قیل:هی التی إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :کالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها. أَی تدفع.و

17- فی حدیث معاویه :و ربما زَبَنَتْ فکسرت أَنف حالبها. و یقال للناقه إذا کان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها: زَبُون .و الحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم.و حرب زَبُون : تَزْبِنُ الناس أَی تَصْدِمِهُم و تدفعهم،علی التشبیه بالناقه،و قیل:معناه أَن بعض أَهلها یدفع بعضها لکثرتهم.و إنه لذو زَبُّونه أَی ذو دفع،و قیل أَی مانعٌ لجنبه; قال سَوَّار بن المُضَرِّب: بِذَبِّی الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومی، و زَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَیَّحانِ و الزَّبُّونَهُ من الرجال:الشدید المانع لما وراء ظهره.و رجل فیه زَبُّونه ،بتشدید الباء،أَی کِبْر.و تَزابَن القومُ:تدافعوا.و زابَنَ الرجلَ:دافعه; قال: بمِثْلِی زابَنِی حِلْماً و مَجْداً، إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ و حَلَّ زَبْناً من قومه و زِبْناً أَی نَبْذَهً،کأَنه اندفع عن مکانهم،و لا یکاد یستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً.و الزَّابِنَه :الأَکمه التی شَرَعَتْ فی الوادی و انعَرَج عنها کأَنها دفعته.و الزِّبْنِیَهُ :کل متمرّد من الجن و الإِِنس.و الزِّبْنِیَه :الشدید; عن السیرافی،و کلاهما من الدافع.و الزَّبانِیه :الذین یَزْبِنون الناسَ أَی یدفعونهم; قال حسان: زَبانِیَهٌ حولَ أَبیاتهم، و خُورٌ لدی الحربِ فی المَعْمَعه و

17- قال قتاده : الزَّبانِیه عند العرب الشُّرَطُ،و کله من الدَّفْع،و سمی بذلک بعض الملائکه لدفعهم أَهل النار إلیها. و قوله تعالی: فَلْیَدْعُ نٰادِیَهُ سَنَدْعُ اَلزَّبٰانِیَهَ ;

17- قال قتاده : فَلْیَدْعُ نٰادِیَهُ حَیَّه و قومه،ف سَنَدْعُ اَلزَّبٰانِیَهَ قال: الزَّبانیه فی قول العرب الشُّرَط. ; قال الفراء:یقول الله عز و جل سَنَدْعُ اَلزَّبٰانِیَهَ و هم یعملون بالأَیْدی و الأَرجل فهم أَقوی; قال الکسائی:واحد الزَّبانیه زِبْنیٌّ ،و قال الزجاج: الزَّبانیه الغلاظ الشداد،واحدهم زِبْنیه ،و هم هؤلاء الملائکه الذین قال الله تعالی: عَلَیْهٰا مَلاٰئِکَهٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ ،و هم الزَّبانیه .و

14- روی عن ابن عباس فی قوله تعالی: سَنَدْعُ اَلزَّبٰانِیَهَ ،قال:قال أَبو جهل لئن رأَیت محمداً یصلی لأَطَأَنَّ علی عنقه،فقال النبی،صلی الله علیه و سلم:لو فعله لأَخذته الملائکه عِیاناً. ; و قال الأَخفش:قال بعضهم واحد الزبانیه زَبانیّ ،و قال بعضهم: زابنٌ ،و قال بعضهم: زِبْنِیَه مثل عِفْریه،قال:و العرب لا تکاد تعرف هذا و تجعله من الجمع الذی لا واحد له مثل أَبابیلَ و عَبادِید.و الزِّبِّین :الدافع للأَخْبَثَینِ البول و الغائط; عن ابن الأَعرابی،و قیل:هو الممسک لهما علی کُرْه.و

16- فی الحدیث :خمسه لا تقبل لهم صلاه:رجلٌ صلی بقوم

ص :194

و هم له کارهون،و امرأَهٌ تبیت و زوجها علیها غضبان،و الجاریهُ البالغهُ تصلی بغیر خِمار،و العبدُ الآبق حتی یعود إلی مولاه،و الزِّبِّینُ . ; قال الزِّبِّین الدافع للأَخبثین و هو بوزن السِّجِّیل،و قیل:بل هو الزِّنِّین،بنونین،و قد روی بالوجهین فی الحدیث،و المشهور بالنون.و زَبَنْتَ عنا هَدِیَّتک تَزْبِنُها زَبْناً :دفعتها و صرفتها; قال اللحیانی:حقیقتها صرفت هدیتک و معروفک عن جیرانک و معارفک إلی غیرهم.و زُبانی العقرب:قرناها،و قیل:طرف قرنها،و هما زُبانَیانِ کأَنها تدفع بهما.و الزُّبانی :کواکبُ من المنازل علی شکل زُبانی العقرب.غیره:و الزُّبانَیانِ کوکبان نَیِّرانِ،و هما قرنا العقرب ینزلهما القمر.ابن کُناسه:من کواکب العقرب زُبانَیا العقرب،و هما کوکبان متفرّقان أَمام الإِِکلیل بینهما قِیدُ رُمْح أَکبر من قامه الرجل،و الإِِکْلیل ثلاثه کواکب معترضه غیر مستطیله.قال أَبو زید:یقال زُبانی و زُبانَیانِ و زُبَانیات للنجم،و زُبانی العقرب و زُبانَیاها ،و هما قرناها،و زُبانَیات ; و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فِداک نِکْسٌ لا یَبِض حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ حدیدٌ مِمْطَرُهْ، فی لیلِ کانونٍ شَدیدٍ خَصَرُهْ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانی قَمَرُهْ یقول:هو أَقْلف لیس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ،و شبه قلْفته بالزُّبانی ،قال:و یقال من ولد و القمر فی العقرب فهو نحس; قال ثعلب:هذا القول یقال عن ابن الأَعرابی،و سأَلته عنه فأَبی هذا القول و قال:لا،و لکنه اللئیم الذی لا یطعم فی الشتاء،و إذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَی کان أَشد البرد; و أَنشد: و لیله إِحْدَی اللَّیالی العُرَّمِ، بین الذِّراعَیْنِ و بین المِرْزَمِ، تَهُمُّ فیها العَنْزُ بالتَّکَلُّمِ. و

14- فی حدیث النبی،صلی الله علیه و سلم :أَنه نهی عن المُزابنه و رَخَّصَ فی العَرایا. ; و المُزابنه :بیع الرُّطَب علی رؤوس النخل بالتمر کیلاً،و کذلک کل ثمر بیع علی شجره بثمر کیلاً،و أَصله من الزَّبْنِ الذی هو الدفع،و إنما نهی عنه لأَن الثمر بالثمر لا یجوز إلا مثلاً بمثل،فهذا مجهول لا یعلم أَیهما أَکثر،و لأَنه بیع مُجازفه من غیر کیل و لا وزن،و لأَن البَیِّعَیْن إذا وقفا فیه علی الغَبْن أَراد المغبون أَن یفسخ البیع و أَراد الغابن أَن یُمْضیه فتَزابَنا فتدافعا و اختصما،و إن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد علیه أَی دفعه; قال ابن الأَثیر:کأَنَّ کل واحد من المتبایعین یَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما یزداد منه،و إنما نهی عنها لما یقع فیها من الغبن و الجهاله،و روی عن مالک أَنه قال: المُزابنه کل شیء من الجِزافِ الذی لا یعلم کیله و لا عدده و لا وزنه بیع شیء مسمی من الکیل و الوزن و العدد.و أَخذت زِبْنی من الطعام أَی حاجتی.و مَقام زَبْنٌ إذا کان ضیقاً لا یستطیع الإِنسان أَن یقوم علیه فی ضیقه و زَلَقِه; قال: و مَنْهَلٍ أَوْردَنیهِ لَزْنِ غیرِ نَمیرٍ،و مَقامٍ زَبْنِ کَفَیْتُه،و لم أَکُنْ ذا وَهْنِ. و قال مُرَقّش: و منزلِ زَبْنٍ ما أُرید مَبیتَه، کأَنی به،من شِدَّه الرَّوْعِ،آنِسُ

ص :195

ابن شُبْرُمَه:ما بها زَبِینٌ أَی لیس بها أَحد.و الزَّبُّونه و الزُّبُّونه ،بفتح الزای و ضمها و شدّ الباء فیهما جمیعاً:العُنُق; عن ابن الأَعرابی،قال:و یقال خُذْ بقَرْدنِه و بَزَبُّونَتِه أَی بعُنقه.و بنو زَبِینَهَ :حیّ،النسب إلیه زَبانی علی غیر قیاس; حکاه سیبویه کأَنهم أَبدلوا الأَلف مکان الیاء فی زَبِینِیٍّ .و الحَزِیمَتانِ و الزَّبینتانِ :من باهله ابن عمرو بن ثعلبه،و هما حَزِیمهُ و زَبِینَهُ ; قال أَبو مَعْدان الباهلی: جاء الحَزائمُ و الزَّبائِنُ دُلْدُلاً، قال الجوهری:و أَما الزَّبُون للغبیِّ و الحَرِیف فلیس من کلام أَهل البادیه.و زَبَّانُ :اسم رجل.

زتن:

الزَّیتون :معروف،و النون فیه زائده،و هو مثل قَیْعُون من القاع،کذلک الزیتون شجر الزیت،و هو الدُّهْن،و أَرض کثیره الزیتون علی هذا فیعول مادّه علی حِیالها،و الأَکثر فَعْلون من الزیت،و هو مذکور فی بابه.

زحن:

زَحَنَ عن مکانه یَزْحَنُ زَحْناً :تحرّک.و زَحَنه عن مکانه:أَزاله عنه.قال الأَزهری: زَحَنَ و زَحَل واحد،و النون مبدله من اللام.ابن درید: الزَّحْنُ الحرکه.و رجل زُحَنٌ :قصیر بطین،و امرأَه زُحَنه .و تَزحَّنَ عن أَمره:أَبطأَ.و لهم زَحْنه أَی شُغْل ببُطءٍ.و رجل زِیْحَنَّهٌ :متباطئ عند الحاجه تُطلب إلیه; و أَنشد: إذا ما التَوَی الزِّیحَنَّهُ المُتآزِفُ و زَحَنَ الرجلُ یَزْحَنُ و تزَحَّن تَزَحُّناً :و هو بُطؤُه عن أَمره و عمله،قال:و إذا أَراد رَحیلاً فعَرض له شُغْل فبَطَّأَ به قلت له زَحْنهٌ بعْدُ.و التَّزَحُّنُ :التَّقَبُّض.ابن الأَعرابی: الزَّحْنه القافله بثَقَلِها و تُبَّاعها و حَشَمها.و الزُّحْنه :منعطف الوادی.و یقال: تزَحَّنَ عن الشیء إذا فعله مع کراهیه له.

زخن:

زَخِنَ الرجلُ زَخَناً :تغیر وجْهُه من حَزَنٍ أَو مَرَض.

زربن:

زِرْبِینُ الخابیه:مَبْزَلها.

زرجن:

الزَّرَجُون :الماء الصافی یَسْتَنقِع فی الجبل،عربی صحیح.و الزَّرَجُون ،بالتحریک:الکرْم; قال دُکَین بن رجاءٍ،و قیل هی لمنظور بن حَبَّه: کأَنَّ،بالیُرَنَّإِ المَعْلولِ، ماءَ دَوالی زَرَجُونٍ میلِ. قال الأَصمعی:هی فارسیه معرّبه أَی لون الذهب،و قیل:هو صبغ أَحمر; قاله الجَرْمیُّ،و قیل: الزَّرَجون قُضْبان الکرم،بلغه أَهل الطائف و أَهل الغَوْر; قال الشاعر: بُدِّلوا،من مَنابِتِ الشِّیحِ و الإِِذْخرِ، تِیناً و یانِعاً زَرَجُوناً (1). و قال أَبو حنیفه: الزَّرَجُون القضیب یغرس من قضبان الکرم; و أَنشد: إلیک،أَمیرَ المؤمنینَ،بَعَثْتُها من الرَّمل تَنْوی مَنبتَ الزَّرَجونِ یعنی بمنبت الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَکثر البلاد عنباً; کل ذلک عن أَبی حنیفه. و الزَّرَجون :الخمر.قال السیرافی:هو فارسی معرّب،شبه لونها بلون الذهب لأَن زَرْ بالفارسیه الذهب،و جُون اللَّون،و هم ما

ص :196

یعکسون المضاف و المضاف إلیه عن وضع العرب; قال ابن سیده و قول الشاعر: هل تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ منها،فَظِلْتَ [فَظَلْتَ] الیومَ کالمُزَرَّجِ فإِنه أَراد الذی شَرِب الزَّرَجون ،و هی الخمر،فاشتق من الزَرجون فعلاً،و کان قیاسه علی هذا أَن یقول کالمُزَرْجَنِ ،من حیث کانت النون فی زَرَجُون قیاسها أَن تکون أَصلاً،لأَنها بإِزاء السین من قرَبوس،و لکن العرب إذا اشتقت من الأَعجمی خلطت فیه.و ذکر الأَزهری فی ترجمه زرج قال: الزَّرَجُون الخمر،و یقال:شجرتها.ابن شمیل: الزَّرَجُون شجر العنب،کل شجره زَرَجونه ; قال شمر:أُراها فارسیه معرّبه ذردقون،قال:و لیست بمعروفه فی أَسماء الخمر; غیره: زَرَکون (1).فصیرت الکاف جیماً،یریدون لون الذهب.

زردن:

التهذیب فی الرباعی:ابن الأَعرابی الکَیْنه لحمه داخل الزَّرَدانِ ،و الزَّرْبَنهُ خلفها لحمه أُخری.

زرفن:

الزُّرْفِینُ :جماعه الناس.و الزِّرْفین و الزَّرفین :حلقه الباب،لغتان; قال أَبو منصور:و الصواب زِرْفین ،بالکسر،علی بناء فِعْلیل،و لیس فی کلامهم فُعْلیل.الجوهری: الزُّرْفین و الزِّرْفین فارسی معرب.و قد زَرْفَن صُدْغه:کلمه مولَّده.و

14- فی الحدیث :کانت دِرْع رسول الله،صلی الله علیه و سلم،ذاتَ زَرافِین إِذا عُلِّقت بزَرافینها سترت،و إذا أُرْسلت مست الأَرض.

زرمن:

التهذیب فی الرباعی:ابن شمیل الزَّرامین الحَلَق.

زعن:

17- النهایه لابن الأَثیر:فی حدیث عثمان و فی روایه فی حدیث عمرو بن العاص أَردتَ أَن تُبَلِّغ الناس عنی مقالهً یَزْعَنون إلیها. أَی یمیلون; قال ابن الأَثیر:یقال زَعَن إلی الشیء إذا مال إلیه; قال أَبو موسی:أَظنه یرکَنون إلیها فصحف،قال ابن الأَثیر:الأَقرب إلی التصحیف أَن یکون یُذْعِنون من الإِِذعان،و هو الانقیاد،فعداها بإِلی بمعنی اللام،و أَما یرکنون فما أَبعدها من یَزْعَنون .

زفن:

الزَّفْنُ :الرَّقْصُ، زَفَنَ یَزْفِنُ زَفْناً ،و هو شبیه بالرقص (2).و

15,2- فی حدیث فاطمه،علیها السلام :أَنها کانت تَزْفِنُ للحَسن. أَی تُرَقِّصُه،و أَصل الزَّفْن اللعِب و الدَّفْع; و منه

17- حدیث عائشه،رضی الله عنها :قَدِمَ وفدُ الحبَشه فجعلوا یَزْفِنون و یلعبون. أَی یرقصون; و منه

16- حدیث عبد الله بن عمرو :إن الله أَنزل الحق لیُذْهِب به الباطلَ و یُبْطِل به اللعبَ و الزَّفْنَ و الزَّمَّاراتِ و المَزاهِرَ و الکِنَّارات. ; قال ابن الأَثیر:ساق هذه الأَلفاظ سیاقاً واحداً.و الزَّفْن و الزِّفْن ،بلغه عُمان کلاهما:ظُلَّه یتخذونها فوق سُطوحهم تقیهم وَمَدَ البحر أَی حَرَّه و نداه.و الزِّفْنُ :عَسیب من عُسُب النخل یضم بعضه إلی بعض شبیه بالحصیر المَرْمول،قیل:هی لغه أَزْدِیَّه.و الزِّیْفَنُّ :الشدید.و رجل فیه إِزْفَنَّه أَی حرکه.و رجل إِزْفَنَّه: متحرّک،مثل به سیبویه و فسره السیرافی.و رجل زِیَفْنٌ إذا کان شدیداً خفیفاً; و أَنشد: إذا رأَیتَ کَبْکَباً زِیَفْنا ، فادْعُ الذی منهم بعمروٍ یُکْنی و الکَبْکَبُ:الشدید.و قوس زَیزَفون :مُصَوِّته عند التحریک; قال أُمیه بن أَبی عائذ: مَطاریحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ، هاجَرْنَ رَمَّاحهً زَیزَفونا (3)

ص :197

.قال ابن جنی:هی فی ظاهر الأَمر فَیْفَعول من الزَّفْن لأَنه ضرب من الحرکه مع صوت،و قد یجوز أَن یکون زَیزَفون رباعیّاً قریباً من لفظ الزَّفْن ; قال ابن بری:و مثله فی الوزن دَیْدَبون،قال:و وزنه فیعلول،الیاء زائده.النضر:ناقه زَفُون و زَبُون،و هی التی إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها،و قد زَفَنَت و زَبَنَتْ،و أَتیت فلاناً فزَفَنَنی و زَبَنَنی.و یقال للرقَّاص زَفّان .و إِزْفَنَّهُ :اسم رجل; عن کراع.و رجل زِیفَنُّ :طویل.و زَیْفَنٌ و زَوْفَنٌ :اسمان.

زقن:

زَقَنَ الحِمْلَ یَزْقُنه زَقْناً :حمله.و أَزْقَنَه علی الحِمْل:أَعانه.ابن الأَعرابی: أَزْقَنَ زید عمراً إذا أَعانه علی حِمْله لینهض،و مثله أَبْطَغَه و أَبْدَغَه و عَدَّله و أَوَّنَه و أَسْمغَه و أَنّاه و بَوّاه و حَوَّله،کله بمعنی واحد.

زکن:

زَکِنَ الخَبَرَ زَکَناً ،بالتحریک،و أَزْکنه :علمه،و أَزْکَنه غیره،و قیل:هو الظن الذی هو عندک کالیقین،و قیل: الزَّکَنُ طرف من الظن.غیره: الزَّکَنُ ،بالتحریک،التفرُّس و الظن.یقال: زَکِنْتُه صالحاً أَی ظننته،قال:و لا یقال منه رجل زَکِنٌ و قد أَزْکنته ،و إِن کانت العامه قد أُولِعَتْ به،و إنما یقال أَزْکنته شیئاً أَعلمته إیاه و أَفهمته حتی زَکِنَه ; قال ابن بری:حکی الخلیل أَزْکَنْتُ بمعنی ظننت فأَصبت،قال:یقال رجل مُزْکِنٌ إذا کان یظن فیصیب،و الأَفصح زَکِنت ،بغیر أَلف،و أَنکر ابن قتیبه زَکِنْتُ بمعنی ظننت.و حکی أَبو زید قال:یقال زَکِنْتُ منک مثل الذی زَکِنْتَ منی،قال:و هو الظن الذی یکون عندک کالیقین و إن لم تخبر به،و قال غیره: الزُّکَنُ الحافظ،و قیل: زَکِنْتُ به الأَمرَ و أَزْکَنْتُه قاربت تَوَهُّمَه و ظننته.و فی نوادر الأَعراب:هذا الجیش یُزاکِنُ أَلفاً و یُناظِر أَلفاً أَی یُقارب.اللیث: الإِِزْکانُ أَن تُزْکِنَ شیئاً بالظن فتُصیب،تقول: أَزْکَنْتُه إِزْکاناً.اللحیانی:هی الزَّکانهُ و الزَّکانِیَه .أَبو زید: زَکِنْتُ الرجلَ أَزْکَنُه زَکَناً إذا ظننت به شیئاً،و أَزْکَنْتُه الخبر إزْکاناً :أَفهمته حتی زَکِنَه فَهِمَه فَهْماً.و أَزْکَنَ غیره:أَعلمه.یقال: زَکِنْته ،بالکسر، أَزْکَنه زَکَناً ،بالتحریک،أَی علمته.قال ابن الأَعرابی: زَکِنَ الشیءَ عَلِمَه و أَزْکنه ظنه،و قیل: زَکِنَه فهمه،و أَزْکَنه غیرُه أَفهمه.الأَصمعی:یقال: زَکِنْتُ من فلان کذا أَی علمته; و قول قعنب بن أُم صاحبٍ: و لن یُراجِعَ قَلْبی وُدَّهم أَبداً، زَکِنْتُ منهم علی مثلَ الذی زَکِنُوا عدّاه بعلی لأَن فیه معنی اطَّلَعْتُ کأَنه قال اطلعت منهم علی مثل الذی اطلعوا علیه منی; و قال الجوهری:قوله علی مقحمهٌ.أَبو زید: زَکِنْت منه مثلَ الذی زَکِنَهُ منی و أَنا أَزْکَنُه زَکَناً ،و هو الظن الذی یکون عندک بمنزله الیقین،و إن لم یخبرک به أَحد.قال أَبو الصَّقْر: زَکِنْتُ من الرجل مثلَ الذی زَکِنَ ،تقول علمت منه مثل ما علم منی.قال أَبو بکر: التَّزْکِینُ التشبیه و الظُّنون التی تقع فی النفوس; و أَنشد: یا أَیُّهذا الکاشِرُ المُزَکِّنُ ، أَعْلِنْ بما تُخْفی،فإِنی مُعْلِنُ الیَزیدیُّ: زَکِنْتُ بفلانٍ کذا و أَزْکَنْتُ أَی ظننت.الأَصمعی: التَّزْکین التشبیه; یقال: زَکَّنَ علیهم و زَکَّمَ أَی شَبَّه علیهم و لَبَّسَ.و فی ذکر إیاس بن معاویه المزنی قاضی البصره یضرب به المثل فی الذکاء،قال بعضهم: هو أَزْکَنُ من إیاس ; الزَّکنُ

ص :198

و الإِِزْکانُ :الفِطْنه و الحَدْسُ الصادق.یقال: زَکِنْت منه کذا زَکَناً و زَکانهً و أَزْکنته .و بنو فلان یُزاکِنُون بنی فلان مُزاکنه أَی یُدانونهم و یُثافِنونهم إذا کانوا یَسْتَخِصُّونهم.ابن شمیل: زَکِنَ فلانٌ إلی فلان إذا ما لجأَ إلیه و خالطه و کان معه، یَزْکَنُ زُکوناً .و زَکِن فلان من فلان زَکَناً أَی ظن به ظَنّاً.و زَکِنْتُ منه عداوه أَی عرفتها منه.و قد زَکِنْتُ أَنه رجل سَوْء أَی علمت.

زمن:

الزَّمَنُ و الزَّمانُ :اسم لقلیل الوقت و کثیره،و فی المحکم: الزَّمَنُ و الزَّمانُ العَصْرُ،و الجمع أَزْمُن و أَزْمان و أَزْمِنه .و زَمَنٌ زامِنٌ :شدید.و أَزْمَنَ الشیءُ:طال علیه الزَّمان،و الاسم من ذلک الزَّمَنُ و الزُّمْنَه ; عن ابن الأَعرابی.و أَزْمَنَ بالمکان:أَقام به زَماناً ،و عامله مُزامنه و زَماناً من الزَّمَن ; الأَخیره عن اللحیانی.و قال شمر:الدَّهْر و الزَّمان واحد; قال أَبو الهیثم:أَخطأَ شمر، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب و الفاکهه و زمانُ الحرّ و البرد،قال:و یکون الزمانُ شهرین إلی سته أَشهر،قال:و الدَّهْرُ لا ینقطع; قال أَبو منصور:الدَّهْرُ عند العرب یقع علی وقت الزمان من الأَزْمنه و علی مُدَّه الدنیا کلها،قال:و سمعت غیر واحد من العرب یقول أَقمنا بموضع کذا و علی ماء کذا دهراً،و إن هذا البلد لا یحملنا دهراً طویلاً،و الزمان یقع علی الفَصْل من فصول السنه و علی مُدّه ولایه الرجل و ما أشبهه.و

14- فی الحدیث عن النبی،صلی الله علیه و سلم ،أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّی بها فی السؤال و قال:کانت تأْتینا أَزْمانَ خدیجه; أَراد حیاتها،ثم قال:و إِنّ حُسْنَ العهد من الإِیمان. و استأْجرته مُزامنه و زَماناً ; عنه أَیضاً،کما یقال مُشاهره من الشهر.و ما لقیته مُذ زَمَنهٍ أَی زَمان .و الزَّمَنه :البُرْهه.و أَقام زَمْنه (1).،بفتح الزای; عن اللحیانی،أَی زَمَناً .و لقیته ذاتَ الزُّمَیْن أَی فی ساعه لها أَعداد،یرید بذلک تَراخی الوقت،کما یقال:لقیته ذاتَ العُوَیْم أَی بین الأَعوام.و الزَّمِنُ :ذو الزَّمانه .و الزَّمانهُ :آفه فی الحیوانات.و رجل زَمِنٌ أَی مُبْتَلیً بَیِّنُ الزَّمانه .و الزَّمانه :العاهه; زَمِنَ یَزْمَنُ زَمَناً و زُمْنه و زَمانه ،فهو زَمِنٌ ،و الجمع زَمِنونَ ،و زَمِین ،و الجمع زَمْنَی لأَنه جنس للبلایا التی یصابون بها و یدخلون فیها و هم لها کارهون،فطابق باب فعیل الذی بمعنی مفعول،و تکسیره علی هذا البناء نحو جریح و جَرْحَی و کلیم و کَلْمَی.و الزَّمانه أَیضاً:الحُبُّ; و قد روی بیت ابن عُلْبَهَ. و لکن عَرَتْنی من هَواک زَمانَهٌ ، کما کنتُ أَلْقَی منک إذْ أَنا مُطْلَقُ و قوله

16- فی الحدیث :إذا تَقارب الزمانُ لم تَکَدْ رؤیا المؤْمن تکذب. ; قال ابن الأَثیر:أَراد استواء اللیل و النهار و اعتدالهما،و قیل:أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنیا.و الزمان یقع علی جمیع الدهر و بعضه.و زِمّانُ ،بکسر الزای:أَبو حیّ من بکر،و هو زِمّان بن تَیْمِ الله بن ثعلبه بن عُکَابه بن صَعْب بن علیّ بن بکر بن وائل،و منهم الفِنْدُ الزِّمّانیُّ (2)قال ابن بری: زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ،قال:و حملها علی الزیاده أَولی،فینبغی أَن تذکر فی فصل زَمَمَ،قال:و یدلک علی زیاده النون امتناع صرفه فی قولک من بنی زِمّان .

ص :199

زمخن:

الزِّمَخْنُ و الزِّمَخْنَهُ :السَّیِّءُ الخُلُق.

زنن:

زَنَّه بالخیر زَنّاً و أَزَنّه :ظَنَّه به أَو اتَّهَمه.و أَزْنَنْتُه بشیء:اتَّهَمْتُه به; و قال حَضْرَمیّ بن عامر: إن کنتَ أَزْنَنْتَنی بها کَذِباً جَزْءُ فلاقَیْتَ مثلَها عَجِلا. و قال اللحیانی: أَزْنَنْتُه بمال و بعلمٍ و بخیر أَی ظننته به،قال:و کلام العامه زَنَنْتُه ،و هو خطأٌ.و یقال:فلان یُزَنُّ بکذا و کذا أَی یُتَّهم به،و قد أَزْنَنْتُه بکذا من الشرِّ،و لا یکون الإِزْنان فی الخیر،قال:و لا یقال زَنَنْتُه بکذا بغیر أَلف.و

1- فی حدیث ابن عباس یصف علیّاً،رضی الله عنهما :ما رأَیت رئیساً مِحْرَباً یُزَنُّ به. أَی یتهم بمشاکلته.یقال: زَنَّه بکذا و أَزَنَّه إذا اتَّهمه و ظنَّه فیه.و

16- فی حدیث الأَنصار و تسویدهم جَدَّ بنَ قَیْس :إنا لنَزُنُّه بالبخل. أَی نَتَّهِمُه به.و

16- فی الحدیث الآخر :فَتًی من قریش یُزَنُّ بشرب الخمر. ; و فی شعر حسان فی عائشه،رضی الله عنها: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بریبهٍ و یقال:ماءٌ زَنَنٌ أَی ضیق قلیل،و میاه زَنَنٌ ; قال الشاعر: ثم اسْتغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من ماء لینَهَ،لا مِلْحٌ و لا زَنَنُ . و یقال الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذی لا یُدْرَی أَ فیه ماءٌ أَم لا.و الزَّنَنُ و الزَّنِیءُ و الزَّنَاء :الضَّیِّق.و زَنَّ عصَبُه إذا یبس; و أَنشد: نَبَّهْتُ مَیْمُوناً لها فأَنّا، و قامَ یَشْکُو عَصَباً قد زَنّا و أَنشد ابن بری هذا البیت مستشهداً به علی زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله.و الزِّنُّ :الدَّوْسَرُ (1).عن أَبی حنیفه.ابن الأَعرابی: التَّزْنینُ الدوامُ علی أَکل الزِّنِّ ،و هو الخُلَّرُ; و الخُلّرُ:الماشُ.و

16- فی الحدیث :لا یقبل الله صلاه العبد الآبق و لا صلاه الزِّنِّین . ; قال ابن الأَعرابی:هو الحاقنُ.یقال: زَنَّ فذَنَّ أَی حَقَنَ فقَطَر،و قیل:هو الذی یدافع الأَخْبَثَین،و

16- فی روایه :لا یُصَلِّ أَحدکم و هو زِنِّین . و

16- فی الحدیث الآخر :لا یَؤُمَّنَّکُمْ أَنْصَرُ و لا أَزَنُّ و لا أَفْرَعُ. و یقال: زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله; قال الراجز: حَسَّبَه من اللّبَنْ إذ رآه قَلَّ و زَنّ (2)اللّبن:مصدر لَبِنَتْ عُنُقه من الوِسادهِ،و حَسَّبَه:وضع تحت رأْسه مِحْسَبَهً،و هی وِساده من أَدَم.و أَبو زَنَّهَ :کنیه القرد.

زهدن:

رجل زَهْدَنٌ ; عن کراع:لئیم،بالزای.

زون:

الزُّوَانُ و الزِّوَانُ :ما یخرج من الطعام فیرمی به،و هو الردیءُ منه،و فی الصحاح:هو حب یخالط البُرَّ،و خص بعضهم به الدَّوْسَر،واحدته زُوَانه و زِوانه ،و لم یُعِلُّوا الواو فی زوان لأَنه لیس بمصدر،و قد تقدّم الزُّؤان،بالضم،فی الهمز،فأَما الزِّوَانُ ،بالکسر،فلا یهمز; قال ابن سیده:هذا قول اللحیانی.و طعام مَزُونٌ :فیه زُوان ،فإِما أَن یکون علی التخفیف من الزُّؤان،و إما أَن یکون موضوعه الإِعلال من الزُّوان الذی موضوعه الواو.اللیث: الزُّوَانُ حبٌّ یکون فی الحنطه تسمِّیه أَهل الشام الشَّیْلَمَ.و روی عن الفراء أَنه قال: الأَزْناءُ الشَّیْلَمُ.

ص :200

قال محمد بن حبیب:قالت أَعرابیه لابن الأَعرابی إنک تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ کأَنک هلال فی غیر سمان (1).قال: تَزُوننا و تَزِینُنا واحد.و الزُّونَهُ :کالزِّینه فی بعض اللغات.و رجل زَوْن و زُون :قصیر،و الفتح أَعرف.و امرأَه زِوَنَّه :قصیره.و رجل زِوَنّ ،بالتشدید،أَی قصیر.و الزَّوَنْزَی :القصیر; قال ابن بری: زَوَنْزَی حقُّه أَن یذکر فی فصل زوز من باب الزای لأَن وزنه فَعَنْلَی،و إنما ذکره لموافقته معنی زِوَنَّه ; و قال:و بَعْلُها زَوَنَّک زَوَنْزَی ابن الأَعرابی: الزَّوَنْزَی الرجل ذو الأُبَّهَه و الکِبْر الذی یری فی نفسه ما لا یراه غیره،و هو المتکبر.و الزَّوَنَّکُ :المُختال فی مِشْیَته الناظر فی عِطْفَیْه یری أَن عنده خیراً و لیس عنده ذلک; قال أَبو منصور:و قد شدده بعضهم فقال رجل زَوَنَّکٌ ،و الأَصل فی هذا الزَّوَنُّ ،فزیدت الکاف و ترک التشدید.ابن الأَعرابی: الزُّونَهُ المرأَه العاقله (2).و الزِّوَنَّه :المرأَه القصیره.و الزّانُ :البَشَمُ.و روی الفراء عن الدُّبَیرِیَّه قالت: الزّانُ التُّخَمه; و أَنشدت: مُصَحَّحٌ لیس یَشکو الزّانَ خَثْلَتُهُ، و لا یُخافُ علی أَمعائه العَرَبُ و روی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: تَرَی الزَّوَنْزَی منهم ذا البُرْدَین، یَرْمِیه سَوّارُ الکَرَی فی العَیْنَین، بین الجِحاجَینِ و بین المَأْقَیْن و الزُّونُ :الصَّنم،و هو بالفارسیه زون ،بشم الزای الشین (3).; قال حمید:ذاتُ المَجُوسِ عَکَفَتْ للزُّونِ و الزُّونُ :موضع تجمع فیه الأَنْصاب و تُنْصَبُ; قال رؤبه: وَهْنانه کالزُّونِ یُجْلی صَنَمُه و الزُّون :الصنم،و کل ما عُبد من دون الله و اتُّخذ إلهاً فهو زُونٌ و زُور; قال جریر: یَمْشی بها البَقَرُ المَوْشِیُّ أَکْرُعُه، مَشْیَ الهَرابِذ تَبْغی بیعَهَ الزُّونِ و هو مثل الزُّور،و الله أَعلم.

زین:

الزَّیْنُ :خلافُ الشَّیْن،و جمعه أَزْیانٌ ; قال حمید بن ثور: تَصِیدُ الجَلِیسَ بأَزْیَانِها و دَلٍّ أَجابتْ علیه الرُّقَی زانه زَیْناً و أَزَانه و أَزْیَنَه ،علی الأَصل،و تَزَیَّنَ هو و ازْدانَ بمعنًی،و هو افتعل من الزِّینهِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها و لم توافق الزای لشدتها،أَبدلوا منها دالاً،فهو مُزْدانٌ ،و إن أَدغمت قلت مُزّان ،و تصغیر مُزْدان مُزَیَّنٌ ،مثل مُخَیَّر تصغیر مُختار،و مُزَیِّین إن عَوَّضْتَ کما تقول فی الجمع مَزَاینُ و مَزَایِین ،و

17- فی حدیث خُزَیمه :ما منعنی أَن لا أَکون مُزْداناً بإعلانک. أَی مُتَزَیِّناً بإعلان أَمرک،و هو مُفْتَعَلٌ من الزینه ،فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزای.قال الأَزهری:سمعت صبیّاً من بنی عُقَیلٍ یقول لآخر:وجهی زَیْنٌ و وجهک شَیْنٌ; أَراد أَنه صبیح الوجه و أَن الآخر قبیحه،قال:و التقدیر وجهی ذو زَیْنٍ و وجهک ذو شَیْنٍ،فنعتهما بالمصدر کما یقال رجل صَوْمٌ و عَدْل أَی ذو عدل.و یقال: زانه الحُسْنُ یَزِینه زَیْناً .قال محمد بن حبیب:قالت أَعرابیه لابن الأَعرابی إنک تَزُونُنا إذا طلعت کأَنک هلال فی

ص :201

غیر سمان ،قال: تَزُونُنا و تَزِینُنا واحدٌ،و زانَه و زَیَّنَه بمعنی; و قال المجنون: فیا رَبِّ،إذ صَیَّرْتَ لیلَی لِیَ الهَوَی، فزِنِّی لِعَیْنَیْها کما زِنْتَها لِیَا و

17- فی حدیث شُرَیح :أَنه کان یُجِیزُ من الزِّینه و یَرُدُّ من الکذب. ; یرید تَزْیین السلعه للبیع من غیر تدلیس و لا کذب فی نسبتها أَو فی صفتها.و رجل مُزَیَّن أَی مُقَذَّذُ الشعر،و الحَجَّامُ مُزَیِّن ; و قول ابن عَبْدَلٍ الشاعر: أَ جِئْتَ علی بَغْلٍ تَزُفُّکَ تِسْعَهٌ، کأَنک دِیکٌ مائِلُ الزَّیْنِ أَعْوَرُ؟ یعنی عُرْفه.و تَزَیَّنَتِ الأَرضُ بالنبات و ازَّیَّنَتْ و ازْدانتِ ازْدِیاناً و تَزَیَّنت و ازْیَنَّتْ و ازْیَأَنَّتْ و أَزْیَنَتْ أَی حَسُنَتْ و بَهُجَتْ،و قد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخیره.و قالوا:إذا طلعت الجَبْهه تزینت النخله.التهذیب: الزِّینه اسم جامع لکل شیء یُتَزَیَّن به.و الزِّینَهُ :ما یتزین به.و یَوْمُ اَلزِّینَهِ :العیدُ.و تقول: أَزْیَنَتِ الأَرضُ بعُشبها و ازَّیَّنَتْ مثله،و أَصله تَزَیَّنَت ،فسکنت التاء و أُدغمت فی الزای و اجتلبت الأَلف لیصح الابتداء.و

16- فی حدیث الاستسقاء قال :اللهم أَنزل علینا فی أَرضنا زِینتَها . أَی نباتَها الذی یُزَیّنها .و

14- فی الحدیث : زَیِّنُوا القرآن بأَصواتکم. ; ابن الأَثیر:قیل هو مقلوب أَی زینوا أَصواتکم بالقرآن،و المعنی الهَجُوا بقراءته و تزَیَّنُوا به،و لیس ذلک علی تطریب القول و التحزین

14- کقوله :لیس منا من لم یَتَغَنَّ بالقرآن. أَی یَلْهَجْ بتلاوته کما یَلْهَج سائر الناس بالغِناء و الطَّرب،قال هکذا قال الهَرَوِیّ و الخَطَّابی و من تَقَدَّمهما،و قال آخرون:لا حاجه إلی القلب،و إنما معناه الحث علی الترتیل الذی أَمر به فی قوله تعالی: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً ; فکأَنَّ الزِّینَه للمُرَتِّل لا للقرآن،کما یقال:ویل للشعر من روایه السَّوْءِ،فهو راجع إلی الراوی لا للشعر،فکأَنه تنبیه للمقصر فی الروایه علی ما یعاب علیه من اللحن و التصحیف و سوء الأَداء و حث لغیره علی التوقی من ذلک،فکذلک

14- قوله : زینوا القرآن بأَصواتکم. یدل علی ما یُزَیّنُ من الترتیل و التدبر و مراعاه الإِعراب،و قیل:أَراد بالقرآن القراءه،و هو مصدر قرأَ یقرأُ قراءه و قُرْآناً أَی زینوا قراءتکم القرآن بأَصواتکم،قال:و یشهد لصحه هذا و أَن القلب لا وجه له

14- حدیث أَبی موسی :أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،اسْتَمع إلی قراءته فقال:لقد أُوتِیت مِزْماراً من مزامیر آل داود،فقال:لو علمتُ أَنک تسمع لحَبَّرْتُه لک تحبیراً. أَی حسَّنت قراءته و زینتها ،و یؤید ذلک تأْییداً لا شبهه فیه

14- حدیث ابن عباس:أَن رسول الله،صلی الله علیه و سلم،قال :لکل شیء حِلْیَهٌ و حِلْیَهُ القرآن حُسْنُ الصوت. و الزِّیْنَهُ و الزُّونَه :اسم جامع لما تُزُیِّنَ به،قلبت الکسره ضمه فانقلبت الیاء واواً.و قوله عز و جل: وَ لاٰ یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاّٰ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا ; معناه لا یبدین الزینه الباطنه کالمِخْنقه و الخَلْخال و الدُّمْلُج و السِّوار و الذی یظهر هو الثیاب و الوجه.و قوله عز و جل: فَخَرَجَ عَلیٰ قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ ;

16- قال الزجاج:جاء فی التفسیر أَنه خرج هو و أَصحابه و علیهم و علی الخیل الأُرْجُوَانُ،و قیل:کان علیهم و علی خیلهم الدِّیباجُ الأَحمر. و امرأَه زَائنٌ : مُتَزَیِّنَه .و الزُّونُ :موضع تجمع فیه الأَصنام و تُنْصَبُ و تُزَیَّنُ .و الزُّونُ :کل شیء یتخذ رَبّاً و یعبد من دون الله عز و جل لأَنه یُزَیَّنُ ،و الله أَعلم.

ص :202

قال الأَصمعی: السِّجِّین من النخل السِّلْتِینُ،بلغه أَهل البحرین.یقال: سَجِّنْ جِذْعَک إذا أَردت أَن تجعله سِلتیناً،و العرب تقول سِجِّین مکان سِلْتین،و سِلتِینٌ لیس بعربی.أَبو عمرو: السِّجِّینُ الشدید.غیره:هو فِعّیل من السِّجْن کأَنه یُثْبِتُ من وقع به فلا یَبرح مکانَه،و رواه ابن الأَعرابی سِخِّیناً أَی سُخْناً،یعنی الضرب،و روی عن المؤَرِّج سِجِّیل و سِجِّین دائم فی قول ابن مقبل.و السِّلتِینُ من النخل:ما یحفر فی أُصولها حُفَر تجْذِبُ الماءَ إلیها إذا کانت لا یصل إلیها الماء.

سحن:

السَّحْنه و السَّحَنهُ و السَّحْناء و السَّحَناء :لِینُ البَشَره و النَّعْمه،و قیل:الهیئهُ و اللونُ و الحالُ.و فی الحدیث ذکر السَّحْنه ،و هی بشره الوجه،و هی مفتوحه السین و قد تکسر،و یقال فیها السَّحْناء ،بالمد.قال أَبو منصور:النَّعْمه،بفتح النون،التنعم،و النِّعْمه،بکسر النون،إنعام الله علی العبد.و إنه لحسَن السَّحْنه و السَّحناء .یقال:هؤلاء قوم حسَنٌ سَحْنَتُهم ،و کان الفراء یقول السَّحَناء و الثَّأَداء،بالتحریک; قال أَبو عبید:و لم أَسمع أَحداً یقولهما بالتحریک غیره; و قال ابن کَیْسان:إنما حُرِّکتا لمکان حروف الحلق.قال:و سَحْنه الرجل حُسْن شعره و دیباجته لوْنِه (1).و لِیْطِه.و إنه لحَسَن سَحْناء الوَجْه.و یقال: سَحَناء ،مثقل،و سَحْناء أَجود.و جاء الفرس مُسْحِناً أَی حَسَنَ الحال،و الأُنثی بالهاء.تقول:جاءَت فرسُ فلان مُسْحِنهً إذا کانت حسنه الحال حسنه المَنْظر.و تَسَحَّنَ المالَ و ساحَنه :نظر إلی سَحْنائه .و تسحَّنْتُ المالَ فرأَیت سَحْناءَه حسَنه.و المُساحَنه :المُلاقاه.و ساحَنه الشیءَ مُساحَنهً :خالطه فیه و فاوَضَه.و ساحَنْتُک خالطتک و فاوضْتُک.و المُساحنه :حسن المعاشره و المخالطه.و السَّحْنُ :أَن تَدْلُک خَشبه بمسْحَنٍ حتی تَلین من غیر أَن تأْخذ من الخشبه شیئاً،و قد سَحَنها ،و اسم الآله المِسْحَن .و المَساحِنُ :حجاره تُدَقُّ بها حجاره الفضه،واحدتها مِسْحَنه ; قال المُعطَّل الهذلی: و فَهْمُ بنُ عَمْرٍو یَعْلِکون ضَریسَهم، کما صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ و الجُذاذ:ما جُذَّ من الحجاره أَی کُسِر فصار رُفاتاً.و سَحَنَ الشیءَ سَحْناً :دقه.و المِسْحَنه :الصَّلاءَه.و المِسْحنه :التی تکسر بها الحجاره.قال ابن سیده:و المَساحِنُ حجاره رِقاق یُمْهَی بها الحدیدُ نحو المِسَنِّ.و سَحَنتُ الحجر:کسرته.

سحتن:

الأَزهری:ابن الأَعرابی السَّحْتَنهُ الأُبْنه الغلیظه فی الغُصن.أَبو عمرو:یقال سَحْتَنه إذا ذبحه،و طَحْلبَه مثله.

سخن:

السُّخْنُ ،بالضم:الحارُّ ضدّ البارد، سَخُنَ الشیءُ و الماءُ،بالضم،و سَخَنَ ،بالفتح،و سَخِنَ ; الأَخیره لغه بنی عامر، سُخونه و سَخانهً و سُخْنه و سُخْناً و سَخَناً و أَسْخَنَه إِسْخاناً وَ سخَّنَه و سَخُنَتْ الأَرض و سَخِنَتْ و سَخُنَت علیه الشمس; عن ابن الأَعرابی،قال:و بنو عامر یَکْسِرون.و

16- فی حدیث معاویه بن قُرّه :شَرُّ الشتاء السَّخینُ . أَی الحارّ الذی لا برد فیه.قال:و الذی جاء

16- فی غریب الحَرْبیّ :شرُّ الشتاءِ السُّخَیْخِین . و شرحه أَنه الحارّ الذی لا برد فیه،قال:و لعله من تحریف النَّقَله.و

16- فی حدیث أَبی الطُّفَیْل :أَقبل رهْطٌ معهم امرأَه فخرجوا و ترکوها مع أَحدهم فشهد علیه رجل منهم فقال:رأَیت سَخینَته تَضْرب اسْتَها.

ص :204

یعنی بَیْضَتیه لحرارتهما.و

14- فی حدیث واثله :أَنه،علیه السلام،دَعا بقُرْصٍ فکسره فی صَحْفه ثم صَنَعَ فیها ماءً سُخْناً . ; ماء سُخْن ،بضم السین و سکون الخاء،أَی حارّ.و ماء سَخِینٌ و مُسَخَّنٌ و سِخِّین و سُخاخِینٌ : سُخْنٌ ،و کذلک طعام سُخاخِین .ابن الأَعرابی:ماءٌ مُسْخَنٌ و سَخِین مثل مُتْرَص و تَریصٍ و مُبرَم و بَریمٍ; و أَنشد لعمرو بن کلثوم: مُشَعْشَعه کأَنَّ الحُصَّ فیها، إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِینا . قال:و قول من قال جُدْنا بأَموالنا فلیس بشیء; قال ابن بری:یعنی أَنّ الماء الحارّ إذا خالطها اصْفَرَّت،قال:و هذا هو الصحیح; و کان الأَصمعی یذهب إلی أَنه من السَّخاء لأَنه یقول بعد هذا البیت: تری اللَّحِزَ الشَّحِیحَ،إذا أُمِرَّتْ علیه لمالِهِ فیها مُهِینا. قال:و لیس کما ظن لأَن ذلک لقب لها و ذا نعت لفعلها،قال:و هو الذی عناه ابن الأَعرابی بقوله:و قول من قال جُدْنا بأَموالنا لیس بشیء،لأَنه کان ینکر أَن یکون فعیل بمعنی مُفْعَل،لیبطل به قول ابن الأَعرابی فی صفته:الملدوغ سلیم; إنه بمعنی مُسْلَم لما به. قال:و قد جاء ذلک کثیراً،أَعنی فعیلاً بمعنی مُفْعَل مثل مُسْخَن و سَخِین و مُتْرَص و تَرِیص،و هی أَلفاظ کثیره معدوده.یقال:أَعْقَدْتُ العسلَ فهو مُعْقَدُ و عَقِید،و أَحْبَسْته فرساً فی سبیل الله فهو مُحْبَسٌ و حَبِیس،و أَسْخَنْتُ الماءَ فهو مُسْخَنٌ و سَخِین ،و أَطْلَقْتُ الأَسیرَ فهو مُطْلَقٌ و طَلِیق،و أَعْتَقْت العبدَ فهو مُعْتَق و عَتِیق،و أَنْقَعْتُ الشرابَ فهو مُنْقَع و نَقِیع،و أَحْبَبْتُ الشیءَ فهو مُحَبٌّ و حَبِیبٌ،و أَطْرَدْتُه فهو مُطْرَد و طَرِید أَی أَبعدته،و أَوْجَحْتُ الثوبَ إذا أَصْفَقْته فهو مُوجَحٌ و وَجِیحٌ،و أَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْکمته فهو مُترَص و تَرِیص،و أَقْصَیْتُه فهو مُقْصیً و قَصِیٌّ،و أَهْدَیْت إلی البیت هَدْیاً فهو مُهْدًی و هَدِیٌّ،و أَوصیت له فهو مُوصیً و وَصِیٌّ،و أَجْنَنْتُ المیتَ فهو مُجَنٌّ و جَنین،و یقال لولد الناقه الناقص الخَلْق مُخْدَجٌ و خَدیجٌ; قال:ذکره الهروی،و کذلک مُجْهَضٌ و جَهِیض إذا أَلقته من شدّه السیر،و أُبْرَمْتُ الأَمرَ فهو مُبْرَمٌ و بَرِیمٌ،و أَبْهَمْتُه فهو مُبْهَم و بَهِیمٌ،و أَیْتَمه الله فهو مُوتَم و یَتِیم،و أَنْعَمه الله فهو مُنعَمٌ و نَعِیم،و أُسْلِمَ الملْسُوعُ لما به فهو مُسْلَم و سَلِیم،و أَحْکَمْتُ الشیءَ فهو مُحْکَم و حَکیم; و منه قوله عز و جل: تِلْکَ آیٰاتُ الْکِتٰابِ الْحَکِیمِ ; و أَبْدَعْته فهو مُبْدَع و بَدِیع،و أَجْمَعْتُ الشیء فهو مُجْمَع و جَمِیع،و أَعْتَدْتُه بمعنی أَعْدَدْته فهو مُعْتَد و عَتید; قال الله عز و جل: هٰذٰا مٰا لَدَیَّ عَتِیدٌ ; أَی مُعْتَدٌ مُعَدٌّ; یقال:أَعددته و أَعتدته و أَعتدته بمعنی،و أَحْنَقْتُ الرجل أَغضبته فهو مُحْنَقٌ و حَنِیقٌ; قال الشاعر: تَلاقَیْنا بغِینهِ ذی طُرَیْفٍ، و بعضُهُم علی بعضٍ حَنِیقُ. و أَفْرَدْته فهو مُفْرَد و فَرِید،و کذلک مُحْرَدٌ و حَرِید بمعنی مُفْرد و فَرید،قال:و أَما فعیل بمعنی مُفْعِل فمُبْدِعٌ و بَدِیع،و مُسْمِع و سَمِیع،و مُونِقٌ و أَنیق،و مُؤْلِم و أَلِیم،و مُکِلٌّ و کَلِیل; قال الهذلی: حتی شَآها کَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غیره:و ماء سُخَاخِینٌ علی فُعالیل،بالضم،و لیس فی

ص :205

الکلام غیره.أَبو عمرو:ماء سَخِیم و سَخِین للذی لیس بحارٍّ و لا بارد; و أَنشد: إنّ سَخِیمَ الماءِ لن یَضِیرا. و تَسْخین الماء و إِسْخانه بمعنی.و یومٌ سُخاخینٌ :مثل سُخْن ; فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ و خالِداً، حُبّاً سُخاخِیناً و حُبّاً باردا. فإِنه فسر السُّخاخین بأَنه المؤذی المُوجِع،و فسر البارد بأَنه الذی یَسْکُنُ إلیه قلبه،قال کراع:و لا نظیر لسُخَاخِین .و قد سَخَنَ یومُنا و سَخُن یَسْخُن ،و بعض یقول یَسْخَنُ ،و سَخِنَ سُخْناً و سَخَناً .و یوم سُخْن و ساخِن و سُخْنانٌ و سَخْنانٌ :حارٌّ.و لیله سُخْنه و ساخنه و سُخْنانه و سَخْنانه و سَخَنَانه ،و سَخُنَتِ النارُ و القِدْر تَسْخُنُ سُخْناً و سُخُونه ،و إنی لأَجِدُ فی نفْسی سُخْنه و سِخْنه و سَخْنه و سَخَنَهً ،بالتحریک،و سَخْناءَ ،ممدود،و سُخونه أَی حَرّاً أَو حُمَّی،و قیل:هی فَضْلُ حراره یجدها من وجع.و یقال:علیک بالأَمر عند سُخْنته أَی فی أَوله قبل أَن یَبْرُد.و ضَرْبٌ سِخِّین :حارٌّ مُؤْلِم شدید; قال ابن مقبل: ضَرْباً تَواصَتْ به الأَبْطالُ سِخِّینا و السَّخینهُ :التی ارتفعت عن الحَسَاء و ثَقُلَتْ عن أَن تُحْسَی،و هی طعام یتخذ من الدقیق دون العصیده فی الرقه و فوقَ الحَساء،و إنما یأْکلون السَّخِینه و النَّفِیتَه فی شدَّه الدَّهْرِ و غَلاءِ السِّعْرِ و عَجَفِ المالِ.قال الأَزهری:و هی السَّخُونه أَیضاً.و روی عن أَبی الهَیْثم أَنه کتب أعرابی قال: السَّخِینه دقیق یُلْقَی علی ماءٍ أَو لبن فیطبخ ثم یؤْکل بتمر أَو یُحسَی،و هو الحَسَاءِ.غیره: السَّخِینه تعمل من دقیق و سمن.و

15,14- فی حدیث فاطمه،علیها السلام :أَنها جاءت النبی،صلی الله علیه و سلم،ببُرْمَهٍ فیها سَخِینه . أَی طعام حارّ،و قیل:هی طعام یتخذ من دقیق و سمن،و قیل:دقیق و تمر أَغلظ من الحَسَاء و أَرق من العصیده،و کانت قریش تکثر من أَکلها فعُیِّرَتْ بها حتی سُمُّوا سَخِینَه .و

14- فی الحدیث :أَنه دخل علی عمه حمزه فصُنِعَتْ لهم سَخِینَهٌ فأَکلوا منها. و

17- فی حدیث معاویه :أَنه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قیس فقال:ما الشیءُ المُلَفَّفُ فی البِجَادِ؟ قال:هو السَّخِینه یا أَمیر المؤمنین. ; المُلَفَّفُ فی البِجاد:وَطْبُ اللبن یُلَفُّ فیه لیَحْمَی و یُدْرِکَ،و کانت تمیم تُعَیَّرُ به.و السَّخِینه :الحَساءِ المذکور،یؤْکل فی الجَدْب،و کانت قریش تُعَیَّرُ بها،فلما مازحه معاویه بما یعاب به قومه مازحه الأَحْنَفُ بمثله.و السَّخُونُ من المرق:ما یُسَخَّنُ ; و قال: یُعْجبُه السَّخُونُ و العَصِیدُ، و التَّمْرُ حُبّاً ما له مَزِیدُ. و یروی: ...حتی ما له مزید. و سَخِینهُ :لقب قریش لأَنها کانت تُعاب بأَکْل السَّخینه ; قال کعب بن مالک (1).: زَعَمَتْ سَخِینَهُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها، و لَیُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ. و المِسْخَنَهُ من البِرامِ:القِدْرُ التی کأَنها تَوْر; ابن شُمیل:هی الصغیره التی یطبخُ فیها للصبی.و

14- فی الحدیث :قال له رجل یا رسول الله،هل أُنزِل علیک طعامٌ من السماء؟ فقال:نعم أُنزل علیّ طعام فی مِسْخَنه . ; قال:هی قِدْر کالتَّوْرِ یُسَخَّن فیها الطعام.و سُخْنَهُ العین:نقیضُ قُرَّتها،و قد سَخِنَت عینه،

ص :206

بالکسر، تَسْخَنُ سَخَناً و سُخْنَهً و سُخُوناً و أَسْخَنها و أَسْخَنَ بها; قال: أَوهِ أَدِیمَ عِرْضِه،و أَسْخِنِ بعَیْنِه بعد هُجوعِ الأَعْیُنِ (1). و رجل سَخِینُ العین،و أَسْخَن الله عینَه أَی أَبکاه.و قد سخُنَتْ عینه سُخْنَه و سُخُوناً ،و یقال: سَخِنَتْ و هی نقیض قَرّت،و یقال: سَخِنَت عینه من حراره تَسْخَن سُخْنَهً ; و أَنشد: إذا الماءُ من حالِبَیْه سَخِنْ قال:و سَخِنَت الأَرض و سَخُنت ،و أَما العین فبالکسر لا غیر.و التَّساخین :المَراجل،لا واحد لها من لفظها; قال ابن درید:إلا أَنه قد یقال تِسْخان ،قال:و لا أَعرف صحه ذلک.و سَخُنَت الدابه إِذا أُجْرِیَت فسَخُنَ عِظامُها و خَفَّتْ فی حُضْرِها; و منه قول لبید: رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ و فوْقَهُ، حتی إذا سَخُنَتْ و خَفَّ عِظامُها. و یروی ... سخنت ... ،بالفتح و الضم.و التَّساخِینُ :الخِفافُ،لا واحد لها مثل التَّعاشِیب.و قال ثعلب:لیس للتَّساخین واحد من لفظها کالنساء لا واحد لها،و قیل:الواحد تَسْخان و تَسْخَن .و

14- فی الحدیث :أَنه،صلی الله علیه و سلم،بعث سَرِیَّهً فأَمَرهم أَن یَمْسَحُوا علی المَشاوِذ و التَّساخین . ; المَشاوذُ:العمائم،و التَّساخِین :الخِفَاف.قال ابن الأَثیر:و قال حمزه الأَصبهانی فی کتاب المُوازنه: التَّسْخان تعریب تَشْکَن،و هو اسم غِطاء من أَغطیه الرأْس،کان العلماءُ و المَوَابِذه یأْخذونه علی رؤوسهم خاصه دون غیرهم،قال:و جاء ذکر التَّساخین فی الحدیث فقال مَنْ تعاطَی تفسیرَه هو الخُفُّ حیث لم یعرف فارسیته و التاء فیه زائده.و السَّخاخِینُ المَساحِی،واحدها سِخِّینٌ ،بلغه عبد القیس،و هی مِسْحاه مُنْعَطِفه.و السِّخِّینُ :مَرُّ المِحْراث; عن ابن الأَعرابی،یعنی ما یَقْبِضُ علیه الحَرَّاثُ منه; ابن الأَعرابی:هو المِعْزَق و السِّخُّینُ ،و یقال للسِّکِّین السِّخِّینه و الشِّلْقاء،قال:و السَّخاخِین سَکاکین الجَزَّار.

سدن:

السَّادِنُ :خادم الکعبه و بیتِ الأَصنام،و الجمع السَّدَنَهُ ،و قد سَدَنَ یَسْدُنُ ،بالضم، سَدْناً و سَدَانَهً ،

14- و کانت السَّدَانَهُ و اللِّواءِ لبنی عبد الدار فی الجاهلیه فأَقرّها النبی،صلی الله علیه و سلم،لهم فی الإِسلام. قال ابن بری:الفرق بین السَّادِنِ و الحاجب أَن الحاجب یَحْجُبُ و إِذْنُه لغیره،و السَّادِنُ یحجب و إذنه لنفسه.و السَّدْنُ و السِّدانه :الحِجابه، سَدَنه یَسْدُنه .و السَّدَنه :حُجَّاب البیت و قَوَمهُ الأَصنام فی الجاهلیه،و هو الأَصل،و ذکر النبی،صلی الله علیه و سلم، سِدَانَه الکعبه و سِقَایه الحاجِّ فی الحدیث.قال أَبو عبید: سِدَانَه الکعبه خِدْمَتُها و تَوَلِّی أَمرها و فتح بابها و إِغلاقُه،یقال منه: سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانه .و رجل سَادِنٌ من قوم سَدَنه و هم الخَدَم.و السَّدَنُ :السِّتْرُ،و الجمع أَسْدانٌ ،و قیل:النون هنا بدل من اللام فی أَسْدال; قال الزَّفَیانُ: ما ذا تَذَکَّرْت من الأَظْعانِ، ابن السکیت: الأَسْدانُ و السُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من الثیاب،واحدها سَدَنٌ .الجوهری: الأَسْدانُ لغه فی الأَسْدالِ،و هی سُدُولُ الهوادج.

ص :207

أَبو عمرو: السَّدِینُ الشحم،و السَّدینُ السِّتْرُ.و سَدَنَ الرجلُ ثوبه و سَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله.

سران:

إِسْرائین و إِسْرائیل،زعم یعقوب أَنه بَدَلٌ:اسم مَلَکٍ.

سربن:

السِّرْبان :کالسِّرْبال،و زعم یعقوب أَن نون سِرْبان بدل من لام سِرْبال.و تَسَرْبَنتُ :کتَسَرْبَلْتُ; قال الشاعر: تَصُدُّ عنی کَمِیَّ القومِ مُنْقَبِضاً، إذا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْباناً . قال:و رواه أَبو عمرو ...سِربالاً.

سرجن:

السِّرْجینُ و السَّرْجینُ :ما تُدْمَلُ به الأَرضُ،و قد سَرْجَنَها .الجوهری: السِّرْجین ،بالکسر،معرَّب لأَنه لیس فی الکلام فَعْلیل،بالفتح،و یقال سِرْقین.

سرفن:

إِسْرافینُ و إِسْرافیلُ،و کان القَنانِیُّ یقول سَرافینُ و سَرافِیلُ و إِسْرائِیلُ و إِسرائینُ،و زعم یعقوب أَنه بَدَلٌ:اسم مَلَک،و قد تکون همزه إِسرافِیلَ أَصلاً فهو علی هذا خماسی.

سرقن:

السِّرْقِین و السَّرقین :ما تُدْمَلُ به الأَرضُ،و قد سَرْقَنَها .التهذیب: السَّرْقین معرّب،و یقال سِرْجین.

سطن:

الساطِنُ :الخَبیث.و الأُسْطُوانُ :الرَّجلُ الطویل الرِّجْلینِ و الظهرِ.و جَمَل أُسْطُوانٌ :طویل العُنُق مُرْتَفِع،و منه الأُسْطُوانه ; قال رؤبه: جَرَّبْنَ منّی أُسْطواناً أَعْنَقا، یَعْدِلُ هَدْلاءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقا و الأَعْنَق:الطویل العُنُق.و الأُسْطُوانه :السارِیَه معروفَه،و هو من ذلک،و أُسْطُوان البیت معروف،و أَساطِینُ مُسَطَّنَهٌ ،و نون الأُسْطُوانه من أَصل بناء الکلمه،و هو علی تقدیر أُفْعُواله،و بیان ذلک أَنهم یقولون أَساطینُ مُسَطَّنَهٌ ; قال الفراء:النون فی الأُسْطوانه أَصلیه،قال:و لا نظیر لهذه الکلمه فی کلامهم،قال الجوهری:النون أَصلیه و هو أُفْعُوالهٌ مثل أُقْحوانهٍ،و کان الأَخفش یقول هو فُعْلُوانه،قال:و هذا یُوجِب أَن تکون الواو زائدهً و إلی جَنْبِها زائدتان الأَلف و النونُ،قال:و هذا لا یکاد یکون،قال:و قال قوم هو أُفْعُلانهٌ،و لو کان کذلک لما جُمِعَ علی أَسَاطِینَ ،لأَنه لا یکون فی الکلام أَفاعینُ،قال ابن بری عند قول الجوهری إن أُسْطُوانه أُفْعُواله مثل أُقْحُوانه،قال:وزنها أُفْعُلانه و لیست أُفْعُواله کما ذکَر،یَدُلُّک علی زیاده النون قولُهم فی الجمع أَقاحِیُّ و أَقاحٍ،و قولُهم فی التصغیر أُقَیْحیه،قال:و أَما أُسْطُوانه فالصحیح فی وزنها فُعْلُوانه لقولهم فی التکسیر أَساطین کسَراحِین،و فی التصغیر أُسَیْطِینه کسُرَیْحِین،قال:و لا یجوز أَن یکون وزنها أُفْعُواله لقله هذا الوزن و عدم نظیره،فأَمّا مُسَطَّنه و مُسَطَّن فإِنما هو بمنزله تَشَیْطَنَ فهو مُتَشَیْطِن،فیمن زعم أَنه من شَاطَ یَشیطُ،لأَن العرب قد تَشْتقُّ من الکلمه و تُبقی زوائده کقولهم تَمَسْکَنَ و تَمَدْرَعَ،قال:و ما أَنکره بعدُ من زیاده الأَلف و النون بعد الواو المزیده فی قوله و هذا لا یکادُ یکون،فغیر منکر بدلیل قولهم عُنْظُوان و عُنْفُوان،و وزْنُهما فُعْلُوان بإِجماع،فَعَلی هذا یجوز أَن یکون أُسْطُوانه کعُنْظُوانه،قال:و نظیره من الیاء فِعْلیان نحو صِلِّیان و بِلِّیان و عِنْظیان،قال:فهذه قد اجتمع فیها زیاده الأَلف و النون و زیاده الیاء قبلها و لم یُنْکر ذلک أَحد.و یقال للرجل الطویل الرجلین و الدابه الطویل القوائم:

ص :208

مُسَطَّن ،و قوائمه أَساطینُه .و الأَسْطان :آنیه الصُّفْر.قال الأَزهری: الأُسْطُوانُ إِعراب (1).أُستُون.

سعن:

السَّعْنُ و السُّعْنُ :شیء یُتَّخذ من أَدَمٍ شبه دَلوٍ إِلا أَنه مُستطیل مستدیر و ربما جعلت له قوائم یُنْتَبَذ فیه،و قد یکون بعضُ الدِّلاءِ علی تلک الصنعه.و السُّعْن :القِرْبه البالیه المتَخَرِّقه العُنق یُبرَّد فیها الماء،و قیل: السُّعْن قِرْبه أَو إِداوه یُقْطع أَسفلُها و یُشَدُّ عُنُقها و تُعَلَّق إلی خشبه أَو جِذْع نخله،ثم یُنْبَذ فیها ثم یُبرَّد فیها،و هو شبیه بدَلو السَّقَّائین یصبون به فی المَزائد.و

17- فی حدیث عُمر :و أَمَرْت بصاعٍ من زبیب فجُعِل فی سُعْنٍ . ; هو من ذلک.و السُّعْنه :القربه الصغیره یُنْبَذ فیها.و قال فی السُّعْن :قِرْبه یُنبذ فیها و یستقی بها،و ربما جعلت المرأَهُ فیها غزلها و قطنها،و الجمع سِعَنهٌ مثل غُصْن و غِصَنه.و السُّعْن :کالعُکَّه یکون فیها العسل،و الجمع أَسْعانٌ و سِعَنهٌ .و

5,14- فی الحدیث :اشتریتُ سُعْناً مُطْبَقاً فذُکِر لأَبی جعفر فقال:کان أَحَبَّ الآنیه إلی النبی،صلی الله علیه و سلم،کلُّ إناءٍ مُطْبَقٍ. ;:قیل:هو القَدَح العظیم یُحْلب فیه; قال الهذلی: طَرَحْتُ بذی الجَنْبَین سُعْنی و قِربتی، و قد أَلَّبُوا خَلْفِی و قَلَّ المَسارب. المَذاهب.و المُسَعَّن :غَرْبٌ یُتَّخذ من أَدیمین یُقابَل بینهما فیُعْرَقان بعراقین،و له خُصْمان من جانبَین،لو وُضِعَ قام قائماً من استواء أَعلاه و أَسفله.و السُّعْن :ظُلَّه أَو کالظُّلَّه تُتَّخذ فوق السطوح حَذَرَ نَدی الوَمَد،و الجمع سُعونٌ ; و قال بعضهم:هی عُمانیَّه لأَن مُتَّخذیها إِنما هم أَهلُ عُمان.و أَسْعَنَ الرجلُ إذا اتخَذَ السُّعنه ،و هی المِظَلَّه.و ما عنده سَعْنٌ و لا مَعْنٌ; السَّعْنُ :الوَدَک،و المَعْن:المعروف.و ما له سَعْنه و لا مَعْنهٌ ،بالفتح،أَی قلیل و لا کثیر،و قیل: السَّعْنه المشؤُومه (2).و المَعْنه المیمون،و کان الأَصمعی لا یعرف أَصلها،و قیل: السَّعْنه من المِعْزی صغار الأَجسام فی خَلْقها،و المَعْنُ الشیء الهَیِّن.و السَّعْنه :الکثره من الطعام و غیره،و المَعنه القله من الطعام و غیره.و ابن سَعْنه ،بفتح السین:من شعرائهم.و سُعْنه :اسم رجل.و یوم السَّعانین :عید للنصاری. و

16- فی حدیث شَرْط النصاری :و لا یُخْرِجوا سَعانینَ . ; قال ابن الأَثیر:هو عید لهم معروف قبل عیدهم الکبیر بأُسبوع،و هو سُرْیانی معرّب،و قیل:هو جمع،واحده سَعْنُون .

سغن:

ابن الأَعرابی: الأَسْغانُ الأَغذیه الردیئه،و یقال باللام أَیضاً.

سفن:

السَّفْنُ :القَشْر. سَفَن الشیءَ یَسْفِنه سَفْناً :قشره; قال إمرؤُ القیس: فجاءَ خَفِیَّاً یَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه، تَری التُّرْبَ منه لاصقاً کلَّ مَلْصَق. و إنما جاء متلبداً علی الأَرض لئلا یراه الصید فینفر منه.و السَّفِینه :الفُلْک لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَی تقشره،فَعِیله بمعنی فاعله،و قیل لها سفینه لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء،قال:و یکون مأْخوذاً من السفن ،و هو الفأْس التی یَنْحَت بها النجارُ،فهی فی هذه الحال فعیله بمعنی مفعوله،و قیل:سمیت السفینه سفینه لأَنها تَسْفِنُ علی وجه الأَرض أَی تَلزَق بها،قال ابن درید: سفینه فعیله بمعنی فاعله کأَنها تَسْفِنُ الماء أَی

ص :209

تَقْشِره،و الجمع سَفائن و سُفُن و سَفِین ; قال عمرو بن کلثوم: مَلأْنا البَرَّ حتی ضاقَ عَنَّا، و مَوْجُ البحر نَمْلَؤُه سَفینا (1). و قال العجاج: و هَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن یکونا بحْراً یَکُبُّ الحُوتَ و السَّفِینا و قال المَثقَّب العَبْدی: کأَنَّ حُدوجَهُنَّ علی سَفِین . سیبویه:أَما سَفائن فعلی بابه،و فُعُلٌ داخل علیه لأَن فُعُلاً فی مثل هذا قلیل،و إِنما شبهوه بِقَلیب و قُلُب کأَنهم جمعوا سَفیناً حین علموا أَن الهاء ساقطه،شبهوها بجُفرهٍ و جِفارٍ حین أَجرَوْها مُجری جُمْد و جِماد.و السَّفَّانُ :صانع السُّفن و سائسها،و حِرْفَته السِّفانه .و السَّفَنُ :الفأْس العظیمه; قال بعضهم:لأَنها تَسْفِنُ أَی تَقْشر،قال ابن سیده:و لیس عندی بقویّ.ابن السکیت: السَّفَن و المِسْفَن و الشَّفْرُ أَیضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع; و قال ذو الرمه یصف ناقه أَنضاها السیر: تَخَوَّفَ السَّیْرُ منها تامکاً قَرِداً، کما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعهِ السَّفَنُ (2). یعنی تَنقَّص.الجوهری: السَّفَنُ ما یُنْحَت به الشیء،و المِسْفَن مثله; و قال: و أَنتَ فی کَفِّکَ المِبْراهُ و السَّفَنُ یقول:إِنک نجَّار; و أَنشد ابن بری لزهیر: ضَرْباً کنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ و السَّفَنُ :جِلدٌ أَخشَن غلیظ کجلود التماسیح یکون علی قوائم السیوف،و قیل:هو حجَرٌ یُنْحَت به و یُلیَّن،و قد سَفَنَه سَفْناً و سَفَّنَه .و قال أَبو حنیفه: السَّفَنُ قطعه خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمکه یُسْحَج بها القِدْح حتی تذهب عنه آثار المِبراه،و قیل: السَّفَنُ جلد السمک الذی تُحَکُّ به السِّیاط و القِدْحان و السِّهام و الصِّحافُ،و یکون علی قائم السیف; و قال عدیّ بن زید یصف قِدْحاً: رَمَّه البارِی،فَسوَّی دَرْأَه غَمْزُ کَفَّیه،و تحْلیقُ السَّفَنْ و قال الأَعشی: و فی کلِّ عامٍ له غَزْوَهٌ تَحُکّ الدوابِرَ حَکَّ السَّفَنْ أَی تأْکل الحجارهُ دوابرَ لها من بعد الغزو.و قال اللیث:و قد یجعل من الحدید ما یُسَفَّن به الخشبُ أَی یُحَک به حتی یلین،و قیل: السَّفَنُ جلد الأَطومِ،و هی سمکه بحریه تُسَوَّی قوائمُ السیوف من جلدها.و سَفَنَتِ الریحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً :جعلته دُقاقاً; و أَنشد: إذا مَساحِیجُ الرِّیاحِ السُّفَّن أَبو عبید: السَّوافِنُ الریاح التی تَسْفِنُ وجه الأَرض کأَنها تَمْسحه،و قال غیره:تقشره،الواحده سافِنَه ،و سَفَنَت الریح التراب عن وجه الأَرض; و قال اللحیانی: سَفَنَتِ الریح تَسْفُنُ سُفُوناً و سَفِنَتْ إذا هَبَّتْ علی وجه الأَرض،و هی ریح سَفُونٌ إذا کانت أَبداً هابَّهً; و أَنشد:

ص :210

مَطاعِیمُ للأَضیافِ فی کلِّ شَتْوَهٍ

سَفُونِ الرِّیاحِ،تَتْرُکُ اللیطَ أَغْبرا

1,2,3- و السَّفِینَهُ :اسم،و به سمی عبد أَو عَسِیف مُتکَهِّن کان لعلی بن أَبی طالب،رضی الله عنه،و أَخبرنی أَبو العَلاء أَنه إِنما سمی سفِینَه لأَنه کان یحمل الحسنَ و الحسین أَو متاعَهما،فشبِّه بالسَّفینه من الفُلْکِ. و سَفَّانه :بنت (1).حاتم طَیِّءٍ،و بها کان یُکنی.و ورد فی الحدیث ذکر سَفَوانَ ،بفتح السین و الفاء،وادٍ من ناحیه بدر بلغ إلیه رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فی طلب کُرْزٍ الفِهْرِی لما أَغار علی سَرْحِ المدینه،و هی غزوه بدر الأُولی،و الله أَعلم.

سقن:

التهذیب خاصه عن ابن الأَعرابی: الأَسْقانُ الخَواصر الضامره.و أَسْقَنَ الرجلُ إذا تمم جِلاءَ سیفه.

سقلطن:

السّقْلاطُونُ :ضرب من الثیاب; قال ابن جنی:ینبغی أَن یکون خماسیّاً لرفع النون و جرها مع الواو; قال أَبو حاتم:عرضته علی رُومِیَّهٍ و قلت لها ما هذا؟ فقالت:سِجِلاَّطُسْ.

سکن:

السُّکُونُ :ضدّ الحرکه. سَکَنَ الشیءُ یَسْکُنُ سُکوناً إذا ذهبت حرکته،و أَسْکَنه هو و سَکَّنه غیره تَسْکیناً .و کل ما هَدَأَ فقد سَکَن کالریح و الحَرّ و البرد و نحو ذلک.و سَکَنَ الرجل:سکت،و قیل: سَکَن فی معنی سکت،و سَکَنتِ الریح و سَکَن المطر و سَکَن الغضب.و قوله تعالی: وَ لَهُ مٰا سَکَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ ; قال ابن الأَعرابی:معناه و له ما حَلَّ فی اللیل و النهار; و قال الزجاج:هذا احتجاج علی المشرکین لأَنهم لم ینکروا أَن ما استقرَّ فی اللیل و النهار لله أَی هو خالقه و مُدَبِّره،فالذی هو کذلک قادر علی إحیاء الموتی.و قال أَبو العباس فی قوله تعالی: وَ لَهُ مٰا سَکَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ ،قال:إنما الساکن من الناس و البهائم خاصه،قال:و سَکَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّک،و إنما معناه،و الله أَعلم،الخَلْق.أَبو عبید:الخَیْزُرَانَهُ السُّکّانُ ،و هو الکَوْثَلُ أَیضاً.و قال أَبو عمرو:الجَذَفُ السُّکّان فی باب السُّفُن.اللیث: السُّکّانُ ذَنَب السفینه التی به تُعَدَّل; و منه قول طرفه: کسُکّانِ بُوصِیٍّ بدَجْلَهَ مُصْعِدِ. و سُکَّانُ السفینه عربی.و السُّکّانُ :ما تُسَکَّنُ به السفینه تمنع به من الحرکه و الاضطراب.و السِّکِّین :المُدْیه،تذکر و تؤَنث; قال الشاعر: فعَیَّثَ فی السَّنامِ،غَداهَ قُرٍّ، بِسِکِّینٍ مُوَثَّقَهِ النِّصابِ و قال أَبو ذؤَیب: یُرَی ناصِحاً فیما بَدا،و إذا خَلا فذلک سِکِّینٌ ،علی الحَلْقِ،حاذقُ قال ابن الأَعرابی:لم أَسمع تأْنیث السِّکِّین ،و قال ثعلب:قد سمعه الفراء; قال الجوهری:و الغالب علیه التذکیر; قال ابن بری:قال أَبو حاتم البیت الذی فیه: بسِکِّینٍ مُوَثَّقَه النِّصابِ. هذا البیت لا تعرفه أَصحابنا.و

16- فی الحدیث :فجاء المَلَک بسِکِّین دَرَهْرَهَهٍ. أَی مُعْوَجَّه الرأْس; قال ابن بری:ذکره ابن الجَوَالِیقی فی المُعَرَّب فی باب الدال،و ذکره الهروی فی الغریبین.ابن سیده: السِّکِّینَه لغه فی السِّکِّین ; قال: سِکِّینهٌ من طَبْعِ سَیْفِ عَمْرِو، نِصابُها من قَرْنِ تَیْسٍ بَرِّی و

14- فی حدیث المَبْعَثِ :قال المَلَکُ لما شَقَّ بَطْنَه

ص :211

إیتِنی بالسِّکِّینه . ; هی لغه فی السِّکِّین ،و المشهور بلا هاء.و

17- فی حدیث أَبی هریره،رضی الله عنه :إن سَمِعْتُ بالسِّکِّین إلاَّ فی هذا الحدیث،ما کنا نسمیها إلاَّ المُدْیَهَ. ; و قوله أَنشده یعقوب: قد زَمَّلُوا سَلْمَی علی تِکِّین، و أَوْلَعُوها بدَمِ المِسْکِینِ قال ابن سیده:أَراد علی سِکِّین فأَبدل التاء مکان السین،و قوله: ...بدم المسکین أَی بإِنسان یأْمرونها بقتله،و صانِعُه سَکّانٌ و سَکَاکِینیٌّ ; قال:الأَخیره عندی مولَّده لأَنک إذا نسبت إلی الجمع فالقیاس أَن تَردّه إلی الواحد.ابن درید: السِّکِّین فِعِّیل من ذَبَحْتُ الشیءَ حتی سکن اضطرابه; و قال الأَزهری:سمیت سِکِّیناً لأَنها تُسَکَّنُ الذبیحه أَی تُسَکنها بالموت.و کل شیء مات فقد سَکَنَ ،و مثله غِرِّید للمغنی لتغریده بالصوت.و رجل شِمِّیر:لتَشْمِیره إذا جَدَّ فی الأَمر و انکمش.و سَکَنَ بالمکان یَسْکُنُ سُکْنَی و سُکُوناً :أَقام; قال کثیِّر عزه: و إن کان لا سُعْدَی أَطالتْ سُکُونَهُ ، و لا أَهْلُ سُعْدَی آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ. فهو ساکن من قوم سُکّان و سَکْنٍ ; الأَخیره اسم للجمع،و قیل:جمع علی قول الأَخفش.و أَسْکَنه إیاه و سَکَنْتُ داری و أَسْکَنْتها غیری،و الاسم منه السُّکْنَی کما أَن العُتْبَی اسم من الإِعْتاب،و هم سُکّان فلان،و السُّکْنَی أَن یُسْکِنَ الرجلَ موضعاً بلا کِرْوَه کالعُمْرَی.و قال اللحیانی:و السَّکَن أَیضاً سُکْنَی الرجل فی الدار.یقال:لک فیها سَکَنٌ .أَی سُکْنَی .و السَّکَنُ و المَسْکَنُ و المَسْکِن :المنزل و البیت; الأَخیره نادره،و أَهل الحجاز یقولون مَسْکنٌ ،بالفتح.و السَّکْنُ :أَهل الدار،اسم لجمع ساکِنٍ کشارب و شَرْبٍ; قال سَلامه بن جَنْدَل: لیس بأَسْفَی و لا أَقْنَی و لا سَغِلٍ، یُسْقَی دواءَ قَفِیِّ السَّکْنِ مَرْبُوبِ و أَنشد الجوهری لذی الرمه: فیا کَرَمَ السَّکْنِ الذین تَحَمَّلوا عن الدارِ،و المُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بری:أَی صار خَلَفاً و بَدَلاً للظباءِ و البقر،و قوله: فیا کَرَمَ... یَتَعَجَّب من کرمهم.و السَّکْنُ :جمع ساکن کصَحْب و صاحب.و

16- فی حدیث یأْجوج و مأْجوج :حتی إن الرُّمَّانه لتُشْبِعُ السَّکْنَ . ; هو بفتح السین و سکون الکاف لأَهل البیت.و قال اللحیانی: السَّکْنُ أَیضاً جِمَاعُ أَهل القبیله.یقال:تَحَمَّلَ السَّکْنُ فذهبوا.و السَّکَنُ :کل ما سَکَنْتَ إلیه و اطمأْنَنت به من أَهل و غیره،و ربما قالت العرب السَّکَنُ لما یُسْکَنُ إلیه; و منه قوله تعالی: جَعَلَ اللَّیْلَ سَکَناً .و السَّکَنُ :المرأَه لأَنها یُسْکَنُ إلیها.و السَّکَنُ : الساکِنُ ; قال الراجز: لِیَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلی فَنَنْ، إلی ذَرَی دِفْءٍ و ظِلٍّ ذی سَکَنْ و

16- فی الحدیث :اللهم أَنْزِلْ علینا فی أَرضنا سَکَنَها . أَی غیاث أَهلها الذی تَسْکُن أَنفسهم إلیه،و هو بفتح السین و الکاف.اللیث: السَّکْنُ السُّکّانُ .و السُّکْنُ :أَن تُسْکِنَ إنساناً منزلاً بلا کراء،قال:و السَّکْنُ العیال أَهلُ البیت،الواحد ساکِنٌ .و

16- فی حدیث الدجال : السُّکْنُ القُوتُ. و

12- فی حدیث المهدی :حتی إنَّ العُنْقود لیکون سُکْنَ أَهل الدار. أَی قُوتَهم من برکته،و هو بمنزله النُّزْل،و هو طعام

ص :212

القوم الذین ینزلون علیه.و الأَسْکانُ :الأَقْواتُ،و قیل للقُوتِ سُکْنٌ لأَن المکان به یُسْکَنُ ،و هذا کما یقال نُزْلُ العسکر لأَرزاقهم المقدره لهم إذا أُنزِلوا منزلاً.و یقال:مَرْعًی مُسْکِنٌ إذا کان کثیراً لا یُحْوج إلی الظَّعْن،کذلک مَرْعًی مُرْبِعٌ و مُنْزِلٌ.قال:و السُّکْنُ المَسْکَن .یقال:لک فیها سُکْنٌ و سُکْنَی بمعنی واحد.و سُکْنی المرأَه: المَسْکَنُ الذی یُسْکنها الزوج إیاه.یقال:لک داری هذه سُکْنَی إذا أَعاره مَسْکناً یَسْکُنه .و سُکّانُ الدَّارِ:هُمُ الجنّ المقیمون بها،

14- و کان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فیها ذَبیحه یَتَّقی بها أَذَی الجنّ فنهی النبی،صلی الله علیه و سلم،عن ذبائح الجن. و السَّکَنُ ،بالتحریک:النار; قال یصف قناه ثَقَّفَها بالنار و الدُّهن: أَقامها بسَکَنٍ و أَدْهان و قال آخر: أَلْجَأَنی اللیلُ و ریحٌ بَلَّهْ إلی سَوادِ إِبلٍ و ثَلَّهْ، و سَکَنٍ تُوقَدُ فی مِظَلَّهْ ابن الأَعرابی: التَّسْکِینُ تقویم الصَّعْدَهِ بالسَّکَنِ ،و هو النار.و التَّسْکین :أَن یدوم الرجل علی رکوب السُّکَیْنِ ،و هو الحمار الخفیف السریع،و الأَتانُ إذا کانت کذلک سُکَیْنه ،و به سمیت الجاریه الخفیفه الرُّوح سُکَیْنه .قال:و السُّکَیْنه أَیضاً اسم البَقَّه التی دخلت فی أَنف نُمْروذَ بن کَنْعان الخاطئ فأَکلت دماغَه.و السُّکَیْنُ :الحمار الوحشی; قال أَبو دُواد: دَعَرْتُ السُّکَیْنَ به آیِلاً، و عَیْنَ نِعاجٍ تُراعی السِّخالا و السَّکینه :الوَدَاعه و الوَقار.و قوله عز و جل: فِیهِ سَکِینَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِیَّهٌ ; قال الزجاج:معناه فیه ما تَسْکُنُون به إذا أَتاکم;

16- قال ابن سیده:قالوا إنه کان فیه میراث الأَنبیاء و عصا موسی و عمامه هرون الصفراء،و قیل:إنه کان فیه رأْس کرأْس الهِرِّ إذا صاح کان الظَّفَرُ لبنی إسرائیل،و قیل:إن السَّکینه لها رأْس کرأْس الهِرَّه من زَبَرْجَدٍ و یاقوت و لها جناحان.

16- قال الحسن :جعل الله لهم فی التابوت سَکِینه لا یَفِرُّون عنه أَبداً و تطمئن قلوبهم إلیه. الفراء:من العرب من یقول أَنزل الله علیهم السَّکینه للسَّکینه .و

14- فی حدیث قَیْلَهَ :أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال لها:یا مِسْکِینه علیک السَّکِینهَ . ; أَراد علیک الوَقارَ و الوَداعَه و الأَمْنَ.یقال:رجل وَدِیعَ وقُور ساکن هادئ.و

17- روی عن ابن مسعود أَنه قال : السَّکِینهَ مَغْنَم و ترکها مَغْرَم. و قیل:أَراد بها هاهنا الرحمه.و

16- فی الحدیث :نزلت علیهم السَّکِینه تحملها الملائکه. و قال شمر:قال بعضهم السَّکِینه الرحمه،و قیل:هی الطمأْنینه،و قیل:هی النصر،و قیل:هی الوَقار و ما یَسْکُن به الإِنسان.و قوله تعالی: فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَکِینَتَهُ عَلیٰ رَسُولِهِ ما تَسْکُنُ به قلوبُهم.و تقول للوَقُور:علیه السُّکون و السَّکِینه ; أَنشد ابن بری لأَبی عُرَیْف الکُلَیبی: للهِ قَبْرٌ غالَها،ما ذا یُجِنْنَ، لقد أَجَنَّ سَکِینهً و وَقَارا و

16- فی حدیث الدَّفْع من عرفه :علیکم السَّکِینهَ و الوَقارَ و التَّأَنِّیَ فی الحرکه و السیر. و

16- فی حدیث الخروج إلی الصلاه :فلْیأْتِ و علیه السَّکِینه . و

14- فی حدیث زید بن ثابت :کنت إلی جنب رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فغَشِیَتْه السَّکِینهُ . ; یرید ما

ص :213

کان یَعْرِضُ له من السکون و الغَیْبه عند نزول الوحی.و

17- فی الحدیث :ما کنا نُبْعِدُ أَن السَّکینه تَکَلَّمُ علی لسانِ عُمَرَ. ; قیل:هو من الوقار و السکون،و قیل:الرحمه،و قیل:أَراد السَّکِینَه التی ذکرها الله عز و جل فی کتابه العزیز،

16- قیل فی تفسیرها :إنها حیوان له وجه کوجه الإِنسان مُجتَمِع،و سائِرُها خَلْقٌ رَقِیقٌ کالریح و الهواء،و قیل:هی صُوره کالهِرَّه کانت معهم فی جُیوشهم،فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم،و قیل:هی ما کانوا یسکنون إلیه من الآیات التی أُعطیها موسی،علی نبینا و علیه الصلاه و السلام. قال:و الأَشْبه بحدیث عمر أَن یکون من الصوره المذکوره.و

1- فی حدیث علی،رضی الله عنه،و بناء الکعبه :فأَرسل الله إلیه السَّکینه . ; و هی ریح خَجُوجٌ أَی سریعه المَمَرِّ. و السَّکِّینه :لغه فی السَّکینه ; عن أَََبی زید،و لا نظیر لها و لا یعلم فی الکلام فَعِّیله.و السِّکِّینهُ ،بالکسر:لغه عن الکسائی من تذکره أَََبی علی.و تَسَکَّنَ الرجل:من السَّکِینه و السَّکِّینه .و ترکتهم علی سَکِناتِهم و مَکِناتِهم و نَزِلاتِهم و رَباعَتهم و رَبَعاتهم أَََی علی استقامتهم و حُسْن حالهم،و قال ثعلب:علی مساکنهم،و فی المحکم:علی مَنازلهم،قال:و هذا هو الجید لأَن الأَول لا یطابق فیه الاسم الخبر،إِذ المبتدأ اسم و الخبر مصدر،فافهم.و قالوا:ترکنا الناسَ علی مُصاباتهم أَََی علی طبقاتهم و منازلهم.و السَّکِنه ،بکسر الکاف:مقرّ الرأََْس من العنق; و قال حنظله بن شَرْقیّ و کنیته أَََبو الطَّحَّان: بِضَرْبٍ یُزِیلُ الهامَ عن سَکِناتِه ، و طَعْنٍ کتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ و

14- فی الحدیث:أَََنه قال یوم الفتح :اسْتَقِرُّوا علی سَکِناتکم فقد انقطعت الهجره. أَََی علی مواضعکم و فی مسَاکنکم ،و یقال:واحدتها سَکِنه مثل مَکِنه و مَکِنات،یعنی أَََن الله قد أَََعز الإِسلام،و أَََغنی عن الهجره و الفِرار عن الوطن خَوْفَ المشرکین.و یقال:الناس علی سَکِناتهم أَََی علی استقامتهم; قال ابن بری:و قال زامِل بن مُصاد العَیْنی: بِضَرْبٍ یُزِیلُ الهامَ عن سَکِناته ، و طَعْنٍ کأَفواه المَزاد المُخَرَّق قال:و قال طُفَیل: بضرْبٍ یُزیل الهامَ عن سَکِناته ، و یَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّب قال:و قال النابغه: بضربٍ یُزیلُ الهامَ عن سَکِناته ، و طعن کإِیزاغِ المخاض الضَّوارب. و المِسْکینُ و المَسْکِین ; الأَخیره نادره لأَنه لیس فی الکلام مَفْعیل:الذی لا شیء له،و قیل:الذی لا شیء له یکفی عیاله،قال أَََبو إسحق: المسکین الذی أَََسْکَنه الفقرُ أَََی قَلَّلَ حرکتَه،و هذا بعید لأَن مِسْکیناً فی معنی فاعل،و قوله الذی أَََسْکَنه الفقرُ یُخْرجه إِلی معنی مفعول،و الفرق بین المِسْکین و الفقیر مذکور فی موضعه،و سنذکر منه هنا شیئاً،و هو مِفْعیل من السکون ،مثل المِنْطیق من النُّطْق.قال ابن الأَنباری:قال یونس الفقیر أَََحسن حالاً من المسکین ،و الفقیر الذی له بعض ما یُقیمه،و المسکین أَََسوأََُ حالاً من الفقیر،و هو قول ابن السکیت; قال یونس:و قلت لأَعرابی أَََ فقیر أَََنت أَََم مسکین ؟ فقال:لا و الله بل مسکین ،فأَعلم أَََنه أَََسوأََُ حالاً من الفقیر; و احتجوا علی أَََن المسکین أَََسوأََُ حالاً من الفقیر بقول الراعی:

ص :214

أَََما الفقیرُ الذی کانَتْ حَلوبَتُه

وَفْق العِیال،فلم یُترَک له سَبَدُ

فأَثبت أَََن للفقیر حَلوبه و جعلها وفْقاً لعیاله; قال:و قول مالک فی هذا کقول یونس.و روی عن الأَصمعی أَََنه قال: المسکین أَََحسن حالاً من الفقیر،و إِلیه ذهب أَََحمد بن عُبَیْد،قال:و هو القول الصحیح عندنا لأَن الله تعالی قال: أَمَّا السَّفِینَهُ فَکٰانَتْ لِمَسٰاکِینَ ; فأَخبر أَََنهم مساکین و أَََن لهم سَفینه تُساوی جُمْله،و قال لِلْفُقَرٰاءِ الَّذِینَ أُحْصِرُوا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ لاٰ یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ:یَحْسَبُهُمُ الْجٰاهِلُ أَغْنِیٰاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِیمٰاهُمْ لاٰ یَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً ; فهذه الحال التی أَََخبر بها عن الفقراء هی دون الحال التی أَََخبر بها عن المساکین .قال ابن بری:و إِلی هذا القول ذهب علیُّ بن حمزه الأَصبهانی اللغوی،و یَری أَََنه الصواب و ما سواه خطأٌ،و استدل علی ذلک بقوله: مِسْکِیناً ذٰا مَتْرَبَهٍ ; فأَکد عز و جل سُوءَ حاله بصفه الفقر لأَن المَتْربَه الفقر،و لا یؤکد الشیء إِلا بما هو أَََوکد منه،و استدل علی ذلک بقوله عز و جل: أَمَّا السَّفِینَهُ فَکٰانَتْ لِمَسٰاکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ ; فأَثبت أَََن لهم سفینه یعملون علیها فی البحر; و استدل أَََیضاً بقول الراجز: هَلْ لَکَ فی أَََجْرٍ عَظِیمٍ تُؤْجَرُهْ، فأَثبت أَََن له عشر شیاه،و أَََراد بقوله عسکره غنمه و أَََنها قلیله،و استدل أَََیضاً ببیت الراعی و زعم أَََنه أَََعدل شاهد علی صحه ذلک; و هو قوله: أَََما الفقیرُ الذی کانت حَلوبَتُه لأَنه قال:أَََما الفقیر الذی کانت حَلوبتُه و لم یقل الذی حلوبته،و قال:فلم یُترک له سَبَدٌ،فأَعلمک أَََنه کانت له حَلوبه تَقُوت عیاله،و من کانت هذه حاله فلیس بفقیر و لکن مسکین ،ثم أَََعلمک أَََنها أََُخِذَتْ منه فصار إِذ ذاک فقیراً،یعنی ابنُ حمْزه بهذا القول أَََن الشاعر لم یُثْبِتْ أَََن للفقیر حلوبه لأَنه قال:الذی کانت حلوبته،و لم یقل الذی حلوبته،و هذا کما تقول أَََما الفقیر الذی کان له مال و ثرْوه فإِنه لم یُترَکْ له سَبَدٌ،فلم یُثْبت بهذا أَََن للفقیر مالاً و ثرْوَه،و إِنما أَََثبَت سُوءَ حاله الذی به صارفقیراً،بعد أَََن کان ذا مال و ثروه،و کذلک یکون المعنی فی قوله: أَََما الفقیر الذی کانت حلوبته. أَََنه أَََثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَََن کان مسکیناً قبل عدم حَلوبته،و لم یُرِد أَََنه فقیر مع وجودها فإِن ذلک لا یصح کما لا یصح أَََن یکون للفقیر مال و ثروه فی قولک:أَََما الفقیر الذی کان له مال و ثروه،لأَنه لا یکون فقیراً مع ثروته و ماله فحصل بهذا أَََن الفقیر فی البیت هو الذی لم یُترکْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته،و کان قبل أَََخذ حلوبته مسکیناً لأَن من کانت له حلوبه فلیس فقیراً،لأَنه قد أَََثبت أَََن الفقیر الذی لم یُترَکْ له سَبَدٌ،و إِذا لم یکن فقیراً فهو إِمّا غنی و إِما مسکین ،و من له حلوبه واحده فلیس بغنیّ،و إِذا لم یکن غنیّاً لم یبق إِلاّ أَََن یکون فقیراً أَََو مسکیناً ،و لا یصح أَََن یکون فقیراً علی ما تقدّم ذکره،فلم یبقَ أَََن یکون إِلا مسکیناً ،فثبت بهذا أَََن المسکین أَََصلح حالاً من الفقیر; قال علی بن حمزه:و لذلک بدأَََ الله تعالی بالفقیر قبل من یستحق الصّدقه من المسکین و غیره،و أَََنت إِذا تأَملت قوله تعالی: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاکِینِ ،وجدته سبحانه قد

ص :215

رتبهم فجعل الثانی أَََصلح حالاً من الأَول،و الثالث أَََصلح حالاً من الثانی،و کذلک الرابع و الخامس و السادس و السابع و الثامن،قال:و مما یدلک علی أَََن المسکین أَََصلح حالاً من الفقیر أَََن العرب قد تسمت به و لم تتسمّ بفقیر لتناهی الفقر فی سوء الحال،أَََ لا تری أَََنهم قالوا تَمَسْکَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً علی معنی التشبیه بالمسکین فی زِیِّه،و لم یفعلوا ذلک فی الفقیر إِذ کانت حاله لا یَتَزَیّا بها أَََحدٌ؟ قال:و لهذا رَغِبَ الأَعرابیُّ الذی سأَله یونس عن اسم الفقیر لتناهیه فی سوء الحال،فآثر التسمیه بالمَسْکَنه أَََو أَََراد أَََنه ذلیل لبعده عن قومه و وطنه،قال:و لا أَََظنه أَََراد إِلا ذلک،و وافق قولُ الأَصمعی و ابن حمزه فی هذا قولَ الشافعی; و

17- قال قتاده :الفقیر الذی به زَمانه،و المِسْکین الصحیح المحتاج. و قال زیاده الله بن أَََحمد:الفقیر القاعد فی بیته لا یسأَل،و المسکین الذی یسأَل،فمن هاهنا ذهب من ذهب إِلی أَََن المسکین أَََصلح حالاً من الفقیر لأَنه یسأَل فیُعْطَی،و الفقیر لا یسأَل و لا یُشْعَرُ به فیُعْطَی للزومه بیته أَََو لامتناع سؤاله،فهو یَتَقَنَّع بأَیْسَرِ شیء کالذی یتقوَّت فی یومه بالتمره و التمرتین و نحو ذلک و لا یسأَل محافظه علی ماء وجهه و إِراقته عند السؤال،فحاله إِذاً أَََشدّ من حال المسکین الذی لا یَعْدَمُ من یعطیه،و یشهد بصحه ذلک

14- قوله،صلی الله علیه و سلم :لیس المسکینُ الذی تَرُدُّه اللُّقْمهُ و اللُّقْمتانِ،و إِنما المسکین الذی لا یسأَل و لا یُفْطَنُ له فیُعْطَی. فأَعْلَمَ أَََن الذی لا یسأَل أَََسوأََُ حالاً من السائل،و إِذا ثبت أَََن الفقیر هو الذی لا یسأَل و أَََن المسکین هو السائل فالمسکین إِذاً أَََصلح حالاً من الفقیر،و الفقیر أَََشدّ منه فاقه و ضرّاً،إِلاَّ أََن الفقیر أَََشرف نفساً من المسکین لعدم الخضوع الذی فی المسکین ،لأَن المسکین قد جمع فقراً و مسکنه ،فحاله فی هذا أَََسوأََُ حالاً من الفقیر،و لهذا قال،صلی الله علیه و سلم:لیس المسکین (1)فأَبانَ أَََن لفظه المسکین فی استعمال الناس أَََشدّ قُبحاً من لفظه الفقیر،و کان الأَولی بهذه اللفظه أَََن تکون لمن لا یسأَل لذل الفقر الذی أَََصابه،فلفظه المسکین من هذه الجهه أَََشد بؤساً من لفظه الفقیر،و إِن کان حال الفقیر فی القله و الفاقه أَََشد من حال المسکین ،و أَََصل المسکین فی اللغه الخاضع،و أَََصل الفقیر المحتاج،و لهذا

14- قال،صلی الله علیه و سلم :اللهم أَََحْیِنی مِسْکیناً و أَََمِتْنی مسکیناً و احْشُرْنی فی زُمْرهِ المساکین . ; أَََراد به التواضع و الإِِخْبات و أَََن لا یکون من الجبارین المتکبرین أَََی خاضعاً لک یا رب ذلیلاً غیر متکبر،و لیس یراد بالمسکین هنا الفقیر المحتاج.قال محمد بن المکرّم:و قد استعاذ سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،من الفقر; قال:و قد یمکن أَََن یکون من هذا قوله سبحانه حکایهً عن الخِضْرِ،علیه السلام: أَمَّا السَّفِینَهُ فَکٰانَتْ لِمَسٰاکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ ،فسماهم مساکین لخضوعهم و ذلهم من جَوْرِ الملک الذی یأْخذ کل سفینه وجدها فی البحر غَصْباً،و قد یکون المسکین مُقِلاًّ و مُکْثِراً،إِذ الأَصل فی المسکین أَََنه من المَسْکَنه ،و هو الخضوع و الذل،و لهذا وصف الله المسکین بالفقر لما أَََراد أَََن یُعْلِمَ أَََن خضوعه لفقر لا لأَمر غیره بقوله عز و جل: یَتِیماً ذٰا مَقْرَبَهٍ أَوْ مِسْکِیناً ذٰا مَتْرَبَهٍ ; و المَتْرَبهُ:الفقر،و فی هذا حجه لمن جعل المسکین أَََسوأَََ حالاً لقوله ذٰا مَتْرَبَهٍ ،و هو الذی لَصِقَ بالتراب لشدَّه فقره،و فیه أَََیضاً حجه لمن جعل المسکین أَََصلح حالاً من الفقیر لأَنه أَََکد حاله بالفقر،و لا یؤکَّد الشیء إِلا بما هو أَََوکد منه.قال ابن الأَثیر:و قد تکرر ذکر المِسْکین و المَساکین و المَسْکَنه و التَّمَسْکُنِ ،قال:و کلها یَدُورُ معناها علی الخضوع

ص :216

و الذِّلَّه و قله المال و الحال السیئه،و اسْتَکانَ إِذا خضع.و المَسْکَنه :فَقْرُ النفس.و تَمَسْکَنَ إِذا تَشَبَّه بالمساکین ،و هم جمع المِسْکین ،و هو الذی لا شیء له،و قیل:هو الذی له بعض الشیء،قال:و قد تقع المَسْکَنه علی الضَّعف; و منه

16- حدیث قَیْله :قال لها صَدَقَت المِسْکِینهُ . ; أَََراد الضَّعف و لم یرد الفقر.قال سیبویه: المِسْکین من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها،تقول:مررت به المِسْکین ،تنصبه علی أَََعنی،و قد یجوز الجرّ علی البدل،و الرفع علی إِضمار هو،و فیه معنی الترحم مع ذلک،کما أَََن رحمهُ الله علیه و إِن کان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنی الدعاء; قال:و کان یونس یقول مررت به المسکینَ ،علی الحال،و یتوهم سقوط الأَلف و اللام،و هذا خطأٌ لأَنه لا یجوز أَََن یکون حالاً و فیه الأَلف و اللام،و لو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظریفَ ترید ظریفاً،و لکن إِنْ شئت حملته علی الفعل کأَنه قال لقیت المسکین ،لأَنه إِذا قال مررت به فکأَنه قال لقیته،و حکی أَََیضاً:إِنه المسکینُ أَََحْمَقُ و تقدیرُه:إِنه أَََحمق،و قوله المسکینُ أَََی هو المسکینُ ،و ذلک اعتراضٌ بین اسم إِن و خبرها،و الأُنثی مِسْکینه ; قال سیبویه:شبهت بفقیره حیث لم تکن فی معنی الإِِکْثار،و قد جاء مِسْکین أَََیضاً للأُنثی; قال تأَبط شرّاً: قد أَََطْعَنُ الطَّعْنهَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ، کفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْکینِ عنی بالفرج ما انشق من ثیابها،و الجمع مَساکین ،و إِن شئت قلت مِسْکینون کما تقول فقیرون; قال أَََبو الحسن:یعنی أَََن مِفْعیلاً یقع للمذکر و المؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِیر و مِئْشیر،و إِنما یکون ذلک ما دامت الصیغه للمبالغه،فلما قالوا مِسْکینه یعنون المؤنث و لم یقصدوا به المبالغه شبهوها بفقیره،و لذلک ساغ جمع مذکره بالواو و النون.و قوم مَساکینُ و مِسْکِینون أَََیضاً،و إِنما قالوا ذلک من حیث قیل للإِناث مِسْکینات لأَجل دخول الهاء،و الاسم المَسْکَنه .اللیث: المَسْکَنه مصدر فِعْل المِسْکین ،و إِذا اشتقوا منه فعلاً قالوا تَمَسْکَنَ الرجلُ أَََی صار مِسکیناً .و یقال: أَََسْکَنه الله و أَََسْکَنَ جَوْفَه أَََی جعله مِسْکیناً .قال الجوهری: المسکین الفقیر،و قد یکون بمعنی الذِّلَّه و الضعف.یقال: تَسَکَّن الرجل و تَمَسْکَن ،کما قالوا تَمَدْرَعَ و تَمَنْدَلَ من المِدْرَعَه و المِنْدیل،علی تَمَفْعَل،قال:و هو شاذ،و قیاسه تَسَکَّنَ و تَدرَّعَ مثل تشَجَّع و تحَلَّم.و سَکَن الرجلُ و أَََسْکَن و تمَسْکَنَ إِذا صار مِسکیناً ،أَََثبتوا الزائد،کما قالوا تَمَدْرَع فی المِدرعه.قال اللحیانی: تَسَکَّن کتَمَسْکَن ،و أَََصبح القومُ مُسْکِنین أَََی ذوی مَسْکنه .و حکی:ما کان مسکیناً و ما کنت مسکیناً و لقد أَََسکَنْتُ .و تمسکَنَ لربه:تضَرَّع; عن اللحیانی،و هو من ذلک.و تمسکن إِذا خضع لله.و المَسْکَنه :الذِّلَّه.و

14- فی الحدیث عن النبی،صلی الله علیه و سلم،أَََنه قال للمصلی :تَبْأَسُ و تمسْکَنُ و تُقْنِع یدیک. ; و قوله تمسْکَنُ أَََی تذَلَّل و تَخْضَع،و هو تَمَفْعَل من السکون ; و قال القتیبی:أَََصل الحرف السُّکون ،و المَسْکَنه مَفْعله منه،و کان القیاس تسَکَّن ،و هو الأَکثر الأَفصح إِلا أَََنه جاءَ فی هذا الحرف تَمَفْعَل،و مثله تمَدْرَع و أَََصله تَدرَّع; و قال سیبویه:کل میم کانت فی أَََول حرف فهی مزیده إِلا میم مِعْزی و میم مَعَدٍّ،تقول:تمَعْدَد،و میم مَنْجَنِیق و میم مَأْجَج و میم مَهْدَد; قال أَََبو منصور:و هذا فیما جاء علی بناء مَفْعَل أَََو مِفْعَل أَََو مِفْعیل،فأَما ما جاء علی بناء فَعْلٍ

ص :217

أَََو فِعالٍ فالمیم تکون أَََصلیه مثل المَهْدِ و المِهاد و المَرد و ما أَََشبهه.و حکی الکسائی عن بعض بنی أَََسد: المَسْکین ،بفتح المیم، المِسْکین .و المِسْکینه :اسم مدینه النبی،صلی الله علیه و سلم،قال ابن سیده:لا أَََدری لمَ سمیت بذلک إِلا أَََن یکون لفقدها النبی،صلی الله علیه و سلم.و استَکان الرجل:خَضَع و ذلَّ،و هو افتَعَل من المَسْکَنه ،أََُشبعت حرکه عینه فجاءت أَََلفاً.و فی التنزیل العزیز: فَمَا اِسْتَکٰانُوا لِرَبِّهِمْ ; و هذا نادر،و قوله: فَمَا اِسْتَکٰانُوا لِرَبِّهِمْ ; أَََی فما خضعوا،کان فی الأَصل فما استَکَنُوا فمدّت فتحه الکاف بأَلف کقوله:لها مَتْنتان خَظاتا،أَََراد خَظَتا فمدّ فتحه الظاء بأَلف.یقال: سَکَنَ و أَََسکَنَ و اسْتَکَنَ و تَمَسْکَنَ و اسْتَکان أََی خضع و ذل. و

16- فی حدیث توبه کعب :أَََما صاحبای فاستَکانا و قَعَدا فی بیوتهما. أَََی خضعا و ذلاَّ.و الاسْتِکانه :اسْتِفْعال من السُّکون ; قال ابن سیده:و أَََکثر ما جاءَ إِِشباع حرکه العین فی الشعر کقوله یَنْباعُ من ذفری غَضُوب أَََی یَنْبَع،مدّت فتحه الباء بأَلف،و کقوله:أَََدْنو فأَنْظُورُ،و جعله أَََبو علی الفارسی من الکَیْنِ الذی هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذلیل خفیّ،فشبهه بذلک لأَنه أَََخفی ما یکون من الإِنسان،و هو یتعدی بحرف الجرّ و دونه; قال کثیِّر عزه: فما وَجدوا فیک ابنَ مَرْوان سَقْطهً، و لا جَهْلهً فی مازِقٍ تَسْتَکِینُها الزجاج فی قوله تعالی: وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَکَ سَکَنٌ لَهُمْ ; أَََی یَسْکُنون بها.و السَّکُون ،بالفتح:حیّ من الیمن.و السَّکون :موضع،و کذلک مَسْکِنٌ ،بکسر الکاف،و قیل:موضع من أَََرض الکوفه; قال الشاعر: إِِنَّ الرَّزِیَّه،یَوْمَ مَسْکِنَ ، و المُصِیبهَ و الفَجیعه. جعله اسماً للبقعه فلم یصرفه.و أَََما المُسْکان ،بمعنی العَرَبون،فهو فُعْلال،و المیم أَََصلیه،و جمعه المَساکین ; قاله ابن الأَعرابی.ابن شمیل:تغطیه الوجه عند النوم سُکْنه کأَنه یأْمن الوحشه،و فلان بنُ السَّکَن .قال الجوهری:و کان الأَصمعی یقوله بجزم الکاف; قال ابن بری:قال ابن حبیب یقال سَکَنٌ و سَکْنٌ ; قال جریر فی الإِسکان: و نُبِّئْتُ جَوَّاباً و سَکْناً یَسُبُّنی، و عَمْرو بنُ عَفْرا،لا سلامَ علی عمرو و سَکْنٌ و سُکَنٌ و سُکَینٌ :أَََسماء.و سُکَینٌ :اسم موضع; قال النابغه: و علی الرُّمَیْثه من سُکَینٍ حاضرٌ، و علی الدُّثَیْنهِ من بنی سَیَّارِ. و سُکَینٌ ،مصغر:حیّ من العرب فی شعر النابغه الذُّبیانی.قال ابن بری:یعنی هذا البیت:و علی الرُّمیثه من سُکین .و سُکَیْنه :بنت الحُسَین بن علی،علیهم السلام،و الطُّرَّه السُّکَیْنِیَّه منسوبه إِِلیها.

سلن:

التهذیب فی الثلاثی:ابن الأَعرابی الأَسْلانُ الرِّماح الذُّبَّل.

سلعن:

سَلْعَنَ فی عدْوه:عَدا عَدْواً شدیداً.

سمن:

السِّمَنُ :نقیض الهُزال.و السَّمِینُ :خلاف المَهْزول، سَمِنَ یَسْمَنُ سِمَناً و سَمانهً ; عن ابن الأَعرابی; و أَََنشد: رَکِبْناها سَمانَتَها ،فلما بَدَتْ منها السَّناسِنُ و الضُّلوعُ

ص :218

أَََراد:رکبناها طُولَ سَمانتِها .و شیء سامِنٌ و سمین ،و الجمع سِمانٌ ; قال سیبویه:و لم یقولوا سُمَناء ،اسْتَغنَوْا عنه بسِمانٍ .و قال اللحیانی:إِِذا کان السِّمَنُ خِلْقه قیل هذا رجل مُسْمِن و قد أَََسْمَن .و سَمَّنه :جعله سمیناً ،و تسَمَّنَ و سَمَّنه غیرُه.و فی المثل: سَمِّنْ کلْبَک یأْکُلْک .و قالوا: الیَنَمهُ تُسْمِن و لا تُغْزر أَََی أَََنها تجعل الإِِبل سَمینه و لا تجعلها غِزاراً.و قال بعضهم:امرأََه مُسْمَنه سَمینه و مُسَمَّنه بالأَدْویه.و أَََسْمَن الرجلُ:ملک سَمیناً أَََو اشتراه أَََو وهبه.و أَََسْمَنَ القومُ: سَمِنَتْ مواشیهم و نَعَمُهم،فهم مُسْمِنون .و اسْتَسْمَنتُ اللحمَ أَََی وجدته سَمیناً .و اسْتَسْمَن الشیءَ:طلبه سمیناً أَََو وجده کذلک.و اسْتَسْمَنه :عَدَّه سَمیناً ،و طعام مَسْمَنه للجسم.و السُّمنه :دواء یتخذ للسِّمَن .و فی التهذیب: السُّمْنه دواء تُسَمَّن به المرأَََهُ.و

16- فی الحدیث :وَیلٌ للمُسَمَّنات یوم القیامه من فَتره فی العظام. أَََی اللاتی یستعملن السُّمْنهَ ،و هو دواء یَتَسَمَّنُ به النساء،و قد سُمِّنَتْ ،فهی مُسَمَّنه .و

14- فی الحدیث :أَََن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال:یکون فی آخر الزمان قوم یتَسَمَّنون . أَََی یتَکثَّرون بما لیس فیهم من الخیر و یَدَّعون ما لیس فیهم من الشَّرَفِ،و قیل:معناه جَمْعُهم المالَ لیُلْحَقُوا بذَوی الشَّرَف،و قیل:معنی یَتَسَمَّنُون یحِبون التَّوَسُّعَ فی المَآکل و المَشارِب،و هی أَََسباب السِّمَنِ .و

14- فی حدیث آخر :و یَظْهَرُ فیهم السِّمَنُ . و وضع محمد بن إِِسحق حدیثاً:ثم یجیء قوم یَتَسَمَّنُون ،فی باب کثره الأَکل و ما یُذَمُّ منه.و

14- فی حدیث أَََبی هریره قال:قال رسول الله،صلی الله علیه و سلم :خیر أََُمتی القَرْنُ الذی أَََنا فیهم ثم الذین یَلُونهم ثم یظهَر فیهم قومٌ یُحِبُّون السَّمَانهَ یَشْهَدُونَ قبل أَََن یُسْتَشْهَدُوا. ; و

14- فی حدیث آخر عن النبی،صلی الله علیه و سلم ،یقول لرجلٍ سَمِینٍ و یُومِئُ بإصبعه إِِلی بطنه:لو کان هذا فی غیر هذا لکان خیراً لک. و أَََرضٌ سَمِینه :جَیِّده التُّرْب قلیله الحجاره قویه علی ترشیح النبت.و السَّمْنُ :سِلاءُ اللَّبَنِ.و السَّمْنُ :سِلاءُ الزُّبْد،و السَّمْنُ للبقر،و قد یکون للمِعْزَی; قال إِِمرؤ القیس و ذکر مِعْزًی له: فتَمْلأُ بَیْتَنا أَََقِطاً و سَمْناً ، و حَسْبُکَ من غِنًی شِبَعٌ و رِیُّ و الجمع أَََسْمُن و سُمُون و سُمْنان مثل عَبْدٍ و عُبْدانٍ و ظَهْرٍ و ظُهْرانٍ.و سَمَنَ الطعامَ یَسْمُنُه سَمْناً ،فهو مَسْمُون :عمله بالسَّمْن و لَتَّهُ به; و قال: عَظِیمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ،أَََوْهَبَتْ له عَجْوَهٌ مَسْمُونَهٌ و خَمِیرُ. قال ابن بری:قال علی بن حمزه إِِنما هو أََُرْهِنَتْ له عَجْوَهٌ أَََی أََُعِدَّتْ و أََُدِیمت کقوله: عِیدیَّهٌ أََُرْهِنَتْ فیها الدنانیر. یرید أَََنه منقول بالهمزه من رَهَنَ الشیءُ إِِذا دام; قال الشاعر: الخُبْزُ و اللَّحْمُ لهم راهِنٌ، و قَهْوَهٌ راوُوقُها ساکِبُ و سَمَنَ الخبزَ و سَمَّنَه و أَََسْمنَه :لَتَّه بالسَّمْنِ .و سَمَنْتُ له إِِذا أَََدَمْتَ له بالسَّمْن .و أَََسْمَنَ الرجل:اشتری سَمْناً .و رجل سامِنٌ :ذو سَمْن ،کما یقال رجل تامِرٌ و لابِنٌ أَََی ذو تمر و لبن.و أَََسْمَنَ القومُ:کثرَ عندهم السَّمْنُ .و سَمَّنَهم تَسْمِیناً :زَوَّدَهم السَّمْنَ .و جاؤُوا یَسْتَسمِنُون أَََی یطلبون السَّمْنَ أَََن یُوهَبَ لهم.

ص :219

و السَّمّانُ :بائع السَّمْن .الجوهری: السَّمّان إِِن جعلته بائع السَّمْن انصرف،و إِِن جعلته من السَّمِّ لم ینصرف فی المعرفه.و یقال: سَمَّنْته و أَََسْمَنتُه إِِذا أَََطعمته السَّمْنَ ; و قال الراجز: لمّا نزَلْنا حاضِرَ المَدینه، أَََی مَسْمونه من السَّمْن لا من السِّمَنِ ،و قوله:جاریه،یرید عیناً تجری بالماء،مکینه:متمکنه فی الأَرض،ذات سُرورٍ:یُسَرُّ بها النازل.و التَّسْمِینُ :التبرید،طائفیه.و

17- فی حدیث الحجاج :أَََنه أََُتِیَ بسمکه مشویه فقال للذی حملها سَمِّنْها ،فلم یدر ما یرید،فقال عَنْبَسَه بن سعید:إِِنه یقول لک بَرِّدْها قلیلاً. و السُّمَانَی :طائر،واحدته سُمَاناهٌ ،و قد یکون السُّمَانَی واحداً.قال الجوهری:و لا تقل سُمّانَی،بالتشدید; قال الشاعر: نفْسِی تَمَقَّسُ من سُمانَی الأَقبُر ابن الأَعرابی:الأَسْمالُ و الأَسْمانُ الأُزُر الخُلْقانُ.و السَّمّانُ :أَََصْباغ یُزَخْرَفُ بها،اسم کالجَبّان.و سَمْنٌ و سَمْنان و سُمْنان و سُمَیْنه :مواضع.و السُّمَنِیَّه :قوم من أَََهل الهند دُهْرِیُّونَ.الجوهری: السُّمَنِیَّه ،بضم السین و فتح المیم،فرقه من عَبَدَهِ الأَصنام تقول بالتَّناسُخ و تنکر وقوعَ العلم بالإِِخبار.و السُّمْنه :عُشْبه ذات ورق و قُضُب دقیقه العیدان لها نَوْره بیضاء،و قال أَََبو حنیفه: السُّمْنهُ من الجَنْبَه تَنْبُتُ بنُجُوم الصیف و تَدُوم خُضْرتها.

سنن:

السِّنُّ :واحده الأَسنان .ابن سیده: السِّنُّ الضِّرْسُ،أََُنْثَی.و من الأَبَدِیّاتِ:لا آتِیکَ سِنَّ الحِسْلِ أَََی أَََبداً،و فی المحکم:أَََی ما بقیت سِنُّه ،یعنی ولد الضَّبِّ،و سِنُّه لا تسقط أَََبداً; و قول أَََبی جَرْوَلٍ الجُشَمِیّ،و اسمه هِنْدٌ،رَثَی رجلاً قتل من أَََهل العالیه فحکم أَََولیاؤُه فی دیته فأَخذوها کلها إِِِبلاً ثُنْیاناً،فقال فی وصف إِِِبل أََُخذت فی الدیه: فجاءتْ کسِنِّ الظَّبْیِ،لم أَََرَ مِثْلَها کسِنِّ الظَّبْیِ أَََی هی ثُنْیانٌ لأَن الثَّنِیَّ هو الذی یُلقی ثَنِیَّتَه،و الظَّبْیُ لا تَنْبُتُ له ثَنِیَّه قط فهو ثَنِیٌّ أَََبداً.و حکی اللحیانی عن المفضل:لا آتیک سِنِی حِسْلٍ.قال:و زعموا أَََن الضب یعیش ثلثمائه سنه،و هو أَََطول دابه فی الأَرض عمراً،و الجمع أَََسْنانٌ و أَََسِنَّهٌ ; الأَخیره نادره،مثل قِنٍّ و أَََقْنانٍ و أَََقِنَّه.و

16- فی الحدیث :إِِذا سافرتم فی خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّکُبَ أَََسِنَّتَها ،و إِِذا سافرتم فی الجدب فاسْتَنْجُوا. و حکی الأَزهری فی التهذیب عن أَََبی عبید أَََنه قال:لا أَََعرف الأَسِنَّه إِِلاَّ جَمْع سِنان للرمح،فإِن کان الحدیث محفوظاً فکأَنها جمع الأَسْنان ،یقال لما تأْکله الإِِبل و ترعاه من العُشْب سِنٌّ ،و جمع أَََسْنان أَََسِنَّه ،یقال سِنّ و أَََسْنان من المَرْعَی،ثم أَََسِنَّه جمع الجمع.و قال أَََبو سعید: الأَسِنَّه جمع السِّنان لا جمع الأَسنان ،قال:و العرب تقول الحَمْضُ یَسُنُّ الإِِبلَ علی الخُلَّهِ أَََی یقوِّیها کما یقوِّی السِّنُّ حدَّ السکین،فالحَمْضُ سِنانٌ لها علی رعی الخُلَّه،و ذلک أَََنها تَصْدُق الأَکلَ

ص :220

بعد الحَمْضِ،و کذلک الرِّکابُ إِِذا سُنَّت فی المَرْتَع عند إِِِراحه السَّفْرِ و نُزُولهم،و ذلک إِِِذا أَََصابت سِنّاً من الرِّعْیِ یکون ذلک سِناناً علی السیر،و یُجْمَع السِّنَانُ أَََسِنَّهً ،قال:و هو وجه العربیه،قال:و معنی یَسُنُّها أَََی یقوِّیها علی الخُلَّه.و السِّنانُ :الاسم من یَسُنُّ و هو القُوَّه.قال أَََبو منصور:ذهب أَََبو سعید مذهباً حسناً فیما فسر،قال:و الذی قاله أَََبو عبید عندی صحیح بیِّن (1).،و روی عن الفراء: السِّنُّ الأَکل الشدید.قال أَََبو منصور:و سمعت غیر واحد من العرب یقول أَََصابت الإِِبلُ الیومَ سِنّاً من الرَّعْی إِِذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً،و یجمع السِّنّ بهذا المعنی أَََسْناناً ،ثم یجمع الأَسْنانُ أَََسِنَّهً کما یقال کِنٌّ و أَََکنانٌ،ثم أَََکِنَّه جمع الجمع،فهذا صحیح من جهه العربیه،و یقویه

14- حدیث جابر بن عبد الله:أَََن رسول الله،صلی الله علیه و سلم،قال :إِِذا سِرْتم فی الخِصْب فأَمْکِنوا الرِّکابَ أَََسْنانَها . ; قال أَََبو منصور:و هذا اللفظ یدل علی صحه ما قال أَََبو عبید فی الأَسِنَّه إِِنها جمع الأَسْنان ،و الأَسْنان جمع السِّنِّ ،و هو الأَکل و الرَّعْی،و حکی اللحیانی فی جمعه أََُسُنّاً ،و هو نادر أَََیضاً.و قال الزمخشری:معنی

16- قوله أَََعطوا الرُّکُبَ أَََسِنَّتَها . أَََعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إِِذا أَََحسن رَعْیَها سَمِنت و حَسُنت فی عینه فیبخل بها من أَََن تُنْحَر،فشبه ذلک بالأَسِنَّه فی وقوع الامتناع بها،هذا علی أَََن المراد بالأَسنَّه جمع سِنَانٍ ،و إِِن أََُرید بها جمع سِنٍّ فالمعنی أَََمْکنوها من الرَّعی; و منه

16- الحدیث :أَََعْطُوا السِّنَّ حظَّها من السّنِّ . أَََی أَََعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ و هو الرِّعْیُ.و

16- فی حدیث جابر :فأَمْکِنُوا الرِّکابَ أَََسْناناً . أَََی تَرْعَی أَََسْناناً .و یقال:هذه سِنٌّ ،و هی مؤنثه،و تصغیرها سُنَیْنه ،و تجمع أََُسُنّاً و أَََسْناناً .و قال القَنَانی:یقال له بُنَیٌّ سَنِینَهُ ابْنِک.ابن السکیت:یقال هو أَََشبه شیء به سُنَّه و أََُمَّهً، فالسُّنَّه الصُّوره و الوجه،و الأُمَّهُ القامه.و الحدیده التی تحرث بها الأَرض یقال لها: السِّنَّه و السِّکَّه،و جمعها السِّنَنُ و السِّکَکُ.و یقال للفُؤُوس أَََیضاً: السِّنَنُ .و سِنُّ القلم:موضع البَرْیِ منه.یقال:أَََطِلْ سِنَّ قلمک و سَمِّنْها و حَرِّفْ قَطَّتَک و أَََیْمِنْها.و سَنَنْتُ الرجل سَنّاً :عَضَضْتُه بأَسنانی ،کما تقول ضَرَسْتُه.و سَنَنْتُ الرجلَ أَََسُنُّه سَنّاً :کسرت أَََسنانه .و سِنُّ المِنْجَل:شُعْبَه تحزیزه.و السِّنُّ من الثُّوم:حبه من رأََْسه،علی التشبیه.یقال: سِنَّهٌ من ثُوم أَََی حبَّه من رأََْس الثوم،و سِنَّه من ثومٍ فِصَّهٌ منه،و قد یعبر بالسِّنّ عن العُمُر،قال:و السِّنُّ من العمر أََُنْثی،تکون فی الناس و غیرهم; قال الأَعور الشَّنِّیُّ یصف بعیراً: قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّی، لا فانِیَ السِّنِّ و قد أَََسَنّا أَََراد:و قد أَََسنَّ بعضَ الإِِسنان غیر أَََن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ،و ذلک أَََشدّ ما یکون البعیر،أَََعنی إِِذا اجتمع و تمّ; و لهذا قال أَََبو جهل بن هشام: ما تُنْکِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّی؟ بازِلُ عامَیْنِ حَدیثُ سِنِّی (2). إِِِنما عَنی شدَّته و احْتناکه،و إِِنما قال سِنّی لأَنه أَََراد أَََنه مُحْتَنِک،و لم یذهب فی السِّنّ ،و جمعها أَََسْنان لا غیر; و

1- فی النهایه لابن الأَثیر قال:فی حدیث علی،

ص :221

علیه السلام : بازل عامین حدیثُ سِنِّی . قال:أَََی إِِِنی شاب حَدَثٌ فی العُمر کبیر قوی فی العقل و العلم.و

17- فی حدیث عثمان :و جاوزتُ أَََسْنانَ أَََهل بیتی. أَََی أَََعمارهم.یقال:فلان سِنُّ فلان إِِذا کان مثله فی السِّنِّ .و

17- فی حدیث ابن ذِی یَزَنَ :لأُوطِئَنَّ أَََسْنانَ العرب کَعْبَه. ; یرید ذوی أَََسنانهم و هم الأَکابر و الأَشراف.و أَََسَنَّ الرجلُ:کَبِرَ،و فی المحکم:کَبِرَتْ سِنُّه یُسِنُّ إِِِسْناناً ،فهو مُسِنٌّ .و هذا أَََسَنُّ من هذا أَََی أَََکبر سِنّاً منه،عربیه صحیحه.قال ثعلب:حدّثنی موسی بن عیسی بن أَََبی جَهْمَه اللیثی و أَََدرکته أَََسَنَّ أَََهل البلد.و بعیر مُسِنّ ،و الجمع مَسانُّ ثقیله.و یقال: أَََسَنَّ إِِذا نبتت سِنُّه التی یصیر بها مُسِنًّا من الدواب.و

14- فی حدیث معاذ قال :بعثنی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،إِِلی الیمن فأَمرنی أَََن آخذ من کل ثلاثین من البقر تَبِیعاً،و من کل أَََربعین مُسِنَّهً . و البقرَهُ و الشاهُ یقع علیهما اسم المُسِنّ إِِذا أَََثْنَتا،فإِذا سقطت ثَنِیَّتُهما بعد طلوعها فقد أَََسَنَّتْ ،و لیس معنی إِِِسْنانها کِبَرَها کالرجل،و لکن معناه طُلوع ثَنِیَّتها،و تُثْنی البقرهُ فی السنه الثالثه،و کذلک المِعْزَی تُثْنی فی الثالثه،ثم تکون رَباعِیَه فی الرابعه ثم سِدْساً فی الخامسه ثم سَالِغاً فی السادسه،و کذلک البقر فی جمیع ذلک.و

17- روی مالک عن نافع عن ابن عمر أَََنه قال :یُتَّقَی من الضحایا التی لم تُسْنَنْ . بفتح النون الأُولی،و فسره التی لم تَنْبُتْ أَََسنانها کأَنها لم تُعْطَ أَََسْناناً ،کقولک:لم یُلْبَنْ أَََی لم یُعْطَ لَبَناً،و لم یُسْمَنْ أَََی لم یُعْطَ سَمْناً،و کذلک یقال: سُنَّتِ البَدَنه إِِذا نبتت أَََسنانها ،و سَنَّها الله; و قول الأَعشی: بحِقَّتِها رُبِطَتْ فی اللَّجِینِ، حتی السَّدِیسُ لها قد أَََسَنّ . أَََی نَبت و صار سِنّاً ; قال:هذا کله قول القتیبی،قال:و قد وَهِمَ فی الروایه و التفسیر لأَنه

17- روی الحدیث لم تُسْنَنْ . بفتح النون الأُولی،و إِِنما حفظه عن مُحَدِّث لم یَضْبِطْه،و

17- أَََهل الثَّبْتِ و الضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ . بکسر النون،قال:و هو الصواب فی العربیه،و المعنی لم تُسِنَّ ،فأَظهر التضعیف لسکون النون الأَخیره،کما یقال لم یُجْلِلْ،و إِِِنما أَََراد ابن عمر أَََنه لا یُضَحَّی بأُضحیه لم تُثْنِ أَََی لم تصر ثَنِیَّه،و إِِذا أَََثْنَتْ فقد أَََسَنَّتْ ،و علی هذا قول الفقهاء. و أََدنی الأَسْنان :الإِِثْناءُ،و هو أَََن تنبت ثَنِیَّتاها،و أَََقصاها فی الإِِبل:البُزُول،و فی البقر و الغنم السُّلُوغ،قال:و الدلیل علی صحه ما ذکرنا ما

17- روی عن جَبَله بن سُحَیْم قال :سأَل رجل ابن عمر فقال:أَََ أََُضَحِّی بالجَدَعِ؟ فقال:ضَحّ بالثَّنِیِّ فصاعداً. فهذا یفسر لک أَََن معنی قوله یُتَّقَی من الضحایا التی لم تُسْنِنْ ،أَََراد به الإِِثْناءَ.قال:و أَََما خطأ القُتَیْبیّ من الجهه الأُخری فقوله سُنِّنَتِ البدنه إِِذا نبتت أَََسْنانُها و سَنَّها الله غیرُ صحیح،و لا یقوله ذو المعرفه بکلام العرب،و قوله:لم یُلْبَنْ و لم یُسْمَنْ أَََی لم یُعْطَ لَبَناً و سَمْناً خطأٌ أَََیضاً،إِِنما معناهما لم یُطْعَمْ سمناً و لم یُسْقَ لبناً.و المَسَانُّ من الإِِبل:خلافُ الأَفْتاءِ.و أَََسَنَّ سَدِیسُ الناقه أَََی نبت،و ذلک فی السنه الثانیه; و أَََنشد بیت الأَعشی: بِحِقَّتِها رُبِطَت فی اللَّجِینِ، حتی السَّدِیسُ لها قد أَََسَنّ یقول:قیمَ علیها منذ کانتِ حِقَّهً إِِلی أَََن أَََسْدَسَتْ فی إِِِطعامها و إِِِکرامها; و قال القُلاخُ:

ص :222

بِحِقِّه رُبِّطَ فی خَبْطِ اللُّجُنْ

یُقْفَی به،حتی السَّدِیسُ قد أَََسَنّ

و أَََسَنَّها اللهُ أَََی أَََنْبَتها.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله تعالی عنه :أَََنه خطب فذکر الربا فقال:إِِن فیه أَََبواباً لا تَخْفی علی أَََحدٍ منها السَّلَمُ فی السِّنِّ . یعنی الرقیقَ و الدوابَّ و غیرهما من الحیوان،أَََراد ذوات السِّنّ .و سِنُّ الجارحه،مؤَنثه ثم استعیرت للعُمُر استدلالاً بها علی طوله و قصره،و بقیت علی التأْنیث.و سِنُّ الرجل و سَنینُه و سَنینَتُه :لِدَتُه،یقال:هو سِنُّه و تِنُّه و حِتْنُه إِِذا کان قِرْنَه فی السِّنّ .و سَنَّ الشیءَ یَسُنُّه سَنّاً ،فهو مَسْنون و سَنین و سَنَّته :أَََحَدَّه و صَقَله.ابن الأَعرابی: السَّنّ مصدر سَنَّ الحدیدَ سَنّاً .و سَنَّ للقوم سُنَّهً و سَنَناً .و سَنَّ علیه الدِّرْعَ یَسُنُّها سَنّاً إِِذا صَبَّها.و سَنَّ الإِِبلَ یسُنُّها سَنّاً إِِذا أَََحْسَن رِعْیَتها حتی کأَنه صقلها.و السَّنَنُ : اسْتِنان الإِِبل و الخیل.و یقال:تَنَحَّ عن سَننِ الخیل.و سَنَّنَ المَنْطِقَ:حَسَّنه فکأَنه صقَله و زینه; قال العجاج: دَعْ ذا،و بَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً،و سَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً و المِسَنُّ و السِّنانُ :الحجَر الذی یُسَنُّ به أَََو یُسنُّ علیه،و فی الصحاح:حجَر یُحدَّد به; قال إِمرؤُ القیس: یُباری شَباهَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، کَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبیِّ النَّحِیضِ قال:و مثله للراعی: و بیضٍ کسَتْهنَّ الأَسِنَّهُ هَفْوَهً، یُداوی بها الصادُ الذی فی النّواظِرِ. و أَََراد بالصادِ الصَّیَدَ،و أَََصله فی الإِِبل داء یُصیبها فی رؤوسها و أَََعینها; و مثله للبید: یَطْرُدُ الزُّجَّ،یُباری ظِلَّهُ بأَسِیلٍ، کالسِّنانِ المُنْتَحَلْ و الزُّجُّ:جمع أَََزَجَّ،و أَََراد النعامَ،و الأَزَجُّ:البعید الخَطو،یقال:ظلیم أَََزجُّ و نعامه زَجَّاء.و السِّنانُ : سِنانُ الرمح،و جمعه أَََسِنَّه .ابن سیده: سِنانُ الرمح حدیدته لصَقالتها و مَلاستها.و سَنَّنَه :رَکَّبَ فیه السِّنان .و أَََسَنْت الرمحَ:جعلت له سِناناً ،و هو رُمح مُسَنٌّ .و سَنَنْتُ السِّنانَ أَََسُنُّه سَنّاً ،فهو مَسنون إِِذا أَََحدَدْته علی المِسنِّ ،بغیر أَََلف.و سَنَنتُ فلاناً بالرمح إِِذا طعنته به.و سَنَّه یَسُنُّه سَنّاً :طعنه بالسِّنان .و سَنَّنَ إِِلیه الرمح تسْنیناً :وَجَّهه إِِلیه.و سَننْت السکین:أَََحددته.و سَنَّ أَََضراسَه سَنّاً :سَوَّکها کأَنه صَقَلها.و اسْتَنَّ :استاک.و السَّنُونُ :ما استَکْتَ به.و السَّنین :ما یَسقُط من الحجر إِِذا حککته.و السَّنُونُ :ما تَسْتنُّ به من دواء مؤَلف لتقویه الأَسنان و تَطریتها.و

16- فی حدیث السواک :أَََنه کان یَستنُّ بعودٍ من أَََراک. ; الاستِنان :استعمالُ السواک،و هو افتِعال من الإِسْنان ،أَََی یُمِرُّه علیها.و منه

16- حدیث الجمعه :و أَََن یَدَّهِن و یَسْتنَّ . و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها،فی وفاه سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم :فأَخذتُ الجَریده فسَننْتُه بها. أَََی سَوَّکته بها.ابن السکیت: سَنَّ الرجلُ إِِبله إِِذا أَََحسن رِعْیتها و القیامَ علیها حتی کأَنه صقلها; قال النابغه: نُبِّئْتُ حِصْناً و حَیّاً من بنی أَََسَدٍ

ص :223

یقول:یا معشر مَعَدٍّ لا یغُرَّنکم عزُّکم و أَََنَّ أَََصغر رجل منکم یرعی إِِِبله کیف شاء،فإِن الحرث بن حِصْن الغَسّانی قد عَتب علیکم و علی حِصْن بن حُذیفه فلا تأْمنوا سَطوَته.و قال المؤرّج: سَنُّوا المالَ إِِذا أَََرسلوه فی الرِّعْی.ابن سیده: سَنَّ الإِِبلَ یَسُنُّها سَنّاً إِِذا رعاها فأَسْمنها.و السُّنّه :الوجه لصَقالتِه و مَلاسته،و قیل:هو حُرُّ الوجه،و قیل:دائرته.و قیل:الصُّوره،و قیل:الجبهه و الجبینان،و کله من الصَّقاله و الأَساله.و وجه مَسْنون :مَخروطٌ أَََسیلٌ کأَنه قد سُنَّ عنه اللحم،و فی الصحاح:رجل مَسْنون :الوجه إذا کان فی أَنفه و وجهه طولٌ و المَسْنون المصقول،من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إِِذا أَََمررته علی المِسنِّ .و رجل مسنون الوجه:حَسَنُه سهْله; عن اللحیانی.و سُنَّه الوجه:دوائره.و سُنَّهُ الوجه:صُورته; قال ذو الرمه: تُریک سُنَّهَ وَجْهٍ غیرَ مُقْرِفهٍ مَلساءَ،لیس بها خالٌ و لا نَدَبُ و مثله للأَعشی: کَریماً شَمائِلُه من بنی مُعاویهَ الأَکْرَمِینَ السُّنَنْ و أَََنشد ثعلب: بَیْضاءُ فی المِرْآهِ، سُنَّتُها فی البیت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ و

16- فی الحدیث :أَََنه حَضَّ علی الصدقه فقام رجل قبیح السُّنَّه . ; السُّنَّهُ :الصوره و ما أَََقبل علیک من الوجه،و قیل: سُنّه الخدّ صفحته.و المَسْنونُ :المُصوَّر.و قد سَنَنْتُه أَََسُنُّه سَنّاً إِِذا صوّرته.و المَسْنون :المُمَلَّس.و

17- حکی أَََن یَزید بن معاویه قال لأَبیه:أَََ لا تری إِِلی عبد الرحمن بن حسان یُشَبّبُ بابنتک؟ فقال معاویه:ما قال؟ فقال:قال: هی زَهْراءُ،مثلُ لُؤلؤهِ الغَوَّاص، مِیزَتْ من جوهرٍ مکنونِ فقال معاویه:صدق; فقال یزید:إِِنه یقول: و إِِذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها فی سَناءٍ،من المَکارم،دُونِ قال:و صدق; قال:فأَین قوله: ثم خاصَرْتُها إِِلی القُبَّهِ الخَضْراءِ، تَمْشی فی مَرْمَرٍ مَسنونِ قال معاویه:کذب. ; قال ابن بری:و تُرْوَی هذه الأَبیات لأَبی دهبل،و هی فی شعره یقولها فی رَمْله بنت معاویه; و أَََول القصید: طالَ لَیْلی،و بِتُّ کالمَحْزونِ، و مَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها: عن یَساری،إِِذا دخَلتُ من الباب، منها: تَجْعَلُ المِسْکَ و الیَلَنْجُوج و النَّدَّ صلاءً لها علی الکانُونِ منها: قُبَّهٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها، عندَ حدِّ الشِّتاءِ فی قَیْطُونِ القَیْطُون:المُخْدَع،و هو بیت فی بیت. ثم فارَقْتُها علی خَیْرِ ما کانَ اطِّبائی:دُعائی،و یروی: ...و اکْتِئابی. و سُنَّهُ الله:أَََحکامه و أَََمره و نهیه; هذه عن اللحیانی.و سَنَّها الله للناس:بَیَّنها.و سَنَّ الله سُنَّه أَََی بَیَّن طریقاً قویماً.قال الله تعالی: سُنَّهَ اللّٰهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ; نَصَبَ سُنَّهَ اللّٰهِ علی إِِراده الفعل أَََی سَنَّ الله ذلک فی الذین نافقوا الأَنبیاءَ و أَََرْجَفُوا بهم أَََن یُقْتَلُوا أَََین ثُقِفُوا أَََی وُجِدُوا.و السُّنَّه :السیره،حسنه کانت أَََو قبیحه; قال خالد بن عُتْبه الهذلی: فلا تَجْزَعَنْ من سِیرهٍ أَََنتَ سِرْتَها، فأَوَّلُ راضٍ سُنَّهً من یَسِیرُها و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا مَنَعَ النّٰاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جٰاءَهُمُ الْهُدیٰ وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِیَهُمْ سُنَّهُ الْأَوَّلِینَ ; قال الزجاج: سُنَّهُ الْأَوَّلِینَ أَََنهم عاینوا العذاب فطلب المشرکون أَََن قالوا: اَللّٰهُمَّ إِنْ کٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنٰا حِجٰارَهً مِنَ السَّمٰاءِ .و سَنَنْتُها سَنّاً و اسْتَنَنْتُها :سِرْتُها،و سَنَنْتُ لکم سُنَّهً فاتبعوها.و

16- فی الحدیث :من سَنَّ سُنَّهً حَسَنهً فله أَََجْرُها و أَََجْرُ من عَمِلَ بها،و من سَنَّ سُنَّهً سیّئَهً. یرید من عملها لیُقْتَدَی به فیها،و کل من ابتدأَََ أَََمراً عمل به قوم بعده قیل:هو الذی سَنَّه ; قال نُصَیْبٌ: کأَنی سَنَنتُ الحُبَّ،أَََوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ،إِِِذ أَََحْبَبْتُ من بَیْنِهم وَحْدِی 1. و قد تکرر فی الحدیث ذکر السُّنَّه و ما تصرف منها،و الأَصل فیه الطریقه و السِّیرَه،و إِِذا أََُطْلِقَت فی الشرع فإِنما یراد بها ما أَََمَرَ به النبیُّ،صلی الله علیه و سلم،و نَهی عنه و نَدَب إِِلیه قولاً و فعلاً مما لم یَنْطق به الکتابُ العزیز،و لهذا یقال فی أَََدله الشرع:الکتابُ و السُّنَّهُ أَََی القرآن و الحدیث.و

16- فی الحدیث :إِِِنما أََُنَسَّی لِأَسُنَّ . أَََی إِِنما أََُدْفَعُ إِِلی النِّسْیانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهدایه إِِلی الطریق المستقیم،و أََُبَیِّنَ لهم ما یحتاجون أَََن یفعلوا إِِذا عَرَضَ لهم النسیانُ،قال:و یجوز أَََن یکون من سَنَنْتُ الإِِبلَ إِِذا أَََحْسنت رِعْیتَها و القیام علیها.و

16- فی الحدیث :أَََنه نزل المُحَصَّبَ و لم یَسُنَّهُ . أَََی لم یجعله سُنَّه یعمل بها،قال:و قد یَفْعل الشیء لسبب خاص فلا یعمّ غیره،و قد یَفْعل لمعنی فیزول ذلک المعنی و یبقی الفعل علی حاله مُتَّبَعاً کقَصْرِ الصلاه فی السفر للخوف،ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف; و منه

14- حدیث ابن عباس :رَمَلَ رسولُ الله،صلی الله علیه و سلم،و لیس بسُنَّه . أَََی أَََنه لم یَسُنَّ فِعْلَه لکافه الأُمّه و لکن لسبب خاص،و هو أَََن یُرِیَ المشرکین قوّه أَََصحابه،و هذا مذهب ابن عباس،و غیره یری أَََن الرَّمَلَ فی طواف القدوم سنَّه .و

16- فی حدیث مُحَلِّمِ بن جَثَّامه : اسْنُنِ الیومَ و غَیِّرْ غداً. أَََی اعْمَلْ بسُنَّتک التی سَنَنْتها فی القِصاصِ،ثم بعد ذلک إِِذا شئت أَََن تغیر فغیر أَََی تغیر ما سَننْتَ ،و قیل:تُغَیِّر من أَََخذ الغِیَر و هی الدیه.و

16- فی الحدیث :إِِن أَََکبر الکبائر أَََن تُقاتل أَََهل صَفْقَتِک و تُبَدِّلَ سُنَّتَک . ; أَََراد بتبدیل السُّنه أَََن یرجع أَََعرابیّاً بعد هجرته.و

16- فی حدیث المجوس : سُنُّوا بهم سُنَّه أَََهل الکتاب. أَََی خذوهم علی طریقتهم و أَََجْرُوهم فی قبول الجزیه مُجْراهم.و

16- فی الحدیث :لا یُنْقَضُ عَهْدُهم

ص :224

السِّنُّ :واحده الأَسنان .ابن سیده: السِّنُّ الضِّرْسُ،أََُنْثَی.و من الأَبَدِیّاتِ:لا آتِیکَ سِنَّ الحِسْلِ أَََی أَََبداً،و فی المحکم:أَََی ما بقیت سِنُّه ،یعنی ولد الضَّبِّ،و سِنُّه لا تسقط أَََبداً; و قول أَََبی جَرْوَلٍ الجُشَمِیّ،و اسمه هِنْدٌ،رَثَی رجلاً قتل من أَََهل العالیه فحکم أَََولیاؤُه فی دیته فأَخذوها کلها إِِِبلاً ثُنْیاناً،فقال فی وصف إِِِبل أََُخذت فی الدیه: فجاءتْ کسِنِّ الظَّبْیِ،لم أَََرَ مِثْلَها کسِنِّ الظَّبْیِ أَََی هی ثُنْیانٌ لأَن الثَّنِیَّ هو الذی یُلقی ثَنِیَّتَه،و الظَّبْیُ لا تَنْبُتُ له ثَنِیَّه قط فهو ثَنِیٌّ أَََبداً.و حکی اللحیانی عن المفضل:لا آتیک سِنِی حِسْلٍ.قال:و زعموا أَََن الضب یعیش ثلثمائه سنه،و هو أَََطول دابه فی الأَرض عمراً،و الجمع أَََسْنانٌ و أَََسِنَّهٌ ; الأَخیره نادره،مثل قِنٍّ و أَََقْنانٍ و أَََقِنَّه.و

16- فی الحدیث :إِِذا سافرتم فی خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّکُبَ أَََسِنَّتَها ،و إِِذا سافرتم فی الجدب فاسْتَنْجُوا. و حکی الأَزهری فی التهذیب عن أَََبی عبید أَََنه قال:لا أَََعرف الأَسِنَّه إِِلاَّ جَمْع سِنان للرمح،فإِن کان الحدیث محفوظاً فکأَنها جمع الأَسْنان ،یقال لما تأْکله الإِِبل و ترعاه من العُشْب سِنٌّ ،و جمع أَََسْنان أَََسِنَّه ،یقال سِنّ و أَََسْنان من المَرْعَی،ثم أَََسِنَّه جمع الجمع.و قال أَََبو سعید: الأَسِنَّه جمع السِّنان لا جمع الأَسنان ،قال:و العرب تقول الحَمْضُ یَسُنُّ الإِِبلَ علی الخُلَّهِ أَََی یقوِّیها کما یقوِّی السِّنُّ حدَّ السکین،فالحَمْضُ سِنانٌ لها علی رعی الخُلَّه،و ذلک أَََنها تَصْدُق الأَکلَ

ص :

عن سُنَّهِ ماحِلٍ. أَََی لا ینقض بسَعْیِ ساع بالنمیمه و الإِِفساد،کما یقال لا أََُفْسِدُ ما بینی و بینک بمذاهب الأَشرار و طُرُقهم فی الفساد.و السُّنَّه :الطریقه،و السَّنن أَََیضاً.و

16- فی الحدیث :أَلا رجلٌ یَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء. التهذیب: السُّنَّهُ الطریقه المحموده المستقیمه،و لذلک قیل:فلان من أَََهل السُّنَّه ; معناه من أَََهل الطریقه المستقیمه المحموده،و هی مأْخوذه من السَّنَنِ و هو الطریق.و یقال للخَطّ الأَسود علی مَتْنِ الحمار: سُنَّه .و السُّنَّه :الطبیعه; و به فسر بعضهم قول الأَعشی: کَرِیمٌ شَمَائِلُه من بَنِی مُعاویهَ الأَکْرَمینَ السُّنَنْ . و امْضِ علی سَنَنِک أَََی وَجْهک و قَصْدک.و للطریق سَنَنٌ أَََیضاً،و سَنَنُ الطریق و سُنَنُه و سِنَنُه و سُنُنُه :نَهْجُه.یقال:خَدَعَک سَنَنُ الطریق و سُنَّتُه .و السُّنَّه أَََیضاً: سُنَّه الوجه.و قال اللحیانی:تَرَک فلانٌ لک سَنَنَ الطریق و سُنَنَه و سِنَنَه أَََی جِهَتَه; قال ابن سیده:و لا أَََعرف سِنَناً عن غیر اللحیانی.شمر: السُّنَّه فی الأَصل سُنَّه الطریق،و هو طریق سَنَّه أَََوائل الناس فصارَ مَسْلَکاً لمن بعدهم.و سَنَّ فلانٌ طریقاً من الخیر یَسُنُّه إِِِذا ابتدأَََ أَََمراً من البِرِّ لم یعرفه قومُه فاسْتَسَنُّوا به و سَلَکُوه،و هو سَنِین .و یقال: سَنَّ الطریقَ سَنّاً و سَنَناً ، فالسَّنُّ المصدر،و السَّنَنُ الاسم بمعنی المَسْنون .و یقال:تَنَحَّ عن سَنَنِ الطریق و سُنَنه و سِنَنِه ،ثلاث لغات.قال أَََبو عبید: سَنَنُ الطریق و سُنُنُه مَحَجَّتُه.و تَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَََی عن وجهه.الجوهری: السَّنَنُ الطریقه.یقال:استقام فلان علی سَنَنٍ واحد.و یقال:امْضِ علی سَنَنِک و سُنَنِک أَََی علی وجهک.و المُسَنْسَنُ :الطریق المسلوک،و فی التهذیب:طریق یُسْلَکُ.و تَسَنَّنَ الرجلُ فی عَدْوِه و اسْتَنَّ :مضی علی وجهه; و قول جریر: ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ،کأَننا لَدی فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الریحِ صائِم عنی بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْی السَّرابِ،و قیل:موضع اشتداد حرها کأَنها تَسْتَنُّ فیه عَدْواً،و قد یجوز أَََن یکون (1).مَخْرَجَ الریح; قال ابن سیده:و هو عندی أَََحسن إِِلاَّ أَََن الأَول قول المتقدِّمین،و الاسم منه السَّنَنُ .أَََبو زید: اسْتَنَّت الدابهُ علی وجه الأَرض.و اسْتَنَّ دَمُ الطعنه إِِذا جاءت دُفْعهٌ منها; قال أَََبو کبیر الهذلی: مُسْتَنَّه سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّه، تَنْفی الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَ طَعَنه طَعْنهً فجاء منها سَنَنٌ یَدْفَعُ کلَّ شیءٍ إِِذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه; و قول الأَعشی: و قد نَطْعُنُ الفَرْجَ،یومَ اللِّقاءِ، بالرُّمْحِ نحْبِسُ أََُولی السَّنَنْ قال شمر:یریدُ أََُولی القومِ الذین یُسرعون إِِلی القتال،و السَّنَنُ القصد.ابن شمیل: سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ و هِمَّتُه.و اسْتَنَّ السَّرابُ:اضطرب.و سَنَّ الإِِبلَ سَنّاً :ساقها سَوْقاً سریعاً،و قیل: السَّنُّ السیر الشدید.و السَّنَنُ :الذی یُلِحُّ فی عَدْوِه و إِِِقْباله و إِِِدْباره.و جاء سَنَنٌ من الخیل أَََی شَوْطٌ.و جاءت الریاحُ سَنائِنَ إِِذا جاءت علی وجه واحد و طریقه واحده لا تختلف.و یقال:جاء من الخیل و الإِِبل سَنَنٌ ما یُرَدُّ وجْهُه.و یقال: اسْنُنْ قُرونَ فرسک

ص :226

أَََی بُدَّهُ حتی یَسِیلَ عَرَقُه فیَضْمُرَ،و قد سُنَّ له قَرْنٌ و قُرون و هی الدُّفَعُ من العَرَق; و قال زهیر بن أَََبی سُلْمی: نُعَوِّدُها الطِّرادَ فکلَّ یوْمٍ تُسَنُّ ،علی سَنابِکِها،القُرونُ. و السَّنینه :الریح; قال مالک بن خالد (1).الخُنَعِیُّ فی السَّنَائن الرِّیاحِ:واحدتها سَنِینهٌ ،و الرِّجَاعُ جمع الرَّجْعِ،و هو ماءُ السماء فی الغَدیر.و فی النوادر:ریح نَسْناسه و سَنْسانَهٌ بارده،و قد نَسْنَسَتْ و سَنْسَنَتْ إِِذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً.و یقول: نَسْناسٌ من دُخان و سَنْسانٌ ،یرید دخان نار.و بَنی القوم بیوتهم علی سَنَنٍ واحد أَََی علی مثال واحد.و سَنَّ الطینَ:طَیَّنَ به فَخَّاراً أَََو اتخذه منه.و المَسْنون :المُصَوَّرُ. و المَسْنون :المُنْتِن.و قوله تعالی: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ; قال أَََبو عمرو:أََی متغیر منتن; و قال أَََبو الهیثم: سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَََی تغیر; و قال الزجاج: مَسْنون مَصْبوب علی سُنَّهِ الطریق; قال الأَخفش:و إِِنما یتغیر إِِذا أَََقام بغیر ماء جار،قال:و یدلک علی صحه قوله أَََن مسنون اسم مفعول جارٍ علی سُنَّ و لیس بمعروف،و قال بعضهم: مسنون طَوَّلَهُ،جعله طویلاً مستویاً.یقال:رجل مَسنون الوجه أَََی حسن الوجه طویله; و

17- قال ابن عباس :هو الرَّطْبُ،و یقال المُنْتِنُ. و قال أَََبو عبیده: المَسنونُ المَصبوب.و یقال: المسنون المَصْبوب علی صوره،و قال:الوجه المَسنون سمِّی مَسنوناً لأَنه کالمخروط.الفراء:سمی المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحدید یُسَنُّ علیه أَََی یُحَکُّ علیه.و یقال للذی یسیل عند الحک: سَنِینٌ ،قال:و لا یکون ذلک السائل إِِلا مُنْتِناً،و قال فی قوله: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ; یقال المحکوک،و یقال:هو المتغیر کأَنه أََُخذ من سَنَنْتُ الحجر علی الحجَر،و الذی یخرج بینهما یقال له السَّنِینُ ،و الله أَََعلم بما أَََراد.و قوله

16- فی حدیث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ :و کان زوجها سُنَّ فی بئر. أَََی تغیر و أَََنْتنَ،من قوله تعالی: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ; أَََی متغیر،و قیل:أَََراد بسُنَّ أَََسِنَ بوزن سَمِعَ،و هو أَََن یَدُورَ رأََْسه من ریح کریهه شمها و یغشی علیه.و سَنَّتِ العینُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً :صبته،و اسْتَنَّتْ هی:انصب دمعها.و سَنَّ علیه الماءَ:صَبَّه،و قیل:أَََرسله إِِرسالاً لیناً،و سَنَّ علیه الدرعَ یَسُنُّها سَنّاً کذلک إِِذا صبها علیه،و لا یقال شَنَّ.و یقال:شَنَّ علیهم الغارهَ إِِذا فرّقها.و قد شَنَّ الماءَ علی شرابه أَََی فرَّقه علیه.و سَنَّ الماءَ علی وجهه أَََی صبَّه علیه صبّاً سَهْلاً.الجوهری: سَنَنْتُ الماءَ علی وجهی أَََی أَََرسلته إِِِرسالاً من غیر تفریق،فإِذا فرّقته بالصب قلت بالشین المعجمه.و

16- فی حدیث بول الأَعرابی فی المسجد :فدعا بدلوٍ من ماء فسَنَّه علیه. أَََی صبه.و السَّنُّ .الصبُّ فی سُهوله،و یروی بالشین المعجمه،و سیأْتی ذکره; و منه

16- حدیث الخمر : سُنَّها فی البَطْحاء. و

17- فی حدیث ابن عمر :کان یَسُنُّ الماءَ علی وجهه و لا یَشُنُّه. أَََی کان یصبه و لا یفرّقه علیه.و سَنَنْتُ الترابَ:صببته علی وجه الأَرض صبّاً سهلاً حتی صار کالمُسَنّاه .و

17- فی حدیث عمرو بن العاص عند موته : فسُنُّوا علیَّ الترابَ سَنّاً . أَََی ضعوه وضعاً سهلاً.و سُنَّت الأَرض فهی مَسنونه و سَنِینٌ إِِذا أََُکل نباتها; قال الطِّرِمّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الریحُ فیه، حَنِینَ الجِلْبِ [الجُلْبِ] فی البلدِ السَّنِینِ . یعنی المَحْلَ.و أَََسْنان المنْجَل:أََُشَرُهُ.و السَّنُونُ

ص :227

و السَّنِینه :رِمالٌ مرتفعه تستطیل علی وجه الأَرض،و قیل:هی کهیئه الحِبال من الرمل.التهذیب:و السَّنائن رمال مرتفعه تستطیل علی وجه الأَرض،واحدتها سَنِینه ; قال الطرماح: و أَََرْطاهِ حِقْفٍ بین کِسْرَیْ سَنائن و روی المؤرِّج: السِّنانُ الذِّبّانُ; و أَََنشد: أَََ یَأْکُلُ تَأْزِیزاً و یَحْسُو خَزِیرَهً، و ما بَیْنَ عَیْنَیهِ وَنِیمُ سِنانِ ؟ قال:تأْزِیزاً ما رَمَتْه القدْر إِِذا فارت.و سَانَّ البعیرُ الناقهَ یُسانُّها مُسانَّهً و سِناناً :عارضها للتَّنَوُّخ،و ذلک أَََن یَطْرُدَها حتی تبرک،و فی الصحاح:إِِذا طَرَدَها حتی یُنَوِّخَها لیَسْفِدَها; قال ابن مقبل یصف ناقته: و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَی،و کأَنها فَنِیقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا یقول: سانَّ ناقتَه ثم انتهی إِِلی العَدْوِ الشدید فأَرْقَلَ،و هو أَََن یرتفع عن الذَّمِیلِ،و یروی هذا البیت أَََیضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِیِّ; و قال الأَسدِیُّ یصف فحلاً: للبَکَراتِ العِیطِ منها ضاهِدا، طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً و عاضِدَا. ذارعاً:یقال ذَرَعَ له إِِذا وَضَعَ یده تحت عنقِه ثم خَنَقه،و العاضِدُ:الذی یأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ ; یقول:یُطاوعه السِّنانُ کیف شاء.و یقال: سَنَّ الفَحْلُ الناقه یَسُنُّها إِِذا کبَّها علی وجهها; قال: فاندَفَعَتْ تأْفِرُ و اسْتَقْفاها، فسَنَّها للوَجْهِ أَََو دَرْباها أَََی دفعها.قال ابن بری: المُسانَّهُ أَََن یَبْتَسِرَ الفحلُ الناقهَ قَهْراً; قال مالک بن الرَّیْبِ: و أَََنت إِِِذا ما کنتَ فاعِلَ هذه سِنَاناً ،فما یُلْقَی لِحَیْنک مَصْرَعُ أَََی فاعلَ هذه قهراً و ابْتِساراً; و قال آخر: کالفَحْل أَََرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ و یقال: سَانَّ الفحلُ الناقَهَ یُسانُّها إِِذا کَدَمَها.و تَسانَّتِ الفُحُولِ إِِذا تَکادَمت.و سَنَنْتُ الناقهَ:سَیَّرتُها سیراً شدیداً.و وقع فلان فی سِنِّ رأََْسِهِ أَََی فی عَدَدِ شعره من الخیر و الشر،و قیل:فیما شاء و احْتَکَم; قال أَََبو زید:و قد یُفَسَّرُ سنُّ رأََْسه عَدَدُ شعره من الخیر.و قال أَََبو الهیثم: وقع فلان فی سِنِّ رأََْسِه و فی سِیِّ رأََْسه و سَواءِ رأََْسِه بمعنی واحد،و روی أَََبو عبید هذا الحرف فی الأَمثال: ...فی سِنِّ رأََْسه ،و رواه فی المؤلَّف: ...فی سِیِّ رأََْسه ; قال الأَزهری:و الصواب بالیاء أَََی فیما سَاوَی رَأََْسَه من الخِصْبِ.و السِّنُّ :الثور الوحشی; قال الراجز: حَنَّتْ حَنِیناً،کثُؤَاجِ السّنِّ ، فی قَصَبٍ أَََجْوَفَ مُرْثَعِنِّ اللیث: السَّنَّهُ اسم الدُّبَّه أَََو الفَهْدَهِ.قال أَََبو عبید:و من أَََمثالهم فی الصادِقِ فی حدیثه و خبره: صَدَقَنی سِنَّ بَکْرِه ; و یقوله الإِِنسانُ علی نفسه و إِِن کان ضارّاً له; قال الأَصمعی:أَََصله أَََن رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَکْرٍ أَََراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق،فقال المشتری: صَدَقَنی سِنَّ بکره ،فذهب مثلاً،

1- و هذا المثل یروی عن علی بن أَََبی طالب،کرم الله وجهه،أَََنه تکلم به فی الکوفه. و من أَََمثالهم: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتی القَرْعَی ; یضرب مثلاً للرجل یُدْخِلُ نفسه فی قوم لیس منهم،و القَرْعی من الفِصَال:التی أَََصابها قَرَعٌ،و هو بَثْرٌ،فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَی

ص :228

نَزْوَها تَشَبَّهُ بها و قد أَََضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ.و اسْتَنَّ الفَرَسُ:قَمَصَ.و اسْتَنَّ الفرسُ فی المِضْمارِ إِِذا جری فین نَشاطه علی سَنَنه فی جهه واحده.و الاسْتنانُ :النَّشَاطُ; و منه المثل المذکور: اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتی القَرْعی ،و قیل: اسْتَنَّتِ الفِصال أَََی سَمِنَتْ و صَارَتْ جُلُودها کالمَسَانِّ ،قال:و الأَول أَََصح.و

16- فی حدیث الخیل : اسْتَنَّت شَرَفاً أَََو شَرَفَیْنِ. ; اسْتَنَّ الفَرَسُ یَسْتَنُّ اسْتِناناً أَََی عدا لَمَرحه و نَشاطه شَوْطاً أَََو شوطین و لا راکِبَ علیه; و منه

16- الحدیث :إِِنّ فرس المُجاهِد لیَسْتَنُّ فی طِوَله. و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :رأَََیت أَََباه یَسْتَنُّ بسَیْفِه کما یَسْتَنُّ الجملُ. أَََی یَمْرَحُ و یَخْطُرُ به.و السِّنُّ و السِّنْسِنُ و السِّنْسِنَهُ :حَرْفُ فَقْرهِ الظهر،و قیل: السَّنَاسِنُ رؤوس أَََطراف عظام الصدر،و هی مُشَاش الزَّوْرِ،و قیل:هی أَََطراف الضلوع التی فی الصدر.ابن الأَعرابی: السَّنَاسِنُ و الشَّنَاشِنُ العِظامُ; و قال الجَرَنْفَشُ: کیف تَرَی الغزْوه أَََبْقَتْ مِنِّی سَناسِناً ،کحَلَقِ المِجَنِّ أَََبو عمرو و غیره: السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ و حُروفُ فَقَارِ الظهر،واحدها سِنْسِنٌ ; قال رؤبه: یَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهری:و لحمُ سَناسِنِ البعیر من أَََطیب اللُّحْمَانِ لأَنها تکون بین شَطَّی السَّنَام،و لحمُها یکون أَََشْمَطَ طَیّباً،و قیل:هی من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَهُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع.و سُنْسُنُ :اسم أَََعجمی یسمی به السَّوَادِیُّونَ.و السُّنَّهُ :ضرب من تمر المدینه معروفه.

سهن:

ابن الأَعرابی: الأَسْهان الرِّمالُ اللَّیِّنه; قال أَََبو منصور:أََُبدلت النون من اللام،و الله أََعلم.

سون:

سُوَانُ :موضع.ابن الأَعرابی: التسَوُّنُ استرخاء البطن; قال أَََبو منصور:کأَنه ذهب به إِِلی التَّسَوُّل من سَوِلَ یَسْوَلُ إِِذا استرخی،فأَبدل من اللام النون.

سوسن:

السَّوْسَن :نَبت،أَََعجمی معرّب،و هو معروف و قد جری فی کلام العرب; قال الأَعشی: و آسٌ و خَیْرِیٌّ و مَرْوٌ و سَوْسَنٌ ، إِِذا کان هیزَمْنٌ و رُحْتُ مُخَشَّما و أَََجناسه کثیره و أَََطیبه الأَبیض.

سین:

السینُ :حرف هجاء من حروف المعجم و هو حرف مهموس،یذکر و یؤنث،هذه سین و هذا سین ،فمن أَََنث فعلی توهم الکلمه،و من ذکر فعلی توهم الحرف،و السین من حرف الزیادات،و قد تُخَلِّص الفعلَ للاستقبال تقول سیفعل،و زعم الخلیل أَََنها جواب لن.أَََبو زید:من العرب من یجعل السین تاء،و أَََنشد لعِلْباء بن أَََرقم: یا قَبَّحَ اللَّهُ بنی السعْلاهِ، عَمْرو بن یَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِ، لیسوا أَََعِفَّاء و لا أَََکْیاتِ یرید:الناس و الأَکیاس،قال:و من العرب من یجعل التاء کافاً،و سنذکرها فی الأَلف اللینه.قال أَََبو سعید:و قولهم فلان لا یحسن سینه،یریدون شُعْبَهً من شُعَبه و هو ذو ثلاث شُعَب.و قوله تعالی: یس ،کقوله عز و جل: الم ، حم ،و أَََوائل السور،و قال عکرمه:معناه یا إِِِنسان لأَنه قال: إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ .و طُورُ سِینِینَ و سِینَا و سَیْنَاءَ جبل بالشام،قال

ص :229

الزجاج:إِِِن سَیناء [ سِیناء ] حجاره و هو،و اللَّه أَََعلم،اسم المکان،فمن قرأَََ سَیْنٰاءَ علی وزن صحراء فإِنها لا تنصرف،و من قرأَََ سِیناء فهو علی وزن عِلْباء إِِِلا أَََنه اسم للبقعه فلا ینصرف،و لیس فی کلام العرب فِعْلاء بالکسر ممدود.و السِّینینیَّه :شجره،حکاه أَََبو حنیفه عن الأَخفش،و جمعها سِینِین ،قال:و زعم الأَخفش أَََنَّ طُورَ سینین مضاف إِِِلیه،قال:و لم یبلغنی هذا عن أَََحد غیره،الجوهری:هو طُور أََُضیف إِِلی سِینَا ،و هی شجر،قال الأَخفش: السِّینِینُ واحدتها سِینِینِیّه ،قال:و قریء طور سَینَاء و سِینَاءَ ،بالفتح و الکسر،و الفتح أَََجود فی النحو لأَنه بنی علی فَعْلاء،و الکسر ردیء فی النحو لأَنه لیس فی أَََبنیه العرب فِعْلاء ممدود بکسر الأَول غیر مصروف،إِِِلا أَََن تجعله أَََعجمیّاً،قال أَََبو علی:إِِِنما لم یصرف لأَنه جعل اسماً للبقعه.التهذیب:و سِینِینُ اسم جبل بالشأْم.

و قال الأَصمعی: الشُّؤون مَواصِل القبائل بین کل قبیلتین شَأْنٌ ،و الدموع تخرج من الشُّؤُون ،و هی أَََربع بعضها إِِلی بعض.ابن الأَعرابی:للنساءِ ثلاثُ قبَائل.أَََبو عمرو و غیره: الشَّأْنانِ عِرْقان یَنحدِران من الرأََْسِ إِِلی الحاجبین ثم إِِلی العینین; قال عبید بن الأَبرص: عَیْناک دَمْعُها سَرُوبُ، کأَنَّ شَأْنَیْهِما شَعِیبُ. قال:و حجه الأَصمعی قوله: لا تُحْزِنینی بالفِراقِ،فإِنَّنی لا تسْتَهِلُّ من الفِراقِ شُؤونی . الجوهری:و الشأْنُ واحدُ الشُّؤُون ،و هی مواصلُ قبائل الرأََْس و مُلتَقاها،و منها تجیء الدموع.و یقال:اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه ،و الاسْتِهْلالُ قَطْرٌ له صوْت; قال أَََوسُ بن حجر:لا تحزنینی بالفراق (1).قال أَََبو حاتم: الشُّؤُون الشُّعَب التی تجمع بین قبائل الرأََْس و هی أَََربعه أَََشْؤُنٍ ; قال ابن بری:و أَََما قول الراعی: و طُنْبُور أَََجَشّ و ریح ضِغْثٍ، من الرَّیْحانِ،یَتَّبِعُ الشُّؤُونا . فمعناه أَََنه تطیر الرائحه حتی تبلغ إِِلی شُؤُون رأََْسه.و

16- فی حدیث الغسل :حتی تَبْلُغ به شُؤُونَ رأََْسِها. ; هی عِظامُه و طرائقه و مَواصِلُ قَبائله،و هی أَََربعه بعضها فوق بعض،و قیل: الشُّؤُون عُروق فی الجبل یَنْبُت فیها النَّبْع،واحدها شَأْنٌ .و یقال:رأَََیت نخیلاً نابته فی شَأْنٍ من شُؤُون الجبل،و قیل:إِِنها عُروق من التراب فی شُقوق الجبال یُغْرَس فیها النخل.و قال ابن سیده: الشُّؤُون خُطوط فی الجبل،و قیل:صُدوع; قال قیسُ بن ذَریح: و أَََهْجُرُکُم هَجْرَ البَغِیض،و حُبُّکم علی کَبِدی منه شُؤُونٌ صَوادِعُ شبه شُقوق کبده بالشُّقوق التی تکون فی الجبال.و

2- فی حدیث أَََیوب المعَلِّم :لما انهَزَمْنا رَکِبْتُ شَأْناً من قَصَب فإِذا الحَسَنُ علی شاطئ دِجْلَه فأَدْنَیْتُ الشَّأْنَ فحملتُه معی. ; قیل: الشَّأْن عرق فی الجبل فیه تراب یُنْبِتُ،و الجمع شُؤونٌ ; قال ابن الأَثیر:قال أَََبو موسی و لا أَََری هذا تفسیراً له; و قول ساعده بن جُؤَیَّه: کأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، خِلافَ الوَبْلِ،أَََو سُبَدٌ غَسیلُ. شبه تَحَدُّرَ الماء عن هذا الجبل بتَحَدُّرِه عن هذا الطائر أََو تَحَدُّرِ الدم عن لَبّات البُدْن.و شُؤُون الخمر:ما دبَّ منها فی عُروق الجسد; قال البَعیث: بأَطْیَبَ من فیها،و لا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّی فی العِظامِ شُؤونُها (2).

شبن:

الشَّابِل و الشَّابِنُ :الغلام التَّارُّ الناعم،و قد شَبَنَ و شَبَلَ.

شتن:

الشَّتْنُ :النَّسْجُ.و الشَّاتِن و الشَّتون :الناسج.یقال: شَتَنَ الشّاتِن ثوبه أََی نسجه،و هی هذلیه; و أََنشد: نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً، لم یَطْوِها کَفُّ البِیَنْطِ المَجْفَلِ قال:الزُّوَعُ العنکبوت،و المَجْفَل:العظیم البطن،و البِیَنْطُ:الحائک،و فسره ابن الأَعرابی کذلک.و فی حدیث حجه الوَدَاعِ ذکرُ شَتَانٍ ،و هو بفتح الشین و تخفیف التاء جبل عند مکه،

14- یقال بات به رسول الله،

ص :231

صلی الله علیه و سلم،ثم دخل مکه. شرفها الله تعالی.

شثن:

الشَّثْنُ من الرجال:کالشَّثْل،و هو الغلیظ،و قد شَثُنَتْ [شَثِنَتْ] کفُّه و قَدَمُه شَثَناً و شُثُونهً و هی شَثْنَه .

14- و فی صفته،صلی الله علیه و سلم : شَثْنُ الکفین و القدمین. أََی أََنهما تمیلان إِلی الغِلَظِ و القِصَر،و قیل:هو الذی فی أََنامله غلظ بلا قصر،و یحمد ذلک فی الرجال لأَنه أََشدُّ لقَبْضِهم،و یذم فی النساء.و منه

16- حدیث المغیره : شَثْنه الکف. أََی غلیظتها.و الشُّثُونه :غِلَظُ الکف و جُسُوءُ المفاصل.و أََسد شَثْنُ البراثِن:خَشِنُها،و هو منه.و شَثُنَ [شَثِنَ] البعیر شَثَناً :رَعَی الشَّوْک من العِضاهِ فغَلُظت علیه مشافره.قال خالد العِتْریفِیُّ: الشُّثُونهُ لا تَعِیبُ الرجالَ بل هی أََشد لقَبْضِهم و أََصْبَرُ لهم علی المِراسِ،و لکنها تَعِیبُ النساء.قال خالد:و أََنا شَثْنٌ .الفراء:رجل مَکْبُونُ الأَصابع مثل الشَّثْنِ .اللیث: الشَّثْنُ الذی فی أََنامله غِلظٌ،و الفعل شَثُنَ و شَثِنَ شَثَناً و شُثُونهً ; قال أََبو منصور:و فیه لغه أَُخری شَنِثَ،و قد تقدم ذکره.الجوهری: الشَّثَنُ ،بالتحریک،مصدر شَثِنَتْ کفه،بالکسر،أََی خَشُنَتْ و غَلُظَتْ.و رجل شَثْنُ الأَصابع،بالتسکین،و کذلک العِضْو; و قال إِمرؤ القیس: و تَعْطُو بِرَخْصٍ غیر شَثْنٍ ،کأَنه أََسارِیعُ ظَبْیٍ،أََو مَساوِیکُ إِِسْحِلِ و شَثِنَت [شَثُنَت] مَشافر الإِِبل من أََکل الشوک.

شجن:

الشَّجَنُ :الهمّ و الحُزْن،و الجمع أََشْجانٌ و شُجُونٌ . شَجِنَ ،بالکسر، شَجَناً و شُجُوناً ،فهو شاجِنٌ ،و شَجُنَ و تشَجَّنَ ،و شَجَنَه الأَمرُ یَشْجُنُه شَجْناً و شُجُوناً و أَشْجَنهُ :أََحزنه; و قوله: یُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ کلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غیر الشَّواجِنِ إِِنما یرید أََنهن لا یُحْزِنَّ مُرْسِلیها و أََصحابَها لخَیْبَتِها من الصید بل یَصِدْنَه ما شاء.و شَجَنتِ الحمامه تشْجُنُ شُجُوناً :ناحت و تَحَزَّنتْ.و الشَّجَنُ :هَوَی النَّفْس.و الشَّجَنُ :الحاجه،و الجمع أََشْجان ،و الشَّجَنُ ،بالتحریک:الحاجه أََینما کانت; قال الراجز: إِنی سأُبْدی لکَ فیما أَُبْدی لی شَجَنانِ : شَجَنٌ بنَجْدِ، و شَجَنٌ لی ببِلادِ الهِنْدِ (1). و الجمع أََشْجانٌ و شُجُونٌ ; قال: ذَکَرْتُکِ حیثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ،و التَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّی شُجُونُها و یروی: ...لُحونُها أََی لغاتها،و أََراد أََرضاً کانت له شَجَناً لا وَطَناً أََی حاجهً،و هذا البیت استشهد الجوهری بعجزه و تممه ابن بری و ذکر عجزه: ذَکَرتُکِ حیثُ استأْمَن الوحشُ،و الْتَقَتْ رِفاقٌ به،و النفسُ شَتَّی شُجُونُها قال:و من هذه القصیده: رَغا صاحبی،عندَ البکاءِ،کما رَغَتْ مُوَشَّمَهُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرینُها و أََنشد ابن بری أََیضاً: حتی إِذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ ، و کُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أََو لِهَنْ قال:فلان کنایه عن المعرفه،و هَنٌ کنایه عن النکره.و شَجَنَتْه الحاجهُ تشْجُنه شَجْناً :حَبَسَتْه،و شَجَنَتْنی تشْجُنُنی .و ما شَجَنَکَ عنا أََی ما حَبَسک،و رواه أََبو عبید:ما شَجَرَکَ.و قالوا: شاجِنَتی

ص :232

شُجُونٌ کقولهم عابِلَتی عُبُول.و قد أََشْجَننی الأَمرُ فشَجُنْتُ أََشْجُنُ شُجُوناً .اللیث: شَجُنْتُ شَجَناً أََی صار الشَّجَنُ فیَّ،و أََما تشَجَّنْتُ فکأَنه بمعنی تذَکَّرْت،و هو کقولک فَطُنْتُ فَطَناً،و فَطِنْتُ للشیء فِطْنهً و فَطَناً; و أََنشد: هَیَّجْنَ أََشْجاناً لمن تشَجَّنا و الشَّجَنُ و الشِّجْنهُ و الشُّجْنهُ و الشَّجْنهُ :الغُصْنُ المشتبک.ابن الأَعرابی:یقال شُجْنه و شِجْنٌ و شُجْنٌ للغُصن،و شُجْنَه و شُجَنٌ و شِجْنهٌ و شِجَنٌ و شُجْناتٌ و شِجْناتٌ و شُجُناتٌ و شِجِناتٌ .الجوهری:و الشِّجْنهُ و الشَّجْنهُ عروق الشجر المشتبکه.و بینی و بینه شِجْنَهُ رَحِمٍ و شُجْنهُ رَحِمٍ أََی قرابهٌ مُشتبکه.و الشَّجَنُ و الشُّجْنه و الشِّجْنه :الشُّعْبه من الشیء.و الشِّجْنه :الشُّعبه من العُنقود تُدْرِکُ کلها،و قد أََشْجَنَ الکَرْمُ و تشَجَّنَ الشجر:التف.و فی المثل: الحدیث ذو شُجُون أََی فنون و أََغراض،و قیل:أََی یدخل بعضه فی بعض أََی ذو شُعَب و امْتِساک بعضُه ببعض; و قال أََبو عبید:یُراد أََن الحدیث یتفرَّق بالإِنسان شُعَبُه و وَجْهُه; و قال أََبو طالب:معناه ذو فنون و تشَبُّث بعضه ببعض; قال أََبو عبید:یضرب هذا مثلاً للحدیث یستذکر به غیره; قال:و کان المُفَضَّلُ الضَّبِّی یُحَدِّث عن ضَبَّه بن أَُدٍّ بهذا المثل،و قد ذکره غیره; قال:کان قد خرج لضبَّه بن أَُدٍّ ابنان:سَعْدٌ و سَعِید فی طلب إِِبل،فرجع سعد و لم یرجع سعید،فبینا هو یُسایِرُ الحرثَ بن کعب إِذ قال له:فی هذا الموضع قتلت فتی،و وصف صفه ابنه،و قال هذا سیفه،فقال ضَبَّهُ:أََرِنی أََنْظُرْ إِلیه،فلما أََخذه عرف أََنه سیف ابنه،فقال:الحدیث ذُو شُجُونٍ ،ثم ضرب به الحرث فقتله; و فیه یقول الفرزدق: فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ،إِنّ اسْتِعارَها کضَبَّهَ إِذْ قال:الحدیثُ شُجُونُ ثم إِن ضبه لامه الناس فی قتل الحرث فی الأَشهر الحرم فقال:سَبَقَ السیفُ العَذَلَ.و یقال:إِنَّ سَبَقَ السیفُ العَذَلَ لخُرَیْمٍ الهُذَلیِّ.و الشُّجْنه و الشِّجْنه :الرَّحِمُ المشتبکه.و

16- فی الحدیث :الرَّحِمِ شِجْنه من الله مُعَلَّقه بالعرش تقول:اللهم صِلْ من وَصَلَنی و اقْطع من قطعنی. أََی الرَّحِمُ مشتقه من الرَّحْمن تعالی; قال أََبو عبیده:یعنی قَرابهٌ من الله مشتبکه کاشتباک العروق،شبهه بذلک مجازاً أََو اتساعاً،و أََصل الشُّجْنه ،بالکسر و الضم،شُعْبه من غُصْن من غصون الشجره،و الشَّجْنهُ لغه فیه; عن ابن الأَعرابی،و قیل: الشُّجْنهُ الصِّهْرُ.و ناقه شَجَنٌ :مُتَداخِلَه الخَلْق مشتبک بعضها ببعض کما تشتبک الشجره; و فی حدیث سَطِیح الکاهنِ: تجُوبُ بی الأَرضَ عَلَنْداهٌ شَجَنْ أََی ناقه مُتَداخِلَهُ الخَلْق کأَنها شجره مُتَشَجِّنَه أََی متصله الأَغصان بعضها ببعض،و یروی: ...شزن ،و سیجیء،و الشِّجْنه ،بکسر الشین:الصَّدْعُ فی الجبل; عن اللحیانی.و الشاجِنَهُ :ضرب من الأَوْدیه یُنْبت نباتاً حسناً،و قیل: الشَّواجِنُ و الشُّجُون أََعالی الوادی،واحدها شَجْن ; قال ابن سیده:و إِِنما قلت إِن واحدها شَجْن لأَن أََبا عبیده حکی ذلک،و لیس بالقیاس لأَن فَعْلاً لا یکسَّر علی فَواعل،لا سیما و قد وجدنا الشاجِنه ،فأَنْ یکون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَهٍ أََولی; قال الطرماح: کظَهرِ اللأَی لو تُبْتَغَی رِیَّهٌ به نَهاراً،لعَیَّتْ فی بُطُونِ الشَّواجِنِ

ص :233

و کذلک روی الأَزهری عن أََبی عمرو: الشَّواجِنُ أََعالی الوادی،واحدتها شاجِنَه .و قال شمِرٌ:جمع شَجْنٍ أََشْجان .قال الأَزهری:و فی دیار ضبَّه وادٍ یقال له الشَّواجِنُ فی بطنه أََطْواء کثیره،منها لَصافِ و اللِّهَابَهُ و ثَبْرَهُ،و میاهُها عذبه.الجوهری: الشَّجْنُ ،بالتسکین،واحدُ شُجُون الأَودیه و هی طُرُقُها.و الشاجِنه :واحده الشواجِنِ ،و هی أََودیه کثیره الشجر; و قال مالک بن خالد الخُناعی: لما رأََیتُ عَدِیَّ القوْمِ یَسْلُبُهُمْ عَدِیٌّ:جمع عاد کغَزِیٍّ جمع غازٍ،و قوله: ...یَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن ... أََی لما هربوا تعلقت ثیابُهم بالطَّلْح فترکوها; و أََنشد ابن بری للطرماح فی شاجنه للواحده: أََ مِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَهِ الحَجُونِ، عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِینِ و قول الحَذْلَمِیِّ: فضارِبَ الضَّبْه و ذی الشُّجُونِ یجوز أََن یعنی به وادیاً ذا الشُّجون ،و أََن یعنی به موضعاً.و شِجْنَه ،بالکسر:اسم رجل،و هو شِجْنه بن عُطارِد بن عَوْف بن کَعْب بن سَعْد بن زید مناه بن تمیم; قال الشاعر: کَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنهَ لم یَدَعْ من دَارِمٍ أََحَداً،و لا من نَهْشَلِ.

شحن:

قال الله تعالی: فِی الْفُلْکِ اَلْمَشْحُونِ ; أََی المملوء. الشَّحْنُ :مَلْؤُکَ السفینه و إِِتْمامُک جِهازَها کله. شَحَنَ السفینه یَشْحَنُها شَحْناً :مَلأَها،و شَحَنَها ما فیها کذلک.و الشِّحْنَهُ :ما شَحَنها .و شَحَنَ البلدَ بالخیل:ملأَه.و بالبلد شِحْنهٌ من الخیل أََی رابطه.قال ابن بری:و قول العامَّه فی الشِّحْنهِ إِنه الأَمیر غلط.و قال الأَزهری: شِحْنهُ الکورَه مَنْ فیهم الکفایه لضبطها من أََولیاء السلطان; و قوله: تأَطَّرْنَ بالمیناءِ ثم تَرَکْنَه، و قد لَجَّ من أََحْمالِهِنَّ شُحُونُ قال ابن سیده:یجوز أََن یکون مصدر شَحَنَ ،و أََن یکون جمع شِحْنه نادراً.و مَرْکَبٌ شاحِنٌ أََی مَشْحُون ; عن کراع،کما قالوا سِرٌّ کاتِمٌ أََی مکتوم.و شَحَنَ القومَ یَشْحَنُهم شَحْناً :طردهم.و مَرَّ یَشْحَنُهم أََی یَطْرُدهم و یَشُلُّهم و یَکسَؤُهم،و قد شَحَنه إِذا طرده.الأَزهری:سمعت أََعرابیاً یقول لآخر: اشْحَنْ عنک فلاناً أََی نَحِّه و أََبْعِدْه.و الشَّحْنُ :العَدْوُ الشدید.و شَحَنَتِ الکلابُ تَشْحَنُ و تَشْحُنُ شُحُوناً :أََبْعَدتِ الطَّرَد و لم تَصِد شیئاً; قال الطرماح یصف الصید و الکلاب: یُوَدِّعُ بالأَمْراسِ کلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّیْدَ،غیرِ الشَّواحِنِ . و الشاحِنُ من الکلاب:الذی یُبْعِدُ الطَّرِیدَ و لا یصید.الأَزهری: الشِّحْنه ما یُقامُ للدوابّ من العَلَف الذی یکفیها یومها و لیلتها هو شِحْنَتها .و الشَّحْناء :الحقد.و الشَّحْناء :العداوه،و کذلک الشِّحْنه ،بالکسر،و قد شَحِنَ علیه شَحْنَاً و شاحَنَه ،و عَدُوٌّ مُشاحِنٌ .و شاحَنَه مُشاحنهً :من الشَّحْناء ،و آحَنَه مُؤَاحَنه:من الإِِحْنهِ،و هو مُشاحِنٌ لک.و

16- فی الحدیث :یغفر الله لکل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِکاً أََو مُشاحِناً . ; المُشاحِنُ :المُعادی.و التَّشاحُنُ :تفاعل من الشَّحْناء العداوه; و قال الأَوزاعی:أََراد

ص :234

بالمُشاحن هاهنا صاحِبَ البِدْعه و المُفارِقَ لجماعه الأُمَّه،و قیل: المُشاحَنهُ ما دون القتال من السَّبِّ،و التَّعایُر من الشَّحْناءِ مأْخوذ،و هی العداوه،و من الأَول:إِلا رجلاً کان بینه و بین أََخیه شَحْناء أََی عداوه.و أََشْحَنَ الصبیُّ،و قیل:الرجلُ، إِِشْحاناً و أََجْهَشَ إِِجْهاشاً:تَهیأَ للبکاء،و قیل:هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البکاء; قال الهذلی: و قد هَمَّتْ بإِشْحانِ الأَزهری:ابن الأَعرابی سیوف مُشْحَنه فی أََغمادِها; و أََنشد: إِذ عارَتِ النَّبْلُ و التَفَّ اللُّفُوفُ،و إِِذْ سَلُّوا السُّیُوفَ عُراهً بعدَ إِِشْحانِ و هذا البیت أََورده ابن بری فی أََمالیه متمماً لما أََورده الجوهری فی قوله:و قد هَمَّتْ بإِشْحانِ ،مستشهداً به علی أََجْهَشَ الصَّبیُّ إِذا تهیأَ للبکاء،فقال الهُذَلی:هو أََبو قِلابَه; و البیت بکماله: إِذ عارَتِ النَّبْلُ و التَفَّ اللُّفوفُ،و إِِذْ سلُّوا السیوف،و قد هَمَّت بإشْحانِ و قد أََورده الأَزهری: إِذا عارَتِ النَّبلُ و التَّفَّ اللُّفوفُ،و إِذْ سَلُّوا السیوف عراه بعد إِِشحانِ قال ابن سیده:و الشِّیحان و الشَّیْحان الطویل،و قد یکون فَعْلاناً فیکون من غیر هذا الباب،و سیُذْکر.

شخن:

شَخَّنَ :تهیأَ للبکاء،و قد یخفف.

شدن:

شَدَنَ الصبیُّ و الخِشْفُ و جمیعُ ولدِ الظِّلْفِ و الخُفِّ و الحافِر یَشْدُنُ شُدُوناً :قَوِیَ وَ صَلَحَ جسمه و تَرَعْرَعَ و مَلَکَ أَُمَّه فمشی معها.و یقال للمُهْر أََیضاً:قد شَدَن ،فإِذا أََفردت الشادِنَ فهو ولد الظبیه.أََبو عبید: الشادِنُ من أََولاد الظباء الذی قد قوی و طلع قرناه و استغنی عن أَُمه; قال علیّ بن أََحمد العُرَیْتی: یا ما أَُحَیْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لنا و یقال:إِن علی بن حمزه هذا حَضَرِیّ لا بدَوِیّ لأَنه مدح علی بن عیسی.و أََشْدَنَتِ الظبیهُ و ظَبیه مُشْدِنٌ إِذا شَدَنَ ولَدُها،و ظبیه مُشْدِن :ذات شادِنٍ یتبعها،و کذلک غیرها من الظَّلْف و الخف و الحافر،و الجمع مَشادِنُ علی القیاس،و مَشادِین علی غیر قیاس مثل مطافل و مَطافیل.ابن الأَعرابی:امرأََه مَشْدُونه و هی العاتِقُ من الجَوارِی.و شَدَنٌ :موضع بالیمن،و الإِِبل الشَّدَنیه منسوبه إِلیه; قال العجاج: و الشَّدَنِیّات یُساقِطْنَ النُّعَرْ و قیل: شَدَنٌ فَحْل بالیمن; عن ابن الأَعرابی،قال:و إِلیه تنسب هذه الإِِبل.و الشَّدْنُ ،بسکون الدال:شجر له سِیقانٌ خَوَّارهٌ غِلاظ و نَوْرٌ شبیه بنَوْر الیَاسَمِینِ فی الخلقه،إِِلا أََنه أََحمر مُشْرَب،و هو أََطیب من الیَاسَمین; قال ابن بری:و هو طیب الریح; و أََنشد: کأَنَّ فاها،بعدَ ما تُعانِقُ، الشَّدْنُ و الشِّرْیانُ و الشَّبارِقُ.

شرن:

ابن الأَعرابی: الشَّرْنُ الشَّقُّ فی الصخره.أََبو عمرو:فی الصخره شَرْمٌ و شَرْنٌ و ثَتٌّ و فَتٌّ و شِیقٌ و شِرْیانٌ.و قد شَرِمَ و شَرِنَ إِذا انْشَقَّ،و ذکر ابن بری فی هذه الترجمه الشِّرْیانَ ،و هو شجر صُلْب تتخذ منه القِسِیُّ،واحدته شِرْیانه ،و هو کجِرْیالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ; قال: و قَوْسُک شِرْیانهٌ ، و نَبْلُک جَمْرُ الغَضی

ص :235

قال:و الشُّورَانُ العُصْفُر،قال:و الصحیح عندی أََنَّ شِرْیان فِعْلانٌ لأَنه أََکثر من فِعْیال،قال:و لهذا ذکره الجوهری فی شری،و رأََیت هنا حاشیه قال:لم یذکر الجوهری الشِّرْیانَ هذا للشجر أََصلاً فی کتابه،و إِِنما ذکر فی فصل شری: الشِّرْیان واحد الشَّرایین و هی العُروق النابضه.و تَشْرِینُ :اسم شهر من شهور الخریف،و هو أََعجمی،و هو إِلی وزن تفعیل أََقرب منه إِلی وزن غیره من الأَمثله; قال:و لم یذکره صاحب الکتاب.

شرحن:

شَراحیلُ و شَراحینُ :اسم رجل،و قد ذکر فی ترجمه شرحل فی باب اللام.

شزن:

الشَّزَنُ ،بالتحریک،و الشُّزُونه :الغِلَظُ من الأَرض; قال الأَعشی: تَیمَّمْتُ قَیْساً،و کم دونه من الأَرض من مَهْمَهٍ ذی شَزَنْ (1)و

16- فی حدیث الذی اختطفته الجنُّ :کنت إِذا هبطت شَزَناً أََجده بین ثَنْدُوَتَیَّ. ; الشَّزَن ،بالتحریک:الغلیظ من الأَرض،و الجمع شُزُنٌ و شُزونٌ ،و قد شَزُنَ شُزُونه .و رجل شَزَن [شَزِن]:فی خُلُقه عَسَرٌ.و تَشَزَّنَ فی الأَمر:تَصَعَّبَ.و

16- فی حدیث لُقْمانَ بن عادٍ :و وَلاَّهم شَزَنَه . یروی بفتح الشین و الزای و بضمهما و بضم الشین و سکون الزای،و هی لغات فی الشِّدَّه و الغِلْظه،و قیل:هو الجانب،أََی یُوَلِّی أََعداءَه شِدَّته و بأْسه أََو جانبه أََی إِذا دَهَمَهم أََمر وَلاَّهم جانبه فحَاطَهم بنفسه.یقال:وَلَّیته ظهری إِذا جعله وراءه و أََخذَ یَذُبُّ عنه.و شَزِنَت الإِِبل شَزَناً :عَیِیَتْ من الحفا.و الشَّزَنُ :شده الإِِعیاء من الحفا،و قد شَزِنت الإِِبل.و

17- روی أََبو سفیان حدیث لقمان بن عاد : شُزُنَه . قال:و سأَلت الأَصمعی عنه فقال: الشُّزُنُ عُرْضُه و جانبه،و هو لغه; و أََنشد لابن أََحمر: أََلا لَیْتَ المَنازِلَ قد بَلِینا، فلا یَرْمِینَ عن شُزُنٍ حَزِیناً. یرید أََنهم حین دَهَمَهم الأَمر أََقبل علیهم و ولاَّهم جانبه.قال الأَزهری:و هذا الذی قاله الأَصمعی حسن; و قال الهُذَلیّ: کلانا،و لو طالَ أََیَّامُه، سَیَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ. قال: الشَّزَنُ الحَرْف یعنی به الموت و أََن کل أََحد سَتَزْلَقُ قدمه بالموت و إِن طال عمره; و قال ابن مُقْبِل: إِن تُؤْنِسَا نارَ حَیّ قد فُجِعْتُ بهم، أََمْسَتْ علی شَزَنٍ من دارِهم دَارِی و الشُّزُنُ :الکَعْبُ الذی یلعب به; قال الشاعر: کأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْکوکُ و قال الأَجْدَعُ بن مالک بن مَسْروق: و کأَنَّ صِرْعَیْها کِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ علی شُزُنٍ ،فهنّ شَواعِی و الشَّزَنُ و الشُّزُنُ :ناحیه الشیء و جانبه.و الشُّزُن :الحرف و الجانب و الناحیه مثال الطُّنُب.و یقال:عن شُزُنٍ أََی عن بُعْدٍ و اعتراض و تَحَرُّف.و

16- فی حدیث الخُدْرِیّ :أََنه أََتی جَنازه فلما رآه القوم تَشَزَّنُوا له لیُوَسِّعُوا له. ; قال شمر:أََی تَحَرَّفُوا.یقال: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْی إِذا تَحَرَّفَ و اعْتَرض.و رماه عن شُزُنٍ أََی تَحَرَّف له،و هو أََشد للرمی; و فی حدیث سَطیح:

ص :236

تَجُوبُ بی الأَرضَ عَلَنْداهٌ شَزَنْ

أََی تمشی من نشاطها علی جانب.و شَزِنَ فلانٌ إِذا نَشِطَ.و الشَّزَنُ :النَّشاط،و قیل: الشَّزَن المُعْیَی من الحَفا.و التَّشَزُّن فی الصِّراع:أََن یَضَعه علی وَرکه فیَصْرَعه،و هو التَّوَرُّک.و یقال:ما أَُبالی علی أََیّ قُطْرَیْهِ و علی أََیّ شُزْنَیْه وقع،بمعنی واحد أََی جانِبیه.و تَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً و تَشْزِیناً ،علی غیر قیاس:صرعه; و نظیره: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلاً .و تَشَزَّنَ الشاهَ:أََضجعها لیذبحها.و تَشَزَّن للرَّمْی و للأَمر و غیره إِذا اسْتَعَدَّ له.و

17- فی حدیث عثمان،رضی الله عنه ،حین سُئلَ حُضُورَ مجلس للمذاکره أََنه قال:حتی أََتَشَزَّنَ. و تَشَزَّن له أََی انتصب له فی الخصومه و غیرها.و

14- فی الحدیث :أََنه قرأََ سوره ص،فلما بلغ السجده تَشَزَّنَ الناسُ للسجود،فقال،علیه الصلاه و السلام:إِنما هی توبه نبیّ و لکنی رأََیتکم تَشَزَّنْتُم ،فنزل و سجد و سجدوا. ; التَّشَزُّنُ :التأَهُّب و التَّهَیُّؤ للشیء و الاستعداد له،مأْخوذ من عُرْض الشیء و جانبه کأَنَّ المُتَشَزِّنَ یَدَعُ الطمأْنینه فی جلوسه و یقعُدُ مستوفزاً علی جانب.و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :أََن عمر دخل علی النبی،صلی الله علیه و سلم،یوماً فقَطَّبَ و تَشَزَّنَ له. أََی تأَهب.و

17- فی حدیث عثمان :قال لسَعْد و عَمّار میعادُکم یومُ کذا حتی أََتَشَزَّنَ . أََی أََسْتَعِدَّ للجواب.و

17- فی حدیث ابن زیاد :نِعْمَ الشیء الإِِمارهُ لو لا قَعْقَعهُ البُرُدِ و التَّشَزُّنُ للخُطَب. و

17- فی حدیث ظَبْیان :فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها و تَشَزَّنَتْ بأَعِنَّتها.

شصن:

أََهمله اللیث.أََبو عمرو: الشَّواصِینُ البَرانی،الواحده شاصُونه .قال الأَزهری:البَرانی تکون القواریرَ و تکون الدِّیَکه،قال:و لا أََدری أََراد بها.

شطن:

الشَّطَنُ :الحَبْل،و قیل:الحبل الطویل الشدیدُ الفَتْل یُسْتَقی به و تُشَدُّ به الخَیْل،و الجمع أََشْطان ; قال عنتره: یَدْعُونَ عَنْتَر،و الرِّماحُ کأَنها أََشْطانُ بئرٍ فی لَبانِ الأَدْهَمِ. و وصف أََعرابی فرساً لا یَحْفی فقال:کأَنه شَیْطانٌ فی أََشْطان .و شَطَنْتُه أََشْطُنه إِذا شَدَدْته بالشَّطَن .و

16- فی حدیث البراء :و عنده فَرَسٌ مَرْبوطه بشَطَنَین . ; الشَّطَنُ :الحبل،و قیل:هو الطویل منه،و إِِنما شَدَّه بشَطَنَیْن لقوّته و شدّته.و

1- فی حدیث علیّ،علیه السلام:و ذکر الحیاه فقال :إِن الله جعل الموتَ خالِجاً لأَشْطانها . ; هی جمع شَطَن ،و الخالِجُ المُسْرِع فی الأَخذ،فاستعار الأَشْطانَ للحیاه لامتدادها و طولها.و الشَّطَنُ :الحبل الذی یُشْطَن به الدلو.و المُشاطِنُ :الذی یَنزِعُ الدلو من البئر بحبلین; قال ذو الرمه: و نَشْوانَ من طُولِ النُّعاسِ کأَنه، بحَبْلینِ فی مَشْطونهٍ ،یَتَطَوَّحُ و قال الطرماح: أََخُو قَنَصٍ یَهْفُو،کأَنَّ سَراتَهُ و رِجلَیه سَلْمٌ بین حَبَلی مُشاطن و یقال للفرس العزیز النَّفْس: إِنه لیَنْزُو بین شَطَنَین ; یضرب مثلاً للإِنسان الأَشِر القویّ،و ذلک أََن الفرسَ إِذا استعصی علی صاحبه شَدَّه بحَبلین من جانبین،یقال:فرس مَشْطون .و الشَّطون من الآبار:التی تُنْزَع بحَبْلین من جانبیها،و هی متسعه الأَعلی ضیقه الأَسفل،فإِن نزَعَها بحبل واحد جَرَّها علی الطَّیِّ فتخرَّقت.

ص :237

و بئر شَطُونٌ :مُلتَویه عَوْجاء.و حربٌ شَطُونٌ :عَسِرهٌ شدیده; قال الراعی: لنا جُبَبٌ و أََرْماحٌ طِوالٌ، بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا و بئر شَطون :بعیده القعر فی جِرابها عِوَجٌ.و رمح شَطونٌ :طویل أََعوج.و شَطَنَ عنه:بَعُدَ.و أََشْطَنَه :أََبعده.و

16- فی الحدیث :کل هَوًی شاطنٌ فی النار. ; الشاطِنُ :البعید عن الحق،و فی الکلام مضاف محذوف تقدیره کل ذی هَوًی،و قد روی کذلک.و شَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً :بَعُدَت.و نیه شَطونٌ :بعیده،و غزْوه شَطونٌ کذلک.و الشَّطِینُ :البعید.قال ابن سیده:کذلک وقع فی بعض نسخ المُصَنِّف،و المعروف الشَّطِیر،بالراء،و هو مذکور فی موضعه.و نَوًی شَطون :بعیده شاقه; قال النابغه: نَأَتْ بِسُعاد عنک نَوًی شَطونُ فبانَتْ،و الفُؤَادُ بها رَهینُ. و إِِلْیَه شطونٌ إِذا کانت مائله فی شِقّ.و الشَّطْنُ :مصدر شَطَنَه یَشْطُنُه شَطْناً خالفه عن وجْهه و نیته.و الشیطانُ :حَیَّهٌ له عُرْفٌ.و الشاطِنُ :الخبیث.و الشَّیْطانُ :فَیْعال من شَطَنَ إِذا بَعُدَ فیمن جعل النون أََصلاً،و قولهم الشیاطین دلیل علی ذلک.و الشیطان :معروف،و کل عات متمرد من الجن و الإِِنس و الدواب شیطان ; قال جریر: أََیامَ یَدْعُونَنی الشیطانَ من غَزَلٍ، و هُنَّ یَهْوَیْنَنی،إِذ کنتُ شَیْطاناً و تَشَیْطَنَ الرجل و شَیْطَن إِذا صار کالشَّیْطان و فَعَل فِعْله; قال رؤبه: شافٍ لبَغْیِ الکَلِبِ المُشَیْطِن و قیل: الشیطان فَعْلان من شاطَ یَشیط إِذا هلک و احترق مثل هَیْمان و غَیمان من هامَ و غامَ; قال الأَزهری:الأَول أََکثر،قال:و الدلیل علی أََنه من شَطَنَ قول أَُمیه بن أََبی الصلت یذکر سلیمان النبی،صلی الله علیه و سلم: أََیُّما شاطِنٍ عصاه عَکاه. أََراد:أََیما شیطان .و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا تَنَزَّلَتْ بِهِ اَلشَّیٰاطِینُ ،و قرأََ الحسنُ: و ما تنزَّلت به الشَّیاطون ; قال ثعلب:هو غلط منه،و قال فی ترجمه جنن:و المَجانینُ جمع لمَجْنون،و أََما مَجانون فشاذ کما شذ شَیاطون فی شیاطین ،و قرئ: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّیٰاطِینُ .و تشَیْطَنَ الرجل:فَعَل فِعْل الشیاطین .و قوله تعالی: طَلْعُهٰا کَأَنَّهُ رُؤُسُ اَلشَّیٰاطِینِ ; قال الزجاج:وجهه أََن الشیء إِذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشیاطین فیقال کأَنه وجه شیطان و کأَنه رأَْس شیطان ،و الشیطان لا یُری،و لکنه یُسْتَشْعَر أََنه أََقبَح ما یکون من الأَشیاء،و لو رُؤِیَ لَرُؤِیَ فی أََقبح صوره; و مثله قول إِمرئِ القیس: أََ یَقْتُلُنی،و المَشْرَفِیُّ مُضاجِعی، و مَسْنونهٌ زُرْقٌ کأَنیابِ أََغوالِ؟ و لم تُرَ الغُولُ و لا أََنیابها،و لکنهم بالغوا فی تمثیل ما یستقبح من المذکر بالشیطان و فیما یُسْتَقْبَح من المؤنث بالتشبیه له بالغول،و قیل: کَأَنَّهُ رُؤُسُ اَلشَّیٰاطِینِ کأَنه رؤوس حَیَّات،فإِن العرب تسمی بعض الحیات شیطاناً ،و قیل:هو حیه له عُرْفٌ قبیح المَنْظَر; و أََنشد لرجل یذم امرأََه له: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حین أََحْلِفُ، کمِثْلِ شَیْطانِ الحَماطِ أََعْرَفُ

ص :238

و قال الشاعر یصف ناقته: تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمیٍّ،کأَنه تَعَمُّجُ شَیْطانٍ بذی خِرْوَعٍ قَفْرِ و قیل: رُؤُسُ اَلشَّیٰاطِینِ نبت معروف قبیح،یسمی رؤوس الشیاطین ،شبه به طَلْع هذه الشجره،و الله أََعلم.و

16- فی حدیث قَتْلِ الحَیّاتِ :حَرِّجُوا علیه،فإِن امتنع و إِِلاّ فاقتلوه فإِنه شیطان . ; أََراد أََحد شیاطین الجن،قال:و قد تسمی الحیه الدقیقه الخفیفه شیطاناً و جانّاً علی التشبیه.و

16- فی الحدیث :إِنَّ الشمس تَطْلُع بین قَرْنَیْ شَیْطان . ; قال الحَرْبیُّ:هذا مَثَلٌ،یقول حینئذٍ یَتَحَرَّک الشیطان و یتَسلَّط فیکون کالمُعِین لها،قال:و کذلک

16- قوله إِن الشیطان یَجْری من ابن آدم مَجْرَی الدم. إِنما هو مَثَلٌ أََی یتسلط علیه فیوسوس له،لا أََنه یدخل فی جوفه،و الشیطان نونه أََصلیه; قال أَُمیه (1).یصف سلیمان بن داود،علیهما السلام: أََیُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَکَاهُ، ثم یُلْقَی فی السِّجْنِ و الأَغْلالِ قال ابن بری:و مثله قول الآخر: أََ کُلَّ یومٍ لک شاطِنَانِ علی إِِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ؟ و یقال أََیضاً:إِنها زائده،فإِن جعلته فَیْعالاً من قولهم تَشَیْطن الرجل صرفته،و إِن جعلته من شَیَطَ لم تصرفه لأَنه فَعْلان; و فی النهایه:إِن جعلت نون الشیطان أََصلیه کان من الشَّطْنِ البُعْدِ أََی بَعُدَ عن الخیر أََو من الحبل الطویل کأَنه طال فی الشرّ،و إِن جعلتها زائده کان من شاطَ یَشِیطُ إِذا هَلَک،أََو من اسْتَشاط غَضَباً إِذا احْتَدَّ فی غضبه و الْتَهَبَ قال:و الأَول أََصح.و قال الخَطَّابی:

16- قوله بین قَرْنَیِ الشیطان . من أََلفاظ الشرع التی أََکثرها ینفرد هو بمعانیها،و یجب علینا التصدیق بها و الوقوف عند الإِقرار بأَحکامها و العمل بها.و

16- فی الحدیث :الراکبُ شیطانٌ و الراکبان شیطانان و الثلاثهُ رَکْبٌ. ; یعنی أََن الانفرادَ و الذهابَ فی الأَرض علی سبیل الوَحْدَه من فعل الشیطان أََو شیءٌ یحمله علیه الشیطان ،و کذلک الراکبان،و هو حَثٌّ علی اجتماع الرُّفْقَه فی السفر.و

17- روی عن عمر،رضی الله عنه ،أََنه قال فی رجل سافر وحده:أََ رأََیتم إِن مات من أََسأَل عنه؟. و الشَّیْطانُ :من سِمَاتِ الإِِبل،وَسْمٌ یکون فی أََعلی الورک منتصباً علی الفخذ إِلی العُرْقُوب مُلْتویاً; عن ابن حبیب من تذکره أََبی علی.أََبو زید:من السمَات الفِرْتاجُ و الصَّلِیبُ و الشّجَارُ و المُشَیْطَنه .ابن بری:و شَیْطان بن الحَکَم بن جاهِمَه الغَنَویّ; قال طُفَیْلٌ: و قد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً علیهمُ، و شَیْطانُ إِذْ یَدْعُوهُم و یُثَوِّبُ و الخَذْواء:فرسه.قال ابن بری:و جاهِمُ قبیله،و خَثْعَمُ أََخْوالُها،و شیطانٌ فی البیت مصروف،قال:و هذا یدل علی أََن شیطان فَعْلانٌ،و نونه زائده.

شعن:

اشْعَنَّ الشعر:انْتَفَشَ.و اشْعانَّ اشْعِیناناً :تَفَرَّق،و کذلک مَشْعُونٌ ; قال: و لا شَوَعٌ بخَدَّیْها، و لا مُشْعَنَّه قَهْدا. و العرب تقول:رأََیت فلاناً مُشْعانَّ الرأَْس إِذا رأََیته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأَْس مُغْبَرّاً أََشْعَث.و

16- فی الحدیث :

ص :239

فجاء رجل مُشْعانٌّ بغنم یسوقها. ; هو المُنْتَفِش الشعر الثائر الرأَْس.یقال:شَعَر مُشْعانّ و رجل مُشْعانٌّ و مُشْعانُّ الرأَْس،و المیم زائده.و أََشْعَنَ الرجلُ إِذا ناصَی عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه.و الشَّعَنُ :ما تناثر من ورق العُشْب بعد هَیْجِه و یُبْسِه،و

14- روی عبد الله بن بُرَیْدَه :أََن رجلاً جاء شَعِثاً مُشْعانَّ الرأَْس فقال له:ما لی أََراک شَعِثاً؟ فقال:إِن النبی،صلی الله علیه و سلم،نهی عن الإِِرْفاهِ; قال الراوی:قلت لابن بریده ما الإِِرْفاهُ؟ فقال:التَّرَجُّل کل یوم.

شغن:

الشُّغْنه :الحال،و هی التی یسمیها الناسُ الکارَهَ.و شُغْنَهُ القَصّار:کارَتُه و ما یجمعه من الثیاب.و الشُّغْنَه :الغُصْنُ الرَّطْبُ،و جمعها شُغَنٌ .

شغزن:

رباعی.الأَزهری:أََبو سعید یقال شَغْزَبَ الرجلَ و شَغْزَنه بمعنی واحد،و هو إِذا أََخذه العُقَّیْلی.

شفن:

شَفَنَه

یَشْفِنه ،بالکسر، شَفْناً و شُفُوناً و شَفِنَه یَشْفَنه شَفْناً ،کلاهما:نظر إِلیه بمُؤْخِرِ عینیه بِغْضَهً أََو تعجباً،و قیل:نظره نظراً فیه اعتراض.الکسائی: شَفِنْتُ إِلی الشیء و شَنِفْت إِذا نظرت إِلیه; قال الأَخطل: و إِذا شَفَنَّ إِلی الطریقِ رأََیْنَه لَهِقاً،کشاکِلَهِ الحصانِ الأَبْلَقِ و

17- فی حدیث مُجالد بن مسعود :أََنه نظر إِلی الأَسوَدِ بن سُرَیْعٍ یَقُصُّ فی ناحیهِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إِلیهم. ; قال أََبو عبید:قال أََبو زید الشَّفْنُ أََن یرفع الإِِنسان طرفه ناظراً إِلی الشیءِ کالمتعجب منه أََو کالکاره له أََو المُبْغِضِ،و مثله شنِفَ.و

17- فی روایه أََبی عبید عن مُجالِدٍ :رأََیتکم صنعتم شیئاً فشَفَنَ الناسُ إِلیکم فإِیاکم و ما أََنکر المسلمون. أََبو سعید: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العین،و هو شافِنٌ و شَفُون ; و أََنشد الجوهری للقَطَامیّ: یُسارِقْنَ الکلامَ إِلیَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال:و هو الغَیُور.ابن السکیت: شَفِنْت إِلیه و شَنِفْت بمعنی،و هو نظر فی اعتراض; و قال رؤبه: یَقْتُلْنَ،بالأَطرافِ و الجُفُونِ، کُلَّ فَتًی مُرْتَقِبٍ شَفُونِ و نَظَرٌ شَفُونٌ و رجل شَفُون و شُفَنٌ ; و قال جَنْدَل بن المُثَنَّی الحارثی: ذی خُنْزُواناتٍ و لَمَّاحٍ شُفَنْ و رواه بعضهم: ...و لَمَّاحٍ شُفا ; قال ابن سیده:و لا أََدری ما هذا.و الشَّفُونُ :الغَیُور الذی لا یَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّه الغَیْره و الحَذَرِ.و الشَّفْنُ و الشَّفِنُ :الکَیِّسُ العاقل.و الشَّفْنُ :البُغْض.و الشَّفَّانُ :القُرُّ و المَطر; قال الشاعر: و لَیْلَهٍ شَفَّانُها عَرِیُّ، تُحَجِّرُ الکلبَ له صَئِیُّ و قال آخر: فی کِناسٍ ظاهرٍ یَسْتُره، من عَلُ الشَّفَّان ،هُدَّابُ الفَنَنْ. و الشَّفْنُ :رَقُوبُ المیراث (1).أََبو عمرو: الشَّفْنُ الانتظار; و منه

17- حدیث الحسن :تَموتُ و تَتْرُکُ مالک للشَّافِنِ . أََی للذی ینتظر موتک،استعار النظر للانتظار کما استعمل فیه النظر،و یجوز أََن یرید به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ.

شفتن:

ابن الأَعرابی:أََرَّ فلانٌ إِذا شَفْتَنَ و آرَ إِذا شَفْتَنَ ; قال أََبو منصور:کأَن معنی شَفْتَنَ إِذا ناکح و جامع مثل أََرَّ و آرَ.قال ابن بری: الشَّفْتَنه

ص :240

یُکْنی بها عن النکاح.قال ابن خالویه:سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أََبا عمر الزاهد عن الشَّفْتَنه فقال:هی عَفْجُک الصبیانَ فی الکُتَّاب.

شقن:

الأَزهری فی ترجمه زله:أََنشد: و قد زَلِهَتْ نَفْسی من الجَهدِ،و الذی أَُطالِبُه شَقْنٌ ،و لکنه نَذْلُ قال: الشَّقْنُ القلیل الوَتْحُ [الوَتِحُ] من کل شیء.و شیء شَقْنٌ و شَقِنٌ و شَقِین :قلیل.الکسائی:قلیل شَقْنٌ و وَتِحٌ [وَتْحٌ] و بَیّنُ الشُّقُونه و الوُتُوحهِ،و قد قَلَّتْ عطیتُه و شَقُنَتْ ،بالضم، شُقُونه و أََشْقَنْتُها و شَقَنْتها أََنا شَقْناً و أََشْقَنَ الرجلُ:قَلَّ ماله.و قلیل شَقْنٌ :إِِتباعٌ له مثل وَتْحٍ وَعْرٍ،و هی الشُّقُونه ; قال ابن بری:قال علی بن حمزه لا وجه للإِِتباع فی شَقْن لأَن له معنی معروفاً فی حال انفراده; قال الراجز: قد دَلِهَتْ نَفْسِی من الشَّقْنِ .

شکن:

انْشَکَنَ :تَعامَسَ و تجاهل; قال الأَصمعی:و لا أََحسبه عربیّاً.

شنن:

الشَّنُّ و الشَّنَّهُ :الخَلَقُ من کل آنیه صُنِعَتْ من جلد،و جمعها شِنَانٌ .و حکی اللحیانی:قِرْبهٌ أََشْنانٌ ،کأَنهم جعلوا کل جزء منها شَنًّا ثم جمعوا علی هذا،قال:و لم أََسمع أََشْناناً فی جمع شنٍّ إِلاّ هُنا.و تَشَنَّنَ السّقَاءُ و اشْتَنَّ و اسْتَشَنَّ :أََخلَق.و الشَّنُّ :القربه الخَلَق،و الشَّنَّهُ أََیضاً،و کأَنها صغیره،و الجمع الشِّنانُ .و فی المثل: لا یُقَعْقَعُ لی بالشِّنان ; قال النابغه: کأَنک من جمالِ بَنی أَُقَیْش، یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیه بشَنِّ . و تَشَنَّنَتِ القربهُ و تَشَانَّتْ :أََخْلَقَتْ.و

16- فی الحدیث :أََنه أََمر بالماء فقُرِّسَ فی الشِّنَانِ . ; قال أََبو عبید:یعنی الأَسْقِیه و القِرَبَ الخُلْقانَ.و یقال للسقاء شَنٌّ و للقربه شَنٌّ ،و إِنما ذکر الشِّنَانَ دون الجُدُدِ لأَنها أََشَدُّ تبریداً للماء من الجُدُدِ.و

16- فی حدیث قیام اللیل :فقام إِلی شَنٍّ معلقه. أََی قربه; و

16- فی حدیث آخر :هل عندکم ماءٌ بات فی شَنَّهٍ ؟. و

17- فی حدیث ابن مسعود أََنه ذکر القرآن فقال :لا یَتْفَهُ و لا یَتَشَانُّ . ; معناه أََنه لا یَخْلَقُ علی کثره القراءه و التَّرْداد.و قد اسْتَشَنَّ السقاءُ و شَنَّنَ إِذا صارَ خَلَقاً (1).و

17- فی حدیث عمر بن عبد العزیز :إِذا اسْتَشَنّ ما بینک و بین الله فابْلُلْه بالإِِحسان إِلی عباده. أََی إِذا أََخْلَقَ.و یقال: شَنَّ الجَمَلُ من العَطش یَشِنُّ إِذا یَبِس.و شَنَّتِ القربهُ تَشِنُّ إِذا یَبِسَت.و حکی ابن بری عن ابن خالویه قال:یقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إِذا اعتمد علی راحته عند القیام،و عَجَنَ و خبَزَ إِذا کرَره.و التَّشَنُّن :التَّشَنُّجُ و الیُبْسُ فی جلد الإِنسان عند الهَرَم; و أََنشد لرُؤْبه: و انْعاجَ عُودِی کالشَّظِیفِ الأَخْشَنِ، بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ و التَّشَنُّنِ . و هذا الرجز أََنشده الجوهری: عند اقْوِرارِ الجِلْدِ... ; قال ابن بری:و صوابه بعد اقورار... ،کما أََوردناه عن غیره; قال ابن بری:و منه قول أََبی حَیَّهَ النُّمَیْرِیّ: هُرِیقَ شَبابی و اسْتَشَنَّ أََدِیمی. و تشَانَّ الجلد:یَبِسَ و تَشَنَّجَ و لیس بخَلَقٍ.و مَرَهٌ شَنَّهٌ :خلا من سِنِّها; عن ابن الأَعرابی،أََرادَ ذَهَبَ من عمرها کثیر فبَلِیَتْ،و قیل:هی

ص :241

العجوز المُسِنَّه البالیه.و قوس شَنَّه :قدیمه; عنه أََیضاً; و أََنشد: فلا صَرِیخَ الیَوْمَ إِِلا هُنَّهْ، مَعابِلٌ خُوصٌ و قَوْسٌ شَنَّهْ . و الشَّنُّ :الضعف،و أََصله من ذلک.و تَشَنَّنَ جلد الإِِنسان:تَغَضَّنَ عند الهَرَم.و الشَّنُونُ :المهزول من الدواب،و قیل:الذی لیس بمهزول و لا سمین،و قیل:السمین،و خص به الجوهری الإِِبل.و ذئب شَنُونٌ :جائع; قال الطِّرِمَّاح: یَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه، شَجٍ بخُصُومهِ الذئبِ الشَّنُونِ . و فی الصحاح:الجائع لأَنه لا یوصف بالسِّمَن و الهُزال; قال ابن بری:و شاهد الشَّنُونِ من الإِِبل قول زهیر: منها الشَّنُونُ و منها الزاهِقُ الزَّهِمُ. و رأََیت هنا حاشیه:إِن زهیراً وصف بهذا البیت خیلاً لا إِِبلاً; و قال أََبو خَیْرَه:إِنما قیل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه،فقد اسْتَشَنَّ کما تَسْتَشِنُّ القربه.و یقال للرجل و البعیر إِذا هُزِلَ:قد اسْتَشَنَّ .اللحیانی:مَهْزُول ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قلیلاً،ثم شَنُون ثم سَمِین ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إِذا انتهی سِمَناً.و الشَّنِینُ و التَّشْنِینُ و التَّشْنانُ :قَطَرانُ الماء من الشَّنَّهِ شیئاً بعد شیء; و أََنشد: یا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِین . و قال الشاعر فی التَّشْنَانِ : عَیْنَیَّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً، کتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم. و شَنَّ الماءَ علی شرابه یَشُنُّه شَنّاً :صَبَّه صَبّاً و فرّقه،و قیل:هو صَبٌّ شبیه بالنَّضْحِ.و سَنَّ الماءَ علی وجهه أََی صبه علیه صبّاً سهلاً.و

16- فی الحدیث :إِذا حُمَّ أََحدُکم فَلْیَشُنَّ علیه الماءَ فَلْیَرُشَّه علیه رَشّاً متفرّقاً. ; الشَّنُّ :الصَّبُّ المُتَقَطِّع،و السَّنُّ:الصَّبُّ المتصل; و منه

17- حدیث ابن عمر :کان یَسُنُّ الماءَ علی وجهه و لا یَشُنُّه . أََی یُجْرِیه علیه و لا یُفَرِّقه.و

16- فی حدیث بول الأَعرابی فی المسجد :فدعا بدلو من ماء فشَنَّه علیه. أََی صبها،و یروی بالسین.و

16- فی حدیث رُقَیْقَهَ : فلْیَشُنُّوا الماءَ و لْیَمَسُّوا الطیبَ. و عَلَقٌ شَنِینٌ :مصبوب; قال عبد مناف بن رِبْعِیٍّ الهذلی: و إِنَّ،بعُقْدَهِ الأَنصابِ منکم، غُلاماً خَرَّ فی عَلَقٍ شَنِینِ و شَنَّتِ العینُ دَمْعَها کذلک.و الشَّنِینُ :اللبن یُصَبُّ علیه الماء،حَلیباً کان أََو حَقِیناً.و شَنَّ علیه دِرْعَه یَشُنُّها شَنّاً :صبها،و لا یقال سَنّها.و شَنَّ علیهم الغارهَ یَشُنُّها شَنّاً و أََشَنَّ :صَبَّها و بَثَّها و فَرَّقها من کل وجه; قالت لیلی الأَخْیَلِیَّه: شَنَنّا علیهم کُلَّ جَرْداءَ شَطْبَهٍ لَجُوجٍ تُبارِی کلَّ أََجْرَدَ شَرْحَبِ و

16- فی الحدیث :أََنه أََمره أََن یَشُنَّ الغارَهَ علی بنی المُلَوِّحِ. أََی یُفَرِّقَها علیهم من جمیع جهاتهم.و

1- فی حدیث علی : اِتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَکُمْ ظِهْرِیًّا حتی شُنَّت علیکم الغاراتُ. و فی الجبین الشَّانَّانِ :و هما عرقان ینحدران من الرأَْس إِلی الحاجبین ثم إِلی العینین; و روی الأَزهری بسنده عن أََبی عمرو قال:هما الشَّأْنَانِ ،بالهمز،و هما عرقان; و احتج بقوله: کأَنَّ شَأْنَیْهِما شَعِیبُ و الشَّانَّهُ من المسایل:کالرَّحَبَهِ،و قیل:هی مَدْفَعُ الوادی الصغیر.أََبو عمرو: الشَّوَانُّ من مَسایل الجبال التی تَصُبُّ فی الأَوْدِیهِ من المکان الغلیظ،واحدتها

ص :242

شانَّه .و الشُّنانُ :الماء البارد; قال أََبو ذؤیب: بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا، و جادَتْ علیه دِیمهٌ بَعْدَ وابِلِ. و یروی: و ماء شُنانٌ ... ،و هذا البیت استشهد به الجوهری علی قوله ماء شُنانٌ ،بالضم،متفرِّق،و الماء الذی یقطر من قربه أََو شجره شُنَانه أََیضاً.و لبن شَنینٌ :مَحْضٌ صُبَّ علیه ماء بارد; عن ابن الأَعرابی.أََبو عمرو: شَنَّ بسَلْحِه إِذا رمی به رقیقاً،و الحُبَارَی تَشُنُّ بذَرْقِها; و أََنشد لمُدْرِک بن حِصْن الأَسَدِیِّ: فشَنَّ بالسَّلْح،فلما شَنّا بَلَّ الذُّنابَی عَبَساً مُبِنَّا. و شَنٌّ :قبیله.و فی المثل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه ،و فی الصحاح:و شَنٌّ حیٌّ من عَبْد القَیْس،و منهم الأَعْوَرُ الشَّنِّیُّ ; قال ابن السکیت:هو شَنُّ بنُ أََفْصی بن عبد القَیْس بن أََفْصی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلَهَ بن أََسَدِ بن رَبیعه بن نِزارٍ،و طَبَقٌ:حیٌّ من إِِیاد،و کانت شَنٌّ لا یُقامُ لها،فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها،فقیل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه ،وافَقَه فاعْتَنَقَه ; قال: لَقِیَتْ شَنٌّ إِِیاداً بالقَنَا طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ . و

17- قیل : شَنٌّ قبیله کانت تُکْثِرُ الغارات،فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ فأَبارُوهم و أََبادُوهم،و روی عن الأَصمعی:کان لهم وعاء من أََدَم فتَشَنَّن علیهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه،فقیل: وافق شَنٌّ طبقه . و شَنٌّ :اسم رجل.و فی المثل: یَحْملُ شَنٌّ و یُفَدَّی لُکَیْزٌ .و الشِّنْشِنَه :الطبیعه و الخَلِیقَه و السَّجِیَّه.و فی المثل: شِنْشِنَهٌ أََعْرِفُها من أََخْزَم .التهذیب:و

17- روی عن عمر،رضی الله عنه ،أََنه قال لابن عباس فی شیء شاوَرَه فیه فأَعجبه کلامه فقال: نِشْنِشَه أََعْرِفُها من أََخْشَن . ; قال أََبو عبید:هکذا حَدَّثَ به سُفْیان،و أََما أََهل العربیه فیقولون غیره.قال الأَصمعی:إِنما هو شِنْشِنَه أََعْرِفُها من أََخْزم ،قال:و هذا بیت رجز تمثل به لأَبی أََخْزَمَ الطائی و هو: إِنَّ بَنِیَّ زَمَّلُونی بالدَّمِ، شِنْشِنَهٌ أََعْرِفُها من أََخْزَمِ ، مَنْ یَلْقَ آسادَ الرِّجالِ یُکْلَمِ قال ابن بری:کان أََخْزَمُ عاقّاً لأَبیه،فمات و ترک بَنِینَ عَقُّوا جَدَّهم و ضربوه و أََدْمَوْه،فقال ذلک; قال أََبو عبیده: شِنْشِنه و نِشْنِشَه،و النِّشْنِشَه قد تکون کالمُضْغَه أََو کالقطْعه تقطع من اللحم،و قال غیر واحد: الشِّنْشِنهُ الطبیعه و السَّجِیَّهُ،فأَراد عمر إِنی أََعرف فیک مَشَابِهَ من أََبیک فی رأَْیِه و عَقْله و حَزْمه و ذَکائه.و

17- یقال :إِنه لم یکن لِقُرَشِیٍّ مثلُ رأَْی العباس. و الشِّنْشِنه :القطعه من اللحم.الجوهری:و الشَّنَان،بالفتح،لغه فی الشَّنَآنِ; قال الأَحْوَصُ: و ما العَیْشُ إِلا ما تَلَذُّ و تَشْتَهی، و إِنْ لامَ فیه ذُو الشَّنانِ و فَنَّدا. التهذیب فی ترجمه فقع: الشَّنْشَنَهُ و النَّشْنَشه حرکه القِرْطاسِ و الثوب الجدید.

شهن:

الشاهِینُ :من سباع الطیر،لیس بعربی محض.

شون:

التهذیب:ابن الأَعرابی:التَّوَشُّن قله الماء،و التَّشَوُّن خفه العقل،قال:و الشَّوْنه المرأََه الحمقاء (1)

ص :243

.و قال ابن بُزُرْج:قال الکلابی کان فینا رجل یَشُون الرؤوس،یرید یَفْرِجُ شُؤُونَ الرأَْس و یُخْرِجُ منها دابه تکون علی الدماغ; فترک الهمز و أََخرجه علی حد یقول کقوله: قُلْتُ لِرجْلَیَّ اعْمَلا و دُوبَا فأَخرجها من دَأََبْتُ إِلی دُبْتُ،کذلک أََراد الآخر شُنْتُ .

شین:

الشَّیْنُ :معروف خلاف الزَّیْن،و قد شانَهُ یَشِینُه شَیْناً .قال أََبو منصور:و العرب تقول وجه فلان زَیْنٌ أََی حسن ذو زَیْنٍ،و وجه فلان شَیْنٌ أََی قبیح ذو شَیْنٍ .الفراء:العَیْنُ و الشَّیْنُ و الشَّنَارُ العَیْبُ،و المَشَاین المَعایب و المَقابح،و قول لبید: نَشِینُ صِحاحَ البِیدِ کلَّ عَشِیَّهٍ بعُوجِ السَّراءِ،عند بابٍ مُحَجَّبِ یرید أََنهم یتفاخرون و یخطوُّن بقِسیِّهم علی الأَرض فکأَنهم شانوها بتلک الخطوط.و

14- فی حدیث أََنس یصف شَعْرَ النبی،صلی اللَّه علیه و سلم :ما شانه اللَّهُ ببَیْضاءَ.

الشَّیْنُ :العیبُ،قال ابن الأَثیر:جعل الشیب هاهنا عیباً،و لیس بعیب،فإِنه قد جاء

16- فی الحدیث :أََنه وَقار و أََنه نور. قال:و وجه الجمع بینهما

14- أََنه،صلی اللَّه علیه و سلم،لما رأََی أََبا قُحافَه و رأَْسه کالثَّغَامه أََمرهم بتغییره و کرهه. و لذلک

14- قال غَیِّرُوا الشیب. فلما علم أََنس ذلک من عادته

14- قال :ما شانه اللَّه ببیضاء. بناء علی هذا القول و حملاً له علی هذا الرأَْی،و لم یسمع الحدیث الآخر،قال:و لعل أَحدهما ناسخ للآخر.و الشِّین :حرف هجاء من حروف المعجم،و هو حرف مهموس یکون أََصلاً لا غیر.و شَیَّنَ شِیناً :عَمِلَها،عن ثعلب.التهذیب:و قد شَیَّنْتُ شِیناً حَسَنه.

و الجمع صُحُون ،لا یکسر علی غیر ذلک; قال: و مَهْمَهٍ أََغْبَرَ ذی صُحُونٍ . و الصَّحْنُ :المستوی من الأَرض.و الصَّحْنُ : صَحْنُ الوادی،و هو سَنَدُه و فیه شیء من إِِشْرافٍ عن الأَرض،یُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل کأَنه مُسْنَدٌ إِِسْناداً،و صَحْنُ الجَبَل و صَحْنُ الأَکمه مثله.و صُحُونُ الأَرض:دُفُوفها،و هو مُنْجَرِدٌ یَسِیلُ،و إِِن لم یکن مُنْجَرِداً فلیس بصَحْنٍ ،و إِن کان فیه شجر فلیس بصَحْنٍ حتی یَسْتَویَ،قال:و الأَرض المُستَویه أََیضاً مثل عَرْصَه المَرْبَد صَحْنٌ .و قال الفراء: الصَحْنُ و الصَّرْحَه ساحه الدار و أََوسَعُها.و الصَّحْنُ :شِبْهُ العُسِّ العظیم إِِلا أََن فیه عِرَضاً و قُرْبَ قَعْرٍ.یقال: صَحَنْتُه إِذا أََعطیته شیئاً فیه.و الصَّحْنُ :العطیه.یقال: صَحَنَه دیناراً أََی أََعطاه،و قیل: الصَّحْنُ القدَحُ لا بالکبیر و لا بالصغیر; قال عمرو بن کلثوم: أََلا هُبِّی بِصَحْنِکِ فاصْبَحِینا، و لا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِینَا. و یروی: و لا تُبْقی خُمورَ... ،و الجمع أََصْحُنٌ و صِحَان ; عن ابن الأَعرابی; و أََنشد: من العِلابِ و من الصِّحَانِ . ابن الأَعرابی:أَوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ،و هو الذی لا یُرْوِی الواحدَ،ثم القَعْب یُرْوِی الرجلَ،ثم العُسُّ یُرْوِی الرَّفْدَ،ثم الصَّحْنُ ،ثم التِّبْنُ.و الصَّحْنُ :باطِنُ الحافر.و صَحْنُ الأُذُن:داخلها،و قیل:مَحارَتُها.و صَحْنا أَُذُنی الفرس:مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما،و الجمع أََصْحان .و المِصْحَنَه :إِِناء نحو القَصْعه.و تَصَحَّنَ السائلُ الناسَ:سأَلهم فی قصعه و غیرها.قال أََبو زید:خرج فلان یَتَصَحَّنُ الناسَ أََی یسأَلهم،و لم یقل فی قصعه و لا فی غیرها. و قال أََبو عمرو: الصَّحْنُ الضرب.یقال: صَحَنَه عشرین سَوْطاً أََی ضربه.و صَحَنْتُه صَحَناتٍ أََی ضربته.الأَصمعی: الصَّحْنُ الرَّمْحُ،یقال: صَحَنَه برجله إِذا رمَحَه بها; و أََنشد قوله یصف عَیراً و أََتانه: قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أََو ضَغُونُ، مُلِحَّهٌ لِنَحْرِه صَحُونُ . یقول:کلما دنا الحمار منها صَحَنَتْه أََی رَمَحَتْه.و ناقه صَحُون أََی رَمُوح.و صَحَنَتْه الفرسُ صَحْناً :رَکَضَتْه برجلها.و فرس صَحُون :رامحه.و أََتانٌ صَحُون :فیها بیاض و حمره.و الصَّحْنُ :طُسَیْتٌ،و هما صَحْنانِ یُضْرَبُ أََحدهما علی الآخر; قال الراجز: سامرَنی أََصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِیَهْ، و صَوْتُ صَحْنَی قَیْنَهٍ مُغَنِّیَهْ و صَحَنَ بین القومِ صَحْناً :أََصلح.و الصَّحْنَه ،بسکون الحاء:خرزه تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال.اللحیانی:و الصِّحْناءُ ،بالکسر،إِدام یُتَّخذُ من السمک،یُمَدُّ و یقصر،و الصِّحْناهُ أََخص منه.و قال ابن سیده: الصِّحْنا و الصِّحْناهُ الصِّیرُ.الأَزهری: الصِّحْناهُ ،بوزن فِعْلاه،إِذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوین،و تجمع علی الصِّحْنَا ،بطرح الهاء.و حکی عن أََبی زید: الصِّحْناه فارسیه و تسمیها العربُ الصِّیرَ،قال:

17- و سأَل رجل الحسن عن الصحناه فقال:و هل یأْکل المسلمون الصِّحْناهَ ؟. قال:و لم یعرفها الحسن لأَنها فارسیه،و لو سأَله عن الصِّیرِ لأَجابه.و أََورد ابن الأَثیر هذا الفصل و قال فیه: الصِّحْناهُ هی التی یقال لها الصِّیرُ،قال:و کلا اللفظین غیر عربی.

ص :245

صخن:

ماء صُخْنٌ :لغه فی سُخْن مضارعه.

صخدن:

الصَّیْخَدُونُ :الصُّلْبه.

صدن:

الصَّیْدَن :الثعلب،و قیل:من أََسماء الثعالب; و أََنشد الأَعشی یصف جملاً: و زَوْراً تَرَی فی مِرْفَقَیْه تَجانُفاً نَبیلاً،کدُوکِ الصَّیْدَنانیِّ ،تامِکا. أََی عظیم السنام.قال ابن السکیت:أََراد بالصَّیدَنانِیّ الثعلب،و قال کثیر فی مثله یصف ناقه: کأَنَّ خَلیفَیْ زَوْرِها و رَحَاهما بُنَی مَکَوَیْنِ ثُلِّمَا بعد صَیْدَنِ (1). فالصَّیْدَنُ و الصَّیْدَنانیّ واحد.و أََورد الجوهری هذا البیت،بیت کثیر،شاهداً علی الصَّیْدَن دویبه تعمل لنفسها بیتاً فی الأَرض و تُعَمّیه.قال ابن بری: الصَّیْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب کما أََوردناه عن العلماء.و قال ابن خالویه:لم یجئ الصَّیْدَنُ إِِلا فی شعر کثیر یعنی فی هذا البیت.قال الأَصمعی:و لیس بشیء.قال ابن خالویه:و الصّیْدَنُ أََیضاً نوع من الذُّباب یُطَنْطِنُ فوق العُشْب.و قال ابن حبیب:و الصَّیْدَنُ البناء المُحْکَم،قال:و منه سُمِّی المَلِک صَیْدناً لإِِحکامه أََمره.قال ابن بری:و الصَّیْدَنُ العطار; و أََنشد بیت الأَعشی: کدُوِک الصَّیْدنانیّ دَامِکا و قال عَبْدُ بنی الحَسْحاس فی صفه ثور: یُنَحِّی تُراباً عن مَبِیتٍ و مَکْنِسٍ رُکاماً،کبیتِ الصَّیْدنانیِّ ،دانیا. و الدُّوکُ و المِدْوَکُ:حَجَرٌ یُدَقُّ به الطیب.و فی المحکم:و الصَّیْدَنُ البناء المحکم و الثوب المحکم.و الصَّیْدَن :الکِسَاء الصَّفیق،لیس بذلک العظیم،و لکنه وثیق العَمَل.و الصَّیْدَنُ و الصَّیْدنانِیُّ و الصَّیْدَلانِیُّ:المَلِکُ،سمی بذلک لإِحکام أََمره; قال رُؤبه: إِنی إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّیْدَنِ ، لم أََنْسَهُ إِذ قُلْتَ یوماً وصِّنی. و قال حُمَیْد بن ثور یصف صائداً و بیته: ظَلِیل کبیتِ الصَّیْدَنانِیِّ ،قُضْبُهُ من النَّبْعِ و الضَّالِ السَّلیمِ المُثَقَّفِ. و الصَّیْدَنانی :دابه تعمل لنفسها بیتاً فی جوف الأَرض و تُعَمِّیه أََی تغطیه،و یقال له الصَّیْدَنُ أََیضاً.ابن الأَعرابی:یقال لدابه کثیره الأَرجل لا تُعَدُّ أََرْجُلُها من کثرتها و هی قِصار و طِوالٌ صَیْدَنانیّ ،و به شُبِّه الصَّیْدَنانِیّ لکثره ما عنده من الأَدویه.و قال ابن خالویه: الصَّیْدَنُ دُوَیْبَّه تَجْمَعُ عِیدَاناً من النبات فشبه به الصَّیْدَنانیّ لجمعه العقاقیر.و الصَّیْدانُ :قطع الفضه إِذا ضُرِبَ من حَجر الفضه،واحدته صَیْدَانه .و الصَّیْدانَه :أََرض غلیظه صُلْبه ذات حجر دقیق.و الصَّیْدانُ :بِرامُ الحجاره; قال أََبو ذؤیب: و سُود من الصَّیْدانِ فیها مَذانِبٌ نُضَارٌ،إِذا لم یَسْتفدْها نُعارُها. و الصَّیْدَانُ :الحَصَی الصغار.و حکی ابن بری عن ابن درستویه قال: الصَّیْدَنُ و الصَّیْدَلُ حجاره الفضه،شبه بها حجاره العقاقیر فنسب إِلیها الصَّیْدنانیّ و الصَّیْدلانیُّ،و هو العطار.و الصَّیْدَانَهُ من النساء:السیئه الخُلُق الکثیره الکلام.و الصَّیدانه :الغُول; و أََنشد: صَیْدَانَهٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ.

ص :246

قال الأَزهری: الصَّیْدانُ إِن جعلته فَعْلاناً (1).فالنون زائده کنُون السکران و السکرانه.

صعن:

الصِّعْوَنُّ ،بکسر الصاد و تشدید النون:الدَّقِیقُ العُنق الصغیر الرأََس من أََیّ شیء کان،و قد غلب علی النّعام،و الأُنثی صِعْوَنَّه .و أََصْعَنَ الرجلُ إِذا صَغُر رأَْسُه و نَقَصَ عقله.و الاصْعِنانُ :الدِّقَّه و اللَّطافه.و أَُذُنٌ مُصَعَّنَه :لطیفه دَقیقه; قال عَدی بن زید: له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوقْ، و أَُذْنٌ مُصَعَّنَهٌ کالقَلَمْ. و فی التهذیب: و الأُذْنُ مُصْعَنَّهٌ کالقَلَمْ.

صفن:

الصَّفْنُ و الصَّفَنُ و الصَّفْنَه و الصَّفَنَهُ :وِعاء الخُصْیه.و فی الصحاح: الصَّفَنُ ،بالتحریک،جلده بیضه الإِنسان،و الجمع أََصْفانٌ .و صَفَنَه یَصْفِنُه صَفْناً :شق صَفَنَه .و الصُّفْنُ :کالسُّفْره بین العَیْبهِ و القِرْبه یکون فیها المتاع،و قیل: الصُّفْنُ من أََدَم کالسُّفْره لأَهل البادیه یجعلون فیها زادهم،و ربما اسْتَقَوْا به الماءَ کالدَّلْوِ; و منه قول أََبی دُواد: هَرَقْتُ فی حَوْضِه صُفْناً لیَشْرَبَه فی داثِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أََهْدامِ. و یقال: الصُّفْنُ هنا الماء.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :لئن بقیتُ لأُسَوِّیَنَّ بین الناسِ حتی یأْتِیَ الراعِیَ حقُّه فی صُفْنِه لم یَعْرَقْ فیه جَبینُه. ; أََبو عمرو: الصُّفْنُ ،بالضم،خریطه یکون للراعی فیها طعامه و زِنادُه و ما یحتاج إِلیه; قال ساعده بن جُؤَیَّه: معه سِقاءٌ لا یُفَرِّطُ حَمْلَهُ صُفْنٌ ،و أََخْراصٌ یَلُحْنَ،و مِسْأَبُ و قیل:هی السُّفْره التی تجمع بالخیط،و تضم صادها و تفتح; و قال الفراء:هو شیء مثل الدلو أََو الرَّکْوَه یتوضأُ فیه; و أََنشد لأَبی صخر الهذلی یصف ماءً ورَدَه: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّهِ، خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قال أََبو عبید:و یمکن أََن یکون کما قال أََبو عمرو و الفراء جمیعاً أََن یُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ فی هذا و فی هذا،قال:و سمعت من یقول الصَّفْنُ ،بفتح الصاد،و الصَّفْنه أََیضاً بالتأْنیث.ابن الأَعرابی: الصَّفْنَهُ ،بفتح الصاد،هی السُّفْره التی تُجْمَع بالخیط; و منه یقال: صَفَنَ ثیابَه فی سَرْجه إِذا جمعها.و

14,1- فی الحدیث :أََن النبی،صلی الله علیه و سلم،عَوَّذَ علیّاً حین رَکبَ و صَفَنَ ثیابَه فی سَرْجه. أََی جمعها فیه.أََبو عبید: الصَّفْنَهُ کالعَیْبَه یکون فیها متاع الرجل و أََداتُه،فإِذا طرحت الهاء ضممت الصاد و قلت صُفْنٌ ،و الصُّفْنُ ،بضم الصاد:الرَّکْوَهُ.و

1- فی حدیث علیّ،علیه السلام :الْحَقْنِی بالصُّفْنِ . أََی بالرَّکْوَه.و الصَّفَنُ :جلد الأُنثیین،بفتح الفاء و الصاد; و منه قول جریر: یَتْرُکْنَ أََصْفانَ الخُصَی جَلاجِلا. و الصَّفْنَهُ :دلو صغیره لها حَلقه واحده،فإِذا عظمت فاسمها الصُّفْنُ ،و الجمع أََصْفُنٌ ; قال: غَمَرْتُها أََصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ، کأَنَّ ما ماصَ منه فی الفَمِ الصَّبِرُ. عَدَّی غَمَرت إِلی مفعولین لأَنها بمعنی سَقَیْتُ.و الصَّافِنُ :عِرْق ینغمس فی الذِّراع فی عَصَبِ الوَظِیفِ.و الصَّافِنانِ :عرقان فی الرجلین،و قیل:شُعْبَتان فی الفخذین.و الصَّافِنُ :عِرْق فی باطن الصلب طُولاً متصل به نِیاطُ القلب،و یسمی الأَکْحل.

ص :247

غیره:و یسمی الأَکحلُ من البعیر الصافنُ ،و قیل:الأَکحلُ من الدواب الأَبْجَلُ.و قال أََبو الهیثم:الأَکْحَل و الأَبْجَلُ و الصافِنُ هی العروق التی تُفصد،و هی فی الرِّجْلِ صافِنٌ ،و فی الید أََکْحَلُ.الجوهری: الصَّافِنُ عرق الساق.ابن شمیل: الصَّافِنُ عرق ضخم فی باطن الساق حتی یَدْخُلَ الفخذَ،فذلک الصافنُ .و صَفَنَ الطائرُ الحشیشَ و الوَرَقَ یَصْفِنُه صَفْناً و صَفَّنَه :نَضَّدَه لِفراخه،و الصَّفَنُ :ما نَضَّدَه من ذلک.اللیث:کل دابه و خَلْق شِبْه زُنْبُورٍ یُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أََو حشیشاً أََو نحو ذلک،ثم یُبَیِّتُ فی وسطه بیتاً لنفسه أََو لِفراخه فذلک الصَّفَنُ ،و فعله التَّصْفِینُ .و صَفَنَتِ الدابهُ تَصْفِنُ صُفُوناً :قامت علی ثلاثٍ و ثَنَتْ سُنْبُکَ یدِها الرابعَ.أََبو زید: صَفَنَ الفرسُ إِذا قام علی طرف الرابعه.و فی التنزیل العزیز: إِذْ عُرِضَ عَلَیْهِ بِالْعَشِیِّ اَلصّٰافِنٰاتُ الْجِیٰادُ. و صَفَنَ یَصْفِنُ صُفُوناً :صَفَّ قدمیه.و خیل صُفُونٌ :کقاعد و قُعُود; و أََنشد ابن الأَعرابی فی صفه فرس: أََلِفَ الصُّفُونَ ،فلا یَزالُ کأَنه مما یَقُومُ علی الثلاثِ کسیرا قوله:مما یقوم،لم یرد من قیامه و إِنما أََراد من الجنس الذی یقوم علی الثلاث،و جعل کسیراً حالاً من ذلک النوع الزَّمِنِ لا من الفرس المذکور فی أََول البیت; قال الشیخ:جعل ما اسماً منکوراً.أََبو عمرو: صَفَنَ الرجلُ برجله و بَیْقَرَ بیده إِذا قام علی طرف حافره.و منه

14- حدیث البَرَاءِ بن عازِبٍ :کنا إِذا صَلَّیْنا مع رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فرفَع رأَْسَه من الرکوع قمنا خَلْفَه صُفُوناً ،و إِِذا سجد تَبِعْناه. أََی واقفین قد صَفَنَّا أََقدامنا; قال أََبو عبید:قوله صُفُوناً یُفَسَّرُ الصافنُ تفسیرین:فبعض الناس یقول کل صافٍّ قدمیه قائماً فهو صافِنٌ ،و القول الثانی أََن الصَّافِنَ من الخیل الذی قد قَلَب أََحدَ حوافره و قام علی ثلاث قوائم.و فی الصحاح: الصَّافِنُ من الخیل القائم علی ثلاث قوائم و قد أََقام الرابعه علی طرف الحافر،و قد قیل: الصافِنُ القائم علی الإِطلاق; قال الکمیت: نُعَلّمُهم بها ما عَلَّمَتْنا أَُبُوَّتُنا جوارِیَ،أََو صُفُونا و

16- فی الحدیث :من سَرَّه أََن یقوم له الناسُ صُفُوناً . أََی واقفین.و الصُّفُون :المصدر أََیضاً; و منه

16- الحدیث :فلما دَنا القومُ صافَنَّاهُم . أََی واقَفْناهم و قُمْنا حِذاءَهم.و

16- فی الحدیث :نهی عن صلاهِ الصَّافِنِ . أََی الذی یجمع بین قدمیه،و قیل:هو أََن یَثْنِیَ قدمه إِلی ورائه کما یفعل الفرسُ إِذا ثَنی حافره.و

17- فی حدیث مالک بن دینار :رأََیتُ عِکْرِمَهَ یُصَلِّی و قد صَفَنَ بین قدمیه.

17- و کان ابن عباس و ابن مسعود یقرآن: فاذکروا اسمَ الله علیها صَوافِنَ ،بالنون،فأَما ابن عباس ففسرها مَعْقُولهً إِِحْدی یَدَیْها علی ثلاث قوائم،و البعیر إِذا نحر فعل به ذلک،و أََما ابن مسعود فقال:یعنی قِیاماً. و قال الفراء:رأََیت العرب تجعل الصَّافِنَ القائمَ علی ثلاث و علی غیر ثلاث،قال:و أََشعارهم تدل علی أََن الصُّفُونَ القیامُ خاصه; و أََنشد: و قامَ المَها یُقْفِلْنَ کُلَّ مُکَبَّلٍ، کما رُصَّ أََیْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ . المَها:البقر یعنی النساء،و المُکَبَّلُ:أََراد الهودج،یُقْفِلْنَ:یَسْدُدْنَ،کما رُصَّ:کما قُیِّد و أَُلْزِق،و الأَیْقُ:الرُّسْغُ،مُذْهَبِ اللون:أََراد فرساً یعلوه صُفْرَه، صافِن :قائم علی ثلاث قوائم،قال:و أََما

ص :248

الصَّائِنُ فهو القائم علی طرف حافره من الحَفا،و العرب تقول لجمع الصافِنِ صَوافِن و صافِنَات و صُفُونٌ .و تَصَافَنَ القومُ الماءَ إِذا کانوا فی سفر فقلَّ عندهم فاقتسموه علی الحَصاهِ.أََبو عمرو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً ،و ذلک إِذا کانوا فی سفر و لا ماء معهم و لا شیء،یقتسمونه علی حَصاهٍ یُلْقونها فی الإِِناء،یُصَبُّ فیه من الماء بقدر ما یَغْمُر الحصاه فیعطاه کل رجل منهم; و قال الفرزدق: فلما تَصَافَنَّا الإِدَاوهَ،أََجْهَشَتْ إِلیَّ غُضُونُ العَنْبَرِیِّ الجُراضِمِ الجوهری: تَصَافَنَ القومُ الماء اقتسموه بالحِصَص،و ذلک إِِنما یکون بالمَقْلَهِ تَسْقی الرجلَ قدر ما یَغْمُرها،فإِن کانت من ذهب أََو فضه فهی البَلَدُ.و صُفَیْنه :قریه کثیره النخل غَنَّاءُ فی سَوادِ الحَرَّهِ; قالت الخَنْساء: طَرَقَ النَّعِیُّ علی صُفَیْنَهَ غُدْوَهً، و نَعَی المُعَمَّمَ من بَنی عَمْرِو. أََبو عمرو: الصَّفْنُ و الصَّفْنه الشِّقْشِقَه.و صِفِّینُ :موضع کانت به وقعه بین علی،علیه السلام،و معاویه،رضی الله عنه،قال ابن بری:و حقه أََن یذکر فی باب الفاء فی ترجمه صفف،لأَن نونه زائده بدلیل قولهم صِفُّون ،فیمن أََعربه بالحروف.و

17- فی حدیث أََبی وائل :شَهِدْتُ صِفِّینَ و بِئْسَتِ الصِّفُّونَ. و فیها و فی أََمثالها لغتان:إِِحداهما إِِجراء الإِعراب علی ما قبل النون و ترکها مفتوحه کجمع السلامه کما قال أََبو وائل،و الثانیه أََن تجعل النون حرف الإِِعراب و تقرّ الیاء بحالها فنقول:هذه صِفِّینُ و رأََیت صِفِّینَ و مررت بصفِّینَ ،و کذلک تقول فی قِنَّسْرِینَ و فِلَسْطِینَ و یَبْرِینَ.

صنن:

المُصِنُّ :الشامخ بأَنفه تکبراً أََو غضباً; قال: قد أََخَذَتْنی نَعْسَهٌ أَُرْدُنُّ، و مَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ . ابن السکیت: المُصِنُّ الرافع رأَْسه تکبراً; و أََنشد لمُدْرِکِ بن حِصْنٍ: یا کَرَوَاناً صُکَّ فاکْبَأَنَّا، أََبو عمرو:أََتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إِذا رفع أََنفه من العَظَمه.و أََصَنَّ إِذا شمخ بأَنفه تکبراً.و منه قولهم: أََصَنَّتِ الناقهُ إِذا حملت فاستکبرت علی الفحل.الأَصمعی:فلان مُصِنٌّ غضباً أََی ممتلئ غضباً.و أََصَنَّتِ الناقهُ:مَخِضَتْ فوقع رجل الولد فی صَلاها.التهذیب:و إِذا تأَخر ولد الناقه حتی یقع فی الصَّلا فهو مُصِنٌّ ،و هن مُصِنَّات و مَصَانُّ .ابن شمیل: المُصِنُّ من النُّوق التی یَدْفَعُ وَلَدُها بکُراعه و أََنفه فی دُبرها إِذا نَشِبَ فی بطنها و دَنا نَتاجُها.و قد أََصنَّتْ إِذا دفَع ولدُها برأَْسه فی خَوْرانها.قال أََبو عبیده:إِذا دنا نَتاج الفرس و ارْتَکَضَ ولدها و تحرّک فی صَلاها فهی حینئذ مُصِنَّه و قد أََصَنَّتِ الفَرَسُ،و ربما وَقَعَ السَّقْیُ فی بعض حرکته حتی یُرَی سَوادُه من ظَبْیَتِها،و السَّقْیُ طرف السَّابیاء،قال:و قَلَّما تکون الفرس مُصِنَّه إِذا کانت مُذْکِراً تلد الذکور.و أََصَنَّتِ المرأََهُ و هی مُصِنٌّ :عَجُزَتْ و فیها بقیه.و الصَّنُّ ،بالفتح:زَبِیلٌ کبیر مثل السَّلَّهِ المُطْبَقَه

ص :249

یجعل فیها الطعام و الخُبْز.و

16- فی الحدیث :فأُتی بِعَرَقٍ. یعنی الصِّنَّ .و الصِّنُّ ،بالکسر:بول الوَبْرِ یُخَثَّرُ للأَدْویه،و هو مُنْتِنٌ جدّاً; قال جریر: تَطَلَّی،و هی سَیئَهُ المُعَرَّی، بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا و صِنٌّ :یومٌ من أََیام العجوز،و قیل:هو أََول أََیامها،و ذکره الأَزهری و الجوهری مُعَرِّفاً فقالا:و الصِّنُّ ; و أََنشد: فإِذا انْقَضَتْ أََیامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ و صِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ ابن بری عن ابن خالویه قال: المُصِنُّ فی کلام العرب سبعه أََشیاء: المُصِنُّ الحیه إِذا عَضَّ قَتَلَ مکانَه،تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ المُسْکِتِ،و المُصِنُّ المتکبر،و المُصِنُّ المُنْتِن، أََصَنَّ اللحمُ أََنْتَنَ،و المُصِنُّ الذی له صُنان; قال جریر: لا تُوعدُونی یا بَنِی المُصِنَّه . أَی المنتنه الریح من الصُّنانِ ،و المُصِنُّ الساکت،و المُصِنُّ الممتلئ غضباً،و المُصِنُّ الشامخ بأَنفه.و الصُّنَان :ریح الذَّفَر،و قیل:هی الریح الطیبه; قال: یا رِیَّها،و قد بدا صُنانی ، کأَننی جانی عَبَیْثَرانِ و صَنَّ اللحمُ:کصَلَّ،إما لغه و إما بدل.و أَصَنَّ إذا سکت،فهو مُصِنٌّ ساکت.و عن عطیه بن قیس الکُلاعِی:أَن أَبا الدرداءِ کان یدخل الحمام فیقول نعم البیتُ الحمامُ یَذْهَبُ بالصِّنَّه و یُذَکِّرُ النارَ; قال أَبو منصور:أَراد بالصِّنَّه الصُّنان ،و هو رائحه المَغَابِنِ و مَعاطِفِ الجسم إذا فسد و تغیر فعُولِجَ بالمَرْتَک و ما أَشبهه.نُصَیْرٌ الرازی:و یقال للتَّیْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ ،فهو مُصِنٌّ ،و صُنانه ریحه عند هِیَاجِه.و الصُّنَانُ :ذَفَرُ الإِِبِطِ.و أَصَنَّ الرجلُ:صار له صُنَان .و یقال للبَغْله إذا أَمسکتها فی یدک فأَنتنت:قد أَصَنَّتْ .و یقال للرجل المُطِیخ المُخْفِی کلامه: مُصِنٌّ .و الصِّنِّینُ :بلد:قال: لیتَ شِعْرِی متی تَخُبُّ بیَ الناقهُ بین العُذَیْبِ فالصِّنِّینِ ؟

صون:

الصَّوْنُ :أَن تَقِیَ شیئاً أَو ثوباً،و صانَ الشیءَ صَوْناً و صِیانَهً و صِیَاناً و اصْطانه ; قال أُمیه بن أَبی عائذ الهذلی: أَبْلِغْ إِیاساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِکُمْ رِداؤُکَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه،فوضع المصدر موضع الصفه.و یقال: صُنْتُ الشیءَ أَصُونه ،و لا تقل أَصَنْتُه ،فهو مَصُون ،و لا تقل مُصانٌ .و قال الشافعی،رضی الله عنه:بِذْلَهُ کلامِنا صَوْنُ غَیْرِنا.و جعلتُ الثَّوْبَ فی صُوَانه و صِوَانه ،بالضم و الکسر،و صِیَانه أَیضاً:و هو وعاؤه الذی یُصان فیه.ابن الأَعرابی: الصَّوْنَهُ العَتِیدَه.و ثوب مَصُونٌ ،علی النقص،و مَصْوُون ،علی التمام; الأَخیره نادره،و هی تمیمیه،و صَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر.و الصِّوَانُ و الصُّوانُ :ما صُنْتَ به الشیء.و الصِّینَهُ : الصَّوْنُ ،یقال:هذه ثیاب الصِّینَهِ أَی الصَّوْنِ .و صَانَ عِرْضَه صِیَانه و صَوْناً ،علی المَثل; قال أَوْس بن حَجَر: فإِنا رَأَیْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ،ساعهً، إلی الصَّوْنِ من رَیْطٍ یَمانٍ مُسَهَّمِ و قد تَصَاوَنَ الرجلُ و تَصَوَّنَ ; الأَخیره عن ابن جنی،و الحُرُّ یَصُونُ عِرْضَه کما یَصُونُ الإِِنسان

ص :250

ثوبه.و صَانَ الفرسُ عَدْوَه و جَرْیَه صَوْناً :ذَخَرَ منه ذَخیره لأَوانِ الحاجهِ إلیه; قال لبید: یُراوِحُ بین صَوْنٍ و ابْتذالِ أَی یَصُونُ جَرْیه مره فیُبْقِی منه،و یَبْتَذِلُه مره فیَجْتهدُ فیه.و صَانَ صَوْناً :ظَلَعَ ظَلْعاً شدیداً; قال النابغه: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، یَصُنَّ المَشْیَ کالحِدَإ التُّؤَامِ و قال الجوهری فی هذا البیت:لم یعرفه الأَصمعی،و قال غیره:یُبْقِین بعضَ المَشْیِ،و قال:یَتَوَجیْنَ من حَفاً.و ذکر ابن بری: صانَ الفَرَسُ یَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفیفاً،فمعنی یَصُنَّ المَشْی أَی یَظْلَعْنَ وَ یَتَوَجَّیْنَ من التعب.و صانَ الفرسُ یَصُونُ صَوْناً :صَفَّ بین رجلیه،و قیل:قام علی طرف حافره; قال النابغه: و ما حاوَلْتُما بقیادِ خَیْل، یَصُونُ الوَرْدُ فیها و الکُمَیْتُ أَبو عبید: الصائن من الخیل القائم علی طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَی،و أَما الصائم فهو القائم علی قوائمه الأَربع من غیر حَفاً.و الصَّوَّانُ ،بالتشدید:حجاره یُقْدَحُ بها،و قیل:هی حجاره سُود لیست بصلبه،واحدتها صَوَّانه .الأَزهری: الصَّوَّان حجاره صُلْبه إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِیعاً و تشقق،و ربما کان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار،و لا یصلح للنُّورَهِ و لا للرِّضافِ; قال النابغه: بَرَی وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، فهُنَّ لِطافٌ کالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.

صین:

الصین :بلد معروف.و الصَّوانی :الأَوانی منسوبه إلیه،و إلیه ینسب الدارصینی ،و دارصِینی .و صِینین :عِقِّیرٌ معروف.

کان من مَسْکِ ضائنهٍ و کان واسعاً،و کل ذلک من نادر معدول النسب; أَنشد ابن الأَعرابی: إذا ما مَشَی وَرْدانُ و اهْتَزَّتِ اسْتُه، کما اهْتَزَّ ضِئْنِیٌّ لفَرْعاء یُؤْدَلُ. عنی بالضِّئْنِیِّ هذا النوع من الأَسْقیه.التهذیب: الضِّئْنیّ السقاء الذی یُمْخَضُ به الرائب،یسمی ضِئْنِیّاً إذا کان ضَخْماً من جلد الضّأْن ; قال حُمید: و جاءتْ بضِئْنِیٍّ ،کأَنَّ دَوِیّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ. و أَضْأَنَ القومُ:کثرَ ضأْنهم .و یقال: اضْأَنْ ضأْنک و امْعَزْ مَعَزَک أَی اعْزِلْ ذا من ذا.و قد ضأَنْتُها أَی عزَلْتها.و رجل ضائنٌ إذا کان ضعیفاً،و رجل ماعِزٌ إذا کان حازماً مانعاً ما وراءه.و رجل ضائنٌ :لَیِّنٌ کأَنه نعجه،و قیل:هو الذی لا یزال حسن الجسم مع قله طُعْمٍ،و قیل:هو اللَّیِّنُ البطن المُسْترْخِیه.و یقال:رمله ضائنهٌ ،و هی البیضاء العریضه; و قال الجَعْدِی: إلی نَعَجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا (1)و

17- فی حدیث أَبی هریره :قال له أَبانُ بن سعید وَبْرٌ تدَلَّی من رأْسِ ضالٍ. ; ضالٌ،بالتخفیف:مکان أَو جبل بعینه،یرید به تَوْهِینَ أَمره و تحقیر قدره،و یروی بالنون،و هو أَیضاً جبل فی أَرض دَوْسٍ،و قیل:أَراد به الضأْن من الغنم،فتکون أَلفه همزه.

ضبن:

الضِّبْنُ :الإِِبْطُ و ما یلیه.و قیل: الضِّبْنُ ،بالکسر،ما بین الإِِبط و الکَشْح،و قیل:ما تحت الإِِبط و الکَشْح،و قیل:ما بین الخاصره و رأْس الورک،و قیل:أَعلی الجَنْب.و ضَبَنَ الرجلَ و غیره یَضْبُنُه ضَبْناً :جعله فوق ضِبْنِه .و اضْطَبَنَ الشیءَ:حمله فی ضِبْنِه أَو علیه،و ربما أَخذه بیده فرفعه إلی فُوَیْقِ سُرَّته،قال:فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ; و أَنشد ابن الأَعرابی للکمیت: لما تفَلَّقَ عنه قَیْضُ بَیْضَتِه، آواه فی ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ (2). قال ابن الأَعرابی:أَی تفَلَّق عن فرخ الظلیم قَیْضُ بیضته آواه الظلیمُ ضِبْنَ جناحه.و ضَبَأَ الظلیمُ علی فرخه إذا جَثَمَ علیه; و قال غیره: ضِبْنه الذی یکون فیه; و قال: ثم اضْطَبَنْتُ سلاحی تحت مَغْرضِها، و مِرْفَقٍ کرِئاسِ السَّیفِ إذا شَسَفَا أَی احتَضَنْتُ سلاحی.و أَضْبَنْتُ الشیءَ و اضْطبَنتُه :جعلته فی ضِبْنی .أَبو عبید:أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه.و

16- فی الحدیث :فدعا بمِیضأَه فجعلها فی ضِبْنِه . أَی حِضْنه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله تعالی عنه :أَن الکعبه تَفِیءُ علی دار فلان بالغَداه و تَفیءُ علی الکعبه بالعَشِیِّ،و کان یقال لها رَضِیعه الکعبه،فقال:إن دارکم قد ضَبَنتِ الکعبهَ و لا بُدَّ لی من هَدْمها. أَی أَنها لما صارت الکعبه فی فَیْئها بالعَشِیِّ کانت کأَنها قد ضَبَنَتْها ،کما یَحْمِل الإِنسانُ الشیءَ فی ضِبْنه .و أَخذَ فی ضِبْنٍ من الطریق أَی فی ناحیه منه; و أَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه ، کما دَسَّ راعی الذَّوْدِ فی حِضْنِه وَطبَا و قال أَوس: أُحَیْمِرَ جَعْداً علیه النُّسُورُ، فی ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْکَسِرْ

ص :252

أَی فی جَنْبه.و

16- فی حدیث ابن عمر :یقول القبرُ یا ابنَ آدم قد حُذِّرتَ ضِیقی و نَتْنی و ضِبْنی . أَی جنبی و ناحیتی،و جمع الضِّبْن أَضبان ; و منه

16- حدیث شُمَیط :لا یَدْعُونی و الخطایا بین أَضبانهم . أَی یَحْمِلون الأَوزار علی جُنُوبهم،و یروی بالثاء المثلثه،و هو مذکور فی موضعه.و فلان فی ضِبْنِ فلان و ضَبینته أَی ناحیته و کنَفِه.و الضُّبْنه :أَهل الرجل لأَنه یَضْبِنُها فی کنَفِه،معناه یُعانقها; و فی التهذیب:لأَنه یَضْطَبِنُها فی کنَفِه.و ضَبِنَهُ الرجل:حَشَمُه.و علیه ضِبْنهٌ من عیال،بکسر الضاد و سکون الباء،أَی جماعه.ابن الأَعرابی: ضُبْنه [ضِبْنه] الرجل و ضَبْنَتُه و ضَبِنَتُه خاصَّتُه و بِطانَتُه و زافِرَتُه،و کذلک ظاهِرَته و ظِهارتُه.قال الفراء:نحن فی ضُبْنه و فی حَریمه و ظِلِّه و ذِمَّتِه و خُفارته و خُفْرته و ذَراه و حِماه و کَنَفِه و کَنَفَتِه بمعنی واحد.و

14- فی حدیث ابن عباس :أَنَّ النبی،صلی الله علیه و سلم،کان إذا سافر قال اللهم إنی أَعوذ بک من الضُّبْنه [الضِّبْنه] فی السَّفَر و الکآبه فی المُنْقَلَب،اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ و هَوِّنْ علینا السَّفَر،اللهم أَنت الصاحبُ فی السَّفر و الخلیفهُ فی الأَهل. ; الضُّبْنهُ [الضِّبْنهُ]:ما تحت یَدِک من مالٍ و عیالٍ تهتم به و من تلزمک نفقته،سُمُّوا ضُبْنهً لأَنهم فی ضِبن من یَعُولهم،تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنه کثره العیال و الحَشَم فی مَظِنَّه الحاجه،و هو السفر،و قیل:تَعوَّذ من صُحْبه من لا غَناء فیه و لا کِفایه من الرِّفاق،إنما هو کَلٌّ و عِیالٌ علی من یُرافِقُه.و ضِبْنهُ الرجل:خاصته و بِطانتُه و عیاله،و کذلک الضَّبِنه ،بفتح الضاد و کسر الباء.و الضَّبَنُ :الوَکْسُ; قال نوح بن جریر: و هو إلی الخَیراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، یَجْری إلیها سابِقاً لا ذا ضَبَنْ و الضَّبْنهُ :الزَّمانه.و رجل ضَبِنٌ :زَمِنٌ.و قد أَضْبَنَه الداء:أَزمنه; قال طُرَیْحٌ: وُلاهٌ حُماه،یَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَی بهم کُلَّ داءٍ یُضْبِنُ الدِّینَ مُعْضِلِ و المضْبُون :الزَّمِنُ،و یشبه قلب الباء من المیم.و ضَبَنَه یَضْبِنُه ضَبْناً :ضربه بسیف أَو عصا أَو حَجَر فقطع یده أَو رجله أَو فقأَ عینه.قال اللحیانی:و حکی لی رجل من بنی سعد عن أَبی هِلال ضَبَنْت عنا هَدِیَّتَک و عادَتک أَو ما کان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً کَصَبَنْتَها،و الصاد أَعلی،و هو قول الأَصمعی.قال:و حقیقه هذا صَرَفْتَ هدیَّتَک و معروفک عن جیرانک و معارفک إلی غیرهم،و فی النوادر:ماء ضَبْنٌ و مَضْبون و لَزْنٌ و مَلزون و لَزِنٌ و ضَبِنٌ إذا کان مَشْفوهاً لا فضل فیه.و مکان ضَبْن أَی ضیق.و ضَبِینهُ :اسم.و بنو ضابِنٍ و بنو مُضابِنِ :حیَّان.قال ابن بری: ضَبِینهُ حیّ من قیس; و أَنشد سیبویه للبید: فَلَتَصْلُقَنَّ بنی ضَبِینهَ صَلْقهً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ. و ذکر الأَزهری فی هذه الترجمه: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوی،و منهم من یقول ضُوبانُ .قال أَبو منصور:من قال ضُوبان جعله من ضابَ یَضُوبُ.

ضجن:

الضَّجَنُ ،بالجیم:جبل معروف; قال الأَعشی: و طالَ السَّنامُ علی جِبْلَهٍ، کخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ و کذلک قول ابن مقبل: فی نِسْوهٍ من بنی دَهْیٍ مُصَعِّدهٍ، أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّیْرَ للضَّجَنِ . قال:و الحاء تصحیف.و ضَجْنانُ :جُبَیْل بناحیه

ص :253

مکه.قال الأَزهری:أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فیه شیئاً غیر جبل بناحیه تهامه یقال له ضَجْنانُ .و

17- روی فی حدیث عمر،رضی الله تعالی عنه :أَنه أَقبل حتی إذا کان بضَجْنانَ . ; قال:هو موضع أَو جبل بین مکه و المدینه،قال:و لست أَدری مما أُخِذَ.

ضحن:

الضَّحَنُ :اسم بلد; قال ابن مقبل: فی نسوهٍ من بنی دَهْیٍ مُصَعِّده، أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السیرَ للضَّحَن . و قد تقدم فی ترجمه ضجن،بالجیم المعجمه،ما اختلف فیه من ذلک.

ضدن:

ضَدَنْتُ الشیءَ أَضْدِنُه ضَدْناً :سَهَّلْتُه و أَصلحته،لغه یمانیه،و ضَدَنَی ،علی مثال جَمَزی:موضع.

ضزن:

الضَّیْزَنُ :النِّخاسُ،و الضَّیْزَنُ :الشریک،و قیل:الشریک فی المرأَه.و الضَّیْزَنُ :الذی یزاحم أَباه فی امرأَته; قال أَوس بن حجر:و الفارِسیَّهُ فیهم غیرُ مُنکَرهٍ، فکُلُّهم لأَبیه ضَیْزَنٌ سَلِفُ (1). یقول:هم مثل المجوس یتزوَّج الرجل منهم امرأَه أَبیه و امرأَه ابنه.و الضَّیْزَنُ أَیضاً:ولد الرجل و عیاله و شرکاؤه،و کذلک کل من زاحم رجلاً فی أَمر فهو ضَیْزَنٌ ،و الجمع الضَّیازِنُ .ابن الأَعرابی: الضَّیزَنُ الذی یتزوَّجُ امرأَه أَبیه إذا طلقها أَو مات عنها.و الضَّیزَنُ :خَدُّ بَکَرهِ السَّقْیِ التی سائبها هاهنا و هاهنا.و یقال للنِّخاس الذی یُنْخَس به البَکَرهُ إذا اتسع خَرْقُها: الضَّیزَنُ ; و أَنشد: علی دَمُوکٍ تَرْکَبُ الضَّیازِنا و قال أَبو عمرو: الضَّیْزَنُ یکون بین قَبِّ البَکره و الساعِد،و الساعدُ خشبه تعلق علیها البکره،و قال أَبو عبیده:یقال للفرس إذا کان لم یتَبطَّنِ الإِناث و لم یَنْزُ قطُّ الضَّیزانُ .و الضَّیزَنان :السَّلِفان.و الضَّیزَن :الذی یزاحمک عند الاستقاء فی البئر.و فی المحکم: الضَّیزَنُ الذی یُزاحم علی الحوض; أَنشد ابن الأَعرابی: إن شَرِیبَیْکَ لَضَیْزنانِهْ ، و عن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ، خالفْ فأَصْدِرْ یومَ یُورِدانِهْ. و قیل: الضَّیْزَنانِ المُستَقیان من بئر واحده،و هو من التزاحُم.و قال اللحیانی:کل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَیْزَنٌ له.و الضَّیْزَنُ :الساقی الجَلْدُ.و الضَّیْزَنُ :الحافظ الثقه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلی منزله بلا شیء،فقالت له امرأَته:أَینَ مَرافِقُ العَمَل؟ فقال لها:کان معی ضَیْزنانِ یحفظان و یعلمان. ; یعنی الملکین الکاتبین،أَرْضَی أَهلَه بهذا القول و عَرَّضَ بالملکین،و هو من معاریض الکلام و محاسنه،و الیاء فی الضَّیْزَن زائده. و الضَّیْزنُ :ضدّ الشیء:قال: فی کلِّ یومٍ لک ضَیْزَنانِ . و ضَیْزَنُ :اسم صنم،و الضَّیْزَنانِ :صَنمانِ للمُنْذِر الأَکبر کان اتخذهما بباب الحِیرَه لیسجد لهما من دخل الحیره امْتِحاناً للطاعه.و الضَّیْزنُ :الذی یسمیه أَََهل العراق البُنْدارَ،یکون مع عامل الخَراج.و حکی اللحیانی:جعلته ضَیْزَناً علیه أَََی بُنْدَاراً علیه،قال:و أَََرسلته مُضْغِطاً علیه،و أَََهل مکه و المدینه یقولون:أَََرسلته ضاغِطاً علیه.

ضطن:

التهذیب:اللیث الضَّیطَنُ و الضَّیْطَانُ الذی یُحَرِّکُ مَنْکِبَیْه و جسده حین یمشی مع کثره لحم.

ص :254

یقال: ضَیْطَنَ الرجلُ ضَیْطَنهً و ضِیْطاناً إِذا مَشَی تلک المِشْیه; قال أَََبو منصور:هذا حرف مُرِیبٌ (1).و الذی نعرفه ما روی أَََبو عبید عن أَََبی زید: الضَّیَطَانُ ،بتحریک الیاء،أَََن یحرِّک منکبیه و جسده حین یمشی مع کثره لحم; قال أَََبو منصور:و هذا من ضَاط یَضِیطُ ضَیَطَاناً،و النون من الضَّیَطَانِ نون فَعَلان کما یقال من هَامَ یهیمُ هَیَمَاناً،و أَََما قول اللیث ضَیْطَنَ الرجلُ ضَیْطَنهً إِذا مشی تلک المشیه فغیر محفوظ.

ضغن:

الضِّغْنُ و الضَّغَنُ :الحِقْد،و الجمع أَََضْغانٌ ،و کذلک الضَّغینَهُ ،و جَمْعُها الضَّغائن ; و منه

17- حدیث العباس :إِِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن فی وُجُوه أَََقوام. و یقال:سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان و ضَغِینَتَه إِذا طلبت مَرْضاته.و

16- فی الحدیث :فتکون دِماء فی عَمْیَاءَ فی غیر ضَغِینه و حملِ سلاح. ; الضِّغْنُ :الحقد و العداوه و البغضاء.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَََیما قوم شهدوا علی رجل بحَدٍّ و لم یکن بحضره صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ . أَََی حقد و عداوه،یرید فیما کان بین الله و بین العباد کالزنا و الشرب و نحوهما; و أَََما قوله أَََنشده ابن الأَعرابی: بَلْ أَََیُّها المُحْتَمِل الضَّغِینَا ، إِنک زَحَّارٌ لنا کِثِینَا، إِنَّ القَرِینَ یُورِدُ القَرِینا فقد یکون الضَّغِینُ جمع ضَغِینه کشَعِیر و شَعِیره،و قد یجوز أَََن یکون حذف الهاء لضروره الرَّوِیّ،فإنَّ ذلک کثیر،قال:و عسی أَََن یکون الضَّغینُ و الضَّغِینه من باب حُقٍّ و حُقَّهٍ و بَیاضٍ و بَیاضَهٍ،فیکون الضَّغِینُ و الضَّغِینه لغتین بمعنی.و قد ضَغِنَ علیه،بالکسر، ضِغْناً و ضَغَناً و اضْطَغَنَ .و قال الله عزَّ و جل: إِنْ یَسْئَلْکُمُوهٰا فَیُحْفِکُمْ ; أَََی یَجْهَدْکم وَ یُخْرِجْ أَضْغٰانَکُمْ ; قال الفراء:أَََی یخرج ذلک البخلُ عَداوتَکم و یکون و یُخْرِجِ الله أَََضْغانَکم; و أَََحْفیتُ الرجلَ:أَََجْهَدْته.و اضْطَغَنَ فلانٌ علی فلان ضَغِینهً إِذا اضْطَمَرها.أَََبو زید: ضَغِنَ الرجلُ یَضْغَنُ ضَغَناً و ضِغْناً إِذا وَغِرَ صَدْرُه و دَوِیَ.و امرأَََه ذات ضِغْنٍ علی زوجها إِذا أَََبغضته.و ضَغِنُوا علیه:مالوا علیه و اعتمدوه بالجَوْر.و تَضَاغَنَ القوم و اضْطَغَنُوا :انْطَوَوْا علی الأَحْقاد.و ضِغْنی إِلی فلان أَََی مَیْلی إِلیه.و ضِغْنُ الدَّابه:عَسَرُه و التواؤُه; قال بِشْر بن أَََبی خازم: فإِنَّک،و الشَّکاهَ منَ آلِ لأْمٍ، کذاتِ الضِّغْنِ تَمشی فی الرِّفاقِ. و قال الشاعر: و الضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ و فرسٌ ضاغِنٌ و ضَغِنٌ :لا یُعْطِی کلَّ ما عنده من الجَرْیِ حتی یُضْرَبَ; قال الشَّمَّاخُ: أَََقامَ الثِّقافُ و الطَّرِیدَه دَرْأَََها، کما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ. و الطریده:قَصَبهٌ فیها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْری بها المَغازلُ و غیرها.أَََبو عبیده:فرس ضَغُون ،الذکر و الأُنثی فیه سواء،و هو الذی یجری کأَنما یرجع القهقری.و

17- فی حدیث عمر :و الرجلُ یکون فی دابته الضِّغْنُ فَیُقَوِّمُها جُهْدَه و یکون فی نفسه الضِّغْنُ فلا یُقَوِّمُها. ; الضِّغْن فی الدابه:هو أَََن تکون عَسِرَه الانقیاد،و إِذا قیل فی الناقه هی ذاتُ ضِغْن فإِنما یُراد نِزاعها إِلی وطنها.و دابه ضَغِنَه :نازعه إِلی وطنها،و قد ضَغِنَتْ ضِغْناً و ضَغْناً ،و کذلک البعیر،

ص :255

و ربما استعیر ذلک فی الإِنسان; قال: تُعارِضُ أَََسْماءُ الرِّفاقَ عَشِیَّهً، تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواکِحِ. و ضَغِنَ إِلیه:نَزَع إِلیه و أَََراده.قال الخلیل:یقال للنَّحُوصِ إِذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ علی الجَأْبِ:إِِنها ذاتُ شَغْبٍ و ضِغْنٍ .ابن الأَعرابی: ضَغِنْتُ إِلی فلان مِلْت إِلیه کما یَضْغَنُ البعیر إِلی وطنه.و ضَغِنَ إِلی الدنیا،بالکسر:رَکَنَ و مال إِلیها; قال الشاعر: إِنَّ الذین إِلی لَذَّاتِها ضَغِنُوا ، و کان فیها لهم عیشٌ و مُرْتَفَقُ و ضَغِنَ فلانٌ إِلی الصلح إِذا مال إِلیه.و الاضْطِغانُ :الاشتمال.و الاضْطِغانُ :أَََخذ الشیءِ تحت حِضْنِک،تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشیءَ; و أَََنشد الأَحمر للعامریه: لقد رأَََیت رجلاً دُهْریاً، یَمْشی وراءَ القومِ سَیْتَهِیَّا، کأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِیّاً. أَََی حامله فی حجره.و الدُّهْری:منسوب إِلی بنی دَهْرٍ بطن من کلاب،و السَّیْتَهِیُّ:الذی یتخلف خلف القوم; و قال ابن مقبل: إِذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِی عند مَغْرِضِها، و مِرْفَقٍ کرِئاسِ السَّیْفِ إِذ شَسَفا (1). و قیل:هو أَََن یُدْخل الثوبَ من تحت یده الیمنی و طرفه الآخر من تحت یده الیسری،ثم یضمهما بیده الیسری،و قیل:هو التَّثَبُّنُ:التهذیب: الاضطِغانُ الدَّوْکُ بالکَلْکَلِ; و أَََنشد: و أَََضْطَغِنُ الأَقوامَ،حتی کأَنهم ضَغابیسُ تشْکُو الهَمَّ تحت لَبانِیَا. قال أَََبو منصور:هذا التفسیر للاضْطِغانِ خطأٌ،و الصواب ما حکی أَََبو عبید عن الأَحمر أَََن الاضطِغانَ الاشتمال; و أَََنشد: کأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِیّا و فی النوادر:هذا ضِغْنُ الجَبَل و إِِبْطُه.و قَناهٌ ضَغِنَه أَََی عوجاء.و الضَّغَنُ :العَوَجُ; و أَََنشد: إِنَّ قناتی من صَلِیبات القَنا، ما زادَها التَّثْقِیفُ إِلا ضَغَنا .

ضفن:

ضَفَن إِلی القوم یَضْفِنُ ضَفْناً إِذا جاء إِلیهم حتی یجلس معهم.و ضَفَنَ مع الضیف یَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه،و هو الضَّیْفَنُ .و الضَّیْفَنُ :الذی یجیءُ مع الضَّیْف،کذا حکاه أَََبو عبید فی الأَجناس مع ضفنَ ; و أَََنشد: إِذا جاء ضَیْفٌ جاء للضَّیْف ضَیْفَنٌ ، فأَوْدَی،بما تُقْرَی الضُّیوفُ، الضَّیافِنُ .و قال النحویون:نون ضَیْفَن زائده; قال ابن سیده:و هو القیاس،و قد أَََخذ أَََبو عبید بهذا أَََیضاً فی باب الزیاده فقال:زادت العرب النون فی أَََربعه أَََسماء،قالوا ضَیْفَنٌ للضَّیْفِ فجعله الضَّیفَ نفسه،و الضَّیْفَن الطُّفَیْلیُّ،و قد ذکرنا ذلک فی ضیف أَََیضاً،و الضِّفْنِینُ :تابع الرُّکبان (2).عن کراع وحده،قال ابن سیده:و لا أَََحُقُّه.و ضَفَنْتُ إِلیه إِذا نَزعتَ إِلیه و أَََردته.و الضَّفْنُ :ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاه حین یَحْلُبها ابن الأَعرابی: ضَفَنُوا علیه مالوا علیه و اعتمدوه بالجَوْر.و ضَفَنَ بغائطه یَضْفِنُ ضَفْناً :رمی به.

ص :256

و الضَّفْنُ :ضَرْبُکَ اسْتَ الشاه و نحوها بظهر رجلک.و قال ابن الأَعرابی: ضَفَنَه برجله ضربه علی استه; قال: و یَکْتَسعْ بنَدَم و یَضْفِن و الاضْطِفانُ :أَََن تضرب به اسْتَ نفسک.و ضَفَنْتُ الرجل إِذا ضربتَ برجلک علی عَجُزه.و اضْطَفَنَ هو إِذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه،و فی المحکم: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله.و

17- فی حدیث عائشه بنت طلحه :أَََنها ضَفَنَتْ جاریهً لها برجلها. ; الضَّفْنُ :ضَربک استَ الإِِنسان بظهر قدمک.و ضَفَنَ البعیرُ برجله:خبط بها.و ضَفَنه البعیرُ برجله یَضْفِنه ضَفْناً ،فهو مَضْفُون و ضَفِین :ضربه.و ضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً :ضربها به; قال الشاعر: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَََیَّ قَفْنِ، و بالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ . أَََبو زید: ضَفَنَ الرجلُ المرأَََه ضَفْناً إِذا نکحها.قال:و أَََصل الضَّفْن أَََن یَضُمَّ بیده ضَرْعَ الناقه حین یَحلُبها.و ضَفَنَ الشیءَ علی ناقته:حمله علیها.و الضِّفَنُّ ،علی وزن الهِجَفِّ:الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ،و یقال:امرأَََه ضِفَنَّه ; قال: و ضِفَنَّهٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّهٌ، ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ و الضِّفِنُّ و الضِّفَنُّ و الضِّفَنّانُ :الأَحمق الکثیر اللحم الثقیل،و الجمع ضِفْنانٌ نادر،و الأُنثی ضِفِنَّه و ضِفَنَّه ،و کسر الفاء،عند ابن الأَعرابی،أَََحسن.الفراء:إِذا کان الرجل أَََحمق و کان مع ذلک کثیر اللحم ثقیلاً فهو ضِفَنٌّ و ضَفَنْدَدٌ.و امرأَََه ضِفَنَّه إِذا کانت رِخْوه ضَخْمه.

ضمن:

الضَّمِینُ :الکفیل. ضَمِنَ الشیءَ و به ضَمْناً و ضَمَاناً :کَفَل به.و ضَمَّنَه إِیاه:کَفَّلَه.ابن الأَعرابی:فلان ضامِنٌ و ضَمِینٌ و سامِنٌ و سَمِین و ناضِرٌ و نَضِیر و کافل و کَفِیلٌ.یقال: ضَمِنْتُ الشیءَ أَََضْمَنُه ضَماناً ،فأَنا ضامِنٌ ،و هو مَضْمون .و

1- فی الحدیث :من مات فی سبیل الله فهو ضامِنٌ علی الله أَََن یدخله الجنه. أَََی ذو ضمان علی الله; قال الأَزهری:و هذا مذهب الخلیل و سیبویه لقوله عز و جل: وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَی اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللّٰهِ ; قال:هکذا خَرَّجَ الهروی و الزمخشری من کلام علیّ،و الحدیث مرفوع فی الصِّحاح عن أَََبی هریره بمعناه،فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج فی سبیله لا یخرجه إِلا جهاداً فی سبیلی و إِیماناً بی و تصدیقاً برسلی فهو علیَّ ضامنٌ أَََنْ أََُدْخِلَه الجنهَ أَََو أََُرْجِعَه إِلی مسکنه الذی خرج منه نائلاً ما نالَ من أَََجر أَََو غنیمه.و ضَمَّنته الشیءَ تَضْمِیناً فتَضَمَّنه عنی:مثل غَرَّمْتُه; و قوله أَََنشده ابن الأَعرابی: ضَوامِنُ ما جارَ الدلیلُ ضُحَی غَدٍ، من البُعْدِ،ما یَضْمَنَّ فهو أَََداءُ. فسره ثعلب فقال:معناه إِن جار الدلیل فأَخطأَ الطریقَ ضَمِنَتْ أَََن تَلْحَقَ ذلک فی غَدِها و تَبْلُغَه،ثم قال:ما یَضْمَنَّ فهو أَََداء أَََی ما ضَمِنَّه من ذلک لرَکْبِها وفَیْنَ به و أَََدَّیْنَه.و ضَمَّنَ الشیءَ الشیءَ:أَََوْدَعه إِیاه کما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ و المیتَ القبرَ،و قد تضَمَّنه هو; قال ابن الرِّقَاعِ یصف ناقه حاملاً: أَََوْکَتْ علیه مَضِیقاً من عَواهِنِها، کما تضَمَّنَ کَشْحُ الحُرَّهِ الحَبَلا. علیه:علی الجنین.و کل شیء جعلته فی وعاء فقد

ص :257

ضمَّنتَه إِیاه.اللیث:کل شیءٍ أََُحرِزَ فیه شیء فقد ضُمِّنَه ; و أَََنشد: لیس لمن ضُمِّنَه تَرْبِیتُ (1). ضُمِّنَه :أََُودِعَ فیه و أََُحرِزَ یعنی القبر الذی دُفِنَتْ فیه المَوْؤُودَهُ.و

17- روی عن عکرمه أَََنه قال :لا تَشْتَرِ لبن البقر و الغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن یزید فی الضرع و ینقص،و لکن اشْترِه کیلاً مُسَمًّی. ; قال شمر:قال أَََبو معاذ یقول لا تشتره و هو فی الضرع لأَنه فی ضِمْنِه ،یقال:شَرَابُک مُضَمَّنٌ إِذا کان فی کوز أَََو إِِناء.و المَضامِینُ :ما فی بطون الحوامل من کل شیء کأَنهن تضَمَّنَّه ; و منه

14- الحدیث :أَََن النبی،صلی الله علیه و سلم،نهی عن بیع المَلاقیح و المَضامین . و قد مضی تفسیر المَلاقیح،و أَََما المَضامِین فإِن أَََبا عبید قال:هی ما فی أَََصلاب الفحول،و هی جمع مَضْمُون ; و أَََنشد غیره: إِنَّ المضامینَ التی فی الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ فی الظُّهورِ الحُدْبِ. و یقال: ضَمِنَ الشیءَ بمعنی تَضَمَّنَه ; و منه قولهم: مَضْمُونُ الکتاب کذا و کذا،و المَلاقِیحُ:جمع مَلْقُوح،و هو ما فی بطن الناقه.قال ابن الأَثیر:و فسرهما مالک فی الموطأِ بالعکس; حکاه الأَزهری عن مالک عن ابن شهاب عن ابن المسیب،و حکاه أَََیضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابی،قال:إِذا کان فی بطن الناقه حمل فهی ضامِنٌ و مِضْمانٌ ،و هنَّ ضَوَامِنُ و مَضامِینُ ،و الذی فی بطنها مَلْقوح و مَلْقُوحه.و ناقه ضامِنٌ و مِضْمان :حامل،من ذلک أَََیضاً.ابن الأَعرابی:ما أَََغْنی فلانٌ عنی ضِمْناً و هو الشِّسْعُ أَََی ما أَََغنی شیئاً و لا قَدْرَ شِسْعٍ.و الضَّامِنَهُ من کل بلد:ما تَضَمَّنَ وسَطَه.و الضامِنَهُ :ما تَضَمَّنَتْه القُرَی و الأَمْصارُ من النخل،فاعله بمعنی مفعوله;

17- قال ابن درید:و فی کتاب النبی،صلی الله علیه و سلم،لأُکَیْدِرِ بن عبد الملک،و فی التهذیب:لأُکَیْدِر دُومهِ الجَنْدَل،و فی الصحاح :أَََنه،صلی الله علیه و سلم،کتب لحارثه بن قَطَنٍ و من بدُومَهِ الجَنْدَلِ من کَلْبٍ:إِِن لنا الضَّاحیَهَ من البَعْلِ (2).و البُورَ و المَعامِیَ،و لکم الضَّامِنهُ من النخل و المَعِینُ. قال أَََبو عبید:الضَّاحیه من الضَّحْل ما ظَهر و بَرَزَ و کان خارجاً من العِماره فی البَرِّ من النخل،و البَعْلُ الذی یشرب بعروقه من غیر سقْیٍ.و الضَّامِنَه من النخل:ما تَضَمَّنَها أَََمْصارُهم و کان داخلاً فی العِمَاره و أَََطاف به سُورُ المدینه; قال أَََبو منصور:سمیت ضامنه لأَن أَََربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها و حفظها،فهی ذاتُ ضَمانٍ کما قال الله عز و جل: فِی عِیشَهٍ رٰاضِیَهٍ ; أَََی ذاتِ رِضاً،و الضَّامِنَهُ فاعله بمعنی مفعوله.و

16- فی الحدیث :الإِِمام ضامِنٌ و المُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ. ; أَََراد بالضَّمَان هاهنا الحِفْظَ و الرعایه لا ضَمان الغرامه لأَنه یحفظ علی القوم صلاتهم،و قیل:إِن صلاه المقتدین به فی عهدته و صحتها مقرونه بصحه صلاته،فهو کالمتکفل لهم صحه صلاتهم.و المُضَمَّنُ من الشعر:ما ضَمَّنْتَهُ بیتاً،و قیل ما لم تتم معانی قوافیه إِلا بالبیت الذی یلیه کقوله: یا ذا الذی فی الحُبِّ یَلْحَی،أَََما

ص :258

قال:و هی أَََیضاً مشطوره مُضَمَّنَه أَََی أََُلْقِیَ من کل بیت نصف و بُنِیَ علی نصف; و فی المحکم: المُضَمَّنُ من أَََبیات الشعر ما لم یتم معناه إِِلا فی البیت الذی بعده،قال:و لیس بعیب عند الأَخفش،و أَََن لا یکونَ تَضْمِینٌ أَََحْسَنُ; قال الأَخفش:و لو کان کل ما یوجد ما هو أَََحسن منه قبیحاً کان قول الشاعر: سَتُبْدی لک الأَیامُ ما کنت جاهلاً، و یأْتیک بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ ردیئاً إِذا وجدت ما هو أَََشْعر منه،قال:فلیس التضمین بعیب کما أَََن هذا لیس بردیء،و قال ابن جنی:هذا الذی رآه أَََبو الحسن من أَََن التضمین لیس بعیب مذهب تراه العرب و تستجیزه،و لم یَعْدُ فیه مذهبَهم من وجهین:أَََحدهما السماع،و الآخر القیاس،أَََما السماع فلکثره ما یرد عنهم من التضمین ،و أَََما القیاس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به علی جواز التضمین عندهم; و ذلک ما أَََنشده صاحب الکتاب و أَََبو زید و غیرهما من قول الرَّبیعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاری: أَََصْبَحْتُ لا أَََحْمِلُ السلاحَ،و لا فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا،و اختیارُ النحویین له من حیث کانت قبله جمله مرکبه من فعل و فاعل،و هی قوله لا أََملک،یدلک علی جریه عند العرب و النحویین جمیعاً مجری قولهم:ضربت زیداً و عمراً لقیته،فکأَنه قال:و لقیت عمراً لتتجانس الجملتان فی الترکیب،فلولا أََن البیتین جمیعاً عند العرب یجریان مجری الجمله الواحده لما اختارت العرب و النحویون جمیعاً نصب الذئب،و لکن دل علی اتصال أََحد البیتین بصاحبه و کونهما معاً کالجمله المعطوف بعضها علی بعض،و حکم المعطوف و المعطوف علیه أََن یجریا مجری العقده الواحده،هذا وجه القیاس فی حسن التضمین ،إِلا أََن بإِزائه شیئاً آخر یقبح التضمین لأَجله،و هو أََن أََبا الحسن و غیره قد قالوا:إِِن کل بیت من القصیده شعر قائم بنفسه،فمن هنا قَبُحَ التضمین شیئاً،و من حیث ذکرنا من اختیار النصب فی بیت الربیع حَسُنَ،و إِذا کانت الحال علی هذا فکلما ازدادت حاجه البیت الأَول إِلی الثانی و اتصل به اتصالاً شدیداً کان أََقبح مما لم یحتج الأَول فیه إِلی الثانی هذه الحاجه; قال:فمن أََشدّ التضمین قول الشاعر روی عن قُطْرُب و غیره: و لیس المالُ،فاعْلَمْهُ،بمالٍ فضَمَّنَ بالموصول و الصله علی شده اتصال کل واحد منهما بصاحبه; و قال النابغه: و هم وَرَدُوا الجِفارَ علی تمیمٍ، و هذا دون الأَول لأَنه لیس اتصالُ المخبر عنه بخبره فی شده اتصال الموصول بصلته; و مثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَیّان المَنْقَریّ: و مثل سَوَّارٍ ردَدْناه إِلی إِدْرَوْنِه و لُؤْمِ إِصِّه علی أََلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمی مُذَلَّلا

ص :259

و المُضَمَّنُ من الأَصوات:ما لا یستطاع الوقوف علیه حتی یوصل بآخر.قال الأَزهری:و[المُضَمَّنُ] من الأَصوات أََن یقول الإِنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إِلی الحرکه.و الضَّمانهُ و الضَّمانُ :الزَّمانه و العاهه; قال الشاعر: بعَیْنَینِ نَجْلاوَینِ لم یَجْرِ فیهما ضمانٌ ،و جِیدٍ حُلِّیَ الشذْرَ شامِس. و الضَّمَنُ و الضَّمانُ و الضُّمْنه و الضَّمانه :الداء فی الجسد من بلاء أََو کِبر; رجل ضَمَنٌ ،لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث:مریض،و کذلک ضَمِنٌ ،و الجمع ضَمِنُون ،و ضَمِینٌ و الجمع ضَمْنی ،کُسِّر علی فَعْلی و إِن کانت إِنما یکسر بها المفعول نحو قَتْلی و أََسْرَی،لکنهم تجوّزوه علی لفظ فاعِل أََو فَعِلٍ علی تَصَوُّرِ معنی مفعول; قال سیبویه:کُسِّر هذا النحو علی فَعْلی لأَنها من الأَشیاء التی أَُصیبوا بها و أَُدْخلوا فیها و هم لها کارهون.و قد ضَمِنَ بالکسر، ضَمَناً :کمَرِض و زَمِن،فهو ضَمِنٌ أََی مُبْتَلًی.و الضَّمانه :الزَّمانه.و

16- فی حدیث عبد الله بن عمر :من اکْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً یوم القیامه. أََی من سأَل أََن یکتب نفسه فی جمله الزَّمْنی،لیُعْذَرَ عن الجهاد و لا زَمانه به،بعثه الله یوم القیامه زَمِناً،و اکتتب:سأَل أََن یکتب فی جمله المعذورین،و خرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص،و إِذا أََخذ الرجلُ من أََمیر جُنْدِه خطّاً بزَمانته.و المُؤَدِّی الخراج یَکْتَتبُ البراءَه به.و الضَّمِنُ :الذی به ضَمانه فی جسده من زمانه أََو بلاءٍ أََو کَسْر و غیره،تقول منه:رجل ضَمِنٌ ; قال الشاعر: ما خِلْتُنی زِلْتُ بعْدَکمْ ضَمِناً ، أََشکو إِلیکم حُمُوَّه الأَلَمِ. و الاسم الضَّمَن ،بفتح المیم،و الضَّمان ; و قال ابن أََحمر و قد کان سُقِیَ بطنُه: إِلیک،إِلهَ الخَلْقِ،أََرْفَعُ رَغْبتی عِیاذاً و خَوْفاً أََن تُطیلَ ضَمانِیا . و کان قد أََصابه بعض ذلک، فالضَّمان هو الداء نفسه،و معنی الحدیث:أََن یَکْتَتِبَ الرجلُ أََنَّ به زمانه لیتخلف عن الغزو و لا زمانه به،و إِنما یفعل ذلک اعتلالاً،و معنی یَکتتِب یأْخذ لنفسه خطّاً من أََمیر جیشه لیکون عذراً عند والیه.الفراء: ضَمِنَتْ یدُه ضَمانه بمنزله الزمانه.و رجل مَضْمون الید:مثل مَخْبون الید.و قوم ضَمْنی أََی زَمْنی.الجوهری:و الضُّمْنه ،بالضم،من قولک کانت ضُمْنهُ فلان أََربعه أََشهر أََی مَرَضُه.و

16- فی حدیث ابن عُمَیر :مَعْبوطهٌ غیرُ ضَمِنهٍ . أََی أََنها ذبحت لغیر عله.و

16- فی الحدیث :أََنه کان لعامر بن ربیعه ابن أََصابته رَمْیهٌ یومَ الطائف فضَمِنَ منها. أََی زَمِنَ.و

16- فی الحدیث :کانوا یَدْفعون المفاتیح إِلی ضَمْناهم و یقولون:إِن احتجتم فکُلوا. ; الضَّمْنی :الزَّمْنی،جمع ضَمِنٍ .و الضَّمانهُ :الحُبُّ; قال ابن عُلَّبه: و لکن عَرتْنی من هَواکِ ضَمانهٌ ، کما کنتُ أََلقی منکِ إِذ أََنا مُطْلقُ. و رجل ضَمِنٌ :عاشق.و فلان ضَمِنٌ علی أََهله و أََصحابه أََی کلٌّ; أََبو زید:یقال فلان ضَمِنٌ علی أََصحابه و کَلٌّ علیهم و هما واحد.و إِنی لفی غَفَلٍ عن هذا و غُفُولٍ و غَفْله بمعنی واحد; قال لبید: یُعْطی حُقوقاً علی الأَحساب ضامِنهً ، حتی یُنَوِّرَ فی قُرْیانِه الزَّهَرُ. کأَنه قال مضمونه ; و مثله: أََناشِرَ لا زالَتْ یَمینُک آشِرَه.

ص :260

یرید مأْشوره أََی مقطوعه.و مثله:أََمْرٌ عارفٌ أََی معروف،و الراحلهُ:بمعنی المَرْحوله،و تطلیقه بائنه أََی مُبانه.و فَهِمْت ما تضَمَّنه کتابک أََی ما اشتمل علیه و کان فی ضِمْنه .و أََنفَذْتُه ضِمْن کتابی أََی فی طَیّه.

ضمحن:

اضْمَحَلَّ الشیءُ و اضْمَحَنَّ :علی البدل عن یعقوب،و قد تقدم فی حرف اللام.

ضنن:

الضِّنَّه و الضِّنُّ و المَضَنَّه و المَضِنَّه ،کل ذلک.من الإِِمساک و البُخْل،و رجل ضَنینٌ .قال الله عز و جل: وَ مٰا هُوَ عَلَی الْغَیْبِ بِضَنِینٍ ; قال الفراء:قرأََ زید بن ثابت و عاصم و أََهل الحجاز بِضَنِینٍ ،و هو حَسَن،یقول:یأْتیه غَیْبٌ و هو مَنْفوس فیه فلا یبخل به علیکم و لا یَضِنُّ به عنکم،و لو کان مکان علی عن صَلَح أََو الباء کما تقول:ما هو بضنین بالغیب،و قال الزجاج:ما هو علی الغیب ببخیل أََی هو،صلی الله علیه و سلم،یُؤَدِّی عن الله و یُعَلِّم کتابَ الله أََی ما هو ببخیل کَتُومٍ لما أَُوحی إِلیه،و قرئَ: بظَنینٍ ،و تفسیره فی مکانه.ابن سیده: ضَنِنْتُ بالشیء أََضَنُّ ،و هی اللغه العالیه،و ضَنَنْتُ أََضِنُّ ضَنّاً و ضِنّاً و ضِنَّهً و مَضَنَّه و مَضِنَّه و ضَنانه بَخِلْت به،و هو ضَنین به.قال ثعلب:قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ و لم أََسمع أََضِنُّ ،و قد حکاه یعقوب،و معلوم أََن من روی حجه علی من لم یرو; و قول قَعْنَب بن أَُمِّ صاحب: مَهْلاً أََعاذِلَ،قد جَرَّبْتِ من خُلُقی أََنی أََجُودُ لأَقوامٍ،و إِِن ضَنِنُوا . فأَظهر التضعیف ضروره.و عِلْقُ مَضِنَّهٍ و مَضَنَّه ،بکسر الضاد و فتحها،أََی هو شیء نفیس مَضْنون به و یُتَنافَس فیه.و الضّنُّ :الشیء النفیس المَضْنُون به; عن الزجاجی.و رجل ضَنِینٌ :بخیل; و قول البعیث: أََلا أََصْبَحَتْ أََسماءُ جاذِمهَ الحَبْلِ، و ضَنَّتْ علینا،و الضَّنِینُ من البُخْلِ. أََراد: الضَّنینُ مخلوقٌ من البخل،کقولهم مجبول من الکرم،و مَطینٌ من الخیر،و هی مخلوقه من البخل،و کل ذلک علی المجاز لأَن المرأََه جوهر و البخل عَرَض،و الجوهرُ لا یکون من العَرض،إِنما أََراد تمکین البخل فیها حتی کأَنها مخلوقه منه،و مثله ما حکاه سیبویه من قولهم:ما زید إِلاَّ أََکْلٌ و شُرْبٌ،و لا یکون أََکلاً و شرباً لاختلاف الجهتین،و هذا أََوفق من أََن یحمل علی القلب و أََن یراد به و البخلُ من الضَّنِین لأَن فیه من الإِِعْظام و المبالغه ما لیس فی القلب; و مثله قوله: و هُنَّ من الإِِخْلافِ و الوَلَعانِ و هو کثیر.و یقال:فلان ضِنَّتی من بین إِخوانی و ضِنِّی أََی أََختص به و أََضِنُّ بمودَّته.و

16- فی الحدیث :إِن لله ضنائنَ (1).من خَلْقِه،و فی روایه: ضِنّاً من خلقه یحییهم فی عافیه و یمیتهم فی عافیه. أََی خصائص،واحدهم ضَنِینَه ،فعیله بمعنی مفعوله،من الضِّنِّ و هو ما تختصه و تَضَنُّ به أََی تبخل لمکانه منک و مَوْقِعِه عندک; و فی الصحاح:فلان ضِنِّی من بین إِخوانی،و هو شِبْه الاختصاص.و

14- فی حدیث الأَنصار :لم نَقُلْ إِلاّ ضِنّاً برسول الله. أََی بُخْلاً و شُحّاً أََن یُشارِکنا فیه غیرُنا.و

16- فی حدیث ساعه الجمعه :فقلت أََخْبِرنی بها و لا تَضْنَنْ علیَّ. أََی لا تَبْخَل.و یقال اضْطَنَّ یَضْطَنُّ أََی بَخِلَ یبْخَلُ،و هو افْتِعال من الضَّنِّ ،و کان فی الأَصل اضْتَنَّ،فقلبت التاء طاء.و ضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً و ضَنَانَهً :لم أََبْرَحْه،و الاضْطِنانُ افْتِعال من ذلک.

ص :261

و أََخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أََی بطَراوَتِه لم یتغیر،و هَجَمْتُ علی القوم و هم بضَنانَتِهم لم یتفرَّقوا.و رجل ضَنَنٌ :شجاع; قال: إِِنی إِذا ضَنَنٌ یَمْشی إِلی ضَنَنٍ ، أََیْقَنْتُ أََنَّ الفَتی مُودٍ به الموتُ. و المَضْنُون :الغالیه،و فی المحکم: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ:قال الراجز: قد أََکْنَبَتْ یَداکَ بَعْدَ لِینِ، و بَعْدَ دُهْنِ البانِ و المَضْنُونِ ، و هَمَّتا بالصَّبْرِ و المُرُونِ. و المَضْنون و المَضْنونه :الغالِیهُ; عن الزجاج.الأَصمعی: المَضْنُونهُ ضرب من الغِسْلَهِ و الطِّیب; قال الراعی: تَضُمُّ علی مَضْمُونَهٍ فارِسیَّهٍ و المَضْنونه :اسم لزمزم،و ابن خالویه یقول فی بئر زمزم المَضنُون ،بغیر هاء.و

16- فی حدیث زمزم :قیل له احْفِرِ المَضْنُونه . أََی التی یُضَنُّ بها لنَفاستها و عِزَّتِها،و قیل للخَلُوقِ و الطِّیبِ المَضْنُونه لأَنه یُضَنُّ بهما.و ضِنَّهُ :اسم أََبی قبیله،و فی العرب قبیلتان:إِِحداهما تنسب إِلی ضِنَّه بن عبد الله بن نُمَیْرٍ،و الثانیه ضِنَّه بن عبد الله بن کبیر (1).بن عُذْرَه،و الله أََعلم.

ضون:

الضَّیْوَنُ :السِّنَّوْرُ الذکر،و قیل:هو دُوَیْبَّه تشبهه،نادر خرج علی الأَصل کما قالوا رجاء بن حَیْوَه،و ضَیْوَنٌ أََنْدَرُ لأَن ذلک جنس و هذا علم،و العلم یجوز فیه ما لا یجوز فی غیره،و الجمع الضَّیاوِن ; قال ابن بری:شاهده ما أََنشده الفراء: ثَرِیدٌ کأَنَّ السَّمْنَ فی حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَیَّا،أََو عُیُونُ الضَّیاوِنِ و صحت الواو فی جمعها لصحتها فی الواحد،و إِنما لم تدغم فی الواحد لأَنه اسم موضوع و لیس علی وجه الفعل،و کذلک حَیْوَهُ اسم رجل،و فارق هَیِّناً و مَیِّتاً و سَیِّداً و جَیِّداً،و قال سیبویه فی تصغیره ضُبَیِّنٌ،فأَعَلَّه و جعله مثل أَُسَیِّد،و إِن کان جمعه أََساود،و من قال أَُسَیْوِد فی التصغیر لم یمتنع أََن یقول ضُیَیْوِنٌ ; قال ابن بری:وَ ضَیْوَنٌ فَیْعَلٌ لا فَعُوَلٌ،لأَن باب ضَیْغَم أََکثر من باب جَهْوَر.و الضَّانَه ،غیر مهموز:البُرَه التی یُبْرَی بها البعیرُ إِذا کانت من صُفْرٍ.قال ابن سیده:و قضینا أََن أََلفها واو لأَنها عین.و التَّضَوُّنُ :کثره الوَلَد.و الضَّوْنُ :الإِِنْفَحه; الأَزهری فی ترجمه خزم:قال شَمِرٌ الخِزَامه إِذا کانت من عَقَبٍ فهی ضانَهٌ ; و أََنشد لابن مَیَّادَه: قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ یَرُدُّها، علی الکُرْهِ منها، ضانَهٌ و جَدِیلُ سَلَمَهُ عن الفراء: المِیضانه القُفَّه،و هی المَرْجُونه و القَفْعَه; و أََنشد: لا تَنْکِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِیدَ،لها مِیضانه قال:حَنَّ و هَنَّ أََی بَکی،و فی المحکم فی ترجمه

ص :262

وَضَن:المِیضَنَه کالجُوَالِق.

ضین:

الضِّینُ و الضَّیْنُ :لغتان فی الضأْن،فإِما أََن یکون شاذاً،و إِما أََن یکون من لفظ آخر; قال ابن سیده:و هو الصحیح عندی.

وَ طَبَنَ النارَ یَطْبِنُها طَبْناً :دفنها کی لا تَطْفَأ،و الطّابُون :مَدْفِنُها.و یقال: طابِنْ هذه الحَفِیرَه و طامِنْها.و اطْبَأَنَّ قلبه و اطْبَأَنَّ الرجل:سکن،لغه فی اطْمَأَنَّ.و طأْبَنَ ظَهرَه:کطأْمَنَهُ،و هی الطُّمَأْنینه و الطُّبَأْنِینه ،و المُطْبَئِنُّ مثل المُطْمَئِنِّ.ابن الأَعرابی: الطُّبْنَهُ صوتُ الطُّنْبُور،و یقال للطنْبُور: طُبْنٌ ; و أََنشد: فإِنَّکَ مِنّا،بینَ خَیْلٍ مُغِیرَهٍ و خَصْمٍ،کعُودِ الطُّبْنِ لا یَتَغَیَّبُ.

طبرزن:

قال فی ترجمه طبرزذ:الطَّبَرْزَذُ السُّکَّرُ،فارسی معرّب،و حکی الأَصمعی طَبْرزَل و طبرْزَن لهذا السکر،بالنون و اللام.و قال یعقوب:طَبَرْزُل و طَبَرْزُن ،قال:و هو مثال لا أََعرفه.قال ابن جنی:قولهم طَبَرْزَل و طَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أََحدَهما أََصلاً لصاحبه بأَوْلی منک بحمله علی ضِدِّه،لاستوائهما فی الاستعمال.

طجن:

الطاجِنُ :المِقْلَی،و هو بالفارسیه تابه.و الطَّجْنُ :قَلْوُک علیه،دَخیل.قال اللیث:أَُهملت الجیم و الطاء فی الثلاثی الصحیح،و وجدناها مستعمله بعضها عربیه و بعضها معرَّبه،فمن المعرّب قولهم طَجْنَهُ بلد معروف،و قولهم للطابِقِ الذی یُقْلَی علیه اللحم الطاجِنُ ،و قَلِیَّهٌ مُطَجَّنه ،و العامه تقول مُطَنْجنه .الجوهری: الطَّیْجَنُ و الطاجِنُ یُقْلی فیه،و کلاهما معرَّب لأَن الطاء و الجیم لا یجتمعان فی أََصل کلام العرب.

طحن:

الأَزهری: الطِّحْنُ الطَّحِینُ المَطْحُونُ ،و الطَّحْنُ الفعل،و الطِّحَانهُ فعل الطَّحّانِ .و

14- فی إِِسلام عمر،رضی الله عنه :فأَخرَجَنا رسولُ الله،صلی الله علیه و سلم،فی صَفَّینِ له کَدِیدٌ ککَدِیدِ الطَّحِینِ . ; ابن الأَثیر:الکَدِیدُ الترابُ الناعم،و الطَّحینُ المَطْحُون ،فعیل بمعنی مفعول.ابن سیده: طَحَنَه یَطْحَنُه طَحْناً ،فهو مَطْحُون و طَحِینٌ ،و طَحَّنَه ; أََنشد ابن الأَعرابی: عَیْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ ،و إِیضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا و الطِّحْنُ ،بالکسر:الدقیق.و الطَّاحُونه و الطَّحّانه :التی تدور بالماء،و الجمع الطَّواحِینُ .و الطَّحّان :الذی یَلی الطَّحِینَ ،و حِرْفته الطِّحانهُ .الجوهری: طَحَنَتِ الرَّحَی تَطْحَنُ و طَحَنْتُ أََنا البُرَّ،و الطَّحْنُ المصدر،و الطَّاحونه الرَّحَی.و فی المثل: أََسمَعُ جَعْجَعَهً و لا أََری طِحْناً .و الطَّواحِنُ :الأَضراسُ کلها من الإِِنسان و غیره علی التشبیه،واحدتها طاحِنَه .الأَزهری:کل سنٍّ من الأَضراس طاحِنَه .و کَتِیبه طَحُون :تَطْحَنُ کُلَّ شیء.و الطُّحَنُ :علی هیئه أَُم حُبَیْن،إِلا أََنَّها أََلطف منها،تَشْتَالُ بذَنَبِها کما تَفْعَلُ الخَلِفَه من الإِِبل،یقول لها الصبیان: اطْحَنی لنا جِرَابنا، فتَطْحَنُ بنفسها فی الأَرض حتی تغیب فیها فی السهل و لا تَراها إِلا فی بَلُّوقَهٍ من الأَرض.و الطُّحَنُ :لَیْثُ عِفِرِّینَ; و قوله: إِِذا رآنی واحداً،أََو فی عَیَنْ یَعْرِفُنی،أََطْرَقَ إِِطْراقَ الطُّحَنْ . إِنما عنی إِحدی هاتین الحشرتین; قال ابن بری:الرجز لجَندَلِ بن المُثَنَّی الطُّهَوِیِّ.الأَزهری: الطُّحَنه دُویبه کالجُعَل،و الجمع الطُّحَنُ .قال:و الطُّحَنُ

ص :264

یکون فی الرمل،و یقال إِنه الحُلَکُ و لا یُشْبِهُ الجُعَلَ،و قال:قال أََبو خیره الطُّحَنُ هو لَیْثُ عِفِرِّین مثل الفُستُقه،لونه لون التراب یَندَسُّ فی التراب; و قال غیره:هو علی هیئه العِظَایه یَشتالُ بذنبه کما تفعلُ الخَلِفَه من الإِِبل،و حکی الأَزهری عن الأَصمعی قال: الطُّحَنه دابه دون القُنفُذ،تکون فی الرمل تظهر أََحیاناً و تدور کأَنها تَطْحَنُ ،ثم تَغُوص،و تجتمع صبیان الأَعراب لها إِذا ظهرت فیصیحون بها: اطْحَنی جِراباً أََو جِرابَین.ابن سیده:و الطُّحَنَه دویبه صُفیراءُ طرفِ الذنب حَمراء،لیست بخالصه اللون،أََصغر رأَْساً و جَسَداً من الحِرْباءِ،ذنبها طُول إِصبع،لا تَعَضُّ.و طَحَنَتِ الأَفْعَی الرملَ إِذا رَقَّقَته و دخلت فیه فغیبت نفسها و أََخرجت عینها،و تسمَّی الطَّحُون .و الطّاحِنُ :الثور القلیل الدَّوَران الذی فی وَسَطِ الکُدْسِ.و الطَّحّانهُ و الطَّحُونُ :الإِبل إِذا کانت رِفاقاً و معها أََهلها; قال اللحیانی: الطَّحُون من الغنم ثلثمائه; قال ابن سیده:و لا أََعلم أََحداً حکی الطَّحُونَ فی الغنم غیره.الجوهری: الطَّحَّانه و الطَّحُون الإِبل الکثیره.و الطُّحَنَهُ :القصیر فیه لُوثه; عن الزجاجی.الأَزهری عن ابن الأَعرابی:إِذا کان الرجل نهایه فی القِصَرِ فهو الطُّحَنه ; قال ابن بری:و أََما الطویل الذی فیه لُوثَهٌ فیقال له عُسْقُدٌ.قال:و قال ابن خالویه أََقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَهُ ،و أََطول الطِّوالِ السَّمَرْطُولُ.و حرب طَحُونٌ : تَطْحَنُ کل شیء.الأَزهری:و الطَّحُون اسم للحرب،و قیل:هی الکتیبه من کتائب الخیل إِذا کانت ذات شوکه و کثره; قال الراجز: حَواه حاوٍ،طالَ ما استباثا ذُکورَها و الطُّحَّنَ الإِِناثا (1). الجوهری: الطَّحُون الکتیبه تَطْحَنُ ما لَقِیَتْ،قال:و حکی النضر عن الجَعْدِی قال: الطاحِنُ هو الراکِسُ من الدَّقُوقَه التی تقوم فی وَسَطِ الکُدْسِ.الجوهری: طَحَنَتِ الأَفْعَی تَرَحَّتْ و استدارت،فهی مِطْحانٌ ; قال الشاعر: بخَرْشاءَ مِطْحانٍ کأَنَّ فَحِیحَها، إِذا فَزِعَتْ،ماءٌ هُرِیقَ علی جَمْرِ. و الطَّحَّانُ إِن جعلته من الطَّحْن أََجریته،و إِن جعلته من الطَّحِّ أََو الطَّحاءِ،و هو المنبسط من الأَرض،لم تُجْره; قال ابن بری:لا یکون الطَّحَّان مصروفاً إِلا من الطَّحْنِ ،و وزنه فَعَّال،و لو جعلته من الطَّحاءِ لکان قیاسُه طَحْوان لا طَحَّان ،فإِن جعلته من الطَّحِّ کان وزنه فَعْلان لا فَعَّال.

طرن:

الطُّرْنُ و الطَّارُونِیُّ :ضَرْبٌ من الخَزِّ.اللیث: الطُّرْنُ الخز،و الطَّارُونیُّ ضرب منه.و فی النوادر: طَرْیَنَ الشَّرْبُ و طَرْیَمُوا إِذا اختلطوا من السُّکْرِ،و الله أََعلم.

طرخن:

الطَّرْخُون :بقل طیب یطبخ باللحم.

طسن:

قال أََبو حاتم:قالت العامَّه فی جمع طس و حم طَواسِینُ و حَوامِیم،قال:و الصواب ذَواتُ طس و ذوات حم و ذوات الم ; و أََنشد بیت الکمیت: وجَدْنا لکم فی آلِ حم آیَهً، تَأَوَّلها مِنَّا تَقِیٌّ و مَعْرِبُ

طعن:

طَعَنه بالرُّمْحِ یَطْعُنه و یَطْعَنُه طَعْناً ،فهو مَطْعُون و طَعِینٌ ،من قوم طُعْنٍ :وخَزَه بحربه

ص :265

و نحوها،الجمع عن أََبی زید و لم یقل طَعْنی.و الطَّعْنه :أََثر الطَّعْنِ ; و قول الهذلی: فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ،قد عَلِمْتُمْ مکانه، أََذاعَ به ضَرْبٌ و طَعْنٌ جَوائِفُ الطَّعْنُ هاهنا:جمع طَعْنه بدلیل قوله جوائف.و رجل مِطْعَنٌ و مِطْعانٌ :کثیر الطَّعْنِ للعَدُوِّ،و هم مطاعینُ ; قال: مَطاعِینُ فی الهَیْجا مَکاشِیفُ للدُّجَی، إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ. و طاعَنه مُطاعَنهً و طِعاناً ; قال: کأَنه وَجْهُ تُرْکِیَّیْنِ قد غَضِبا، مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فیه تَذْبِیبُ و تَطَاعَنَ القومُ فی الحروب تَطَاعُناً و طِعِنَّاناً ،الأَخیره نادره،و اطَّعَنُوا علی افْتَعَلوا،أََبدلت تاء اطْتَعَنَ طاء البتهَ ثم أََدغمتها.قال الأَزهری:التَّفاعلُ و الافتعال لا یکاد یکون إِلا بالاشتراک من الفاعلین منه مثل التَّخَاصم و الاخْتِصام و التَّعاوُرِ و الاعْتِوارِ.و رجل طِعِّینٌ :حاذق بالطِّعَانِ فی الحرب.و طَعَنَه بلسانه و طَعَنَ علیه یَطْعُنُ و یَطَعَنُ طَعْناً و طَعَنَاناً :ثَلَبَهُ،علی المَثَل،و قیل: الطَّعْن بالرمح،و الطَّعَنَانُ بالقول; قال أََبو زُبید: و أََبی المُظْهِرُ العَدَاوهِ إِلا، طَعَناناً و قولَ ما لا یقال (1)ففرَق بین المصدرین،و غیر اللیث لم یَفْرِقْ بینهما،و أََجاز للشاعر طَعَناناً فی البیت لأَنه أََراد أََنهم طَعَنُوا فأَکْثَرُوا فیه و تطاوَل ذلک منهم،و فَعَلانٌ یجیء فی مصادر ما یُتَطَاوَلُ فیه و یُتَمادَی و یکون مناسباً للمَیْل و الجَوْر; قال اللیث:و العین من یَطْعُنُ مضمومه.قال:و بعضهم یقول یَطْعُن بالرمح،و یَطْعَن بالقول،ففرق بینهما،ثم قال اللیث:و کلاهما یَطْعُنُ ; و قال الکسائی:لم أََسمع أََحداً من العرب یقول یَطْعَنُ بالرمح و لا فی الحَسَب إِنما سمعت یَطْعُن ،و قال الفراء:سمعت أََنا یَطْعَنُ بالرمح،و رجل طَعَّانٌ بالقول.و

16- فی الحدیث :لا یکون المؤمنُ طَعَّاناً . أَی وَقَّاعاً فی أََعراض الناس بالذم و الغیبه و نحوهما،و هو فَعَّال من طَعَن فیه و علیه بالقول یَطْعَن ،بالفتح و الضم،إِذا عابه،و منه الطَّعْنُ فی النَّسَب; و منه

16- حدیث رَجَاء بن حَیْوَه :لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ و لا طَعَّانٍ . و طَعَنَ فی المفازه و نحوها یَطْعُن :مضی فیها و أََمْعَنَ،و قیل:و یَطْعَنُ أََیضاً ذهب و مضی; قال دِرْهَمُ بن زید الأَنصاری: و أََطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوکِ، قال ابن بری:و رواه القالی و أََظْعَنُ... ،بالظاء المعجمه; و قال حمید بن ثور: و طَعْنی إِلیک اللیلَ حِضْنَیْه إِننی لِتِلک،إِذا هابَ الهِدَانُ،فَعُولُ. قال أََبو عبیده:أََراد و طَعْنی حِضْنَیِ اللیل إِلیک.قال ابن بری:و یقال طَعَنَ فی جنازته إِذا أََشرف علی الموت; قال الشاعر: ویْلُ امِّ قومٍ طَعَنْتُم فی جَنازَتِهم، بنی کِلابٍ،غَدَاهَ الرَّوْعِ و الرَّهَقِ

ص :266

و یروی:و الرَّهَب أََی عملتم لهم فی شبیه بالموت و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :و الله لوَدَّ معاویهُ أََنه ما بقی من بنی هاشم نافِخُ ضَرَمهٍ إِلا طَعَنَ فی نَیْطِه. ; یقال: طَعَنَ فی نَیْطِه أََی فی جنازته.و من ابتدأََ بشیء أََو دخله فقد طَعَنَ فیه،و یروی طُعِنَ ،علی ما لم یسم فاعله; و النَّیْطُ:نِیاطُ القَلْبِ و هو عِلاقَتُه.و طَعَن اللیلَ:سار فیه،کله علی المثل.قال الأَزهری:و طَعَنَ غُصْنٌ من أََغصان هذه الشجره فی دار فلان إِذا مال فیها شاخصاً; و أََنشد لمُدْرِک بن حِصْنٍ یعاتب قومه: و کنتم کأُمٍّ لَبَّهٍ طَعَنَ ابْنُها إِلیها،فما دَرَّتْ علیه بساعِدِ. قال: طَعَنَ ابنُها إِلیها أََی نَهَضَ إِلیها و شَخَص برأَْسه إِلی ثدیها کما یَطْعَنُ الحائطُ فی دار فلان إِذا شَخَص فیها،و قد روی هذا البیت ظَعَنَ،بالظاء،و قد ذکرناه فی ترجمه سعد.و یقال: طَعَنَتِ المرأََه فی الحیضه الثالثه أََی دخلت.و قال بعضهم: الطَّعْنُ الدخولُ فی الشیءِ.و

16- فی الحدیث :کان إِذا خُطِبَ إِلیه بعضُ بناته أََتی الخِدْرَ فقال:إِن فلاناً یذکر فلانه،فإِن طَعَنَتْ فی الخِدْرِ لم یُزَوِّجْها. ; قال ابن الأَثیر:أََی طَعَنَتْ بإِصبعها و یدها علی السِّتْرِ المَرْخِیِّ علی الخِدْرِ،و قیل: طَعَنَتْ فیه أََی دخلته،و قد ذکر فی الراءِ; و منه

16- الحدیث :أََنه طَعَنَ بإِصبعه فی بَطْنِه. أََی ضربه برأَْسها.و طَعَن فلانٌ فی السِّنِّ یَطْعُنُ ،بالضم، طَعْناً إِذا شَخَص فیها.و الفرس یَطْعُنُ فی العِنانِ إِذا مَدَّه و تَبَسَّط فی السیر; قال لبید: تَرْقی و تَطْعُنُ فی العِنانِ و تَنْتَحی وِرْدَ الحَمامهِ،إِذْ أََجَدَّ حَمامُها أََی کوِرْدِ الحَمامه،و الفراء یجیز الفتح فی جمیع ذلک و الطاعُون :داء معروف،و الجمع الطَّواعِینُ .و طُعِنَ الرجلُ و البعیر،فهو مَطْعون و طَعِین :أََصابه الطاعُون .و

16- فی الحدیث :نزلتُ علی أََبی هاشم بن عُتْبه و هو طَعین . و

14- فی الحدیث :فَنَاءُ أَُمتی بالطَّعْنِ و الطاعُون . ; الطَّعْنُ :القتل بالرماح،و الطَّاعُون :المرض العام و الوَباء الذی یَفْسُد له الهواء فتفسد به الأَمْزِجه و الأَبدان; أََراد أََن الغالب علی فَناء الأُمه بالفتن التی تُسْفَک فیها الدِّماءُ و بالوباء.

طعثن:

ابن الأَعرابی: الطَّعْثَنَه المرأََه السیئه الخُلُق; و أََنشد: یا رَبّ،من کَتَّمَنی الصِّعادَا، فهَبْ له حَلیلَهً مِغْدادَا، طَعْثَنَهً تَبَلَّعُ الأَجْلادا. أََی تَلْتَهِمُ الأُیُورَ بهَنها.

طفن:

الطَّفانِیَه :نعتُ سَوْء فی الرجل و المرأََه،و قیل:و المرأََه العجوز.ابن الأَعرابی: الطَّفْنُ الحَبْس.یقال:خَلَّ عن ذلک المَطْفُون ،قال:و الطَّفانینُ الحَبْسُ و التَّخَلُّف.و قال المُفَضَّلُ: الطَّفْنُ الموت،یقال: طَفَنَ إِذا مات; و أََنشد: أََلْقی رَحی الزَّوْرِ علیه فَطَحَن قَذْفاً و فَرْثاً تحته حتی طَفَنْ ابن بری: الطَّفانِینُ الکذب و الباطل; قال أََبو زُبَید: طَفانِینُ قَوْلٍ فی مَکانٍ مُخَنَّقِ.

طلحن:

الطَّلْحَنَه :التَّلَطُّخُ بما یکره، طَلْحَنَهُ و طَلْخَنَهُ.

طلخن:

الطَّلْخَنه :التَّلَطُّخُ بما یکره، طَلْخَنه و طَلْحَنَه،و هو مذکور فی الحاء المهمله أََیضاً.

ص :267

طمن:

طَأْمَنَ الشیءَ:سَکَّنه.و الطُّمَأْنِینَهُ :السُّکونُ.و اطْمَأَنَّ الرجل اطْمِئناناً و طُمَأْنینه أََی سَکَن،ذهب سیبویه إِلی أََن اطْمَأَنَّ مقلوب،و أََن أََصله من طَأْمَنَ ،و خالفه أََبو عمرو فرأََی ضِدَّ ذلک،و حجه سیبویه أََن طَأْمَن غیر ذی زیاده،و اطْمَأَنَّ ذو زیاده،و الزیادهُ إِذا لحقت الکلمه لحقها ضرب من الوَهْنِ لذلک،و ذلک أََن مخالطتها شیء لیس من أََصلها مُزاحَمهٌ لها و تسویه فی التزامه بینها و بینه،و هو و إِن تبلغ الزیادهُ علی الأُصول فَحُشَ الحذفُ منها،فإِنه علی کل حال علی صَدَدٍ من التَّوْهین لها،إِذ کان زیادهً علیها یحتاج إِلی تحملها کما تتحامل بحذف ما حذف منها،و إِذا کان فی الزیاده حرف من الإِعلال کان (1)...أََن یکون القلب مع الزیاده أََولی،و ذلک أََن الکلمه إِذا لحقها ضرب من الضعف أََسرع إِلیها ضعف آخر،و ذلک کحذفهم یاء حنیفه فی الإِضافه إِلیها لحذف یائها فی قولهم حَنَفِیّ،و لما لم یکن فی حنیف تاء تحذف فتحذف یاؤُها،جاء فی الإِضافه إِلیها علی أََصله فقالوا حنیفی،فإِن قال أََبو عمرو جَرْیُ المصدرِ علی اطْمَأَنَّ یدل علی أََنه هو الأَصل،و ذلک من قولهم الاطْمئنان ،قیل قولهم الطَّأْمَنه بإِزاء قولک الاطمئنان ،فمَصْدَرٌ بمصدرٍ،و بقی علی أََبی عمرو أََن الزیاده جرت فی المصدر جریها فی الفعل،فالعله فی الموضعین واحده،و کذلک الطُّمَأْنینه ذات زیاده،فهی إِلی الاعتلال أََقرب،و لم یُقْنِع أََبا عمرو أََن قال إِنهما أََصلان متقاربان کجَذَبَ و جَبَذَ حتی مَکَّنَ خلافَه لصاحب الکتاب بأَن عَکَسَ علیه الأَمْرَ.و قوله عز و جل: اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللّٰهِ ; معناه إِذا ذکر الله بوحدانیته آمنوا به غیر شاکِّین. و قوله تعالی: قُلْ لَوْ کٰانَ فِی الْأَرْضِ مَلاٰئِکَهٌ یَمْشُونَ مُطْمَئِنِّینَ ; قال الزجاج:معناه مُسْتَوْطِنین فی الأَرض.و اطْمَأَنَّت الأَرضُ و تَطَأْمَنَتْ :انخفضت.و طَمْأَنَ ظهره و طَأْمَنَ بمعنی،علی القلب.التهذیب فی الثلاثی: اطْمَأَنَّ قلبه إِذا سکن،و اطْمَأَنَّتْ نفسه،و هو مُطْمَئِنّ إِلی کذا،و ذلک مُطْمَأَنٌّ ،و اطْبَأَنَّ مثله علی الإِِبدال،و تصغیر مُطْمَئِنٍّ طُمَیْئِنٌ ،بحذف المیم من أََوله و إِِحدی النونین من آخره.و تصغیر طُمَأْنِینَهُ طُمَیْئِنَهٌ بحذف إِحدی النونین من آخره لأَنها زائده.و قیل فی تفسیر قوله تعالی: یٰا أَیَّتُهَا النَّفْسُ اَلْمُطْمَئِنَّهُ ; هی التی قد اطمَأَنَّتْ بالإِِیمانِ و أََخْبَتَتْ لربها.و قولُه عز و جل: وَ لٰکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی ; أََی لیسکن إِلی المعاینه بعد الإِِیمان بالغیب،و الاسم الطمَأْنینه .و یقال: طَامَنَ ظهره إِذا حَنی ظهره،بغیر همز لأَن الهمزه التی فی اطْمَأَنَّ أَُدخلت فیها حِذَارَ الجمع بین الساکنین.قال أََبو إِسحق فی قوله تعالی: فَإِذَا اِطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِیمُوا الصَّلاٰهَ ; أََی إِذا سکنت قلوبکم،یقال: اطْمَأَنَّ الشیءُ إِذا سکن،و طَأْمَنْتُه و طَمْأَنْتُه إِذا سکَّنْته،و قد روی اطْبَأَنَّ.و طَأْمَنْتُ منه:سَکَّنْت.قال أََبو منصور: اطْمَأَنَّ ،الهمزه فیها مُجْتَلَبه لالتقاء الساکنین إِذا قلت اطْمَأَنَّ ،فإِذا قلت طامَنْتُ علی فاعَلْتُ فلا همز فیه،و الله أََعلم،إِلاَّ أََن یقول قائل:إِن الهمزه لما لزمت اطْمَأَنَّ ،و همزوا الطُّمَأْنینهَ ،همزوا کل فعل فیه،و طَمَنَ غیر مستعمل فی الکلام،و الله أََعلم.

طنن:

الإِِطْنانُ :سُرْعه القَطْع.یقال:ضربته بالسیف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه،و قد طَنَّت ،تحکی بذلک صوتها حین سقطت.و یقال:ضرب رجلَه فأَطَنَّ ساقَه و أََطَرَّها و أََتَنَّها و أََتَرَّها بمعنی واحد

ص :268

أََی قطعها.و یقال:یراد بذلک صوت القطع.و

1- فی حدیث علیّ :ضربه فأَطَنَّ قِحْفَه. أََی جعله یَطِنُّ من صوت القطع،و أََصله من الطَّنین ،و هو صوت الشیءِ الصُّلْب.و

17- فی حدیث معاذ بن الجَموح قال :صَمَدْتُ یوم بدْرٍ نحوَ أََبی جهل،فلما أََمکَنَنی حملت علیه و ضربته ضربه أََطنَنْتُ قدَمَه بنصف ساقه،فوالله ما أَُشَبِّهُها حین طاحتْ إِلاَّ النَّواهَ تَطیحُ من مِرْضَخهِ النَّوی. ; أَطنَنْتُها أََی قطعتها استعاره من الطَّنین صوْت القطع،و المِرْضَخه التی یُرْضَخ بها النوی أََی یُکْسَر.و أََطَنَّ ذراعه بالسیف فطَنَّت :ضربها به فأَسرع قطعها.و الطَّنِینُ :صوت الأُذن و الطَّسّ و الذباب و الجبل و نحو ذلک، طَنَّ یَطِنُّ طَنّاً و طَنِیناً ; قال: وَیْلٌ لبَرْنِیِّ الجِرابِ مِنِّی; إِذا الْتَقَتْ نَواتُها و سِنِّی تَقولُ سِنِّی للنَّوَاهِ: طِنِّی . قال ابن جنی:الرَّوِیُّ فی هذه الأَبیات الیاء و لا تکون النون البته،لأَنه لا یمکن إِِطلاقها،و إِذا لم یجز إِِطلاق هذه الیاء لم یمتنع سنی أََن یکون رویّاً.و البَطَّهُ تَطِنُّ إِذا صوّتت.و أََطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ .و الطَّنْطَنه :صوت الطُّنْبور و ضرب العود ذی الأَوتار،و قد تستعمل فی الذباب و غیره.و طَنین الذباب:صوته.و یقال: طَنْطَنَ طَنْطَنه و دَندَنَ دَنْدَنه بمعنی واحد.و طَنَّ الذبابُ إِذا مَرِجَ فسمعت لطیرانه صوتاً.و رجل ذو طَنْطانٍ أََی ذو صَخَبٍ; و أََنشد: إِنَّ شَرِیبَیْک ذَوا طَنْطانِ ، خاوِذْ فأَصْدِرْ یومَ یُورِدانِ و الطَّنْطَنه :کثره الکلام و التصویت به.و الطَّنْطنه :الکلام الخفی.و طَنَّ الرجلُ:مات،و کذلک لَعِقَ إِِصْبعَه.و الطُّنُّ :القامه.ابن الأَعرابی:یقال لبدن الإِِنسان و غیره من سائر الحیوان طُنٌّ و أََطنانٌ و طِنان ،قال:و منه قولهم فلان لا یقوم بطُنِّ نفسه فکیف بغیره؟ و الطُّنُّ ،بالضم:الحُزْمه من الحطب و القَصَب; قال ابن درید:لا أََحسبها عربیه صحیحه،قال:و کذلک قول العامه قام بطُنِّ نفسه،لا أََحسبها عربیه.و قال أََبو حنیفه: الطُّنُّ من القصب و من الأَغصان الرَّطْبهُ الوَریقهُ تُجْمع و تحزَم و یجعل فی جوفها النَّوْرُ أََو الجَنی.قال الجوهری:و القصبه الواحده من الحُزْمه طُنَّه .و الطُّنُّ :العِدْل من القُطن المحلوج; عن الهَجَریِّ; و أََنشد: لم یَدْرِ نَوَّامُ الضُّحی ما أََسْرَیْنْ، و لا هِدانٌ نام بین الطُّنَّیْنْ أََبو الهیثم: الطُّنُّ العِلاوه بین العِدْلَین; و أََنشد: بَرَّحَ بالصِّینیِّ طُولُ المَنِّ، و سَیْرُ کُلِّ راکِبٍ أََدَنِّ مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِّ و الطُّنِّیُّ من الرجال:العظیم الجسم.و الطُّنُّ و الطَّنُّ :ضرب من التمر أََحمر شدید الحلاوه کثیر الصَّقَر (1).و

1- فی حدیث ابن سیرین :لم یکن علیٌّ یُطَّنُّ فی قتل عثمان. أََی یُتَّهَم،و یروی بالظاء المعجمه،و سیأْتی ذکره.و

16- فی الحدیث :فمن تَطَّنُّ. أََی من تتَّهمُ،و أََصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّه التُّهَمه،فأَدغم الظاء فی التاء ثم أََبدل منها طاء مشدده کما یقال مُطّلم فی مُظطلم،و الله أََعلم.

طهن:

الطَّهَنانُ :البَرَّادهُ.

ص :269

طون:

التهذیب:ابن الأَعرابی الطُّونَهُ کثره الماء.

طین:

الطِّینُ :معروف الوَحَلُ،واحدته طِینهٌ ،و هو من الجواهر الموصوف بها; حکی سیبویه عن العرب:ممرت بصحیفهٍ طینٍ خاتَمُها،جعله صفه لأَنه فی معنی الفعل،کأَنه قال لَیّنٍ خاتمها،و الطان لغه فیه; قال المُتَلمِّس: بِطانٍ علی صُمّ الصُّفی و بِکِلِّسِ و یروی: یُطانُ بآجُرٍّ علیه و یُکْلَسُ و یوم طانٌ :کثیر الطین ،و موضع طانٌ کذلک،یصلح أََن یکون فاعلاً ذهبت عینه و أََن یکون فَعَلاً.الجوهری:یوم طانٌ و مکان طانٌ و أََرض طانَهٌ کثیره الطین .و فی التنزیل العزیز: أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِیناً ; قال أََبو إِسحق:نصب طِیناً علی الحال أََی خلقته فی حال طینته .و الطِّینه :قطعه من الطین یختم بها الصَّکُّ و نحوه.و طِنْتُ الکتابَ طَیْناً :جعلتُ علیه طِیناً لأَخْتِمَه به.و طانَ الکتابَ طَیْناً و طیَّنه :ختمه بالطین ،هذا هو المعروف.و قال یعقوب:و سمعت من یقول أََطِنِ الکتابَ أََی اختمه،و طِینَتُه خاتمه الذی یُطَیَّن به.و طانَ الحائطَ و البیتَ و السطحَ طَیْناً و طَیَّنه :طلاه بالطین .الجوهری: طَیَّنْتُ السطحَ،و بعضهم ینکره و یقول: طِنْتُ السطحَ،فهو مَطِینٌ ; و أََنشد للمُثَقّب العبْدی: فأَبْقَی باطِلی و الجِدُّ منها کدُکَّانِ الدَّرابِنهِ المَطِینِ . و الطَّیَّانُ :صانع الطین ،و حرفته الطِّیانهُ ،و أََما الطَّیّانُ من الطَّوَی و هو الجوع فلیس من هذا،و هو مذکور فی موضعه.و الطِّینه :الخِلْقه و الجِبِلَّه.یقال:فلان من الطِّینه الأُولی.و طانَهُ اللهُ علی الخیر و طامَهُ أََی جَبَله علیه،و هو یَطِینُه ; قال: أََلا تلک نفْسٌ طِینَ فیها حَیاؤُها و یروی ...طیم... ; کذا أََنشده ابن سیده و الجوهری و غیرهما.قال ابن بری:صواب إِِنشاده إِلی تلک بإِلی الجارَّه،قال:و الشعر یدل علی ذلک; و أََنشد الأَحمر: لئن کانت الدُّنْیا له قد تزَیَّنَتْ یرید أََن الحیاء من جِبِلَّتها و سَجِیَّتِها.و

16- فی الحدیث :ما من نفْسٍ مَنْفُوسهٍ تَمُوتُ فیها مِثْقالُ نمله من خیر إِلاَّ طِینَ علیه یوم القیامه طَیْناً . أََی جُبِلَ علیه.یقال طانَه الله علی طِینَتِه أََی خَلَقه علی جِبِلَّتِه.و طِینهُ الرجل:خِلْقَتُه و أََصله،و طَیْناً مصدر من طانَ ،و یروی طِیمَ علیه،بالمیم،و هو بمعناه.و یقال لقد طانَنی اللهُ علی غیر طِینَتِک .ابن الأَعرابی: طانَ فلانٌ و طامَ إِذا حَسُنَ عَمَلُه.و یقال:ما أََحسَنَ ما طامَهُ و طانَه .و إِِنه لیَابِس الطِّینهِ إِذا لم یکن وَطِیئاً سَهْلاً.و ذکر الجوهری هنا فِلَسْطِین ،بکسر الفاء:بلد.قال ابن بری: فِلَسْطِین حقه أََن یذکر فی فصل الفاء من حرف الطاء لقولهم فِلَسْطُون.

و الظَّعْنُ :سَیْرُ البادیه لنُجْعَهٍ أََو حُضُورِ ماءٍ أََو طَلَبِ مَرْبَعٍ أََو تَحَوُّلٍ من ماء إِلی ماء أََو من بلد إِلی بلد; و قد یقال لکل شاخص لسفر فی حج أََو غزو أََو مَسیر من مدینه إِلی أَُخری ظاعِنٌ ،و هو ضدّ الخافِضِ،و یقال:أََ ظاعِنٌ أََنت أََم مُقیم؟ و الظُّعْنه :السَّفْرَه القصیره.و الظَّعِینَه :الجمل یُظْعَنُ علیه.و الظَّعِینه :الهَوْدج تکون فیه المرأََه،و قیل:هو الهودج،کانت فیه أََو لم تکن.و الظَّعِینه :المرأََه فی الهودج،سمیت به علی حَدِّ تسمیه الشیء باسم الشیء لقربه منه،و قیل:سمیت المرأََه ظَعِینه لأَنها تَظْعَنُ مع زوجها و تقیم بإِقامته کالجلیسه،و لا تسمی ظَعِینَه إِلا و هی فی هودج.و عن ابن السکیت:کل امرأََه ظَعِینَهٌ فی هودج أََو غیره،و الجمع ظَعائنُ و ظُعْنٌ و ظُعُنٌ و أََظْعانٌ و ظُعُناتٌ ; الأَخیرتان جمع الجمع; قال بِشْرُ بن أََبی خازم: لهم ظُعُناتٌ یَهْتَدِینَ برایهٍ، کما یَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ و قیل:کل بعیر یُوَطَّأُ للنساء فهو ظَعِینه ،و إِنما سمیت النساء ظَعَائِن لأَنَّهنَّ یکنّ فی الهَوْادج.یقال:هی ظَعینته و زَوْجُه و قَعِیدته و عِرْسه.و قال اللیث: الظَّعِینه الجَمَل الذی یُرْکَب،و تسمی المرأََه ظَعینه لأَنها ترکبه.و قال أََبو زید:لا یقال حُمُول و لا ظُعُنٌ إِلاَّ للإِِبل التی علیها الهوادج،کان فیها نساء أََو لم یکن.و الظَّعینه :المرأََه فی الهودج،و إِِذا لم تکن فیه فلیست بظَعِینه ; قال عمرو بن کُلْثوم: قِفِی قبلَ التَّفَرُّقِ یا ظَعِینا ، نُخَبِّرْکِ الیَقینَ و تُخْبِرینا قال ابن الأَنباری:الأَصل فی الظعینه المرأََه تکون فی هَوْدَجها،ثم کثر ذلک حتی سَمَّوْا زوجه الرجل ظَعِینه .و قال غیره:أََکثر ما یقال الظَّعینه للمرأََه الراکبه; و أََنشد قوله: تَبَصَّرْ خلِیلی،هل تَرَی من ظَعائنٍ لِمَیَّهَ أََمثالِ النَّخیلِ المَخارِفِ؟ قال:شبه الجمال علیها هوادج النساء بالنخیل.و

16- فی حدیث حُنین :فإِذا بهَوازِنَ علی بَکْرَهِ آبائهم بظُعُنِهم و شائهم و نَعَمِهم. ; الظُّعُنُ :النساء،واحدتها ظَعینه ; قال:و أََصل الظَّعِینه الراحلهُ التی یُرْحَلُ و یُظْعَنُ علیها أََی یُسارُ،و قیل: الظَّعِینه المرأََه فی الهودج،ثم قیل للهودج بلا امرأََه و للمرأََه بلا هودج ظَعینه .و

14- فی الحدیث :أََنه أََعطی حلیمه السعدیه بعیراً مُوَقَّعاً للظَّعینه . أََی للهودج; و منه

17- حدیث سعید بن جُبَیْر :لیس فی جَمَل ظعینه صدقهٌ. ; إِن روی بالإِضافه فالظَّعینه المرأََه،و إِن روی بالتنوین فهو الجمل الذی یُظْعَنُ علیه،و التاءُ فیه للمبالغه.و اظَّعَنَتِ المرأََه البعیر:رکبته.و هذا بعیر تَظَّعِنُه المرأََه أََی ترکبه فی سفرها و فی یوم ظَعْنِها ،و هی تَفْتَعِلُه.و الظَّعُون من الإِِبل:الذی ترکبه المرأََه خاصه،و قیل:هو الذی یُعْتَمَلُ و یُحْتَمَل علیه.و الظِّعَانُ و الظَّعُون :الحَبْل یشدّ به الهودج،و فی التهذیب:یشد به الحمل; قال الشاعر: له عُنُقٌ تُلْوَی بما وُصِلَتْ به، و دَفّانِ یَسْتاقانِ کلَّ ظِعَانِ و أََنشد ابن بری للنابغه: أََثَرْتُ الغَیَّ ثم نَزَعْت عنه، کما حادَ الأَزَبُّ عن الظِّعَانِ و الظَعُنُ و الظَّعَنُ : الظّاعِنُون ، فالظُّعُن جمع ظاعِنٍ ،و الظَّعَنُ اسم الجمع; فأَما قوله:

ص :271

أََو تُصْبِحی فی الظاعن المُوَلِّی.

فعلی إِراده الجنس.و الظِّعْنَه :الحال،کالرِّحْله.و فرس مِظْعانٌ :سَهْله السَّیر،و کذلک الناقه.و ظاعِنَهُ بن مُرٍّ:أََخو تمیم،غلبهم قومهم فرَحَلُوا عنهم.و فی المثل: علی کُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَهٌ .و ذو الظُّعَیْنَهِ :موضع.و عثمان بن مَظْعُونٍ :صاحب النبی،صلی الله علیه و سلم.

ظنن:

المحکم: الظَّنُّ شک و یقین إِلاَّ أََنه لیس بیقینِ عِیانٍ،إِنما هو یقینُ تَدَبُّرٍ،فأَما یقین العِیَانِ فلا یقال فیه إِلاَّ علم،و هو یکون اسماً و مصدراً،و جمعُ الظَّنِّ الذی هو الاسم ظُنُون ،و أََما قراءه من قرأََ: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا ،بالوقف و ترک الوصل،فإِنما فعلوا ذلک لأَن رؤُوس الآیات عندهم فواصل،و رؤُوس الآی و فواصلها یجری فیها ما یجری فی أََواخِرِ الأَبیاتِ و الفواصل،لأَنه إِنما خوطب العرب بما یعقلونه فی الکلام المؤَلف،فیُدَلُّ بالوقف فی هذه الأَشیاء و زیاده الحروف فیها نحو اَلظُّنُونَا و اَلسَّبِیلاَ و اَلرَّسُولاَ ،علی أََنَّ ذلک الکلام قد تمَّ و انقطع،و أََنَّ ما بعده مستأْنف،و یکرهون أََن یَصلُوا فیَدْعُوهم ذلک إِلی مخالفه المصحف.و أََظَانِینُ ،علی غیر القیاس; و أََنشد ابن الأَعرابی: لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعیهً، فاقْعُد لها و دَعَنْ عنک الأَظَانِینا قال ابن سیده:و قد یجوز أََن یکون الأَظَانین جمع أَُظْنُونه إِلاَّ أََنی لا أََعرفها.التهذیب: الظَّنُّ یقینٌ و شَکّ; و أََنشد أََبو عبیده: ظَنِّی بهم کعَسَی،و هم بتَنُوفَهٍ یَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ یقول:الیقین منهم کعسی،و عسی شک; و قال شمر:قال أََبو عمرو معناه ما یُظَنُّ بهم من الخیر فهو واجب و عسی من الله واجب.و فی التنزیل العزیز: إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاٰقٍ حِسٰابِیَهْ ; أََی علمت،و کذلک قوله عزَّ و جل: وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ کُذِبُوا ; أََی علموا،یعنی الرسل،أََنَّ قومهم قد کذبوهم فلا یصدقونهم،و هی قراءه أََبی عمرو و ابن کثیر و نافع و ابن عامر بالتشدید،و به قرأََت عائشه و فسرته علی ما ذکرناه.الجوهری: الظن معروف،قال:و قد یوضع موضع العلم،قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّه: فقلت لهم: ظُنُّوا بأَلْفَیْ مُدَجَّج، سَرَاتُهُمُ فی الفارِسِیِّ المُسَرَّدِ. أََی اسْتَیْقِنُوا،و إِِنما یخوِّف عدوّه بالیقین لا بالشک.و

16- فی الحدیث :إِیاکم و الظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أََکذبُ الحدیث. ; أََراد الشکَّ یَعْرِضُ لک فی الشیء فتحققه و تحکم به،و قیل:أََراد إِیاکم و سوء الظَّن و تحقیقَه دون مبادی الظُّنُون التی لا تُمْلَکُ و خواطر القلوب التی لا تُدْفع; و منه

16- الحدیث :و إِِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ. ; قال:و قد یجیء الظَّن بمعنی العلم; و

16- فی حدیث أَُسَیْد بن حُضَیْر :و ظَنَنَّا أََنْ لم یَجُدْ علیهما. أََی عَلِمْنا.و

16- فی حدیث عُبَیده:قال أََنس سأَلته عن قوله تعالی: أَوْ لاٰمَسْتُمُ النِّسٰاءَ ; فأَشار بیده فظَنَنْتُ ما قال. أََی علمت.و ظَنَنْتُ الشیءَ أََظُنُّه ظَنّاً و اظَّنَنْتُه و اظْطَنَنْتُه و تَظَنَّنْته و تَظَنَّیْتُه علی التحویل; قال: کالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه، إِلاَّ تَرَهْ تَظَنَّهْ أََراد تَظَنَّنْه ،ثمَّ حَوَّلَ إِِحدی النونین یاء،ثم حذف للجزم،و یروی ... تَطَنَّه . و قوله:تَرَه أََراد

ص :272

إِلاَّ تَرَ،ثم بیَّن الحرکه فی الوقف بالهاء فقال تره،ثم أََجری الوصل مجری الوقف.و حکی اللحیانی عن بنی سُلَیْم:لقد ظَنْتُ ذلک أََی ظَنَنْتُ ،فحذفوا کما حذفوا ظَلْتُ و مَسْتُ و ما أََحَسْتُ ذاک،و هی سُلَمِیَّهٌ.قال سیبویه:أََما قولهم ظَنَنْتُ به فمعناه جعلته موضع ظَنِّی ،و لیست الباء هنا بمنزلتها فی: کَفیٰ بِاللّٰهِ حَسِیباً ،إِذ لو کان ذلک لم یجز السکت علیه کأَنک قلت ظَنَنْتُ فی الدار،و مثله شَککت فیه،و أََما ظَنَنْتُ ذلک فعلی المصدر.و ظَنَنْتُه ظَنّاً و أََظْنَنْتُه و اظْطَنَنْتُه :اتَّهَمْتُه.و الظِّنَّه :التُّهَمَه.ابن سیده:و هی الظِّنَّه و الطِّنَّه،قلبوا الظاء طاء هاهنا قلباً،و إِن لم یکن هنالک إِدغام لاعتیادهم اطَّنَّ و مُطَّنٌ و اطِّنانٌ،کما حکاه سیبویه من قولهم الدِّکرَ،حملاً علی ادَّکَر.و الظَّنِینُ :المُتَّهم الذی تُظَنُّ به التهمه،و مصدره الظِّنَّه ،و الجمع الظِّنَنُ ; یقال منه: اظَّنَّه و اطَّنَّه،بالطاء و الظاء،إِذا اتهمه.و رجل ظَنِین :مُتَّهم من قوم أََظِنَّاء بَیِّنِی الظِّنَّه و الظِّنَانَهِ .و قوله عزَّ و جل: و ما هو علی الغَیْبِ بِظَنِینٍ ،أََی بمُتَّهَمٍ; و فی التهذیب:معناه ما هو علی ما یُنْبِئُ عن الله من علم الغیب بمتهم،قال:و هذا یروی عن علی،علیه السلام.و قال الفراء:و یقال و ما هو علی الغیب بظَنِین أََی بضعیف،یقول:هو مُحْتَمِلٌ له،و العرب تقول للرجل الضعیف أََو القلیل الحیله:هو ظَنُون ; قال:و سمعت بعضَ قُضَاعه یقول:ربما دَلَّکَ علی الرَّأَْی الظَّنُونُ ; یرید الضعیف من الرجال،فإِن یکن معنی ظَنِین ضعیفاً فهو کما قیل ماء شَروبٌ و شَرِیبٌ و قَرُونی و قَرِینی و قَرُونَتی و قَرِینَتی،و هی النَّفْسُ و العَزِیمه.و

1- قال ابن سیرین :ما کان علیٌّ یُظَّنُّ فی قتل عثمان و کان الذی یُظَّنُّ فی قتله غیره. ; قال أََبو عبید:قوله یُظَّنُّ یعنی یُتَّهم،و أََصله من الظَّنِّ ،إِنما هو یُفْتَعل منه،و کان فی الأَصل یُظْتَنُّ،فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمه،ثم أَُدْغِمَتْ،و یروی بالطاء المهمله،و قد تقدَّم; و أََنشد: و ما کلُّ من یَظَّنُّنی أََنا مُعْتِبٌ، و لا کُلُّ ما یُرْوی عَلَیَّ أََقُولُ. و مثله: هو الجَوادُ الذی یُعْطِیک نائلَه عَفْواً،و یُظْلَمُ أََحیاناً فَیَظَّلِمُ. کان فی الأَصل فیَظْتَلِمُ،فقلبت التاء ظاء و أَُدغمت فی الظاء فشدّدت.أََبو عبیده: تَظَنَّیْت من ظَننْتُ ،و أََصله تَظَنَنَّتْ ،فکثرت النونات فقلبت إِحداها یاء کما قالو قَصَّیْتُ أََظفاری،و الأَصل قصَّصتُ أََظفاری،قال ابن بری:حکی ابن السکیت عن الفراء:ما کل من یَظْتَنُّنِی .و قال المبرد: الظَّنِینُ المُتَّهَم،و أََصله المَظْنُون ،و هو من ظَنَنْتُ الذی یَتَعَدَّی إِلی مفعول واحد.تقول: ظَنَنْتُ بزید و ظننت زیداً أََی اتَّهَمْتُ; و أََنشد لعبد الرحمن بن حسان: فلا و یَمینُ الله،لا عَنْ جِنایهٍ هُجِرْتُ،و لکِنَّ الظَّنِینَ ظَنِینُ . و نسب ابن بری هذا البیت لنَهارِ بن تَوْسِعَه.و

16- فی الحدیث :لا تجوز شهاده ظَنِین . أََی مُتَّهَم فی دینه،فعیل بمعنی مفعول من الظِّنَّه التُّهَمَهِ.و قوله

16- فی الحدیث الآخَر :و لا ظَنِینَ فی وَلاءٍ. هو الذی ینتمی إِلی غیر موالیه لا تقبل شهادته للتهمه.و تقول ظَنَنْتُک زیداً و ظَنَنْتُ زیداً إِیاک; تضع المنفصل موضع المتصل فی الکنایه عن الاسم و الخبر لأَنهما منفصلان فی الأَصل

ص :273

لأَنهما مبتدأ و خبره.و المَظِنَّهُ و المِظَنَّه :بیتٌ یُظَنُّ فیه الشیء.و فلان مَظِنَّهٌ من کذا و مَئِنَّه أََی مَعْلَمٌ; و أََنشد أََبو عبید: یَسِطُ البُیوتَ لکی یکونَ مَظِنَّهً ، من حیث تُوضعُ جَفْنَهُ المُسْتَرْفِدِ الجوهری: مَظِنَّهُ الشیء مَوْضِعه و مأْلَفُه الذی یُظَنُّ کونه فیه،و الجمع المَظانُّ .یقال:موضع کذا مَظِنَّه من فلان أََی مَعْلَم منه; قال النابغه: فإِنْ یکُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً، فإِنَّ مَظِنَّهَ الجَهْلِ الشَّبَابُ و یروی: ...السِّبَابُ ،و یروی: ...مَطِیَّه... ،قال ابن بری:قال الأَصمعی أََنشدنی أََبو عُلْبه بن أََبی عُلْبه الفَزارِی بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأَحْمرِ: فإِن مطیه الجهل الشباب. لأَنه یَسْتَوْطِئه کما تُسْتَوطأُ المَطِیَّهُ.و

16- فی حدیث صِلَهَ بن أَُشَیْمٍ :طلبتُ الدنیا من مَظانِّ حلالها. ; المَظانُّ جمع مَظِنَّه ،بکسر الظاء،و هی موضع الشیء و مَعْدِنه،مَفْعِلَهٌ من الظن بمعنی العلم; قال ابن الأَثیر:و کان القیاس فتح الظاء و إِِنما کسرت لأَجل الهاء،المعنی طلبتها فی المواضع التی یعلم فیها الحلال.و

16- فی الحدیث :خیر الناس رجلٌ یَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ . أََی مَعْدِنَه و مکانه المعروف به أََی إِذا طُلِبَ وجد فیه،واحدتها مَظِنَّه ،بالکسر،و هی مَفْعِلَه من الظَّنِّ أََی الموضع الذی یُظَّنُّ به الشیء; قال:و یجوز أََن تکون من الظَّنِّ بمعنی العلم و المیم زائده.و

16- فی الحدیث :فمن تَظَنُّ . أََی من تتهم،و أََصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّه التُّهَمَهِ،فأَدغم الظاء فی التاء ثم أََبدل منها طاء مشدّده کما یقال مُطَّلِم فی مُظَّلِم; قال ابن الأَثیر:أََورده أََبو موسی فی باب الطاء و ذکر أََن صاحب التتمه أََورده فیه لظاهر لفظه،قال:و لو روی بالظاء المعجمه لجاز.یقال:مُطَّلِم و مُظَّلِم و مُظْطَلِم کما یقال مُدَّکر و مُذَّکر و مُذْدَکر.و إِنه لمَظِنَّهٌ أََن یفعل ذاک أََی خلیق من أََن یُظَنَّ به فِعْلُه،و کذلک الاثنان و الجمع و المؤنث; عن اللحیانی.و نظرت إِلی أََظَنّهم أََن یفعل ذلک أََی إِلی أََخْلَقِهم أََن أََظُنَّ به ذلک.و أََظْنَنْتُه الشیءَ:أََوْهَمْتُه إِیاه.و أََظْنَنْتُ به الناسَ:عَرَّضْتُه للتهمه.و الظَّنِینُ :المُعادِی لسوء ظَنِّه و سُوءِ الظَّنِّ به.و الظَّنُونُ :الرجل السَّیِّءِ الظَّنِّ ،و قیل:السَّیّءِ الظَّنِّ بکل أََحد.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الظَّنِّ . أََی لا تَثِقُوا بکل أََحد فإِنه أََسلم لکم; و منه قولهم:الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ .و

1- فی حدیث علی،کرَّم الله وجهه :إِن المؤمن لا یُمْسی و لا یُصْبِحُ إِلاّ و نَفْسُه ظَنُونٌ عنده. أََی مُتَّهَمَه لدیه.و

16- فی حدیث عبد الملک بن عُمَیر :السَّوْآءُ بنت السید أََحَبُّ إِلیّ من الحسْناء بنت الظَّنُونِ . أََی المُتَّهَمه.و الظَّنُونُ :الرجل القلیل الخیر.ابن سیده: الظَّنینُ القلیل الخیر،و قیل:هو الذی تسأَله و تَظُنُّ به المنع فیکون کما ظَنَنْتَ .و رجل ظَنُونٌ :لا یُوثَق بخبره; قال زهیر: أََلا أََبْلِغْ لدَیْکَ بنی تَمیمٍ، و قد یأْتیک بالخَبَرِ الظَّنُونُ . أََبو طالب: الظَّنُونُ المُتَّهَمُ فی عقله،و الظَّنُونُ کل ما لا یُوثَقُ به من ماء أََو غیره.یقال:عِلْمُه بالشیء ظَنونٌ إِذا لم یوثق به; قال: کصَخْرَهَ إِِذ تُسائِلُ فی مَرَاحٍ و فی حَزْمٍ،و عِلْمُهما ظَنُونُ

ص :274

و الماء الظَّنُونُ :الذی تتوهمه و لست علی ثقه منه.و الظِّنَّهُ :القلیل من الشیء،و منه بئر ظَنُون :قلیله الماء; قال أََوس بن حجر: یَجُودُ و یُعْطِی المالَ من غیر ظِنّه ، و یَحْطِمُ أََنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ. و فی المحکم:بئر ظَنُون قلیله الماء لا یوثق بمائها.و قال الأَعشی فی الظَّنُون ،و هی البئر التی لا یُدْرَی أََ فیها ماء أََم لا: ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذی و

16- فی الحدیث :فنزل علی ثَمَدٍ بوادِی الحُدَیْبیه ظَنُون الماء یَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً. ; الماء الظَّنُون :الذی تتوهمه و لست منه علی ثقه،فعول بمعنی مفعول،و هی البئر التی یُظَنُّ أََن فیها ماء.و

16- فی حدیث شَهْرٍ :حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُونٍ . قال:و هو راجع إِلی الظَّنِّ و الشک و التُّهَمَهِ.و مَشْرَبٌ ظَنُون :لا یُدْرَی أََ بِهِ ماء أََم لا; قال: مُقَحَّمُ السَّیرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ و دَیْن ظَنُون :لا یَدْرِی صاحبُه أََ یأْخذه أََم لا.و کل ما لا یوثق به فهو ظَنُونٌ و ظَنِینٌ .و

1- فی حدیث علی،علیه السلام،أََنه قال :فی الدَّیْنِ الظَّنُونِ یزکیه لما مضی إِذا قبضه. ; قال أََبو عبید: الظَّنُون الذی لا یدری صاحبه أََ یَقْضیه الذی علیه الدین أََم لا،کأَنه الذی لا یرجوه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :لا زکاه فی الدَّیْنِ الظَّنُونِ . ; هو الذی لا یدری صاحبه أََ یصل إِلیه أَم لا،و کذلک کل أََمر تُطالبه و لا تَدْرِی علی أََیِّ شیء أََنت منه فهو ظَنونٌ .و التَّظَنِّی :إِِعمال الظَّنِّ ،و أََصله التَّظَنُّنُ ،أَُبدل من إِحدی النونات یاء.و الظَّنُون من النساء:التی لها شرف تُتَزَوَّجُ طمعاً فی ولدها و قد أََسَنَّتْ،سمیت ظَنُوناً لأَن الولد یُرْتَجی منها.و

17- قول أََبی بلال بنِ مِرْداسٍ و قد حضر جنازه فلما دفنت جلس علی مکان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ و قال:کلُّ مَنِیَّهٍ ظَنُونٌ إِلا القتلَ فی سبیل الله. ; لم یفسر ابن الأَعرابی ظَنُوناً هاهنا،قال:و عندی أََنها القلیله الخیر و الجَدْوَی.و طَلَبَه مَظانَّهً أََی لیلاً و نهاراً.

ظین:

أََدیم مُظَیَّنٌ :مدبوغ بالظَّیَّانِ ; حکاه أََبو حنیفه،و هو مذکور فی موضعه.و الظَّیَّانُ :یاسَمِینُ البَرِّ،و هو نبت یُشْبِه النِّسْرینَ; قال أََبو ذؤیب: بمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ.

هَانَ علی عَزَّه بنْتِ الشَّحَّاحْ،

و العَبْنُ :الغِلَظُ فی الجسم و الخُشونه،و رجل عَبَنُّ الخَلْق.

عتن:

عَتَلَه إِلی السجْن و عَتَنَه یَعْتِنُه و یَعْتُنه عَتْناً إِذا دفعه دفعاً عنیفاً،و قیل:حمله حملاً عنیفاً و رجل عَتِنٌ :شدید الحمله.و حکی یعقوب:أََن نون عتَن بدل من لام عَتَل.ابن الأَعرابی: العُتُن الأَشِدَّاء،جمع عَتُون و عاتِن .و أََعْتَنَ إِذا تشدد علی غریمه و آذاه.

عثن:

العُثانُ و العَثَن :الدُّخان،و الجمع عَواثِن علی غیر قیاس،و کذلک جمع الدُّخان دَواخِنُ،و العَواثِنُ و الدَّواخِنُ لا یعرف لهما نظیر،و قد عَثَنَ یَعْثُن عَثْناً و عُثاناً .و

14- فی حدیث الهجره و سُراقه بن مالک :أََنه طلب النبی،صلی الله علیه و سلم،و أََبا بکر حین خرجا مُهاجِرَین،فلما بَصُرَ به دعا إِلیه النبی،صلی اللَّه علیه و سلم،فساختْ قوائمُ فرسه فی الأَرض،فسأَلهما أََن یخلیا عنه فخرجت قوائمها و لها عُثانٌ . قال ابن.الأَثیر:أَی دُخان،قال الأَزهری:و قال أََبو عبید العُثانُ أََصله الدخان،و أََراد بالعُثان هاهنا الغُبار شبهه بالدُّخان،قال:کذلک قال أََبو عمرو بن العلاء،قال الجوهری:و ربما سَمَّوُا الغبار عُثاناً .و عَثَنَتِ النارُ تَعْثُنُ ،بالضم، عُثاناً و عُثوناً و عثَّنَت إِذا دَخَّنَت.و عَثَّنَ الشیءَ:دَخَّنه بریح الدُّخْنه.و عَثِنَ هو:عَبِقَ.و طعام مَعْثُون و عَثِنٌ و مَدْخونٌ و دَخِنٌ إِِذا فسد لدخان خالطه.و یقال للرجل إِِذا اسْتَوْقد بحطب ردیء ذی دُخان:لا تُعَثِّنْ علینا.و عَثَنَ فی الجبل یَعْثُنُ عَثْناً :صَعَّدَ مثل عَفَنَ،أََنشد یعقوب: حَلَفْتُ بمن أََرْسی ثَبیراً مکانَه أََزُورُکُم،ما دام للطَّوْد عاثِنُ یرید:لا أََزورُکُم ما دام للجبل صاعدٌ فیه،و روی: ...ما دام للطَّوْد عافن. یقال: عَثَنَ و عَفَن بمعنًی،قال یعقوب:هو علی البدل.و عَثَّنْتُ ثوبی بالبَخور تَعْثیناً .و العُثْنُونُ من اللحیه:ما نبت علی الذَّقَن و تحته سِفْلاً،و قیل:هو کل ما فَضَل من اللحیه بعد العارِضَین من باطنهما،و یقال لما ظهر منها السَّبَله،و قد یجمع بین السبَله و العُثْنون فیقال لهما عُثْنُونٌ و سَبَله،و قیل:اللحیه کلها،و قیل: عُثْنون اللحیه طُولها و ما تحتها من شعرها،عن کراع،قال ابن سیده:و لا یعجبنی،و قیل: عُثْنون اللحیه طرفها.و رجل مُعَثَّنٌ :ضخم العُثْنون .و

16- فی الحدیث :وَفِّروا العَثانِین . هی جمع عُثْنون ،و هو اللحیه.و العُثْنون :شُعَیرات عند مذبح البعیر و التَّیْسِ،و یقال للبعیر ذو عَثانِینَ علی قوله: (1)قال العواذِلُ:ما لِجَهْلِکَ بعدَ ما شابَ المَفارِقُ،و اکْتَسَینَ قَتِیرا؟و العُثْنون :شُعَیرات طِوالٌ تحت حنک البعیر.یقال:بعیر ذو عَثانِینَ ،کما قالوا لمَفْرِق الرأَْس مَفارِق.أََبو زید: العَثانِینَ المَطر بین السحاب و الأَرض مثل السَّبَل،واحدها عُثْنون ،و عُثْنون السحاب:ما وقع علی الأَرض منها،قال

ص :276

: بِتْنا نُراقِبُه و باتَ یَلُفُّنا، عِنْدَ السَّنامِ،مُقَدِّماً عُثْنونا یصف سحاباً.و عَثانین السحاب:ما تَدَلَّی من هَیْدَبها.و عُثْنون الرِّیح:هیدبها إِِذا أََقبلت تَجُرُّ الغبار جَرًّا،قال أََبو حنیفه:و عُثْنُونُ الریح و المطر أََولهما،و عَثانینها أََوائلها،و منه قول جران العود: و بالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانین واسع و یقال: عَثَنَتِ المرأَهُ بدُخْنتِها إِِذا اسْتَجْمَرَتْ.و عَثَنْتُ الثوبَ بالطِّیب إِِذا دَخَّنْتَه علیه حتی عَبِق به.و

16- فی الحدیث :أََن مُسَیلمه لما أََراد الإِعْراسَ بسَجاح قال عَثِّنوا لها. أََی بَخِّروا لها البَخُور.و العَثَنُ :الصنم الصغیر و الوَثَنُ الکبیر،و الجماعه الأَعثانُ و الأَوْثانُ.و عَثَّنَ فلانٌ تَعْثیناً أَی خَلَّط و أََثار الفساد.و قال أََبو تراب:سمعت زائده البکریَّ یقول:العرب تدعُو أََلوانَ الصوف العِهْنَ غیر بنی جعفر فإِنهم یدعونه العِثْنَ ،بالثاء،قال:و سمعت مُدْرِک بن غَزْوان الجعْفریَّ و أََخاه یقولان: العِثْنُ ضرب من الخُوصه یرعاه المال إِِذا کان رَطْباً،فإِذا یبس لم ینفع،و قال مُبْتکِرٌ:هی العِهْنه،و هی شجره غبراء ذات زَهَرٍ أََحمر.

عجن:

عَجَنَ الشیءَ یَعْجِنُه عَجْناً ،فهو مَعْجُونٌ و عَجِین ،و اعْتَجَنه :اعتمد علیه بجُمْعه یَغْمِزُه; أََنشد ثعلب: یَکْفیک من سَوْداءَ و اعْتِجانِها ، و العاجِنُ من الرجال:المُعْتَمِدُ علی الأَرض بجُمْعه إِذا أََراد النُّهوضَ من کِبَرٍ أََو بُدْنٍ; قال کثیر: رأََتْنی کأَشْلاءِ اللِّجامِ،و بَعْلُها من المَلْءِ أََبْزَی عاجنٌ مُتَباطِنُ و رواه أََبو عبید: من القوم أََبْزَی مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ. و عَجَنتِ الناقهُ.و ناقهٌ عاجِنٌ :تضْرِبُ بیدیها إِلی الأَرض فی سیرها.ابن الأَعرابی: العُجُنُ أََهل الرَّخاوه من الرجال و النساء.یقال للرجل عَجِینه و عَجِینٌ ،و للمرأََه عَجِینه لا غیر،و هو الضعیف فی بدنه و عقله.و العُجُنُ :جمع عاجِنٍ ،و هو الذی أََسَنَّ،فإِذا قام عَجَنَ بیدیه.یقال:خَبَز و عَجَنَ و ثَنَّی و ثَلَّثَ و وَرَّصَ کله من نعت الکبیر.و عَجَنَ و أََعْجَنَ إِذا أََسَنَّ فلم یَقُمْ إِلاَّ عاجِناً ; قال الشاعر: فأَصْبَحْتُ کُنْتیّاً،و هَیَّجْتُ عاجِناً ، و شَرُّ خِصَالِ المرءِ کُنْتٌ و عاجِنُ (1). و

14- فی حدیث ابن عمر :أََنه کان یَعْجِنُ فی الصلاه فقیل له:ما هذا؟ فقال:رأََیت رسولَ الله،صلی الله علیه و سلم، یَعْجِنُ فی الصلاه. أََی یعتمد علی یدیه إِذا قام کما یفعل الذی یَعْجِنُ العَجینَ.قال اللیث:و العَجّانُ الأَحمق،و کذلک العَجِینه.و یقال:إِن فلاناً لیَعْجِنُ بمِرْفَقَیْه حُمْقاً.قال الأَزهری:سمعت أََعرابیاً یقول لآخر یا عَجّان إِنک لتَعْجِنُه ،فقلت له:ما یَعْجِنُ وَیْحَکَ فقال:سَلْحه،فأَجابه الآخر:أََنا أَعْجِنُه و أََنت تَلْقَمُه،فأَفْحَمه.و أََعْجَنَ إِذا جاء بولدٍ عَجِینهٍ ،و هو الأَحمق.و العَجِینُ :المَجْبُوسُ من الرجال.

ص :277

و عَاجِنهُ المکانِ:وسَطُه; و أََنشد الأَخطل: بعاجنهِ الرَّحُوبِ فلم یَسیروا (1). و عَجِنَتِ الناقه تَعْجَنُ عَجَناً و هی عَجْناء :کثر لحم ضَرْعها و سَمِنَتْ،و قیل:هو إِذا صَعِدَ نحو حَیائها،و کذلک الشاه و البقره.و العَجَنُ أََیضاً:عیب،و هو ورم حیاء الناقه من الضَّبَعَه،و قیل:هو ورم یصیبها فی حَیائها و دبرها،و ربما اتصلا،و قیل:هو ورم فی حیائها کالثُّؤْلول،و هو شبیه بالعَفَل یمنعها اللِّقاحَ، عَجِنَتْ عَجَناً ،فهی عَجِنه و عَجْناء ،و قیل: العَجْناء الناقه الکثیره لحم الضَّرْع مع قله لبنها بَیِّنهُ العَجَن .و العَجْناء أََیضاً:القلیله اللبن.و العَجْناء و المُعْتَجِنهُ :المُنْتَهیهُ فی السِّمَنِ.و المُتَعَجِّنُ :البعیرُ المُکْتَنِزُ سِمَناً کأَنه لحم بلا عظم.و بعیر عَجِنٌ :مُکْتَنِز سِمَناً.و أََعْجَنَ الرجلُ إِذا رکب العَجْناء ،و هی السمینه،و من الضُّرُوع الأَعْجَنُ .و العَجَنُ :لحمه غلیظه مثل جُمْع الرجل حِیالَ فِرْقَتَی الضَّرَّه،و هو أََقلها لبَناً و أََحسنها مَرْآهً.و قال بعضهم:تکون العَجْناء غَزِیره و تکون بَکیئه.و العَجْنُ :مصدر عَجَنْتُ العَجینَ .و العجینُ معروف.و قد عَجَنَتِ المرأََهُ،بالفتح، تَعْجِنُ عَجِیناً و اعْتَجَنتْ بمعنی أََی اتخذت عَجِیناً .و العِجَانُ :الاسْتُ،و قیل:هو القضیب الممدود من الخُصْیَهِ إِلی الدبر،و قیل:هو آخر الذکر ممدود فی الجلد،و قیل:هو ما بین الخُصیه و الفَقْحَه.و

16- فی الحدیث :إِن الشیطانَ یأْتی أََحدکم فیَنْقُرُ عند عِجانه . ; العِجان :الدبر،و قیل:هو ما بین القبل و الدبر.و

1- فی حدیث علی،رضی الله عنه :أََن أََعجمیّاً عارضه فقال:اسکتْ یا ابنَ حمراء العِجان . هو سَبٌّ کان یجری علی أََلسنه العرب; قال جریر: یَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً علیه، کأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِیدُ. و الجمع أََعْجِنهٌ و عُجُنٌ .و عَجَنه عَجْناً :ضربَ عِجَانه .و عِجانُ المرأََه:الوَتَرَهُ التی بین قُبُلِها و ثَعْلَبَتِها.و أََعْجَنَ :وَرِمَ عِجانُه .و العِجان ،بلغه أََهل الیمن:العُنق; قال شاعرهم یرثی أَُمه و أََکلها الذئبُ: فلم یبْقَ منها غیرُ نِصْفِ عِجانِها ، و شُنْتُرَهٌ منها،و إِحدی الذَّوائبِ. و قال الشاعر: یا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَهِ العِجانِ ، عِجانُها أََطْوَلُ من سِنانِ. و أَُمُّ عَجِینَهَ :الرَّخَمهُ.

عجهن:

الأَزهری: العُجاهِنُ صدیق الرجل المُعْرِس الذی یجری بینه و بین أََهله فی إِِعْراسه بالرَّسائل،فإِذا بَنی بها فلا عُجاهنَ له; قال الراجز: ارْجِعْ إِلی بیتِکَ یا عُجاهِنُ ، فقد مضی العُرْسُ،و أََنتَ واهِنُ. و الأُنثی بالهاء.و تَعَجْهَنَ الرجلُ یَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إِذا لزِمَها حتی یُبْنَی علیها.و العُجاهِنه :الماشِطه إِذا لم تفارق العَرُوسَ حتی یُبْنَی بها.و العُجاهِنُ ،بالضم:الطَّبّاخ.و العُجاهِنُ :الخادم،و الجمع العَجاهِنه ،بالفتح; و قال الکمیت: و یَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ، یُنازِعْنَ العَجاهِنهَ الرِّئینا. الرِّئین:جمعُ الرِّئه،جمعها علی النون کقولهم عِزِینَ

ص :278

و ثُبِینَ و کُرِینَ،و المرأََه عُجاهِنه ; قال:و هی صَدیقه العَرُوسِ،قال ابن بری:قد تعَجْهَنَ الرجل لفلانٍ إِذا صار له عُجاهِناً ; و قال تأَبط شرّاً: و لکنَّنی أََکْرَهْتُ رَهْطاً و أََهْلَه، و أََرْضاً یکونُ العُوصُ فیها عُجاهِنا . و یروی: و کَرِّی إِذا أََکْرَهْتُ رَهْطاً و أََهله. و العُجاهِنُ :القنفذ; حکاه أََبو حاتم; و أََنشد: فباتَ یُقاسی لیلَ أََنْقَدَ دائبا، و یَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ و ذلک لأَن القنفذ یَسْرِی لیله کله،و قد یجوز أََن یکون الطَّبَّاخ لأَن الطباخ یختلف أََیضاً.

عدن:

عَدَنَ فلان بالمکان یَعْدِنُ و یَعْدُنُ عَدْناً و عُدُوناً :أََقام.و عَدَنْتُ البلدَ:تَوَطَّنْتُه.و مرْکَزُ کل شیء مَعْدِنُه ،و جَنّٰاتُ عَدْنٍ منه أََی جنات إِِقامه لمکان الخُلْد،و جَنّٰاتُ عَدْنٍ بُطْنانُها،و بُطْنانها وسَطُها.و بُطْنانُ الأَودیه:المواضعُ التی یَسْتَرْیضُ فیها ماءُ السیل فیَکْرُمُ نباتُها،واحدها بَطْنٌ.و اسم عَدْنان مشتق من العَدْنِ ،و هو أََن تَلْزَمَ الإِِبلُ المکانَ فتأْلَفَه و لا تَبْرَحَه.تقول:تَرَکْتُ إِِبل بنی فلان عَوادِنَ بمکان کذا و کذا; قال:و منه المَعْدِن ،بکسر الدال،و هو المکان الذی یَثْبُتُ فیه الناس لأَن أََهله یقیمون فیه و لا یتحوَّلون عنه شتاء و لا صیفاً،و مَعْدِنُ کل شیء من ذلک،و مَعْدِنُ الذهب و الفضه سمی مَعْدِناً لإِنْبات الله فیه جوهرهما و إِِثباته إِِیاه فی الأَرض حتی عَدَنَ أََی ثبت فیها.و قال اللیث: المَعْدِنُ مکان کل شیء یکون فیه أََصله و مَبْدَؤه نحو مَعْدِنِ الذهب و الفضه و الأَشیاء.و

16- فی الحدیث :فَعَنْ معادِنِ العرب تسأَلونی؟ قالوا:نعم. أََی أَُصولها التی ینسبون إِلیها و یتفاخرون بها.و فلان مَعْدِنٌ للخیر و الکرم إِذا جُبِل علیهما،علی المَثَل; و قال أََبو سعید فی قول المُخَبَّل: خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عن رُؤوسها، کما صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ قال: المُعَدِّنُ الذی یُخْرِجُ من المَعْدنِ الصخرَ ثم یَکْسِرُها یبتغی فیها الذهب.و

16- فی حدیث بلال بن الحرث :أََنه أََقطعه مَعادِن القَبَلِیَّهِ. ; المَعادِنُ :المواضع التی یستخرج منها جواهر الأَرض.و العَدَانُ :موضع العُدُونِ .و عَدَنَتِ الإِِبل بمکان کذا تَعْدِنُ و تَعْدُنُ عَدْناً و عُدُوناً :أََقامت فی المَرْعَی،و خص بعضهم به الإِِقامه فی الحَمْضِ،و قیل:صَلَحَتْ و اسْتَمْرأََت المکانَ و نَمَتْ علیه; قال أََبو زید:و لا تَعْدِنُ إِلا فی الحَمْضِ،و قیل:یکون فی کل شیء،و هی ناقه عادِنٌ ،بغیر هاء.و العَدَنُ :موضع بالیمن،و یقال له أََیضاً عَدَنُ أََبْیَنَ،نُسِبَ إِلی أََبْیَنَ رجلٍ من حِمْیر لأَنه عَدَنَ به أََی أََقام; قال الأَزهری:و هی بلد علی سِیف البحر فی أََقصی بلاد الیمن; و

16- فی الحدیث ذِکْرُ عَدَنِ أََبْیَنَ. ; هی مدینه معروفه بالیمن أَُضیفت إِلی أََبْیَنَ بوزن أََبیض،و هو رجل من حمیر.أََبو عبید: العِدَّانُ الزمان; و أََنشد بیت الفرزدق یخاطب مِسْکیناً الدَّارِمِیَّ لما رَثَی زیاداً: أََ تَبْکی علی عِلْجٍ،بِمَیْسانَ،کافِرٍ ککِسْرَی علی عِدّانِه ،أََو کَقَیْصَرا؟ و فیه یقول هذا البیت: أََقولُ له لما أََتانی نَعِیُّه: به لا بِظَبْیٍ بالصَّرِیمهِ أََعْفَرا.

ص :279

و قال أََبو عمرو فی قوله: و لا علی عِدّانِ مُلْکٍ مُحْتَضَرْ أََی علی زمانه و إِِبَّانِه.قال الأَزهری:و سمعت أََعرابیاً من بنی سعد بالأَحْساءِ یقول:کان أََمْرُ کذا و کذا علی عِدَّانِ ابن بُور; و ابنُ بُور کان والیاً بالبَحْرَیْن قبل استیلاء القَرامِطَه علیها،یرید کان ذلک أََیام ولایته علیها.و قال الفراء:کان ذلک علی عِدَّانِ فرعون،قال الأَزهری:من جعل عِدَّانَ فِعْلاناً فهو من العَدِّ و العِدَادِ،و من جعله فِعلالاً فهو من عَدَنَ ،قال:و الأَقرب عندی أََنه من العَدِّ لأَنه جعل بمعنی الوقت.و العَدَان ،بفتح العین:سبع سنین،یقال:مَکَثْنا فی غَلاء السِّعْرِ عَدَانَیْنِ ،و هما أََربع عشره سنه،الواحد عَدَانٌ ،و هو سبع سنین.و العَدَانُ :موضعُ کل ساحلٍ،و قیل: عَدَان البحر،بالفتح،ساحله; قال یَزیدُ بنُ الصَّعِقِ: جَلَبْنَ الخیلَ من تَثْلِیثَ،حتی وَرَدْنَ علی أَُوَارهَ فالعَدَانِ . و العدانُ :أََرض بعینها من ذلک; و أََما قول لبید بن ربیعه العامری: و لقد یَعْلَمُ صَحْبی کُلُّهُمْ، بعَدَانِ السِّیفِ صَبْرِی و نَقَلْ. فإِن شمراً رواه: بعَدَانِ السیف... ،و قال: عَدَانُ موضع علی سِیفِ البحر،و رواه أََبو الهیثم: بعِدان السِّیفِ... ،بکسر العین،قال:و یروی بعَدَانی السِّیفِ... ،و قال:أََراد جمع العَدِینَه ،فقلب الأَصل بعَدَائِن السِّیفِ فأَخَّرَ الیاء و قال: عَدانی ،و قیل:أََراد عَدَنَ فزاد فیه الأَلف للضروره،و یقال:هو موضع آخر:ابن الأَعرابی: عَدَانُ النهر،بفتح العین،ضَفَّتُه،و کذلک.عَبْرَتُه [عِبْرَتُه] و مَعْبَرُه و بِرْغِیلُه.و عَدَنَ الأَرضَ یَعْدِنُها عَدْناً و عَدَّنَها :زبَّلَها.و المِعْدَنُ :الصاقُورُ.و العَدِینَه :الزیاده التی تُزادُ فی الغَرْبِ،و جمع العَدِینَه عدَائن .یقال:غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إِذا قطع أََسفله ثم خرز برقعه; و قال: و الغَرْبَ ذا العَدِینَه المُوَعَّبا. المُوَعَّبُ:المُوَسَّعُ الموَفَّر.أََبو عمرو: العَدِینُ عُرًی مُنَقَّشَه تکون فی أََطراف عُرَی المَزاده،و قیل:رُقْعَه مُنَقَّشَه تکون فی عُرْوه المزاده.و قال ابن شمیل:الغَرْب یُعَدَّنُ إِذا صَغُر الأَدیم و أََرادوا تَوْفِیرَه زادوا له عَدِینَهً أََی زادوا له فی ناحیه منه رُقْعَه.و الخُفُّ یُعَدَّنُ :یزاد فی مُؤَخَّرِ الساق منه زیاده حتی یتسع،قال:و کل رُقْعه تُزاد فی الغرب فهی عَدِینَه ،و هی کالبَنِیقَهِ فی القمیص.و یقال: عَدَّنَ به الأَرض و عَدَّنه ضربها به.یقال: عَدَّنْتُ به الأَرضَ و وَجَنْتُ به الأَرضَ و مَرَّنْتُ به الأَرضَ إِذا ضَرَبت به الأَرض.و عَدَّنَ الشاربُ إِذا امتلأَ،مثل أََوَّنَ و عَدَّلَ.و العَیْدانُ :النخل الطِّوال; و أََنشد أََبو عبیده لابن مُقْبل قال: یَهْزُزْنَ للمَشْیِ أََوْصالاً مُنَعَّمَهً، هَزَّ الجَنُوبِ،ضُحًی، عَیْدانَ یَبْرِینَا. قال أََبو عمرو: العَدَانَه الجماعه من الناس،و جمعه عَدانات ; و أََنشد: بنی مالکٍ لَدَّ الحُضَیْنُ،ورَاءکُمْ، رِجالاً عَدَاناتٍ و خَیْلاً أََکاسِما. و قال ابن الأَعرابی:رجال عَدَاناتٌ مُقیمون،و قال:روضه أَُکْسُومٌ إِذا کانت ملتفه بکثره النبات.

ص :280

و العَدَان :قبیله من أََسد; قال الشاعر: بَکِّی علی قَتْلی العَدانِ ،فإِنهم طالتْ إِِقامَتُهم ببَطْنِ بَرَامِ [بِرَامِ] (1). و العَدَانات :الفِرَق من الناس.و عَدْنانُ بن أَُدٍّ:أََبو مَعَدٍّ.و عَدَانُ و عُدَیْنَه :من أََسماء النساء.

عدشن:

العَیْدَشُونُ :دُوَیْبَّه.

عذن:

العَذَّانَه :الاسْتُ،و العرب تقول:کَذَبَتْ عَذَّانَتُه و کَدَّانَتُه بمعنی واحد.ابن الأَعرابی: أََعْذَنَ الرجل إِذا آذی إِنساناً بالمخالفه.

عرن:

العَرَنُ و العُرْنَهُ :داء یأْخُذُ الدابه فی أَُخُرِ رجلها کالسَّحَج فی الجلد یُذْهِبُ الشَّعر،و قیل:هو تَشَقُّق یُصِیبُ الخَیْل فی أََیدیها و أََرجلها،و قیل:هو جُسُوء یحدث فی رُسْغِ رجل الفرس و الدابه و موضع ثُنَّتِها من أَُخُرٍ للشیء یصیبه فیه من الشُّقاقِ أََو المَشَقَّه من أََن یَرْمَحَ جَبَلاً أََو حجراً،و قد عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً ،فهی عَرِنه و عَرُونٌ ،و هو عَرِنٌ ; و عَرِنَتْ رجلُ الدابه،بالکسر،و العَرَنُ أََیضاً:شبیه بالبَثْرِ یَخْرُجُ بالفِصال فی أََعناقها تَحْتکُّ منه،و قیل:قَرْحٌ یخرج فی قوائمها و أََعناقها،و هو غیر عَرَنِ الدواب،و الفعل کالفعل.و أََعْرَنَ الرجلُ إِذا تشَقَّقتْ سیقانُ فُصْلانه،و أََعْرَنَ إِذا وقَعَتِ الحِکَّه فی إِِبله; قال ابن السکیت:هو قَرْحٌ یأْخذه فی عنقه فیحتک منه و ربما بَرَکَ إِلی أََصل شجره و احْتَکَّ بها،قال:و دواؤه أََن یُحْرَقَ علیه الشحمُ; قال ابن بری:و منه قول رؤبه: یَحُکُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ، تَحَکُّکَ الأَجرَبِ یأْذَی بالعَرَنْ و العَرَنُ :أََثرُ المَرَقه فی ید الآکل; عن الهَجریِّ.و العِرَانُ :خشبه تُجْعَلُ فی وَتَرهِ أََنف البعیر و هو ما بین المَنْخِرَین،و هو الذی یکون للبَخاتیِّ،و الجمع أََعْرِنه .و عَرَنَه یَعْرُنُه و یَعْرِنُه عَرْناً :وضع فی أََنفه العِرَانَ ،فهو مَعْرُونٌ .و عُرِنَ عَرْناً :شکا أََنفه من العِرَان .الأَصمعی:الخِشاشُ ما یکون من عُود أََو غیره یجعل فی عظم أََنف البعیر،و العِرانُ ما کان فی اللحم فوق الأَنف; قال الأَزهری:و أََصل هذا من العَرَنِ و العَرِین ،و هو اللحم.و العِرانُ :المِسْمارُ الذی یضم بین السِّنانِ و القَناه; عن الهَجریِّ.و العَرِینُ :اللحم; قالت غادِیَهُ الدُّبیریَّهُ: مُوَشَّمهُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِینُها . و هذا العجز أَورده ابن سِیدَه و الأَزهری منسوباً لغادیهَ الدُّبیریه کما ذکرناه،و أََورده الجوهری مهملاً لم ینسبه إِلی أََحد،و قال ابن بری:هو لمُدْرِکِ بن حِصْنٍ،قال:و هو الصحیح; و جمله البیت: رَغا صاحِبی،عندَ البُکاءِ،کما رَغَتْ مُوَشَّمَهُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِینُها . قال:و أََنشده أََبو عبیده فی نوادر الأَسماء; و أََنشد بعده: من المُلْحِ لا یُدْرَی أََ رجْلُ شِمالِها، بها الظَّلْعُ لما هَرْوَلتْ،أََم یمینُها. و فی شعره: موشمه الجنبین... ; و أََراد بالمُوشَّمه الصَّبْغَ،و الأَمْلَحُ:بین الأَبیض و الأَسود،و التَّوشُّمُ:بیاضٌ و سواد یکون فیه کهیئه الوَشْمِ فی ید المرأََه،و الرَّخْصُ:الرَّطْبُ الناعم،و قیل: العَرِینُ اللحم

ص :281

المَطْبُوخ. ابن الأَعرابی: أََعْرَنَ إِذا دام علی أََکل العَرَنِ ،قال:و هو اللحم المطبوخ.و العَرِینُ و العَرِینَهُ :مأْوی الأَسد الذی یأْلفه.یقال:لیثُ عرینَهٍ و لیْثُ غابهٍ،و أََصلُ العَرین جماعه الشَّجر; قال ابن سیده: العَرینه مأْوی الأَسد و الضبع و الذئب و الحیه; قال الطّرمّاح یصف رَحْلاً: أََحَمَّ سَراهِ أََعْلی اللَّوْنِ منه، کلَوْنِ سَرَاهِ ثُعْبانِ العَرینِ . و قیل: العَرینُ الأَجَمهُ هاهنا; قال الشاعر: و مُسَرْبلٍ حَلَقَ الحدیدِ مُدَجِّجٍ، کاللَّیْثِ بین عَرینَهِ الأَشْبالِ. هکذا أََنشده أََبو حنیفه:مُدَجِّجٍ،بالکسر،و الجمع عُرُنٌ .و العَرینُ :هَشیمُ العِضاهِ.و العرینُ :جماعه الشَّجر و الشَّوْکِ و العِضاهِ،کان فیه أََسد أََو لم یکن.و العَرینُ و العِرَانُ :الشَّجر المُنْقاد المُسْتطیل.و العَرین :الفِناء.و

17- فی الحدیث :أََن بعض الخُلفاء دفن بعَرینِ مکه. أََی بفنائها،و کان دفن عند بئر مَیْمُون.و العَرینُ فی الأَصل:مأْوی الأَسد،شبهت به لعزها و مَنَعتِها،زادها الله عزّاً و مَنَعهً.و العَرینُ :صیاحُ الفاخته; أََنشد الأَزهری فی ترجمه عزهل: إِذا سَعْدانهُ السَعفاتِ ناحَتْ عَزَاهِلُها،سَمِعْتَ لها عَرِینا . العَرینُ :الصوتُ.و العِرَانُ :القِتالُ.و العِرانُ :الدار البعیده.و العِرانُ :البُعْدُ و بُعْدُ الدار.یقال:دارهم عارِنَه أََی بعیده.و عَرَنَتِ الدارُ عِراناً :بَعُدَتْ و ذهبت جهه لا یریدها من یحبه.و دِیارٌ عِرَانٌ :بعیده،وُصِفَتْ بالمصدر; قال ابن سیده:و لیست عندی بجمع کما ذهب إِلیه أََهل اللغه; قال ذو الرمه: أََلا أََیُّها القلْبُ الذی بَرَّحَتْ به منازِلُ مَیٍّ،و العِرانُ الشَّواسِعُ. و قیل: العِرَان فی بیت ذی الرمه هذا الطُّرُقُ لا واحد لها.و رجل عِرْنهٌ :شدید لا یطاق،و قیل:هو الصِّرِّیعُ.الفراء:إِذا کان الرجل صِرِّیعاً خبیثاً قیل:هو عِرْنهٌ لا یُطاق; قال ابن أََحمر یصف ضَعْفَه: و لسْتُ بِعِرْنهٍ عَرِکٍ،سلاحی عَصاً مَثْقُوفَهٌ تَقِصُ الحِمارَا. یقول:لست بقَوِیٍّ،ثم ابتدأََ فقال:سلاحی عصاً أََسوق بها حماری و لست بمُقْرِنٍ لقِرْنی.قال ابن بری فی العِرْنهِ الصِّرِّیعِ،قال:هو مما یمدح به،و قد تکون العِرْنهُ مما یُذَم به،و هو الجافی الکَزّ.و قال أََبو عمرو الشَّیْبانیّ:هو الذی یَخْدُمُ البیوتَ.و رُمْحٌ مُعَرَّنٌ :مُسَمَّرُ السِّنانِ،قال الجوهری:رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إِذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ ،و هو المِسمارُ.و العَرَنُ :الغَمَرُ.و العَرَنُ :رائحه لحم له غَمَرٌ; حکی ابن الأَعرابی:أََجِدُ رائحه عَرَنِ یدیک أََی غَمَرَهما،و هو العَرَمُ أََیضاً.و العَرَنَ و العِرْنُ :ریح الطبیخ; الأُولی عن کراع.و رجل عَرِنٌ :یلزَم الیاسِرَ حتی یَطْعَمَ من الجَزُورِ.و عِرْنَینُ کل شیء:أََوَّله.و عِرْنینُ الأَنف:تحت مُجْتَمَع الحاجبین،و هو أََول الأَنف حیث یکون فیه الشَّمَمُ.یقال:هم شُمُّ العَرانینِ ،و العِرْنینُ الأَنف کله; و قیل:هو ما صَلُبَ من عَظْمِه; قال ذو الرمه: تَثْنی النِّقابَ علی عِرْنِینِ أََرْنَبهٍ شَمّاءَ،مارِنُها بالمِسْکِ مَرْثُومُ

ص :282

و

14- فی صفته،صلی الله علیه و سلم :أَقْنی العِرْنینِ . أََی الأَنف،و قیل:رأَْس الأَنف.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :من عَرانین أَُنوفها. ; و فی قصید کعب: شُمُّ العَرانینِ أََبْطالٌ لَبُوسُهُمُ و استعاره بعض الشعراء للدهر فقال: و أََصبَحَ الدهرُ ذو العِرْنین قد جُدِعا. و جمعه عَرانینُ .و عَرانِینُ الناس:وُجوهُهم.و عَرانِینُ القوم:سادتهم و أََشرافُهم علی المَثل; قال العجاج یذکر جیشاً: تَهْدی قُداماهُ عَرانِینُ مُضَرْ. و العُرانیه :مَدُّ السیل:قال عَدیُّ بن زید العبّادی: کانتْ ریاحٌ،و ماءٌ ذو عُرانیهٍ ، و ظُلْمهٌ لم تَدَعْ فَتْقاً و لا خَلَلا و ماء ذو عُرانیه إِذا کثر و ارتفع عُبابُه.و العُرانیه ،بالضم:ما یرْتفع فی أََعالی الماء من غَوارِب المَوْج.و عَرانینُ السحاب:أََوائلُ مطره; و منه قول إمرئ القیس یصف غیثاً: کأَنَّ ثَبِیراً فی عَرانِینَ وَدْقِه، من السَّیل و الغُثَّاءِ،فلکهُ مِغْزل (1). و العِرْنهُ :عُروق العَرَتُنِ ،و فی الصحاح:عُروق العَرَنْتُنِ .و العِرْنه :شجرُ الظِّمْخِ یجیء أََدیمه أََحمر.و سِقاءٌ معْرون و مُعَرَّنٌ :دبغ بالعِرْنه ،و هو خشب الظِّمخ; قال ابن السکیت:هو شجر یشبه العوسج إِلا أََنه أََضخم منه،و هو أََثِیثُ الفَرْعِ و لیس له سُوقٌ طِوالٌ،یُدَقُّ ثم یُطبَخ فیجیء أََدیمه أََحمر.و قال شمر: العَرَتُنُ ،بضم التاء،شجر،واحدتها عَرَتُنه .و یقال:أََدیم مُعَرْتَنٌ .قال الأَزهری:الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخهٌ،و هو العِرْنُ ،واحدتها عِرْنه ،شجره علی صوره الدُّلْب تُقْطع منه خُشُب القصَّارین التی تُدْفن،و یقال لبائعها: عَرَّانٌ .و حکی ابن بری عن ابن خالویه: العِرْنه الخشبه المدفونه فی الأَرض التی یَدُقُّ علیها القصّار،و أََما التی یدق بها فاسمها المِئجَنه و الکِدْنُ.و عُرَیْنه و عَرینٌ :حیّان.قال الأَزهری: عُرَینه حیٌّ من الیمن.و عَرین :حیّ من تمیم; و لهم یقول جریر: عَرِینٌ من عُرَیْنهَ لیس مِنَّا، بَرِئْتُ إِلی عُرَیْنَهَ من عَرینِ قال ابن بری: عَرینُ بن ثعلبه بن یَرْبوع بن حنظله بن مالک بن زید مَناهَ بن تمیم،قال:و قال القَزّاز عَرین فی بیت جریر هذا اسم رجل بعینه.و قال الأَخفش: عَرینٌ فی البیت هو ثعلبه بن یربوع،و مَعْرونٌ اسم،و کذلک عُرَّان .و بنو عَرین :بطن من تمیم.و عُرَینه ،مصغر:بطن من بَجیله.و عُرونه و عُرَنه :موضعان.و عُرَنات :موضع دون عرفات إِلی أََنصاب الحرَم; قال لبید: و الفِیلُ یومَ عُرَناتٍ کَعْکَعا، إِذ أََزْمَعَ العُجْمُ به ما أََزْمَعا. و عِرْنانُ :غائط واسع منخفض من الأَرض; قال إمرؤ القیس: کأَنی و رَحْلی فوقَ أََحْقَبَ قارحٍ بشُرْبهَ،أََوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ. و عِرانُ البَکْره:عُودها و یُشَدُّ فیه الخُطَّافُ.

14- و رَهْطٌ من العُرَنِیِّین ،مثال الجُهَنِیِّین:ارتدوا فقتلهم النبی،صلی الله علیه و سلم. و عِرْنانُ :اسم جبل بالجَناب دون وادی القُری إِلی فَیْدٍ.و عِرْنان :

ص :283

اسم واد معروف.و بطْنُ عُرَنه :واد بحذاء عرفات.و

16- فی حدیث الحج :و ارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنه . ; هو بضم العین و فتح الراء،موضع عند الموقف بعرفات.و

16- فی الحدیث :اقْتُلوا من الکلاب کلَّ أََسوَدَ بهیم ذی عُرْنَتین . ; العُرْنَتان :النُّکْتتان اللتان تکونان فوق عین الکلب.

عربن:

العُرْبُون و العَرَبُونُ و العُرْبانُ :الذی تسمیه العامه الأَرَبُون،تقول منه: عَرْبَنْتُه إِذا أََعطیته ذلک.و یقال:رمَی فلانٌ بالعَرَبُون إِذا سَلَح.

عرتن:

العَرَنْتُنُ و العَرَنْتَنُ و العَرَنْتِنُ و العَرَتُنُ و العَرَتَنُ محذوفان من العَرَنْتُنِ و العَرَنْتَنِ و العَرْتَنُ و العَرَتْنُ ،کل ذلک:شجر یُدبغ بعروقه،و الواحده عَرْتُنهٌ .و العِرْنهُ عُروق العرَتَن ،و هو شجر خشِنٌ یشبه العوْسج إِِلا أََنه أََضخم،و هو أََثِیثُ الفرْع،و لیس له سُوقٌ طِوالٌ،یُدَقُّ ثم یُطبخ فیجیء أََدیمه أََحمر.و عَرْتَنَ الأَدیمَ:دَبغه بالعَرَتُن .و أََدیم مُعرْتَن :مدبوغ بالعَرْتَن .و عُرَیْتِناتٌ :موضع،و قد ذکِر صرْفه.قال ابن بری فی ترجمه عثلط:جاء فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ ; قال الخلیل:أََصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُل،حذفت منه النون و تُرِکَ علی صورته.و یقال: عَرْتَنٌ مثل عَرْفج.

عرجن:

أََبو عمرو:العُرْهونُ و العُرْجُونُ و العُرْجُد کلُّه الإِِهانُ،و العُرْجُون العِذْقُ عامَّه،و قیل:هو العِذْقُ إِذا یَبس و اعْوجَّ،و قیل:هو أََصل العِذْق الذی یعْوَجُّ و تُقْطع منه الشماریخ فیبقی علی النخل یابساً،و قال ثعلب:هو عُود الکِباسه.قال الأَزهری: العرجون أََصْفرُ عریض شبه الله به الهلالَ لما عاد دقیقاً فقال سبحانه و تعالی: وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰی عٰادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ ; قال ابن سیده:فی دِقَّتِه و اعْوِجاجِه; و قول رؤبه: فی خِدْرِ مَیَّاسِ الدُّمَی مُعَرْجَنِ یشهد بکون نون عُرْجون أََصلاً،و إِن کان فیه معنی الانعراج،فقد کان القیاس علی هذا أََن تکون نون عُرْجون زائده کزیادتها فی زَیتون،غیر أََن بیت رؤبه هذا منع ذلک و أََعلم أََنه أََصل رُباعی قریب من لفظ الثلاثی کسِبَطْرٍ من سَبِطٍ و دِمَثْرٍ من دَمِثٍ،أََ لا تری أََنه لیس فی الأَفعال فَعْلَنَ،و إِنما هو فی الأَسماء نحو عَلْجَنٍ و خَلْبَنٍ؟ و عَرْجَنه بالعصا:ضربه.و عَرْجَنه :ضربه بالعُرْجون .و العُرْجون :نبت أََبیض.و العُرْجون أََیضاً:ضرب من الکمأَه قدْرُ شبر أََو دُوَینُ ذلک،و هو طیِّبٌ ما دام غَضّاً،و جمعه العَراجِینُ .و قال ثعلب: العُرْجون کالفُطر یَیْبَس و هو مستدیر; قال: لتَشْبَعَنَّ العامَ،إِن شیءٌ شَبِعْ من العَراجِین ،و من فَسْو الضَّبُعْ. الأَزهری:العَراهِین و العَراجینُ واحدها عُرْهون و عُرْجون ،و هی العَقائلُ،و هی الکمأَه التی یقال لها الفُطْرُ.الأَزهری: العَرْجَنهُ تصویر عَراجِین النخل.و عَرْجَنَ الثوبَ:صَوَّر فیه صُوَرَ العَراجین ; و أََنشد بیت رؤبه: فی خِدْرِ مَیَّاسِ الدُّمَی مُعَرْجَنِ أََی مُصوَّرٍ فیه صُوَرُ النخل و الدُّمی.

عرضن:

الأَزهری فی رباعی العین:اللیث العِرَضْنه و العِرَضْنی عَدْوٌ فی اشتقاق; و أََنشد: تَعْدُو العِرَضْنی خَیْلُهم حَراجِلا. قال ابن الأَعرابی: العِرَضْنی فی اعتراض و نَشاط،و حَراجِلَ و عَرَاجِلَ:جماعاتٍ.أََبو عبید: العِرَضْنهُ

ص :284

الاعتراضُ فی السیر من النَّشاطِ،و لا یقال ناقه عِرَضْنه .و امرأََه عِرَضْنه :ضخمه قد ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها.

عرهن:

العُراهِنُ :الضخم من الإِِبل.الفراء:بعیر عُراهِنٌ و عُراهِمٌ و جُرَاهِمٌ عظیم.أََبو عمرو: العُرْهُون و العُرْجُون و العُرْجُدُ کُلُّه الإِِهانُ.ابن بری: العُرْهُونُ ،و جمعه عَراهِینُ ،شیءٌ یشبه الکمأَهَ فی الطَّعْم.قال:و عُرْهانُ موضع.

عزن:

ابن الأَعرابی: أََعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا قاسم نصیبه،فأَخذ هذا نصیبه،و هذا نصیبه; قال الأَزهری:و کأَن النون مبدله من اللام فی هذا الحرف.

عسن:

العَسَنُ :نُجُوعُ العَلَف و الرِّعْی فی الدواب. عَسِنتِ الدابهُ،بالکسر، عَسَناً :نَجَعَ فیها العَلَف و الرِّعْیُ،و کذلک الإِِبل إِذا نجع فیها الکلأُ و سَمِنتْ.أََبو عمرو: أََعْسَنَ إِِذا سَمِنَ سِمَناً حسناً.و دابه عَسِنٌ :شَکُورٌ،و کذلک ناقه عَسِنه و عاسِنهٌ .و العُسُنُ :الشحم القدیم مثل الأُسُنِ; قال القُلاخُ: عُراهِماً خاظی البَضِیع ذا عُسُن . و قال قَعْنبُ بن أَُمِّ صاحب: علیه مُزْنِیُّ عامٍ قد مضی عُسُنُ . و سَمِنتِ الناقه علی عُسْنٍ و عِسْنٍ و عُسُنٍ و أَُسُنٍ; الأَخیره عن یعقوب حکاها فی البدل،أََی علی سِمَنٍ و شَحْمٍ کان قبل ذلک.و قال ثعلب: العُسُنُ أََن یبقی الشحمُ إِلی قابل و یَعْتُقَ.و الأُسُنُ و العُسُنُ و العُسْنُ :أََثرٌ یبقی من شحم الناقه و لحمها،و الجمع أََعْسانٌ و آسانٌ،و کذلک بقیه الثوب; قال العُجَیرُ السَّلولیُّ: یا أََخَوَیَّ من تمیمٍ،عَرِّجا نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ کأَعْسانِ الخَلَقْ. و نوقٌ مُعْسِناتٌ :ذَواتُ عُسُنٍ; قال الفرزدق: فخُضْتُ إِلی الأَنْقاءِ منها،و قد یَری ذَواتُ النَّقایا المُعْسِناتِ مَکانیا. و العُسُنُ :جمع أََعْسَنَ و عَسُونٍ ،و هو السمین،و یقال للشَّحْمهِ عُسْنهٌ ،و جمعها عُسَنٌ .و التَّعْسِینُ :قِلَّهُ الشحم فی الشاه.و التَّعْسِینُ أََیضاً:قله المطر.و کلأٌ مُعَسَّنٌ و مُعَسِّنٌ :الکسر عن ثعلب:لم یصبه مطر،و مکانٌ عاسِنٌ :ضیق; قال: فإنَّ لکم مآقِطَ عاسِناتٍ ، کیوْمَ أََضَرَّ بالرُّؤَساءِ إِیرُ. أََبو عمرو: العَسْنُ الطُّولُ مع حُسْن الشعر و البیاض،و هو علی أََعْسانٍ من أََبیه أََی طرائق،واحدها عِسْنٌ .و تعَسَّنَ أََباه و تأَسَّنهُ و تأَسَّلَه:نَزَعَ إِلیه فی الشَّبَه.و العِسْنُ :العُرْجُون الردیء،و هی لغه ردیئه،و قد تقدم أََنه العِسْقُ،و هی ردیئه أََیضاً.و عَسْنٌ :موضع; قال: کأَنَّ علیهمُ،بجَنُوبِ عَسْنٍ ، غَماماً یَسْتَهِلُّ و یسْتَطِیرُ. و رجل عَوْسَنٌ :طویل فیه جَنَأٌ.و أََعْسانُ الشیء:آثاره و مکانه.و تعَسَّنْتُه :طلبت أََثرَه و مکانه.قال أََبو تراب:سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول:فلان عِسْلُ مالٍ و عِسْنُ مال إِذا کان حسن القیام علیه.

عشن:

عَشَنَ و اعْتَشَنَ :قال برأَْیه،و فی التهذیب: أََعْشَنَ و اعْتَشَنَ ; عن الفراء.و قال ابن الأَعرابی: العاشِنُ المُخمِّنُ،و العُشانه الکَرَبَهُ،عُمانیه،و حکاها کراع بالغین معجمه،و نسبها إِلی الیمن.و العُشانهُ :ما یبقی فی أَُصول السعف من التمر.و تعَشَّنَ النخلهَ:أََخذَ عُشانتَها .یقال: تعَشَّنْتُ النخله و اعْتَشَنْتُها إِذا تتبَّعْتَ کُرابتَها فأَخذته.

ص :285

و العُشانه :اللُّقاطه من التمر.قال أََبو زید:یقال لما بقی فی الکِباسَه من الرُّطَبِ إِذا لُقِطت النخله العُشانُ و العُشانهُ ،و الغُشانُ و البُذَارُ مثله،و العُشانه :أََصلُ السَّعَفه،و بها کُنِّیَ أََبو عُشانه .

عشزن:

العَشْزَنهُ :الخلاف.و العَشَوْزَنُ :الشدید الخَلْق کالعَشَنْزَر.و العَشَوْزَنُ :العَسِرُ الخُلُق من کل شیء،و قیل:هو المُلْتوی العَسِر من کل شیء.و عَشْزَنَتُه :خِلافُه،و الأُنثی عَشَوْزَنه ،و جمع العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ،و ناقه عَشَوْزنه ; و أََنشد: أََخْذَکَ بالمَیْسُورِ و العَشَوْزَنِ . و یجوز أََن یُجمع عَشوْزَنٌ علی عَشازِنَ ،بالنون.الجوهری: العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشدید الغلیظ; قال عمرو بن کلثُوم یصف قناه صُلْبه: إِذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمأَزَّتْ، و حکی ابن بری عن أََبی عمرو: العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ،و هو عَشوْزَنُ المِشْیه إِذا کان یَهُزُّ عَضُدَیه.

عصن:

أََعْصَنَ الرجلُ إِذا شَدَّدَ علی غریمه و تمکَّکَه،و قیل: أََعْصَنَ الأَمرُ إِذا اعْوَجَّ و عَسُر.

عطن:

العَطَنُ للإِِبل:کالوَطَنِ للناس،و قد غَلَبَ علی مَبْرَکِها حولَ الحوض،و المَعْطَنُ کذلک،و الجمع أََعْطانٌ .و عَطَنتِ الإِِبلُ عن الماءِ تَعْطِنُ و تعْطُنُ عُطُوناً ،فهی عَواطِنُ و عُطُونٌ إِذا رَوِیَتْ ثم بَرَکتْ،فهی إِِبل عاطنه و عَوَاطن ،و لا یقال إِِبل عُطّانٌ .و عَطَّنتْ أََیضاً و أََعْطَنَها :سقاها ثم أََناخها و حبسها عند الماء فبرکت بعد الورود لتعود فتشرب; قال لبید: عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما ، إِنما یُعْطِنُ أََصحابُ العَلَلْ. و الاسم العَطَنهُ .و أََعْطَنَ القومُ: عَطَنتْ إِِبلُهم.و قوم عُطّانٌ و عُطُونٌ و عَطَنهٌ و عاطِنونَ إِذا نزلوا فی أََعْطان الإِِبل.و

17- فی حدیث الرؤیا :رَأََیْتُنی أََنْزِعُ علی قَلِیب فجاءَ أََبو بکر فاسْتَقَی و فی نَزْعِه ضعْفٌ و الله یغفر له،فجاءَ عمر فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ فی یده غَرْباً،فأَرْوَی الظَّمِئهَ حتی ضَرَبَتْ بعَطَنٍ . ; یقال: ضربت الإِِبلُ بعطَنٍ إِذا رَوِیَتْ ثمَّ بَرَکَتْ حول الماء،أََو عند الحیاض،لتُعادَ إِلی الشرب مره أَُخری لتشرب عَلَلاً بعد نَهَلٍ،فإذا استوفت ردَّت إِلی المراعی و الأَظْماءِ; ضَرَب ذلکَ مثلاً لاتساع الناس فی زمن عمر و ما فتح علیهم من الأَمصار. و

16- فی حدیث الاستِسقَاء :فما مضت سابعه حتی أََعْطَنَ الناسُ فی العُشْب. ; أََراد أََن المطر طَبَّقَ و عَمَّ البُطونَ و الظُّهورَ حتی أََعْطَنَ الناسُ إِِبلَهم فی المراعی; و منه

16- حدیث أَُسامه :و قد عَطَّنُوا مَواشِیَهُم. أََی أَراحوها; سُمِّی المُراحُ،و هو مأْواها، عَطَناً ; و منه

16- الحدیث :اسْتَوْصُوا بالمِعْزَی خیراً و انْقُشُوا له عَطَنَه . أََی مُرَاحَه.و قال اللیث:کل مَبْرَکٍ یکون مَأْلَفاً للإِِبل فهو عَطَنٌ له بمنزله الوَطَن للغنم و البقر،قال:و معنی مَعاطِنِ الإِِبل فی الحدیث مواضعُها; و أََنشد: و لا تُکَلِّفُنی نَفْسی،و لا هَلَعِی، حِرْصاً أَُقِیمُ به فی مَعْطَنِ [مَعْطِنِ] الهُونِ. و

14- روی عن النبی،صلی الله علیه و سلم :أََنه نهی عن الصَّلاه فی أََعْطان الإِِبل. و

14- فی الحدیث :صَلُّوا فی مرابض الغنم و لا تصلوا فی أََعْطان الإِِبل. ; قال ابن الأَثیر:لم ینه عن الصلاه فیها من جهه النجاسه فإِنها

ص :286

موجوده فی مرابض الغنم،و قد أََمر بالصلاه فیها و الصلاه مع النجاسه لا تجوز،و إِنما أََراد أََن الإِِبل تَزْدَحِمُ فی المَنْهَل،فإِذا شربت رفعت رؤُوسها،و لا یُؤْمَنُ من نِفارها و تَفَرُّقها فی ذلک الموضع،فتُؤْذی المُصَلِّیَ عندها أََو تُلْهیه عن صلاته أََو تنجسه برَشَاشِ أََبوالها.قال الأَزهری: أََعْطان الإِِبل و مَعاطِنُها لا تکون إِلاَّ مَبارِکَها علی الماء،و إِِنما تُعْطِنُ العربُ الإِِبلَ علی الماءِ حین تَطْلُع الثُّرَیَّا و یرجع الناس من النُّجَعِ إِلی المَحاضِرِ،و إِنما یُعْطِنُونَ النَّعَم یوم وِرْدِها،فلا یزالون کذلک إِلی وقت مَطْلَع سُهَیْل فی الخریف،ثم لا یُعْطِنُونها بعد ذلک،و لکنها تَرِدُ الماءَ فتشرب شَرْبَتها و تَصْدُر من فورها; و قول أََبی محمد الحَذلَمِیّ: و عَطَّنَ الذِّبَّانُ فی قَمْقَامِها. لم یفسره ثعلب،و قد یجوز أََن یکون عَطَّنَ اتخذ عَطَناً کقولک:عَشَّش الطائر اتخذ عُشّاً.و العُطُونُ :أََن تُراحَ الناقه بعد شربها ثم یعرض علیها الماء ثانیه،و قیل:هو إِذا رَوِیَتْ ثمَّ بَرَکَتْ; قال کعب بن زهیر یصف الحُمُرَ: و یَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَ بأَن لا دِخَالَ،و أََنْ لا عُطونا . و قد ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أََی بَرَکَتْ; و قال عُمَرُ بن لَجَأٍ: تَمْشِی إِلی رِوَاءِ عاطِنَاتِها . قال ابن السکیت:و تقول هذا عَطَنُ الغَنم و مَعطِنُها لمَرابضها حولَ الماء.و أََعْطَنَ الرجلُ بعیرَه:و ذلک إِذا لم یشرب فَرَدَّه إِلی العَطَن ینتظر به; قال لبید: فَهَرَقْنا لهما فی دَاثِرٍ، و رجل رَحْبُ العَطَنِ و واسع العَطَن أََی رَحْبُ الذِّراعِ کثیر المال واسع الرَّحْل.و العَطَنُ :العِرْضُ; و أََنشد شَمِرٌ لعَدِیِّ بن زید: طاهِرُ الأَثوابِ یَحْمِی عِرْضَه من خَنَی الذِّمَّهِ،أََو طَمثِ العَطَنْ . الطَّمْث:الفَسادُ.و العَطَنُ :العِرْض،و یقال:منزله و ناحیته.و عَطِنَ الجلد،بالکسر، یَعْطَنُ عَطَناً ،فهو عَطِنٌ و انْعَطَنَ :وُضِعَ فی الدباغ و تُرِکَ حتی فَسَدَ و أََنْتَنَ،و قیل:هو أََن یُنضح علیه الماء و یُلَفَّ و یدفن یوماً و لیله لیسترخی صوفه أََو شعره فینتف و یلقی بعد ذلک فی الدباغ،و هو حینئذ أََنتن ما یکون،و قیل: العَطْنُ ،بسکون الطاء،فی الجلد أََن تُؤخذ غَلْقَهٌ،و هو نبت،أََو فَرْثٌ أََو مِلْحٌ فیلقی الجلد فیه حتی یُنْتِنَ ثمَّ یُلْقَی بعد ذلک فی الدِّباغ،و الذی ذکره الجوهری فی هذا الموضع قال:أََن یؤْخذ الغَلْقَی فیلقی الجلد فیه و یُغَمَّ لینفسخ صوفه و یسترخی،ثم یلقی فی الدباغ.قال ابن بری:قال علی بن حمزه الغَلْقَی لا یُعْطَنُ به الجلد،و إِنما یعطن بالغَلْقَه نبتٍ معروف.و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :أََخذت إِِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقی. ; المَعْطُون :المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ،و

14- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :دخل علی النبی،صلی الله علیه و سلم،و فی البیت أَُهُبٌ عَطِنه . ; قال أََبو عبید: العَطِنَهُ المُنْتِنه الریح.و یقال للرجل الذی یُسْتَقْذَر:ما هو إِلاَّ عَطِنَهٌ

ص :287

من نَتْنِه.قال أََبو زید: عَطِنَ الأَدیمُ إِذا أََنتن و سقط صوفه فی العَطْنِ ،و العَطْنُ :أََن یُجْعَلَ فی الدباغ.و قال أََبو زید:موضع العَطْنِ العَطَنَهُ .و قال أََبو حنیفه: انْعَطَنَ الجلد استرخی شعره و صوفه من غیر أََن یَفْسُدَ،و عَطَنه یَعْطُنُه عَطْناً ،فهو مَعْطُون و عَطِین ،و عَطَّنه :فَعَل به ذلک.و العِطَانُ :فَرْثٌ أََو ملح یجعل فی الإِهاب کیلا یُنْتِنَ.و رجل عَطِینٌ :مُنْتِنُ البشره.و یقال:إِنما هو عَطِینه إِذا ذُمَّ فی أََمر أََی مُنْتِنٌ کالإِِهابِ المَعْطُون .

عظن:

ابن الأَعرابی: أََعْظَنَ الرجلُ إِذا غَلُظَ جسمه.

عفن:

عَفِنَ الشیءُ یَعْفَنُ عَفَناً و عُفُونهً ،فهو عَفِنٌ بَیِّنُ العُفونه ،و تَعَفَّنَ :فَسَد من نُدُوَّهٍ و غیرها فَتَفَتَّتَ عند مَسِّه.قال الأَزهری:هو الشیءُ الذی فیه نُدُوَّهٌ و یُحْبَس فی موضع مغموم فَیَعْفَنُ و یَفْسُد.و عَفِنَ الحَبْلُ،بالکسر، عَفَناً :بَلِیَ من الماء.و

16- فی قصه أََیوب،علیه السلام : عَفِنَ من القیح و الدم جوفی. أََی فسد من احتباسهما فیه.و عَفَنَ فی الجَبَل عَفْناً کعَثَنَ:صَعَّد; کلتاهما عن کراع; أََنشد یعقوب: حَلَفْتُ بمن أََرْسَی ثَبیراً مکانَه أََزُورُکُمُ،ما دامَ للطَّوْدِ عافِنُ .

عفهن:

ناقهُ عُفاهِنٌ :قویه،فی بعض اللغات.

عقن:

قال الأَزهری:أََما عَقَنَ فإِنی لم أََسمع من مُشْتقاته شیئاً مستعملاً إِلا أََن یکون العِقْیَانُ فِعْیالاً منه،و هو الذَّهَبُ،و یجوز أََن یکون فِعْلاناً من عَقَی یَعْقِی،و هو مذکور فی بابه.

عکن:

العُکَنُ و الأَعْکان :الأَطْواء فی البَطْن من السِّمَن.و جاریه عَکْناءُ و مُعَکَّنَه :ذات عُکَنٍ ،واحده العُکَنِ عُکْنَه .و تَعَکَّنَ البطنُ:صار ذا عُکَن .و یقال: تَعَکَّنَ الشیءُ تَعَکُّناً إِذا رُکِمَ بعضُه علی بعض و انْثَنی.و عُکَنُ الدِّرْع:ما تثَنِّی منها.یقال:درع ذات عُکَنٍ إِذا کانت واسعه تنثنی علی اللابس من سَعَتها; قال یصف درعاً: لها عُکَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، و تَهْزأَُ بالمعابِلِ و القِطاعِ. أََی تَسْتَخِفُّها.و ناقه عَکْناءُ :غلیظه لحم الضَّرَّه و الخِلْفِ،و کذلک الشاه.و العَکَنانُ و العَکْنانُ :الإِِبلُ الکثیره العظیمه.و نَعَمٌ عَکْنانٌ و عَکَنانٌ أََی کثیره; قال أََبو نُخَیْلَه السَّعْدِیّ: هل باللِّوَی من عَکَرٍ عَکْنانِ ، أََم هل تَرَی بالخَلِّ من أََظْعانِ؟ و أََنشد الجوهری: و صَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَکَنان .

علن:

العِلانُ و المُعالَنه و الإِِعْلانُ :المُجاهره. عَلَن الأَمْرُ یَعْلُنُ عُلُوناً و یَعْلِنُ و عَلِنَ یَعْلَنُ عَلَناً و عَلانیه فیهما إِذا شاع و ظهر،و اعْتَلَنَ ; و عَلَّنه و أََعْلَنه و أََعْلَن به; و أََنشد ثعلب: حتی یَشُکَّ وُشاهٌ قد رَمَوْک بنا، و أََعْلَنُوا بک فینا أََیَّ إِِعْلانِ و

16- فی حدیث المُلاعنه :تلک امرأََه أََعْلَنَتْ . ; الإِِعْلانُ فی الأَصل:إِِظهار الشیء،و المراد به أََنها کانت قد أََظهرت الفاحشه.و

14- فی حدیث الهجره :لا یَسْتَعْلِنُ به و لسنا بمُقِرِّین له. ; الاسْتِعْلانُ أََی الجهر بدِینه و قِراءته.و اسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أََی تَعَرَّض لأَنْ یُعْلَنَ به.و عالَنَه : أََعْلَنَ إِِلیه الأَمْرَ; قال قَعْنَبُ بن أَُمِّ صاحب:

ص :288

کلٌّ یُداجِی علی البَغْضاءِ صاحِبَه،

و لَنْ أَُعالِنَهُمْ إِلا کما عَلَنُوا .

و العِلانُ و المُعالَنه إِذا أََعْلَن کل واحد لصاحبه ما فی نفسه; و أََنشد: و کَفِّی عن أََذَی الجِیرانِ نَفْسِی، و إِِعْلانی لمن یَبْغِی عِلانی و أََنشد ابن بری للطّرِمّاحِ: أََلا مَنْ مُبْلِغٌ عنی بَشِیراً عَلانِیهً ،و نِعْمَ أََخُو العِلانِ و یقال:یا رجل اسْتَعْلِنْ أََی أََظْهِرْ.و اعْتَلَنَ الأَمرُ إِذا اشتهر.و العَلانیه ،علی مِثال الکَراهِیَه و الفَرَاهِیه:خلافُ السِّر،و هو ظهور الأَمر.و رجل عُلَنَهٌ :لا یَکْتُم سِرَّه و یَبُوح به.و قال اللحیانی:رجل عَلانِیَه و قوم عَلانُونَ ،و رجل عَلانیٌّ و قوم عَلانِیُّونَ ،و هو الظاهر الأَمر الذی أََمره عَلانیَه .و عُلْوَانُ الکتاب:یجوز أََن یکون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِیَه .یقال: عَلْوَنْتُ الکتاب إِذا عَنْوَنْته.و عُلْوَانُ الکتاب:عُنْوانُه.

علجن:

ناقه عَلْجَنٌ :صُلْبَهٌ کِنَازُ اللحم; قال رؤبه بن العجاج: و خَلَّطَتْ کُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ تَخْلِیطَ خَرْقاءِ الیَدَیْن خَلْبَنِ و امرأََه عَلْجَنٌ :ماجِنَه; قال: یا رُبَّ أَُمٍّ لصَغِیرٍ عَلْجَنِ ذُعْرَتُها:اسْتُها.الأَزهری فی باب ما زادت فیه العرب النون من الحروف:ناقه عَلْجَنٌ ،و هی الغلیظه المستعلیه الخلق المکتنزه اللحم،و نونه زائده.الأَزهری:ناقه عُلْجُومٌ و عُلْجُونٌ أََی شدیده،و هی العَلْجَنُ .قال:و قال أََبو مالک ناقه عَلْجَنٌ غلیظه.الجوهری: العَلْجَنُ المرأََه الحمقاء،و اللام زائده.

عمن:

عَمَنَ

یَعْمِنُ و عَمِنَ :أََقام.و العُمُنُ :المقیمون فی مکان.یقال:رجل عَامِنٌ و عَمُونٌ ; و منه اشْتُقَّ عُمَان .أََبو عمرو: أََعْمَنَ دام علی المُقامِ بعُمان ; قال الجوهری:و أََعْمَنَ صار إِلی عُمَان ; و أََنشد ابن بری: من مُعْرِقٍ أََو مُشْئِمٍ أََو مُعْمِنِ . و العَمِینَه :أََرض سَهْلَه،یمانیه.و عُمان :اسم کُوره،عربیهٌ.و عُمانُ ،مخفف:بلد; و أََما الذی فی الشام فهو عَمَّان ،بالفتح و التشدید.و فی الحدیث

14- حدیث الحَوْض :عِرَضُه من مَقامِی إِلی عَمَّان . ; هی بفتح العین و تشدید المیم،مدینه قدیمه بالشام من أََرض البَلْقاء،و أََما بالضم و التخفیف فهو موضع عند البحرین،و له ذکر فی الحدیث.و عُمَان :مدینه; قال الأَزهری: عُمَانُ یصرف و لا یصرف،فمن جعله بلداً صرفه فی حالتی المعرفه و النکره،و من جعله بلده أََلحقه بطلحه; و أََما عَمَّانُ بناحیه الشام موضع،یجوز أََن یکون فعلان من عَمَّ یَعُمّ،لا ینصرف معرفه،و ینصرف نکره،و یجوز أََن یکون فَعَّالاً من عَمَنَ فینصرف فی الحالتین إِذا عُنِیَ به البلدُ; قال سیبویه:لم یقع فی کلامهم اسماً إِلا لمؤنث،و قیل: عُمَان اسم رجل،و به سمی البلد.و أََعْمَنَ و عَمَّنَ :أََتی عُمَان ; قال العَبْدِی: فإن تُتْهِمُوا أَُنْجِدْ خلافاً علیکُم، و إِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبی الحَرْبِ أَُعْرِقِ.

ص :289

و قال رؤبه: نَوَی شآمٍ بانَ أََو مُعَمِّنِ (1). و العُمانیَّه :نخله بالبصره لا یزال علیها السَّنَهَ کلها طَلْعٌ جدیدٌ و کَبائسُ مُثْمره و أَُخَرُ مُرْطِبَهٌ.

عنن:

عَنَّ الشیءُ یَعِنُّ و یَعُنُّ عَنَناً و عُنُوناً :ظَهَرَ أََمامک; و عَنَّ یَعِنُّ و یَعُنُّ عَنّاً و عُنوناً و اعْتَنَّ :اعتَرَضَ و عَرَض; و منه قول إمرئ القیس: فعَنَّ لنا سِرْبٌ کأَنَّ نِعاجه. و الاسم العَنَن و العِنانُ ; قال ابن حِلزه: عَنَناً باطِلاً و ظُلْماً،کما تُعْتَرُ عن حَجْرهِ الرَّبیضِ الظِّباءُ (2). و أََنشد ثعلب: و ما بَدَلٌ من أَُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ، من السُّود،وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ. معنی قوله ...وَرْهاءِ العِنان ... أََنها تَعْتنُّ فی کل کلام أََی تعْترض.و لا أََفعله ما عَنَّ فی السماء نجمٌ أََی عَرَض من ذلک.و العِنَّه و العُنَّه :الاعتراض بالفُضول.و الاعْتِنانُ :الاعتراض.و العُنُنُ :المعترضون بالفُضول،الواحد عانٌّ و عَنونٌ ،قال:و العُنُن جمع العَنین و جمع المَعْنون .یقال: عُنَّ الرجلُ و عُنِّنَ و عُنِنَ و أَُعْنِنَ (3).،فهو عَنِینَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ ،و أََعْنَنْتُ بعُنَّهٍ ما أََدری ما هی أََی تعَرَّضتُ لشیء لا أََعرفه.و فی المثل: مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لم یَعْنِه .و العَنَنُ :اعتراضُ الموت; و فی حدیث سطیح: أََم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ . و رجل مِعَنٌّ :یعْرِض فی شیء و یدخل فیما لا یعنیه،و الأُنثی بالهاء.و یقال:امرأََه مِعَنَّه إِذا کانت مجدوله جَدْلَ العِنان غیر مسترخیه البطن.و رجل مِعَنٌّ إِذا کان عِرِّیضاً مِتْیَحاً.و امرأََه مِعَنَّه : تَعْتنُّ و تعْترض فی کل شیء; قال الراجز: إِنَّ لنا لَکَنَّه مِعَنَّهً مِفَنَّه، کالریح حول القُنَّه. مِفَنَّه:تَفْتَنُّ عن الشیء،و قیل: تَعْتَنُّ و تَفْتنُّ فی کل شیءٍ.و المِعَنُّ :الخطیب.و

16- فی حدیث طهفه :بَرِئنا إِلیک من الوَثَن و العَنن . ; الوَثَنُ:الصنم،و العَنن :الاعتراض،من عَنَّ الشیء أََی اعترض کأَنه قال:برئنا إِلیک من الشرک و الظلم،و قیل:أََراد به الخلافَ و الباطل; و منه حدیث سطیح: أََم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ . یرید اعتراض الموت و سَبْقَه.و

1- فی حدیث علی،رضوان الله علیه :دَهَمتْه المنیَّهُ فی عَنَن جِماحه. ; هو ما لیس بقصد; و منه

1- حدیثه أََیضاً یذُمُّ الدنیا :أََلا و هی المُتَصدِّیهُ العَنُونُ . أََی التی تتعرض للناس،و فَعول للمبالغه.و یقال: عَنَّ الرجل یَعِنُّ عَنّاً و عَنَناً إِذا اعترض لک من أََحد جانبیک من عن یمینک أََو من عن شمالک بمکروه.و العَنُّ :المصدر،و العَنَنُ :الاسم،و هو الموضع الذی یَعُنُّ فیه العانُّ ; و منه سمی العِنانُ من اللجام عِناناً لأَنه یعترضه من ناحیتیه لا یدخل فمه منه شیء.

ص :290

و لقیه عَیْنَ عُنَّه (1).أََی اعتراضاً فی الساعه من غیر أََن یطلبه.و أََعطاه ذلک عَیْنَ عُنَّه أََی خاصهً من بین أََصحابه،و هو من ذلک.و العِنان : المُعانَّه .و المُعانَّه :المعارضه.و عُناناک أََن تفعل ذاک،علی وزن قُصاراک أََی جهدک و غایتک کأَنه من المُعانَّه ،و ذلک أََن ترید أََمراً فیَعْرِضَ دونه عارِضٌ یمنعک منه و یحبسک عنه; قال ابن بری:قال الأَخفش هو غُناماک،و أََنکر علی أََبی عبید عُناناک .و قال النَّجِیرَمیُّ:الصواب قول أََبی عبید.و قال علی بن حمزه:الصواب قول الأَخفش; و الشاهد علیه بیت ربیعه بن مقروم الضبی: و خَصْمٍ یَرْکَبُ العَوصاءِ طاطٍ عن المُثْلی،غُناماهُ القِذاعُ. و هو بمعنی الغنیمه.و القِذاعُ:المُقاذَعه.و یقال:هو لک بین الأَوْبِ و العَنَن إِمّا أََن یَؤُوبَ إِلیک،و إِِما أََن یعْرِضَ علیک; قال ابن مقبل: تُبْدی صُدوداً،و تُخْفی بیننا لَطَفاً یأْتی محارِمَ بینَ الأَوْبِ و العَنَن . و قیل:معناه بین الطاعه و العصیان.و العانُّ من السحاب:الذی یَعْتَرِضُ فی الأُفُقِ; قال الأَزهری:و أََما قوله: جَرَی فی عِنان الشِّعْرَیَیْنِ الأَماعِزُ. فمعناه جری فی عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حین یشتدُّ الحرُّ بالسَّراب; و قال الهذلی: کأَنَّ مُلاءَتَیَّ علی هِزَفٍّ، یعُنُّ مع العَشِیَّهِ لِلرِّئالِ. یَعُنُّ :یَعْرِض،و هما لغتان: یَعِنُّ و یَعُنُّ .و التَّعْنِین :الحبْس،و قیل:الحبس فی المُطْبَق الطویل.و یقال للمجنون: مَعْنون و مَهْرُوع و مخفوع و معتُوه و ممتوه و مُمْتَهٌ إِذا کان مجنوناً.و فلان عَنَّانٌ عن الخیر و خَنَّاسٌ و کَزَّامٌ أََی بطیء عنه.و العِنِّینُ :الذی لا یأْتی النساء و لا یریدهن بَیِّنُ العَنَانه و العِنِّینه و العِنِّینیَّه .و عُنِّنَ عن امرأََته إِذا حکم القاضی علیه بذلک أََو مُنعَ عنها بالسحر،و الاسم منه العُنَّه ،و هو مما تقدم کأَنه اعترضه ما یَحْبِسُه عن النساء،و امرأََه عِنِّینه کذلک،لا ترید الرجال و لا تشتهیهم،و هو فِعِّیلٌ بمعنی مفعول مثل خِرِّیج; قال:و سُمِّیَ عِنِّیناً لأَنه یَعِنُّ ذکَرُه لقُبُل المرأََه من عن یمینه و شماله فلا یقصده.و یقال: تَعَنَّنَ الرجل إِذا ترک النساء من غیر أََن یکون عِنِّیناً لثأْر یطلبه; و منه قول ورقاء بن زهیر بن جذیمه قاله فی خالد بن جعفر بن کلاب: تعَنَّنْتُ للموت الذی هو واقِعٌ، و أََدرکتُ ثأْری فی نُمَیْرٍ و عامِرِ. و یقال للرجل الشریف العظیم السُّودَد:إِنه لطویل العِنان .و یقال:إِنه لیأْخذ فی کل فَنٍّ و عَنٍّ و سَنٍّ بمعنی واحد.و عِنانُ اللجام:السیر الذی تُمسَک به الدابه،و الجمع أََعِنَّه ،و عُنُنٌ نادر،فأَما سیبویه فقال:لم یُکسَّر علی غیر أََعِنَّه ،لأَنهم إِن کسَّرُوه علی بناء الأَکثر لزمهم التضعیف و کانوا فی هذا أََحری; یرید إِذ کانوا قد یقتصرون علی أََبنیه أََدنی العدد فی غیر المعتل،یعنی بالمعتل المدغم،و لو کسروه علی فُعُل فلزمهم التضعیف لأَدغموا،کما حکی هو أََن من العرب من یقول فی جمع ذُباب ذُبٌّ.و فرس قصیر العِنان إِذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه،فإذا قالوا قصیر العِذار فهو مدح،لأَنه وصف حینئذ بسعه جَحْفلته.و أََعَنَّ اللجامَ:جعل له عِناناً ،

ص :291

و التَّعْنینُ مثله.و عَنَّن الفرسَ و أََعَنَّه :حبسه بعنانه.و فی التهذیب: أََعَنَّ الفارسُ إِذا مَدَّ عِنانَ دابته لیَثْنِیَه عن السیر،فهو مُعِنٌّ .و عَنَّ دابته عَنّاً :جعل له عِناناً ،و سُمِی عِنانُ اللجام عِناناً لاعتراض سَیْرَیه علی صَفْحَتیْ عُنق الدابه من عن یمینه و شماله.و یقال:مَلأَ فلانٌ عِنانَ دابته إِذا أََعْداه و حَمَلَهُ علی الحُضْر الشدید; و أََنشد ابن السکیت: حَرْفٌ بعیدٌ من الحادی،إِذا مَلأَتْ شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ. قال:أََراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ،و عِنانُه جَهْدُه.یقول:یَرْمَضُ فیستغیث بالطیران فتقع رجلاه فی جناحیه فتسمع لهما صوتاً و لیس صوته من فیه،و لذلک یقال صَرَّ الجُنْدُب.و للعرب فی العِنانِ أََمثال سائره:یقال ذَلَّ عِنانُ فلان إِذا انقاد; و فُلانٌ أََبیُّ العِنانِ إِذا کان مُمتنعاً; و یقال: أََرْخِ من عنانِه أََی رَفِّه عنه; و هما یَجْریان فی عِنانٍ إِذا استویا فی فَضْلٍ أَو غیره; و قال الطِّرِمَّاحُ: سَیَعْلَمُ کُلُّهم أََنی مُسِنٌّ، إِذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ . المعنی:سیعلم الشعراء أََنی قارح.و جَری الفرسُ عِناناً إِذا جری شوطاً; و قول الطرماح: إِذا رفعوا عناناً عن عنان . أََی شوطاً بعد شوط.و یقال:اثْنِ عَلیَّ عِنانَهُ أََی رُدَّه علیَّ.و ثَنَیْتُ علی الفرسِ عِنانه إِِذا أََلجمته; قال ابن مقبل یذکر فرساً: و حاوَطَنی حتی ثَنَیْتُ عِنانَهُ ، علی مُدْبِرِ العِلْباءِ رَیّانَ کاهِلُهْ حاوَطَنی أََی داوَرَنی و عالَجَنی،و مُدْبِرِ عِلْبائه:عُنُقُه أََراد أََنه طویل العنق فی عِلْبائِه إِدبار.ابن الأَعرابی:رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ فی اسْتِنانِه و کبا فی عِنانه و قَصَّرَ فی مَیْدانه [مِیْدانه].و قال:الفرس یَجْری بعِتْقِه و عِرْقِه،فإِذا وُضِعَ فی المِقْوَس جَری بجَدِّ صاحبه; کبا أََی عَثَر،و هی الکَبْوَهُ.یقال: لکل جواد کَبْوَه،و لکل عالم هَفْوه،و لکل صارم نَبْوَه ; کبا فی عِنانِه أََی عثر فی شَوْطه.و العِنان :الحبل; قال رؤبه: إِلی عِنانَیْ ضامِرٍ لَطیفِ. عنی بالعِنانین هنا المَتْنَین،و الضامر هنا المَتْنُ.و عِنانا المتن:حَبْلاه.و العِنانُ و العانُّ :من صفه الحبال التی تَعْتَنُّ من صَوْبک و تقطع علیک طریقک.یقال:بموضع کذا و کذا عانٌّ یَسْتَنُّ السَّابلَه.و یقال للرجل:إِنه طَرِفُ العِنان إِذا کان خفیفاً.و عَنَّنَتِ المرأََهُ شعرَها:شَکَّلَتْ بعضه ببعض.و شِرْکَهُ عِنانٍ و شِرْکُ عِنانٍ :شَرِکَهٌ فی شیء خاص دون سائر أََموالهما کأَنه عَنَّ لهما شیء أََی عَرَضَ فاشتریاه و اشترکا فیه; قال النابغه الجعدی: و شارَکْنا قُرَیْشاً فی تُقاها، و قیل:هو إِذا اشترکا فی مال مخصوص،و بانَ کلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه.قال أََبو منصور:الشِّرْکَه شِرْکَتانِ:شِرْکَهُ العِنان ،و شَرِکَهُ المفاوضه،فأَما شَرِکَهُ العِنان فهو أََن یخرج کل واحد من الشریکین دنانیر أََو دراهم مثل ما یُخْرج صاحبه و یَخْلِطاها،و یأْذَنَ کل واحد منهما لصاحبه بأَن یتجر فیه،و لم تختلف الفقهاء فی جوازه و أََنهما إِن

ص :292

رَبِحا فی المالین فبینهما،و إِنْ وُضِعا فعلی رأَْس مال کل واحد منهما،و أََما شرکه المُفاوضه فأَن یَشْتَرِکا فی کل شیء فی أََیدیهما أََو یَسْتَفیداه من بَعْدُ،و هذه الشرکه عند الشافعی باطله،و عند النعمان و صاحبیه جائزه،و قیل:هو أََن یعارض الرجل الرجل عند الشراء فیقول له:أََشْرِکنی معک،و ذلک قبل أََن یَستوجب العَلَقَ،و قیل:شَرِکه العِنانِ أََن یکونا سواء فی الغَلَق و أََن یتساوی الشریکان فیما أََخرجاه من عین أََو ورق،مأْخوذ من عِنانِ الدابه لأَن عِنانَ الدابه طاقتان متساویتان; قال الجعدی یمدح قومه و یفتخر: و شارکنا قریشاً فی تُقاها (1)ḥ. أََی ساویناهم،و لو کان من الاعتراض لکان هجاء،و سمیت هذه الشرکهُ شَرِکَهَ عِنانٍ لمعارضه کل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله،و عمله فیه مثل عمله بیعاً و شراء.یقال: عانَّهُ عِناناً و مُعانَّهً ،کما یقال:عارَضَه یُعارضه مُعارَضهً و عِراضاً.و فلان قَصِیرُ العِنانِ :قلیل الخیر،علی المثل.و العُنَّه :الحَظِیره من الخَشَبِ أََو الشجر تجعل للإِِبل و الغنم تُحْبَسُ فیها،و قید فی الصحاح فقال:لتَتَدَرَّأََ بها من بَرْدِ الشَّمال.قال ثعلب: العُنَّه الحَظِیرَهُ تکون علی باب الرجل فیکون فیها إِِبله و غنمه.و من کلامهم:لا یجتمع اثنان فی عُنَّهٍ ،و جمعها عُنَنٌ ; قال الأَعشی: تَرَی اللَّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَی، و رَطْبٍ یُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ . و عِنانٌ أََیضاً:مثل قُبَّهٍ و قِبابٍ.و قال البُشْتِیُّ: العُنَنُ فی بیت الأَعشی حِبال تُشَدُّ و یُلْقَی علیها القَدِیدُ.قال أََبو منصور:الصواب فی العُنَّه و العُنَنِ ما قاله الخلیل و هو الحظیره،و قال:و رأََیت حُظُراتِ الإِِبل فی البادیه یسمونها عُنَناً لاعْتِنانِها فی مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضه لتقیها بَرْدَ الشَّمالِ،قال:و رأََیتهم یَشُرُّون اللحم المُقَدَّدَ فوقها إِذا أََرادوا تجفیفه; قال:و لست أََدری عمن أََخذ البُشْتِیُّ ما قال فی العُنَّه إِنه الحبل الذی یُمَدُّ،و مَدُّ الحبل من فِعْلِ الحاضره،قال:و أَُری قائلَه رأََی فقراءَ الحرم یَمُدُّون الحبال بمِنًی فیُلْقُون علیها لُحومَ الأَضاحی و الهَدْی التی یُعْطَوْنَها،ففسر قول الأَعشی بما رأََی،و لو شاهد العرب فی بادیتها لعلم أََن العُنَّه هی الحِظَارُ من الشجر.و فی المثل: کالمُهَدِّرِ فی العُنَّهِ ; یُضْرَبُ مثلاً لمن یَتَهَدَّدُ و لا یُنَفِّذُ.قال ابن بری:و العُنَّهُ ،بالضم أََیضاً،خَیْمه تجعل من ثُمامٍ أََو أََغصان شجر یُسْتَظَلُّ بها.و العُنَّه :ما یجمعه الرجل من قَصَبٍ و نبت لیَعْلِفَه غَنَمه.یقال:جاء بعُنَّهٍ عظیمه.و العَنَّهُ ،بفتح العین:العَطْفَه; قال الشاعر: إِذا انصَرَفَتْ من عَنَّهٍ بعد عَنَّهٍ ، و جَرْسٍ علی آثارِها کالمُؤَلَّبِ و العُنَّهُ :ما تُنْصَبُ علیه القِدْرُ.و عُنَّهُ القِدْر:الدِّقْدانُ; قال: عَفَتْ غیرَ أََنْآءٍ و مَنْصَبِ عُنَّهٍ ، و أََوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَهِ هامِدُ. و العَنُونُ من الدواب:التی تُباری فی سیرها الدوابَّ فتَقْدُمُها،و ذلک من حُمُر الوحش; قال النابغه: کأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَنُوفٌ، من الجَوْناتِ،هادِیهٌ عَنُونُ . و یروی: ...خَذُوفٌ ،و هی السمینه من بقر الوحش.و یقال:فلان عَنَّانٌ علی آنُفِ القوم إِذا کان سَبَّاقاً لهم.

ص :293

و

16- فی حدیث طَهْفه :و ذو العِنانِ الرَّکُوبُ. ; یرید الفرس الذَّلُولَ،نسبه إِلی العِنانِ و الرَّکوب لأَنه یُلْجَم و یُرْکَب.و العِنانُ :سیر اللِّجام.و

16- فی حدیث عبد الله بن مسعود :کان رجلٌ فی أََرض له إِِذ مَرَّتْ به عَنَانهٌ تَرَهْیَأُ. ; العانَّه و العَنَانهُ :السَّحابه،و جمعها عَنَانٌ .و

16- فی الحدیث :لو بَلَغتْ خَطیئتُه عَنانَ السماء. ; العَنَان ،بالفتح:السحاب،و

16- رواه بعضهم أََعْنان . بالأَلف،فإِن کان المحفوظ أََعْنان فهی النواحی; قاله أََبو عبید; قال یونس بن حبیب: أََعْنانُ کل شیء نواحیه،فأَما الذی نحکیه نحن فأَعْناءُ السماء نواحیها; قاله أََبو عمرو و غیره.و

16- فی الحدیث :مَرَّتْ به سحابهٌ فقال:هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا:هذه السحابُ،قال:و المُزْنُ،قالوا:و المزن،قال:و العَنان ،قالوا:و العَنانُ . ; و قیل: العَنان التی تُمْسِکُ الماءَ،و أََعْنانُ السماء نواحیها،واحدها عَنَنٌ و عَنٌّ .و أََعْنان السماء:صَفائحُها و ما اعترَضَ من أََقطارها کأَنه جمع عَنَنٍ .قال یونس:لیس لمَنْقُوصِ البیان بَهاءٌ و لو حَکَّ بِیافُوخِه أََعْنان السماء،و العامه تقول: عَنان السماء،و قیل: عَنانُ السماء ما عَنَّ لک منها إِذا نظرت إِلیها أََی ما بدا لک منها.و أََعْنانُ الشجر:أََطرافُه و نواحیه.و عَنانُ الدار:جانبها الذی یَعُنُّ لک أََی یَعْرِضُ.و أََما ما جاء

14- فی الحدیث من أََنه،صلی الله علیه و سلم،سئل عن الإِِبل فقال: أََعْنانُ الشَّیاطین لا تُقْبِلُ إِلاَّ مُوَلِّیه و لا تُدْبِرُ إِلاَّ مُوَلِّیه. فإِنه أََراد أََنها علی أََخلاق الشیاطین،و حقیقهُ الأَعْنانِ النواحی; قال ابن الأَثیر:کأَنه قال کأَنها لکثره آفاتها من نواحی الشیاطین فی أََخلاقها و طبائعها.و

16- فی حدیث آخر :لا تصلوا فی أََعْطانِ الإِِبل لأَنها خلقت من أََعْنانِ الشیاطین. و عَنَنْتُ الکتابَ و أََعْنَنْتُه لکذا أََی عَرَّضْتُه له و صرَفْته إِلیه.و عَنَّ الکِتابَ یَعُنُّه عَنّاً و عَنَّنه :کَعَنْوَنَه،و عَنْوَنْتُه و عَلْوَنْتُه بمعنی واحد،مشتق من المَعْنی.و قال اللحیانی: عَنَّنْتُ الکتابَ تَعْنیناً و عَنَّیْتُه تَعْنِیَهً إِذا عَنْوَنْتَه،أََبدلوا من إِِحدی النونات یاء،و سمی عُنْواناً [عِنْواناً] لأَنه یَعُنُّ الکِتابَ من ناحِیتیه،و أََصله عُنَّانٌ ،فلما کثرت النونات قلبت إِحداها واواً،و من قال عُلْوانُ الکتاب جعل النون لاماً لأَنه أََخف و أََظهر من النون.و یقال للرجل الذی یُعَرِّض و لا یُصرِّحُ:قد جعل کذا و کذا عُنْواناً [عِنْواناً] لحاجته; و أََنشد:و تَعْرِفُ فی عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها، و فی جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْکی الدَّواهِیا. قال ابن بری:و العُنْوانُ الأَثر; قال سَوَّارُ بن المُضرِّب: و حاجهٍ دُونَ أَُخری قد سنَحْتُ بها، جعلتُها للتی أََخْفَیْتُ عُنْواناً قال:و کلما استدللت بشیءٍ تُظهره علی غیره فهو عُنوانٌ له کما قال حسان بن ثابت یرثی عثمان،رضی الله تعالی عنه: ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به، یُقَطِّعُ اللیلَ تَسْبِیحاً و قُرْآناً. قال اللیث:العُلْوانُ لغه فی العُنْوان غیر جیده،و العُنوان ،بالضم،هی اللغه الفصیحه; و قال أََبو دواد الرُّوَاسِیّ: لمن طَلَلٌ کعُنْوانِ الکِتابِ، ببَطْنِ أَُواقَ،أََو قَرَنِ الذُّهابِ؟ قال ابن بری:و مثله لأَبی الأَسود الدُّؤَلیّ:

ص :294

نظَرْتُ إِلی عُنْوانِه [عِنْوانِه] فنبَذتُه،

کنَبْذِکَ نَعلاً أََخلقَتْ من نِعالکا.

و قد یُکْسَرُ فیقال عِنوانٌ و عِنیانٌ .و اعْتَنَّ ما عند القوم أََی أَُعْلِمَ خَبَرَهم.و عَنْعَنهُ تمیم:إِبدالُهم العین من الهمزه کقولهم عَنْ یریدون أََنْ; و أََنشد یعقوب: فلا تُلْهِکَ الدنیا عَنِ الدِّینِ،و اعْتَمِلْ لآخرهٍ لا بُدّ عنْ سَتَصِیرُها. و قال ذو الرمه: أََ عَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقَاءَ منْزِلهً، ماءُ الصَّبَابهِ من عَینیکَ مَسْجُومُ. أََراد أََ أََن ترَسَّمْتَ; و قال جِرانُ العَوْدِ: فما أَُبْنَ حتی قُلْنَ یا لیْتَ عَنَّنا تُرابٌ،و عَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ. قال الفراء:لغه قریش و من جاورهم أََنَّ،و تمیمٌ و قَیْس و أََسَدٌ و من جاورهم یجعلون أََلف أََن إِذا کانت مفتوحه عیناً،یقولون:أََشهد عَنَّک رسول الله،فإِذا کسروا رجعوا إِلی الأَلف; و

16- فی حدیث قَیْلهَ :تَحْسَبُ عَنِّی نائمه. أََی تحسب أََنی نائمه; و منه

16- حدیث حُصَین بن مُشَمِّت :أََخبرنا فلان عَنَّ فلاناً حَدَّثه. أََی أََن فلاناً; قال ابن الأَثیر:کأَنَّهم یفعلون لبَحَحٍ فی أََصواتهم،و العرب تقول:لأَنَّکَ و لعَنَّک،تقول ذاک بمعنی لَعَلَّک.ابن الأَعرابی: لعنَّکَ لبنی تمیم،و بنو تَیْم الله بن ثَعْلبه یقولون:رَعَنَّک،یریدون لعلک.و من العرب من یقول:رَعَنَّکَ و لغَنَّک،بالغین المعجمه،بمعنی لعَلَّکَ،و العرب تقول:کنا فی عُنَّهٍ من الکَلإِ و فُنَّهٍ و ثُنَّهٍ و عانِکَهٍ من الکلإِ واحدٌ أََی کنا فی کَلاءٍ کثیر و خِصْبٍ.و عن :معناها ما عدا الشیءَ،تقول:رمیت عن القوسْ لأَنه بها قَذَفَ سهمه عنها و عدَّاها،و أََطعمته عن جُوعٍ،جعل الجوع منصرفاً به تارکاً له و قد جاوزه،و تقع من موقعها،و هی تکون حرفاً و اسماً بدلیل قولهم من عَنْه; قال القُطَامِیّ: فقُلْتُ للرَّکْبِ،لما أََنْ عَلا بهمُ، من عن یمینِ الحُبَیّا،نظرهٌ قَبَلُ. قال:و إِنما بنیت لمضارعتها للحرف; و قد توضع عن موضع بعد کما قال الحرث بن عُبَاد: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامهِ مِنِّی، لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حیالِ. أََی بعد حیال; و قال إِمرؤ القیس: و تُضْحی فَتیتُ المِسکِ فوقَ فِراشِها، نَؤُوم الضُّحَی لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ. و ربما وضعت موضع علی کما قال ذو الإِِصبع العدوانی: لاه ابنُ عمِّکَ لا أََفْضَلْتَ فی حَسَبٍ عَنی،و لا أََنتَ دَیّانی فتَخْزُونی. قال النحویون: عن ساکنه النون حرف وضع لمَعْنی ما عَدَاکَ و تراخی عنک.یقال:انصَرِفْ عنِّی و تنحَّ عنی .و قال أََبو زید:العرب تزیدُ عنک ،یقال:خذ ذا عنک ،و المعنی:خذ ذا،و عنک زیاده; قال النابغه الجعدی یخاطب لیلی الأَخیلیه: دَعی عنکِ تَشْتامَ الرجالِ،و أََقبِلی علی أََذْلَعِیٍّ یَملأُ اسْتَکِ فَیْشَلا. أَراد یملأُ استک فَیْشلُه فخرج نصباً علی التفسیر،و یجوز حذف النون من عن للشاعر کما یجوز له حذف نون من،و کأَنَّ حذْفَه إنما هو لالتقاء الساکنین،إِلا أَن حذف نون من فی الشعر أَکثر من حذف نون عن ،لأَن دخول من فی الکلام أَکثر من دخول عن .

ص :295

و عَنِّی :بمعنی عَلِّی أَی لَعَلِّی; قال القُلاخُ: یا صاحِبَیَّ،عَرِّجا قَلِیلا، عَنَّا نُحَیِّی الطَّلَلَ المُحِیلا. و قال الأَزهری فی ترجمه عنا،قال:قال المبرد من و إلی و رب و فی و الکاف الزائده و الباء الزائده و اللام الزائده هی حروف الإِِضافه التی یضاف بها الأَسماء و الأَفعال إلی ما بعدها،قال:فأَما ما وضعه النحویون نحو علی و عن و قبل و بَعْدُ و بَیْن و ما کان مثلَ ذلک فإِنما هی أَسماء; یقال:جئت من عِنْدِه،و من علیه،و من عن یساره،و من عن یمینه; و أَنشد بیت القطامی: من عَنْ یمین الحُبَیّا نظْرَهٌ قَبَلُ. قال:و مما یقع الفرق فیه بین من و عن أَن من یضاف بها ما قَرُبَ من الأَسماء،و عن یُوصَل بها ما تَراخی،کقولک:سمعت من فلان حدیثاً،و حدثنا عن فلان حدیثاً.و قال أَبو عبیده فی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَهَ عَنْ عِبٰادِهِ ; أَی من عباده.الأَصمعی:حدَّثنی فلان من فلان،یرید عنه.و لَهِیتُ من فلان و عنه ،و قال الکسائی:لَهِیتُ عنه لا غیر،و قال:اله مِنْه و عنه ،و قال: عنک جاء هذا،یرید منک; و قال ساعدهُ بن جُؤَیّهَ: أَ فَعنْک لا بَرْقٌ،کأَنَّ ومِیضَهُ غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ؟ قال:یرید أَ مِنْکَ بَرْقٌ،و لا صِلَهٌ; روی جمیعَ ذلک أَبو عبید عنهم،قال:و قال ابن السکیت تکون عن بمعنی علی; و أَنشد بیت ذی الإِِصبع العدوانی: لا أَفضلْتَ فی حَسَبٍ عَنِّی . قال: عَنِّی فی معنی عَلیَّ أَی لم تُفْضِلْ فی حسب عَلَیَّ،قال:و قد جاء عن بمعنی بعد; و أَنشد: و لقد شُبَّتِ الحُرُوبُ،فما غَمَّرْتَ فیها،إذ قَلَّصَتْ عن حِیالِ أی قلَّصَتْ بعد حِیالها; و قال فی قول لبید: لِورْدٍ تَقْلِصُ الغِیطانُ عنه، یَبُکُّ مسافَهَ الخِمْسِ الکَمالِ (1). قال:قوله عنه أَی من أَجله.و العرب تقول:سِرْ عنک و انْفُذْ عنک أَی امضِ و جُزْ،لا معنی لعَنْک.و

14- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه طاف بالبیت مع یَعْلَی بن أُمیَّه،فلما انتهی إلی الرکن الغرْبیِّ الذی یلی الأَسْودَ قال له:أَ لا تسْتَلِمُ؟ فقال له:انْفُذْ عنک فإِن النبی،صلی الله علیه و سلم،لم یسْتَلِمْه. ; و فی الحدیث:تفسیره أَی دَعْه.و یقال:جاءنا الخبر عن النبی،صلی الله علیه و سلم،فتخفض النون.و یقال:جاءنا مِنَ الخیر ما أَوجب الشکر فتفتح النون،لأَن عن کانت فی الأَصل عنی و من أَصلها مِنَا،فدلت الفتحه علی سقوط الأَلف کما دلت الکسره فی عن علی سقوط الیاء; و أَنشد بعضهم: مِنَا أن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ،حتی أَغاثَ شَرِیدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ. و قال الزجاج:فی إِعراب من الوقفُ إِلا أَنها فتحت مع الأَسماء التی تدخلها الأَلف و اللام لالتقاء الساکنین کقولک من الناس،النون من من ساکنه و النون من الناس ساکنه،و کان فی الأَصل أَن تکسر لالتقاء الساکنین،و لکنها فتحت لثقل اجتماع کسرتین لو کان من الناس لثَقُلَ ذلک،و أَما إِعراب عن الناس فلا یجوز فیه إِلا الکسر لأَن أَول عن مفتوح،قال:و القول ما قال الزجاج فی الفرق بینهما.

ص :296

عهن:

العِهْنُ :الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً; و منه قوله تعالی: کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ .و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْیِ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،من عِهْنٍ . ; قالوا: العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ،و قیل: العِهْنُ الصوف المصبوغ أَیَّ لَوْنٍ کان،و قیل:کلُّ صُوفٍ عِهْنٌ ،و القِطْعهُ منه عِهْنهٌ ،و الجمع عُهُونٌ ; و أَنشد أَبو عبید: فاضَ منه مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْضِ، و ما ضَنّ بالإِِخاذِ غُدُرْ. ابن الأَعرابی:فلان عاهِنٌ أَی مُسْترخٍ کَسْلان; قال أَبو العباس:أَصلُ العاهِن أَن یَتَقَصَّفَ القضیبُ من الشجره و لا یَبینَ فیبقی متعلقاً مسترخیاً.و العُهْنه :انکسارٌ فی القضیب من غیر بَیْنونه،إذا نظرتَ إلیه حسبته صحیحاً،فإذا هززته انثنی،و قد عَهَن .و العاهِنُ :الفقیر لانکساره.و عَهَن الشیءُ:دام و ثبت.و عَهَن أَیضاً:حَضَرَ.و مالٌ عاهِن :حاضر ثابت،و کذلک نَقْدٌ عاهِنٌ .و حکی اللحیانی:إنه لَعاهِنُ المال أَی حاضر النَّقْد; و قول کثیر: دیارُ ابنهِ الضَّمْریِّ إذ حَبْلُ وَصْلِها مَتِینٌ،و إِذ مَعْرُوفُها لک عاهِنُ . یکون الحاضر و الثابت; قال ابن بری:و مثله لتأَبط شرّاً: أَلا تِلْکُمو عِرْسی مُنَیْعهُ ضُمّنتْ، من الله،أَیْماً مُسْتَسِرّاً و عاهِنا . أَی مقیماً حاضراً.و العاهِنُ :الطعام الحاضر و الشراب الحاضر.و العاهنُ :الحاضر المقیم الثابت.و یقال:إِنه لَعِهْنُ مالٍ إذا کان حسن القیام علیه.و عَهَن بالمکان:أَقام به.و أَعطاه من عاهِنِ ماله و آهِنه مُبْدَلٌ أَی من تِلاده.و یقال:خُذْ من عاهِنِ المال و آهِنه أَی من عاجله و حاضره.و العَواهِنُ :جرائد النخل إذا یَبستْ،و قد عَهَنتْ تَعْهِنُ و تَعْهُنُ ،بالضم، عُهوناً ; عن أَبی حنیفه،و قیل: العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللواتی یَلِینَ القِلَبَه،فی لغه أَهل الحجاز،و هی التی یسمیها أَهل نجد الخَوافی،و منه سمیت جوارحُ الإِِنسان عَواهِنَ ; و منه

17- حدیث عمر :ائتنی بجریده و اتَّقِ العَواهِنَ . ; قال ابن الأَثیر:هی جمع عاهِنهٍ و هی السَّعفات التی یَلِینَ قُلْبَ النخله،و إنما نهی عنها إِشفاقاً علی قُلْب النخله أَن یَضُرَّ به قطعُ ما قرُبَ منها.و قال اللحیانی: العَواهِن السَّعَفات اللواتی دون القِلَبه،مَدَنیَّهٌ،و الواحد من کل ذلک عاهِنٌ و عاهِنه .ابن الأَعرابی: العِهان و الإِِهان و العُرْهونُ و العُرْجونُ و الفِتاقُ و العَسَقُ و الطَّرِیده و اللَّعِینُ و الضِّلَعُ و العُرْجُدُ واحد; قال الأَزهری:کله أَصل الکِباسه.و العَواهِنُ :عروق فی رحِمِ الناقه; قال ابنُ الرِّقاع: أَوْکَتْ علیه مَضِیقاً من عَواهِنها ، کما تَضَمَّنَ کشْحُ الحُرَّه الحَبَلا. علیه:یعنی الجنین.قال ابن الأَعرابی: عَواهِنُها موضع رحمها من باطن کعَواهِن النخل.و أَلْقی الکلام علی عَواهِنه :لم یتدبره،و قیل:هو إذا لم یُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ،و قیل:هو إذا تهاون به،و قیل:هو إذا قاله من قبیحه و حسنه.و

16- فی الحدیث :إن السَّلَفَ کانوا یُرْسِلون الکلمه علی عَواهِنها . أَی لا یَزُمُّونها و لا یَخطِمونها; قال ابن الأَثیر: العَواهِنُ أَن تأْخذ غیرَ الطریق فی السیر أَو الکلام،جمع عاهِنه ،و قیل:هو من قولک عَهِنَ له کذا أَی عجِلَ.و عَهِنَ الشیءُ إذا حَضَر أَی أَرسل الکلام علی ما حضَر منه و عَجِلَ من خطأٍ و صواب.ابن الأَعرابی:یقال إنه لیَحْدِسُ الکلامَ علی عَواهنه ،

ص :297

و هو أَن یتعسَّف الکلامَ و لا یتأَنی.یقال: عَهَنتُ علی کذا و کذا أَعْهُنُ ; المعنی أَی أُثَبِّی منه معرفه; و یقال:أُثبِّی أُثْبِتُ من قول لبید: یُثَبِّی ثَناءً من کریمٍ. و قوله: أَلا انْعَمْ علی حُسْنِ التَّحیَّه و اشْرب. و عَهَنَ منه خیر یَعْهُنُ عُهوناً :خرج،و قیل:کل خارج عاهِنٌ .و العِهْنه :بقله; قال ابن بری:و العِهْنه من ذکور البَقْل.قال الأَزهری:و رأَیت فی البادیه شجره لها ورده حمراء یسمونها العِهْنه .و عُهَیْنه :قبیله دَرَجَتْ.و عاهِنٌ :واد معروف.و عاهانُ بن کعب:من شعرائهم،فیمن أَخذه من العِهْن ،و من أَخذه من العاهه فبابه غیر هذا الباب.

عون:

العَوْنُ :الظَّهیر علی الأَمر،الواحد و الاثنان و الجمع و المؤنث فیه سواء،و قد حکی فی تکسیره أَعْوان ،و العرب تقول إذا جاءَتْ السَّنه:جاء معها أَعْوانها ; یَعْنون بالسنه الجَدْبَ،و بالأَعوان الجراد و الذِّئاب و الأَمراض،و العَوِینُ اسم للجمع.أَبو عمرو: العَوینُ الأَعْوانُ .قال الفراء:و مثله طَسیسٌ جمع طَسٍّ.و تقول: أَعَنْتُه إعانه و اسْتَعَنْتُه و استَعَنْتُ به فأَعانَنی ،و إنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ و إِن لم یکن تحته ثلاثی معتل،أَعنی أَنه لا یقال عانَ یَعُونُ کَقام یقوم لأَنه،و إن لم یُنْطَق بثُلاثِیِّه،فإِنه فی حکم المنطوق به،و علیه جاءَ أَعانَ یُعِین ،و قد شاع الإِِعلال فی هذا الأَصل،فلما اطرد الإِِعلال فی جمیع ذلک دَلَّ أَن ثلاثیه و إن لم یکن مستعملاً فإِنه فی حکم ذلک،و الإِسم العَوْن و المَعانه و المَعُونه و المَعْوُنه و المَعُون ; قال الأَزهری:و المَعُونه مَفْعُله فی قیاس من جعله من العَوْن ; و قال ناسٌ:هی فَعُوله من الماعُون،و الماعون فاعول،و قال غیره من النحویین: المَعُونه مَفْعُله من العَوْن مثل المَغُوثه من الغَوْث،و المضوفه من أَضافَ إذا أَشفق،و المَشُوره من أَشارَ یُشیر،و من العرب من یحذف الهاء فیقول مَعُونٌ ،و هو شاذ لأَنه لیس فی کلام العرب مَفْعُل بغیر هاء.قال الکسائی:لا یأْتی فی المذکر مَفْعُلٌ،بضم العین،إلاَّ حرفان جاءَا نادرین لا یقاس علیهما: المَعُون ،و المَکْرُم; قال جمیلٌ: بُثَیْنَ الْزَمی لا،إنَّ لا إنْ لزِمْتِه، علی کَثْره الواشِینَ،أَیُّ مَعُونِ یقول:نِعْمَ العَوْنُ قولک لا فی رَدِّ الوُشاه،و إن کثروا; و قال آخر: لیَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَکْرُمِ (1). و قیل: مَعُونٌ جمع مَعونه ،و مَکْرُم جمع مَکْرُمه; قاله الفراء.و تعاوَنوا علیَّ و اعْتَوَنوا : أَعان بعضهم بعضاً.سیبویه:صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها فی معنی تعاوَنوا ،فجعلوا ترک الإِِعلال دلیلاً علی أَنه فی معنی ما لا بد من صحته،و هو تعاونوا ; و قالوا: عاوَنْتُه مُعاوَنه و عِواناً ،صحت الواو فی المصدر لصحتها فی الفعل لوقوع الأَلف قبلها.قال ابن بری:یقال اعْتَوَنوا و اعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً; قال ذو الرمه: فکیفَ لنا بالشُّرْبِ،إنْ لم یکنْ لنا

ص :298

و تَعاوَنَّا : أَعان بعضنا بعضاً.و المَعُونه : الإِِعانَه .و رجل مِعْوانٌ :حسن المَعُونه .و تقول:ما أَخلانی فلان من مَعاوِنه ،و هو جمع مَعُونه .و رجل مِعْوان :کثیر المَعُونه للناس.و اسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَنی و عاونَنی .و فی الدعاء:رَبِّ أَعنِّی و لا تُعِنْ عَلیَّ.و المُتَعاوِنه من النساء:التی طَعَنت فی السِّنِّ و لا تکون إلا مع کثره اللحم; قال الأَزهری:امرأَه مُتَعاوِنه إذا اعتدل خَلْقُها فلم یَبْدُ حَجْمُها.و النحویون یسمون الباء حرف الاستعانه ،و ذلک أَنک إذا قلت ضربت بالسیف و کتبت بالقلم و بَرَیْتُ بالمُدْیَه،فکأَنک قلت استعنت بهذه الأَدوات علی هذه الأَفعال.قال اللیث:کل شیء أَعانک فهو عَوْنٌ لک،کالصوم عَوْنٌ علی العباده،و الجمع الأَعْوانُ .و العَوانُ من البقر و غیرها:النَّصَفُ فی سنِّها.و فی التنزیل العزیز: لاٰ فٰارِضٌ وَ لاٰ بِکْرٌ عَوٰانٌ بَیْنَ ذٰلِکَ ; قال الفراء:انقطع الکلام عند قوله وَ لاٰ بِکْرٌ ،ثم استأْنف فقال عَوٰانٌ بَیْنَ ذٰلِکَ ،و قیل: العوان من البقر و الخیل التی نُتِجَتْ بعد بطنها البِکْرِ.أَبو زید: عانَتِ البقره تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً ; و العَوان :النَّصَفُ التی بین الفارِضِ،و هی المُسِنَّه،و بین البکر،و هی الصغیره.و یقال:فرس عَوانٌ و خیل عُونٌ ،علی فُعْلٍ،و الأَصل عُوُن فکرهوا إلقاء ضمه علی الواو فسکنوها،و کذلک یقال رجل جَوادٌ و قوم جُود; و قال زهیر: تَحُلُّ سُهُولَها،فإِذا فَزَعْنا، جَرَی منهنَّ بالآصال عُونُ . فَزَعْنا:أَغَثْنا مُسْتَغیثاً; یقول:إذا أَغَثْنا رکبنا خیلاً،قال:و من زعم أَن العُونَ هاهنا جمع العانَهِ فقد أَبطل،و أَراد أَنهم شُجْعان،فإِذا اسْتُغیث بهم رکبوا الخیل و أَغاثُوا.أَبو زید:بَقَره عَوانٌ بین المُسِنَّهِ و الشابه.ابن الأَعرابی: العَوَانُ من الحیوان السِّنُّ بین السِّنَّیْنِ لا صغیر و لا کبیر.قال الجوهری: العَوَان النَّصَفُ فی سِنِّها من کل شیء.و فی المثل: لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَهَ ; قال ابن بری:أَی المُجَرِّبُ عارف بأَمره کما أَن المرأَه التی تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار.قال ابن سیده: العَوانُ من النساء التی قد کان لها زوج،و قیل:هی الثیِّب،و الجمع عُونٌ ; قال: نَواعِم بین أَبْکارٍ و عُونٍ ، طِوال مَشَکِّ أَعْقادِ الهَوادِی. تقول منه: عَوَّنَتِ المِرأَهُ تَعْوِیناً إذا صارت عَواناً ،و عانت تَعُونُ عَوْناً .و حربٌ عَوان :قُوتِل فیها مره (1).کأَنهم جعلوا الأُولی بکراً،قال:و هو علی المَثَل; قال: حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ، خَطَرتْ و کانت قبلها لم تَخْطُرِ و حَرْبٌ عَوَان :کان قبلها حرب; و أَنشد ابن بری لأَبی جهل: ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّی؟ بازِلُ عامین حَدِیثٌ سِنِّی، لمِثْل هذا وَلَدَتْنی أُمّی. و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :کانت ضَرَباتُه مُبْتَکَراتٍ لا عُوناً . ; العُونُ :جمع العَوان ،و هی التی وقعت مُخْتَلَسَهً فأَحْوَجَتْ إلی المُراجَعه; و منه الحرب العَوانُ أَی المُتَردّده،و المرأَه العَوان و هی الثیب،یعنی أَن ضرباته کانت قاطعه ماضیه لا

ص :299

تحتاج إلی المعاوده و التثنیه.و نخله عَوانٌ :طویله،أَزْدِیَّه.و قال أَبو حنیفه: العَوَانَهُ النخله،فی لغه أَهل عُمانَ.قال ابن الأَعرابی: العَوانَه النخله الطویله،و بها سمی الرجل،و هی المنفرده،و یقال لها القِرْواحُ و العُلْبَه.قال ابن بری:و العَوَانه الباسِقَه من النخل،قال:و العَوَانه أَیضاً دوده تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً کثیره.قال الأَصمعی: العَوانه دابه دون القُنْفُذ تکون فی وسط الرَّمْله الیتیمه،و هی المنفرده من الرملات،فتظهر أَحیاناً و تدور کأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص،قال:و یقال لهذه الدابه الطُّحَنُ،قال:و العَوانه الدابه،سمی الرجل بها.و بِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ و مُتَدارِک و مُتَلاحِک إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه و سِنُّه.و العَانه :القطیع من حُمُر الوحش.و العانه :الأَتان،و الجمع منهما عُون ،و قیل:و عانات .ابن الأَعرابی: التَّعْوِینُ کثرهُ بَوْکِ الحمار لعانته .و التَّوْعِینُ :السِّمَن.و عانه الإِِنسان:إِسْبُه،الشعرُ النابتُ علی فرجه،و قیل:هی مَنْبِتُ الشعر هنالک. و اسْتَعان الرجلُ:حَلَقَ عانَتَه ; أَنشد ابن الأَعرابی: مِثْل البُرام غَدا فی أُصْدَهٍ خَلَقٍ، لم یَسْتَعِنْ ،و حَوامی الموتِ تَغْشاهُ. البُرام:القُرادُ،لم یَسْتَعِنْ أَی لم یَحْلِقْ عانته ،و حَوامی الموتِ:حوائِمُه فقلبه،و هی أَسباب الموت.و قال بعض العرب و قد عرَضَه رجل علی القَتْل:أَجِرْ لی سَراویلی فإِنی لم أَسْتَعِنْ .و تَعَیَّنَ : کاسْتَعان ; قال ابن سیده:و أَصله الواو،فإِما أَن یکون تَعَیَّنَ تَفَیْعَلَ،و إِما أَن یکون علی المعاقبه کالصَّیَّاغ فی الصَّوَّاغ،و هو أَضعف القولین إذ لو کان ذلک لوجدنا تَعَوَّنَ،فعَدَمُنا إِیاه یدل علی أَن تَعَیَّنَ تَفَیْعَل.الجوهری: العانَه شعرُ الرکَبِ.قال أَبو الهیثم: العانه مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَه،و فوق الذکر من الرجل،و الشَّعَر النابتُ علیهما یقال له الشِّعْرَهُ و الإِِسْبُ; قال الأَزهری:و هذا هو الصواب.و فلان علی عانَه بَکْرِ بن وائل أَی جماعتهم و حُرْمَتِهم; هذه عن اللحیانی،و قیل:هو قائم بأَمرهم.و العانَهُ :الحَظُّ من الماء للأَرض،بلغه عبد القیس.و عانَهُ :قریه من قُری الجزیره،و فی الصحاح:قریه علی الفُرات،و تصغیر کل ذلک عُوَیْنه .و أَما قولهم فیها عاناتٌ فعلی قولهم رامَتانِ،جَمَعُوا کما ثَنَّوْا.و العانِیَّه :الخَمْر،منسوبه إلیها.اللیث: عاناتُ موضع بالجزیره تنسب إلیها الخمر العانِیَّه ; قال زهیر: کأَنَّ رِیقَتَها بعد الکَری اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَهَ ،لَمَّا یَعْدُ أَن عَتَقا. و ربما قالوا عاناتٌ کما قالوا عرفه و عَرَفات،و القول فی صرف عانات کالقول فی عَرَفات و أَذْرِعات; قال ابن بری:شاهد عانات قول الأَعشی: تَخَیَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً، و رَجَّی خَیرَها عاماً فعاما. قال:و ذکر الهرویُّ أَنه یروی بیت إِمرئ القیس علی ثلاثه أَوجه: تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ... بالتنوین،و أَذرعاتِ بغیر تنوین،و أَذرعاتَ بفتح التاء; قال:و ذکر أَبو علی الفارسی أَنه لا یجوز فتح التاء عند سیبویه.و عَوْنٌ و عُوَیْنٌ و عَوانهُ :أَسماء.و عَوانه و عوائنُ :موضعان; قال تأبَّط شرّاً: و لما سمعتُ العُوصَ تَدْعو،تنَفَّرَتْ عصافیرُ رأْسی من برًی فعَوائنا .

ص :300

و مَعانُ :موضع بالشام علی قُرب مُوته; قال عبد الله بن رَواحه: أَقامتْ لیلَتین علی مَعانٍ ، و أَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

عین:

العَیْنُ :حاسه البصر و الرؤیه،أُنثی،تکون للإِنسان و غیره من الحیوان.قال ابن السکیت: العَینُ التی یبصر بها الناظر،و الجمع أَعْیان و أَعْیُن و أَعْیُنات ،الأَخیره جمع الجمع و الکثیر عُیون ،قال یزید بن عبد المَدان: و لکِنَّنی أَغْدُو،عَلیَّ مُفاضهٌ دِلاصٌ، کأَعْیانِ الجراد المُنظَّمِ و أَنشد ابن بری: بأَعْیُنات لم یُخالِطْها القَذی و تصغیر العین عُیَیْنهٌ ،و منه قیل ذو العُیَیْنَتَین للجاسوس،و لا تقل ذو العُوَیْنَتین.قال ابن سیده:و العَیْنُ الذی یُبْعث لیَتجسَّس الخبرَ،و یسمی ذا العَیْنَین ،و یقال تسمیه العرب ذا العینین و ذا العُوَینتین ،کله بمعنی واحد.و زعم اللحیانی أَن أَعْیُناً قد یکون جمع الکثیر أَیضاً،قال الله عز و جل: أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِهٰا و إِنما أَراد الکثیر و قولهم: بعَیْنٍ ما أَرَیَنَّک،معناه عَجِّل حتی أَکون کأَنی أَنظر إِلیک بعَیْنی .و

16- فی الحدیث :أَن موسی،علیه السلام،فَقَأَ عَینَ مَلَک الموت بصکَّهٍ صکه. قیل:أَراد أَنه أَغلظ له فی القول،یقال:أَتیته فلَطَمَ وجهی بکلام غلیظ،و الکلام الذی قاله له موسی قال:أُحَرِّجُ علیک أَن تدْنوَ منی فإِنی أُحرِّجُ داری و منزلی،فجعل هذا تغلیظاً من موسی له تشبیهاً بفَقْء العَین ،و قیل:هذا الحدیث مما یُؤمَنُ به و بأَمثاله و لا یُدخَل فی کیفیته.و قول العرب: إِذا سَقطت الجبْههُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدی عَیْنیْها ،فإِذا سقطت الصَّرْفهُ نظرت بهما جمیعاً ،إِنما جعلوا لها عَیْنین علی المثل.و قوله تعالی: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی ،فسره ثعلب فقال:لتُرَبَّی من حیث أَراک.و فی التنزیل: وَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنٰا ،قال ابن الأَنباری:قال أَصحاب النقل و الأَخذ بالأَثر الأَعْیُنُ یرید به العَینَ ،قال:و عَینُ الله لا تفسر بأَکثر من ظاهرها،و لا یسع أَحداً أَن یقول:کیف هی،أَو ما صفتها؟و قال بعض المفسرین: بِأَعْیُنِنٰا بإِبصارنا إِلیک،و قال غیره:بإِشفاقنا علیک،و احتج بقوله: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی ،أَی لِتُغذَّی بإِشفاقی.و تقول العرب:علی عَیْنی قصدْتُ زیداً،یریدون الإِشفاق.و العَیْنُ :أَن تصِیبَ الإِنسانَ بعینٍ .و عانَ الرجلَ یَعِینُه عَیْناً ،فهو عائن ،و المصاب مَعِینٌ ،علی النقص،و مَعْیونٌ ،علی التمام:أَصابه بالعین .قال الزجاج: المَعِینُ المُصابُ بالعین ،و المعْیون الذی فیه عینٌ،قال عباس بن مِرداس: قد کان قوْمُک یحْسَبونک سیِّداً، و إِخالُ أَنک سَیِّدٌ مَعْیونُ و حکی اللحیانی:إِنک لجمیل و لا أَعِنْکَ و لا أَعِینُک ،الجزم علی الدعاء،و الرفع علی الإِخبار،أَی لا أُصیبک بعین.و رجل مِعْیانٌ و عَیونٌ :شدید الإِصابه بالعین ،و الجمع عُیُنٌ و عِینٌ ،و ما أَعْیَنه .و

16- فی الحدیث : العین حق و إِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا. یقال:أَصابت فلاناً عینٌ إِذا نظر إِلیه عدوّ أَو حسود فأَثرت فیه فمرض بسببها.و

16- فی الحدیث :کان یُؤمَرُ العائنُ فیتوضأُ ثم یَغْتسِل منه المَعِین . و

16- فی الحدیث :لا رُقْیَهَ إِلاَّ من عَینٍ أَو حُمَهٍ. تخصیصه العین و الحمه لا یمنع جواز الرقیه فی غیرهما من الأَمراض لأَنه أَمر بالرقیه مطلقاً،و رَقی بعض أَصحابه من غیرهما،و إِنما

ص :301

معناه لا رُقْیه أَولی و أَنفعُ من رُقیه العین و الحُمَه.و تعَیَّنَ الإِبلَ و اعْتانها :اسْتَشْرَفها لیَعِینها ،و أَنشد ابن الأَعرابی: یَزِینُها للناظِرِ المُعْتانِ خَیْفٌ قریبُ العهْدِ بالحَیْرانِ أَی إِذا کان عهدها قریباً بالولاده کان أَضخم لضرعها و أَحسن و أَشدّ امتلاء.و تعَیَّنَ الرجلُ إِذا تشَوَّهَ و تأَنی لیصیب شیئاً بعینه.و أَعلنها کاعْتانها .و رجل عَیونٌ إِذا کان نَجیءَ العین ،یقال:أَتیت فلاناً فما عَیَّنَ لی بشیء و ما عَیَّنَنی بشیء أَی ما أَعطانی شیئاً.و العَیْنُ و المُعاینه :النَّظَرُ،و قد عایَنهُ مُعاینه و عِیاناً .و رآه عِیاناً :لم یشک فی رؤیته إِیاه.و رأَیت فلاناً عِیاناً أَی مواجهه.قال ابن سیده:و لقیه عِیاناً أَی مُعاینه ،و لیس فی کل شیء قیل مثل هذا،لو قلت لِحاظاً لم یجز،إِنما یُحکی من ذلک ما سُمِع.و تعَیَّنْتُ الشیء:أَبصرته،قال ذو الرمه: تُخَلَّی فلا تَنْبُو إِذا ما تعَیَّنَتْ بها شَبَحاً،أَعْناقُها کالسَّبائک و رأَیتُ عائنه من أَصحابه أَی قوماً عایَنونی .و هو عبدُ عَیْنٍ أَی ما دمت تراه فهو کالعَبد لک،و قیل:أَی ما دام مولاه یراه فهو فارِهٌ و أَما بعده فلا،عن اللحیانی،قال:و کذلک تُصَرِّفه فی کل شیءٍ من هذا کقولک هو صدیقُ عَیْنٍ .و یقال للرجل یُظهِر لک من نفسه ما لا یَفِی به إِذا غاب:هو عَبْد عَینٍ و صدیقُ عین ،قال الشاعر: و مَنْ هو عبْدُ العَینِ ،أَما لِقاؤه فَحُلْوٌ،و أَما غَیْبُه فظَنُونُ و نَعِمَ اللَّهُ بک عَیْناً أَی أَنْعَمها.و لقیته أَدْنَی عائنهٍ أَی أَدْنی شیء تدْرکه العینُ .و العَیَنُ :عِظَمُ سوادِ العین و سَعَتُها. عَیِنَ یَعْیَنُ عَیَناً و عِیْنَهً حسنه،الأَخیره عن اللحیانی،و هو أَعْیَنُ و إِنه لبَیِّنُ العِینهِ ،عن اللحیانی،و إِنه لأَعْیَنُ إِذا کان ضخم العین واسعَها،و الأُنثی عَیْناء ،و الجمع منها عِینٌ ،و أَصله فُعْل بالضم،و منه قیل لبقر الوحش عِینٌ ،صفه غالبه.قال الله عز و جل: وَ حُورٌ عِینٌ .و رجل أَعْیَنُ :واسع العَین بَیِّنُ العَیَنِ ،و العِینُ :جمع عَیْناء ،و هی الواسعه العین .و

16- فی الحدیث إِن فی الجنه لمُجْتَمَعاً للحور العین . و

14- فی الحدیث :أَن رسول اللَّه،صلی اللَّه علیه و سلم،أَمر بقتل الکلاب العِینِ . هی جمع أَعْیَنَ .و

16- حدیث اللِّعَانِ :إِن جاءت به أَعْیَنَ أَدْعَج. و الثورُ أَعْیَنُ و البقره عَیْناء .قال ابن سیده:و لا یقال ثور أَعْیَنُ و لکن یقال الأَعْیَنُ ،غیر موصوف به،کأَنه نقل إِلی حدّ الاسمیه.و قال ابن بری:یقال عَیِنَ الرجلُ یَعْیَنُ عَیَناً و عِینهً ،و هو أَعْیَنُ .و عُیُون البقر:ضرب من العنب بالشام،و منهم من لم یَخُصَّ بالشام و لا بغیره،علی التشبیه بعُیون البقر من الحیوان،و قال أَبو حنیفه:هو عنب أَسود لیس بالحالِکِ،عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ یُزَبَّبُ،و لیس بصادق الحلاوه.و ثوب مُعَیَّنٌ :فی وَشْیِه ترابیعُ صِغار تُشَبَّه بعُیون الوحش.و ثوْرٌ مُعَیَّنٌ :بین عینیه سواد،أَنشد سیبویه: فکأَنَّه لَهِقُ السَّراهِ،کأَنه ما حاجِبَیْهِ مُعَیَّنٌ بسَوَادِ (1)و العِینهُ للشاه:کالمَحْجِرِ للإِنسانِ،و هو ما حول العین .و شاه عَیْناء إِذا اسوَدَّ عِینَتُها و ابیضَّ سائرها،و قیل:أَو کان بعکس ذلک.و عَیْنُ الرجل:

ص :302

مَنْظَرُه.و العَیْنُ :الذی ینظر للقوم،یذکر و یؤنث،سمی بذلک لأَنه إنما ینظر بعینه ،و کأَنَّ نقْلَهُ من الجزء إِلی الکل و هو الذی حملهم علی تذکیره،و إِلا فإِن حکمه التأْنیثُ،قال ابن سیده:و قیاس هذا عندی أَن من حمله علی الجزء فحکمه أَن یؤنثه،و من حمله علی الکل فحکمه أَن یذکره،و کلاهما قد حکاه سیبویه،و قول أَبی ذؤیب: و لو أَنَّنی استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِلیه المَنایا عَیْنُها و رَسُولُها أَراد نفسها.و کان یجب أَن یقول أَعینها و رسلها لأَن المنایا جمع،فوضع الواحد موضع الجمع،و بیت أَبی ذؤیب هذا استشهد به الأَزهری علی قوله العَیْنُ الرَّقیب،و قال بعد إِیراد البیت:یرید رقیبها،و أَنشد أَیضاً لجمیل: رَمی اللَّهُ فی عَیْنَیْ بُثَیْنهَ بالقَذَی، و فی الغُرّ من أَنْیابها بالقَوادح و قال:معناه فی رَقیبیها اللذین یَرْقُبانها و یحولان بینی و بینها،و هذا مکان یحتاج إِلی محاقَقه (1)الأَزهری علیه،و إِلا فما الجمع بین الدعاء علی رقیبیها و علی أَنیابها،و فیما ذکره تکلف ظاهر.و فلانٌ عَیْنُ الجیش:یریدون رئیسه.و الاعْتِیانُ :الارْتِیادُ.و بعثنا عَیْناً أَی طلیعه یَعْتانُنا و یَعْتانُ لنا أَی یأْتینا بالخبر.و المُعْتانُ :الذی یبعثه القوم رائداً.حکی اللحیانی:ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُکْلِئاً فعَدَّاه أَی ارْتادَ لنا منزلاً ذا کَلَإٍ.و عانَ لهم: کاعْتانَ ،عن الهَجریّ،و أَنشد لناهض بن ثُومه الکلابی: یُقاتِلُ مَرَّهً و یَعِینُ أُخْرَی، ففَرَّتْ بالصَّغارِ و بالهَوَانِ و اعْتانَ لنا فلانٌ أَی صار عَیْناً أَی رَبیئهً،و ربما قالوا عانَ علینا فلانٌ یَعِینُ عِیانهً أَی صار لهم عَیناً .و

16- فی الحدیث :أَنه بعث بسْبَسَهَ عَیْناً یومَ بَدْرٍ. أَی جاسوساً.و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخیر.و منه

16- حدیث الحُدَیْبیه :کانَ اللَّهُ قد قطَعَ عَیْناً من المشرکین. أَی کفی اللَّه منهم من کان یَرْصُدُنا و یتَجَسَّسُ علینا أَخبارَنا.و یقال:اذْهَبْ و اعْتَنْ لی منزلاً أَی ارْتَدْهُ.و العَیْنُ :الدَّیْدَبانُ و الجاسوسُ.و أَعْیانُ القوم:أَشرافهم و أَفاضلهم،علی المَثَل بشَرَفِ العَیْنِ الحاسه.و ابْنا عِیانٍ :طائران یَزْجُرُ بهما العربُ کأَنهم یَرَوْنَ ما یُتَوَقَّع أَو یُنْتَظَرُ بهما عِیاناً ،و قیل:ابْنا عِیانٍ خَطَّانِ یُخَطَّانِ فی الأَرض یزجر بهما الطیر،و قیل:هما خَطَّانِ یَخُطُّونهما للعِیافه ثم یقول الذی یَخُطُّهما:ابْنَیْ عِیانْ ، (2)أَسْرِعا البَیان،و قال الراعی: و أَصْفَرَ عَطَّافٍ،إِذا راحَ رَبُّه جری ابْنا عِیانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ و إِنما سمیا ابنی عِیَانٍ لأَنهم یُعایِنُونَ الفَوْزَ و الطعامَ بهما،و قیل:ابنا عِیانٍ قِدْحانِ معروفان،و قیل:هما طائران یزجر بهما یکونان فی خط الأَرض،و إِذا علم أَن القامر یَفُوزُ قِدْحُه قیل:جرَی ابْنا عِیانٍ .و العَیْنُ : عَیْنُ الماء.و العَیْنُ :التی یخرج منه الماء.و العَیْنُ :یَنْبُوع الماء الذی یَنْبُع من الأَرض و یجری،أُنْثی،و الجمع أَعْیُنٌ و عُیُونٌ .و یقال:غارَتْ عَیْنُ الماء.و عَینُ الرَّکِیَّه:مَفْجَرُ مائها و مَنْبَعُها.و

16- فی الحدیث :خیرُ المالِ عَیْنٌ سَاهِرَهٌ لعَیْنٍ نائمهٍ. أَراد عَینَ

ص :303

الماء التی تجری و لا تنقطع لیلاً و نهاراً،و عَینُ صاحبها نائمه فجعل السهر مثلاً لجریها،و قوله أَنشده ثعلب: أُولئک عَیْنُ الماءِ فیهم،و عِنْدَهمْ، من الخِیفَهِ،المَنْجاهُ و المُتحَوَّلُ فسره فقال: عینُ الماء الحیاه للناس.و حفَرْتُ حتی عِنْتْ ُ و أَعْیَنْتُ :بلغْتُ العُیونَ ،و کذلک أَعانَ و أَعْیَنَ :حفر فبلغ العُیونَ .و قال الأَزهری حفَرَ الحافرُ فأَعْیَنَ و أَعانَ أَی بلغ العُیون .و عَیْنُ القَناهِ:مَصَبُّ مائها.و ماءٌ مَعْیُونٌ :ظاهر،تراه العَینُ جاریاً علی وجه الأَرض،و قول بدر بن عامر الهذلی: ماءٌ یَجِمُّ لحافِرٍ مَعْیُون قال بعضهم:جَرَّه علی الجِوارِ،و إِنما حکمه مَعْیُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء و قال بعضهم:هو مفعول بمعنی فاعل.و ماء مَعِینٌ : کَمعْیُونٍ ،و قد اختُلِفَ فی وزنه فقیل:هو مَفْعُول و إِن لم یکن له فعل،و قیل:هو فَعِیلٌ من المَعْنِ ،و هو الاستقاء،و قد ذکر فی الصحیح.أَبو سعید: عَیْنٌ مَعْیُونه لها مادّه من الماء،و قال الطِّرمَّاحُ: ثم آلَتْ،و هی مَعْیُونَهٌ ، من بَطِیءِ الضَّهْلِ نُکْزِ المَهامی أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَی رجعت.و عانَتِ البئرُ عَیْناً :کثر ماؤها.و عانَ الماءُ و الدَّمْعُ یَعینُ عَیْناً و عَیَناناً ،بالتحریک:جَری و سال.و سِقاء عَیَّنٌ و عَیِّنٌ ،و الکسر أَکثر،کلاهما إِذا سال ماؤه،عن اللحیانی،و قیل: العَیِّنُ و العَیَّنُ الجدید،طائیه،قال الطرماح: قد اخْضَلَّ منها کلُّ بالٍ و عَیِّنِ ، و جَفَّ الرَّوایا بالمَلا المُتَباطِنِ و کذلک قربه عَیَّنٌ :جدیده،طائیه أَیضاً،قال: ما بالُ عَیْنِیَ کالشَّعِیبِ العَیَّنِ و حمل سیبویه عَیَّناً علی أَنه فَیْعَل مما عینه یاء،و قد کان یمکن أَن یکون فَوْعَلاً و فَعْوَلاً من لفظ العین و معناها،و لو حکم بأَحد هذین المثالین لحمل علی مأْلوف غیر منکر،أَ لا تری أَن فَعْوَلاً و فَوْعَلاً لا مانع لکل واحد منهما أَن یکون فی المعتل کما یکون فی الصحیح؟و أَما فیعل،بفتح العین،مما عینه یاء فعزیز،ثم لم تمنعه عزه ذلک أَن حکم بذلک علی عَیَّنٍ ،و عَدَلَ عن أَن یحمله علی أَحد المثالین اللذین کل واحد منهما لا مانع له من کونه فی المعتل العین کونُه فی الصحیحها،فلا نظیر لعَیَّنٍ ،و الجمع عَیائن ،همزوا لقربها من الطَّرَف. الأَصمعی: عَیَّنْتُ القربه إِذا صببت فیها ماء لیخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ و هی جدیده،و سَرَّبْتُها کذلک.و قال الفراء: التَّعَیُّنُ أَن یکونَ فی الجلد دوائر رقیقه،قال القَطامیّ: و لکنَّ الأَدِیمَ إِذا تَفَرَّی بِلًی و تَعَیُّناً ،غَلَبَ الصَّناعا الجوهری: عَیَّنْتُ القِرْبهَ صَبَبْتُ فیها ماءً لتنفتح عُیُونُ الخُرَز فتنسدّ،قال جریر: بلی فارْفَضَّ دَمْعُک غیرَ نَزْرٍ، کما عَیَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابی: تَعَیَّنتْ أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل تَعَیُّنِ القِرْبه.و تَعَیَّنْتُ الشخصَ تَعَیُّناً إِذا رأَیته.و عَیْنُ القِبله:حقیقتها.و العَیْنُ من السحاب:ما أَقبل من ناحیه القِبله و عن یمینها،یعنی قبله العراق.یقال:هذا مَطَرُ العَیْنِ ،و لا یقال مُطِرْنا بالعَیْنِ .و قال ثعلب:إِذا کان المطر من ناحیه القبله فهو مطر العَیْنِ ،و العَیْنُ :اسم لما عن یمین قبله أَهل العراق،

ص :304

و کانت العرب تقول:إِذا نَشَأَتِ السحابه من قِبَلِ العَین فإِنها لا تکادُ تُخْلِفُ أَی من قِبَلِ قبله أَهل العراق.و

16- فی الحدیث :إِذا نَشَأَتْ بَحْرِیَّهً ثم تَشاءمت فتِلْک عَیْنٌ غُدَیْقهٌ. هو من ذلک،قال:و ذلک أَخْلَقُ للمطر فی العاده،و قال:تقول العرب مُطِرْنا بالعَیْنِ ،و قیل: العَیْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْله،و ذلک الصُّقْعُ یسمی العَیْنَ ،و قوله:تشاءمت أَی أَخذت نحو الشأْم،و الضمیر فی تشاءمت للسحابه فتکون بحریه منصوبه،أَو للبحریه فتکون مرفوعه (1).و العَیْنُ :مطر أَیام لا یُقْلِعُ،و قیل:هو المطر یَدُوم خمسه أَیام أَو سته أَو أَکثر لا یُقْلِعُ،قال الراعی: و أَنْآءُ حَیٍّ تحتَ عَیْنٍ مَطِیرَهٍ عِظامِ البُیوتِ یَنزلُون الرَّوابیا یعنی حیث لا تَخْفی بیوتُهم، (2)یریدون أَن تأْتیهم الأَضیاف.و العَیْن :الناحیه.و العَیْنُ : عَیْنُ الرُّکْبه.و عَیْنُ الرکبه:نُقْره فی مُقَدَّمها،و لکل رکبه عینان ،و هما نقرتان فی مُقَدَّمها عند الساق.و العَیْنُ : عَیْنُ الشمس،و عَیْنُ الشمس:شُعاعها الذی لا تثبت علیه العَیْن ،و قیل: العَینُ الشمس نفسها.یقال:طلعت العَیْنُ و غابت العَیْن ،حکاه اللحیانی.و العَینُ :المالُ العَتیدُ الحاضر الناضُّ.و من کلامهم: عَیْنٌ غیر دَیْنٍ.و العَیْن :النَّقْدُ،یقال:اشتریت العبد بالدین أَو بالعَیْنِ ،و العَیْنُ الدینار کقول أَبی المِقْدام: حَبَشیٌّ له ثَمانون عیناً ، بین عَیْنَیْهِ قد یَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشیّاً له ثمانون دیناراً،بین عینیه :بین عینی رأْسه.و العَیْنُ :الذَّهَبُ عامَّهً.قال سیبویه:و قالوا علیه مائهٌ عَیْناً ،و الرفع الوجه لأَنه یکون من اسم ما قبله،و هو هو.الأَزهری:و العَیْنُ الدینار.و العَیْنُ فی المیزان:المَیْلُ،قیل:هو أَن تَرْجَحَ إِحدی کفَّتیه علی الأُخْری،و هی أُنثی.یقال:ما فی المیزان عَیْنٌ ،و العرب تقول:فی هذا المیزان عین أَی فی لسانه مَیْلٌ قلیل أَو لم یکن مستویاً.و یقولون:هذا دینارٌ عَیْنٌ إِذا کان مَیَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما یمیل به لسان المیزان.قال الأَزهری:و عَیْنُ سبعهِ دنانیرَ نصفُ دانِقٍ.و العَیْنُ عند العرب:حقیقه الشیء.یقال:جاء بالأَمر من عَیْنٍ صافِیهٍ أَی من فَصِّه و حقیقته.و جاء بالحق بعَیْنه أَی خالصاً واضحاً.و عَیْنُ کل شیء:خیاره.و عَیْنُ المتاع و المال و عِینَتُه :خِیارُه،و قد اعْتانَهُ .و خَرجَ فی عِینَهِ ثیابهِ أَی فی خیارها.قال الجوهری:و عِینَهُ المالِ خیارُه مثل العِیمَهِ.و هذا ثوبُ عِینَهٍ إِذا کان حَسَناً فی مَرْآهِ العَیْن .و اعْتانَ فلانٌ الشیءَ إِذا أَخذ عِینَتَه و خِیارَه.و العِینَهُ :خیار الشیء،جمعها عِیَنٌ ،قال الراجز: فاعْتانَ منها عِینَهً فاخْتارَها، حتی اشْتَری بعَیْنِه خِیارَها و اعْتانَ الرجلُ إِذا اشتری الشیء بنَسِیئه.و عِینهُ الخیل:جیادُها،عن اللحیانی.و عَیْنُ الشیء:نفسه و شخصه و أَصله،و الجمع أَعْیانٌ .و عَیْنُ کل شیء:نفسه و حاضره و شاهده.و

16- فی الحدیث :أَوَّهْ عَیْنُ الرِّبا. أَی ذاته و نفسه.و یقال:هو هو عَیناً ،و هو هو بِعَیْنِه ،و هذه أَعْیانُ دراهمِک و دراهِمُک بأَعْیانِها ،عن اللحیانی،و لا یقال فیها أَعْیُنٌ و لا

ص :305

عَیُون .و یقال:لا أَقبل إِلا درهمی بعَیْنِه ،و هؤلاء إِخوتک بأَعیانهم ،و لا یقال فیه بأَعینهم و لا عُیونهم .و عَیْنُ الرجل:شاهِدُه،و منه قولهم:الفَرَسُ الجوَاد عَیْنُه فِرارُه [فُرارُه]،و فِرارُه [فُرارُه] إِذا رأَیته تفَرَّسْتَ فیه الجَوْدَه من غیر أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غیر ذلک.و فی المثل: إِن الجوادَ عَیْنُه فِرارُه [فُرارُه] .و یقال:إِن فلاناً لکریمٌ عَیْنُ الکرم.و لا أَطلُبُ أَثراً بعد عَیْنٍ أَی بعد مُعاینه ،معناه أَی لا أَترک الشیء و أَنا أُعاینه و أَطلب أَثره بعد أَن یغیب عنی،و أَصله أَن رجلاً رأَی قاتلَ أَخیه،فلما أَراد قتله قال أَفْتَدی بمائه ناقه،فقال:لست أَطلب أَثراً بعدَ عَیْنٍ ،و قتله.و ما بها عَیْنٌ و عَیَنٌ ،بنصب الیاء،و العین و عائنٌ و عائِنهٌ أَی أَحد،و قیل: العَیَنُ أَهل الدار،قال أَبو النجم: تَشْرَبُ ما فی وَطْبِها قَبْلَ العَیَنْ ، تُعارِضُ الکلبَ إِذا الکلبُ رَشَنْ و الأَعیانُ :الإِخوه یکونون لأَب و أُم و لهم إِخْوَه لعَلاَّتٍ.و

1- فی حدیث علیّ،کرم اللَّه وجهه :أَن أَعیان بنی الأُم یتوارثون دون بنی العَلاَّتِ. قال: الأَعیانُ ولد الرجل من امرأَه واحده،مأْخوذ من عَیْنِ الشیء و هو النفیس منه،قال الجوهری:و هذه الأُخوَّه تسمی المُعایَنه .و الأَقْرانُ:بنو أُمٍّ من رجالٍ شَتَّی،و بنو العَلاَّتِ:بنو رَجُل من أُمهات شَتَّی،و فی النهایه:فإِذا کانوا لأُم واحده و آباءٍ شَتی فهم الأَخْیاف،و معنی الحدیث:أَن الإِخوه من الأَب و الأُم یتوارثون دون الإِخوه للأَب.و عَیْنُ القوس:التی یقع فیها البُنْدُقُ.و عَیَّنَ علیه:أَخبر السلطانَ بمسَاویه،شاهداً کان أَو غائباً.و عَیَّنَ فلاناً:أَخبره بمساویه فی وجهه،عن اللحیانی.و العَیْنُ و العِینهُ :الرِّبا.و عَیَّنَ التاجرُ:أَخذ بالعِینهِ أَو أَعطی بها.و العِینهُ :السَّلَفُ، تعَیَّنَ عِینهً و عَیَّنه إِیاها.و العَیَنُ :الجماعه،قال جندلُ بن المُثنَّی: إِذا رآنی واحداً أَو فی عَیَنْ یَعْرِفُنی،أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ الأَزهری:یقال عَیَّنَ التاجرُ یُعَیَّنُ تَعْییناً و عِینهً قَبیحه،و هی الاسم،و ذلک إِذا باع من رجل سِلعهً بثمن معلوم إِلی أَجل معلوم،ثم اشتراها منه بأَقل من الثمن الذی باعها به،و قد کره العِینهَ أَکثر الفقهاء و رُویَ فیها النهیُ عن عائشه و ابن عباس.و

17- فی حدیث ابن عباس :أَنه کره العِینهَ . قال:فإِن اشتری التاجر بحَضْرَهِ طالبِ العِینهِ سِلْعه من آخر بثمن معلوم و قبضها،ثم باعها من طالب العِینه بثمن أَکثر مما اشتراه إِلی أَجل مسمی،ثم باعها المشتری من البائع الأَول بالنَّقد بأَقل من الثمن الذی اشتراها به،فهذه أَیضاً عِینهٌ ،و هی أَهون من الأُولی،و أَکثر الفقهاء علی إِجازتها علی کراهه من بعضهم لها،و جمله القول فیها أَنها إِذا تعَرَّت من شرط یفسدها فهی جائزه،و إِن اشتراها المُتَعیِّنُ بشرط أَن یبیعها من بائعها الأَول فالبیع فاسد عند جمیعهم،و سمیت عِینهً لحصول النَّقْدِ لطالب العِینهِ ،و ذلک أَن العِینهَ اشْتِقاقُها من العَیْنِ ،و هو النَّقدُ الحاضر و یحْصُلُ له من فَوْرِه،و المشتری إِنما یشتریها لیبیعها بعَیْنٍ حاضره تصل إِلیه مُعَجَّله،و قال الراجز:و عَیْنُه کالْکَالِیء الضِّمَارِ یرید بعَیْنه حاضِرَ عَطِیَّتِه،یقول:فهو کالضمار،و هو الغائب الذی لا یُرْجَی.و صَنَع ذلک علی عَیْنٍ و علی عَیْنینِ و علی عَمْدِ عَینٍ

ص :306

و علی عَمْدِ عَیْنین کل ذلک بمعنی واحد أَی عَمْداً،عن اللحیانی.و لقیته قبلَ کلِّ عائِنهٍ و عَیْنٍ أَی قبل کل شیء.و لقیته أَولَ ذی عَیْنٍ و عائنهٍ و أَوَّلَ عینٍ و أَوَّلَ عائنهٍ و أَدْنی عائِنهٍ أَی قبل کل شیء أَو أَول کل شیء.و لقیته مُعاینهً و لقیته عَینَ عُنَّهَ و مُعاینهٍ ،کل ذلک بمعنی أَی مواجههً،و قیل:لقیته عَینَ عُنَّهٍ [عُنَّهَ] إِذا رأَیته عِیاناً و لم یَرَک.و أَعطاه ذلک عَینَ عُنَّهٍ [عُنَّهَ] أَی خاصهً من بین أَصحابه.و فعلت ذلک عَمْدَ عَیْنٍ إِذا تعمَّدْته بجد و یقِین،قال إمرؤ القیس: أَبْلِغا عَنِّی الشُّوَیْعِرَ أَنی، عَمْدَ عَینٍ ،قَلَّدْتُهُنَّ حَریما قال ابن بری:الشُّوَیْعِرُ یعنی به محمد بن حُمْرانَ،و کذلک فعلته عمداً علی عَیْنٍ ،قال خُفَافُ بن نُدْبه السُّلمیّ: فإِن تَکُ خَیْلی قد أُصِیبَ صمیمُها، فعمداً،علی عَیْنٍ ،تیَمَّمْتُ مالکا و العَینُ :طائر أَصفر البطن أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِیِّ.و العِیانُ :حَلْقهُ السِّنَّه،و جمعها عُیُنٌ .قال ابن سیده:و العِیانُ حَلْقه علی طَرَف اللُّومَه و السِّلْبِ و الدُّجْرَینِ،و الجمع أَعْیِنهٌ و عُیُنٌ ،سیبویه:ثقلوا لأَن الیاء أَخف علیهم من الواو،یعنی أَنه لا یُحْمَلُ باب عُیُنٍ علی باب خُونٍ بالإِجماع لخفه الیاء و ثقل الواو،و من قال أُزْرٌ فخفف،و هی التمیمیه،لزمه أَن یقول عِینٌ فیکسر فتصح الیاء،و لم یقولوا عُیْنٌ کراهیه الیاء الساکنه بعد الضمه.قال الجوهری:و العِیَانُ حدیده تکون فی مَتاعِ الفَدَّانِ،و الجمع عِینٌ ،و هو فُعْلٌ،فنقلوا لأَن الیاء أَخف من الواو.قال أَبو عمرو:اللُّومَهُ السِّنَّهُ التی تحرث بها الأَرض،فإِذا کانت علی الفَدَّان فهی العِیانُ ،و جمعه عُیُنٌ لا غیر،قال ابن بری:تکون فی مَتاعِ الفَدَانِ بالتخفیف،و الجمع عُیُنٌ ،بضمتین،و إِن أَسکنت قلت عُیْنٌ مثل رُسْلٍ،قال:و قال أَبو الحسن الصِّقَلِّی الفَدَانُ،بالتخفیف،الآله التی یحرث بها،و الفَدَّانُ،بالتشدید،المَبْلَغُ المعروف.و یقال: عَیَّنَ فلانٌ الحربَ بیننا إذا أَدَرَّها.و عِینهُ الحرب:مادَّتُها،قال ابن مقبل: لا تَحْلُبُ الحربُ مِنی،بعد عِینتِها ، إِلاَّ عُلالَهَ سِیدٍ ماردٍ سَدِمِ و رأَیته بعائنه العَدُوِّ أی بحیث تراه عُیُونُ العَدُوِّ.و ما رأَیت ثَمَّ عائنهً أَی إِنساناً.و رجل عَیِّنٌ :سریع البکاء.و المَعانُ :المَنْزِل،یقال:الکوفه مَعانٌ منا أَی منزل و مَعْلَم،قال ابن سیده:و قد ذکر فی الصحیح لأَنه یکون فَعَالاً و مَفْعَلاً.و تعَیَّنَ السِّقاءُ:رَقَّ من القِدَم،و قیل: التَّعَیُّنُ فی الجلد أَن یکون فیه دوائر رقیقه مثل الأَعْیُن ،و لیس ذلک بقوی.و سِقاءٌ عَیَّنٌ و مُتَعَیِّنٌ إِذا رَقَّ فلم یُمْسک الماءَ.یقال:بالجلد عَیَنٌ ،و هو عیب فیه،تقول منه: تعَیَّنَ الجلد،و أَنشد لرؤبه: ما بالُ عَیْنِیَ کالشَّعِیبِ العَیَّنِ ، و بعضُ أَعراضِ الشُّجون الشُّجَّنِ دارٌ،کرَقْمِ الکاتبِ المُرَقِّنِ و شَعِیبٌ عَیِّنٌ و عَیَّنٌ :یسیل منها الماء،و قد تقدم ذلک فی السقاء.و المُعَیَّنُ من الجراد:الذی یُسْلخ فتراه أَبیض و أَحمر،و ذکر الأَزهری فی ترجمه ینع قال:قال:أَبو الدُّقیش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ و المُعَیَّنُ

ص :307

و المُرَجَّلُ و الخَیْفانُ،قال: فالمُعَیَّنُ الذی یَنسَلخُ فیکون أَبیض و أَحمر،و الخَیْفانُ نحوه،و المُرَجَّلُ الذی تُرَی آثارُ أَجنحته،قال:و غَزَالُ شَعْبانَ و راعِیهُ الأُتْنِ و الکُدَمُ من ضروب الجراد،و یقال له کُدَمُ السَّمُرِ،و هو الحَجَلُ و السُّرْمانُ و الشُّقَیْرُ و الیَعْسوب،و هو حَجَلٌ أَحمر عظیم.و أَتیت فلاناً و ما عَیَّنَ لی بشیء و ما عَیَّنَنی بشیء أَی ما أَعطانی شیئاً،عن اللحیانی،و قیل:معناه لم یدُلَّنی علی شیء.و عَیْنٌ :موضع،قال ساعده بن جُؤَیّه:فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ و غُودِرَ طافِیاً،ما بَینَ عَیْنَ إِلی نَباتَی،الأَثْأَبُ و عَیْنُونه :موضع.و روی بعضهم فی الحدیث: عِینَیْن ،بکسر الأَول،جبل بأُحُد،و روی عَینَین ،بفتحه،و هو الجبل الذی قام علیه إِبلیس یوم أُحُد فنادی أَن النبی،صلی اللَّه علیه و سلم،قد قتل.و

17- فی حدیث عثمان،رضی الله عنه ،قال له عبد الرحمن بن عوف یُعَرِّض به إِنی لم أَفِرَّ یومَ عَیْنَینِ ،قال عثمان:فلِمَ تُعَیِّرنی بذنب قد عفا الله عنه؟ حکی الحدیثَ الهَرَوِیُّ فی الغریبین و یقال لیوم أُحُد:یوم عَیْنَین ،و هو الجبل الذی أَقام علیه الرُّماه یومئذ،قال الأَزهری:و بالبحرین قریه تعرف بعَیْنَین ،قال:و قد دخلتها أَنا،و إِلیها ینسب خُلَیْدُ عَیْنَین ،و هو رجل یُهاجی جریراً،و أَنشد ابن بری: و نحْنُ مَنَعْنا یومَ عَیْنینِ مِنْقَراً، و یومَ جَدُودٍ لم نُواکِلْ عن الأَصْلِ (1)و عَیْنُ التمر:موضع.و رأْسُ عینٍ و رأْس العَینِ :موضع بین حَرَّانَ و نَصِیبین،و قیل:بین ربیعه و مُضَرَ،قال المُخَبَّلُ: و أَنکحْتَ هَزَّالاً خُلیْدَه،بعد ما زَعمْتَ برأْسِ العَینِ أَنک قاتِلُهْ ابن السکیت:یقال قَدِمَ فلانٌ من رأْس عَیْنٍ ،و لا یقال من رأْس العَیْنِ .و حکی ابن بری عن ابن دَرَسْتَوَیْه:رأْس عَینٍ قریه فوق نَصِیبین،و أَنشد: نَصِیبینُ بها إِخْوانُ صِدْقٍ، و لم أَنْسَ الذین برأْسِ عَیْنِ و قال ابن حمزه:لا یقال فیها إِلاّ رأْس العَین ،بالأَلف و اللام،و أَنشد بیت المُخبَّل،و قد تقدم آنفاً،و أَنشد أَیضاً لامرأَه قتل الزِّبْرقانُ زوجَها: تَجَلَّلَ خِزْیَها عوفُ بن کعبٍ، و عُیَیْنهُ :اسم موضع.و عَیْنان :اسم موضع بشِقِّ البحرین کثیر النخل،قال الراعی: یَحُثُّ بهنّ الحادِیانِ،کأَنما یَحُثَّانِ جَبّاراً، بعَیْنَینِ ،مُکْرَعا و العَیْنُ :حرف هجاء،و هو حرف مجهور،یکون أَصلاً و یکون بدلاً کقول ذی الرمه: أَ عَنْ ترَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَهً، ماءُ الصَّبابهِ من عَیْنَیْکَ مَسْجُومُ یرید:أَن،قال ابن جنی:وزن عین فَعْل،و لا یجوز أَن یکون فَیْعِلاً کمیت و هَیِّنٍ و لَیِّنٍ،ثم حذفت عین الفعل منه،لأَن ذلک هنا لا یَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعیده عن الحذف

ص :308

و التصرف،و کذلک الغَین.و عَیَّنَ عَیْناً حسنه:عملها،عن ثعلب.و عائنهُ بنی فلان:أَموالُهم و رُعْیانُهم.و بلد قلیل العَیْنِ أَی قلیل الناس.و أَسْوَدُ العَیْنِ :جبل،قال الفرزدق: إذا زالَ عنکم أَسْوَدُ العین کنتُمُ کِراماً،و أَنتم ما أَقامَ أَلائمُ و

17- فی حدیث الحجاج :قال للحسن و الله لَعَیْنُک أَکبر من أَمَدِک. یعنی شاهدُک و مَنْظَرُکَ أَکبر من سِنِّک و أَکثر فی أَمد عمرک. و عَینُ کل شیء:شاهده و حاضره.و یقال:أَنت علی عَیْنی فی الإِکرام و الحفظ جمیعاً،قال تعالی: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی .و روی المُنْذِرِیُّ عن أَحمد بن یحیی قال:یقال أَصابته من الله عَیْنٌ .و

1- فی حدیث عمر،رضی اللَّه عنه :أَن رجلاً کان ینظر فی الطواف إلی حُرَم المسلمین فلَطَمَه علیّ،رضی اللَّه عنه،فاسْتَعْدی علیه عُمرَ فقال:ضرَبک بحق أَصابته عَینٌ من عُیون اللَّه عز و جل. أَراد خاصه من خواص اللَّه و ولیّاً من أَولیائه،و أَنشدنا: فما الناسُ أَرْدَوْهُ،و لکنْ أَصابه یَدُ اللَّهِ،و المُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ و أَما

17- حدیث عائشه،رضی اللَّه عنها :اللهم عَیِّنْ علی سارقِ أَبی بکر. أَی أَظْهِرْ علیه سَرِقَته.یقال: عَیَّنْتُ علی السارق تَعْییناً إِذا خَصَصْته من بین المُتَّهَمین من عَیْنِ الشیء نفْسِه و ذاته،و أَما

1- حدیث علی،کرم اللَّه وجهه :أَنه قاس العَیْنَ ببیضه جعل علیها خُطوطاً و أَراها إِیاه. و ذلک فی العین تضرب بشیء یَضْعُفُ منه بَصَرُها فَیُعْرَف ما نقص منها ببیضه تُخَطُّ علیها خُطوط سود أَو غیرها،و تُنْصَبُ علی مسافه تدرکها العین الصحیحه،ثم تُنْصَبُ علی مسافه تدرکها العَیْنُ العلیله،و یعرف ما بین المسافتین فیکون ما یلزم الجانی بنسبه ذلک من الدیه،و

17- قال ابن عباس :لا تُقاس العَینُ فی یوم غیم. لأَن الضوء یختلف یوم الغیم فی الساعه الواحده و لا یصح القیاس.و تَعَیَّنَ علیه الشیء:لزمه بعَیْنه .و شِرْبٌ من عائنٍ أَی من ماء سائل.و تَعْیینُ الشیء:تخصیصه من الجُمْله.و المُعَیَّنُ :فحلُ ثَوْرٍ،قال جابر بن حُرَیْشٍ: و مُعَیَّناً یَحْوِی الصِّوارَ،کأَنه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ،إِذا ما بَرْبَرا و عَیَّنْتُ اللؤلؤهَ ثَقَبْتُها،و اللَّه تعالی أَعلم.

بَطْنَه و وَفِقَ أَمْرَه و رَشِدَ أَمْرَه کان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زید و رَشِدَ أَمْرُه،فلما حُوِّلَ الفعل إلی الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل علیه،لأَنه صار فی معنی سَفَّهَ نَفْسَه،بالتشدید; هذا قول البصریین و الکسائی،و یجوز عندهم تقدیم هذا المنصوب کما یجوز غلامَه ضَرَبَ زیدٌ; و قال الفراء:لما حوَّل الفعل من النفس إلی صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً لیَدُلَّ علی أَن السَّفَه فیه،و کان حکمه أَن یکون سَفِهَ زَیدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا یکون إلا نکره،و لکنه ترک علی إضافته و نصب کنصب النکره تشبیهاً بها،و لا یجوز عنده تقدیمه لأَن المُفَسِّرَ لا یَتَقَدَّم; و منه قولهم:ضِقْتُ به ذَرْعاً و طِبْتُ به نَفْساً،و المعنی ضاق ذَرْعِی به و طابَتْ نَفْسِی به.و رجل غَبِینٌ و مَغْبُونٌ فی الرأْی و العقل و الدِّین.و الغَبْنُ فی البیع و الشراء:الوَکْسُ، غَبَنَه یَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَکثر أَی خدَعه،و قد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ ،و قد حکی بفتح الباء (1).و غَبِنْتُ فی البیع غَبْناً إذا غَفَلْتَ عنه،بیعاً کان أَو شِرَاء.و غَبَیْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء،و هو مثل الغَبْنِ .ابن بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شدیداً و غُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ ،و لا یقولون فی الرِّبْح إِلاَّ رَبِحَ أَشدّ الرِّبح و الرَّباحه و الرَّباح; و قوله: قد کانَ،فی أَکل الکَرِیصِ المَوْضُون، و أَکْلکِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون، لِحَضَنٍ فی ذاک عَیْشٌ مَغْبُون . قوله:مغبون أَی أَن غیرهم فیه (2)،و هم یجدونه کأَنه یقول هم یقدرون علیه إلا أَنهم لا یَعِیشونه،و قیل: غَبَنُوا الناسَ إِذا لم یَنَلْه غیرُهم.و حَضَنٌ هنا;:حیٌّ.و الغَبِینَه من الغَبْنِ :کالشَّتِیمَه من الشَّتْم.و یقال:أَرَی هذا الأَمر علیک غَبْناً ; و أَنشد: أجُولُ فی الدارِ لا أَراک،و فی الدّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ . و المَغْبِنُ :الإِِبِطُ و الرُّفْغُ و ما أَطاف به.و

16- فی الحدیث :کان إذا اطَّلی بدأَ بمغابنه . ; المَغابِنُ :الأَرْفاغُ،و هی بَواطِنُ الأَفْخاذ عند الحَوالِب،جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه و عطفه،و هی مَعاطِفُ الجلد أَیضاً.و

17- فی حدیث عکرمه :من مَسَّ مَغابِنَه فلْیَتَوضأْ. ; أَمره بذلک استظهاراً و احتیاطاً،فإِن الغالب علی من یَلْمَسُ ذلک الموضعَ أَن تقع یده علی ذکره،و قیل: المغابِنُ الأَرْفاغُ و الآباط،واحدها مَغْبِنٌ .و قال ثعلب:کلُّ ما ثَنَیْتَ علیه فخذَک فهو مَغْبِن .و غَبَنْتُ الشیءَ إذا خَبَأْته فی المَغْبِنِ .و غَبنْتُ الثوبَ و الطعامَ:مثل خَبَنْتُ.و الغابِنُ :الفاتِرُ عن العمل.و التَّغَابُن :أَن یَغْبِنَ القومُ بعضهم بعضاً.و یَوْمُ اَلتَّغٰابُنِ :یوم البعث،من ذلک،و قیل:سمی بذلک لأَن أَهل الجنه یَغْبِنُ فیه أَهلَ النار بما یصیر إلیه أَهل الجنه من النعیم و یَلْقَی فیه أَهلُ النار من العذاب الجحیم،و یَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه فی الجنه مَنْ کان دُونَ منزلته،و ضرب الله ذلک مثلاً للشراء و البیع کما قال تعالی: هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلیٰ تِجٰارَهٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذٰابٍ أَلِیمٍ؟ و

17- سئل الحسن عن قوله تعالی: ذٰلِکَ یَوْمُ اَلتَّغٰابُنِ ; فقال: غَبَنَ أَهلُ الجنه أَهلَ النار. أَی اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختیارهم الکفر علی الإِِیمان.و

17- نَظَر الحَسَنُ إلی رجل غَبَنَ آخر فی بیع فقال:إن هذا یَغْبِنُ عقلَک. أَی یَنْقُصه.و غَبَنَ الثوبَ

ص :310

یَغْبِنُه

غَبْناً :کفه،و فی التهذیب:طالَ فَثَناه،و کذلک کَبَنه،و ما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ ; و قال الأَعشی: یُساقِطُها کسِقاطِ الغَبَنْ . و الغَبْنُ :ثَنْیُ الشیء من دَلْو أَو ثوب لیَنْقُصَ من طوله.ابن شمیل:یقال هذه الناقه ما شِئْتَ من ناقهٍ ظَهْراً و کَرَماً غیر أَنها مَغْبُونه لا یعلم ذلک منها،و قد غَبَنُوا خَبَرها و غَبِنُوها أَی لم یَعْلَمُوا عِلْمَها.

غدن:

الغَدَنُ :سَعَهُ العیش و النَّعْمهُ،و فی المحکم:الاسْتِرْخاء و الفتور; و قال القُلاخُ (1): و لم تُضِعْ أَولادَها من البَطَنْ، و لم تُصِبْهُ نَعْسَهٌ علی غَدَنْ . أَی علی فَتْرَهٍ و استرخاء; قال ابن بری و الذی أَنشده الأَصمعی فیما حکاه عنه ابن جنی: أَحْمَرُ لم یُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ، و لم تُصِبْه نَعْسَهٌ علی غَدَنْ . و الغَدَنُ :النَّعْمه و اللِّینُ.و إن فی بنی فلان لغَدَناً أَی نَعْمهً و لِیناً،و کذلک الغُدُنَّه .و إنهم لفی عَیْشٍ غُدْنَهٍ و غُدُنَّهٍ أَی رَغْدٍ; عن اللحیانی; قال ابن سیده:و أَشک فی الأُولی.و فلان فی غُدُنَّهٍ من عیشه أَی فی نَعْمَهٍ و رَفاهیَه.و الغُدَانیُّ و المُغْدَوْدِنُ :الشابُّ الناعم.و شجر مُغْدَوْدِنٌ :ناعم مُتَثَنٍّ; قال الراجز: أَرْضٌ بها التِّینُ مع الرُّمّانِ، و عِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ. و اغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إذا اخْضَرَّ حتی یَضْرِبَ إلی السوادِ من شِدَّهِ رِیِّه.و حَرَجَهٌ مُغْدَوْدِنهٌ :و ذلک إذا کانت فی الرِّمالِ حبال یَنْبُتُ فیها سَبَطٌ و ثُمَامٌ و صَبْغاءُ و ثُدّاءُ،و یکون وسَطَ ذلک أَرْطَی و عَلْقی،و یکون أُخَرُ منها بُلْقاً تراهنَّ بیضاً،و فیها مع ذلک حمره و لا تُنْبِتُ من العِیدانِ شیئاً،فیقال لذلک الحَبْل الأَشْعَرُ من جَرَّی نباتِه.شمر: المُغْدَوْدِنهُ الأَرض الکثیره الکلإِ المُلتَفَّهُ; یقال:کلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَی مُلتَفٌّ; قال العجاج: مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَی غُدَانیُّ الضَّال. غُدَانیُّ الضّال أَی کثیر رَیّانُ مُسْترْخٍ; قال رؤبه: و دَغْیَهٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ . و هو المسترخی المتساقط،و هو عیب فی الرجل.و أَرض مُغْدَوْدِنهٌ إذا کانت مُعْشبهً.و شابٌّ غَدَوْدَنٌ :ناعم; عن السیرافی.و الشَّبابُ الغُدَانیُّ :الغَضُّ; قال رؤبه: لما رَأَتْنی خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ، بَعْدَ غُدَانیُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ. غُدَانیُّ الشباب:نَعْمَتُه.و شعر غَدَوْدَنٌ و مُغْدَوْدِنٌ :کثیر ملتف طویل.و اغْدَوْدَنَ الشعر:طال و تم; قال حسان بن ثابت: و قامتْ تُرائیکَ مُغْدَوْدِناً ، إذا ما تَنُوءُ به آدَها. أَبو عبید: المُغْدَوْدِنُ الشعر الطویل.و قال أَبو زید:شعر مُغْدَوْدِنٌ شدید السواد ناعم.قال ابن درید:و أَحسبُ أَن الغُدُنَّه لحمه غلیظه فی اللَّهازم.و الغِدَانُ :القضیب الذی تُعَلَّقُ علیه الثیاب،یمانیه.

ص :311

و بنو غُدْنٍ و بنو غُدَانه :قبیلتان.و غُدانه :حیٌّ من یَرْبوع; قال الأَخطل: و اذْکُرْ غُدَانَه عِدَّاناً مُزَنَّمهً، من الحَبَلَّقِ،تُبْنَی حولَها الصِّیَرُ. قال ابن بری:عِدَّاناً جمع عَتُودٍ أَی مثل عِدَّان،قال:و إن شئت نصبته علی الذم،و الحَبَلَّقُ:غَنمٌ لِطاف الأَجسام لا تَکْبَرُ.

غرن:

الغِرْیَنُ و الغِرْیَلُ:ما بقی فی أَسفل القاروره من الدُّهْن،و قیل:هو ثُفْلُ ما صُبِغَ به.و الغِرْیَنُ :ما بقی فی أَسفل الحوض و الغدیر من الماء أَو الطین کالغِرْبَل،و قد تقدم.و قال ثعلب: الغِرْیَنُ ما یبقی من الماء فی الحوض و الغدیر الذی تُبْقی فیه الدَّعامیصُ لا یُقْدَرُ علی شربه،و قیل:هو الطین الذی یبقی هنالک،و قیل: الغِرْیَنُ ،مثل الدِّرْهمِ،الطین الذی یحمله السیل فیبقی علی وجه الأَرض رطباً أَو یابساً،و کذلک الغِرْیَل و هو مبدل منه،و قال یعقوب:قال الأَصمعی الغِرْیَنُ أَن یجیء السَّیلُ فَیَثْبُتَ علی الأَرض،فإِذا جَفَّ رأَیت الطین رقیقاً علی وجه الأَرض قد تشَقَّقَ; فأَما قوله: تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْیَنِّ غُضُونُها،إذا تَدانَتْ مِنِّی. إنما أَراد الغِرْیَنَ فشَدَّدَ للضروره،و الطائفه من کل ذلک غِرْیَنهٌ .و غَرَّانُ :اسم وادٍ،فَعّالٌ منه کأَنَّ ذلک یکثر فیه.التهذیب: غُرانُ موضع; قال الشاعر: بغُرَانَ أَو وادی القُرَی اضطربَتْ به نَکْباءُ،بینَ صَباً و بینَ شمالِ. و فی الحدیث ذکر غُرانَ :هو بضم الغین و تخفیف الراء واد قریب من الحُدَیْبِیه،نزل به سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فی مسیره.و أَما غُرابٌ،بالباء،فجبل بالمدینه علی طریق الشام.و الغَرَنُ :ذکرُ الغِرْبانِ،و قیل:هو ذکرُ العَقاعِق،و قیل:هو شبیه بذلک،و الجمع أَغْرانٌ .و قال أَبو حاتم فی کتاب الطیر: الغَرَنُ العُقابُ.قال ابن بری: الغَرَنُ ذَکَرُ العِقْبانِ; قال الراجز: لقد عَجِبْتُ من سَهُومٍ و غَرَنْ . و السَّهُومُ:الأُنثی منها.

غسن:

الغُسْنَهُ :الخُصْلهُ من الشَّعَر،و کذلک الغُسْناهُ ; و قال حُمَیْدٌ الأَرْقطُ: بینا الفَتی یَخْبِطُ فی غُسْناتِه ، إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلی عِفْراتِه، فاجْتاحَها بشَفْرَتَیْ مِبْراتِه. قال ابن بری:و یروی هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِیّ،قال:و الذی رواه ثعلب و أَبو عمرو: ...فی غَیْساتِه ،قالا:و الغَیْسهُ النَّعْمهُ و النَّضاره.و یقال للفرس الجمیل:ذو غُسَنٍ .الأَصمعی: الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من المرأَه و الفرس،و هی الغَدائر.و قال غیره: الغُسَنُ شعر الناصیه،فرس ذو غُسَن ; قال عدی بن زید یصف فرساً: مُشْرِفُ الهادی له غُسَنٌ ، یُعْرِقُ العِلْجَیْنِ إِحْضارا (1). أَی یسبقها إذا أَحْضَرَ.و الغُسَنُ :خُصَلُ الشعر من العُرْفِ و الناصیه و الذوائب،و فی المحکم و غیره: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ و الناصیه و الذوائب; قال الأَعشی:

ص :312

غَدا بتَلیلٍ،کجِذْعِ الخِضابِ

حُرِّ القَذالِ،طویلِ الغُسَنْ .

قال ابن بری:الخضاب جمع خَضْبهٍ و هی الدَّقْلَهُ من النخل; و مثله لعَدِیّ: و أَحْوَرُ العین مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ ، مُقَلَّدٌ من جیادِ الدُّرِّ أَقْصابا. و رجل غَسّانیٌّ :جمیلٌ جدّاً.و الغَیْسان :حِدَّه الشباب،و قیل:الشبابُ،إن جعلته فَیْعالاً فهو من هذا الباب; و أَنشد ابن بری للراجز: لا یَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ، و الخَبْطُ فی غَیْسانِه الغَمَیْدَرِ. و الغَمَیْدَرُ:الناعم.و یقال:لستَ من غَسَّانه و لا غَیْسَانِه أَی من ضَرْبِه.و لستَ من غَسَّانِ فلان و غَیْسانِه أَی لست من رجاله.و یقال:کان ذلک فی غَیْسانِ شبابه أَی فی نَعْمَهِ شبابه و طَراءتِه.و قال شمر:کان ذلک فی غَیْسَاتِ شبابه و غَیْسانِه بمعنی واحدٍ أَی فی حِینه.و یقال فی جمع الغُسْنَه أَیضاً غُسْناتٌ و غُسُنات ; قال الراجز: فَرُبَّ فَیْنانٍ طَویلٍ أَمَمُهْ، ذِی غُسُناتٍ قد دَعانی أَحْزُمُهْ. السُّلَمیُّ:فلان علی أَغْسانٍ من أَبیه و أَعْسَانٍ أَی أَخلاق.و یقال:امرأَه غَیْسَه و رجل غَیْسٌ أَی حَسَنٌ،قال:فهذا یقضی بزیاده النون.و یقال:هو فی غَیْسان شَبابه أَی فی حُسْنه،و من جعله من الغُسْنه ،و هی الخُصْلهُ من الشعر،لأَنه فی نَعْمَهِ شَبابه و استرخائه کالغُسْنَهِ ،فالنون عنده أَصلیه.أَبو زید:لقد علمتُ أَنَّ ذاک من غَسَّانِ قلبک أَی من أَقصی نفسک.و الغَیْسَانه :الناعمه.و الغَیْسانُ :الناعم; قال أَبو وَجْزَه: غَیْسَانَهٌ ذلک من غَیْسانِها . و غَسَّانُ :اسم ماء نزل علیه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إلیه،و منهم بنو جَفْنَه رَهْطُ المُلوکِ; قال حسان: إما سأَلتَ،فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ، الأَزْدُ نِسْبَتُنا،و الماء غَسَّانُ . و یقال: غَسَّان اسم قبیله.

غشن:

تَغَشَّنَ الماءُ:رَکِبَه البَعَرُ فی غَدیر و نحوه.و الغُشانه :الکُرَابه،و قد ذکرت بالعین أَیضاً،قال:و هو الصحیح.أَبو زید:یقال لما یبقی فی الکِبَاسَه من الرُّطَب إذا لُقِطَتْ النخله الکُرَابه و الغُشانه و البُذاره و الشَّمَلُ و الشُّماشِمُ،و العُشانه بالعین.

غصن:

الغُصْنُ : غُصْنُ الشجر،و فی المحکم: الغُصْنُ ما تشعب عن ساق الشجره دِقاقُها و غِلاظُها،و الجمع أَغْصانٌ و غُصُون و غِصَنه ،مثل قُرْطٍ و قِرَطَهٍ،و الغُصْنه :الشُّعْبه الصغیره منه.یقال: غُصْنَه واحده،و الجمع غُصْنٌ ،و تکرّر فی الحدیث ذکر الغُصْنِ و الأَغْصانِ .و غَصَنَ الغُصْنَ یَغْصِنُه غَصْناً :قَطَعه و أَخَذَه.و قال القَنانیُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مددته إلیک،فهو مَغْصُون .ابن الأَعرابی: غَصَننی فلان عن حاجتی یَغْصِنُنی أَی ثنانی عنها و کفنی; قال الأَزهری:هکذا أَقْرأَنیه المُنْذری فی النوادر،و غیره یقول غَضَنَنی،بالضاد،یَغْضِنُنی،و هو شمر،قال:و هو صحیح.و ما غَصَنک عنی أَی ما شَغَلک،مشتق من الغُصْنَه ،کما قالوا فی هذا المعنی:ما شَعَبک عنی أَی ما شَغَلک،فاشتقوه من الشُّعْبَهِ،و الأَعرف ما غَضَنک عنی.و غَصَّنَ العُنْقُودُ و أَغْصَنَ :کَبُر حَبُّه شیئاً.و ثور

ص :313

أَغْصَن :فی ذنبه بیاض.و غُصْنٌ و غُصَیْن :اسمان.قال ابن درید:و أَحْسِبُ أَن بنی غُصَیْن بطن.و أَبو الغُصْن :کُنْیَه جُحَی.

غضن:

الغَضْنُ و الغَضَنُ :الکَسْرُ فی الجِلْد و الثوب و الدرع و غیرها،و جمعه غُضُون ; قال کعب بن زهیر: إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، رأَیتَ لجاعِرَتَیْه غُضُونا . التهذیب: الغُضُون مکاسِرُ الجلد فی الجَبین و النَّصِیلِ،و کذلک غُضُون الکُمِّ و غُضُونُ درع الحدید; و أَنشد: تَرَی فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا . و غُضُونُ الأُذُنِ:مَثانِیها،و کل تَثَنٍّ فی ثوب أَو جلد غَضْنٌ و غَضَنٌ .و قال اللحیانی: الغُضُون و التَّغْضِینُ التَّشَنُّجُ; و أَنشد: خَریعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحی، کأَخلاقِ الغَرِیفَهِ،ذا غُضُونِ . واحدها غَضْنٌ و غَضَنٌ ; قال:و هذا لیس بشیء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذی هو المصدر،و المصدر لیس یُجْمع فیکون له واحد.و قد تَغَضَّنَ ،و غَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ .و التَّغْضِینُ أَیضاً:الرِّجاعُ.و المُغاضَنَه :المُکاسَره بالعینین للرِّیبه.و الأَغْضَنُ :الکاسِرُ عَیْنَه خِلْقهً أَو عداوه أَو کِبْراً; قال: یا أَیُّها الکاسِرُ عَیْنَ الأَغْضَنِ . و الغَضَنُ :تَثَنِّی العُود و تَلَوِّیه.و غَضَنُ العَیْنِ:جِلْدَتُها الظاهره.و یقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِیُّ جلدَه:أَصبح جلده غَضْنَه واحده،و قد یقال بالباء.و لأُطِیلَنَّ غَضَنَک أَی عَناءَک.الأَزهری:أَبو زید تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنک أَی لأُطیلَنَّ عناءک،و یقال غَضْنک ; و أَنشد: أَرَیْتَ إن سُقْنا سِیاقاً حَسَنا، نَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا . و غَضَنَه یَغْضِنُه و یَغْضُنُه غَضْناً :حبسه.و یقال:ما غَضَنک عنا أَی ما عاقک عنا.ابن الأَعرابی:غَصَننِی عن حاجتی یَغْصِنُنی ،بالصاد،و هو غلط،و الصواب غَضَنَنی یَغْضِنُنی لا غیر.و غَضَنَتِ الناقه بولدها و غَضَّنَتْ :أَلقتْه لغیر تمام قبل أَن ینبت الشعر علیه و یَسْتَبِینَ خَلْقُه.قال أَبو زید:یقال لذلک الولد غَضِینٌ ،و الاسم الغِضانُ .و غَضَّنَتِ السماءُ و أَغْضَنَت السماء إِغْضاناً :دام مطرها.و أَغْضَنَتْ علیه الحُمَّی:دامت و أَلَحَّتْ; عن ابن الأَعرابی.

غفن:

التهذیب:قال أَبو عمرو و أَتیته علی إِفَّانِ ذلک و قِفَّانِ ذلک و غِفَّانِ ذلک،قال:و الغین فی بنی کلاب.

غلن:

بِعْتُه بالغَلانیه أَی بالغَلاء،قال:هذا معناه (1).و لیس من لفظه; و قول الأَعشی: و ذا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ،و ذا الوُدّ فاجْزِه علی وُدِّه،أَو زِدْ علیه الغَلانیا . هو من هذا،إِنما أَراد الغلاءَ أَو الغالی.فإِن قلت:فإِنّ وَزْنَ الغَلانیا هنا الفَعالی و قد قال سیبویه إِن الهاء لازمه لفَعالیه،قیل له:قد یجوز أَن یکون هذا مما لم یروه سیبویه،و قد یکون أَن یرید الأَعشی الغَلانیه فحذف الهاء ضروره لیسلم الرَّوِیّ من الوصل،لأَن هذا الشعر غیر موصول،أَ لا تری أَن قبل هذا: مَتی کُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانیا. و القطعه معروفه من شعره،و قد یکون الغلانیا جمع غلانیه ،و إن کان هذا فی المصادر قلیلاً.

غمن:

غَمَنَ الجِلْدَ یَغْمُنُه ،بالضم،و غَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد سَلْخِه و ترکه مَغْموماً حتی یَسْتَرْخِیَ

ص :314

صُوفُه; و قیل:غَمَّه لِیَلِینَ للدباغ و یَنْفَسِخَ عنه صُوفه،فهو غَمِینٌ و غَمیل.و غَمَنَ البُسْرَ:غَمَّه لیُدْرِکَ.و غَمنَ الرجلَ:أَلْقی علیه الثیاب لیَعْرَق.و نَخْل مَغْمُونٌ :تَقارَبَ بعضه من بعض و لم یَنْفَسِخ کمَغْمول.و الغُمْنَه :الغُمْرَه التی تَطْلِی بها المرأَه وجْهَها; قال الأَغلب: لَیْسَتْ من اللاَّئی تُسَوَّی بالغُمَنْ . و یقال: الغُمْنه السَّبیذاجُ.

غنن:

الغُنَّه :صوت فی الخَیْشُوم،و قیل:صوت فیه ترخیمٌ نحوَ الخیاشیم تکون من نفس الأَنف،و قیل: الغُنَّه أَن یجری الکلامُ فی اللَّهاهِ،و هی أَقل من الخُنَّه.المبرد: الغُنَّه أَن یُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخیشوم،و الخُنَّه أَشد منها،و الترخیم حذف الکلام، غَنَّ یَغَنُّ ،و هو أغنُّ ،و قیل: الأَغَنُّ الذی یخرج کلامه من خیاشیمه.و ظبی أَغَنُّ :یخرج صوته من خَیْشومه; قال: فقد أَرَنِّی و لقد أَرَنِّی غُرّاً،کأَرْآم الصَّرِیمِ الغُنِّ . و ما أَدری ما غَنَّنَهُ أَی جعله أَغَنَّ .قال أَبو زید: الأَغَنُّ الذی یجری کلامه فی لَهاته،و الأَخَنُّ السادُّ الخیاشیم; و فی قصید کعب: إِلاَّ أَغَنّ غَضِیض الطَّرْفِ مکحولُ. الأَغَنُّ من الغِزْلانِ و غیرها:الذی فی صوته غُنَّه ; و قوله: و جَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّیه . أَراد: تُغَنِّنُه ،فحوَّل إحدی النونین یاء کما قالوا تَظَنَّیْتُ فی تظننت.و قال ابن جنی و ذکر النون فقال:إنما زیدت النون هاهنا،و إن لم تکن حرف مدّ،من قبل أَنها حرف أَغنّ ،و إِنما عنی به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّه ،فنسب ذلک إلی الحرف.و قال الخلیل:النون أَشَدُّ الحروف غنه ; و استعمل یزیدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّیُّ الغُنَّهَ فی تصویت الحجاره فقال: إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا یَرْمَعَها،و الجَنْدَلَ الأَغَنَّا . و أَغَنَّتِ الأَرضُ:اکْتَهل عُشْبُها; و قوله: فظَلْنَ یَخْبِطْنَ هَشِیمَ الثِّنِّ، بعدَ عَمِیمِ الرَّوْضَهِ المُغِنِّ . یجوز أَن یکون المُغِنُّ من نَعْتِ العَمیم،و یجوز أَن یکون من نعت الروضه،کما قالوا امرأَه مُرْضِعٌ; قال ابن سیده:و لیس هذا بقوی.و أَغَنَّ الذُّبابُ:صَوَّت،و الاسم الغُنانُ ; قال: حتی إذا الوادی أَغَنَّ غُنانُه . و روضه غَنَّاءُ :تمرّ الریح فیها غَیْرَ صافیهِ الصَّوْت من کَثافهِ عُشْبِها و التفافِه; و طیرٌ أَغَنُّ ،و وادٍ أَغَنُّ کذلک أَی کثیر العُشْبِ،لأَنه إذا کان کذلک أَلفه الذِّبَّانُ،و فی أَصواتها غُنَّه .و وادٍ مُغِنٌّ إذا کثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتی تسمع لطیرانها غُنَّه ،و قد أَغَنَّ إِغْناناً .و أَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذی صار فیه صوتُ الذباب،و لا یکون الذباب إلاّ فی وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ،و إِنما یقال وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فکثر ذُبابه حتی تسمع لأَصواتها غُنَّه ،و هو شبیه بالبُحَّه.و أَرض غَنَّاءُ :قد الْتَجَّ عُشْبُها و اغْتَمَّ،و عُشْبٌ أَغَنُّ .و یقال للقریه الکثیره الأَهل: غَنَّاء .و

16- فی حدیث أَبی هریره :أَن رجلاً أَتی علی وادٍ مُغِنٍّ . ; یقال: أَغَنَّ الوادی،فهو مُغِنٌّ أَی کثرت أَصواتُ ذُبابه،جعل الوصف له،و هو

ص :315

للذباب.و غَنَّ الوادی و أَغَنَّ ،فهو مُغِنٌّ :کثر شجره.و قریه غَنَّاء :جَمَّهُ الأَهل و البُنْیان و العُشْب،و کله من الغُنَّهِ فی الأَنف.و غَنَّ النخل و أَغَنَّ :أَدْرک.و أَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَی جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ .و أَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء.

غون:

ابن الأَعرابی: التَّغَوُّنُ الإِِصرارُ علی المعاصی،و التَّوَغُّنُ الإِِقدامُ فی الحرب.

غین:

الغین :حرف تهج،و هو حرف مجهور مستعل،یکون أَصلاً لا بدلاً و لا زائداً،و الغین لغه فی الغیم،و هو السحاب،و قیل:النون بدل من المیمی; أَنشد یعقوب لرجل من بنی تغلب یصف فرساً: فِداءٌ خالَتِی و فِداً صَدِیقی، أَی فی یوم غیم; قال ابن بری:الذی أَنشده الجوهری: أَصاب حمامه فی یوم غین . و الذی رواه ابن جنی و غیره:یرید حمامه،کما أَورده ابن سیده و غیره،قال:و هو أَصح من روایه الجوهری أَصاب حمامه.و غانَتِ السماءُ غَیْناً و غِینَتْ غَیْناً :طَبَّقَها الغَیمُ.و أَغانَ الغَینُ السماء أَی أَلْبَسها; قال رُؤبه: أَمْسَی بِلالٌ کالربیعِ المُدْجِنِ، أَمْطَرَ فی أَکْنافِ غَیْنٍ مُغْیِنِ . قال الأَزهری:أَراد بالغین السحاب،و هو الغیم،فأَخرجه علی الأَصل.و الأَغْیَنُ :الأَخْضَرُ.و شجره غَیْناءِ أَی خَضْراءِ کثیره الورق ملتفه الأَغصان ناعمه،و قد یقال ذلک فی العُشْب،و الجمع غِینٌ ،و أَشجار غِینٌ ; و أَنشد الفراء: لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ یُمْسِی حَمامُه، و یُضْحِی علی أَفْنانِه الغِینِ یَهْتِفُ و الغِیْنهُ :الأَجَمَهُ.و الغِینُ من الأَراک و السِّدْر:کثرته و اجتماعه و حسنه; عن کراع،و المعروف أَنه جمع شجره غَیْناءِ ،و کذلک حکی أَیضاً الغِینه جمع شجره غَیْناء ; قال ابن سیده:و هذا غیر معروف فی اللغه و لا فی قیاس العربیه،إنما الغِینَهُ الأَجَمَهُ کما قلنا،أَ لا تری أَنک لا تقول البِیضَهُ فی جمع البَیْضاءِ و لا العِیسَهُ فی جمع العَیْساء؟ فکذلک لا یقال الغِینَهُ فی جمع الغَیْناء ،اللهم إِلا أَن یکون لتمکین التأْنیث أَو یکون اسماً للجمع.و الغَیْنه الشَّجْراءُ:مثل الغَیْضه الخضراء.و قال أَبو العَمَیْثل: الغَیْنه الأَشجارُ الملتفه فی الجبال و فی السَّهْل بلا ماء،فإِذا کانت بماء فهی غَیْضه.و الغَیْنُ :شجر ملتف; قال ابن سیده:و مما یَضَعُ به من ابن السکیت و من اعتقاده أَن الغینَ هو جمع شجره غَیْناء ،و أَن الشِّیَم جمع أَشْیَمَ و شَیْماء وزْنُه فِعْل،و ذهب عنه أَنه فُعْلٌ،غُومٌ و شُومٌ،ثم کسرت الفاء لتسلم الیاء کما فعل ذلک فی بِیضٍ.و غِینَ علی قلبه غَیْناً :تغَشَّتْه الشَّهْوهُ،و قیل: غِینَ علی قلبه غُطِّیَ علیه و أُلْبِسَ.و غِینَ علی الرجل کذا أَی غُطِّیَ علیه.و

14- فی الحدیث :إِنه لیُغانُ علی قلبی حتی أَستغفرُ الله فی الیوم سبعین مره. ; الغَیْنُ :الغَیْمُ،و قیل: الغَیْنُ شجر ملتف،أَراد ما یغشاه من السهو الذی لا یخلو منه البشر،لأَن قلبه أَبداً کان مشغولاً بالله تعالی،فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا

ص :316

عارض بشری یَشْغَلُه من أُمور الأُمّه و الملَّه و مصالحهما عَدَّ ذلک ذنباً و تقصیراً،فیَفْزَعُ إلی الاستغفار; قال أَبو عبیده:یعنی أَنه یتَغَشَّی القلبَ ما یُلْبِسُه; و کذلک کل شیء یَغْشَی شیئاً حتی یُلْبِسَه فقد غِینَ علیه.و غانَتْ نفْسُه تَغِینُ غَیْناً :غَثَتْ.و الغَیْنُ :العطش، غانَ یَغِینُ .و غانتِ الإِِبلُ:مثلُ غامَتْ.و الغِینه ،بالکسر:الصدید،و قیل:ما سال من المیت،و قیل:ما سال من الجیفه.و الغَیْنهُ ،بالفتح:اسم أَرض; قال الراعی: و نَکَّبْنَ زُوراً عن مُحَیَّاهَ بعد ما بَدَا الأَثْلُ،أَثْلُ الغَیْنهِ المُتَجاوِرُ. و یروی ... الغِینه .. (1). الفراء:یقال هو آنَسُ من حُمَّی الغِینِ .و الغِینُ :موضع لأَن أَهلها یُحَمُّون کثیراً.

معها و تقول: لئن فتنتنی لهی بالأَمس أَفتنت فقال سعید:کَذَبْتُنَّ کذَبْتنَّ. و الفِتْنهُ :إِعجابُک بالشیء، فتَنَه یَفْتِنُه فَتْناً و فُتُوناً ،فهو فاتِنٌ ،و أَفْتَنَه ; و أَباها الأَصمعی بالأَلف فأَنشد بیت رؤبه: یُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِینِ المُفْتِنِ فلم یعرف البیت فی الأُرجوزه; و أَنشد الأَصمعی أَیضاً: لئن فتَنَتْنی لَهْیَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم یَعْبأْ به،و لکن أَهل اللغه أَجازوا اللغتین.و قال سیبویه: فتَنَه جعل فیه فِتْنهً ،و أَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنه إلیه.قال سیبویه:إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ ،و إِذا قال فتَنْتُه فلم یتعرَّض لفُتِنَ . و حکی أَبو زید: أُفْتِنَ الرجلُ،بصیغه ما لم یسم فاعله،أَی فُتِنَ .و حکی الأَزهری عن ابن شمیل: افْتَتَنَ الرجلُ و افْتُتِنَ لغتان،قال:و هذا صحیح،قال:و أَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهی لغه ضعیفه.قال أَبو زید: فُتِنَ الرجلُ یُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور،و قد فتَنْته فِتْنهً و فُتُوناً ،و قال أَبو السَّفَر: أَفْتَنْتُه إِفْتاناً ،فهو مُفْتَنٌ ،و أُفْتِنَ الرجل و فُتِنَ ،فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنه فذهب ماله أَو عقله،و کذلک إِذا اخْتُبِرَ.قال تعالی: وَ فَتَنّٰاکَ فُتُوناً .و قد فتَنَ و افْتَتَنَ ،جعله لازماً و متعدیاً،و فتَّنْتُه تَفْتِیناً فهو مُفَتَّنٌ أَی مَفْتُون جدّاً.و الفُتُون أَیضاً: الافْتِتانُ ،یتعدَّی و لا یتعدَّی; و منه قولهم:قلب فاتِنٌ أَی مُفْتَتِنٌ ; قال الشاعر: رَخِیمُ الکلامِ قَطِیعُ القِیامِ، أَمْسی فُؤادی بها فاتِنا و المَفْتُونُ : الفِتْنه ،صیغ المصدر علی لفظ المفعول کالمَعْقُول و المَجْلُودِ.و قوله تعالی: فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ بِأَیِّکُمُ اَلْمَفْتُونُ ; قال أَبو إِسحق:معنی المَفْتُونِ الذی فُتِنَ بالجنون; قال أَبو عبیده:معنی الباء الطرح کأَنه قال أَیُّکم المَفْتُونُ ; قال أَبو إِسحق:و لا یجوز أَن تکون الباء لَغْواً،و لا ذلک جائز فی العربِیه،و فیه قولان للنحویین:أَحدهما أَن المفْتُونَ هاهنا بمعنی الفُتُونِ ،مصدر علی المفعول،کما قالوا ما له مَعْقُولٌ و لا مَعْقُودٌ رَأْیٌ،و لیس لفلان مَجْلُودٌ أَی لیس له جَلَدٌ و مثله المَیْسُورُ و المَعْسُورُ کأَنه قال بأَیِّکم الفُتون ،و هو الجُنون،و القول الثانی فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ فی أَیِّ الفَریقینِ المَجْنونُ أَی فی فرقه الإِِسلام أَو فی فرقه الکفر،أَقامَ الباء مقام فی; و فی الصحاح:إِن الباء فی قوله بِأَیِّکُمُ اَلْمَفْتُونُ زائده کما زیدت فی قوله تعالی: قُلْ کَفیٰ بِاللّٰهِ شَهِیداً ; قال:و المَفْتُون الفِتْنهُ ،و هو مصدر کالمَحْلُوفِ و المَعْقول،و یکون أَیُّکم الابتداء و المفتون خبره; قال:و قال المازنی المَفتون هو رفع بالابتداء و ما قبله خبره کقولهم بمن مُرورُک و علی أَیِّهم نُزُولُک،لأَن الأَول فی معنی الظرف،قال ابن بری:إِذا کانت الباء زائده فالمفتون الإِِنسان،و لیس بمصدر،فإِن جعلت الباء غیر زائده فالمفتون مصدر بمعنی الفُتُونِ .و افْتَتَنَ فی الشیء: فُتِن فیه.و فتَنَ إِلی النساءِ فُتُوناً و فُتِنَ إِلیهن:أَراد الفُجُور بهنَّ.و الفِتْنه :الضلال و الإِِثم.و الفاتِنُ :المُضِلُّ عن الحق.و الفاتِنُ :الشیطان لأَنه یُضِلُّ العِبادَ،صفه غالبه.و

16- فی حدیث قَیْلَه :المُسْلم أَخو المُسْلم یَسَعُهُما الماءُ و الشجرُ و یتعاونان علی الفَتَّانِ . ; الفَتَّانُ :الشیطانُ الذی یَفْتِنُ الناس بِخداعِه و غروره و تَزْیینه المعاصی،فإِذا نهی الرجلُ أَخاه عن ذلک فقد

ص :318

أَعانه علی الشیطان.قال:و الفَتَّانُ أَیضاً اللص الذی یَعْرِضُ للرُّفْقَهِ فی طریقهم فینبغی لهم أَن یتعاونوا علی اللِّصِّ،و جمع الفَتَّان فُتَّان ،و الحدیث یروی بفتح الفاء و ضمها،فمن رواه بالفتح فهو واحد و هو الشیطان لأَنه یَفْتِنُ الناسَ عن الدین،و من رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَی یُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ علی الذین یُضِلُّون الناسَ عن الحق و یَفْتِنونهم ،و فَتَّانٌ من أَبنیه المبالغه فی الفِتْنه ،و من الأَول قوله

16- فی الحدیث :أَ فَتَّانٌ أَنت یا معاذ؟. و روی الزجاج عن المفسرین فی قوله عز و جل: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَکُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ ; استعملتموها فی الفِتْنه ،و قیل:أَنَمْتُموها.و قوله تعالی: وَ فَتَنّٰاکَ فُتُوناً ; أَی أَخلَصناکَ إِخلاصاً.و قوله عز و جل: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لاٰ تَفْتِنِّی ; أَی لا تُؤْثِمْنی بأَمرک إِیایَ بالخروج،و ذلک غیر مُتَیَسِّرٍ لی فآثَمُ;

16- قال الزجاج:و قیل إِن المنافقین هَزَؤُوا بالمسلمین فی غزوه تَبُوکَ فقالوا یریدون بنات الأَصفر فقال:لا تَفْتِنِّی أَی لا تَفْتِنِّی ببنات الأَصفر،فأَعلم الله سبحانه و تعالی أَنهم قد سقَطوا فی الفِتْنهِ أَی فی الإِِثم. و فتَنَ الرجلَ أَی أَزاله عما کان علیه،و منه قوله عز و جل: وَ إِنْ کٰادُوا لَیَفْتِنُونَکَ عَنِ الَّذِی أَوْحَیْنٰا إِلَیْکَ ; أَی یُمِیلُونک و یُزِیلُونک.ابن الأَنباری:و قولهم فتَنَتْ فلانه فُلاناً،قال بعضهم:معناه أَمالته عن القصد،و الفِتْنه فی کلامهم معناه المُمِیلَهُ عن الحق.و قوله عز و جل: مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ إِلاّٰ مَنْ هُوَ صٰالِ الْجَحِیمِ :فسره ثعلب فقال:لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِیَ علیه أَن یدخل النار،و عَدَّی بِفٰاتِنِینَ بِعَلَی لأَن فیه معنی قادرین فعدَّاه بما کان یُعَدَّی به قادرین لو لفِظَ به،و قیل: الفِتْنهُ الإِِضلال فی قوله: مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ ; یقول ما أَنتم بِمُضِلِّین إِلا من أَضَلَّه الله أَی لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذین سبق علم الله فی ضلالهم; قال الفراء:أَهل الحجاز یقولون مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ ،و أَهل نجد یقولون بمُفْتِنینَ من أَفْتَنْتُ و الفِتْنهُ :الجُنون،و کذلک الفُتُون .و قوله تعالی: وَ اَلْفِتْنَهُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ; معنی الفِتْنه هاهنا الکفر،کذلک قال أَهل التفسیر.قال ابن سیده:و الفِتْنهُ الکُفْر.و فی التنزیل العزیز: وَ قٰاتِلُوهُمْ حَتّٰی لاٰ تَکُونَ فِتْنَهٌ .و الفِتْنهُ :الفَضِیحه.و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُرِدِ اللّٰهُ فِتْنَتَهُ ; قیل:معناه فضیحته،و قیل:کفره،قال أَبو إِسحق:و یجوز أَن یکون اختِبارَه بما یَظْهَرُ به أَمرُه.و الفِتْنه :العذاب نحو تعذیب الکفار ضَعْفَی المؤمنین فی أَول الإِِسلام لیَصُدُّوهم عن الإِِیمان،کما مُطِّیَ بلالٌ علی الرَّمْضاء یعذب حتی افْتَکَّه أَبو بکر الصدیق،رضی الله تعالی عنه،فأَعتقه.و الفِتْنهُ :ما یقع بین الناس من القتال.و الفِتْنهُ :القتل; و منه قوله تعالی: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا ; قال:و کذلک قوله فی سوره یونس: عَلیٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِمْ أَنْ یَفْتِنَهُمْ ; أَی یقتلهم; و أَما

14- قول النبی،صلی الله علیه و سلم :إِنی أَری الفِتَنَ خِلالَ بُیوتِکم. فإِنه یکون القتل و الحروب و الاختلاف الذی یکون بین فِرَقِ المسلمین إِذا تَحَزَّبوا،و یکون ما یُبْلَوْنَ به من زینه الدنیا و شهواتها فیُفْتَنُونَ بذلک عن الآخره و العمل لها.و

14- قوله،علیه السلام :ما تَرَکْتُ فِتْنهً أَضَرَّ علی الرجال من النساء. ; یقول:أَخاف أَن یُعْجُبوا بهنَّ فیشتغلوا عن الآخره و العمل لها.و الفِتْنهُ :الاختِبارُ.و فتَنَه یَفْتِنُه :اختَبَره.و قوله عز و جل: أَ وَ لاٰ یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی کُلِّ عٰامٍ مَرَّهً أَوْ مَرَّتَیْنِ :قیل:معناه یُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلی الجهاد،و قیل: یُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب و المکروه.

ص :319

و الفَتْنُ :الإِِحرَاق بالنار.و فتَنَ الشیءَ فی النار یَفْتِنُه :أَحرقه.و الفَتِینُ من الأَرض:الحَرَّهُ التی قد أَلْبَسَتْها کُلَّها حجارهٌ سُودٌ کأَنها مُحْرَقه،و الجمع فُتُنٌ .و قال شمر:کل ما غیرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون ،و یقال للأَمه السوداء مَفْتونه لأَنها کالحَرَّهِ فی السواد کأَنها مُحْترقَه; و قال أَبو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ: غِراسٌ کالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ، علی آبارِها،أَبداً عُطُونُ و کأَنَّ واحده الفَتائن فَتینه ،و قال بعضهم:الواحده فَتِینه ،و جمعها فَتِین ; قال الکمیتُ: ظَعَائِنُ من بنی الحُلاَّفِ،تَأْوی إِلی خُرْسٍ نَواطِقَ، کالفَتِینا (1). فحذف الهاء و ترک النون منصوبه،و رواه بعضهم: ... کالفِتِینَا . و یقال:واحده الفِتِینَ فِتْنَهٌ مثل عِزَهٍ و عِزِینَ.و حکی ابن بری:یقال فِتُونَ فی الرفع،و فِتِین فی النصب و الجر،و أَنشد بیت الکمیت.و الفِتْنَهُ :الإِِحْراقُ.و فَتَنْتُ الرغیفَ فی النار إِذا أَحْرَقْته.و فِتْنَهُ الصَّدْرِ:الوَسْواسُ.و فِتْنه المَحْیا:أَن یَعْدِلَ عن الطریق.و فِتْنَهُ المَمات:أَنْ یُسْأَلَ فی القبر.و قوله عزَّ و جل: إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا ; أَی أَحرقوهم بالنار المُوقَدَهِ فی الأُخْدُود یُلْقُون المؤْمنین فیها لیَصُدُّوهم عن الإِِیمان.و

17- فی حدیث الحسن : إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ ; قال: فَتَنُوهم بالنار. أَی امْتَحَنُوهم و عذبوهم،و قد جعل الله تعالی امْتِحانَ عبیده المؤمنین باللَّأْواءِ لیَبْلُوَ صَبْرَهم فیُثیبهم،أَو جَزَعَهم علی ما ابْتلاهم به فَیَجْزِیهم،جَزاؤُهم فِتْنهٌ .قال الله تعالی: الم، أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنّٰا وَ هُمْ لاٰ یُفْتَنُونَ ; جاءَ فی التفسیر:و هم لا یُبْتَلَوْنَ فی أَنفسهم و أَموالهم فیُعْلَمُ بالصبر علی البلاء الصادقُ الإِِیمان من غیره،و قیل: وَ هُمْ لاٰ یُفْتَنُونَ و هم لا یُمْتَحَنُون بما یَبِینُ به حقیقه إِیمانهم; و کذلک قوله تعالی: وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ ; أَی اخْتَبَرْنا و ابْتَلَیْنا.و قوله تعالی مُخْبِراً عن المَلَکَیْنِ هارُوتَ و مارُوتَ: إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَهٌ فَلاٰ تَکْفُرْ ; معناه إِنما نحن ابتلاءٌ و اختبارٌ لکم.و

16- فی الحدیث :المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً . أَی مُمْتَحَناً یمتَحِنُه الله بالذنب ثم یتوب ثم یعود ثم یتوب،من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه.و یقال فیهما أَفْتَنْتُه أَیضاً،و هو قلیل:قال ابن الأَثیر:و قد کثر استعمالها فیما أَخرجه الاخْتِبَار للمکروه،ثمَّ کَثُر حتی استعمل بمعنی الإِِثم و الکفر و القتال و الإِِحراق و الإِِزاله و الصَّرْفِ عن الشیء.و فَتَّانَا القَبْرِ:مُنْکَرٌ و نَکِیرٌ.و

16- فی حدیث الکسوف :و إِنکم تُفْتَنُونَ فی القبور. ; یرید مُساءَله منکر و نکیر،من الفتنهِ الامتحان،و قد کثرت استعاذته من فتنه القبر و فتنه الدجال و فتنه المحیا و الممات و غیر ذلک.و

14- فی الحدیث :فَبِی تُفْتَنونَ و عنِّی تُسْأَلونَ. أَی تُمْتَحَنُون بی فی قبورکم و یُتَعَرَّف إِیمانُکم بنبوَّتی.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه سمع رجلاً یتعوَّذ من الفِتَنِ فقال:أَ تَسْأَلُ رَبَّک أَن لا یَرْزُقَک أَهْلاً و لا مالاً؟. تَأَوَّلَ قوله عزَّ و جل: أَنَّمٰا أَمْوٰالُکُمْ وَ أَوْلاٰدُکُمْ فِتْنَهٌ ،و لم یُرِدْ فِتَنَ القِتالِ و الاختلافِ.و هما فَتْنَانِ أَی ضَرْبانِ و لَوْنانِ; قال نابغه بنی جَعْده: هما فَتْنَانِ مَقْضِیٌّ علیه لِسَاعَتِه،فآذَنَ بالوَداعِ

ص :320

الواحد: فَتْنٌ ; و روی أَبو عمرو الشَّیْبانیّ قول عمر بن أَحمر الباهلیّ: إِمّا علی نَفْسِی و إِما لها، و العَیْشُ فِتْنَان :فَحُلْوٌ و مُرّ قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحیه،و رواه غیره: فَتْنانِ ،بفتح الفاء،أَی حالان و فَنَّانِ،قال ذلک أَبو سعید قال:و رواه بعضهم فَنَّانِ أَی ضَرْبانِ.و الفِتانُ ،بکسر الفاء:غِشاء یکون للرَّحْل من أَدَمٍ; قال لبید: فثَنَیْت کَفِّی و الفِتانَ و نُمْرُقی، و مَکانُهنَّ الکُورُ و النِّسْعانِ و الجمع فُتُنٌ .

فجن:

الفَیْجَنُ و الفَیْجَلُ:السَّذاب; قال ابن درید:و لا أَحسبها عربیه صحیحه.و قد أَفْجَنَ الرجلُ إِذا دام علی أَکل السَّذاب.

فحن:

الأَزهری:أَمَّا فَحَنَ فأَهمله اللیث:قال:و فَیْحانُ اسم موضع،قال:و أَظنه فَیْعالٌ من فَحَنَ .و الأَکثر أَنه فَعْلان من الأَفْیَح،و هو الواسِعُ،و سمَّت العرب المرأَه فَیْحُونه .

فدن:

الفَدَنُ :القَصْرُ المَشِیدُ; قال المُثَقِّبُ العَبْدیّ: یُنْبِی تَجالیدِی و أَقْتادَها ناوٍ،کرأْسِ الفَدَنِ المُؤْیَدِ و الجمع أَفْدانٌ ; و أَنشد کما تَرَاطَنَ فی أَفْدانِها الرُّومُ و بناء مُفَدَّنٌ :طویل.و الفَدانُ ،بتخفیف الدال:الذی یجمع أَداهَ الثورین فی القِرانِ للحَرْثِ،و الجمع أَفْدِنَهٌ و فُدُنٌ .و الفَدَّانُ : کالفَدَانِ ،فَعَّال بالتشدید،و قیل: الفَدَّانُ الثور،و قال أَبو حنیفه: الفَدَّانُ الثوران اللذان یقرنان فیحرث علیهما،قال:و لا یقال للواحد منهما فدانٌ .أَبو عمرو: الفَدَّانُ واحد الفَدَادِینِ ،و هی البقر التی یحرث بها; قال أَبو تراب:أَنشدنی أَبو خلیفه الحُصَیْنِیُّ لرجل یصف الجُعَل: أَسْوَدُ کاللیل،و لیس باللیل، له جناحانِ،و لیس بالطَّیْر، یَجُرُّ فَداَّناً ،و لیس بالثَّوْر فجمع بین الراء و اللام فی القافیه و شدّد الفَدَّانَ ; قال ابن الأَعرابی:هو الفَدَان ،بتخفیف الدال.و قال أَبو حاتم:تقول العامه الفَدَّان ،و الصواب الفَدَان ،بالتخفیف.قال ابن بری:ذکره سیبویه فی کتابه و رواه عنه أَصحابه فَدَان ،بالتخفیف،و جمعه علی أَفْدِنه و قال:العِیَانُ حدیده تکون فی متاع الفَدَان ،و ضبطوا الفَدَان بالتخفیف.قال:و أَما الفَدَّان ،بالتشدید،فهو المبلغ المتعارف،و هو أَیضاً الثور الذی یحرث به،و حکی ابن بری عن أَبی الحسن الصِّقِلِّی فی ترجمه عین قال: الفدَان ،بالتخفیف،الآله التی یحرث بها.و الفَدَّان أَیضاً:المَزْرَعه.و فُدَیْنٌ و الفُدَیْنُ :موضع.و الفَدَنُ صِبْغ أَحمر.

فرن:

الفُرْنُ :الذی یُخْبَزُ علیه الفُرْنیُّ ،و هو خُبْز غلیظ نسب إِلی موضعه،و هو غیر التَّنُّورِ; قال أَبو خِراشٍ الهُذَلِیُّ یمدح دُبَیَّه السُّلَمِیّ: نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُکَلَّلاتٍ من الفُرْنِیِّ ،یَرْعَبُها الجَمیلُ و یروی: نُقابل... ،بالباء; قال ابن بری:صوابه

ص :321

یقابل بالیاء و الباء،و الضمیر یعود إِلی دُبَیَّه; و قبله: فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْیافِ تَذْحی، رِحالَهُمُ،شآمِیَهٌ بَلِیلُ یقال:ذَحاه یَذْحُوه و یَذْحَاه طرده،بذال معجمه.و قال الخلیلُ: الفُرنیّ طعام،واحدته فُرْنِیَّهٌ .و قال ابن درید: الفُرْن شیء یُخْتَبَز فیه،قال:و لا أَحسبه عربیّاً.غیره: الفُرْنُ المَخْبَز،شآمیه،و الجمع أَفْرانٌ .و الفُرنْیَّهُ :الخُبْزَه المُسْتدیره العظیمه،منسوبه إِلی الفُرْنِ .و الفُرْنِیُّ :طعام یتخذ،و هی خُبْزَه مُسَلَّکَه مُصَعْنَبَه مضمومه الجوانب إِلی الوسط،یُسَلَّکُ بعضها فی بعض ثم تُرَوَّی لبناً و سمناً و سُکَّراً،واحدته فُرْنِیَّه .و الفارِنَه :خَبَّازه هذا الفُرْنِیّ المذکور،و یسمی ذلک المُخْتَبَزُ فُرْناً .و فی کلام بعض العرب:فإِذا هی مثل الفُرْنِیَّه الحمراء.و الفُرْنِیُّ :الرجل الغلیظُ الضخمُ; قال العجاج: و طاحَ،فی المَعْرَکهِ، الفُرْنِیُّ قال ابن بری:و الفُرْنِیُّ أَیضاً الضخم من الکلاب،و أَنشد بیت العجاج هذا.

فرتن:

أَبو سعید: الفَرْتَنَهُ عند العرب (1).تَشْقِیقُ الکلام و الاهْتِماشُ فیه.یقال:فلان یُفَرْتِنُ فَرْتَنهً .و فَرْتَنَی :الأَمَهُ و الزانیهُ،و قد تقدم أَنه ثلاثی علی رأْی ابن حبیب،و أَن نونه زائده،و ذکره ابن بری: الفَرْتَنی معرَّفاً بالأَلف و اللام،قال:و کذلک الهَلُوکُ و المُومِسَه.و فَرَتَ الرجلُ یَفْرُتُ فَرْتاً:فَجَر; قال:و أَما سیبویه فجعله رباعیّاً. ابن الأَعرابی:یقال للأَمه الفَرْتَنَی .و ابن الفَرْتَنَی :و هو ابن الأَمهِ البَغِیِّ،و العرب تسمی الأَمه فَرْتَنَی .قال ابن بری:و قال الأَحْوَلُ ابن فَرْتَنَی و ابن تُرْنَی یقالان للئیم.و قال ثعلب: فَرْتَنَی الأَمهُ،و کذلک تُرْنَی; قال الأَشهب بن رُمَیْلَهَ. أَتانِیَ ما قال البَعِیثُ ابنُ فَرْتَنَی ، أَ لم تَخْشَ،إِذ أَوْعَدْتَها،أَن تُکَذّبا؟ و قال جریر: أَ لم تَرَ أَنِّی،إِذ رَمَیْتُ ابْنَ فَرْتَنَی بصَمَّاءَ،لا یَرْجُو الحیاهَ أَمِیمُها و قال أَیضاً: مَهْلاً بَعِیثُ،فإِنَّ أُمَّکَ فَرْتَنَی حَمْراءُ،أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما قال أَبو عبید:أَراد الأَمه،و کانت أُمُّ البَعِیثِ حمراءَ من سَبْی أَصْفَهان،و ابن تُرْنَی ذکره فی تَرَنَ.و فَرْتَنَی ،مقصور:اسم امرأَه; قال النابغه: عَفا ذو حُساً من فَرْتَنَی فالفَوارِعُ، فَجَنْبا أَرِیکٍ،فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ و فَرْتَنَی أَیضاً:قصر بمَرْوِ الرُّوذِ کان ابن خازم قد حاصر فیه زُهَیْرَ بن ذؤیب العَدَوِیّ الذی یقال له الهَزَارْمَرْدُ.

فرجن:

الفِرْجَونُ :المِحَسَّهُ.و قد فَرْجَنَ الدابهَ بالفِرْجَوْن أَی بالمِحَسَّه أَی حَسَّها،و الله تعالی أَعلم.

فرزن:

الفِرْزانُ :من لُعَبِ الشِّطْرَنْج،أَعجمی معرّب،و جمعه فَرَازِینُ (2).

فرسن:

الفُرَاسِنُ و الفِرْسَانُ من الأُسْد،و اعْتَدَّ سیبویه الفِرْناسَ ثلاثیّاً،و هو مذکور فی موضعه.و الفِرْسِنُ : فِرْسِنُ البعیر،و هی مؤنثه،و جمعها

ص :322

فَراسِنُ .و فی الفَراسِنِ السُّلامَی:و هی عظام الفِرْسِن و قَصَبُها،ثم الرُّسْغ فوق ذلک،ثم الوَظِیفُ،ثم فوق الوَظِیفِ من ید البعیر الذِّراعُ،ثم فوق الذراع العَضُدُ،ثم فوق العَضُدِ الکتفُ،و فی رجله بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظیفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِکُ،و یقال لموضع الفِرْسِن من الخیل الحافرُ ثم الرُّسْغُ.و الفِرْسِنُ من البعیر:بمنزله الحافر من الدابه،قال:و ربما استعیر فی الشاه.قال ابن السراج:النون زائده لأَنها من فَرسْتُ،و قد تقدم.و الذی للشاه هو الظِّلْفُ.و

16- فی الحدیث :لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شیئاً و لو فِرسِنَ شاه. ; الفِرْسِنُ :عظم قلیل اللحم،و هو خُفَّ البعیر کالحافر للدابه.

فرصن:

فَرْصَنَ الشیءَ:قطعه; عن کراع.

فرعن:

الفَرْعَنَهُ :الکِبْرُ و التَّجَبُّر.و فِرْعَوْنُ کل نَبِیٍّ مَلِکُ دَهْره; قال القَطامِی: و شُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَی، و غُرِّقَتِ الفَراعِنَهُ الکِفارُ الکِفارُ:جمع کافر کصاحب و صحاب،و فرعون الذی ذکره الله تعالی فی کتابه من هذا،و إِنما ترک صرفه فی قول بعضهم لأَنه لا سَمِیَّ له کإِبلیس فیمن أَخذه من أَبْلَسَ; قال ابن سیده:و عندی أَن فرعون هذا العَلَم أَعجمیٌّ،و لذلک لم یصرف.الجوهری: فرعون لقب الولید بن مُصْعَبٍ مَلِکِ مصر.و کلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ ،و العُتاهُ: الفراعنه .و قد تَفَرْعَنَ و هو ذو فَرْعَنَه أَی دَهاءٍ و تَکَبُّر.و

16- فی الحدیث :أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمه. الأَزهری:من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِیَّهُ ; قال شمر:هی منسوبه إِلی فِرْعَوْنِ موسی،و قیل: الفِرْعَوْنُ بلغه القِبْط التّمسَاح،قال ابن بری:حکی ابن خالویه عن الفراء فُرْعُون ،بضم الفاء،لغه نادره.

فشن:

فَیْشُونُ :اسم نهر; حکاه صاحبُ العین علی أَنه قد یکون فَعْلُوناً،و إِن لم یحک سیبویه هذا البناء.اللیث: فَیْشُون اسم نهر،و أَفْشِیُونُ أَعجمی.

فطن:

الفِطْنَهُ :کالفهم.و الفِطْنَه :ضِدُّ الغَباوه.و رجل فَطِنٌ بَیِّنُ الفِطْنه و الفَطَنِ و قد فَطَنَ لهذا الأَمر،بالفتح، یَفْطُنُ فِطْنَه و فَطُنَ فَطْناً و فَطَناً ،و فُطُناً و فُطُونه و فَطانه و فَطَانیه ،فهو فاطِنٌ له و فَطُون و فَطِین و فَطِنٌ و فَطُنٌ و فَطْنٌ و فَطُونه ،و قد فَطِنَ ،بالکسر، فِطْنه و فَطَانه و فَطَانیهً ،و الجمع فُطْنٌ ،و الأُنثی فَطِنَه ; قال القطامی: إِلی خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّینی، طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ و قال الآخر: قالتْ،و کنتُ رَجُلاً فَطِینَا : هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائینا و قال قَیْسُ بنُ عاصمٍ فی الجمع لا یَفْطُنُونَ لعَیْبِ جارِهِمِ، و هُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ و المُفاطَنَهُ :مُفَاعله منه.اللیث:و أَما الفَطِنُ فذو فِطْنَهٍ للأَشیاء،قال:و لا یمتنع کل فعل من النعوت من أَن یقال قد فَعُلَ و فَطُنَ أَی صار فَطِناً إلا القلیل.و فَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِیناً :فَهَّمَه.و فی المثل: لا یُفطِّنُ القارَهَ إِلا الحِجاره ; القارهُ:أُنثی الذِّئبَهِ.و فاطَنَهُ فی الحدیث:راجَعَه; قال الراعی:

ص :323

إِذا فاطَنَتْنا فی الحدیثِ تَهَزْهَزَتْ

إِلیها قلوبٌ،دونهن الجَوانِحُ

و یقال: فَطِنْتُ إِلیه و له و به فِطْنَهً و فَطانه .و یقال:لیس له فُطْنٌ أَی فِطْنهٌ .

فکن:

فَکَنَ فی الکذب:لَجَّ و مَضی.و تَفَکَّنَ :تأَسَّفَ و تَلَهَّفَ،و قیل:هو التلهف علی الشیءِ یفوتک بعد ما ظننت أَنک ظَفِرْتَ به،و قیل:هو التَّنَدُّمُ،قال الشاعر: و لا خارِب،إِن فاته زادُ ضَیْفِه یَعَضُّ علی إِبْهامه، یَتَفَکَّنُ (1)ابن الأَعرابی: الفُکْنَهُ الندامه،و قیل:الندامه علی الفائت،و التَّفَکُّنُ :التندم علی ما فات.و

16- فی الحدیث :مَثَلُ العالِم مَثلُ الحَمَّهِ من الماء یأْتیها البُعَداءُ و یترکها القُرَباءُ،حتی إِذا غَاضَ ماؤُها بقی قومه یَتَفَکَّنُونَ . قال أَبو عبید: یَتَفَکَّنُونَ أَی یَتَنَدَّمُون (2).اللحیانی:أَزْدُ شَنُوأَهَ یقولون یَتَفَکَّهُون،و تمیم تقول یَتَفَکَّنُون ،و

17- قال مجاهد فی قوله: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ أَی تَعَجَّبُونَ. و

17- قال عِکْرِمه :تَنَدَّمُونَ. و قال ابن الأَعرابی:تَفَکَّهْتُ و تَفَکَّنْتُ أَی تَنَدَّمْتُ،قال رؤبه: أَ ما جَزاءُ العارِفِ المُسْتَیْقِنِ عندَک،إِلا حاجهُ التَّفَکُّنِ أَبو تراب:سَمِعْتُ مُزاحِماً یقول تَفَکَّنَ و تَفَکَّرَ واحد،و اللّٰه أَعلم.

فلن:

فُلانٌ و فُلانَهُ :کنایه عن أَسماء الآدمیین.و الفُلانُ و الفُلانَهُ :کنایه عن غیر الآدمیین.تقول العرب:رَکِبْتُ الفُلانَ و حَلَبْتُ الفُلانه .ابن السَّرَّاج: فُلانٌ کنایه عن اسم سمی به المُحَدَّثُ عنه،خاص غالب.و یقال فی النداء:یا فُلُ فتحذف منه الأَلف و النون لغیر ترخیم،و لو کان ترخیماً لقالوا یا فُلا،قال:و ربما جاء ذلک فی غیر النداء ضروره; قال أَبو النجم: فی لَجَّهٍ،أَمْسِکْ فلاناً عن فُلِ و اللجه:کثره الأَصوات،و معناه أَمسک فلاناً عن فلان .و فلانٌ و فلانهُ :کنایه عن الذکر و الأُنثی من الناس،قال:و یقال فی غیر الناس الفُلانُ و الفُلانَهُ بالأَلف و اللام.اللیث:إِذا سمی به إِنسان لم یحسن فیه الأَلف و اللام.یقال:هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نکره له،و لکن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِِبلَ قالوا هذا الفُلانُ و هذه الفُلانه ،فإِذا نسبت قلت فلانٌ الفُلانِیُّ ،لأَن کل اسم ینسب إِلیه فإِن الیاء التی تلحقه تصیره نکره،و بالأَلف و اللام یصیر معرفه فی کل شیء.ابن السکیت:تقول لقیت فلاناً ،إِذا کَنَیْت عن الآدمیین قلته بغیر أَلف و لام،و إِذا کَنَیْتَ عن البهائم قلته بالأَلف و اللام; و أَنشد فی ترخیم فلان: و هْوَ إِذا قیل له:وَیْهاً، فُلُ و قال الأَصمعی فیما رواه عنه أَبو تراب:یقال قم یا فُلُ و یا فُلاه ،فمن قال یا فُلُ فمضی فرفع بغیر تنوین فقال قم یا فُلُ ; و قال الکمیت: یقالُ لمِثْلِی:وَیْهاً فُلُ و من قال یا فُلاه فسکن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلک یا فُلاه ،و إِذا مضی قال یا فُلا قل ذلک،فطرح و نصب.و قال المبرد:قولهم یا فُلُ لیس بترخیم

ص :324

و لکنها کلمه علی حِدَهٍ.ابن بُزُرْج:یقول بعض بنی أَسدٍ یا فُلُ أَقبل و یا فُلُ أَقبلا و یا فُلُ أَقبلوا،و قالوا للمرأَه فیمن قال یا فُلُ أَقْبِلْ:یا فُلانَ أَقبلی،و بعض بنی تمیم یقول یا فُلانَهُ أَقبلی،و بعضهم یقول یا فُلاهُ أَقبلی.و قال غیرهم:یقال للرجل یا فُلُ أَقبل،و للاثنین یا فُلانِ ،و یا فُلُونَ للجمع أَقبلوا،و للمرأَه یا فُلَ أَقْبِلی،و یا فُلَتانِ ،و یا فُلاتُ أَقْبِلْنَ،نصب فی الواحده لأَنه أَراد یا فُلَه ،فنصبوا الهاء.و قال ابن بری:فلانٌ لا یثنی و لا یجمع.و

13- فی حدیث القیامه :یقول الله عز و جل أَی فُلْ أَ لم أُکْرِمْکَ و أُسَوِّدْکَ؟. معناه یا فلانُ ،قال:و لیس ترخیماً لأَنه لا یقال إِلا بسکون اللام،و لو کان ترخیماً لفتحوها أَو ضموها; قال سیبویه:لیست ترخیماً و إِنما هی صیغه ارْتُجِلَتْ فی باب النداء،و قد جاء فی غیر النداء; و أَنشد: فی لَجَّهٍ أَمْسِکْ فلاناً عن فُلِ فکسر اللام للقافیه.قال الأَزهری:لیس بترخیم فُلانٍ ،و لکنها کلمه علی حده،فبنو أَسد یُوقِعُونَها علی الواحد و الاثنین و الجمع و المؤنث بلفظ واحد،و غیرهم یثنی و یجمع و یؤنث; و قال قوم:إِنه ترخیم فلان ،فحذفت النون للترخیم و الأَلف لسکونها،و تفتح اللام و تضم علی مذهبی الترخیم.و

16- فی حدیث أُسامه فی الوالی الجائر :یُلْقی فی النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فیقال له أَی فُلْ أَین ما کنت تَصِفُ. و قوله عز و جل: یٰا وَیْلَتیٰ لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاٰناً خَلِیلاً ;

16- قال الزجاج : لَمْ أَتَّخِذْ فُلاٰناً الشیطانَ خَلِیلاً ،قال:و تصدیقُه: وَ کٰانَ الشَّیْطٰانُ لِلْإِنْسٰانِ خَذُولاً ; قال:و یروی أَن عُقْبه بن أَبی مُعَیْطٍ هو الظالم هاهنا،و أَنه کان یأْکل یدیه نَدَماً،و أَنه کان عزم علی الإِِسلام فبلغ أُمَیَّهَ بن خَلَفٍ فقال له أُمیهُ:وَجْهِی من وَجْهِک حرامٌ إِن أَسلمت و إِن کَلَّمْتُکَ أَبداً فامتنع عقبه من الإِِسلام،فإِذا کان یوم القیامه أَکل یدیه ندماً،و تمنی أَنه آمن و اتخذ مع الرسول إِلی الجنه سبیلاً و لم یتخذ أُمیه بن خلف خلیلاً،و لا یمتنع أَن یکون قبوله من أُمیه من عمل الشیطان و إِغوائه. و فُلُ بن فُلٍ :محذوف،فأَما سیبویه فقال:لا یقال فُل یعنی به فلان إِلا فی الشعر کقوله: فی لجه،أَمسک فلاناً عن فُلِ و أَما یا فُلْ التی لم تحذف من فلان فلا یستعمل إِلا فی النداء،قال:و إِنما هو کقولک یا هَناه،و معناه یا رجل.و فلانٌ :اسم رجل.و بنو فُلان :بَطنٌ نسبوا إِلیه،و قالوا فی النسب الفُلانیّ کما قالوا الهَنِیّ،یَکْنُونَ به عن کل إِضافه.الخلیلُ: فلانٌ تقدیره فُعال و تصغیره فُلَیِّنٌ ،قال:و بعض یقول هو فی الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو،قال:و تصغیره علی هذا القول فُلَیَّانٌ،و کالإِنسان حذفت منه الیاء أَصله إِنْسِیان،و تصغیره أُنَیْسِیانُ،قال:و حجه قولهم فُلُ بن فُلٍ کقولهم هَیُّ بن بَیٍّ و هَیَّانُ بنُ بَیَّانَ.و روی عن الخلیل أَنه قال: فلانٌ نُقْصانُه یاء أَو واو من آخره،و النون زائده،لأَنک تقول فی تصغیره فُلَیَّانٌ،فیرجع إِلیه ما نقص و سقط منه،و لو کان فلانٌ مثل دُخانٍ لکان تصغیره فُلَیِّنٌ مثل دُخَیِّنٍ،و لکنهم زادوا أَلفاً و نوناً علی فُلَ; و أَنشد لأَبی النجم: إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ، تُدافِعُ الشِّیبَ و لم تُقَتَّلِ، فی لَجَّهٍ،أَمْسِکْ فلاناً عن فُلِ

فلسطن:

فِلَسْطِینُ ،بکسر الفاء و فتح اللام:الکورَهُ المعروفه فیما بین الأُرْدُنّ و دیار مصر،حماها الله

ص :325

تعالی،و أُمُّ بلادها بیتُ المَقْدِسِ.

فلکن:

قَوْسٌ فَیْلَکُونٌ :عظیمه; قال الأَسوَدُ ابنُ یَعفُرَ: و کائِنْ کَسَرْنا من هَتُوفٍ مُرِنَّهٍ، علی القومِ،کانتْ فَیْلکُونَ المَعابِلِ و ذلک أَنه لا تُرْمی المعابلُ و هی النِّصال المُطَوَّله إِلا علی قَوْسٍ عظیمه.الجوهری: الفَیْلَکُونُ البَرْدِیُّ (1)،هو فَیعَلُول.

فنن:

الفَنُّ :واحد الفُنُون ،و هی الأَنواع،و الفَنُّ الحالُ.و الفَنُّ :الضَّرْبُ من الشیء،و الجمع أَفنان و فُنونٌ ،و هو الأُفْنُون .یقال:رَعَیْنا فُنُونَ النَّباتِ،و أَصَبْنا فُنُونَ الأَموال; و أَنشد: قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنانِه ، کلّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ و الرجلُ یُفَنِّنُ الکلام أَی یَشْتَقُّ فی فَنٍّ بعد فنٍّ ،و التَّفَنُّنُ فِعْلک.و رجل مِفَنٌّ :یأْتی بالعجائب،و امرأَه مِفَنَّه .و رجل مِعَنٌّ مِفَنٌّ :ذو عَنَنٍ و اعتراض و ذو فُنُون من الکلام; و أَنشد أَبو زید: إِنَّ لنا لکَنَّه مِعَنَّهً مِفَنَّه و افْتَنَّ الرجل فی حدیثه و فی خُطْبته إِذا جاء بالأَفانین ،و هو مثلُ اشْتَقَّ; قال أَبو ذؤیب: فافْتَنَّ ،بعد تَمامِ الوِرْدِ،ناجِیهً، مثْلَ الهِرَاوَهِ ثِنْیاً بِکْرُها أَبِدُ قال ابن بری:فسر الجوهری افْتَنَّ فی هذا البیت بقولهم افْتَنَّ الرجل فی حدیثه و خُطْبته إِذا جاء بالأَفانین ،قال:و هو مثلُ اشْتَقَّ،یرید أَن افْتَنَّ فی البیت مستعار من قولهم افْتَنَّ الرجل فی کلامه و خصومته إِذا توسع و تصرف،لأَنه یقال افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه و اشْتَقَّ بها إِذا أَخذ فی طَرْدِها و سَوْقها یمیناً و شمالاً و علی استقامه و علی غیر استقامه; فهو یَفْتَنُّ فی طَرْدِها أَفانینَ الطَّرْدِ; قال:و فیه تفسیر آخر و هو أَن یکون افْتَنَّ فی البیت من فَنَنْتُ الإِِبلَ إِذا طردتها،فیکون مثل کسَبْته و اکتَسَبْته فی کونهما بمعنی واحد،و ینتصب ناجیه بأَنه مفعول لافْتَنَّ من غیر إِسقاط حرف جر،لأَن افْتَنَّ الرجل فی کلامه لا یتعدَّی إِلا بحرف جرّ; و قوله: ...ثِنیاً بکرها أَبِدُ أَی وَلَدَت بَطْنَین،و معنی بِکْرُها أَبِدٌ أَی وَلَدُها الأَول قد توحش معها.و افْتَنَّ :أَخذ فی فُنُونٍ من القول.و الفُنُونُ :الأَخلاطُ من الناس.و إِن المجلس لیجمع فُنُوناً من الناس أَی ناساً لیسوا من قبیله واحده.و فَنَّنَ الناسَ:جعلهم فُنُوناً .و التَّفْنینُ :التخلیط; یقال:ثوبٌ فیه تَفْنین إِذا کان فیه طرائق لیست من جِنْسه.و الفَنَّانُ فی شعر الأَعشی:الحمارُ; قال:الوحشی الذی یأْتی بفُنُونٍ من العَدْوِ; قال ابن بری و بیت الأَعشی الذی أَشار إِلیه هو قوله: و إِنْ یَکُ تَقْرِیبٌ من الشَّدِّ غالَها بمَیْعَهِ فَنَّانِ الأَجارِیِّ،مُجْذِمِ و الأَجارِیُّ:ضُروبٌ من جَرْیه،واحدها إِجْرِیّا،و الفَنُّ: الطَّرْدُ.و فَنَّ الإِِبلَ یَفُنُّها فَنّاً إِذا طردها; قال الأَعشی: و البِیضُ قد عَنَسَتْ و طال جِرَاؤُها، و نَشَأْنَ فی فَنٍّ و فی أَذْوادِ و فَنَّه یَفُنُّه فَنّاً إِذا طرده.و الفَنُّ :العَناء. فنَنْتُ الرجلَ أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّیْتَه،و فنَّه یَفُنُّه فَنّاً :

ص :326

عَنَّاه; قال: لأَجْعَلَنْ لابنه عَمْروٍ فَنَّا ، حتی یَکُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا و قال الجوهری: فنًّا أی أمراً عَجَباً،و یقال:عَناءً أی آخُذُ علیها بالعَناء حتی تَهَبَ لی مَهْرَها.و الفَنُّ :المَطْلُ.و الفَنُّ :الغَبْنُ،و الفعل کالفعل،و المصدر کالمصدر.و امرأَه مِفَنَّه :یکون من الغَبْنِ و یکون من الطَّرْدِ و التَّغْبِیَه.و أُفْنُونُ الشَّبابِ:أوَّله،و کذلک أُفْنُونُ السحاب.و الفَنَنُ :الغُصْنُ المستقیم طُولاً و عَرْضاً; قال العجاج: و الفَنَنُ الشَّارِقُ و الغَرْبیُّ و الفَنَنُ :الغُصْنُ،و قیل:الغُصْنُ القَضِیب یعنی المقضوب،و الفَنَنُ :ما تشَعَّبَ منه،و الجمع أَفْنان .قال سیبویه:لم یُجاوِزُوا به هذا البناء.و الفَنَنُ :جمعه أَفْنانٌ ،ثم الأَفانِینُ ; قال الشاعر یصف رَحیً: لها زِمامٌ من أَفانِینِ الشَّجَرْ و أما قول الشاعر: مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ،حتی أغاثَ شَرِیدَهمْ فَنَنُ الظَّلام فإنه استعار للظلمه أَفْناناً ،لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها و أَوراقِها کما تستر الغصون بأَفنانها و أَوراقها.و شجره فَنْواءُ:طویله الأَفْنانِ،علی غیر قیاس.و قال عکرمه فی قوله تعالی: ذَوٰاتٰا أَفْنٰانٍ ; قال:ظِلُّ الأَغصانِ علی الحِیطانِ; و قال أَبو الهیثم:فسره بعضهم ذَواتا أغصانٍ،و فسره بعضهم ذواتا أَلوان،واحدها حینئذ فَنّ و فَنَنٌ ،کما قالوا سَنٌّ و سَنَنٌ و عَنٌّ و عَنَنٌ. قال أَبو منصور:واحدُ الأَفنان إذا أَردت بها الأَلوان فَنٌّ ،و إذا أردْتَ بها الأَغصان فواحدها فَنَنٌ .أَبو عمرو:شجره فَنْواء ذات أَفنان .قال أبو عبید:و کان ینبغی فی التقدیر فَنَّاء .ثعلب:شجره فَنَّاء و فَنْواء ذات أَفْنانٍ ،و أَما قَنْواء،بالقاف،فهی الطویله.قال أَبو الهیثم: الفُنُون تکون فی الأَغصان،و الأَغصان تکون فی الشُّعَبِ،و الشُّعَبُ تکون فی السُّوق،و تسمی هذه الفُروعُ،یعنی فروعَ الشجر،الشَّذَبَ،و الشَّذَبُ العِیدانُ التی تکون فی الفُنون .و یقال للجِذعِ إذا قطع عند الشَّذَب:جِذْعٌ مُشَذَّبٌ; قال إمرؤ القیس: یُرادَا علی مِرْقاهِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ یُرادا أی یُدارا.یقال:رادَیْتُه و دارَیْتُه.و الفَنَنُ :الفَرْع من الشجر،و الجمع کالجمع.و

16- فی حدیث سِدْره المُنْتَهَی :یسیر الراکب فی ظِلِّ الفَنَنِ مائهَ سَنهٍ. و امرأَه فَنْواء :کثیره الشعر،و القیاس فی کل ذلک فَنَّاء ،و شعَر فَیْنان ; قال سیبویه:معناه أَن له فنوناً کأَفنانِ الشجر،و لذلک صرف،و رجل فَیْنان و امرأَه فَینانه ; قال ابن سیده:و هذا هو القیاس لأَن المذکر فَیْنان مصروف مشتق من أَفنان الشجر.و حکی ابن الأَعرابی:امرأَه فَیْنَی کثیره الشعر،مقصور،قال:فإن کان هذا کما حکاه فحکم فَیْنان أن لا ینصرف،قال:و أُری ذلک وهَماً من ابن الأَعرابی.و

16- فی الحدیث :أَهلُ الجنه مُرْدٌ مُکَحَّلون أُولو أَفانِین . ; یرید أُولو شُعور و جُمَم.و أَفانِینُ :جمع أَفنان ،و أَفنانٌ :جمع فَنَنٍ ،و هو الخُصله من الشعر،شبه بالغصن; قال الشاعر: یَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبیبِ و العُذَرْ یصف الخیلَ و نَفْضَها خُصَل شعر نواصیها و أَذنابها; و قال المَرَّار: أَ عَلاقَهً أُمَّ الوُلَیِّد،بعدَ ما أَفْنانُ رأْسِک کالثَّغام المُخْلِسِ؟

ص :327

یعنی خُصَلَ جُمَّه رأْسِه حین شاب.أَبو زید: الفَینان الشعر الطویل الحسَنُ.قال أَبو منصور: فَیْنانٌ فَیعال من الفَنَن ،و الیاء زائده.التهذیب:و إن أَخذت قولهم شعر فَیْنانٌ من الفَنَن و هو الغصن صرفته فی حالی النکره و المعرفه،و إن أَخذته من الفَیْنه و هو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان و فَعْلانه،فصرفته فی النکره و لم تصرفه فی المعرفه.و

14- فی الحدیث :جاءَت امرأَهٌ تشکو زوجَها فقال النبی،صلی الله علیه و سلم:تُرِیدینَ أن تزَوَّجِی ذا جُمَّهٍ فَینانه علی کل خُصله منها شیطان. ; الشعر الفَیْنانُ :الطویل الحسن،و الیاء زائده.و یقال: فَنَّنَ فلانٌ رأْیه إذا لَوَّنه و لم یثبت علی رأْی واحد.و الأَفانِینُ :الأَسالیب،و هی أَجناس الکلام و طُرُقه.و رجل مُتفَنِّنٌ أی ذو فُنون .و تَفنَّنَ :اضطرب کالفَنَن .و قال بعضهم: تَفنَّن اضطرب و لم یَشْتقَّه من الفَنن ،و الأَول أَولی; قال: لو أَن عُوداً سَمْهَریّاً من قَنا، أو من جِیادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا، لاقی الذی لاقَیْتُه تَفنَّنا و الأُفْنونُ :الحیه،و قیل:العجوز،و قیل:العجوز المُسِنَّه،و قیل:الداهیه; و أَنشد ابن بری لابن أَحمر فی الأُفْنون العجوز: شَیْخٌ شآمٍ و أُفْنونٌ یَمانِیهٌ، من دُونِها الهَوْلُ و المَوْماه و العِلَلُ و قال الأَصمعی: الأُفْنون من التَّفَنُّن ; قال ابن بری:و بیت ابن أَحمر شاهد لقول الأَصمعی،و قولُ یعقوب إنَّ الأُفْنون العجوز بعِیدٌ جدّاً،لأَنَّ ابنَ أَحمر قد ذکر قبل هذا البیت ما یَشْهَد بأَنها محبوبته،و قد حال بینه و بینها القَفْرُ و العِلل.و الأُفْنون من الغُصن:المُلتفُّ.و الأُفنون :الجَرْیُ المختلط من جَرْی الفرس و الناقه.و الأُفنون :الکلام المُثبَّجُ من کلام الهِلْباجه.و أُفْنون :اسم امرأَه،و هو أَیضاً اسم شاعر سمی بأَحد هذه الأَشیاء.و المُفَنَّنه من النساء:الکبیره السیئه الخُلُق; و رجل مُفَنَّنٌ کذلک.و التَّفْنِینُ :فِعْلُ الثَّوْب إذا بَلِیَ فتفَزَّرَ بعضُه من بعض،و فی المحکم: التَّفْنِینُ تفَزُّر الثوب إذا بَلیَ من غیر تشقق شدید،و قیل:هو اختلاف عمَله برِقَّه فی مکان و کثافه فی آخر; و به فسر ابن الأَعرابی قول أَبانَ بن عثمان:مَثَلُ اللَّحْن فی الرجل السَّریِّ ذی الهیئه کالتَّفنِین فی الثوب الجیِّد.و ثوب مُفَنَّنٌ :مختلف.ابن الأَعرابی: التَّفْنِینُ البُقعه السَّخیفه السَّمِجه الرقیقه فی الثوب الصفیق و هو عیب،و السَّریُّ الشریف النفیس من الناس.و العربُ تقول کنتُ بحال کذا و کذا فَنَّهً من الدهر و فَیْنهً من الدهر و ضَرْبه من الدهر أی طرَفاً من الدهر.و الفَنِینُ :وَرَمٌ فی الإِبط و وجع; أَنشد ابن الأَعرابی: فلا تَنْکِحی،یا أَسْمَ،إن کنتِ حُرَّهً عُنَیْنهَ ناباً نُجَّ عنها فَنِینُها نصب ناباً علی الذم أو علی البدل من عُنَینه أی هو فی الضعف کهذه الناب التی هذه صِفَتُها; قال ابن سیده:و هکذا وجدناه بضبط الحامِض نُجَّ،بضم النون،و المعروف نَجَّ.و بعیر فَنِینٌ و مَفْنون :به ورم فی إبطه; قال الشاعر: إذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمّ، مِراسَ البَکْر فی الإِبِطِ الفَنِینا أَبو عبید:الیَفَنُ،بفتح الیاء و الفاء و تخفیف النون،

ص :328

الکبیر،و قیل:الشیخ الفانی،و الیاء فیه أَصلیه; و قال بعضهم:بل هو علی تقدیر یفعل لأَن الدهر فَنَّه و أَبلاه،و سنذکره فی یفن.و الفَیْنانُ :فرس قرانه بن عُوَیَّه الضَّبّیّ،و الله أَعلم.

فنفن:

فَنْفَنَ الرجلُ إذا فَرَّقَ إبله کَسَلاً و توانِیاً.

فهکن:

تَفَهْکَن الرجلُ:تنَدَّم; حکاه ابن درید،و لیس بثَبت.

فون:

التهذیب: التَّفَوُّن البرکه و حُسْن النَّماء.

فین:

الفَیْنهُ :الحینُ.حکی الفارسیّ عن أَبی زید:لقیته فَیْنهَ ،و الفَیْنهَ بعد الفَیْنه ،و فی الفَیْنه ،قال:فهذا مما اعْتَقب علیه تعریفان:تعریف العلمیه،و الأَلف و اللام،کقولک شَعوب و الشَّعُوب للمنیه.و

16- فی الحدیث :ما من مولود إلاَّ و له ذَنْبٌ قد اعْتاده الفَیْنه بعد الفَیْنَه . أَی الحین بعد الحین و الساعه بعد الساعه.و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :فی فَیْنه الارْتِیاد و راحه الأَجساد. الکسائی و غیره: الفَیْنه الوقت من الزمان،قال:و إن أَخذتَ قولهم شَعَرٌ فَیْنانٌ من الفَنَن،و هو الغصن،صرفته فی حالی النکره و المعرفه،و إن أَخذته من الفَیْنه ،و هو الوقت من الزمان،أَلحقته بباب فَعْلان و فَعْلانه فصرفته فی النکره و لم تصرفه فی المعرفه.و رجل فَیْنانٌ :حسن الشعر طویله،و هو فَعْلان; و أَنشد ابن بری للعجاج: إذ أَنا فَیْنانٌ أُناغِی الکُعَّبا و قال آخر: فرُبَّ فَیْنانٍ طویلٍ أَمَمُه، ذی غُسُناتٍ قد دَعانی أَحْزُمُه و قال الشاعر: و أَحْوَی،کأَیْمِ الضالِ أَطرقَ بعد ما حَبا، تحتَ فَیْنانٍ من الظِّلِّ وارفِ یقال:ظِلٌّ وارِفٌ أَی واسعٌ ممتدٌّ; قال:و قال آخر: أ ما تَرَی شَمَطاً فی الرأْسِ لاحَ به، من بَعْدِ أَسْودَ داجِی اللَّوْنِ فَیْنانِ و الفَیْناتُ: الساعاتُ.أَبو زید:یقال إنی لآتی فلاناً الفَیْنَهَ بعد الفَیْنَهِ أی آتیه الحِینَ بعد الحین،و الوقت بعد الوقت و لا أُدِیمُ الاختلافَ إلیه.ابن السکیت:ما ألقاه إلاَّ الفَیْنَهَ بعد القَیْنَه أی المرَّهَ بعدَ المرَّه،و إنْ شئت حذفت الأَلف و اللام فقلت لَقیته فَیْنَهَ ،کما یقال لقیته النَّدَرَی و فی نَدَرَی،و الله أَعلم.

و الرئیس الذی یتتبع أَمره و یحاسبه،و بهذا سمی المِیزانُ،الذی یقال له القَبَّانُ ، القبَّانَ .و حِمارُ قَبَّانَ :دُوَیْبَّهٌ معروفه; و أَنشد الفراء: یا عَجَباً لقد رأَیتُ عَجبا: حِمارَ قَبَّانَ یَسُوقُ أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا الجوهری:و یقال هو فَعَّالٌ،.و الوجه أَن یکون فَعْلانَ.قال ابن بری:هو فَعْلانُ و لیس بفَعَّالٍ; قال:و الدلیل علی أَنه فعلان امتناعُه من الصَّرْف بدلیل قول الراجز: حِمارَ قَبَّانَ یسوق أَرنبا و لو کان فَعَّالاً لانصرف.

قتن:

رجل قَتِینٌ :قلیل الطُّعْم و اللحم،و کذلک الأُنثی بغیر هاء.و جاءَ

14- فی الحدیث عن النبی،صلی الله علیه و سلم ،حین زوَّجَ ابْنَهَ نُعَیْمٍ النَّحَّامِ قال:من أَدُلُّه علی القَتِینِ . ; یعنی القلیله الطُّعْمِ. قَتُنَ ،بالضم، یَقْتُنُ قَتَانه :صار قلیل الطُّعْم،فهو قَتِین ،و الاسم القَتَنُ .و

14- فی الحدیث أَیضاً عن النبی،صلی الله علیه و سلم ،أَنه قال فی امرأَه:إنها وَضِیئه قَتِینٌ . ; القَتِینُ :القلیله الطُّعْمِ; یقال منه:امرأَه قَتِینٌ بَیِّنَهُ القَتَانه و القَتَنِ ; قال أَبو زید:و کذلک الرجلُ.و رجل قَتَنٌ أَیضاً:قلیل اللحم.و قُرادٌ قَتِینٌ :قلیل الدم:قال الشَّمَّاخ فی ناقته: و قد عَرِقَتْ مَغابِنُها،و جادَتْ بدِرَّتها قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ الجوهری:و یسمی القُرادُ قَتِیناً لقله دمه.قال ابن بری:شاهد القَتینِ المرأَهِ القلیله الطُّعْم ما

14- روی :أَن رجلاً أتی النبی،صلی الله علیه و سلم،فقال:یا رسول الله تَزَوَّجْتُ فلانهَ،فقال:بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِکْراً قَتِیناً . أی قلیله الطُّعْم; قال ابن الأَثیر:و یحتمل أَن یراد بذلک قِلَّهُ الجِماعِ; و منه

14- قوله :علیکم بالأَبْکارِ فإنهنَّ أَرْضَی بالیسیر. قال:و الصواب أَن یقال سمی القُراد قَتِیناً لقله طُعْمه لأَنه یقیم المدَّه الطویله من الزمان لا یَطْعَمُ شیئاً.و قوله:قِرَی حَجِنٍ; الحَجِنُ القلیل الطُّعْم،و قِرَی بَدَلٌ من دِرَّتها،جعل عَرَقَ هذه الناقه قوتاً للقُراد،قال:و یجوز أَن یکون قِرَی مفعولاً من أَجله.و القَتِینُ و القَنِیتُ واحدٌ من النساء:و هی القلیله الطُّعْم النحیفه،و قیل: القَتُون من أَسماء القُراد،و لیس بصفهٍ،سمی بذلک لقله دمه.قال ابن بری:و القَتِینُ السِّنَانُ الیابِسُ الذی لا یَنْشَفُ دَماً; قال أَبو عبید: یُحاوِلُ أَنْ یَقُومَ،و قد مَضَتْهُ مُغابِنهٌ بذی خُرُصٍ قَتِینِ المُغابِنَهُ:تَغْبِنُ من لحمه أَی تَثْنیه.و القاتنُ :الشدید السواد.و سِنَانٌ قَتِینٌ :دقیق،و مَسْکٌ قاتنٌ .و قَتَنَ المَسْکُ قُتُوناً :یَبِسَ و لا نَدَی فیه.و أَسْوَدُ قاتنٌ :کقاتِمٍ; قال الطِّرمَّاحُ: کطَوْفِ مُتَلِّی حَجَّهٍ بین عَبْعَبٍ و قُرَّه،مُسْوَدّ من النَّسْکِ قاتِنِ عَبْعَبُ و قُرَّهُ:صَنمان.قال ابن جنی:ذهب أَبو عمرو الشَّیْبانی إلی أَنه أَراد قاتِمٍ أَی أَسْودَ،فأَبدل المیم نوناً،قال:و قد یُمْکِنُ غیرُ ما قال; و ذلک أَنه یجوز أَن یکون أَراد بقوله قاتِن فاعلاً من قول الشَّمَّاخ: قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ و دم قاتِنٌ و قاتِمٌ:و ذلک إذا یَبِسَ و اسْوَدَّ،و أَنشد بیت الطرماح.و القَتِینُ :الرُّمْح.و القَتَین :

ص :330

الحقیر الضّئیل،و کذلک یکون بیت الطرماح أی مُسْوَدّ من النَّسْکِ،حَقیرٍ للضَّرِّ و الجَهْدِ،فإذا کان کذلک لم یکن بدلاً.و القَتانُ :الغُبار کالقَتام; أَنشد یعقوب: عادَتُنا الجلادُ و الطِّعانُ، إذا علا فی المَأْزِقِ القَتَانُ و زعم فیه مثلَ ما زعم فی قَاتِنٍ .

قحزن:

ضربه فقَحْزَنه ،بالزای،أَی صَرَعه.ابن الأَعرابی: قَحْزَنه و قَحْزَله و ضربه حتی تَقَحْزَنَ و تَقَحْزَل أَی حتی وقع.الأَزهری: القَحْزَنَه العصا.غیره: القَحْزَنه ضَرْبٌ من الخَشَبِ طولها ذراع أَو شِبْرٌ نحو العصا.حکی اللحیانی:ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَی بِعِصِیِّنا فاضْطَجَعُوا.و القَحْزَنَه :الهراوَهُ; و أَنشد: جَلَدْتُ جَعارِ،عندَ باب وِجارِها، بقَحْزَنَتی عن جَنْبِها جَلَداتِ

قدن:

التهذیب:ثعلب عن ابن الأَعرابی القَدْنُ الکفایه و الحَسْبُ; قال الأَزهری:جعل القَدْنَ اسماً واحداً من قولهم قَدْنِی کذا و کذا أَی حَسْبی،و ربما حذفوا النون فقالوا قَدِی،و کذلک قَطْنی،و الله أَعلم.

قرن:

القَرْنُ للثَّوْر و غیره:الرَّوْقُ،و الجمع قُرون ،لا یکسَّر علی غیر ذلک،و موضعه من رأْس الإِنسان قَرْنٌ أَیضاً،و جمعه قُرون .و کَبْشٌ أَقْرَنُ :کبیر القَرْنَین ،و کذلک التیس،و الأُنثی قَرْناء; و القَرَنُ مصدر.کبش أَقْرَنُ بَیِّنُ القَرَن .و رُمْح مَقْرُون :سِنانُه من قَرْن ; و ذلک أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّهَ رماحهم من قُرُون الظباء و البقر الوحشی; قال الکمیت: و کنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا بکَیْدٍ،حَمَلْناه علی قَرْنِ أَعْفَرا و قوله: و رامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِیَهُ من فوقِ رُمْحٍ،فظَلَّ مَقْرُونا فسره بما قدمناه.و القَرْنُ :الذُّؤابه،و خص بعضهم به ذُؤابه المرأَه و ضفیرتها،و الجمع قُرون .و قَرْنا الجَرادهِ:شَعرتانِ فی رأْسها.و قَرْنُ الرجلِ:حَدُّ رأْسه و جانِبُه.و قَرْنُ الأَکمه:رأْسها.و قَرْنُ الجبل:أَعلاه،و جمعها قِرانٌ ; أَنشد سیبویه: و مِعْزًی هَدِیاً تَعْلُو قِرانَ الأَرضِ سُودانا (1). و

16- فی حدیث قَیْله :فأَصابتْ ظُبَتُه طائفهً من قُرونِ رأْسِیَهْ. أَی بعضَ نواحی رأْسی.و حَیَّهٌ قَرْناءُ :لها لحمتان فی رأْسها کأَنهما قَرْنانِ ،و أکثر ذلک فی الأَفاعی.الأَصمعی: القَرْناء الحیه لأَن لها قرناً ; قال ذو الرمه یصف الصائد و قُتْرتَه: یُبایِتُه فیها أَحَمُّ،کأَنه یقول:یُبیِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَی،و یُبَیِّنُ له مَشْیُها و هو زَمَالها أَنها أَفعی،و هو مظلم یعنی الصائد أَنه فی ظلمه القُتْرَه; و ذکر فی ترجمه عرزل للأَعشی: تَحْکِی له القَرْناءُ ،فی عِرْزَالِها، أُمَّ الرَّحَی تَجْرِی علی ثِفالِها

ص :331

قال:أَراد بالقَرْناء الحیه.و القَرْنانِ :مَنارَتانِ تبنیان علی رأْس البئر توضع علیهما الخشبه التی یدور علیها المِحْوَرُ،و تُعَلَّق منها البَکَرهُ،و قیل:هما مِیلانِ علی فم البئر تعلق بهما البکره،و إنما یسمیان بذلک إذا کانا من حجاره،فإذا کانا من خشب فهما دِعامتانِ. و قَرْنا البئرِ:هما ما بُنِیَ فعُرِّض فیجعل علیه الخَشَبُ تعلق البکره منه; قال الراجز: تَبَیَّنِ القَرْنَیْنِ ،فانْظُرْ ما هما، أَ مَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟ و

14- فی حدیث أَبی أَیوب :فوجده الرسولُ یغتسل بین القَرْنَیْنِ . ; هما قَرْنا البئر المبنیان علی جانبیها،فإن کانتا من خشب فهما زُرْنُوقان.و القَرْنُ أَیضاً:البَکَرَهُ،و الجمع أَقْرُنٌ و قُرُونٌ .و قَرْنُ الفلاه:أَوّلها.و قَرْنُ الشمس:أَوّلها عند طلوع الشمس و أَعلاها،و قیل:أوّل شعاعها،و قیل:ناحیتها.و

14- فی الحدیث حدیث الشمس :تَطْلُع بین قَرْنَیْ شَیْطانٍ،فإذا طَلَعَتْ قارَنَها ،فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها; و نهی النبی،صلی الله علیه و سلم،عن الصلاه فی هذا الوقت. و قیل: قَرْنا الشیطان ناحیتا رأْسه،و قیل: قَرْناه جَمْعاهُ اللذان یُغْریهما بإضلال البشر.و یقال:إن الأَشِعَّهَ (1).التی تَتَقَضَّبُ عند طلوع الشمس و یُتَراءَی للعیون أَنها تُشْرِف علیهم; و منه قوله: فَصَبَّحَتْ،و الشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَیْناً بغَضْیانَ ثَجُوجِ العُنْبُب قیل:إن الشیطان و قَرْنَیْه یُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِین طلوعَ الشمس لیله القَدر،فلذلک تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها،و ذلک بَیِّنٌ فی حدیث أُبیّ بن کعب و ذکره آیهَ لیله القدر،و قیل: القَرْنُ القُوَّه أی حین تَطْلُع یتحرّک الشیطان و یتسلط فیکون کالمُعِینِ لها،و قیل:بین قَرْنَیْه أی أُمَّتَیْه الأَوّلین و الآخرین،و کل هذا تمثیل لمن یسجد للشمس عند طلوعها،فکأَنَّ الشیطان سَوَّل له ذلک،فإذا سجد لها کان کأَن الشیطان مُقْتَرِنٌ بها.و ذو القَرْنَیْنِ الموصوفُ فی التنزیل:لقب لإِسْکَنْدَرَ الرُّومیّ،سمی بذلک لأَنه قَبَضَ علی قُرون الشمس،و قیل:سمی به لأَنه دعا قومه إلی العباده فَقَرَنُوه أَی ضربوه علی قَرْنَیْ رأْسه،و قیل:لأَنه کانت له ضَفیرتان،و قیل:لأَنه بلغ قُطْرَی الأَرض مشرقها و مغربها،و

14,1- قوله،صلی الله علیه و سلم،لعلی،علیه السلام :إن لک بیتاً فی الجنه و إنک لذو قَرْنَیْها . ; قیل فی تفسیره:ذو قَرْنَی الجنه أَی طرفیها; قال أَبو عبید:و لا أَحسبه أَراد هذا،و لکنه أَراد

14- بقوله ذو قرنیها . أَی ذو قرنی الأُمه،فأَضمر الأُمه و إن لم یتقدم ذکرها،کما قال تعالی: حَتّٰی تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ ; أَراد الشمس و لا ذکر لها.و قوله تعالی: وَ لَوْ یُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِمٰا کَسَبُوا مٰا تَرَکَ عَلیٰ ظَهْرِهٰا مِنْ دَابَّهٍ ; و کقول حاتم: أَ ماوِیَّ،ما یُغْنی الثَّراءُ عن الفَتَی، إذا حَشْرَجَتْ یوماً،و ضاق بها الصَّدْرُ یعنی النفْسَ،و لم یذکرها.قال أَبو عبید:و أَنا أَختار هذا التفسیر الأَخیر علی الأَول لحدیث

1- یروی عن علی،رضی الله عنه،و ذلک أَنه ذکر ذا القَرْنَیْنِ فقال:دعا قومه إلی عباده الله فضربوه علی قَرْنَیه ضربتین و فیکم مِثْلُه; فنُرَی أَنه أَراد نَفْسه. یعنی أَدعو إلی الحق حتی یُضرب رأْسی ضربتین یکون

ص :332

فیهما قتلی،لأَنه ضُرِبَ علی رأْسه ضربتین:إحداهما یوم الخَنْدَقِ،و الأُخری ضربه ابن مُلْجَمٍ.و ذو القرنین :هو الإِسکندرُ،سمی بذلک لأَنه ملک الشرق و الغرب،و قیل:لأَنه کان فی رأْسه شِبْهُ قَرْنَین ،و قیل:رأَی فی النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَیِ الشمسِ.و روی عن أَحمد بن یحیی أَنه قال

14,1- فی قوله،علیه السلام :إنک لذو قَرْنَیْها . ; یعنی جَبَلیها،و هما الحسن و الحسین; و أَنشد: أَ ثوْرَ ما أَصِیدُکم أَم ثورَیْنْ، أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَیْنْ قال: قَرْناها هاهنا قَرْناها ،و کانا قد شَدَنا،فإذا آذاها شیء دَفَعا عنها.و قال المبرد فی قوله الجماء ذات القرنین ،قال:کان قرناها صغیرین فشبهها بالجَمّاءِ،و قیل فی

14- قوله :إنک ذو قَرْنَیْها . ; أی إنک ذو قَرنَیْ أُمَّتی کما أَن ذا القرنین الذی ذکره الله فی القرآن کان ذا قَرْنیْ أُمَّته التی کان فیهم.و

14- قال،صلی الله علیه و سلم :ما أَدری ذو القرنین أَ نبیّاً کان أَم لا. و ذو القَرْنینِ :المُنْذِرُ الأَکبرُ بنُ ماءِ السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر،قیل له ذلک لأَنه کانت له ذؤابتان یَضْفِرُهما فی قَرْنیْ رأْسه فیُرْسِلُهما،و لیس هو الموصوف فی التنزیل،و به فسر ابن درید قول إمرئ القیس: أَشَذَّ نَشاصَ ذی القَرْنینِ ،حتی توَلَّی عارِضُ المَلِکِ الهُمامِ و قَرْنُ القوم:سیدُهم.و یقال:للرجل قَرْنانِ أَی ضفیرتان; و قال الأَسَدِیُّ: کَذَبْتُم،و بیتِ اللهِ،لا تَنْکِحونها بَنِی شابَ قَرْناها تُصَرُّ و تُحْلَبُ أَراد یا بنی التی شابَ قَرْناها ،فأَضمره.و قَرْنُ الکلإِِ:أَنفه الذی لم یوطأْ،و قیل:خیره،و قیل:آخره.و أَصاب قَرْنَ الکلإِ إذا أَصاب مالاً وافراً.و القَرْنُ :حَلْبَه من عَرَق.یقال:حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنینِ أی عَرَّقناه.و القَرْنُ :الدُّفعه من العَرَق.یقال:عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنین ،و الجمع قُرون ; قال زهیر: تُضَمَّرُ بالأَصائِل کلَّ یوْمٍ، تُسَنُّ علی سَنابِکِها القُرُونُ و کذلک عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنین .أَبو عمرو: القُرونُ العَرَقُ.قال الأَزهری:کأَنه جمع قَرْن .و القَرُونُ :الذی یَعْرَقُ سریعاً،و قیل:الذی یَعْرَق سریعاً إذا جری،و قیل:الفرس الذی یَعْرَقُ سریعاً،فخص.و القَرْنُ :الطَّلَقُ من الجَرْی.و قُروُنُ المطر:دُفَعُه المُتَفرِّقه.و القَرْنُ :الأُمَّهُ تأْتی بعد الأُمَّه،قیل:مُدَّتُه عشر سنین،و قیل:عشرون سنه،و قیل:ثلاثون،و قیل:ستون،و قیل:سبعون،و قیل:ثمانون و هو مقدار التوسط فی أَعمار أهل الزمان،و فی النهایه:أَهل کلِّ زمان،مأْخوذ من الاقْتِران ،فکأَنه المقدار الذی یَقْترِنُ فیه أهلُ ذلک الزمان فی أَعمارهم و أَحوالهم.و

16- فی الحدیث :أَن رجلاً أَتاه فقال عَلِّمْنی دُعاءً،ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ. أَی عند آخر الحول الأَول و أَول الثانی.و القَرْنُ فی قوم نوح:علی مقدار أَعمارهم; و قیل: القَرْنُ أَربعون سنه بدلیل قول الجَعْدِی: ثَلاثهَ أَهْلِینَ أَفْنَیْتُهُم، و کانَ الإِلَهُ هو المُسْتَآسا و قال هذا و هو ابن مائه و عشرین سنه،و قیل: القَرْن

ص :333

مائه سنه،و جمعه قُرُون .و

16- فی الحدیث :أَنه مسح رأْس غلام و قال عِشْ قَرْناً ،فعاش مائه سنه. و القَرْنُ من الناس:أَهلُ زمان واحد; و قال: إذا ذهب القَرْنُ الذی أَنتَ فیهمُ، و خُلِّفْتَ فی قَرْنٍ ،فأَنتَ غَرِیبُ ابن الأَعرابی: القَرْنُ الوقت من الزمان یقال هو أَربعون سنه،و قالوا:هو ثمانون سنه،و قالوا:مائه سنه; قال أَبو العباس:و هو الاختیار لما تقدَّم من الحدیث.و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنٰا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ; قال أَبو إسحق: القَرْنُ ثمانون سنه،و قیل:سبعون سنه،و قیل:هو مطلق من الزمان،و هو مصدر قَرَنَ یَقْرُنُ ; قال الأَزهری:و الذی یقع عندی،و الله أَعلم،أن القَرْنَ أَهل کل مده کان فیها نبیّ أَو کان فیها طبقه من أَهل العلم،قَلَّتْ السِّنُون أَو کثرت،و الدلیل علی هذا

14- قول النبی،صلی الله علیه و سلم :خَیْرُکم قَرْنِی ،یعنی أَصحابی،ثم الذین یَلُونَهم،یعنی التابعین،ثم الذین یَلُونهم. یعنی الذین أَخذوا عن التابعین،قال:و جائز أَن یکون القَرْنُ لجمله الأُمه و هؤلاء قُرُون فیها،و إنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران ،فتأَویله أَن القَرْنَ الذین کانوا مُقْتَرِنین فی ذلک الوقت و الذین یأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر.و

16- فی حدیث خَبّابٍ :هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ. ; أَراد قوماً أَحداثاً نَبَغُوا بعد أَن لم یکونوا،یعنی القُصّاص،و قیل:أَراد بِدْعَهً حَدثت لم تکن فی عهد النبی،صلی الله علیه و سلم.و قال أَبو سفیان بن حَرْبٍ للعباس بن عبد المطلب حین رأَی المسلمین و طاعتهم لرسول الله،صلی الله علیه و سلم،و اتباعَهم إیاه حین صلَّی بهم:ما رأَیت کالیوم طاعهَ قومٍ،و لا فارِسَ الأَکارِمَ،و لا الرومَ ذاتَ القُرُون ; قیل لهم ذاتُ القُرُون لتوارثهم الملک قَرْناً بعد قَرْنٍ ،و قیل:سُمُّوا بذلک لقُرُونِ شُعُورهم و توفیرهم إیاها و أَنهم لا یَجُزُّونها.و کل ضفیره من ضفائر الشعر قَرْنٌ ; قال المُرَقِّشُ: لاتَ هَنَّا،و لیْتَنی طَرَفَ الزُّجِّ، و أَهلی بالشأْم ذاتُ القُرونِ أَراد الروم،و کانوا ینزلون الشام.و القَرْنُ :الجُبَیْلُ المنفرد،و قیل:هو قطعه تنفرد من الجَبَل،و قیل:هو الجبل الصغیر،و قیل:الجبیل الصغیر المنفرد،و الجمع قُرُونٌ و قِرانٌ ; قال أَبو ذؤیب: تَوَقَّی بأَطْرافِ القِرانِ ،و طَرْفُها کطَرْفِ الحُبَارَی أَخطأَتْها الأَجادِلُ و القَرْنُ :شیء من لِحَاء شَجر یفتل منه حَبْل.و القَرْن :الحَبْل من اللِّحاءِ; حکاه أَبو حنیفه.و القَرْنُ أَیضاً:الخُصْله المفتوله من العِهْن.و القَرْنُ :الخُصْله من الشعر و الصوف،جمعُ کل ذلک قُروُنٌ ; و منه قول أَبی سفیان فی الرُّومِ:ذاتِ القُرُون ; قال الأَصمعی:أَراد قُرون شعُورهم،و کانوا یُطوِّلون ذلک یُعْرَفُون به; و منه

16- حدیث غسل المیت :و مَشَطناها ثلاثَ قُرون . و

17- فی حدیث الحجاج :قال لأَسماءَ لَتَأْتِیَنِّی أو لأَبعَثنَّ إلیکِ من یسَحبُک بقرونکِ . و

16- فی الحدیث :فارِسُ نَطْحهً أَو نَطْحتَین (1).ثم لا فارس بعدها أَبداً. و الرُّوم ذاتُ القُرون کلما هلَک قَرْنٌ خَلَفه قرن ، فالقُرون جمع قَرْنٍ ; و قول الأَخطل یصف النساء: و إذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرهٍ، فکأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ قال أَبو الهیثم: القُرون هاهنا حبائلُ الصَّیّاد یُجْعَل فیها

ص :334

قُرونٌ یصطاد بها،و هی هذه الفُخوخ التی یصطاد بها الصِّعاءُ و الحمامُ،یقول:فهؤلاء النساء إِذا صِرْنا فی قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فکأَنهن کانت علیهن نُذُور أَن یَقْتُلننا فحَلَّتْ; و قول ذی الرمه فی لغزیته: و شِعْبٍ أَبی أَن یَسْلُکَ الغُفْرُ بینه، سَلَکْتُ قُرانی من قَیاسِرهٍ سُمْرا قیل:أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل،و قیل:أَراد بالشعب فُوقَ السهم،و بالقُرانی وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَیاسرهٍ.و إِبلٌ قُرانی أَی ذات قرائن ; و قول أَبی النجم یذکر شَعرَه حین صَلِعَ: أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ:اطلُعِی قَرْناً أَشِیبِیه،و قَرْناً فانزِعی أَی أَفنی شعری غروبُ الشمس و طلوعها،و هو مَرُّ الدهر.و القَرینُ :العین الکَحِیل.و القَرْنُ :شبیهٌ بالعَفَله،و قیل:هو کالنُّتوء فی الرحم،یکون فی الناس و الشاء و البقر.و القَرْناء :العَفْلاء.و قُرْنهُ الرَّحِم:ما نتأَ منه،و قیل: القُرْنتان رأْس الرحم،و قیل:زاویتاه،و قیل:شُعْبَتاه،کل واحده منهما قُرْنهٌ ،و کذلک هما من رَحِم الضَّبَّه.و القَرْنُ :العَفَله الصغیره; عن الأَصمعی.

1- و اخْتُصِم إِلی شُرَیْح فی جاریه بها قَرَنٌ فقال:أَقعِدوها،فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَیبٌ،و إِن لم یصب الأَرض فلیس بعیب. الأَصمعی: القَرَنُ فی المرأَه کالأُدْره فی الرجل.التهذیب: القَرْناءُ من النساء التی فی فرجها مانع یمنع من سُلوک الذکر فیه،إِما غُدَّه غلیظه أَو لحمه مُرْتَتِقه أَو عظم،یقال لذلک کله القَرَنُ ; و کان عمر یجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخیارَ فی مفارقتها من غیر أَن یوجب علیه المهر و حکی ابن بری عن القَزّاز قال:و اختُصِم إِلی شُریح فی قَرَن ،فجعل القَرَن هو العیب،و هو من قولک امرأَه قَرْناءُ بَیِّنه القَرَن ،فأَما القَرْنُ ،بالسکون،فاسم العَفَله،و القَرَنُ ،بالفتح،فاسم العیب.و

1- فی حدیث علی،کرم الله وجهه :إِذا تزوج المرأَه و بها قَرْنٌ ،فإِن شاءَ أَمسک،و إِن شاءَ طلق. ; القَرْنُ ،بسکون الراء:شیء یکون فی فرج المرأَه کالسنِّ یمنع من الوطءِ،و یقال له العَفَلهُ.و قُرْنهُ السیف و السِّنان و قَرْنهما :حدُّهما.و قُرْنهُ النَّصْلِ:طرَفه،و قیل: قُرْنتاه ناحیتاه من عن یمینه و شماله.و القُرْنه ،بالضم:الطرَف الشاخص من کل شیء; یقال: قُرْنه الجبَل و قُرْنه النَّصْلِ و قُرْنه الرحم لإِِحدی شُعْبتَیه.التهذیب:و القُرْنه حَدُّ السیف و الرمح و السهم،و جمع القُرْنه قُرَنٌ .اللیث: القَرْنُ حَدُّ رابیه مُشْرِفه علی وهده صغیره،و المُقَرَّنه الجبال الصغار یدنو بعضها من بعض،سمیت بذلک لتَقارُبها; قال الهذلی (1): دَلَجِی،إِذا ما اللیلُ جَنَّ، علی المُقَرَّنهِ الحَباحِبْ أَراد بالمُقَرَّنه إِکاماً صغاراً مُقْترِنه .و أَقرَنَ الرُّمحَ إِلیه:رفعه.الأَصمعی: الإِِقْرانُ رفع الرجل رأْس رُمحِه لئلاَّ یصیب مَنْ قُدّامه.یقال: أَقرِنْ رمحک.و أَقرَن الرجلُ إِذا رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا یصیب من قدَّامه.و قَرَن الشیءَ بالشیءِ و قَرَنَه إِلیه یَقْرِنه قَرْناً :شَدَّه إِلیه.و قُرِّنتِ الأُسارَی بالحبال،شُدِّد للکثره.و القَرینُ :الأَسیر.و

14- فی الحدیث :أَنه،علیه السلام،مَرَّ برَجلین مُقترنین فقال:ما بالُ القِران ؟ قالا:

ص :335

نذَرْنا. أَی مشدودین أَحدهما إِلی الآخر بحبل.و القَرَنُ ،بالتحریک:الحبل الذی یُشدّان به،و الجمع نفسه قَرَنٌ أَیضاً.و القِرانُ :المصدر و الحبل.و منه

16- حدیث ابن عباس،رضی الله عنهما :الحیاءُ و الإِِیمانُ فی قَرَنٍ . أَی مجموعان فی حبل أَو قِرانٍ .و قوله تعالی: وَ آخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفٰادِ ،إِما أَن یکون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونین ،و إِما أَن یکون شُدِّد للتکثیر; قال ابن سیده:و هذا هو السابق إِلینا من أَول وَهْله.و القِرانُ :الجمع بین الحج و العمره،و قَرَنَ بین الحج و العمْره قِراناً ،بالکسر.و

16- فی الحدیث :أَنه قَرَن بین الحج و العمره. أَی جمع بینهما بنیَّه واحده و تلبیه واحده و إِحرام واحد و طواف واحد و سعی واحد،فیقول:لبیک بحجه و عمره،و هو عند أَبی حنیفه أَفضل من الإِِفراد و التمتع.و قَرَنَ الحجَّ بالعمره قِراناً :وَصَلها.و جاء فلان قارِناً ،و هو القِرانُ .و القَرْنُ :مثلک فی السنِّ،تقول:هو علی قَرْنی أَی علی سِنِّی. الأَصمعی:هو قَرْنُه فی السن،بالفتح،و هو قِرْنه ،بالکسر،إِذا کان مثله فی الشجاعه و الشّده.و

16- فی حدیث کَرْدَم :و بِقَرْنِ أَیِّ النساء هی. أَی بسنِّ أَیهنَّ.و

16- فی حدیث الضاله :إِذا کتَمها آخِذُها ففیها قَرینتها مثلها. أَی إِذا وجد الرجلُ ضاله من الحیوان و کتمها و لم یُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها یأْخذها و مثلها معها من کاتمها; قال ابن الأَثیر:و لعل هذا فی صدر الإِِسلام ثم نسخ،أَو هو علی جهه التأَدیب حیث لم یُعَرِّفها،و قیل:هو فی الحیوان خاصه کالعقوبه له،و هو

16- کحدیث مانع الزکاه :إِنا آخدُوها و شطرَ ماله. و القَرینهُ :فَعِیله بمعنی مفعوله من الاقتِران ،و قد اقْتَرَنَ الشیئان و تَقارَنا .و جاؤُوا قُرانی أَی مُقْتَرِنِین .التهذیب:و القُرانی تثنیه فُرادی،یقال:جاؤُوا قُرانی و جاؤوا فُرادی.و

16- فی الحدیث فی أَکل التمر :لا قِران و لا تفتیش. أَی لا تَقْرُنْ بین تمرتین تأْکلهما معاً.و قارَنَ الشیءُ الشیءَ مُقارَنه و قِراناً : اقْتَرَن به و صاحَبَه.و اقْتَرَن الشیءُ بغیره و قارَنْتُه قِراناً :صاحَبْته،و منه قِرانُ الکوکب.و قَرَنْتُ الشیءَ بالشیءِ:وصلته.و القَرِینُ :المُصاحِبُ.و القَرینانِ :أَبو بکر و طلحه،رضی الله عنهما،لأَن عثمان بن عَبَیْد الله،أَخا طلحه،أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلک سمیا القَرِینَینِ .و ورد

17- فی الحدیث :إِنَّ أَبا بکر و عمر یقال لهما القَرینانِ . و

16- فی الحدیث :ما من أَحدٍ إِلا وکِّلَ به قَرِینُه . أَی مصاحبه من الملائکه و الشَّیاطین و کُلِّ إِنسان،فإِن معه قریناً منهما، فقرینه من الملائکه یأْمره بالخیر و یَحُثه علیه.و منه

16- الحدیث الآخر :فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِینَ . و القَرِینُ یکون فی الخیر و الشر.و

14- فی الحدیث :أَنه قُرِنَ بنبوته،علیه السلام،إِسرافیلُ ثلاثَ سنین،ثم قُرِنَ به جبریلُ،علیه السلام. أَی کان یأْتیه بالوحی و غیره.و القَرَنُ :الحبل یُقْرَنُ به البعیرانِ،و الجمع أَقْرانٌ ،و هو القِرَانُ و جمعه قُرُنٌ ; و قال: أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ،إِنْ کنْتَ لاقِیَهُ، إِنِّی،لَدَی البابِ،کالمَشْدُودِ فی قَرَنِ و أَورد الجوهری عجزه.و قال ابن بری:صواب إِنشاده أَنِّی... ،بفتح الهمزه.و قَرَنْتُ البعیرین أَقْرُنُهما قَرْناً :جمعتهما فی حبل واحد.و الأَقْرانُ :الحِبَالُ.الأَصمعی: القَرْنُ جَمْعُکَ بین دابتین فی حَبْل،و الحبل الذی یُلَزَّان به یُدْعَی قَرَناً .ابن شُمَیْل: قَرَنْتُ بین البعیرین و قَرَنْتهما إِذا جمعت

ص :336

بینهما فی حبل قَرْناً .قال الأَزهری:الحبل الذی یُقْرَنُ به بعیران یقال له القَرَن ،و أَما القِرانُ فهو حبل یُقَلَّدُ البعیر و یُقادُ به.و

17- روی أَنَّ ابن قَتَاده صَاحِبَ الحَمَالَهِ تَحَمَّل بحَمَاله،فطاف فی العرب یسأَلُ فیها،فانتهی إِلی أَعرابی قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال:أَ معک قُرُنٌ ؟ قال:نعم،قال:نَاوِلْنی قِرَاناً ، فَقَرَنَ له بعیراً،ثم قال:ناولنی قِراناً ، فَقَرَنَ له بعیراً آخر حتی قَرَنَ له سبعین بعیراً،ثم قال:هاتِ قِراناً ،فقال:لیس معی،فقال:أَوْلی لک لو کانت معک قُرُنٌ لقَرَنْتُ لک منها حتی لا یبقی منها بعیر،و هو إِیاس بن قتاده. و

14- فی حدیث أَبی موسی :فلما أَتیت رسول الله،صلی الله علیه و سلم،قال خذ هذین القَرِینَیْنِ . أَی الجملین المشدودین أَحدهما إِلی الآخر.و القَرَنُ و القَرِینُ :البعیر المَقْرُون بآخر.و القَرینه :الناقه تُشَدُّ إِلی أُخْری،و قال الأَعور النبهانی یهجو جریراً و یمدح غَسَّانَ السَّلِیطِی: أَقُولُ لها أُمِّی سَلیطاً بأَرْضِها، قال ابن بری:و قد اختلف فی اسم الأَعور النَّبْهانِی فقال ابن الکلبی:اسمه سُحْمَهُ بن نُعَیم بن الأَخْنس بن هَوْذَه،و قال أَبو عبیده فی النقائض:یقال له العَنَّاب،و اسمه سُحَیْم بن شَریک; قال:و یقوی قول أَبی عبیده فی العَنَّاب قول جریر فی هجائه: ما أَنتَ،یا عَنَّابُ،من رَهْطِ حاتِمٍ، قال ابن بری:و أَنکر علیّ بن حمزه أَن یکون القَرَنُ البعیرَ المَقْرونَ بآخر،و قال:إِنما القَرَنُ الحبل الذی یُقْرَنُ به البعیران; و أَما قول الأَعْور: رغا قَرَنٌ منها و کاسَ عَقِیرُ فإِنه علی حذف مضاف،مثل وَ سْئَلِ الْقَرْیَهَ .و القَرِینُ :صاحبُک الذی یُقارِنُک ،و قَرِینُک :الذی یُقارنُک ،و الجمع قُرَناءُ ،و قُرانی الشیء: کقَرِینه ; قال رؤبه: یَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد و قِرْنُک :المُقاوِمُ لک فی أَی شیء کان،و قیل:هو المُقاوم لک فی شده البأْس فقط.و القِرْنُ ،بالکسر:کُفْؤک فی الشجاعه.و

17- فی حدیث عُمَر و الأَسْقُفّ قال :أَجِدُکَ قَرْناً ،قال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرْنٌ من حدید. ; القَرْنُ ،بفتح القافِ:الحِصْنُ،و جمعه قُرُون ،و کذلک قیل لها الصَّیاصِی; و فی قصید کعب بن زهیر: إِذا یُساوِرُ قِرْناً ،لا یَحِلُّ له أَن یَتْرُک القِرن إِلا و هو مَجْدول القِرْنُ ،بالکسر:الکُفْء و النظیر فی الشجاعه و الحرب،و یجمع علی أَقران .و

17- فی حدیث ثابت بن قَیس :بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَکم . أَی نُظَراءَکم و أَکْفاءَکم فی القتال،و الجمع أَقران ،و امرأَه قِرنٌ و قَرْنٌ کذلک.أَبو سعید: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلان إِذا عازَّهُ و صار عند نفسه من أَقرانه .و القَرَنُ :مصدر قولک رجل أَقْرَنُ بَیِّنُ القَرَنِ ،و هو المَقْرُون الحاجبین.و القَرَنُ :التقاء طرفی الحاجبین و قد قَرِنَ و هو أَقْرَنُ ،و مَقْرُون الحاجبین،و حاجب مَقْرُون :کأَنه قُرِن بصاحبه،و قیل:لا یقال أَقْرَنُ و لا قَرْناء حتی یضاف إِلی الحاجبین.

ص :337

و

14- فی صفه سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم :سَوابِغَ فی غیر قَرَنٍ . ; القَرَن ،بالتحریک:التقاء الحاجبین.قال ابن الأَثیر:و هذا خلاف ما

14- روته أُم معبد فإِنها قالت فی صفته،صلی الله علیه و سلم :أَزَجُّ أَقْرَنُ . أَی مَقْرُون الحاجبین،قال:و الأَول الصحیح فی صفته،صلی الله علیه و سلم،و سوابغ حال من المجرور،و هو الحواجب،أَی أَنها دقت فی حال سبوغها،و وضع الحواجب موضع الحاجبین لأَن الثنیه جمع.و القَرَنُ : اقْتِرانُ الرکبتین،و رجل أَقْرَنُ .و القَرَنُ :تَباعُدُ ما بین رأْسَی الثَّنِیَّتَیْن و إِن تدانت أُصولهما.و القِران :أَن یَقْرُن بینَ تمرتین یأْکلهما.و القَرُون :الذی یجمع بین تمرتین فی الأَکل،یقال:أَ بَرَماً قَرُوناً .و

16- فی الحدیث :أَنه نهی عن القِران إِلا أَن یستأْذن أَحدُکم صاحبَه،و یُرْوی الإِِقْران . و الأَول أَصح،و هو أَن یَقْرِن بین التمرتین فی الأَکل،و إِنما نهی عنه لأَن فیه شرهاً،و ذلک یُزْری بفاعله،أَو لأَن فیه غَبْناً برفیقه،و قیل:إِنما نهی عنه لما کانوا فیه من شده العیش و قله الطعام،و کانوا مع هذا یُواسُونَ من القلیل،فإِذا اجتمعوا علی الأَکل آثر بعضهم بعضاً علی نفسه،و قد یکون فی القوم من قد اشْتَدَّ جوعه،فربما قَرَنَ بین التمرتین أَو عظَّم اللُّقْمه فأَرشدهم إِلی الإِِذن فیه لتطیب به أَنْفُسُ الباقین.و منه

17- حدیث جَبَلَه قال :کنا فی المدینه فی بَعْثِ العراق،فکان ابن الزبیر یَرْزُقُنا التمر،و کان ابن عمر یمرّ فیقول:لا تُقَارِنُوا إِلا أَن یستأْذن الرجلُ أَخاه. هذا لأَجل ما فیه من الغَبْنِ و لأَن مِلْکَهم فیه سواء; و

16- روی نحوه عن أَبی هریره فی أَصحاب الصُّفَّهِ; و من هذا قوله فی الحدیث : قارِنُوا بین أَبنائکم. أَی سَوُّوا بینهم و لا تُفَضلوا بعضهم علی بعض،و یروی بالباء الموحده من المقاربه و هو قریب منه،و قد تقدم فی موضعه.و القَرُونُ من الرجال:الذی یأْکل لقمتین لقمتین أَو تمرتین تمرتین،و هو القِرانُ .و قالت امرأَه لبعلها و رأَته یأْکل کذلک:أَ بَرَماً قَرُوناً ؟ و القَرُون من الإِِبل:التی تَجْمَع بین مِحلَبَیْنِ فی حَلْبَهٍ،و قیل:هی المُقْتَرِنَه القادِمَیْن و الآخِرَیْنِ،و قیل:هی التی إِذا بَعَرَتْ قارنت بین بَعَرِها،و قیل:هی التی تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ یدها،و کذلک هو من الخیل.و قَرَنَ الفرسُ یَقْرُنُ ،بالضم،إِذا وقعت حوافر رجلیه مواقعَ حوافر یدیه.و القَرُون :الناقه التی تَقْرُنُ رکبتیها إِذا برکت; عن الأَصمعی.و القَرُون :التی یجتمع خِلْفاها القادِمان و الآخِرانِ فیَتَدانَیانِ.و القَرون :الذی یَضَعُ حَوافرَ رجلیه مَواقعَ حَوافر یدیه.و المَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر:ما اقْتَرنت فیه ثلاثُ حرکات بعدها ساکن کمُتَفا من متفاعلن و علتن من مفاعلتن،فمتفا قد قرنت السببین بالحرکه،و قد یجوز إِسقاطها فی الشعر حتی یصیر السببان مفروقین نحو عیلن من مفاعیلن،و قد ذکر المفروقان فی موضعه.و المِقْرَنُ :الخشبه التی تشدّ علی رأْسَی الثورین.و القِران و القَرَنُ :خیط من سَلَب،و هو قشر یُفتل یُوثَقُ علی عُنُق کل واحد من الثورین،ثم یوثق فی وسطهما اللُّوَمَهُ.و القَرْنانُ :الذی یُشارک فی امرأَته کأَنه یَقْرُن به غیرَه،عربی صحیح حکاه کراع.التهذیب: القَرْنانُ نعت سوء فی الرجل الذی لا غَیْرَه له; قال الأَزهری:هذا من کلام الحاضره و لم أَرَ البَوادِیَ لفظوا به و لا عرفوه.

ص :338

و القَرُون و القَرُونه و القَرینه و القَرینُ :النَّفْسُ.و یقال:أَسْمَحَتْ قَرُونُه و قَرِینُه و قَرُونَتُه و قَرِینَتُه أَی ذَلَّتْ نفسه و تابَعَتْه علی الأَمر; قال أَوس بن حَجَر: فَلاقی امرأً من مَیْدَعانَ،و أَسْمَحَتْ قَرُونَتُه بالیَأْسِ منها فعجَّلا أَی طابت نَفْسُه بترکها،و قیل:سامَحَتْ; قَرُونُه و قَرُونَتُه و قَرینَتُه کُلُّه واحدٌ; قال ابن بری:شاهد قَرُونه قول الشاعر: فإِنِّی مِثْلُ ما بِکَ کان ما بی، و لکنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُونِی و قول ابن کُلْثوم: مَتی نَعْقِدْ قَرِینَتَنا بِحَبْلٍ، نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرینا قَرِینته :نَفْسُه هاهنا.یقول:إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه.و قَرِینه الرجل:امرأَته لمُقارنته إِیاها.و

14- روی ابن عباس أَن رسول الله،صلی الله علیه و سلم کان إِذا أَتی یومُ الجمعه قال:یا عائشه الیَوْمُ یَوْمُ تَبَعُّلٍ و قِرانٍ . ; قیل:عَنی بالمُقارنه التزویج.و فلان إِذا جاذَبَتْه قَرِینَتُه و قَرِینُه قهرها أَی إِذا قُرِنَتْ به الشدیده أَطاقها و غلبها،و فی المحکم:إِذا ضُمَّ إِلیه أَمر أَطاقه.و أَخَذْتُ قَرُونِی من الأَمر أَی حاجتی.و القَرَنُ :السَّیف و النَّبْلُ،و جمعه قِرانٌ ; قال العجاج: علیه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ و القَرَن ،بالتحریک:الجَعْبه من جُلود تکون مشقوقه ثم تخرز،و إِنما تُشَقُّ لتصل الریح إِلی الریش فلا یَفْسُد; و قال: یا ابنَ هِشامٍ،أَهْلَکَ الناسَ اللَّبَنْ، فکُلُّهم یَغْدُو بقَوْسٍ و قَرَنْ و قیل:هی الجَعْبَهُ ما کانت.و

14- فی حدیث ابن الأَکْوَعِ :سأَلت رسول الله،صلی الله علیه و سلم،عن الصلاه فی القَوْسِ و القَرَن ،فقال:صَلِّ فی القوس و اطْرَحِ القَرَنَ . ; القَرَنُ :الجَعْبَهُ،و إِنما أَمره بنزعه لأَنه قد کان من جلد غیر ذَکِیّ و لا مدبوغ.و

16- فی الحدیث :الناس یوم القیامه کالنَّبْلِ فی القَرَنِ . أَی مجتمعون مثلها.و

17- فی حدیث عُمیَر بن الحُمام :فأَخرج تمراً من قَرَنِهِ . أَی جَعْبَتِه،و یجمع علی أَقْرُن و أَقْرانٍ کجَبَلٍ و أَجْبُلٍ و أَجْبالٍ.و

16- فی الحدیث :تعاهدوا أَقْرانَکم . أَی انظروا هل هی من ذَکِیَّه أَو میته لأَجل حملها فی الصلاه.ابن شمیل: القَرَنُ من خشب و علیه أَدیم قد غُرِّی به،و فی أَعلاه و عَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فیه وَشْجٌ قد وُشِجَ بینه قِلاتٌ،و هی خَشَبات مَعْروضات علی فَمِ الجَفیر جعلن قِواماً له أَن یَرْتَطِمَ یُشْرَج و یُفْتَح.و رجل قارن :ذو سیف و نَبْل أَو ذو سیف و رمح و جَعْبَه قد قَرَنها .و القِران :النَّبْلُ المستویه من عمل رجل واحد.قال:و یقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْکُروا القِرانَ أَی والُوا بین سهمین سهمین.و بُسْرٌ قارِنٌ : قَرَنَ الإِِبْسارَ بالإِِرْطاب،أَزدیه.و القَرائن :جبال معروفه مقترنه ; قال تأَبط شرّاً: و حَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ،و راعَنی أُناسٌ بفَیْفانٍ،فَمِزْتُ القَرائِنَا و دُورٌ قَرائنُ إِذا کانت یَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً.أَبو زید: أَقْرَنَتِ السماء أَیاماً تُمْطِرُ و لا تُقْلِع،و أَغْضَنَتْ و أَغْیَنَتْ المعنی واحد،و کذلک

ص :339

بَجَّدَتْ و رَثَّمَتْ.و قَرَنَتِ السماءُ و أَقْرَنَتْ :دام مطرها; و القُرْآنُ من لم یهمزه جعله من هذا لاقترانِ آیِهِ،قال ابن سیده:و عندی أَنه علی تخفیف الهمز.و أَقْرَنَ له و علیه:أَطاق و قوِیَ علیه و اعْتَلی.و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا کُنّٰا لَهُ مُقْرِنِینَ ; أَی مُطِیقینَ; قال:و اشتقاقه من قولک أَنا لفلان مُقْرِن ; أَی مُطیق.و أَقْرَنْتُ فلاناً أَی قد صِرْت له قِرْناً .و

17- فی حدیث سلیمان بن یَسار :أَما أَنا فإِنی لهذه مُقْرِن . أَی مُطِیق قادر علیها،یعنی ناقته.یقال: أَقْرَنْتُ للشیء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه و قوی علیه.قال ابن هانئ: المُقْرِن المُطِیقُ و المُقْرِنُ الضعیف; و أَنشد: و داهِیَهٍ داهَی بها القومَ مُفْلِقٌ قال:و قال أَبو الأَحْوَصِ الرِّیاحی: و لو أَدْرَکَتْه الخیلُ،و الخیلُ تُدَّعَی، بذِی نَجَبٍ،ما أَقْرَنَتْ و أَجَلَّت أَی ما ضَعُفتْ.و الإِِقْرانُ :قُوَّه الرجل علی الرجل.یقال: أَقْرَنَ له إِذا قَوِیَ علیه.و أَقْرَنَ عن الشیء:ضَعُفَ; حکاه ثعلب; و أَنشد: تری القوم منها مقرنین ،کأَنما تساقوا عُقاراً لا یَبِلُّ سلیمها و أَقْرَنَ عن الطریق:عَدَلَ عنها; قال ابن سیده:أُراه لضعفه عن سلوکها.و أَقْرَنَ الرجلُ:غَلَبَتْهُ ضَیْعتُه،و هو مُقْرِنٌ ،و هو الذی یکون له إِبل و غنم و لا مُعِینَ له علیها،أَو یکون یَسْقی إِبلَه و لا ذائد له یَذُودُها یوم ورودها.و أَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَیْعته،من الأَضداد.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :قیل لرجل (1)ما مالُک؟ قال: أَقْرُنٌ لی و آدِمهٌ فی المَنِیئه،فقال:قَوِّمْها و زَکِّها. و أَقْرَنَ إِذا ضَیَّقَ علی غریمه.و أَقْرَنَ الدُّمَّلُ:حان أَن یتفَقَّأَ.و أَقْرَنَ الدمُ فی العِرْق و استقْرَنَ :کثر. و قَرْنُ الرَّمْلِ:أَسفلُه کقِنْعِهِ.و أَبو حنیفه قال: قُرُونه ،بضم القاف،نَبْتهٌ تشبه نبات اللُّوبِیاء،فیها حبٌّ أَکبر من الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ فی سَواد،فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء کالوَرْسِ،قال:و هی فَرِیکُ أَهل البادیه لکثرتها و القُرَیْناء :اللُّوبیاء،و قال أَبو حنیفه: القُرَیْناء عشبه نحو الذراع لها أَقنانٌ و سِنْفَه کسِنفه الجُلْبانِ،و هی جُلْبانه بَرِّیَّه یُجْمع حبها فتُعْلَفُه الدواب و لا یأْکله الناس لمراره فیه.و القَرْنُوَهُ :نبات عریض الورق ینبت فی أَلْوِیَهِ الرمل و دَکادِکِه،ورَقُها أَغْبَرُ یُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق،و لم یجئ علی هذا الوزن إِلا تَرْقُوَهٌ و عَرْقُوَه و عَنْصُوَه و ثَنْدُوَهٌ.قال أَبو حنیفه:قال أَبو زیاد من العُشْب القَرْنُوَه ،و هی خضراء غبراء علی ساق یَضرِبُ ورَقُها إِلی الحمره،و لها ثمره کالسُّنبله،و هی مُرَّه یُدْبَغُ بها الأَساقی،و الواو فیها زائده للتکثیر و الصیغه لا للمعنی و لا للإِِلحاق،أَ لا تری

ص :340

أَنه لیس فی الکلام مثل فَرَزْدُقه (1)؟.و جِلد مُقَرْنیً :مدبوغ بالقَرْنُوَه ،و قد قَرْنَیْتُه ،أَثبتوا الواو کما أَثبتوا بقیه حروف الأَصل من القاف و الراء و النون،ثم قلبوها یاء للمجاوره،و حکی یعقوب:أَدیم مَقْرُونٌ بهذا علی طرح الزائد.و سِقاءٌ قَرْنَوِیٌّ و مُقَرْنیً :دبغ بالقَرْنُوَه .و قال أَبو حنیفه: القَرْنُوَه قُرُونٌ تنبت أَکبر من قُروُن الدُّجْرِ،فیها حَبٌّ أَکبر من الحمَّص،فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فیطبخ کما تطبخ الهریسه فیؤکل و یُدَّخر للشتاء،و أَراد أَبو حنیفه بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون .قال الأَزهری فی القَرْنُوَهِ :رأَیت العرب یَدْبُغون بورقه الأُهُبَ; یقال:إِهابٌ مُقَرْنیً بغیر همز،و قد همزه ابن الأَعرابی.و یقال:ما جعلت فی عینی قَرْناً من کُحْل أَی مِیلاً واحداً،من قولهم أَتیته قَرْناً أَو قَرْنین أَی مره أَو مرتین،و قَرْنُ الثُّمَامِ شبیه الباقِلَّی.و القارُون :الوَجُّ.ابن شمیل:أَهل الحجاز یسمون القاروره القَرَّانَ ،الراء شدیده،و أَهل الیمامه یسمونها الحُنْجُوره.و یومُ أَقْرُنَ :یومٌ لغَطَفانَ علی بنی عامر.و القَرَنُ :موضع،و هو میقات أَهل نجد،و منه أُوَیْسٌ القَرَنیُّ .قال ابن بری:قال ابن القطاع قال ابن درید فی کتابه فی الجمهره،و القَزَّازُ فی کتابه الجامع:و قَرْنٌ اسم موضع.و بنو قَرَنٍ :قبیله من الأَزْد.و قَرَنٌ :حی من مُرَادٍ من الیمن،منهم أُوَیْسٌ القَرَنیُّ منسوب إِلیهم.و

14- فی حدیث المواقیت :أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً ،و فی روایه: قَرْنَ المَنازل. ; هو اسم موضع یُحْرِمُ منه أَهلُ نجْد،و کثیر ممن لا یعرف یفتح راءه،و إِنما هو بالسکون،و یسمی أَیضاً قَرْنَ الثعالب; و منه

16- الحدیث :أَنه احتجم علی رأْسه بقَرْنٍ حین طُبَّ. ; هو اسم موضع،فإِما هو المیقات أَو غیره،و قیل:هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ کالمِحْجَمه.و

16- فی الحدیث :أَنه وَقَفَ علی طَرَفِ القَرْنِ الأَسود. ; قال ابن الأَثیر:هو بالسکون،جُبَیْل صغیرٌ.و القَرِینه .واد معروف; قال ذو الرمه: تَحُلُّ اللِّوَی أَو جُدَّهَ الرَّمْلِ کلما جرَی الرِّمْثُ فی ماء القَرِینه و السِّدْرُ و قال آخر: أَلا لیَتَنی بین القَرِینَه و الحَبْلِ، علی ظَهْرِ حُرْجُوجٍ یُبَلِّغُنی أَهْلی و قیل: القَرِینه اسم روضه بالصَّمّان.و مُقَرِّن :اسم.و قَرْنٌ :جبَلٌ معروف.و القَرینه :موضع و من أَمثال العرب: تَرَکَ فلانٌ فلاناً علی مثل مَقَصِّ قَرْنٍ و مَقَطِّ قَرْن ; قال الأَصمعی: القَرْنُ جبل مُطِلٌّ علی عرفات; و أَنشد: فأَصَبَحَ عَهْدُهم کمقَصِّ قَرْنٍ ، فلا عینٌ تُحَسُّ و لا إِثارُ و یقال: القَرْنُ هاهنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِیُّ الذی لا أَثر فیه،یضرب هذا المثل لمن یُسْتَأْصَلُ و یُصْطلَمُ،و القَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقی ذلک الموضع أَملس.و قارونُ :اسم رجل،و هو أَعجمی،یضرب به المثل فی الغِنَی و لا ینصرف للعجمه و التعریف.و قارُون :اسم رجل کان من قوم موسی،و کان کافراً فخسف الله بِهِ وَ بِدٰارِهِ الْأَرْضَ .و القَیْرَوَانُ :معرَّب،و هو بالفارسیه کارْوان،و قد تکلمت به العرب; قال إمرؤ القیس:

ص :341

و غارهٍ ذاتِ قَیْرَوانٍ ،

کأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ

و القَرْنُ : قَرْنُ الهَوْدج; قال حاجِبٌ المازِنِیّ: صَحا قلبی و أَقْصرَ،غَیْرَ أَنِّی

قردن:

التهذیب فی الرباعی:خذ بقَرْدَنهِ و کَرْدَنِه و کَرْدِه أَی بقَفاه.

قرصطن:

القَرَصْطُونُ :القَفارُ،أَعجمی لأَن فَعَلُّولاً و فَعَلُّوناً لیسا من أَبنیتهم.

قرطن:

16- فی الحدیث :أَنه دخل علی سَلْمان فإِذا إِکافٌ و قِرْطَانٌ . ; القِرْطَانُ :کالبَرْذَعه لذوات الحافر،و یقال قِرْطاطٌ،و کذلک رواه الخطابی بالطاء،و قِرْطاق بالقاف،و هو بالنون أَشهر،و قیل:هو ثلاثی الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ.

قرطعن:

القِرْطَعْن :الأَحمق.

قزن:

ابن الأَعرابی:یقال أَقْزَنَ زیدٌ ساقَ غلامِه إِذا کسرها.

قسن:

قَسَنٌ :إِتباعٌ لحَسَن بَسَن.و القِسْیَنُّ :الشَّیْخ القدیم،و کذلک البعیر; و أَنشد: و هم کمِثْلِ البازِلِ القِسْیَنّ فإِذا اشتقوا منها فعلاً علی مثل افْعَالَّ همزوا فقالوا: اقْسَأَنَّ .ابن سیده:و قد اقْسأَنَّ ،و قیل: المُقْسَئِنّ الذی قد انتهی فی سنه،فلیس به ضَعْفُ کِبَرٍ و لا قوّهُ شَباب،و قیل:هو الذی فی آخر شبابه و أَوّل کبره.و قد اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً :کَبِرَ و عَسِیَ; و قوله: یا مَسَدَ الخُوصِ،تَعَوَّذْ منِّی، إِن تَکُ لَدْناً لَیِّناً،فإِنِّی ما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال ابن سیده:یکون علی أَحد الوجهین الآخَرَین.و اقْسَأَنَّ الشیءُ:اشْتَدَّ،و فیه قُسَأْنِینه .و القُسَأْنینه من اقْسَأَنَّ العودُ و غیره إِذا یبس و اشتدّ و عَسِیَ.ابن الأَعرابی: أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت یَدُه علی العمل و السَّقْی.و اقْسأَنَّ اللیلُ:اشتدّ ظلامه; و أَنشد: بِتُّ لها یَقْظَانَ و اقْسَأَنَّتِ قال الأَزهری:هذه الهمزه اجتلبت لئلا یجتمع ساکنان،و کان فی الأَصل اقْسَانَّ یَقْسَانُّ .

قسطن:

اللیث: القُسْطانِیَّه نُدْأَهُ قَوْسِ قُزَحَ أَی عَوَجُه (1).و أَنشد: و نُؤْی کقُسْطانِیَّه الدَّجْنِ مُلْبِد ابن الأَعرابی:القُسْطاله قوس قُزَحَ،و هی القُسْطانه .أَبو عمرو: القَسْطانُ و الکَسْطان الغُبار; و أَنشد: یُثِیر قَسْطانَ غُبارٍ ذی وهَجْ قال الأَزهری:جعل أَبو عمرو قَسْطان و کسطان بفتح القاف فَعْلاناً لا فَعْلالاً،و لم یُجِزْ قَسْطالاً و لا کَسْطالاً لأَنه لیس فی کلام العرب فَعْلال من غیر المضاعف غیر حرف واحد جاء نادراً،و هو قولهم:ناقه بها خَزْعالٌ; هکذا قال الفراء.

قسطبن:

التهذیب فی الخماسی: قُسْطَبِینَته و قُسْطَبِیلته یعنی الکَمَره،و الله أَعلم.

قطن:

القُطُون :الإِِقامه. قَطَنَ بالمکان یَقْطُنُ

ص :342

قُطُوناً :أَقام به و تَوَطَّنَ،فهو قاطنٌ ; و قال العجاج: و رَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ و القَاطِناتِ البَیْتَ غیر الرُّیَّمِ، قَواطِناً مکهَ من وُرْقِ الحَمِی و القُطَّانُ :المقیمون.و القَطِینُ :جماعه القُطَّان ،اسم للجمع،و کذلک القَاطِنَهُ ،و قیل: القَطِینُ الساکن فی الدار،و الجمع قُطُنٌ ; عن کراع.و القَطِینُ :المقیمون فی الموضع لا یکادون یَبْرَحُونه.و القَطِینُ :السُّکَّان فی الدار،و مُجاوِرُو مکه قُطَّانُها .و

16- فی حدیث الإِِفاضه :نحن قَطِینُ الله. أَی سُکَّانُ حَرَمه.و القَطِینُ :جمع قاطن کالقُطَّان ،و فی الکلام مضاف محذوف تقدیره:نحن قَطین بیت الله و حَرَمِه،قال:و قد یجیء القَطِینُ بمعنی القاطِنِ للمبالغه; و منه

16- حدیث زید بن حارثه : فإِنی قَطِینُ البیت عند المَشاعِر. و حَمامُ مکه یقال لها: قَواطِنُ مکه; قال رؤبه: فلا وَ رَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ و القَطِینُ :کالخَلیط لفظ الواحد و الجمع فیه سواء.و القَطِینُ :تبَّاع المَلِک و مَمالیکه.و القَطِینُ :أَهل الدار.و القَطِینُ :الخَدَمُ و الأَتْباع و الحَشَمُ; و فی التهذیب:الحَشَمُ الأَحْرَارُ.و القَطِینُ :المَمالیک.و القَطِینُ :الإِِماءُ.و القاطِنُ :المقیم بالمکان.و القَطِین :تُبَّعُ الرجل و مَمالیکه و خَدَمُه،و جمعها القُطَّان .قال ابن درید: قَطِینُ الرجل حَشَمُه و خَدَمه،قال:و إِذا قال الشاعر خَفّ القَطِینُ فهم القوم القَاطِنُون أَی المقیمون.و

17- روی عن سلمان أَنه قال :کنت رجلاً من المجوس فاجتهدت حتی کنتُ قَطِنَ النار الذی یوقدها. ; قال شمر: قَطِنُ النار خازِنُها و خادِمُها و یجوز أَنه کان مقیماً علیها،رواه بکسر الطاء.و قَطَنَ یَقْطُنُ إِذا خَدَم.قال ابن الأَثیر:أَراد أَنه کان لازماً لها لا یفارقها من قَطَنَ فی المکان إِذا لزمه،قال:و یروی بفتح الطاء،جمع قاطن کخَدَم و خادِمٍ،قال:و یجوز أَن یکون بمعنی قاطِنٍ کفَرَطٍ و فارطٍ.و قَطَنُ الطائر:زِمِکَّاه و أَصلُ ذنبه.و

14- فی الحدیث أَن آمنه لما حملت بالنبی،صلی الله علیه و سلم،قالت:ما وَجَدْتُه فی القَطَنه و الثُّنَّهِ و لکنی کنتُ أَجِدُه فی کبدی. ; القَطَنُ :أَسفل الظهر،و الثُّنَّه:أَسفل البطن.و القَطَن ،بالتحریک:ما بین الورکین إِلی عَجْبِ الذَّنَبِ; قال ابن بری:و منه قوله: مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِیر و القَطَنُ :ما عَرُضَ من الثَّبَجِ.و قال اللیث: القَطَنُ الموضع العریض بین الثَّبَج و العَجُز،و القَطِینه سَکَنُ الدار.و یقال:جاء القومُ بِقَطِینهم ; قال زهیر: رأَیتُ ذَوِی الحاجاتِ،حول بُیوتِهم، قَطِیناً لهم،حتی إِذا أَنبتَ البَقْلُ و قال جریر: هذا ابنُ عَمِّی فی دِمَشْقَ خَلِیفَهً، لو شِئْتُ ساقَکُمُ إِلیَّ قَطِینَا و القَطِنَه و القِطْنَه ،مثْلُ المَعِدَهِ و المِعْدَه:مِثل الرُّمَّانه تکون علی کرش البعیر،و هی ذاتُ الأَطبْاق،و العامه تسمیها الرُّمَّانه،و کسر الطاء فیها أَجود.التهذیب:و القَطِنَه هی ذات الأَطبْاق التی تکون مع الکرش،و هی الفَحِثُ أَیضاً; الحَرَّانی عن ابن السکیت:هی القَطِنه التی تکون مع الکرش،و هی

ص :343

ذات الأَطباق،و هی النَّقِمه [النِّقْمه] (1).و المَعِده [المِعْده] و الکَلِمه [الکِلْمه] و السَّفِله [السِّفْله] و الوَسِمه [الوِسْمه] التی یختضب بها; قال أَبو العباس:هی القَطِنه [القِطْنه] و هی الرُّمانه فی جوف البقره; و فی حدیث سطیح: حتی أَتی عارِی الجَآجی و القَطَنْ و قیل:الصواب قَطِنٌ ،بکسر الطاء،جمع قطِنه و هی ما بین الفخذین.و القَطِنه :اللحمه بین الورکین.و القُطْنُ و القُطُنُ و القُطُنُّ :معروف،واحدته قُطْنهٌ و قُطُنه و قُطُنَّه ،و قد یضعف فی الشعر (2).قال:یقال قُطْنٌ و قُطُنٌ مثل عُسْر و عُسُر; قال قارب بن سالم المُرِّی،و یقال دَهلب بن قُرَیع: کأَنَّ مَجْری دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطُنَّهٌ من أَجْوَد القُطْنُنِّ و رواه بعضهم: ...من أَجود القُطُنِّ ; قال:شدِّد للضروره و لا یجوز مثله فی الکلام.و قال أَبو حنیفه: القُطْنُ یَعْظُم عندهم شجره حتی یکون مثل شجر المِشْمِش،و یبقی عشرین سنه،و أَجودُه الحدیثُ; و قول لبید: شاقَتْکَ ظُعْنُ الحیِّ،یوم تحَمَّلوا، فتَکنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِیامُها أَراد به ثیاب القُطْن .و المَقْطَنه :التی تزرع فیها الأَقطان .و قد عَطَّبَ الکرمُ و قَطَّنَ الکرمُ تَقْطیناً :بَدَتْ زَمَعاته.و بزْرُ قَطُونا :حَبَّه یُسْتَشْفَی بها،و المدُّ فیها أَکثر; التهذیب:و حَبَّه یستشفی بها یسمیها أَهل العراق بزْرَ قَطُونا ; قال الأَزهری:و سأَلت عنها البَحْرانیین فقالوا:نحن نسمیها حَبَّ الذُّرَقه،و هی الأَسْفِیوس،معرب.و بزْرُ قَطوناء.علی وزن جَلولاء و حَرُوراء و دَبوقاء و کَشُوثاء.و القِطانُ :شِجار الهودج،و جمعه قُطُنٌ ; و أَنشد بیت لبید: فتکنسوا قطناً تصر خیامها و قَطْنی من کذا أَی حسبی; و قال بعضهم:إِنما هو قَطِی،و دخلت النون علی حال دخولها فی قَدْنی،و قد تقدم.ابن السکیت: القَطْنُ فی معنی حَسْبُ.یقال: قَطْنی کذا و کذا; و أَنشد: امْتَلأَ الحوضُ و قال: قَطْنی ، سلاًّ رُوَیداً،قد مَلأْتَ بَطْنی قال ابن الأَنباری:من العرب من یقول قَطْنَ عبدَ الله درهمٌ،و قَطْنَ عبدِ الله درهمٌ،فیزید نوناً علی قَطْ و ینصب بها و یخفض و یضیف إِلی نفسه فیقول قَطْنی ،قال:و لم یحک ذلک فی قد،و القیاس فیهما واحد; قال:و قولهم لا تقل إِلا کذا و کذا قَطْ; معناه حَسْبُ،فطاؤُها ساکنه لأَنها بمنزله بل و هل و أَجَلْ،و کذلک قد یقال قد عبدَ الله درهمٌ،و معنی قَطْ عبدَ الله درهمٌ أَی یکفی عبدَ الله درهم.و القِطْنِیَه ،بالکسر; حکاه ابن قتیبه بالتخفیف و أَبو حنیفه بالتشدید:واحده القَطانیّ ،و هی الحبوب التی تُدَّخَرُ کالحِمَّص و العَدَس و الباقِلَّی و التُّرْمُس و الدُّخْن و الأُرْز و الجُلْبان.التهذیب: القِطْنِیَّه الثیاب،و القِطْنیَّه الحبوب التی تخرج من الأَرض،و یقال لها قُطْنیَّه مثل لُجِّیٍّ و لِجِّیّ،قال:و إِنما

ص :344

سمیت الحبوب قُطْنیَّه [قِطْنیَّه] لأَن مخارجها من الأَرض مثل مخارج الثیاب القُطْنیَّه [القِطْنیَّه]،و یقال:لأَنها تزرع کلها فی الصیف و تُدْرِک فی آخر وقت الحر،و قال أَبو معاذ: القَطانِیُّ الخِلَفُ و خُضَر الصیف.شمر: القُطْنِیَّه ما کان سوی الحنطه و الشعیر و الزبیب و التمر،و قال غیره: القِطْنِیَّهُ اسم جامع لهذه الحبوب التی تطبخ; قال الأَزهری:هی مثل العَدس و الخُلَّر،و هو الماشُ،و الفول و الدُّجْر،و هو اللوبیاء،و الحِمَّص و ما شاکلها مما یُقْتات،سماها الشافعی کلها قُطْنیَّه فیما روی عنه الربیع،و هو قول مالک بن أَنس.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه کان یأْخذ من القِطنیَّه العُشْرَ. ; هی بالکسر و التشدید واحده القَطانی کالعدس و الحمص و اللوبیاء. و القَیْطونُ :المُخْدَع،أَعجمی،و قیل:بلغه أَهل مصر و بَرْبَر.قال ابن بری: القَیْطون بیت فی بیت; قال عبد الرحمن بن حسان: قُبَّه من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، عند بَرْدِ الشتاءِ،فی قَیْطونِ و قَطَنٌ :اسم رجل.و قَطَنُ بن نَهْشَل:معروف.و قَطَنٌ :جبل بنجد فی بلاد بنی أَسد،و فی الصحاح:جبل لبنی أَسد.و قُطَانُ :جبل (1); قال النابغه: غَیرَ أَن الحُدوجَ یرْفَعْنَ غِزْلانَ قُطانٍ علی ظُهورِ الجِمالِ و الیَقْطِین :کل شجر لا یقوم علی ساق نحو الدُّبَّاء و القَرْع و البطیخ و الحنظل.و یَقْطِینُ :اسم رجل منه.و الیَقْطِینه :القَرْعه الرَّطبه.التهذیب: الیَقطین شجر القرْع.قال الله عز و جل: وَ أَنْبَتْنٰا عَلَیْهِ شَجَرَهً مِنْ یَقْطِینٍ ;

17- قال الفراء :قیل عند ابن عباس هو ورق القرْع،فقال:و ما جعَلَ القَرْعَ من بین الشجر یَقْطِیناً ،کل ورقه اتسعتْ و سترتْ فهی یَقْطینٌ .

17- قال الفراء:و قال مجاهد کل شیء ذهب بَسْطاً فی الأَرض یَقْطینٌ ،و نحو ذلک قال الکلبی،قال:و منه القَرْع و البطیخ و القِثَّاء و الشِّرْیان. و

17- قال سعید بن جبیر :کل شیء ینبت ثم یموت من عامه فهو یَقْطِینٌ . و قُطْنهُ :لقب رجل،و هو ثابتُ قُطْنهَ العَتَکیّ،و الأَسماء المعارف تضاف إِلی أَلقابها،و تکون الأَلقاب معارف و تتعرَّف بها الأَسماء کما قیل قیس قُفَّهَ و زید بَطَّهَ و سَعید کُرْز; قال ابن بری:قال أَبو القاسم الزجاجی قال ابن درید سمعت أَبا حاتم یقول أُصِیبتْ عَینُ ثابتِ قُطْنهَ بخُراسان فکان یحشوها قُطْناً ،فسمی ثابتَ قُطْنه ; و فیه یقول حاجب الفیل: لا یَعْرفُ الناسُ منه غیرَ قُطْنَتِه ، و ما سواها من الإِِنسان مَجْهولُ

قعن:

القَعَنُ :قِصَرٌ فی الأَنف فاحش.و قُعَیْنٌ :حیٌّ مشتق منه،و هما قُعَیْنانِ : قُعَیْنٌ فی بنی أَسد،و قُعَیْنٌ فی قیْس بن عَیْلان.قال ابن درید: القَعَنُ و القَعَی ارتفاعٌ فی الأَرْنَبهِ،قال:و القَعَنُ انفِحاجٌ فی الرِّجْلِ.قال الأَزهری:و الذی صح للثقات فی عیوب الأَنف القَعَمُ،بالمیم،و قد تقدم.قال الأَزهری:و العرب تعاقب المیم و النون فی حروف کثیره لقرب مخرجیهما مثل الأَیْمِ و الأَیْنِ للحیه،و الغَیْم و الغَیْنِ للسحاب،و لا أُنکِرُ أَن یکون القَعَنُ و القَعَمُ منها.و سئل بعض العلماء:أَیُّ العرب أَفصح؟ فقال:نَصْرُ قُعَیْنٍ أَو قُعَیْنُ نَصْرٍ.و القَیْعُونُ :نبت.و القَیْعُون ،علی بناء فَیْعُول:

ص :345

معروف و هو ما طال من العُشْبِ،قال:و اشتقاقه من قَعَنَ ،و یجوز أَن یکون قَیْعُونٌ فَعْلُوناً من القَیْعِ علی تقدیرِ الزَّیْتُونِ من الزَّیْتِ،و النون زائده.و قَعْوَنُ :اسم.

قفن:

17- التهذیب:قال عمر بن الخطاب إِنی لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِیَّ و غیرُه خیرٌ منه،ثم أَکونُ علی قَفَّانه ،و فی طریق آخر:إِنی لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الفاجر لأَسْتَعِینَ بقوَّته ثم أَکونُ علی قَفَّانه . یعنی علی قَفاه; قال أَبو عبید: قَفَّانُ کلِّ شیءٍ جِماعُه و اسْتِقصاء معرفته; یقول:أَکونُ علی تتَبُّع أَمره حتی أَستقصِیَ علمه و أَعرفه،و النون زائده،قال:و لا أَحْسِبُ هذه الکلمه عربیه،إِنما أَصلها قَبّانٌ; و قال غیره:هو معرَّب قَبَّانَ الذی یوزن به; قال ابن بری:صوابه قَبّانٌ بالصرف،قال:و أَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَیْبَّه معروفه فغیر مصروفه; و منه قول العامه:فلان قَبّانٌ علی فلان إِذا کان بمنزله الأَمین و الرئیس الذی یتتَبَّعُ أَمره و یُحاسبه،و لهذا سمی المیزان الذی یقال له القَبَّانُ القَبّانَ.ابن الأَعرابی: القَفّانُ عند العرب الأَمین،و هو فارسی عُرِّبَ.ابن الأَعرابی:هذا یومُ قَفْنٍ أَی یوم قتال،و یوم غَضْنٍ إذا کان ذا حِصَار.و قَفَّنَ رأْسه و قَنَّفَه إِذا قطعه و أَبانه.و القَفْنُ :الضرب بالعصا و السَّوْطِ; قال بَشِیرٌ الفَرِیریُّ: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَیَّ قَفْنِ ، و بالعصا من طُول سُوءِ الضَّفْنِ و قَفَنَ الرجلَ یَقْفِنُه قَفْناً :ضربه علی رأْسه بالعصا.و قَفَنَه یَقْفِنُه قَفْناً :ضرب قَفاه.و قَفَنَ الشاهَ یَقْفِنُها قَفْناً :ذبحها من القَفا.و القَفِینه :الشاه تذبح من قفاها،و هو مَنْهِیٌّ عنه.و شاه قَفِینه :مذبوحه من قَفاها،و قیل:هی التی أُبِینَ رأْسُها من أیِّ جهه ذبحت.و

17- روی عن النخعی أَنه قال فی حدیثه فیمن ذَبح فأَبان الرأْسَ قال:تلک القفینه لا بأْس بها. و یقال:النون زائده لأَنها القَفِیَّه.قال أَبو عبید: القَفینه کان بعضُ الناس یَرَی أَنها التی تذبح من القَفا،و لیست بتلک،و لکن القَفینه التی یُبان رأْسها بالذبح،و إِن کان من الحَلْق،قال:و لعل المعنی یرجع إلی القَفا لأَنه إِذا أَبان لم یکن له بُدٌّ من قطع القَفا; قال ابن بری:قول الجوهری النون زائده لأَنها القَفِیَّه،قال:النون فی القَفِینَه لام الکلمه،یقال: قَفَنَ الشاه قَفْناً ،و هی قَفِینٌ ،و الشاه قَفِینه مثل ذبیحه; قال:و لو کانت النون زائده لبقیت الکلمه بغیر لام،و أَما أَبو زید فلم یعرف فیها إِلاَّ القفِیَّه،بالیاء.و قال أَبو عبید: القَفِینه التی یُبانُ رأْسها عند الذبح،و إِن کان من الحلق،و أَنکر قول من یقول إِنها التی تذبح من قفاها.و حکی غیره: قَفَنَ رأْسه إِذا قطعه فأَبانه.و یقال للقَفا: القَفَنُّ و القَفِینه ،فعیله بمعنی مفعوله.یقال: قَفَنَ الشاه و اقتَفَنها .و قد قالوا: القَفَنُّ للقَفَا،فزادوا نوناً مشدده; و أَنشد الراجز فی ابنه: أُحِبُّ مِنکَ مَوضِعَ الوِشْحَنِّ[الوُشْحَنِّ]، و موْضِعَ الإِِزارِ و القَفَنِّ (1). و القَفِینه :الناقه التی تنحر من قفاها; عن ثعلب،و لیس شیء (2):من ذلک مشتقّاً من لفظ القفا إِذ لو کان ذلک لقیل فی کله قَفِیٌّ و قَفِیَّه.أَبو عمرو: القَفِین المذبوح من قفاه.و اقْتَفَنْتُ الشاهَ و الطائر إِذا

ص :346

ذَبحْتَ من قِبَل الوجه فأَبَنْتَ الرأْسَ.و القَفْنُ :الموْتُ.و یقال: قَفَنَ یَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مات; قال الراجز: أَلْقَی رَحَی الزَّوْرِ علیه فطَحَنْ، فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حتی قَفَنْ قال:و قَفَنَ الکلبُ إِذا وَلَغَ.ابن الأَعرابی: القَفْنُ الموت،و الکَفْنُ التغطِیَه.ابن الأَعرابی: القَفِینَه و القَنِیفهُ واحدٌ،و هو أَن یُبانَ الرأْسُ.التهذیب:أَتیته علی إِفَّانِ ذلک و قِفَّانِ ذلک و غِفّان ذلک أَی علی حین ذلک.

قفزن:

القُفَزْنِیَهُ :المرأَه الزَّرِیَّه القصیره.

ققن:

قِقِنْ

قِقِنْ :حکایه صوت الضحک.

قلن:

1- الأَزهری:روی عن علی،علیه السلام ،أَنه سأَل شُرَیْحاً عن امرأَه طُلِّقَتْ فذکَرَتْ أَنها حاضت ثلاثَ حِیَضٍ فی شهر واحد،فقال شریح:إِن شهد ثلاثُ نسوه من بطانَهِ أَهلها أَنها کانت تحیض قبل أَن طلقت فی کل شهر کذلک فالقول قولها:فقال علیّ: قالُونْ . ; قال غیر واحد من أَهل العلم: قالُون بالرومیه معناها أَصَبْتَ،و رأَیت فی تاریخ دِمَشْقَ لابن عساکر فی ترجمه عبد الله بن عمر قال:اشتری عبد الله بن عمر جاریه رومیه فأَحبها حبّاً شدیداً،فوقعت یوماً عن بغله کانت علیها فجعل ابن عمر یمسح التراب عنها و یُفَدِّیها،قال:فکانت تقول له أَنت قالُونُ أَی رجل صالح،ثم هربت منه; فقال ابن عمر: قد کنتُ أَحسِبُنی قالونَ ،فانطلَقَتْ فالیومَ أَعْلَمُ أَنی غیر قالُونِ

قلمون:

القَلَمُونُ :مَطارِفُ کثیره الأَلوانِ،مثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی.التهذیب فی الرباعی:الفراء قَلَمُونٌ هو فَعَلُونٌ مثل قَرَبوسٍ،و هو موضع،قال:و قال غیره أَبو قَلَمُون ثوب یُتراءَی إِذا أَشْرَقتْ علیه الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّی،قال:و لا أَدری لم قیل له ذلک; قال:و قال لی قائل سکن مصْرَ أَبو قَلَمُون طائر من طیر الماء یُتراءَی بأَلوان شَتَّی فشُبِّه الثوبُ به; و قال: بنَفْسِی حاضِرٌ ببَقِیعِ حَوْضَی، و أَبیاتٌ علی القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً.

قمن:

14- الأَزهری:روی عن النبی،صلی الله علیه و سلم،أَنه قال :إِنی قد نُهیتُ عن القراءه فی الرکوع و السجود،فأَما الرکوعُ فعَظِّمُوا الله فیه،و أَما السُّجود فأَکثروا فیه من الدعاء،فإِنه قَمِنٌ أَن یُسْتَجابَ لکم. ; یقال:هو قَمَنٌ أَن یفعل ذلک،بالتحریک،و قَمِنٌ أَن یفعل ذلک،فمن قال قَمَن أَراد المصدر فلم یُثَنِّ و لم یجمع و لم یؤنث،یقال:هما قَمَنٌ أَن یفعلا ذلک و هم قَمَنٌ أَن یفعلوا ذلک و هنَّ قَمَنٌ أَن یفعلن ذلک،و من قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنی و جمع فقال هما قَمِنانِ و هم قَمِنونَ ،و یؤنث علی ذلک،و فیه لغتان:هو قَمِنٌ أَن یفعل ذلک،و قَمِین أَن یفعل ذلک،بالیاء; قال قیس بن الخَطیم: إِذا جاوَزَ الاثنینِ سِرٌّ فإِنه، بنَثّ و تَکْثیرِ الوُشاهِ، قَمِینُ قال ابن کَیْسانَ: قمِینٌ بمعنی حَرِیّ،مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشیءَ إِذا أَشْرَفتَ علیه أَن تأْخذه; غیره:هو مأْخوذ من القَمِین بمعنی السریع و القریب.ابن سیده:هو قَمَنٌ بکذا و قَمَنٌ منه و قَمِنٌ و قمِینٌ أَی حَرٍ و خَلِیقٌ و جَدِیرٌ،فمن فتح لم یُثَنِّ و لا جمع و لا أَنَّث،و من کسر المیم أَو أَدخل الیاء فقال قمِینٌ ثَنَّی و جمع و أَنَّث فقال قَمِنانِ و قَمِنُون و قمِنَه

ص :347

و قمِنتانِ و قمِناتٌ و قَمِینانِ و قَمِینونَ و قُمَناء و قمِینه و قمِینتانِ و قمِیناتٌ و قَمائِنُ .و حکی اللحیانی:إِنه لمَقْمُون أَن یفعل (1):ذلک،و إِنه لمَقْمَنه أَن یفعل ذلک،کذا لا یثنی و لا یجمع فی المذکر و المؤنث کقولک مَخْلَقه و مَجْدَره.و هذا الأَمرُ مَقْمَنه لذلک أَی مَحْراهٌ و مَخْلقه و مَجْدَره; قال ابن بری:شاهد قَمَنٍ ،بالفتح،قولُ الحرث بن خالد المخزومی: من کان یَسأَلُ عَنَّا أَینَ منزِلُنا، فالأُقْحُوانهُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قال:و شاهد قَمِنٍ بالکسر قول الحُوَیْدِره: و مُناخ غیرِ تَئِیَّهٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابی المَضْجَعِ و هذا المنزلُ لک مَوْطِنٌ قَمِنٌ [قَمَنٌ] أَی جَدیرٌ أَن تسکنه.و أَقْمِنْ بهذا الأَمر أَی أَخْلِقْ به.و حکی اللحیانی:ما رأَیت من قَمَنِه و قَمَانته ،کذا حکاه.و داری قَمَنٌ من دارک أَی قریب.ابن الأَعرابی: القَمَنُ و القَمِنُ القریب.و القَمَنُ و القَمِنُ :السریع.و تقَمَّنْتُ فی هذا الأَمر مُوافَقَتَک أَی تَوَخَّیْتُها.

قنن:

القِنُّ :العبد للتَّعْبیدَهِ.و قال ابن سیده:العبد القِنُّ الذی مُلِکَ هو و أَبواه،و کذلک الاثنان و الجمع و المؤنث،هذا الأَعراف،و قد حکی فی جمعه أَقْنانٌ و أَقِنَّه ; الأَخیره نادره; قال جریر: إِنَّ سَلِیطاً فی الخَسارِ إِنَّهْ أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ و الأُنثی قِنٌّ ،بغیر هاء.و قال اللحیانی:العبد القِنُّ الذی وُلِدَ عندک و لا یستطیع أَن یخرج عنک.و حکی عن الأَصمعی:لسْنا بعَبیدِ قِنٍّ و لکنا عبیدُ مَمْلُکه،مضافان جمیعاً.و

17- فی حدیث عمرو بن الأَشْعَثِ :لم نَکن عبیدَ قِنٍّ إِنما کنا عبیدَ مَمْلکه. یقال:عبدٌ قِنٌّ و عَبْدانِ قِنٌّ و عبیدٌ قِنٌّ .و قال أَبو طالب:قولهم عبدٌ قِنٌّ ،قال الأَصمعی: القِنُّ الذی کان أَبوه مملوکاً لموالیه،فإِذا لم یکن کذلک فهو عبدُ مَمْلَکهٍ،و کأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْیَه،و هی المِلْکُ; قال الأَزهری:و مثله الضِّحُّ و هو نور الشمس المُشْرِقُ علی وجه الأَرض،و أَصله ضِحْیٌ،یقال:ضَحِیتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها.قال ثعلب:عبدٌ قِنٌّ مُلِکَ هو و أَبواه،من القُنَانِ و هو الکُمُّ،یقول:کأَنه فی کُمِّه هو و أَبواه،و قیل:هو من القِنْیَه إِلاَّ أَنه یبدل.ابن الأَعرابی:عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبوده،و قِنٌّ بَیِّنُ القُنُونهِ و القَنَانهِ و قِنٌّ و قِنَّانِ و أَقنانٌ ،و غیرُه لا یثنیه و لا یجمعه و لا یؤنثه.و اقْتَنَنَّا قِنّاً :اتخذناه.و اقْتَنَّ قِنّاً :اتخذه; عن اللحیانی،و قال:إِنه لقِنٌّ بَیِّنُ القَنانه أَو القِنانه .و القِنَّهُ :القُوَّهُ من قُوَی الحَبْلِ،و خَصَّ بعضهم به القُوَّه من قُوَی حَبْلِ اللِّیفِ; قال الأَصمعی:و أَنشدنا أَبو القَعْقاعِ الیَشْکُری: یَصْفَحُ للقِنِّهِ وَجْهاً جأْبَا، صَفحَ ذِراعَیْه لعَظْمٍ کَلْبا و جمعها قِنَنٌ ،و أَنشده ابن بری مستشهداً به علی القِنَّهِ ضربٍ من الأَدْویه،قال:و قوله کلباً ینتصِبُ علی التمییز کقوله عز و جل: کَبُرَتْ کَلِمَهً ; قال:و یجوز أَن یکون من المقلوب.و القُنَّه :الجبل الصغیر،و قیل:الجبل السَّهْلُ المستوی المنبسط علی الأَرض،و قیل:هو الجبل المنفرد المستطیل فی السماء،و لا تکون القُنَّه إِلا سَوْداء.و قُنَّهُ کلِّ شیءٍ:أَعلاه مثلُ القُلَّه; و قال:

ص :348

أَما و دِماءٍ مائراتٍ تَخالُها،

علی قُنَّهِ العُزَّی و بالنَّسْرِ،عَنْدَما

و قُنَّهُ الجبل و قُلَّتُه:أَعلاه،و الجمع القُنَنُ و القُلَلُ،و قیل:الجمع قُنَنٌ و قِنانٌ و قُنَّاتٌ و قُنُونٌ ; و أَنشد ثعلب: و هَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن یکونا قال:و نظیر قولهم قُنَّه و قُنُون بَدْرَه و بُدُورٌ و مَأْنه و مُؤُون،إِلا أَن قاف قُنَّه مضمومه; و أَنشد ابن بری لذی الرُّمه فی جمعه علی قِنانٍ : کأَنَّنا،و القِنانَ القُودَ یَحْمِلُنا، مَوْجُ الفُراتِ،إِذا الْتَجَّ الدَّیامِیمُ، و الاقْتِنانُ :الانتصاب.یقال: اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب علی القُنَّه ; أَنشد الأَصمعی لأَبی الأَخْزَرِ الحِمّانیِّ: لا تَحْسَبی عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ، و الرَّحْلَ یَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ، سَوْفَکِ أَطرافَ النَّصِیِّ الأَنْعَمِ و أَنشده أَبو عبید:و الرَّحْلُ،بالرفع; قال ابن سیده:و هو خطأٌ إِلا أَن یرید الحال; و قال یَزِیدُ بن الأَعْور الشَّنِّیّ: کالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا و اقْتِنانُ الرَّحْلِ:لُزومُه ظهرَ البعیر.و المُسْتَقِنُّ الذی یقیم فی الإِِبل یشرب أَلبانَها; قال الأَعْلَمُ الهُذَلِیّ: فَشایعْ وَسْطَ ذَوْدِکَ مُسْتَقِنّاً ، لتُحْسَب سَیِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهری: مُسْتَقِنّاً من القِنِّ ،و هو الذی یقیم مع غنمه یشرب من أَلبانها و یکون معها حیث ذهبت; و قال:معنی قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَی مُسْتَخْدِماً امرأَه کأَنها ضَبُع،و یروی: ... مُقْتَئِنّاً و ...مُقْبَئِنّاً ،فأَما المُقْتَئِنُّ فالمُنْتَصِب و الهمزه زائده و نظیره کَبَنَ و اکْبَأَنَّ،و أَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَیضاً،و هو بناء عزیز لم یذکره صاحب الکتاب و لا اسْتُدْرِکَ علیه،و إِن کان قد استُدْرِکَ علیه أَخوه و هو المُهْوَئِنُّ. و المُقْتَنُّ :المُنْتَصِبُ أَیضاً.الأَصمعی: اقْتنَّ الشیءُ یَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب.و القِنِّینَهُ :وِعاءٌ یتخذ من خَیْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بین مواضع الآنیه علی صِیغَهِ القَشْوه.و القِنِّینَهُ ،بالکسر و التشدید،من الزجاج:الذی یُجْعَل الشَّرابُ فیه.و فی التهذیب:و القِنِّینهُ من الزجاج معروفه و لم یذکر فی الصحاح من الزُّجاج،و الجمع قِنَانٌ ،نادر.و القِنِّینُ :طُنْبُور الحَبَشه; عن الزجاجی:و

16- فی الحدیث :إِن الله حرَّم الخَمْرَ و الکُوبهَ و القِنِّینَ . ; قال ابن قُتَیْبه: القِنِّینُ لُعْبه للروم یَتَقامَرون بها.قال الأَزهری:و یروی عن ابن الأَعرابی قال: التقْنِین الضَّرْبُ بالقِنِّینِ ،و هو الطُّنْبورِ بالحَبَشِیَّه،و الکُوبه الطَّبْل،و یقال النَّرْدُ; قال الأَزهری:و هذا هو الصحیح.و ورد

1- فی حدیث علی،علیه السلام :نُهِینا عن الکُوبه و الغُبَیْراء و القِنِّین . ; قال ابن الأَعرابی:الکوبه الطبل،و الغبیراء خمره تعمل من الغُبیراء،و القِنِّینُ طُنْبور الحبشه.و قانون کل شیء:طریقُه و مقیاسه.قال ابن سیده:و أُراها دَخِیلَهً.

ص :349

و قُنَانُ القمیص و کُنُّه و قُنُّه:کُمُّه.و القُنانُ :ریح الإِِبِطِ عامهً،و قیل:هو أَشدّ ما یکون منه; قال الأَزهری:هو الصُّنَانُ عند الناس و لا أَعْرِفُ القُنانَ .و قَنَانُ :اسم مَلِکٍ کان یأْخذ کلَّ سفینه غَصْباً.و أَشرافُ الیَمن:بنو جُلُنْدَی بنِ قَنان .و القَنَانُ :اسم جبل بعینه لبنی أَسد; قال الشاعر زهیر: جَعَلْنا القَنانَ عن یَمینٍ و حَزْنَهُ، و کم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ و مُحْرِمِ و قیل:هو جبل و لم یخصص; قال الأَزهری:و قَنانُ جبل بأَعلی نجد (1).و بنو قَنانٍ :بطن من بَلْحرث بن کعب.و بنو قُنَیْن :بطن من بنی ثَعْلَب; حکاه ابن الأَعرابی; و أَنشد: جَهِلْتُ من دَیْنِ بَنی قُنَیْنِ ، و من حِسابٍ بینهم و بَیْنی و أَنشد أَیضاً: کأَنْ لم تُبَرَّکْ بالقُنَیْنیِّ نِیبُها، و لم یُرْتَکَبْ منها لرَمْکاءَ حافِلُ و ابن قَنانٍ :رجل من الأَعراب.و القِنْقِنُ و القُناقِنُ ،بالضم:البصیر بالماء تحت الأَرض،و هو الدلیل الهادی و البَصیرُ بالماء فی حَفْرِ القُنِیِّ ،و الجمع القَناقِنُ ،بالفتح.قال ابن الأَعرابی: القُناقِنُ البصیر بجرّ المیاه و استخراجها،و جمعها قَناقِنُ ; قال الطرماح: یُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْیهِ الرَّدَی، و یُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن قال ابن بری: القِنْقِنُ و القُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذی یعرف الماء تحت الأَرض،قال:و أَصلها بالفارسیه،و هو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم بالفارسیه کِنْ کِنْ (2).أَی احْفِرْ احْفِرْ.و

17- سئل ابن عباس:لم تَفَقَّدَ سُلَیْمانُ الهُدْهُدَ من بَیْنِ الطَّیْرِ؟ قال:لأَنه کان قُناقِناً . یعرف مواضع الماء تحت الأَرض; و قیل: القُناقِنُ الذی یَسْمَعُ فیعرف مقدارَ الماء فی البئر قریباً أَو بعیداً.و القِنْقِنُ :ضرب من صَدَف البحر (3).و القِنَّه :ضرب من الأَدْوِیَهِ،و بالفارسیه پیرزَذ.و القِنْقِنُ :ضَرْبٌ من الجرْذانِ.و القَوانِینُ :الأُصُول،الواحد قانُونٌ ،و لیس بعربی.و القُنَّهُ :نحو من القارَه،و جمعها قِنانٌ ; قال ابن شمیل: القُنَّه الأَکَمَهُ المُلَمْلَمَهُ الرأْسِ،و هی القاره لا تُنْبِتُ شیئاً.

قون:

ابن الأَعرابی: القَوْنَهُ القِطْعَهُ من الحدید أَو الصُّفْر یُرْقَعُ بها الإِِناءُ.و قال اللیث: قَوْنٌ و قُوَیْنٌ موضعان.

قین:

القَیْنُ :الحَدَّادُ،و قیل:کل صانع قَیْنٌ ،و الجمع أَقْیانٌ و قُیُونٌ .و

17- فی حدیث العباس :إِلا الإِِذْخِرَ فإِنه لقُیُونِنا . ; القُیُونُ :جمع قَیْنٍ و هو الحَدَّاد و الصَّانِعُ.التهذیب:کلُّ عامل الحدید عند العرب قَیْنٌ .و یقال للحَدَّاد:ما کان قَیْناً و لقد قانَ .و

17- فی حدیث خَبَّابٍ :کنتُ قَیْناً فی الجاهلیه. و قانَ یَقِینُ قِیانَهً و قَیْناً :صار قَیْناً .و قانَ الحدیده قَیْناً :عَمِلَها و سَوَّاها.و قانَ الإِِناءَ یَقِینُه قَیْناً :أَصلحه; و أَنشد الکلابیُّ أَبو

ص :350

الغَمْرِ لرجل من أَهل الحجاز: أَلا لَیْتَ شِعْری هل تَغَیَّرَ بعدَنا و یقال: قِنْ إِناءَک هذا عند القَیْنِ .و قِنْتُ الشیءَ أَقِینُه قَیْناً :لَمَمْتُه; و قول زهیر: خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَهُ علی کل قَیْنِیٍّ قَشِیبٍ و مُفْأَمِ یعنی رَحْلاً قَیَّنَه النَّجَّارُ و عَمِلَه،و یقال:نسبه إلی بنی القَیْنِ .قال ابن السکیت:قلت لعُمارَهَ إِن بعض الرواه زعم أَن کل عامل بالحدید قَیْنٌ ،فقال:کذب،إِنما القَیْنُ الذی یعمل بالحدید و یعمل بالکِیر،و لا یقال للصائغ قَیْنٌ و لا للنجار قَیْنٌ ،و بنو أَسد یقال لهم القُیون لأَن أَوَّل من عَمِلَ عَمَلَ الحدید بالبادیه الهالکُ بنُ أَسد بن خُزَیمه.و من أَمثالهم: إِذا سمعت بسُری القَیْنِ فإِنه مُصْبِحٌ و هو سَعدُ القَین ; قال أَبو عبید:یضرب للرجل یعرف بالکذب حتی یُرَدُّ صِدْقُه; قال الأَصمعی:و أَصله أَن القَیْنَ بالبادیه ینتقل فی میاههم فیقیم بالموضع أَیاماً فیَکْسُدُ علیه عمَله،فیقول لأَهل الماء إِنی راحل عنکم اللیله،و إِن لم یُرِدْ ذلک،و لکنه یُشِیعُه لیَسْتعمِله من یرید استعماله،فکَثُر ذلک من قوله حتی صار لا یُصَدَّق; و قال أَوْسٌ: بَکَرَتْ أُمیَّهُ غُدْوهً برَهِینِ خانَتْک،إِن القَینَ غَیر أَمِینِ قال الجوهری:هو مثَل فی الکذب.یقال:دُهْ دُرَّین سَعْدُ القَیْن .و التَّقَیُّنُ :التزَیُّن بأَلوان الزینه.و تقَیَّنَ الرجلُ و اقْتانَ :تَزَیَّن.و قانَتِ المرأَهُ المرأَهَ تَقِینُها قَیْناً و قَیَّنَتْها : زَیَّنَتْها .و تقَیَّن النبتُ و اقتانَ اقتِیاناً :حَسُن،و منه قیل للمرأَه مُقَیِّنهٌ أَی أَنها تُزَیِّن; قال الجوهری:سمیت بذلک لأَنها تزیِّن النساء،شُبِّهتْ بالأَمه لأَنها تصلح البیت و تزینه.و تقَیَّنتْ هی:تزَیَّنتْ.و

17- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها :کان لها دِرْعٌ ما کانت امرأَهٌ تُقَیَّنُ بالمدینه إِلاَّ أَرسلت تستعیره. ; تُقَیَّن أَی تُزَیَّن لزفافها.و التَّقْیینُ :التزْیینُ.و

17- فی الحدیث :أَنا قَیَّنْتُ عَائشهَ. و اقتانَت الروضهُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زهرتها و أَخذَتْ زُخرُفها; و أَنشد لکثیر: فهُنَّ مُناخاتٌ علیهنَّ زینهٌ، کما اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف و القَیْنهُ :الأَمه المُغنّیه،تکون من التزَیُّن لأَنها کانت تَزَیَّنُ،و ربما قالوا للمُتَزَیِّن باللباس من الرجال قَیْنه ; قال:و هی کلمه هُذلیّه،و قیل: القَیْنه الأَمه،مُغَنّیه کانت أَو غیر مغنیه.قال اللیث:عَوامُّ الناس یقولون القَیْنه المغنّیه.قال أَبو منصور:إِنما قیل للمُغنّیه قَیْنهٌ إِذا کان الغناءُ صناعه لها،و ذلک من عمل الإِِماء دون الحرائر.و القَیْنهُ :الجاریه تخدُمُ حَسْبُ.و القَیْنُ :العبد،و الجمع قِیانٌ ; و قول زهیر: رَدَّ القِیانُ جِمالَ الحیِّ فاحْتَمَلوا إِلی الظَّهِیره أَمرٌ بینهم لَبِکُ أَراد بالقِیان الإِِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلی الحیِّ لشَدِّ أَقتابها علیها،و قیل:رَدَّ القِیانُ جمالَ الحیِّ العبیدُ و الإِِماءُ.

ص :351

و بنات قَیْنٍ :اسم موضع کانت به وقعه فی زمان عبد الملک بن مروان; قال عُوَیْف القَوافی: صَبَحْناهم غَداهَ بناتِ قَیْنٍ مُلَمْلَمهً،لها لَجَبٌ،طَحونا و یقال لبنی القَیْن من بنی أَسد: بَلْقَیْنِ ،کما قالوا بَلْحرث و بَلْهُجَیم،و هو من شواذ التخفیف،و إِذا نسبت إِلیهم قلت قَیْنیٌّ و لا تقل بَلْقَیْنِیٌّ.ابن الأَعرابی: القَیْنهُ الفَقْره من اللحم،و القَیْنه الماشطه،و القَیْنه المغَنّیه.قال الأَزهری:یقال للماشطه مُقَیِّنه لأَنها تزَین العرائس و النساء.قال أَبو بکر:قولهم فلانه قَیْنهٌ معناه فی کلام العرب الصانعه.و القَیْنُ :الصانع.قال خَبَّابُ بن الأَرَتِّ:کنتُ قَیْناً فی الجاهلیه أَی صانعاً.و القَیْنهُ :هی الأَمه،صانعه کانت أَو غیر صانعه.قال أَبو عمرو:کل عبد عند العرب قَیْنٌ ،و الأَمه قَیْنه ،قال:و بعض الناس یظن القَیْنه المغنّیه خاصه،قال:و لیس هو کذلک.و

17- فی الحدیث :دخل أَبو بکر و عند عائشه،رضی الله عنهما، قَیْنَتان تُغَنّیان فی أَیام مِنًی. ; القَینه :الأَمه غَنَّتْ أَو لم تُغَنِّ و الماشطهُ،و کثیراً ما یطلق علی المغنّیه فی الإِِماء،و جمعها قَیْناتٌ .و

16- فی الحدیث :نهی عن بیع القَیْنات . أَی الإِِماء المغَنّیات،و تجمع علی قِیانٍ أَیضاً.و

16- فی حدیث سلمان :لو بات رجلٌ یُعْطی البِیضَ القِیانَ ،و فی روایه:یُعْطی القِیان البیضَ،و بات آخر یقرأُ القرآن لرأَیتُ أَن ذکر الله أَفضلُ. ; أَراد بالقِیان الإِِماء أَو العبید.و القَیْنه :الدُّبر،و قیل:هی أَدنی فَقْره من فِقَر الظهر إِلیه،و قیل:هی القَطَنُ،و هو ما بین الورکین،و قیل:هی الهَزْمه التی هُنالک.و

17- فی حدیث الزبیر :و إِن فی جسده أَمثال القُیون . ; جمع قَیْنه و هی الفَقاره من فَقار الظهر،و الهَزْمه التی بین غُراب الفرس و عَجْب ذنَبه،یرید آثار الطَّعَنات و ضربات السیوف،یصفه بالشجاعه.ابن سیده:و القَیْنه من الفرس نُقْره بین الغُراب و العَجُز فیها هَزْمه.و القَیْنانِ :موضع القید من الفرس و من کل ذی أَربع یکون فی الیدین و الرجلین،و خَصَّ بعضهم به موضع القَیْد من قوائم البعیر و الناقه.و فی الصحاح: القَیْنان موضع القید من وظیفی یَد البعیر; قال ذو الرمه: دانی له القَیْدُ فی دَیمومهٍ قُذُفٍ قَیْنَیْه ،و انحسَرَتْ عنه الأَناعِیمُ یرید جمع الأَنعام و هی الإِِبل.اللیث: القَیْنان الوَظیفان لکل ذی أَربع،و القَین من الإِِنسان کذلک.و قانَنی اللهُ علی الشیءِ یَقِینُنی :خَلَقنی.و القانُ :شجر من شجر الجبال،زاد الأَزهری ینبت فی جبال تهامه،تُتخذ منه القِسِیُّ،استدل علی أَنها یاء لوجود ق ی ن و عدم ق و ن; قال ساعده بن جؤیه: یأْوی إِلی مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدهٍ شُمٍّ،بهنَّ فُروعُ القانِ و النَّشَمِ واحدته: قانهٌ ; عن ابن الأَعرابی و أَبی حنیفه.

یَمور و هو کابِنٌ حَیِیُّ

و قیل:هو أَن یُقَصِّر فی العَدْو.قال الأَزهری: الکَبْن فی العَدْوِ أَن لا یَجْهَدَ نَفْسَه و یَکُفَّ بعضَ عَدْوِه، کَبَنَ الفرسُ یَکْبِنُ کَبْناً و کُبُوناً .و

16- فی حدیث المنافق : یَکْبِنُ فی هذه مرهً و فی هذه مره. أَی یَعْدُو.یقال: کَبَنَ یَکْبِنُ کُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَیِّناً.و الکُبُونُ :السُّکُونُ; و منه قول أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیّ: واضِحَه الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ، کأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد کَبَنْ أَی سَکَنَ.و کَبَنَ الثوبَ یَکْبِنُه و یَکْبُنُه کَبْناً :ثناه إِلی داخل ثم خاطَه.و

16- فی الحدیث :مَرَّ بفُلانٍ و هو ساجد و قد کَبَنَ ضَفِیرَتَیْه و شَدَّهما بنِصاح. أَی ثناهما و لواهما.و رجل کُبُنٌّ و کُبُنَّه :مُنْقَبِضٌ بَخِیلٌ کَزٌّ لئیم،و قیل:هو الذی لا یَرْفَعُ طَرْفه بُخْلاً،و قیل:هو الذی یُنَکِّسُ رأْسه عن فعل الخیر و المعروف; قال الخنساء: فَذَاکَ الرُّزْءُ عَمْرَکَ لا کُبُنٌّ ، ثَقیلُ الرأْسِ یَحْلُم بالنَّعِیقِ و قال الهذلی: یَسَرٍ،إِذا کانَ الشِّتاءُ،و مُطْعِمٍ للَّحْمِ،غیرِ کُبُنَّهٍ عُلْفُوفِ و استشهد الجوهری بشعر عُمَیر بن الجَعْدِ الخُزاعی: یَسَرٍ،إِذا هَبَّ الشتاءُ و أَمْحَلُوا فی القَوْمِ،غیرِ کُبُنَّهٍ عُلْفُوفِ التهذیب:الکسائیّ رجل کُبُنَّه و امرأَه کُبُنَّهٌ للذی فیه انقباض،و أَنشد بیت الهذلی:و اکْبَأَنَّ اکبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ.و الکُبُنَّه :الخُبْزه الیابسه.و الکُبُنُّ :الخُبْز لأَن فی الخُبْز تَقَبُّضاً و تَجَمُّعاً.و رجل مَکْبُون الأَصابع:مِثل الشَّثْنِ.و کَبَنَ الرجلُ کَبْناً :دخلت ثنایاه من أَسفلُ و من فوقُ إِلی غارِ الفَم.و کَبَنَ هدِیَّتَه عنَّا یَکْبِنُها کَبْناً :کفَّها و صَرَفَها; قال اللحیانی:معنی هذا صَرَفَ هَدِیَّتَه و معروفه عن جیرانه و معارفه إِلی غیرهم.و کلُّ کَفٍّ کَبْنٌ ،و فی التهذیب:کلُّ کَبْنٍ کَفٌّ.یقال: کَبَنْتُ عنک لسانی أَی کففته،و فرس کُبُنٌّ .ابن سیده:و فرس فیه کُبْنَهٌ و کَبَنٌ لیس بالعظیم و لا القَمِیء.و الکُبانُ :داء (1).یأْخذ الإِِبل،یقال منه:بعیر مَکْبُونٌ .و کَبَنَ له الظَّبْیُ و کَبَنَ الظَّبْیُ و اکْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض.و اکبَأَنَّ الرجل:انکسر،و اکْبَأَنَّ :انْقَبَضَ; قال مُدْرِکُ بنُ حِصْنٍ: یا کَرَواناً صُکَّ فاکْبَأَنَّا قال ابن بری:شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیّ: کأَنها أُمُّ غَزالٍ قد کَبَنْ أَی قد تَثَنَّی و نام; و أَنشد لآخر: فلم یَکْبَئِنُّوا ،إِذ رَأَوْنِی،و أَقْبَلَتْ إِلیَّ وُجُوهٌ کالسُّیُوفِ تَهَلَّلُ و فسره أَبو عمرو الشَّیْبانی فقال: کَبَنَ شَفَنَ.و الکُبُونُ :الشُّفُونُ.ابن بُزُرْج: المُکْبَئِنُّ الذی قد احْتَبی و أَدخل مِرْفَقَیْه فی حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته و برأْسه علی یدیه،قال:و المُکْبَئِنُّ و المُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ.و الکُبْنَهُ :

ص :353

لُعْبه للأَعراب،تُجْمَعُ کُبَناً ; و أَنشد: تَدَکَّلَتْ بَعْدِی و أَلْهَتْها الکُبَنْ (1). أَبو عبیده:فرس مَکْبُون ،و الأُنثی مَکْبُونه ،و الجمع المَکابینُ ،و هو القصیر القَوائمِ الرَّحِیبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ،و لا یکون المَکبُون أَقْعَسَ.و کَبْنُ الدَّلْوِ:شَفَتُها،و قیل:ما ثُنِیَ من الجلد عند شَفَهِ الدلو فَخُرِزَ.الأَصمعی: الکَبْنُ ما ثُنِیَ من الجلد عند شفه الدلو.ابن السکیت:هو الکَبْنُ و الکَبْلُ،باللام و النون; حکاه عن الفراء،تقول منه: کَبَنْتُ الدلو،بالفتح، أَکْبِنُها ،بالکسر،إِذا کَفَفْتَ حول شَفَتِها.و کَبَنْتُ عن الشیء:عَدَلْتُ.و کَبَنْتُ الشیءَ:غَیَّبْتُه،و هو مثل الخَبْنِ. و کَبَنَ فلان سمن و الکِبْنَهُ :السِّمَنُ قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب یصف جملاً ذا کِبْنَهٍ یَمْلأُ التَّصْدِیرَ مَحْزِمُه، کأَنه حینَ یُلْقَی رَحْلُه فَدَنُ

کتن:

الکَتَنُ الدَّرَنُ و الوَسَخُ و أَثر الدُّخان فی البیت و کَتِنَ الوَسَخُ علی الشیء کَتَناً لَصِقَ به و الکَتَنُ التَّلَزُّجُ و التَّوَسُّخُ التهذیب فی کتل یقال کَتِنَتْ جَحافلُ الخیل من أَکل العُشْب إِذا لَصِقَ به أَثَرُ خُضْرَته،و کَتِلَتْ،بالنون و اللام،إِذا لَزِجَتْ و لَکِزَ بها ماؤه فتَلَبَّدَ و منه قول ابن مقبل و العَیْرُ یَنْفُخُ فی المَکْنانِ قد کَتِنَتْ منه جَحافِلُه،و العَضْرَسِ [العِضْرِسِ] الثُّجَرِ (2)المَکْنَانُ نبت بأَرض قیس،واحدته مَکْنانه،و هی شجره غَبْراء صغیره و قال القزاز المَکْنانُ نباتُ الربیع،و یقال المَوْضِعُ الذی یَنْبُتُ فیه،و العِضْرِسُ شجر،و الثُّجَرُ جمع ثُجْره،و هی القِطْعَه منه و یقال الثُّجَر للرَّیَّان،و یروی الثَّجِرُ أَی المُجْتَمِعُ فی نباته و

17- فی حدیث الحجاج أَنه قال لامرأَه إِنَّکِ لَکَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ.

الکَتُونُ اللَّزُوقُ من کَتِنَ الوسخ علیه (3)إذا لَزِقَ به و الکَتَنُ لَطْخُ الدخان بالحائط أَی أَنها لَزُوق بمن یَمَسُّها أَو أَنها دَنِسهُ العِرْضِ اللیث الکَتَنُ لَطْخ الدخانِ بالبیت و السَّوادِ بالشَّفَه و نحوه یقال للدابه إِذا أَکلت الدَّرِینَ قد کَتِنَتْ جَحافِلُها أَی اسودّت قال الأَزهری غَلِطَ اللیث فی قوله إِذا أَکلت الدَّرِینَ،لأَن الدَّرِینَ ما یَبِسَ من الکَلإِِ و أَتی علیه حول فاسْوَدَّ و لا لَزَجَ له حینئذٍ فیظهر لونه فی الجَحافل،و إِنما تَکْتَنُ الجَحافل من مَرْعَی العُشْبِ الرَّطْبِ یسیل ماؤه فیَتَراکَبُ وَکَبُه و لَزَجُه علی مَقَامِّ الشاء و مَشَافِرِ الإِِبل و جَحافِل الحافر،و إِنما یَعْرِف هذا من شاهده و ثافَنَه،فأَما من یعتبر الأَلفاظ و لا مشاهده له فإِنه یُخْطِئ من حیث لا یعلم،قال و بیت ابن مقبل یُبَیِّنُ لک ما قلته،و ذلک أَن المَکْنَانَ و العِضْرِسَ ضربان من البُقُول غَضَّان رَطْبانِ،و إِذا تَناثر وَرَقُهما بعد هَیْجهما اختلط بقَمِیمِ العُشْب غیرُهما فلم یتمیزا منها و سِقاء کَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ به الدَّرَنُ و کَتِنَ الخِطْرُ [الخَطْرُ] تَراکَبَ علی عَجُز الفحل من الإِِبل أَنشد یعقوب لابن مقبل:

ص :354

ذَعَرْتُ به العَیْرَ مُسْتَوْزیاً،

شَکِیرُ،جَحافِلهِ قد کَتِنْ

مستوزیاً منتصباً مرتفعاً،و الشَّکِیرُ الشَّعَرُ الضعیف،یعنی أَن أَثر خُضره العُشب قد لَزِق به أَبو عمرو الکَتَنُ تراب أَصل النخله و الکَتَنُ التزاق العَلف بفَیْدَی جَحْفلَتی الفرس،و هما صِمغاها و الکَتَّان ،بالفتح معروف،عربی سمی بذلک لأَنه یُخَیَّس و یُلقی بعضُه علی بعض حتی یَکْتَن و حذف الأَعشی منه الأَلف للضروره و سماه الکَتَن فقال هو الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُوبَ، بین الحَریر و بَینَ الکَتَنْ کما حذفها ابن هَرْمه فی قوله بَیْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِیهً، هذا لعَمْری شَرٌّ دِینُه عِدَدُ دِینه دأْبه،و العِدَد العِداد،و هو اهْتیاج وجع اللَّدیغ و قال أَبو حنیفه زعم بعض الرواه أَنها لغه،و قال بعضهم إِنما حذف للحاجه قال ابن سیده و لم أَسمع الکَتَن فی الکَتَّان إِلاَّ فی شعر الأَعشی و یقال لَبِسَ الماءُ کَتَّانه إِذا طَحلَب و اخْضَرَّ رأْسُه قال ابن مقبل أَسَفْنَ المَشافِرَ کَتَّانَهُ ، فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ یعنی الإِِبل أَی أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن کَتَّانَ الماء،و هو طُحْلبه و یقال أَراد بکَتَّانه غُثاءَه،و یقال أَراد زَبَد الماء،فأَمْرَرْنه أَی شَربْنه من المُرور،مُستدِرّاً أَی أَنه اسْتَدَرَّ إِلی حُلوقها فجَری فیها،و قوله فجالا أَی جال إِلیها و الکِتْن و الکَتِن القَدَحُ،و فی بعض نسخ المصنَّف و مثلها من الرجال المَکمور،و هو الذی أَصاب الکاتِنُ کَمَرَتَه ;قال ابن سیده و لا أَعرفه،و المعروف الخاتِنُ و کتانه اسم موضع قال کثیر عزه أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ کُتانهٍ إِلی وَجْمهٍ،لما اسْجَهرَّتْ حَرورُها (1)و کُتانه هذه کانت لجعفر بن إِبراهیم بن علی بن عبد الله بن جعفر و ورد فی الحدیث ذکر کُتانه ،بضم الکاف و تخفیف التاء،ناحیه من أَعراض المدینه لآل جعفر بن أَبی طالب.

کثن:

الکُثْنه نَوَرْدَجه تتخذ من آسٍ و أَغصان خِلافٍ،تُبْسَط و تُنضَّد علیها الریاحین ثم تُطْوی،و إِعرابه کُنْثَجه،و بالنَّبَطیَّه الکُثْنی ،مضموم الأَول مقصور،و قال أَبو حنیفه الکُثْنه من القَصب و من الأَغصان الرَّطْبهِ الوَریقه،تُجْمَعُ و تُحْزَمُ و یجعل فی جوفها النَّوْرُ أَو الجَنی،قال و أَصلها نبَطیَّهً کُثْنی

کدن:

الکِدْنهُ السَّنامُ بعیر کَدِنٌ عظیمُ السَّنام،و ناقه کَدِنهٌ و الکِدْنهُ القُوَّه و الکِدْنه و الکُدْنه جمیعاً کثره الشحم و اللحم،و قیل هو الشحم و اللحم أَنفسهما إِذا کَثُرا،و قیل هو الشحم وحده عن کراع،و قیل هو الشحم العتیق یکون للدابه و لکل سمین عن اللحیانی،یعنی بالعتیق القدیم و امرأَه ذاتُ کِدْنه [کُدْنه]أَی ذات لحم قال الأَزهری و رجل ذو کِدْنه [کُدْنه]إِذا کان سمیناً

ص :355

غلیظاً أَبو عمرو إِذا کثر شحم الناقه و لحمها فهی المُکْدَنه و یقال للرجل إِنه لحسن الکِدْنه [الکُدْنه]،و بعر ذو کِدْنه [کُدْنه]،و رجل کَدِنٌ و امرأَه کَدِنه ذات لحم و شحم و

17- فی حدیث سالم أَنه دخل علی هشام فقال له إِنک لحَسنُ الکِدْنه ،فلما خرج أَخذته قَفْقَفه فقال لصاحبه أَ تری الأَحوَلَ لَقَعَنی بعینه الکِدْنه . بالکسر و قد تضم غِلَظُ الجسم و کثره اللحم و ناقه مُکْدَنه ذات کِدْنه و الکِدْنُ و الکَدْنُ الأَخیره عن کراع الثوبُ الذی یکون علی الخِدْر،و قل هو ما تُوَطِّئُ به المرأَه لنفسها فی الهودج من الثیاب،و فی المحکم هو الثوب الذی تُوَطِّئُ به المرأَهُ لنفسها فی الهودج،و قیل هو عَباءَه أَو قطیفه تُلْقیها المرأَه علی ظهر بعیرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها علیه و تَثْنی طَرَفی العَباءَه من شِقَّی البعیر و تَخُلُّ مؤَخَّر الکِدْن و مُقدَّمه فیصیر مثل الخُرْجَین تُلْقی فیها بُرْمَتها و غیرها من متاعها و أَداتها مما تحتاج إِلی حمله،و الجمع کُدُون أَبو عمرو الکُدُون التی توَطِّئُ بها المرأَه لنفسها فی الهودج،قال و قال الأَحمرُ هی الثیاب التی تکون علی الخدور،واحدها کِدْنٌ و الکَدْنُ و الکِدْنُ مَرْکَب من مَراکب النساء و الکَدْن و الکِدْن الرَّحْل قال الراعی أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ، سَراهَ الیومِ یَمْهَدْنَ الکُدونا و الکِدْنُ شیء من جُلود یُدَقُّ فیه کالهاوُن و فی المحکم الکِدْنُ جلدُ کراعٍ یُسْلَخُ و یُدبَغ و یجعل فیه الشیءُ فیُدَقُّ فیه کما یُدَقُّ فی الهاوُن،و الجمع من ذلک کله کُدُونٌ و أَنشد ابن بری هُمُ أَطْعَمُونا ضَیْوَناً ثم فَرْتَنی، و مَشَّوْا بما فی الکِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ السَّمُّ،و مَشَّوْا دافوا،و الضَّیْوَنُ ذکَرُ السَّنانیر و الکَوْدانه الناقه الغلیظه الشدیده قال ابن الرقاع حَمَلَتْهُ بازِلٌ کَوْدانهٌ فی مِلاطٍ و وِعاءٍ کالجِرابِ و کَدِنَتْ شَفَتُه کَدَناً ،فهی کَدِنهٌ اسْودَّت من شیءٍ أَکَله،لغه فی کَتِنَتْ،و التاء أَعلی ابن السکیت کَدِنتْ مشافر الإِِبل و کَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه و غلُظَت و کَدِنُ النبات غلیظه و أُصوله الصُّلبه و کَدِنَ النباتُ لم یبق إِلا کَدِنُه و الکَدَانهُ الهُجْنهُ و الکَوْدَنُ و الکَوْدَنِیُّ البِرْذَوْنُ الهَجِینُ،و قیل هو البغل و یقال للبِرْذَوْنِ الثَّقیلِ کَوْدَنٌ ،تشبیهاً بالبغل قال إمرؤ القیس فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِیَّهً، تُغالی علی عُوجٍ لها کَدِناتِ تُغالی أَی تسیرُ مُسْرِعهً و الکَدِناتُ الصِّلابُ،واحدتها کَدِنهٌ و قال جَندل بن الراعی جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنکِبُه، کأَنه کَوْدَنٌ یَمْشی بکَلاَّبِ الکَوْدَنُ البِرْذَوْنُ و الکَوْدَنِیُّ من الفِیَلهِ أَیضاً،و یقال للفِیلِ أَیضاً کَوْدَنٌ و قول الشاعر خَلِیلیَّ عُوجَا من صُدُورِ الکَوادِنِ إِلی قَصْعَهٍ،فیها عُیُونُ الضیَّاوِنِ قال شبَّه الثَّرِیده الزُّرَیْقاءَ بعیون السَّنانیر لما فیها من الزیت الجوهری الکَوْدَنُ البِرْذَوْنُ یُوکَفُ و یشبه به البلید یقال ما أَبْیَنَ الکَدَانَه

ص :356

فیه أَی الهُجْنَهَ و الکَدَنُ أَن تُنْزحَ البئر فیبقی الکَدَرُ و یقال أَدْرِکوا کَدَنَ مائِکم أَی کَدَرَه قال أَبو منصور الکَدَنُ و الکَدَرُ و الکَدَلُ واحد و یقال کَدِنَ الصِّلِّیانُ إِذا رُعِیَ فُرُوعُه و بقِیَتْ أُصُولُه و الکِدْیَوْنُ التُّرابُ الدُّقاقُ علی وجه الأَرض قال أَبو دُواد،و قیل للطرمّاح تیَمَّمْتُ بالکِدْیَوْنِ کی لا یَفُوتَنی، من المَقْلهِ البَیْضاء،تَقْرِیظُ باعِقِ یعنی بالمَقْلهِ الحصاهَ التی یُقْسَمُ بها الماء فی المَفاوِزِ،و بالتقریظ ما یثنی به علی الله تعالی و تقَدَّسَ،و بالباعق المُؤَذِّن،و قیل الکِدْیَوْنُ دُقاقُ السِّرْقین یخلط بالزیت فتُجْلی به الدُّروع،و قیل هو دُرْدِیُّ الزیت،و قیل هو کل ما طُلِیَ به من دُهْن أَو دَسَم قال النابغه یصف دروعاً جُلِیَتْ بالکِدْیَوْنِ و البَعر عُلِینَ بکِدْیَوْنٍ و أُبْطِنَّ کُرَّهً، فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِیاتُ الغَلائِل و رواه بعضهم ضافیات الغلائل و فی الصحاح الکِدْیَوْن مثال الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب علیه دُرْدیُّ الزَّیْت تُجْلی به الدُّروع و أَنشد بیت النابغه و کُدَیْنٌ اسم.و الکَوْدَنُ رجل من هُذیْل و الکِدَانُ خیط یُشَدُّ فی عُروهٍ فی وسَطِ الغَرْبِ یُقَوِّمُه لئلا یضطربَ فی أَرجاء البئر عن الهجَری و أَنشد بُوَیْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِیَمْ، إِذا قصَرْنا من کِدانِه بَغَمْ و الکِدانُ شُعْبهٌ من الحبل یُمْسَکُ البعیر به أَنشد أَبو عمرو إِن بَعِیریْک لَمُخْتَلاَّنِ، أَمْکِنْهما من طَرَفِ الکِدَانِ

کذن:

اللیث الکَذَّانه حِجاره کأَنها المَدَرُ فیها رَخاوه،و ربما کانت نخِرهً،و جمعها الکَذَّانُ ،یقال إِنها فَعْلانه و یقال فَعّاله أَبو عمرو الکَذَّانُ الحجاره التی لیست بصُلبه و

17- فی حدیث بناء البصره فوجدوا هذا الکَذَّانَ فقالوا ما هذه البَصْرهُ الکَذَّانُ . و البَصْره حجاره رِخْوَهٌ إِلی البیاض،و هو فَعّال و النون أَصلیه،و قیل:فَعْلان و النون زائده

کرن:

الکِرَانُ العُودُ،و قیل الصَّنْجُ قال لبید صَعْلٌ کسافِلهِ القَناهِ وظِیفُه، و کأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِیحُ کِرانِ و فی روایه کسافِلهِ القَنا ظُنْبُوبُه،و الجمع أَکْرِنهٌ و الکَرِینَهُ المُغَنِّیَهُ الضاربه بالعُود أَو الصَّنْجِ و

17- فی حدیث حمزه،رضی الله عنه فغَنَّتْه الکَرِینه . أَی المغنه الضاربه بالکِرانِ ،و الکِنَّاره نحوٌ منه و الکِرْیَوْنُ وادٍ بمصر،حرسها الله تعالی قال کثیر عزه تولَّتْ سِراعاً عِیرُها،و کأَنها دَوافِعُ بالکِریَوْن ذاتُ قُلوعِ و قیل هو خَلِیجٌ یُشَقُّ من نیل مصر،صانها الله تعالی

کردن:

الکِرْدِینُ الفأْسُ العظیمه،لها رأْس واحد،و هو الکَرْدَنُ [ الکِرْدَنُ ] أَیضاً و کِرْدینٌ لقب مُسْمِعِ بن عبد الملک التهذیب ابن الأَعرابی خُذْ بقَرْدَنِه و کَرْدَنِه و کَرْدِه أَی بقفاه الأَصمعی یقال ضرَبَ کَرْدَنَه أَی عُنُقَه،و بعضهم یقول ضرب قَرْدَنه.

ص :357

کرزن:

الجوهری الکِرْزِنُ و الکِرْزِین ،بالکسر،فأْس مثل الکِرْزِم و الکِرْزِیم عن الفراء،و

14- فی حدیث أُمِّ سَلَمه ما صَدَّقْتُ بموت رسول الله،صلی الله علیه و سلم،حتی سمعْتُ وقْعَ الکرازین . ابن سیده الکَرْزَنُ و الکِرْزِنُ و الکِرْزِینُ الفأْس لها رأْسٌ واحد،و قیل الکِرْزِینُ نحوُ المِطْرَقه،و قال أَبو حنیفه الکَرْزَنُ ،بفتح الکاف و الزای جمیعاً،الفأْس لها حَدٌّ قال و أَحسِبُنی قد سمعت الکِرْزَنَ ،بکسر الکاف و فتح الزای و

14- فی الحدیث عن العباس بن سهل عن أَبیه قال کنت مع رسول الله،صلی الله علیه و سلم،یوم الخَنْدَق فأَخذ الکِرْزِینَ یَحْفِرُ فی حَجر إِذ ضَحِکَ،فسُئل ما أَضْحَکَک ؟فقال من ناس یُؤْتَی بهم من قِبَلِ المَشْرِق فی الکُبُول یُساقون إِلی الجنه و هم کارهون. قال الشاعر فقد جعَلَتْ أَکْبادُنا تَحْتَوِیکُمُ، کما تَحْتَوی سُوقُ العِضاهِ الکَرازِنا قال أَبو عمرو إِذا کان لها حَدٌّ واحد فهی فأْس،و کَرْزَن و کِرْزِنٌ ،و الجمع کَرازِینُ و کرازِنُ ،و قال غیره الکَرازِنُ ما تحت مِیرَکَهِ الرَّحْلِ و أَنشد وقَفْتُ فیه ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ، تُنْبی الکَرازِینَ بصُلبٍ زاهِمِ

کرکدن:

ابن الأَعرابی الکَرْکَدَّنُ دابه عظیمه الخَلْقِ یقال إِنها تحمل الفِیلَ علی قرْنِها،ثَقَّلَ الدال من الکَرْکَدَّنِ

کسطن:

أَبو عمرو القَسْطانُ و الکَسْطانُ الغُبار،و کَسْطَلٌ و قَسْطَلٌ و کَسْطَنٌ و أَنشد حتی إِذا ما الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ، أَهابَ راعِیها فثارَتْ برَهَجْ، تُثیر کَسْطانَ مَراغ ذی وَهَجْ

کشن:

الکُشْنَی ،مقصور نبت قال أَبو حنیفه هو الکِرْسِنَّهُ (1)

کشخن:

قال فی الکَشْمَخِ بقله تکون فی رمال بنی سعد،قال أَبو منصور أَقمْتُ فی رمال بنی سعد فما رأَیت کَشْمَخهً و لا سمعت بها و ما أُراها عربیه،و کذلک الکَشْخَنه مُوَلَّده لیست بصحیحه،و قد ذکرناه فی ترجمه کشخ

کعن:

حکی الأَزهری عن أَبی عمرو الإِِکْعان فُتور النشاط،و قد أَکْعَن إِکْعاناً و أَنشد لطَلْق بن عَدیٍّ یصف نعامتین شَدَّ علیهما فارسٌ و المُهْرُ فی آثارِهِنَّ یَقْبِصُ قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ منه یَنْکُصُ حتی اشْمَعلَّ مُکْعِناً ما یَهْبَصُ قال و أَنا واقف فی هذا الحرف

کفن:

الکَفَنُ معروف ابن الأَعرابی الکَفْنُ التغطیه قال أَبو منصور و منه سمی کَفَنُ المیت لأَنه یستره ابن سیده الکَفَنُ لباس المیت معروف،و الجمع أَکفان ، کَفَنه یکْفِنُه کَفْناً و کَفَّنه تَکْفِیناً و یقال:میت مَکْفونٌ و مُکَفَّنٌ ;و قول إمرئِ القیس: علی حَرَجٍ کالقَرِّ یَحْمِلُ أَکفانی أَراد بأَکْفانه ثیابه التی تُواریه،و ورد ذکر الکَفَن فی الحدیث کثیراً،و ذکر بعضهم

16- فی قوله :إِذا کَفَنَ أَحدُکم أَخاه فلْیُحْسِن کَفْنَه . ،أَنه بسکون

ص :358

الفاء علی المصدر أَی تکفینه ،قال:و هو الأَعم لأَنه یشتمل علی الثوب و هیئته و عمله،قال:و المعروف فیه الفتح.و

16- فی الحدیث :فأَهدی لنا شاهً و کَفَنَها . أَی ما یُغَطِّیها من الرُّغْفان.و یقال: کَفَنْتُ الخُبزهَ فی المَلَّه إِذا وارَیْتَها بها.و الکَفْنُ :غزْل الصُّوف.و کَفَن الرجلُ الصوفَ:غَزَله.اللیث: کَفَن الرجلُ یَکْفِنُ أَی غزل الصوف.و الکَفْنهُ :شجره من دِقِّ الشجر صغیره جَعْده،إِذا یَبستْ صَلُبتْ عِیدانُها کأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا،و قیل:هی عُشْبه منتشره النَبْته علی الأَرض تَنبُتُ بالقِیعان و بأَرض نجدٍ،و قال أَبو حنیفه: الکَفْنه من نبات القُفّ،لم یَزِدْ علی ذلک شیئاً و کَفَنَ یَکْفِنُ :اخْتلی الکَفْنه ;قال ابن سیده:و أَما قوله: یَظَلُّ فی الشاءِ یَرْعاها و یَعْمِتُها، و یَکْفِن الدهرَ إِلاَّ رَیْث یَهْتَبِد فقد قیل:معناه یَخْتَلی من الکَفْنه لمَراضع الشاء ;قاله أَبو الدُّقَیْش،و قیل:معناه یغزل الصوف ;رواه اللیث ;و روی عمرو عن أَبیه هذا البیت: فَظَلَّ یَعْمِتُ فی قَوْطٍ و راجِلهٍ، یُکَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَیْثَ یَهْتَبِدُ قال:یُکَفِّتُ یَجْمع و یحْرص إِلا ساعه یَقْعُدُ یَطَّبِخُ الهَبیدَ،و الراجله:کَبْش الراعی یحْملُ علیه متاعه،و یقال له الکَرَّاز.و طعام کَفْنٌ :لا مِلْح فیه.و قوم مُکْفِنُون :لا مِلح عندهم ;عن الهَجَریّ.قال:و منه

1- قول علی بن أَبی طالب،علیه السلام،فی کتابه إِلی عامله مَصْقَله بن هُبَیره :ما کان علیک أَن لو صُمْتَ لله أَیاماً،و تصدَّقْتَ بطائفه من طعامک مُحْتَسِباً،و أَکلت طَعامَکَ مِراراً کَفْناً ،فإِن تلک سیرهُ الأَنبیاء و آدابُ الصالحین. و الکَفْنه :شجر.

کمن:

کَمَنَ

کُمُوناً :اخْتَفی.و کَمَن له یَکْمُن کُموناً و کَمِن :استَخْفی.و کمنَ فلانٌ إِذا استخفی فی مَکْمَنٍ لا یُفْطَنُ له.و أَکْمَن غیرَه:أَخفاه.و لکل حَرْفٍ مَکْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره.و کلُّ شیءٍ استتر بشیءٍ فقد کَمَن فیه کُموناً .و

14- فی الحدیث :جاءَ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،و أَبو بکر،رضی الله عنه، فکَمَنا فی بعض حِرار المدینه. أَی استترا و استخفیا ;و منه الکَمِینُ فی الحرب معروف،و الحِرار:جمع حَرَّه و هی الأَرض ذات الحجاره السُّود،قال ابن سیده: الکَمینُ فی الحرب الذینَ یَکْمُنون .و أَمرٌ فیه کَمِینٌ أَی فیه دَغَلٌ لا یُفْطَن له.قال الأَزهری: کَمِینٌ بمعنی کامِن مثل عَلیم و عالم.و ناقه کَمُونٌ :کَتُوم للِّقاح،و ذلک إِذا لَقِحَتْ،و فی المحکم:إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها و لم تَشُل،و إِنما یُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها.و قال ابن شمیل:ناقه کَمُونٌ إِذا کانت فی مُنْیَتِها و زادت علی عشر لیال إِلی خمس عشره لا یُسْتَیْقَنُ لِقاحُها.و حُزْنٌ مُکْتَمِنٌ فی القلب:مُخْتَفٍ.و الکُمْنهُ :جَرَبٌ و حُمْره تَبقی فی العین من رَمَدٍ یُساء علاجُه فتُکْمَن ،و هی مَکْمونه ;و أَنشد ابن الأَعرابی: سِلاحُها مُقْلَهٌ تَرَقْرَقُ لم تَحْذَلْ بها کُمْنهٌ و لا رَمَدُ و

14- فی الحدیث عن أَبی أُمامه الباهلی قال :نهی رسول الله،صلی الله علیه و سلم،عن قتل عَوامر البیوت إِلاَّ ما کان من ذی الطُّفْیَتَیْنِ و الأَبْتَر،فإِنهما یُکْمِنان الأَبصارَ أَو یُکْمِهان و تَخْدِجُ منه النساء. قال

ص :359

شمر: الکُمْنهُ ورَمٌ فی الأَجفان،و قیل:قَرْحٌ فی المآقی،و یقال:حِکَّه و یُبْسٌ و حُمْره ;قال ابن مقبل: تَأَوَّبَنی الداءُ الذی أَنا حاذِرُهْ، کما اعتاد (1)...من اللیلِ عائِرُهْ. و من رواه بالهاء یُکْمِهان،فمعناه یُعْمِیان،من الأَکْمه و هو الأَعمی،و قیل:هو ورم فی الجَفْن و غِلَظٌ،و قیل:هو أُکالٌ یأْخذ فی جفن العین فتحمرُّ له فتصیر کأَنها رمداء،و قیل:هی ظلمه تأْخذ فی البصر،و قد کَمِنَتْ عینُه تَکْمَنُ کُمْنه شدیده و کُمِنَتْ .و المُکْتَمِنُ :الحَزینُ ;قال الطرماح: عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ یَسُفْنَها بمُکْتَمِنٍ ،من لاعِج الحُزْنِ،واتِنِ المُکْتَمِنُ :الخافی المضمر،و الواتِنُ:المقیم،و قیل:هو الذی خَلَصَ إِلی الوَتِینِ.و الکَمُّون ،بالتشدید:معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم،واحدته کَمُّونهٌ .و قال أَبو حنیفه: الکَمُّون عربی معروف یزعم قوم أَنه السَّنُّوتُ ;قال الشاعر: فأَصبَحْتُ کالکَمُّون ماتَتْ عُروقُه، و أَغصانُه مما یُمَنُّونَه خُضْرُ و دارَهُ مَکْمِنٍ (2):موضع ;عن کراع.و مَکْمِنٌ :اسم رمله فی دیار قیس ;قال الراعی: بدارَهِ مَکْمِنٍ ساقتْ إِلیها رِیاحُ الصَّیْفِ أَرْآماً و عِینَا

کنن:

الکِنُّ و الکِنَّهُ و الکِنَانُ :وِقاء کل شیءٍ و سِتْرُه.و الکِنُّ :البیت أَیضاً،و الجمع أَکْنانٌ و أَکِنهٌ ،قال سیبویه:و لم یکسروه علی فُعُلٍ کراهیه التضعیف.و فی التنزیل العزیز: وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْجِبٰالِ أَکْنٰاناً .و

16- فی حدیث الاستسقاء :فلما رأَی سُرْعَتَهم إِلی الکِنِّ ضَحِکَ. ; الکِنُّ :ما یَرُدُّ الحَرَّ و البرْدَ من الأَبنیه و المساکن،و قد کَننْتُه أَکُنُّه کَنّاً .و

16- فی الحدیث :علی ما اسْتَکَنَّ . أَی اسْتَتَر.و الکِنُّ :کلُّ شیءٍ وَقَی شیئاً فهو کِنُّه و کِنانُه ،و الفعل من ذلک کَنَنْتُ الشیء أَی جعلته فی کِنٍّ .و کَنَّ الشیءَ یَکُنُّه کَنّاً و کُنوناً و أَکَنَّه و کَنَّنَه :ستره ;قال الأَعلم: أَ یَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِینٌ تُکَنِّنُه السِّتارهُ و الکنِیفُ ؟ و الاسم الکِنُّ ،و کَنَّ الشیءَ فی صدره یَکُنُّه کَنّاً و أَکَنَّه و اکْتَنَّه کذلک ;و قال رؤبه: إِذا البَخِیلُ أَمَرَ الخُنُوسا شَیْطانُه و أَکْثَر التَّهْوِیسا فی صدره،و اکتَنَّ أَن یَخِیسا و کَنَّ أَمْرَه عنه کَنّاً :أَخفاه.و اسْتَکَنَّ الشیءُ:استَتَر ;قالت الخنساء: و لم یتَنوَّرْ نارَه الضیفُ مَوْهِناً إِلی عَلَمٍ لا یستَکِنُّ من السَّفْرِ و قال بعضهم: أَکَنَّ الشیءَ:سَتَره.و فی التنزیل العزیز: أَوْ أَکْنَنْتُمْ فِی أَنْفُسِکُمْ ;أَی أَخفَیْتم.قال ابن بری:و قد جاءَ کنَنتُ فی الأَمرین (3).جمیعاً ;قال المُعَیْطِیُّ:

ص :360

قد یکْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها،

و ما یَنالُون حتی المَوْتِ مَکْنُونی

قال الفراء:للعرب فی أَکنَنْتُ الشیءَ إِذا ستَرْتَه لغتان: کنَنْتُه و أَکنَنْتُه بمعنی ;و أَنشَدُونی: ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَیاتٍ، من اللاَّئی تَکُنُّ من الصَّقِیعِ و بعضهم یرویه: تُکِنُّ من أَکنَنْتُ .و کَنَنْتُ الشیءَ:سَتْرتُه و صُنْتُه من الشمس.و أَکنَنْتُه فی نفسی:أَسْرَرْتُه.و قال أَبو زید: کنَنْتُه و أَکنَنْتُه بمعنی فی الکِنِّ و فی النَّفس جمیعاً،تقول: کَنَنْتُ العلم و أَکنَنْتُه ،فهو مَکْنونٌ و مُکَنٌّ .و کَنَنْتُ الجاریهَ و أَکنَنْتُها ،فهی مَکْنونه و مُکَنَّه ;قال الله تعالی: کَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَکْنُونٌ ;أَی مستور من الشمس و غیرها.و الأَکِنَّهُ :الأَغطِیَهُ ;قال الله تعالی: وَ جَعَلْنٰا عَلیٰ قُلُوبِهِمْ أَکِنَّهً أَنْ یَفْقَهُوهُ ،و الواحد کِنانٌ ;قال عُمَرُ بن أَبی ربیعه: هاجَ ذا القَلْبَ مَنْزِلُ قال ابن بری:صواب إِنشاده: بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ قال:و أَنشده ابن درید: تحتَ ظِلٍّ کِنانُنا ، فَضْلُ بُرْدٍ یُهَلَّلُ (1). و اکتَنَّ و اسْتَکَنَّ :اسْتَتَر.و المُسْتَکِنَّهُ :الحِقْدُ ;قال زهیر: و کان طَوی کَشْحاً علی مُستکِنَّهٍ ، فلا هو أَبْداها و لم یتَجَمْجَمِ و کَنَّه یَکُنُّه :صانه.و فی التنزیل العزیز: کَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَکْنُونٌ ;و أَما قوله: لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ و بَیْضٌ مَکْنُونٌ ،فکأَنه مَذْهَبٌ للشیء یُصانُ،و إِحداهما قریبه من الأُخری.ابن الأَعرابی: کَنَنْتُ الشیءَ أَکُنُّه و أَکنَنْتُه أُکِنُّه ،و قال غیره: أَکْنَنْتُ الشیءَ إِذا سَتْرتَه،و کنَنْتُه إِذا صُنتَه.أَبو عبید عن أَبی زید: کنَنْتُ الشیءَ و أَکنَنْتُه فی الکِنِّ و فی النَّفْسِ مثلُها.و تَکَنَّی :لزِمَ الکِنَّ .و قال رجل من المسلمین:رأَیت عِلْجاً یوم القادِسیه قد تَکَنَّی و تحَجَّی فقَتلْتُه ;تحجَّی أَی زَمزَمَ.و الأَکنانُ :الغِیرانُ و نحوها یُسْتکَنُّ فیها،واحدها کِنٌّ و تجْمَعُ أَکِنَّه ،و قیل: کِنانٌ و أَکِنَّه .و اسْتکَنَّ الرجلُ و اکْتَنَّ :صار فی کِنٍّ .و اکتَنَّتِ المرأَهُ:غطَّتْ وجْهَها و سَتَرَتْه حَیاءً من الناس.أَبو عمرو: الکُنَّهُ و السُّدَّهُ کالصُّفَّهِ تکون بین یدی البیت،و الظُّلَّه تکون بباب الدار.و قال الأَصمعی: الکُنَّه هی الشیءُ یُخْرِجُه الرجلُ من حائطه کالجَناحِ و نحوه.ابن سیده:و الکُنَّه ،بالضم،جناح تُخْرِجُه من الحائط،و قیل:هی السَّقِیفه تُشْرَعُ فوقَ باب الدار،و قیل:الظُّلَّه تکون هنالک،و قیل:هو مُخْدَع أَو رَفٌّ یُشْرَعُ فی البیت،و الجمع کِنَانٌ و کُنّات .و الکِنانه :جَعْبه السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فیها أَو من خشب لا جلود فیها.اللیث: الکِنَانه کالجَعْبه غیر أَنها صغیره تتخذ للنَّبْل.ابن درید: کِنانه النَّبْل إِذا کانت من أَدم،فإِن کانت من

ص :361

خشب فهو جَفِیر.الصحاح: الکِنانهُ التی تجعل فیها السهام..و الکَنَّهُ ،بالفتح:امرأَه الابن أَو الأَخ،و الجمع کَنائِنُ ،نادر کأَنهم توهموا فیه فَعِیله و نحوها مما یکسر علی فعائل.التهذیب:کل فَعْلهٍ أَو فِعْله أَو فُعْله من باب التضعیف فإِنها تجمع علی فَعائل،لأَن الفعله إِذا کانت نعتاً صارت بین الفاعله و الفَعیل و التصریف یَضُمُّ فَعْلاً إِلی فعیل،کقولک جَلْدٌ و جَلِید و صُلْبٌ و صَلیب،فردُّوا المؤنث من هذا النعت إِلی ذلک الأَصل ;و أَنشد: یَقُلْنَ کُنَّا مرَّهً شَبائِبا قَصَرَ شابَّهً فجعلها شَبَّهً ثم جمعها علی الشَّبائب،و قال:هی حَنَّتُه و کَنَّتُه و فِراشه و إِزاره و نهْضَتُه و لِحافه کله واحد.و

17- قال الزِّبرقان بن بدْر :أَبغَضُ کَنائنی إِلیَّ الطُّلَعهُ الخُبَأَه،و یروی:الطُّلَعهُ القُبَعه. یعنی التی تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها فی الکِنَّه .و

17- فی حدیث أُبَیٍّ أَنه قال لعُمَر و العباس و قد استأْذنا علیه:إِن کَنَّتکُما کانت تُرَجِّلُنی. ; الکَنَّهُ :امرأَه الابن و امرأَه الأَخ،أَراد امرأَته فسماها کَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما فی الإِِسلام ;و منه

17- حدیث ابن العاص :فجاءَ یتَعاهدُ کَنَّتَه . أَی امرأَه ابنه.و الکِنَّهُ و الاکْتِنانُ :البَیاضُ.و الکانونُ :الثَّقیلُ الوَخِم ابن الأَعرابی: الکانون الثقیل من الناس ;و أَنشد للحطیئه: أَ غِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً، و کانوناً علی المُتَحدِّثِینا ؟ أَبو عمرو: الکَوانینُ الثُّقلاء من الناس.قال ابن بری:و قیل الکانون الذی یجلس حتی یَتحَصَّی الأَخبارَ و الأَحادیث لیَنقُلها ;قال أَبو دَهْبل: و قد قَطَعَ الواشون بینی و بینها، الجوهری:و الکانونُ و الکانونهُ المَوْقِدُ،و الکانونُ المُصْطَلی.و الکانونان :شهران فی قلب الشتاء،رُومیَّه: کانون الأَوَّل،و کانونُ الآخر ;هکذا یسمیهما أَهل الروم.قال أَبو منصور:و هذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران و الهَبَّاران،و هما شهرا قُماحٍ و قِماحٍ.و بنو کُنَّه :بطنٌ من العرب نسبوا إِلی أُمِّهم،و قاله الجوهری بفتح الکاف.قال ابن بری:قال ابن درید بنو کُنَّه ،بضم الکاف،قال:و کذا قال أَبو زکریا ;و أَنشد: غَزالٌ ما رأَیتُ الْیَوْمَ ابن الأَعرابی: کَنْکَنَ إِذا هرَب.و کِنانه :قبیله من مُضَر،و هو کِنانه بن خُزَیمه بن مُدْرِکه بن إلیاسِ بن مُضَر.و بنو کِنانه أَیضاً:من تَغْلِبَ بن وائلٍ و هم بنو عِکَبٍّ یقال لهم قُرَیْشُ تَغْلِبَ (1).

کهن:

الکاهنُ :معروف. کَهَنَ له یَکْهَنُ و یکهُنُ و کَهُنَ کَهانهً و تکَهَّنَ تکَهُّناً و تَکْهِیناً ،الأَخیر نادر:قَضی له بالغیب.الأَزهری:قَلَّما یقال إِلا تکَهَّنَ الرجلُ.غیره: کَهَن کِهانهً مثل کَتَب یکتُب کِتابه إِذا تکَهَّنَ ،و کَهُن کَهانه

ص :362

إِذا صار کاهِناً .و رجل کاهِنٌ من قوم کَهَنهٍ و کُهَّان ،و حِرْفتُه الکِهانهُ .و

16- فی الحدیث :نهی عن حُلْوان الکاهن . ;قال: الکاهِنُ الذی یَتعاطی الخبرَ عن الکائنات فی مستقبل الزمان و یدَّعی معرفه الأَسرار،و قد کان فی العرب کَهَنهٌ کشِقٍّ و سطیح و غیرهما،فمنهم من کان یَزْعُم أَن له تابعاً من الجن و رَئِیّاً یُلقی إِلیه الأَخبار،و منهم من کان یزعم أَنه یعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب یستدل بها علی مواقعها من کلام من یسأَله أَو فعله أَو حاله،و هذا یخُصُّونه باسم العَرَّاف کالذی یدَّعی معرفه الشیء المسروق و مکان الضاله و نحوهما.و ما کان فلانٌ کاهِناً و لقد کَهُنَ .و

14- فی الحدیث :من أَتی کاهِناً أَو عَرَّافاً فقد کَفَر بما أُنزِل علی محمد. أَی من صَدَّقهم.و یقال: کَهَن لهم إِذا قال لهم قولَ الکَهَنه .قال الأَزهری:و کانت الکَهانهُ فی العرب قبل مبعث سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فلما بُعث نَبِیّاً و حُرِسَت السماء بالشُّهُب و مُنِعت الجنُّ و الشیاطینُ من استراق السمع و إِلقائه إِلی الکَهَنهِ بطل علم الکَهانه ،و أَزهق الله أَباطیلَ الکُهَّان بالفُرْقان الذی فَرَقَ الله،عز و جل،به بین الحق و الباطل،و أَطلع الله سبحانه نبیه،صلی الله علیه و سلم،بالوَحْیِ علی ما شاءَ من علم الغُیوب التی عَجَزت الکَهنهُ عن الإِِحاطه به،فلا کَهانهَ الیوم بحمد الله و مَنِّه و إِغنائه بالتنزیل عنها.قال ابن الأَثیر:و قوله

14- فی الحدیث من أَتی کاهناً . ،یشتمل علی إِتیان الکاهن و العرَّاف و المُنَجِّم.و

16- فی حدیث الجَنین :إِنما هذا من إِخوان الکُهَّان . ;إِنما قال له ذلک من أَجل سَجْعِه الذی سَجَع،و لم یَعِبْه بمجرّد السَّجْع دون ما تضمَّن سَجْعُه من الباطل،فإِنه قال:کیف نَدِیَ من لا أَکَلَ و لا شَرِب و لا اسْتَهلَّ و مثل ذلک یُطَلّ،و إِنما ضرَب المثل بالکُهَّان لأَنهم کانوا یُرَوِّجون أَقاویلهم الباطله بأَسجاع تروق السامعین،و یسْتَمِیلون بها القلوب،و یَستصغون إِلیها الأَسْماع،فأَما إِذا وَضَع السَّجع فی مواضعه من الکلام فلا ذمَّ فیه،و کیف یُذَمُّ و قد جاءَ فی کلام سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،کثیراً،و قد تکرر ذکره فی الحدیث مفرداً و جمعاً و اسماً و فعلاً و

16- فی الحدیث :إِن الشیاطین کانت تَسْترِقُ السمعَ فی الجاهلیه و تُلقیه إِلی الکَهَنه ،فتَزیدُ فیه ما تزیدُ و تَقْبلُه الکُفَّار منهم. و الکاهِنُ أَیضاً فی کلام العرب (1):الذی یقوم بأَمر الرجل و یَسْعی فی حاجته و القیام بأَسبابه و أَمر حُزانته.و الکاهِنان :حَیَّان.الأَزهری:یقال لقُرَیْظه و النَّضیر الکاهِنانِ ،و هما قَبِیلا الیهود بالمدینه،و هم أَهل کتاب و فَهْمٍ و علم.و

14- فی حدیثٍ مرفوع :أن النبی،صلی الله علیه و سلم،قال:یخرج من الکاهِنَین رجلٌ یقرأُ القرآن قراءه لا یقرأُ أَحد قراءته. ;قیل:إِنه محمد بن کعب القُرَظِیّ و کان من أَولادهم،و العرب تسمی کل من تعاطی علماً دقیقاً کاهِناً ،و منهم من کان یسمی المنجم و الطبیبَ کاهناً .

کون:

الکَوْنُ :الحَدَثُ،و قد کان کَوْناً و کَیْنُونه ;عن اللحیانی و کراع،و الکَیْنونه فی مصدر کانَ یکونُ أَحسنُ.قال الفراء:العرب تقول فی ذوات الیاء مما یشبه زِغْتُ و سِرْتُ:طِرْتُ طَیْرُورَه و حِدْتُ حَیْدُودَه فیما لا یحصی من هذا الضرب،فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ و رُضْتُ،فإِنهم لا یقولون ذلک،و قد أَتی عنهم فی أَربعه أَحرف:منها الکَیْنُونه من کُنْتُ ،و الدَّیْمُومه من دُمْتُ،و الهَیْعُوعهُ من الهُواع،و السَّیْدُودَه من سُدْتُ،و کان ینبغی أَن یکون کَوْنُونه،

ص :363

و لکنها لما قَلَّتْ فی مصادر الواو و کثرت فی مصادر الیاءِ أَلحقوها بالذی هو أَکثر مجیئاً منها،إِذ کانت الواو و الیاء متقاربتی المخرج.قال:و کان الخلیل یقول کَیْنونه فَیْعوله هی فی الأَصل کَیْوَنونه،التقت منها یاء و واوٌ و الأُولی منهما ساکنه فصیرتا یاء مشدده مثل ما قالوا الهَیِّنُ من هُنْتُ،ثم خففوها فقالوا کَیْنونه کما قالوا هَیْنٌ لَیْنٌ ;قال الفراء:و قد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندی هو الأَول ;و قول الحسن بن عُرْفُطه،جاهلیّ: لم یَکُ الحَقُّ سوَی أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّی بالسَّرَرْ إِنما أَراد:لم یکن الحق،فحذف النون لالتقاء الساکنین،و کان حکمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّکُ فیه فتَقْوَی بالحرکه أَن لا یَحْذِفَها لأَنها بحرکتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّینِ،إِذ کُنَّ لا یَکُنَّ إِلا سَوَاکِنَ،و حذفُ النون من یکن أَقبح من حذف التنوین و نون التثنیه و الجمع،لأَن نون یکن أَصل و هی لام الفعل،و التنوین و النون زائدان،فالحذف منهما أَسهل منه فی لام الفعل،و حذف النون أَیضاً من یکن أَقبح من حذف النون من قوله:غیر الذی قد یقال مِلْکذب،لأَن أَصله یکون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساکنین،فإِذا حذفت منه النون أَیضاً لالتقاء الساکنین أَجحفت به لتوالی الحذفین،لا سیما من وجه واحد،قال:و لک أَیضاً أَن تقول إِن من حرفٌ،و الحذف فی الحرف ضعیف إِلا مع التضعیف،نحو إِنّ و ربَّ،قال:هذا قول ابن جنی،قال:و أَری أَنا شیئاً غیر ذلک،و هو أَن یکون جاء بالحق بعد ما حذف النون من یکن ،فصار یکُ مثل قوله عز و جل: وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً ;فلما قَدَّرَهُ یَک ،جاء بالحق بعد ما جاز الحذف فی النون،و هی ساکنه تخفیفاً،فبقی محذوفاً بحاله فقال:لم یَکُ الحَقُّ،و لو قَدَّره یکن فبقی محذوفاً،ثم جاء بالحق لوجب أَن یکسر لالتقاء الساکنین فیَقْوَی بالحرکه،فلا یجد سبیلاً إِلی حذفها إِلا مستکرهاً،فکان یجب أَن یقول لم یکن الحق،و مثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدی: فإِنْ لا تَکُ المِرآهُ أَبْدَتْ وَسامهً، فقد أَبْدَتِ المِرآهُ جَبْههَ ضَیْغَمِ یرید:فإِن لا تکن المرآه.و قال الجوهری:لم یک أَصله یکون ،فلما دخلت علیها لم جزمتها فالتقی ساکنان فحذفت الواو فبقی لم یکن ،فلما کثر استعماله حذفوا النون تخفیفاً،فإِذا تحرکت أَثبتوها،قالوا لم یَکُنِ الرجلُ،و أَجاز یونس حذفها مع الحرکه ;و أَنشد: إِذا لم تَکُ الحاجاتُ من همَّه الفَتی، فلیس بمُغْنٍ عنکَ عَقْدُ الرَّتائِمِ و مثله ما حکاه قُطْرُب:أَن یونس أَجاز لم یکُ الرجل منطلقاً ;و أَنشد بیت الحسن بن عُرْفُطه: لم یَکُ الحَقُّ سوی أَن هاجَه و الکائنه :الحادثه.و حکی سیبویه:أَنا أَعْرِفُکَ مُذْ کنت أَی مذ خُلِقْتَ،و المعنیان متقاربان.ابن الأَعرابی: التَّکَوُّنُ التَّحَرُّک،تقول العرب لمن تَشْنَؤُه:لا کانَ و لا تَکَوَّنَ ;لا کان :لا خُلِقَ،و لا تَکَوَّن :لا تَحَرَّک أَی مات.و الکائنه :الأَمر الحادث.و کَوَّنَه فتَکَوَّن :أَحدَثَه فحدث.و

14- فی الحدیث :من رآنی فی المنام فقد رآنی فإِن الشیطان لا یتَکَوَّنُنی ،و فی روایه:لا یتَکَوَّنُ علی صورتی.

(1)

.و کَوَّنَ الشیءَ:أَحدثه.

ص :364

و الله مُکَوِّنُ الأَشیاء یخرجها من العدم إلی الوجود.و بات فلان بکِینهِ سَوْءٍ و بجِیبهِ سَوْءٍ أَی بحاله سَوءٍ.و المکان :الموضع،و الجمع أَمْکِنه و أَماکِنُ ،توهَّموا المیم أَصلاً حتی قالوا تَمَکَّن فی المکان ،و هذا کما قالوا فی تکسیر المَسِیل أَمْسِله،و قیل:المیم فی المکان أَصل کأَنه من التَّمَکُّن دون الکَوْنِ ،و هذا یقویه ما ذکرناه من تکسیره علی أَفْعِله ;و قد حکی سیبویه فی جمعه أَمْکُنٌ ،و هذا زائد فی الدلاله علی أَن وزن الکلمه فَعَال دون مَفْعَل،فإن قلت فان فَعَالاً لا یکسر علی أَفْعُل إلا أَن یکون مؤنثاً کأَتانٍ و آتُنٍ.اللیث: المکان اشتقاقُه من کان یکون ،و لکنه لما کثر فی الکلام صارت المیم کأَنها أَصلیه،و المکانُ مذکر،قیل:توهموا (1).فیه طرح الزائد کأَنهم کَسَّروا مَکَناً و أَمْکُنٌ ،عند سیبویه،مما کُسِّرَ علی غیر ما یُکَسَّرُ علیه مثلُه،و مَضَیْتُ مَکانتی و مَکِینَتی أی علی طِیَّتی.و الاستِکانه :الخضوع.الجوهری:و المَکانه المنزله.و فلانٌ مَکِینٌ عند فلان بَیِّنُ المکانه .و المکانه :الموضع.قال تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَمَسَخْنٰاهُمْ عَلیٰ مَکٰانَتِهِمْ ;قال:و لما کثر لزوم المیم تُوُهِّمت أَصلیه فقیل تَمَکَّن کما قالوا من المسکین تَمَسْکَنَ ;ذکر الجوهری ذلک فی هذه الترجمه،قال ابن بری:مَکِینٌ فَعِیل و مَکان فَعال و مَکانهٌ فَعاله لیس شیء منها من الکَوْن فهذا سهوٌ،و أَمْکِنه أَفْعِله،و أَما تمسکن فهو تَمَفْعل کتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعه بزیادته،فعلی قیاسه یجب فی تمکَّنَ تمَکْونَ لأَنه تمفْعل علی اشتقاقه لا تمکَّنَ،و تمکَّنَ وزنه تفَعَّلَ،و هذا کله سهو و موضعه فصل المیم من باب النون،و سنذکره هناک.و کان و یکون :من الأَفعال التی ترفع الأَسماء و تنصب الأَخبار،کقولک کان زید قائماً و یکون عمرو ذاهباً،و المصدر کَوْناً و کیاناً .قال الأَخفش فی کتابه الموسوم بالقوافی:و یقولون أَ زَیْداً کُنْتَ له ;قال ابن جنی:ظاهره أَنه محکیّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما یحتج بمسموع العرب لا بمقیس النحویین،و إذا کان قد سمع عنهم أَ زیداً کنت له،ففیه دلاله علی جواز تقدیم خبر کان علیها،قال:و ذلک أنه لا یفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط علی الاسم الأَول فنصبه،أَ لا تَراکَ تقول أَ زیداً ضربته،و لو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهره علی زید نفسه فقلت أَ زیداً ضربت،فعلی هذا قولهم أَ زیداً کنت له یجوز فی قیاسه أَن تقول أَ زیداً کُنْتَ ،و مثَّل سیبویه کان بالفعل المتعدِّی فقال:و تقول کُنّاهمْ کما تقول ضربناهم،و قال إذا لم تَکُنْهم فمن ذا یَکُونُهم کما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا یضربهم،قال:و تقول هو کائِنٌ و مَکُونٌ کما تقول ضارب و مضروب.غیره:و کان تدل علی خبر ماضٍ فی وسط الکلام و آخره،و لا تکون صلَهً فی أَوَّله لأَن الصله تابعه لا متبوعه ;و کان فی معنی جاء کقول الشاعر: إذا کانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُونی، فإنَّ الشَّیْخَ یُهْرِمُه الشِّتاءُ قال:و کان تأْتی باسم و خبر،و تأْتی باسم واحد و هو خبرها کقولک کان الأَمْرُ و کانت القصه أی وقع الأَمر و وقعت القصه،و هذه تسمی التامه المکتفیه ;و کان تکون جزاءً،قال أَبو العباس:اختلف الناس فی قوله تعالی: کَیْفَ نُکَلِّمُ مَنْ کٰانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا ;فقال بعضهم: کان هاهنا صله،و معناه کیف نکلم من هو فی المهد صبیّاً،قال:و قال الفراء کان هاهنا شَرْطٌ و فی الکلام تعَجبٌ،و معناه من یکن

ص :365

فی المهد صبیّاً فکیف یُکَلَّمُ،و أَما قوله عز و جل: وَ کٰانَ اللّٰهُ عَفُوًّا غَفُوراً ،و ما أَشبهه فإن أَبا إسحاق الزجاج قال:قد اختلف الناس فی کان فقال الحسن البصری: کان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده.و عن عباده قبل أَن یخلقهم،و قال النحویون البصریون:کأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمه فأُعْلِمُوا أَن ذلک لیس بحادث و أَن الله لم یزل کذلک،و قال قوم من النحویین: کانَ و فَعَل من الله تعالی بمنزله ما فی الحال،فالمعنی،و الله أَعلم،.و الله عَفُوٌّ غَفُور ;قال أَبو إسحاق:الذی قاله الحسن و غیره أَدْخَلُ فی العربیه و أَشْبَهُ بکلام العرب،و أَما القول الثالث فمعناه یؤُول إلی ما قاله الحسن و سیبویه،إلاَّ أن کون الماضی بمعنی الحال یَقِلُّ،و صاحبُ هذا القول له من الحجه قولنا غَفَر الله لفلان بمعنی لِیَغْفِر الله،فلما کان فی الحال دلیل علی الاستقبال وقع الماضی مؤدِّیاً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات.و روی عن ابن الأَعرابی فی قوله عز و جل: کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ ;أَی أَنتم خیر أُمه،قال:و یقال معناه کنتم خیر أُمه فی علم الله.و

16- فی الحدیث :أَعوذ بک من الحَوْر بعد الکَوْنِ . ،قال ابن الأَثیر: الکَوْنُ مصدر کان التامَّه ;یقال: کان یَکُونُ کَوْناً أَی وُجِدَ و اسْتَقَرَّ،یعنی أَعوذ بک من النقص بعد الوجود و الثبات،و

16- یروی :بعد الکَوْرِ. ،بالراء،و قد تقدم فی موضعه.الجوهری: کان إذا جعلته عباره عما مضی من الزمان احتاج إلی خبر لأَنه دل علی الزمان فقط،تقول: کان زید عالماً،و إذا جعلته عباره عن حدوث الشیء و وقوعه استغنی عن الخبر لأَنه دل علی معنی و زمان،تقول: کانَ الأَمْرُ و أَنا أَعْرفُه مُذْ کان أَی مُذْ خُلِقَ ;قال مَقَّاسٌ العائذیّ: فِداً لبَنی ذُهْلِ بن شَیْبانَ ناقَتی، إذا کان یومٌ ذو کواکبَ أَشْهَبُ قوله:ذو کواکب أَی قد أَظلم فبَدَتْ کواکبُه لأَن شمسه کسفت بارتفاع الغبار فی الحرب،و إذا کسفت الشمس ظهرت الکواکب ;قال:و قد تقع زائده للتوکید کقولک کان زید منطلقاً،و معناه زید منطلق ;قال تعالی: وَ کٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً ;و قال أَبو جُندب الهُذَلی: و کنتُ ،إذا جاری دعا لمَضُوفهٍ، أُشَمِّرُ حتی یَنْصُفَ الساقَ مِئْزَری و إنما یخبر عن حاله و لیس یخبر بکنت عمَّا مضی من فعله،قال ابن بری عند انقضاء کلام الجوهری،رحمهما الله: کان تکون بمعنی مَضَی و تَقَضَّی،و هی التامه،و تأْتی بمعنی اتصال الزمان من غیر انقطاع،و هی الناقصه،و یعبر عنها بالزائده أَیضاً،و تأْتی زائده،و تأَتی بمعنی یکون فی المستقبل من الزمان،و تکون بمعنی الحدوث و الوقوع ;فمن شواهدها بمعنی مضی و انقضی قول أَبی الغول: عَسَی الأَیامُ أَن یَرْجِعنَ قوماً کالذی کانوا و قال ابن الطَّثَرِیَّه: فلو کنتُ أَدری أَنَّ ما کانَ کائنٌ ، و أَنَّ جَدِیدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ و قال أَبو الأَحوصِ: کم مِن ذَوِی خُلَّهٍ قبْلی و قبْلَکُمُ کانوا ،فأَمْسَوْا إلی الهِجرانِ قد صاروا و قال أَبو زُبَیْدٍ: ثم أَضْحَوْا کأَنهُم لم یَکُونوا ، و مُلُوکاً کانوا و أَهْلَ عَلاءِ

ص :366

و قال نصر بن حجاج و أَدخل اللام علی ما النافیه: ظَنَنتَ بیَ الأَمْرَ الذی لو أَتَیْتُه، لَمَا کان لی،فی الصالحین،مَقامُ و قال أَوْسُ بن حجَر: هِجاؤُکَ إلاَّ أَنَّ ما کان قد مَضَی عَلیَّ کأَثْوابِ الحرام المُهَیْنِم و قال عبد الله بن عبد الأَعلی: یا لَیْتَ ذا خَبَرٍ عنهم یُخَبِّرُنا، أَی نحن أَبطأْنا ;و منه قول الآخر: فکیف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ، و جیرانٍ لنا کانُوا کرامِ و تقدیره:و جیرانٍ لنا کرامٍ انْقَضَوْا و ذهب جُودُهم ;و منه ما أَنشده ثعلب: فلو کنتُ أَدری أَنَّ ما کان کائنٌ ، و منه ما أَنشده الخلیل لنفسه: بَلِّغا عنِّیَ المُنَجِّمَ أَنی و من شواهدها بمعنی اتصالِ الزمانِ من غیر انقطاع قولُه سبحانه و تعالی: وَ کٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً ;أی لم یَزَلْ علی ذلک ;و قال المتلمس: و کُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، أَقَمْنا له من مَیْلِهِ فتَقَوَّما و قول الفرزدق: و کنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَیَینِ علی الکَرْدِ و قول قَیْسِ بن الخَطِیم: و کنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّهً أُسَبُّ بها،إلاَّ کَشَفْتُ غِطاءَها و فی القرآن العظیم أَیضاً: إِنَّ هٰذٰا کٰانَ لَکُمْ جَزٰاءً وَ کٰانَ سَعْیُکُمْ مَشْکُوراً ;و فیه: إِنَّهُ کٰانَ لِآیٰاتِنٰا عَنِیداً ;و فیه: کٰانَ مِزٰاجُهٰا زَنْجَبِیلاً .و من أَقسام کان الناقصه أَیضاً أَن تأْتی بمعنی صار کقوله سبحانه: کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّهٍ ;و قوله تعالی: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمٰاءُ فَکٰانَتْ وَرْدَهً کَالدِّهٰانِ ;و فیه: فَکٰانَتْ هَبٰاءً مُنْبَثًّا ;و فیه: وَ کٰانَتِ الْجِبٰالُ کَثِیباً مَهِیلاً ;و فیه: کَیْفَ نُکَلِّمُ مَنْ کٰانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا ;و فیه: وَ مٰا جَعَلْنَا الْقِبْلَهَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْهٰا ;أَی صِرْتَ إلیها ;و قال ابن أَحمر: بتَیْهاءَ قَفْرٍ،و المَطِیُّ کأَنَّها قَطا الحَزْنِ،قد کانَتْ فِراخاً بُیوضُها و قال شَمْعَلَهُ بن الأَخْضَر یصف قَتْلَ بِسْطامِ بن قَیْسٍ: فَخَرَّ علی الأَلاءَه لم یُوَسَّدْ، و قد کانَ الدِّماءُ له خِمارَا و من أَقسام کان الناقصه أَیضاً أن یکون فیها ضمیرُ الشأْن و القِصَّه،و تفارقها من اثنی عشر وجهاً لأَن

ص :367

اسمها لا یکون إلا مضمراً غیر ظاهر،و لا یرجع إلی مذکور،و لا یقصد به شیء بعینه،و لا یؤَکد به،و لا یعطف علیه،و لا یبدل منه،و لا یستعمل إلا فی التفخیم،و لا یخبر عنه إلا بجمله،و لا یکون فی الجمله ضمیر،و لا یتقدَّم علی کان ;و من شواهد کان الزائده قول الشاعر: باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِکُمْ: یا لَیْتَ ما کانَ لم یَکُنِ و کان الزائدهُ لا تُزادُ أَوَّلاً،و إنما تُزادُ حَشْواً،و لا یکون لها اسم و لا خبر،و لا عمل لها ;و من شواهدها بمعنی یکون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَکِیمٍ: و إنی لآتِیکُمْ تَشَکُّرَ ما مَضَی من الأَمْرِ،و اسْتِنْجازَ ما کانَ فی غَدِ و قال سَلَمَهُ الجُعْفِیُّ: و کُنْتُ أَرَی کالمَوْتِ من بَیْنِ سَاعَهٍ، فکیفَ بِبَیْنٍ کانَ مِیعادُه الحَشْرَا؟ و قد تأْتی تکون بمعنی کان کقولِ زیادٍ الأَعْجَمِ: و انْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها، و لَقَدْ یَکُونُ أَخا دَمٍ و ذَبائِح و منه قول جَرِیر: و لقد یَکُونُ علی الشَّبابِ بَصِیرَا قال:و قد یجیء خبر کان فعلاً ماضیاً کقول حُمَیْدٍ الأَرْقَطِ: و کُنْتُ خِلْتُ الشَّیْبَ و التَّبْدِینَا و الهَمَّ مما یُذْهِلُ القَرِینَا و کقول الفرزدق: و کُنَّا وَرِثْناه علی عَهْدِ تُبَّعٍ، طَوِیلاً سَوارِیه،شَدیداً دَعائِمُهْ و قال عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ: و کانَ طَوَی کَشْحاً علی مُسْتَکِنَّهٍ، فَلا هُوَ أَبْداها و لم یَتَجَمْجَمِ و هذا البیت أَنشده فی ترجمه کنن و نسبه لزهیر،قال:و تقول کانَ کَوْناً و کَیْنُونه أَیضاً،شبهوه بالحَیْدُودَه و الطَّیْرُوره من ذوات الیاء،قال:و لم یجیء من الواو علی هذا إلا أَحرف: کَیْنُونه و هَیْعُوعه و دَیْمُومه و قَیْدُودَه،و أَصله کَیّنُونه ،بتشدید الیاء،فحذفوا کما حذفوا من هَیِّنٍ و مَیِّتٍ،و لو لا ذلک لقالوا کَوْنُونه لأَنه لیس فی الکلام فَعْلُول،و أَما الحیدوده فأَصله فَعَلُوله بفتح العین فسکنت. قال ابن بری:أَصل کَیّنُونه کَیْوَنُونه،و وزنها فَیْعَلُوله،ثم قلبت الواو یاء فصار کَیّنُونه ،ثم حذفت الیاء تخفیفاً فصار کَیْنُونه ،و قد جاءت بالتشدید علی الأَصل ;قال أَبو العباس أَنشدنی النَّهْشَلِیُّ: قد فارَقَتْ قَرِینَها القَرِینَه، قال:و الحَیْدُودَه أَصل وزنها فَیْعَلُوله،و هو حَیْوَدُودَه،ثم فعل بها ما فعل بکَیْنونه .قال ابن بری:و اعلم أَنه یلحق بباب کان و أَخواتها کل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالهَ علی الحَدَث،و جُرِّدَ للزمان و جاز فی الخبر عنه أَن یکون معرفه و نکره،و لا یتم الکلام دونه،و ذلک مثل عادَ و رَجَعَ و آضَ و أَتی و جاء و أَشباهها کقول الله عز و جل: یَأْتِ بَصِیراً ;و

17- کقول الخوارج لابن عباس :ما جاءت حاجَتُک. أَی ما صارت ;یقال لکل طالب أَمر یجوز أَن یَبْلُغَه و أَن لا یبلغه.و تقول:جاء زیدٌ الشریفَ أَی صار

ص :368

زیدٌ الشریفَ ;و منها:طَفِق یفعل،و أَخَذ یَکْتُب،و أَنشأَ یقول،و جَعَلَ یقول.و

16- فی حدیث تَوْبهِ کَعْبٍ :رأَی رجلاً لا یَزُول به السَّرابُ فقال کُنْ أَبا خَیْثَمه. أَی صِرْهُ.یقال للرجل یُرَی من بُعْدٍ: کُن فلاناً أَی أَنت فلان أَو هو فلان.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :أَنه دخل المسجد فرأَی رجلاً بَذَّ الهیئه،فقال: کُنْ أَبا مسلم. ،یعنی الخَوْلانِیَّ.و رجل کُنْتِیٌّ :کبیر،نسب إلی کُنْتُ .و قد قالوا کُنْتُنِیٌّ ،نسب إلی کُنْتُ أَیضاً،و النون الأَخیره زائده ;قال: و ما أَنا کُنْتِیٌّ ،و لا أَنا عاجِنُ، و شَرُّ الرِّجال الکُنْتُنِیُّ و عاجِنُ و زعم سیبویه أَن إخراجه علی الأَصل أَقیس فتقول کُونِیٌّ ،علی حَدِّ ما یُوجِبُ النَّسَبَ إلی الحکایه.الجوهری:یقال للرجل إذا شاخ هو کُنْتِیٌّ ،کأَنه نسب إلی قوله کُنْتُ فی شبابی کذا ;و أَنشد: فأَصْبَحْتُ کُنْتِیّاً ،و أَصْبَحْتُ عاجِناً، و شَرُّ خِصَالِ المَرْءِ کُنْتُ و عاجِنُ قال ابن بری:و منه قول الشاعر: إذا ما کُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ، و

16- فی الحدیث :أَنه دخل المسجدَ و عامَّهُ أَهله الکُنْتِیُّونَ . ;هم الشُّیوخُ الذین یقولون کُنَّا کذا،و کانَ کذا،و کنت کذا،فکأَنه منسوب إلی کُنْتُ .یقال:کأَنک و الله قد کُنْتَ و صِرْتَ إلی کانَ و کُنْتَ أَی صرتَ إلی أَن یقال عنک: کانَ فلان،أَو یقال لک فی حال الهَرَم: کُنْتَ مَرَّهً کذا،و کنت مره کذا.الأَزهری فی ترجمه کَنَتَ:ابن الأَعرابی کَنَتَ فلانٌ فی خَلْقِه و کان فی خَلْقِه،فهو کُنْتِیٌّ و کانِیٌّ .ابن بُزُرْج: الکُنْتِیُّ القوی الشدید ;و أَنشد: قد کُنْتُ کُنْتِیّاً ،فأَصْبَحْتُ عاجِناً، و شَرُّ رِجال الناسِ کُنْتُ و عاجِنُ یقول:إذا قام اعْتَجَن أَی عَمَدَ علی کُرْسُوعه،و قال أَبو زید: الکُنْتِیُّ الکبیر ;و أَنشد: فلا تَصْرُخْ بکُنْتِیٍّ کبیر و قال عَدِیُّ بن زید: فاکتَنِتْ،لا تَکُ عَبْداً طائِراً، و احْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا و الثُّؤَرْ قال أَبو نصر:اکْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فیه،و قال غیره:الاکْتناتُ الخضوع ;قال أَبو زُبَیْدٍ: مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُکْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَعُ قال الأَزهری:و أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال لا یقال فَعَلْتُنی إلا من الفعل الذی یتعدَّی إلی مفعولین،مثل ظَنَنْتُنی و رأَیْتُنی،و مُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُنی و صَبَرْتُنی لأَنه یشبه إضافه الفعل إلی نی،و لکن تقول صَبَرْتُ نفسی و ضَرَبْتُ نَفْسِی،و لیس یضاف من الفعل إلی نی إلاّ حرف واحد و هو قولهم کُنْتی و کُنْتُنی ;و أَنشد: و ما کُنْتُ کُنْتِیّاً ،و ما کُنْت عاجِناً، و شَرُّ الرجالِ الکُنْتُنِیُّ و عاجِنُ فجمع کُنْتِیّاً و کُنْتُنیّاً فی البیت.ثعلب عن ابن الأَعرابی:قیل لصَبِیَّهٍ من العرب ما بَلَغَ الکِبَرُ من أَبیک ؟قالت:قد عَجَنَ و خَبَزَ و ثَنَّی و ثَلَّثَ

ص :369

و أَلْصَقَ و أَوْرَصَ و کانَ و کَنَتَ.قال أَبو العباس:و أَخبرنی سلمه عن الفراء قال: الکُنْتُنِیُّ فی الجسم،و الکَانِیُّ فی الخُلُقِ.قال:و قال ابن الأَعرابی إذا قال کُنْتُ شابّاً و شجاعاً فهو کُنْتِیٌّ ،و إذا قال کانَ لی مال فکُنْتُ أُعطی منه فهو کانِیٌّ .و قال ابن هانئ فی باب المجموع مُثَلَّثاً:رجل کِنْتَأْوٌ و رجلان کِنْتَأْوان و رجال کِنْتَأْوُونَ ،و هو الکثیر شعر اللحیه الکَثُّها ;و منه:جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ و سِنْدَأْوان و سِندَأْوُونَ،و هو الفسیح من الإِبل فی مِشْیَتِه،و رجل قِنْدَأْوٌ و رجلان قِنْدَأْوان و رجال قِنْدَأْوُون،مهموزات.و

17- فی الحدیث :دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ و عامه أَهله الکُنْتِیُّون ،فقلتُ:ما الکُنْتِیُّون ؟فقال:الشُّیُوخُ الذین یقولون کانَ کذا و کذا و کُنْتُ ،فقال عبد الله:دارَتْ رَحَی الإِسلام علیَّ خمسهً و ثَلاثین،و لأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِی أَحَبُّ إلیَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان و الجِعْلانِ. قال شمر:قال الفراء تقول کأَنَّک و الله قد مُتَّ و صِرْتَ إلی کانَ ،و کأَنکما مُتُّمَا و صرتما إلی کانا،و الثلاثه کانوا ;المعنی صِرْتَ إلی أَن یقال کانَ و أَنت میت لا و أَنت حَیٌّ،قال:و المعنی له الحکایه علی کُنْت مَرَّهً للمُواجهه و مره للغائب،کما قال عز من قائلٍ: قُلْ لِلَّذِینَ کَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ و سَیُغْلَبُون ;هذا علی معنی کُنْتَ و کُنْتَ ;و منه قوله:و کُلُّ أَمْرٍ یوماً یَصِیرُ کان .و تقول للرجل:کأَنِّی بک و قد صِرْتَ کانِیّاً أَی یقال کان و للمرأَه کانِیَّه ،و إن أَردت أَنک صرت من الهَرَم إلی أَن یقال کُنْت مره و کُنْت مره،قیل:أَصبحتَ کُنْتِیّاً و کُنْتُنِیّاً ،و إنما قال کُنْتُنِیّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الیاء فی النسبه لیتبین الرفع،کما أَرادوا تَبین النَّصبِ فی ضَرَبنی،و لا یکون من حروف الاستثناء،تقول:جاء القوم لا یکون زیداً،و لا تستعمل إلی مضمراً فیها،و کأَنه قال لا یکون الآتی زیداً ;و تجیء کان زائده کقوله: سَراهُ بَنی أَبی بَکْرٍ تَسامَوْا علی کانَ المُسَوَّمهِ العِرابِ أَی علی المُسوَّمه العِراب.و روی الکسائی عن العرب:نزل فلان علی کان خَتَنِه أَی نزَل علی خَتَنِه ;و أَنشد الفراء: جادَتْ بکَفَّیْ کانَ من أَرمی البَشَرْ أَی جادت بکفَّی من هو من أَرمی البشر ;قال:و العرب تدخل کان فی الکلام لغواً فتقول مُرَّ علی کان زیدٍ ;یریدون مُرَّ علی زیدٍ فأَدخل کان لغواً ;و أَما قول الفرزدق: فکیفَ و لو مَرَرْت بدارِ قومٍ، و جِیرانٍ لنا کانوا کِرامِ؟ ابن سیده:فزعم سیبویه أَن کان هنا زائده،و قال أَبو العباس:إن تقدیره و جِیرانٍ کِرامٍ کانوا لنا،قال ابن سیده:و هذا أَسوغ لأَن کان قد عملت هاهنا فی موضع الضمیر و فی موضع لنا،فلا معنی لما ذهب إلیه سیبویه من أَنها زائده هنا،و کان علیه کَوْناً و کِیاناً و اکْتانَ :و هو من الکَفاله.قال أَبو عبید:قال أَبو زید اکْتَنْتُ به اکْتِیاناً و الاسم منه الکِیانهُ ،و کنتُ علیهم أَکُون کَوْناً مثله من الکفاله أَیضاً ابن الأَعرابی: کان إذا کَفَل.و الکِیانهُ :الکَفاله، کُنْتُ علی فلانٍ أکُونُ کَوْناً أَی تَکَفَّلْتُ به.و تقول: کُنْتُکَ و کُنْتُ إیاک کما تقول ظننتک زیداً و ظَنْنتُ زیداً إِیاک،تَضَعُ المنفصل موضع المتصل فی الکنایه عن الاسم و الخبر،لأَنهما منفصلان فی الأَصل،لأَنهما مبتدأ و خبر ;قال

ص :370

أَبو الأَسود الدؤلی: دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواهُ،فإننی یعنی الزبیب.و الکَوْنُ :واحد الأَکْوان .و سَمْعُ الکیان :کتابٌ للعجم ;قال ابن بری:سَمْعُ الکیان بمعنی سَماعِ الکِیان ،و سَمْعُ بمعنی ذِکْرُ الکیان ،و هو کتاب أَلفه أَرَسْطو.و کِیوانُ زُحَلُ:القولُ فیه کالقول فی خَیْوان،و هو مذکور فی موضعه،و المانع له من الصرف العجمه،کما أَن المانع لخَیْوان من الصرف إنما هو التأْنیث و إراده البُقْعه أَو الأَرض أَو القَرْیه.و الکانونُ :إن جعلته من الکِنِّ فهو فاعُول،و إن جعلته فَعَلُولاً علی تقدیر قَرَبُوس فالأَلف فیه أَصلیه،و هی من الواو،سمی به مَوْقِدُ النار.

کین:

الکَیْنُ :لحمهُ داخلِ فرجِ المرأَه.ابن سیده: الکَیْنُ لحم باطنِ الفرج،و الرَّکَب ظاهره ;قال جریر: غَمَزَ ابنُ مُرَّهَ،یا فَرَزْدَقُ، کَیْنَها غَمْزَ الطَّبِیبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ یعنی عمرانَ بن مره المِنْقَریّ،و کان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق یوم السِّیدان ;و فی ذلک یقول جریر أَیضاً: هُمُ ترَکوها بعد ما طالت السُّری عَواناً،و رَدُّوا حُمْرهَ الکَیْنِ أَسودا و فی ذلک یقول جریر أَیضاً: یُفَرِّجُ عِمْرانُ بنُ مُرَّهَ کَیْنَها ، و یَنْزُو نُزاءَ العَیْر أَعْلَقَ حائلُهْ و قیل: الکَیْنُ الغُدَدُ التی هی داخل قُبُل المرأَه مثلُ أَطراف النَّوی،و الجمع کُیون .و الکَیْنُ :البَظْرُ ;عن اللحیانی.و کَیْنُ المرأَه:بُظارتها ;و أَنشد اللحیانی: یَکْوینَ أَطرافَ الأُیورِ بالکَیْن ، إذا وَجَدْنَ حَرَّهً تَنَزَّیْن قال ابن سیده:فهذا یجوز أَن یفسر بجمیع ما ذکرناه.و اسْتَکانَ الرجل:خَضَعَ و ذَلّ،جعله أَبو علی استفعل من هذا الباب،و غیره یجعله افتعل من المَسْکَنه،و لکل من ذلک تعلیل مذکور فی بابه.و باتَ فلانٌ بکِینهِ سَوْءٍ،بالکسر،أَی بحاله سَوْءِ.أَبو سعید:یقال أَکانَه الله یُکِینُه إکانهً أَی أَخضعه حتی اسْتَکان و أَدخل علیه من الذل ما أَکانه ;و أَنشد: لعَمْرُک ما یَشْفی جِراحٌ تُکینُه ، و لکِنْ شِفائی أَن تَئِیمَ حَلائِلُهْ قال الأَزهری:و فی التنزیل العزیز: فَمَا اِسْتَکٰانُوا لِرَبِّهِمْ ;من هذا،أَی ما خَضَعُوا لربهم.و قال ابن الأَنباری فی قولهم اسْتَکانَ أَی خضع:فیه قولان:أَحدهما أَنه من السَّکِینه و کان فی الأَصل اسْتَکَنوا،افتعل من سَکَن،فمُدَّتْ فتحه الکاف بالأَلف کما یمدُّون الضمه بالواو و الکسره بالیاء،و احتج بقوله:فأَنْظُورُ أَی فأَنظُرُ،و شِیمال فی موضع الشِّمال،و القول الثانی أَنه استفعال من کان یکون.ثعلب عن ابن الأَعرابی: الکَیْنهُ النَّبِقهُ،و الکَیْنه الکَفاله،و المُکْتانُ الکَفِیلُ.و کائِنْ معناها معنی کم فی الخبر و الاستفهام،و فیها لغتان:کَأیّ ٍّ مثْلُ کَعَیِّنْ،و کائِنْ مثل کاعِنْ.

17- قال أُبَیُّ بن کَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَیْش : کَأَیِّنْ تَعُدُّون سوره الأَحزاب. أَی کم تَعُدُّونها آیهً ;و تستعمل فی الخبر و الاستفهام مثل کم ;قال ابن الأَثیر:و أَشهر لغاتها کأَیّ ٍّ،بالتشدید،و تقول فی الخبر

ص :371

کأَیّ ٍّ من رجل قد رأَیت،ترید به التکثیرَ فتخفض النکره بعدها بمن،و إدخالُ من بعد کأَیّ ٍّ أَکثرُ من النصب بها و أَجود ;قال ذو الرمه: و کائنْ ذَعَرْنا من مَهاهٍ و رامِحٍ بلادُ العِدَی لیست له ببلادِ قال ابن بری بعد انقضاء کلام الجوهری:ظاهر کلامه أَن کائن عنده بمنزله بائع و سائر و نحو ذلک مما وَزْنُه فاعل،و ذلک غلط،و إنما الأَصل فیها کأَیّ ٍّ،الکاف للتشبیه دخلت علی أَیّ ٍّ،ثم قُدِّمت الیاء المشدده ثم خففت فصارت کَیِیءٍ،ثم أُبدلت الیاء أَلفاً فقالوا کاءٍ کما قالوا فی طَیِّءٍ طاءٍ.و فی التنزیل العزیز: وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ ;قال الأَزهری:أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال کأَیّ بمعنی کم،و کم بمعنی الکثره،و تعمل عمل رب فی معنی القِلَّه،قال:و فی کَأَیّ ٍّ ثلاث لغات:کأَیّ ٍّ بوزن کَعَیِّنْ الأَصل أَیٌّ أُدخلت علیها کاف التشبیه،و کائِنْ بوزن کاعِنْ،و اللغه الثالثه کایِنْ بوزن ماینْ،لا همز فیه ;و أَنشد: کایِنْ رَأَبْتُ وهایا صَدْع أَعْظُمِه، و رُبَّهُ عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ یرید من العطب.و قوله:و کایِنْ بوزن فاعل من کِئْتُ أَکِیءُ أَی جبُنْتُ.قال:و من قال کَأْی لم یَمُدَّها و لم یحرِّک همزتها التی هی أَول أَیٍّ،فکأَنها لغه،و کلها بمعنی کم.و قال الزجاج:فی کائن لغتان جَیِّدتان یُقْرَأُ کَأَیّ،بتشدید الیاء،و یقرأُ کائِنْ علی وزن فاعل،قال:و أَکثر ما جاء فی الشعر علی هذه اللغه،و قرأَ ابن کثیر و کائِن بوزن کاعن،و قرأَ سائر القراء وَ کَأَیِّنْ ،الهمزه بین الکاف و الیاء،قال:و أَصل کائن کأَیّ ٍّ مثل کَعَیّ ٍّ،فقدّمت الیاء علی الهمزه ثم خففت فصارت بوزن کَیْعٍ،ثم قلبت الیاء أَلفاً،و فیها لغات أَشهرها کأَیّ ٍّ،بالتشدید،و الله أَعلم.

من أَخِیکَ اللُّبَّنَ . أَی إبلا لها لَبَنٌ یعنی الدِّیَهَ.و

17- فی حدیث أُمیَّهَ بن خَلَفٍ :لما رآهم یوم بدر یَقْتُلُونَ قال أَ ما لکم حاجهٌ فی اللُّبَّنِ . أَی تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلاً لها لَبَنٌ .و قوله

14- فی الحدیث :سَیهْلِکُ من أُمتی أهلُ الکتابِ و أَهلُ اللَّبَن ،فسئل:من أَهلُ اللَّبَنِ ؟قال:قوم یتبعون الشَّهَواتِ و یُضِیعُون الصلوات. قال الحَرْبی:أَظنه أَراد یتباعدون عن الأَمصار و عن صلاه الجماعه و یَطْلُبون مواضعَ اللبن فی المراعی و البوادی،و أَراد بأَهل الکتاب قوماً یتعلمون الکتاب لیجادلوا به الناسَ. و

17- فی حدیث عبد الملک بن مَرْوان :وُلِدَ له وَلدٌ فقیل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ . ;هو أَن یَسْقِیَ ظِئرَه اللَّبَنَ فیکونَ ما یَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ ،فقُصِرَتْ علیه ناقهٌ فقال لحالبها:کیف تَحلُبُها أَ خَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً ؟فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع یستعین معها بالإِِبهام،و المَصْرُ بثلاث،و الفَطْرُ بالإِِصبعین و طرف الإِبهام.و لَبَنُ کلِّ شجره:ماؤها علی التشبیه.و شاهٌ لَبُونٌ و لَبِنهٌ و مُلْبِنَهٌ و مُلْبِنٌ :صارت ذاتَ لَبَنٍ ،و کذلک الناقه إذا کانت ذاتَ لَبَنٍ أَو نزل اللَّبَنُ فی ضرعها.و لَبِنتِ الشاهُ أَی غَزُرَتْ.و ناقه لَبِنهٌ :غزیره.و ناقه لَبُونٌ : مُلْبِنٌ .و قد أَلْبَنتِ الناقهُ إذا نزل لَبَنُها فی ضَرْعها،فهی مُلْبِنٌ ;قال الشاعر: أَعْجَبها إذ أَلْبَنَتْ لِبانُه و إذا کانت ذاتَ لَبَنٍ فی کل أَحایینها فهی لَبُونٌ ،و ولدها فی تلک الحال ابنُ لَبُونٍ ،و قیل: اللَّبُونُ من الشاءِ و الإِبل ذاتُ اللَّبَنِ ،غزیرَهً کانت أَو بَکِیئهً،و فی المحکم: اللَّبُونُ ،و لم یُخَصِّصْ،قال:و الجمع لِبانٌ و لِبْنٌ ;فأَما لِبْنٌ فاسم للجمع،فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزیره قالوا لَبِنَه ،و جمعها لَبِنٌ و لِبانٌ ;الأَخیره عن أَبی زید،و قد لَبِنَتْ لَبَناً .قال اللحیانی: اللَّبُونُ و اللَّبُونه ما کان بها لَبَنٌ ،فلم یَخُصَّ شاهً و لا ناقه،قال:و الجمع لُبْنٌ و لَبائنُ ;قال ابن سیده:و عندی أَن لُبْناً جمع لَبُون ،و لَبائن جمع لَبُونه ،و إن کان الأَول لا یمتنع أَن یجمع هذا الجمع ;و قوله: من کان أَشْرَک فی تَفَرُّق فالِجٍ، فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً و أَغَدَّتِ قال:عندی أَنه وضع اللبون هاهنا موضع اللُّبْن ،و لا یکون هنا واحداً لأَنه قال جَرِبَتْ معاً،و معاً إنما یقع علی الجمع.الأَصمعی:یقال کم لُبْنُ شائک أَی کم منها ذاتُ لَبَنٍ .و فی الصحاح عن یونس:یقال کم لُبْنُ غَنَمِک و لِبْنُ غَنَمِک أَی ذَواتُ الدَّرِّ منها.و قال الکسائی:إنما سمع کم لِبْنُ غنمک أَی کم رِسْلُ غَنمک.و قال الفراء:شاءٌ لَبِنَهٌ و غَنم لِبانٌ و لِبْنٌ و لُبْنٌ ،قال:و زعم یونس أَنه جمع،و شاءٌ لِبْنٌ بمنزله لُبْنٍ ;و أَنشد الکسائی: رأیْتُکَ تَبْتاعُ الحِیالَ بِلُبْنِها و تأْوی بَطِیناً،و ابنُ عَمِّکَ ساغِبُ و قال:و اللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ .ابن السکیت:الحَلُوبه ما احْتُلِب من النُّوق،و هکذا الواحده منهن حَلوبه واحده ;و أَنشد: ما إنْ رأَینا فی الزمانِ ذی الکَلَبْ حَلُوبهً واحدهً فتُحْتَلَبْ و کذلک اللَّبُونه ما کان بها لَبَنٌ ،و کذلک الواحده منهن أَیضاً،فإذا قالوا حَلُوبٌ و رَکُوبٌ و لَبُونٌ لم یکن إلا جمعاً ;و قال الأَعشی: لَبُون مُعَرَّاه أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الجمع.و عُشْبٌ مَلْبنَه ،بالفتح:تَغْزُر عنه

ص :373

أَلبانُ الماشیه و تَکْثُر،و کذلک بَقْلٌ مَلْبنَه .و اللَّبْنُ :مصدر لَبَنَ القومَ یَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ .الصحاح: لَبَنْتُه أَلْبُنه و أَلْبِنُه سقیته اللَّبَنَ ،فأَنا لابِنٌ .و فرس مَلْبُون :سُقِیَ اللَّبَنَ ;و أَنشد: مَلْبُونه شَدَّ الملیکُ أَسْرَها و فرس مَلْبون و لَبِین :رُبِّیَ باللَّبن مثل عَلیف من العَلَف.و قوم مَلْبونون :أَصابهم من اللبن سَفَهٌ و سُکْرٌ و جَهْل و خُیَلاءُ کما یصیبهم من النبیذ،و خصصه فی الصحاح فقال:قوم مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَهٌ یصیبهم من أَلبان الإِبل ما یصیب أَصحاب النبیذ.و فرس مَلْبُون :یُغَذَّی باللبن قال: لا یَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ ، المَحْضُ من أَمامه و من دُونْ قال الفارسی:فعَدَّی المَلْبون لأَنه فی معنی المسقِیِّ،و المَلْبون :الجمل السمین الکثیر اللحم.و رجل لَبِنٌ :شَرِبَ اللَّبَن (1).و أَلْبَنَ القومُ،فهم لابِنُون ;عن اللحیانی:کثُرَ لَبَنُهم ;قال ابن سیده:و عندی أَنَّ لابِناً علی النَّسَب کما تقول تامِرٌ و ناعِلٌ.التهذیب:هؤلاء قوم مُلْبِنون إذا کثر لبنهم .و یقال:نحن نَلْبِنُ [نَلْبُنُ] جیراننا أَی نسقیهم.و

17- فی حدیث جریر :إذا سقَطَ کان دَرِیناً،و إن أُکِلَ کان لَبِیناً . أَی مُدِرّاً للَّبَن مُکْثِراً له،یعنی أَن النَّعَم إذا رعت الأَراک و السَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها ،و هو فعیل بمعنی فاعل کقدیر و قادر،کأَنه یعطیها اللَّبَنَ ،من لَبَنْتُ القومَ إذا سقیتهم اللبن .و جاؤوا یَسْتَلْبِنون :یطلبون اللَّبنَ .الجوهری:و جاء فلان یسْتَلْبِنُ أَی یطلب لبَناً لعیاله أَو لضیفانه.و رجل لابِنٌ :ذو لَبَن ،و تامِرٌ:ذو تمر ;قال الحطیئه: و غَرَرْتَنی،و زَعَمْتَ أَنَّکَ لابنٌ ،بالصَّیْفِ،تامِرْ (2). و بَناتُ اللَّبنِ :مِعیً فی البَطْن معروفه ;قال ابن سیده:و بناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ التی یکون فیها اللَّبن .و المِلْبَنُ :المِحْلَبُ ;و أَنشد ابن بری لمسعود بن وکیع: ما یَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ، المُکْرَبُ الأَوْظِفَهِ المُوَقَّعُ و المِلْبَنُ :شیء یُصَفَّی به اللَّبنُ أَو یُحْقَنُ.و اللَّوابنُ :الضُّروعُ ;عن ثعلب.و الالْتِبانُ :الارتضاع ;عنه أَیضاً.و هو أَخوه بلِبان أُمِّه،بکسر اللام (3).و لا یقال بلَبَنِ أُمِّه،إنما اللَّبَنُ الذی یُشْرَب من ناقه أَو شاه أَو غیرهما من البهائم ;و أَنشد الأَزهری لأَبی الأَسْود: فإن لا یَکُنْها أَو تَکُنْه،فإنه أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها و أَنشد ابن سیده: و أُرْضِعُ حاجهً بلِبانِ أُخرَی، کذاکَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ و اللِّبانُ ،بالکسر:کالرِّضاعِ ;قال الکمیت یمدح مَخْلَد بن یزید: تَلْقَی النَّدَی و مَخْلَداً حَلِیفَینْ، کانا معاً فی مَهْدِه رَضِیعَینْ، تَنازعا فیه لِبانَ الثَّدْیَینْ (4).

ص :374

و قال الأَعشی: رَضِیعَیْ لِبانٍ ثَدْیَ أُمٍّ تحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ و قال أَبو الأَسود:غَذَته أُمُّه بلبانِها ;و قال آخر: و ما حَلَبٌ وافَی حَرَمْتُکَ صَعْرَهً عَلَیَّ،و لا أُرْضِعْتَ لی بلِبانِ و ابنُ لَبُون :ولد الناقه إِذا کان فی العام الثانی و صار لها لَبَنٌ .الأَصمعی و حمزه:یقال لولد الناقه إِذا استکمل سنتین و طعن فی الثالثه ابنُ لَبُون ،و الأُنثی ابنهُ لَبُونٍ ،و الجماعات بناتُ لَبونٍ للذکر و الأُنثی لأَن أُمَّه وضعت غیره فصار لها لبن ،و هو نکره و یُعَرّف بالأَلف و اللام ;قال جریر: و ابنُ اللَّبُونِ ،إِذا ما لُزَّ فی قَرَنٍ، لم یسْتَطِعْ صَوْلهَ البُزْلِ القَناعِیسِ و فی حدیث الزکاه ذِکْرُ بنتِ اللَّبونِ و ابن اللَّبون ،و هما من الإِِبل ما أَتی علیه سنَتان و دخل فی السنه الثالثه فصارت أُمه لبوناً أَی ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تکون قد حملت حملاً آخر و وضعته.قال ابن الأَثیر:و جاء فی کثیر من الروایات ابن لَبُون ذکَرٌ،و قد علم أَن ابن اللبون لا یکون إِلا ذکراً،و إِنما ذکره تأْکیداً کقوله:و رَجَبُ مُضَرَ الذی بین جُمادَی و شعبان،و کقوله تعالی: تِلْکَ عَشَرَهٌ کٰامِلَهٌ ;و قیل ذکر ذلک تنبیهاً لرب المال و عامل الزکاه،فقال:ابنُ لَبُونٍ ذَکَرٌ لتَطِیبَ نفسُ رَبِّ المال بالزیاده المأْخوذه منه إِذا عَلِمَ أَنه قد شرع له من الحق،و أَسقط عنه ما کان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثه فی الفریضه الواجبه علیه،و لیعلم العاملُ أَن سِنَّ الزکاه فی هذا النوع مقبول من رب المال،و هو أَمر نادر خارج عن العُرْف فی باب الصدقات،و لا یُنْکَرُ تکرار اللفظ للبیان و تقریر معرفته فی النفوس مع الغرابه و النُّدُور:و بَناتُ لَبُونٍ :صِغارُ العُرْفُطِ،تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِِبل.و لَبَّنَ الشیءَ:رَبَّعَه.و اللَّبِنه و اللِّبْنه :التی یُبْنَی بها،و هو المضروب من الطین مُرَبَّعاً،و الجمع لَبِنٌ و لِبْنٌ ،علی فَعِلٍ و فِعْلٍ،مثل فَخِذٍ و فِخْذ و کَرِش و کِرْشٍ ;قال الشاعر: أَ لَبِناً تُرید أَم أَروخا (1). و أَنشد ابن سیده: إِذ لا یَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلهَ المِشْآهِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ قوله:أَبِنْ أَبِنْ أَی نَحِّها،و المِشْآهُ:زَبیل یُخرَجُ به الطین و الحَمْأَهُ من البئر،و ربما کان من أَدَمٍ،و الضَّرْسُ:تَضْریسُ طَیّ البئر بالحجاره،و إِنما أَراد الحجاره فاضطُرَّ و سماها لَبِناً احتِیاجاً إِلی الرَّوِیّ ;و الذی أَنشده الجوهری: إِمّا یَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْوَکَ عن حَدِّ الضُّروسِ و اللَّبِنْ قال ابن بری:هو لسالم بن داره،و قیل:لابن مَیّادَه ;قال:قاله ابن درید.و

16- فی الحدیث :و أَنا مَوْضِعُ تلک اللَّبِنَه . ;هی بفتح اللام و کسر الباء واحده اللَّبِنِ التی یُبْنَی بها الجدار،و یقال بکسر اللام (2).و سکون الباء.و لَبَّنَ اللَّبِنَ :عَمِله.قال الزجاج:قوله تعالی: قٰالُوا أُوذِینٰا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِیَنٰا وَ مِنْ بَعْدِ مٰا جِئْتَنٰا ;

ص :375

یقال إِنهم کانوا یستعملون بنی إسرائیل فی تَلْبِین اللَّبِنِ ،فلما بُعث موسی،علیه السلام،أَعْطَوْهم اللَّبِنَ یُلَبِّنونه و منعوهم التِّبْنَ لیکون ذلک أَشق علیهم.و لَبَّنَ الرجلُ تَلْبیناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ .و المِلْبَنُ :قالَبُ اللَّبِنِ ،و فی المحکم:و المِلْبَنُ الذی یُضْرَبُ به اللَّبِنُ .أَبو العباس:ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ،قال:و هو مطوَّل مُرَبَّع،و کانت المحامل مُرَبَّعه فغیرها الحجاج لینام فیها و یتسع،و کانت العرب تسمیها المِحْمَلَ و المِلْبَنَ و السّابِلَ.ابن سیده:و المِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل یُنْقَل فیه اللَّبِن .و لَبِنَهُ القمیص:جِرِبّانُه ;و

16- فی الحدیث :و لَبِنَتُها دیباجٌ. ،و هی رُقعه تعمل موضِعَ جَیْب القمیص و الجُبَّه.ابن سیده:و لَبِنَهُ القمیص و لِبْنَتُهُ بَنِیقَتُه ;و قال أَبو زید: لَبِنُ القمیص و لَبِنَتُه لیس لَبِناً عنده جمعاً کنَبِقَه و نَبِقٍ،و لکنه من باب سَلٍّ و سَلَّه و بَیاض و بَیاضه.و التَّلْبِینُ :حَساً یتخذ من ماء النُّخاله فیه لَبَنٌ ،و هو اسم کالتَّمْتینِ.و

14- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها،قالت:سمعت رسول الله،صلی الله علیه و سلم،یقول التَّلْبِنه مَجَمَّهٌ لفؤاد المریض تُذْهِبُ بعض الحُزْن. ;الأَصمعی: التَّلْبینه حَساء یعمل من دقیق أَو نخاله و یجعل فیها عسل،سمیت تَلْبینه تشبیهاً باللَّبَن لبیاضها و رقتها،و هی تسمیه بالمَرَّه من التَّلبین مصدر لَبَنَ القومَ أَی سَقاهم اللَّبنَ ،و قوله مَجَمَّهٌ لفؤاد المریض أَی تَسْرُو عنه هَمَّه أَی تَکْشِفُه.و

17- قال الرِّیاشی فی حدیث عائشه :علیکم بالمَشْنِیئَه النافعهِ التَّلْبین . ;قال:یعنی الحَسْوَ،قال:و سأَلت الأَصمعی عن المَشْنِیئَه فقال:یعنی البَغِیضه،ثم فسر التَّلْبینه کما ذکرناه.و

14- فی حدیث أُم کلثوم بنت عمرو بن عقرب قالت:سمعت عائشه،رضی الله عنها،تقول قال رسول الله،صلی الله علیه و سلم ،علیکم بالتَّلْبین البَغیض النافع و الذی نفسی بیده إِنه لیَغْسِلُ بطنَ أَحدکم کما یغسل أَحدُکم وجهه بالماء من الوسخ ;و قالت:کان إِذا اشتکی أَحدٌ من أَهله لا تزالُ البُرْمه علی النار حتی یأْتی علی أَحد طرفیه. ;قال:أَراد بقوله أَحد طرفیه یعنی البُرْءَ أَو الموت ;قال عثمان: التَّلْبینَه الذی یقال له السَّیُوساب (1).و

1- فی حدیث علی :قال سُوَیْد بن غَفَلَهَ دخلتُ علیه فإِذا بین یدیه صحفهٌ فیها خَطِیفه و مِلْبَنه . ;قال ابن الأَثیر:هی بالکسر المِلْعَقه،هکذا شرح،قال:و قال الزمخشری المِلْبَنه لَبَنٌ یوضع علی النار و یُنَزَّلُ علیه دقیق،قال:و الأَول أَشبه بالحدیث.و اللَّبَانُ :الصدر،و قیل:وسَطُه،و قیل:ما بین الثَّدْیَینِ،و یکون للإِِنسان و غیره ;أَنشد ثعلب فی صفه رجل: فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه ، تبَسَّمَ عن مَکْروههِ الرِّیقِ عاصبِ و أَنشد أَیضاً: یَحُکُّ کُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه و دَفَّیْهِ منها دامِیاتٌ و جالِبُ و قیل: اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذی الحافر خاصَّهً،و فی الصحاح: اللَّبانُ ،بالفتح،ما جری علیه اللَّبَبُ من الصدرِ ;و فی حدیث الاستسقاء: أَتَیْناکَ و العَذْراءُ یَدْمَی لَبانُها أَی یَدْمَی صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها فی الخدمه حیث لا تَجِدُ ما تُعْطیه من یَخْدُمها من الجَدْبِ و شدَّه

ص :376

الزمان.و أَصلُ اللَّبان فی الفرس موضعُ اللَّبَبِ،ثم استعیر للناس ;و فی قصید کعب،رضی الله عنه: تَرْمی اللَّبَانَ بکفَّیْها و مِدْرَعِها و فی بیت آخر منها: و یُزْلِقُه منها لَبانٌ و لَبَنَه یَلْبِنُه لَبْناً :ضَرَبَ لَبانَه .و اللَّبَنُ :وجَعُ العُنق من الوِسادَه،و فی المحکم:وجَعُ العُنق حتی لا یَقْدِرَ أَن یَلْتَفِت،و قد لَبِنَ ،بالکسر، لَبَناً .و قال الفراء: اللَّبِنُ الذی اشتکی عُنُقَه من وِسادٍ أَو غیره.أَبو عمرو: اللَّبْنُ الأَکل الکثیر.و لَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً:أَکثر ;و قوله أَنشده ثعلب: و نحنُ أَثافی القِدْرِ،و الأَکلُ سِتَّهٌ جَرَاضِمَهٌ جُوفٌ،و أَکْلَتُنا اللَّبْنُ یقول:نحن ثلاثه و نأْکل أَکل سته.و اللَّبْنُ :الضربُ الشدید.و لَبَنَه بالعصا یَلْبِنُه ،بالکسر، لَبْناً إِذا ضربه بها.یقال: لَبَنَه ثلاث لَبَناتٍ .و لَبَنه بصخرهٍ:ضربه بها.قال الأَزهری:وقع لأَبی عمرو اللَّبْنُ ،بالنون،فی الأَکل الشدید و الضرب الشدید،قال:و الصواب اللَّبْزُ،بالزای،و النون تصحیف.و اللَّبْنُ :الاسْتِلابُ ;قال ابن سیده:هذا تفسیره،قال:و یجوز أَن یکون مما تقدم.ابن الأَعرابی: المِلْبَنهُ المِلْعَقهُ.و اللُّبْنَی :المَیْعَه.و اللُّبْنَی و اللُّبْنُ :شجر.و اللُّبانُ :ضرب من الصَّمْغ.قال أَبو حنیفه: اللُّبانُ شُجَیْره شَوِکَه لا تَسْمُو أَکثر من ذراعین،و لها ورقه مثل ورقه الآس و ثمره مثل ثمرته،و له حَراره فی الفم.و اللُّبانُ :الصَّنَوْبَرُ ;حکاه السُّکَّرِیُّ و ابن الأَعرابی،و به فسر السُّکَّرِیُّ قولَ إمرئ القیس: لها عُنُق کسَحُوقِ اللُّبانْ فیمن رواه کذلک ; قال ابن سیده:و لا یتجه علی غیره لأَن شجره اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هی قَدْرُ قَعْدَهِ إِنسان و عُنُقُ الفرس أَطولُ من ذلک ;ابن الأَعرابی: اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر فی قوله: و سالِفَه کسَحُوقِ اللُّبانْ التهذیب: اللُّبْنَی شجره لها لَبَنٌ کالعسل،یقال له عَسَلُ لُبْنَی ;قال الجوهری:و ربما یُتَبَخَّر به ;قال إمرؤُ القیس: و باناً و أُلْوِیّاً من الهِنْدِ ذاکِیاً، و رَنْداً و لُبْنَی و الکِباءَ المُقَتَّرا و اللُّبانُ :الکُنْدرُ. و اللُّبانه :الحاجه من غیر فاقه و لکن من هِمَّهٍ.یقال:قَضَی فلان لُبانته ،و الجمع لُبانٌ کحاجهٍ و حاجٍ ;قال ذو الرمه: غَداهَ امْتَرَتْ ماءَ العُیونِ و نغَّصتْ لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ و مَجْلِسٌ لَبِنٌ :تُقْضی فیه اللُّبانه ،و هو علی النسب ;قال الحرث بن خالد بن العاصی: إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا کلَّ فاحِشهٍ، عند اللِّقاء،و ذاکُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ و التَّلَبُّنُ :التَّلَدُّنُ و التَّمَکُّثُ و التَّلبُّثُ ;قال ابن بری:شاهده قول الراجز: قال لها:إِیّاکِ أَن تَوَکَّنی فی جَلْسهٍ عِندیَ،أَو تَلَبَّنی و تَلَبَّنَ ;تمکَّثَ ;و قول رؤبه (1):

ص :377

فهل لُبَیْنَی من هَوَی التَّلبُّن

قال أَبو عمرو: التَّلبُّن من اللُّبانه .یقال:لی لُبانهٌ أَتَلبَّنُ علیها أَی أَتمکَّثُ.و تَلبَّنْتُ تَلبُّناً و تَلدَّنْتُ تَلدُّناً کلاهما:بمعنی تَلبَّثْتُ و تمکَّثْتُ.الجوهری:و المُلَبَّنُ ،بالتشدید،الفَلاتَج ;قال:و أَظنه مولَّداً.و أَبو لُبَیْنٍ :الذکر.قال ابن بری:قال ابن حمزه و یُکَنَّی الذکر أَبا لُبَیْنٍ ;قال:و قد کناه به المُفَجَّع فقال: فلما غابَ فیه رَفَعْتُ صَوْتی و لُبْنٌ و لُبْنَی و لُبْنانٌ :جبال:و قول الراعی: سیَکْفِیکَ الإِِلهُ و مُسْنَماتٌ کجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال ابن سیده:یجوز أَن یکون ترخیمَ لُبْنانٍ فی غیر النداء اضطراراً،و أَن تکون لُبْنٌ أَرضاً بعینها ;قال أَبو قِلابهَ الهُذَلیُّ: یا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها، بَینَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ قال ابن الأَعرابی:قال رجل من العرب لرجل آخر لی إِلیک حُوَیِّجَه،قال:لا أَقْضِیها حتی تکونَ لُبْنانِیَّه أَی عظیمه مثل لُبْنانٍ ،و هو اسم جبل،قال:و لُبْنانٌ فُعْلانٌ ینصرف.و لُبْنَی :اسم امرأَه.و لُبَیْنَی :اسم ابنه إِبلیس،و اسمُ ابنه لاقِیسُ،و بها کُنِیَ أَبا لُبَیْنَی ;و قول الشاعر: أَقْفَرَ منها یَلْبَنٌ فأَفْلُس قال:هما موضعان.

لثن:

روی الأَزهری قال:سمعت محمد بن إِسحق السَّعْدی یقول سمعت علیَّ بن حرْبٍ المَوْصِلیَّ یقول:شیء لَثِنٌ أَی حُلْوٌ،بلغه أَهل الیمن ;قال الأَزهری:لم أَسمعه لغیر علیّ بن حربٍ،و هو ثَبَت ;و

14- فی حدیث المَبْعَث : بُغْضُکُمُ عندنا مُرٌّ مَذاقَتُه، ،و بُغْضُنا عندَکم،یا قوْمَنا، لَثِنُ .

لجن:

لَجَنَ الورَقَ یَلْجُنُه لَجْناً،فهو مَلْجُونٌ و لَجِینٌ :خبَطه و خلَطه بدقیق أَو شعیر.و کلُّ ما حِیسَ فی الماء فقد لُجِنَ .و تَلجَّنَ الشیءُ:تَلزَّجَ.و تلجَّنَ رأْسُه:اتَّسَخَ،و هو منه.و تلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مدقوقاً ;و أَنشد الشمّاخ: و ماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَی، علیه الطَّیْرُ کالوَرَقِ اللَّجینِ و هو ورقُ الخِطْمِیِّ [الخَطْمِیِّ] إِذا أُوخِفَ.أَبو عبیده: لَجَّنْتُ الخِطْمِیّ و نحوه تَلْجیناً و أَوخَفْتُه إِذا ضربته بیدک لیَثْخُنَ،و قیل: تلجَّنَ الشیءُ إِذا غُسِلَ فلم یَنتَقِ من وسَخه.و شیء لَجِنٌ :وسِخ ;قال ابن مقبل: یَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِیهً علی سَعابیب ماء الضّالهِ اللَّجِنِ اللیث: اللَّجینُ ورقُ الشَّجر یُخْبَطُ ثم یُخْلطُ بدقیق أَو شعیر فیُعْلفُ للإِبل،و کل ورق أَو نحوه فهو مَلْجُون لجِینٌ حتی آسُ الغِسْلَهِ.الجوهری:و اللَّجِینُ الخَبَطُ،و هو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ،و أَنشد بیت الشمّاخ.و تَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ و دقوه و خلطوه بالنوی للإِِبل.و

16- فی حدیث جریر :إِذا أَخْلَفَ کان لَجِیناً . ; اللَّجینُ ،

ص :378

بفتح اللام و کسر الجیم:الخَبَطُ،و ذلک أَن ورق الأَراک و السَّلَم یُخْبَطُ حتی یسقُط و یَجِفَّ ثم یُدَقُّ (1).حتی یتَلجَّن أَی یتلزج و یصیر کالخِطْمِی.و کل شیء تلزج فقد تَلجَّنَ ،و هو فعیل بمعنی مفعول.و ناقه لَجُون :حَرُون ; قال أَوس: و لقد أَرِبْتُ علی الهُمومِ بجَسْرَهٍ عَیْرانهٍ بالرِّدْفِ،غیر لَجُونِ قال ابن سیده: اللِّجانُ فی الإِِبل کالحِرَانِ فی الخیل.و قد لَجَنَ لِجاناً و لُجوناً و هی ناقه لَجُونٌ ،و ناقه لَجُون أَیضاً:ثقیله المشی،و فی الصحاح:ثقیله فی السیر،و جمَلٌ لَجُونٌ کذلک.قال بعضهم:لا یقال و جمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِِناثُ،و قیل: اللِّجانُ و اللُّجُون فی جمیع الدواب کالحِرَانِ فی ذوات الحافر منها.غیره:الحِرانُ فی الحافر خاصهً،و الخِلاء فی الإِِبل،و قد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً و لِجاناً .و اللُّجَیْنُ :الفضه،لا مکبر له جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَیّا و الکُمَیْتِ ;قال ابن جنی:ینبغی أَن یکون إِنما أَلزموا التحقیر هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام فی تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخلیص.و

14- فی حدیث العِرْباض :بِعْتُ من رسول الله،صلی الله علیه و سلم،بَکْراً فأَتیته أَتقاضاه ثمَنَه فقال:لا أَقضیکها إلا لُجَیْنِیَّهً . ;قال ابن الأَثیر:الضمیر فی أَقضیکها إِلی الدراهم،و اللُّجَیْنِیَّه منسوبه إِلی اللُّجَینِ ،و هو الفضه.و اللَّجِینُ :زَبَدُ أَفواه الإِِبل ;قال أَبو وجزه: کأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها، إِذا صَرَفَتْ و قَطَّعَتِ اللَّجِینا شبَّه لُغامها بلَجِین الخَطْمِیّ،و أَراد بالناصعات الغر أَنیابها.

لحن:

اللَّحْن :من الأَصوات المصوغه الموضوعه،و جمعه أَلْحانٌ و لُحون .و لَحَّنَ فی قراءته إِذا غرَّد و طرَّبَ فیها بأَلْحان ،و

16- فی الحدیث :اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب. و هو أَلْحَنُ الناس إِذا کان أَحسنهم قراءه أَو غناء.و اللَّحْنُ و اللَّحَنُ و اللَّحَانهُ و اللَّحانِیَه :ترکُ الصواب فی القراءه و النشید و نحو ذلک، لَحَنَ یَلْحَنُ لَحْناً و لَحَناً و لُحوناً ;الأَخیره عن أَبی زید قال: فُزْتُ بقِدْحَیْ مُعْرِب لم یَلْحَنِ و رجل لاحِنٌ و لَحّان و لَحّانه و لُحَنَه :یُخْطِئ،و فی المحکم:کثیر اللَّحْن .و لَحَّنه :نسبه إِلی اللَّحْن .و اللُّحَنَهُ :الذی یُلحِّنُ الناسَ.و اللُّحْنهُ :الذی یُلحَّنُ .و التَّلْحِینُ :التَّخْطِئه.و لَحَنَ الرجلُ یَلْحَنُ لَحْناً :تکلم بلغته.و لَحَنَ له یَلْحَنُ لَحْناً :قال له قولاً یفهمه عنه و یَخْفی علی غیره لأَنه یُمیلُه بالتَّوْریه عن الواضح المفهوم ;و منه قولهم: لَحِنَ الرجلُ:فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ و فَطِنَ لما لا یَفْطنُ له غیره.و لَحِنَه هو عنی،بالکسر، یَلْحَنُه لَحْناً أَی فَهمَه ;و قول الطرماح: و أَدَّتْ إِلیَّ القوْل عنهُنَّ زَوْلهٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَی تَکلَّمُ بمعنی کلام لا یُفْطنُ له و یَخْفی علی الناس غیری.و أَلْحَنَ فی کلامه أَی أَخطأَ.و أَلْحَنه القولَ:أَفهمه إیِاه، فلَحِنَه لَحْناً :فهِمَه.و لَحَنه عنی لَحْناً ;عن کراع:فهِمَه ;قال ابن سیده:و هی قلیله،و الأَول أَعرف.و رجل لَحِنٌ :عارفٌ بعواقب الکلام ظریفٌ.و

14- فی الحدیث:أَن النبی،

ص :379

صلی الله علیه و سلم،قال :إِنکم تَخْتصِمُون إِلیَّ و لعلَّ بعضَکم أَن یکونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَی أَفْطنَ لها و أَجْدَل،فمن قَضَیْتُ له بشیء من حق أَخیه فإِنما أَقطعُ له قِطْعهً من النار. ;قال ابن الأَثیر: اللَّحْنُ المیل عن جهه الاستقامه ;یقال: لَحَنَ فلانٌ فی کلامه إِذا مال عن صحیح المَنْطِق،و أَراد أَن بعضکم یکون أَعرفَ بالحجه و أَفْطَنَ لها من غیره.و اللَّحَنُ ،بفتح الحاء:الفِطْنه.قال ابن الأَعرابی: اللَّحْنُ ،بالسکون،الفِطْنه و الخطأُ سواء ;قال:و عامّه أَهل اللغه فی هذا علی خلافه،قالوا:الفِطْنه،بالفتح،و الخطأ،بالسکون.قال ابن الأَعرابی:و اللَّحَنُ أَیضاً،بالتحریک،اللغه.و

16- قد روی أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قریش. أَی بلغتهم.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه :تعلَّمُوا الفرائضَ و السُّنَّهَ و اللَّحَن . ،بالتحریک،أَی اللغه ;قال الزمخشری:تعلموا الغَریبَ و اللَّحَنَ لأَن فی ذلک عِلْم غَرِیب القرآن و مَعانیه و معانی الحدیث و السنَّه،و من لم یعْرِفْه لم یعرف أَکثرَ کتاب الله و معانیه و لم یعرف أَکثر السُّنن.و قال أَبو عبید فی

17- قول عمر،رضی الله عنه :تعلَّمُوا اللَّحْنَ . أَی الخطأَ فی الکلام لتحترزوا منه.و

17- فی حدیث معاویه :أَنه سأَل عن أَبی زیادٍ فقیل إِنه ظریف علی أَنه یَلْحَنُ ،فقال:أَ وَ لیْسَ ذلک أَظرف له. ؟قال القُتَیْبیُّ:ذهب معاویهُ إِلی اللَّحَن الذی هو الفِطنه،محرَّک الحاء.و قال غیره.إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِِعراب،و هو یُسْتَمْلَحُ فی الکلام إِذا قَلَّ،و یُسْتَثْقَلُ الإِِعرابُ و التشَدُّقُ.و لَحِنَ لَحَناً :فَطِنَ لحجته و انتبه لها.و لاحَنَ الناس:فاطَنَهم ;و قول مالک بن أَسماء بن خارجهَ الفَزاریّ: و حدیثٍ أَلَذُّه هو مما یرید أَنها تتکلم بشیء و هی ترید غیره،و تُعَرِّضُ فی حدیثها فتزیلُه عن جهته من فِطنتِها کما قال عز و جل: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ،أَی فی فَحْواهُ و معناه ;و قال القَتَّال الکلابیُّ: و لقد لَحَنْتُ لکم لِکَیْما تَفْهمُوا، و لَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً لیس بالمُرْتابِ و کأَنَّ اللَّحْنَ فی العربیه راجعٌ إِلی هذا لأَنه من العُدول عن الصواب.و قال عمر بن عبد العزیز:عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ و لاحَنُوه کیفَ لا یعرفُ جَوامعَ الکَلِم،أَی فاطَنَهم و فاطَنُوه و جادَلَهم ;و منه قیل:رجل لَحِنٌ إِذا کان فَطِناً ;قال لبید: مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ یُعِیدُ بکَفِّه قَلَماً علی عُسُبٍ ذَبُلْنَ و بانِ و أَما

17- قول عمر،رضی الله عنه :تعلموا اللَّحْنَ و الفرائضَ. ،فهو بتسکین الحاء و هو الخطأُ فی الکلام.و

17- فی حدیث أَبی العالیه قال :کنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ و هو یُعلِّمنی لَحْنَ الکلامِ. ;قال أَبو عبید:و إِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ .قال شمر:قال أَبو عدنان سأَلت الکِلابیینَ عن

17- قول عمر تعلموا اللحن فی القرآن کما تَعَلَّمُونه. فقالوا:کُتِبَ هذا عن قوم لیس لهم لَغْوٌ کلَغْوِنا،قلت:ما اللَّغْوُ ؟فقال:الفاسد من الکلام،و قال الکلابیُّون: اللَّحْنُ اللغهُ،فالمعنی فی قول عمر تعلموا اللّحْنَ فیه یقول تعلموا کیف لغه العرب فیه الذین نزل القرآنُ بلغتهم ;قال أَبو عدنان:و أَنشدتْنی الکَلْبیَّه: و قوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَی لَحْنِ قومِنا و شَکلٌ،و بیتِ اللهِ،لسنا نُشاکِلُهْ

ص :380

قال:و قال عُبید بن أَیوب: و للهِ دَرُّ الغُولِ أَیُّ رَفِیقَهٍ و رجل لاحِنٌ لا غیر إِذا صَرَفَ کلامَه عن جِهَته،و لا یقال لَحّانٌ .اللیث:قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْویلُه قد أَخذ فی ناحیه عن الصواب أَی عَدَل عن الصواب إِلیها ;و أَنشد قول مالک بن أَسماء: مَنْطِقٌ صائِبٌ و تَلْحَنُ أَحْیاناً، و خیرُ الحدیثِ ما کانَ لَحْناً قال:تأْویله و خیر الحدیث من مثل هذه الجاریه ما کان لا یعرفه کلُّ أَحد،إِنما یُعرفُ أَمرها فی أَنحاء قولها،و قیل:معنی قوله ...و تلحن أَحیاناً أَنها تخطئ فی الإِِعراب،و ذلک أَنه یُسْتملَحُ من الجواری،ذلک إِذا کان خفیفاً،و یُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِِعراب.و عُرِف ذلک فی لَحْن کلامه أَی فیما یمیل إِلیه.الأَزهری: اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِلیه بلسانک أَی تمیلُ إِلیه بقولک،و منه قوله عز و جل: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ;أَی نَحْوِ القول،دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل و فِعْلَه یَدُلاَّنِ علی نیته و ما فی ضمیره،و قیل: فِی لَحْنِ الْقَوْلِ أَی فی فَحْواه و معناه.و لَحَن إِلیه یَلْحَنُ لَحْناً أَی نَواه و مال إِلیه.قال ابن بری و غیره: للَّحْنِ سته مَعان:الخطأُ فی الإِِعراب و اللغهُ و الغِناءُ و الفِطْنهُ و التَّعْریضُ و المَعْنی، فاللَّحْنُ الذی هو الخطأُ فی الإِِعراب یقال منه لَحَنَ فی کلامه،بفتح الحاء، یَلْحَنُ لَحْناً ،فهو لَحَّانٌ و لَحّانه ،و قد فسر به بیتُ مالک بن أَسماء بن خارجه الفَزَاری کما تقدم،و اللَّحْنُ الذی هو اللغه

17- کقول عمر،رضی الله عنه :تعلموا الفرائضَ و السُّنَنَ و اللَّحْنَ کما تعلَّمُون القرآنَ. ،یرید اللغه ;و جاء

17- فی روایه تعلموا اللَّحْنَ فی القرآن کما تتعلمونه. ،یرید تعلموا لغَهَ العرب بإِعرابها ;و قال الأَزهری:معناه تعلموا لغه العرب فی القرآن و اعرفُوا معانیه کقوله تعالی: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ;أَی معناه و فَحْواه،

17- فقول عمر،رضی الله عنه :تعلموا اللَّحْن . ،یرید اللغه ;و

17- کقوله أَیضاً :أُبَیٌّ أَقْرَؤُنا و إِنَّا لنَرْغَبُ عن کثیر من لَحْنِه . أَی من لُغَتِه و کان یَقْرأُ التابُوه ;و منه قول أَبی مَیْسَرَه فی قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ ،قال:العَرِمُ المُسَنَّاهُ بلَحْنِ الیمن أَی بلغه الیمن ;و منه قول أَبی مَهْدیٍّ:لیس هذا من لَحْنی و لا لَحْنِ قومی ;و اللَّحْنُ الذی هو الغِناء و تَرْجیعُ الصوت و التَّطْریبُ شاهدُه قول یزید ابن النعمان: لقد تَرَکَتْ فُؤادَکَ مُسْتَجَنَّا و قال آخر: و هاتِفَینِ بشَجْوٍ،بعد ما سجَعَتْ و یقال:فلان لا یعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَی لا

ص :381

یعرف کیف یُغَنیه.و قد لَحَّنَ فی قراءته إِذا طَرَّب بها.و اللَّحْنُ الذی هو الفِطْنه یقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته و فَطِنته، فَلَحَنَ هو عنی لَحْناً أَی فَهمَ و فَطِنَ،و قد حُمِلَ علیه قول مالک بن أَسماء:و خیر الحدیث ما کان لحناً ،و قد تقدم ;قاله ابن الأَعرابی و جعله مُضارعَ لَحِنَ ،بالکسر،و منه

14- قوله،صلی الله علیه و سلم :لعَلَّ بعضَکم أَن یکون أَلْحَنَ بحجته. أَی أَفْطَنَ لها و أَحسَنَ تصَرُّفاً.و اللَّحْنُ الذی هو التَّعْریض و الإِِیماء ;قال القتَّالُ الکلابی: و لقد لَحَنْتُ لکم لِکَیما تَفْهَموا، و وَحَیْتُ وَحْیاً لیس بالمُرْتابِ و منه

14- قوله،صلی الله علیه و سلم ،و قد بعث قوماً لیُخْبِرُوه خبَرَ قریش: الْحَنُوا لی لَحْناً ،و هو ما روی أَنه بعث رجلین إِلی بعض الثُّغُور عَیْناً فقال لهما:إِذا انصرفتما فالْحَنا لی لَحْناً . أَی أَشیرا إِلیَّ و لا تُفْصِحا و عَرِّضا بما رأَیتما،أَمرهما بذلک لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ و قُوَّه،فأَحَبَّ أَن لا یقفَ علیه المسلمون. و یقال:جعَلَ کذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ و لم یُصَرِّح ;و منه أَیضاً قول مالک بن أَسماء و قد تقدم شاهداً علی أَن اللَّحْنَ الفِطنه،و الفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً ،علی ما ذکره الجوهری عن أَبی زید ;و البیت الذی لمالک: مَنطِقٌ صائبٌ و تَلْحَنُ أَحیاناً، و خیرُ الحدیثِ ما کان لَحْنا و معنی صائب:قاصد الصواب و إِن لم یُصِبْ،و تَلْحَن أَحیاناً أَی تُصیب و تَفْطُنُ،و قیل:تریدُ حدیثَها عن جهته،و قیل:تُعَرِّض فی حدیثها،و المعنی فیه متقاربٌ،قال:و کأَنَّ اللَّحْن فی العربیه راجع إِلی هذا لأَنه العُدول عن الصواب ;قال عثمان ابن جنی:مَنْطِقٌ صائب أَی تاره تورد القول صائباً مُسَدَّداً و أُخری تتَحَرَّفُ فیه و تَلْحَنُ أَی تَعْدِلُه عن الجهه الواضحه متعمده بذلک تلَعُّباً بالقول،و هو من

14- قوله و لعل بعضَکم أَن یکون أَلْحَنَ بحجته. أَی أَنْهَضَ بها و أَحسَنَ تصَرُّفاً،قال:فصار تفسیر اللَّحْنِ فی البیت علی ثلاثه أَوجه:الفِطنه و الفهم،و هو قول أَبی زید و ابن الأَعرابی و إِن اختلفا فی اللفظ،و التعریضُ،و هو قول ابن درید و الجوهری،و الخطأُ فی الإِِعراب علی قول من قال تزیله عن جهته و تعدله عن الجهه الواضحه،لأَن اللحن الذی هو الخطأُ فی الإِِعراب هو العدول عن الصواب،و اللَّحْن الذی هو المعنی و الفَحْوَی کقوله تعالی: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ;أَی فی فَحْواه و معناه.و روی المنذریُّ عن أَبی الهیثم أَنه قال:العُنوان و اللَّحْنُ واحد،و هو العلامه تشیر بها إِلی الإِِنسان لیَفْطُنَ بها إِلی غیره،تقول: لَحَنَ لی فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ ;و أَنشد: و تَعْرِفُ فی عُنوانِها بعضَ لَحْنِها ، و فی جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْکی الدَّواهیا قال:و یقال للرجل الذی یُعَرِّضُ و لا یُصَرِّحُ قد جعل کذا و کذا لَحْناً لحاجته و عُنواناً.و

16- فی الحدیث :و کان القاسم رجلاً لُحْنَهً . ،یروی بسکون الحاء و فتحها،و هو الکثیر اللَّحْنِ ،و قیل:هو بالفتح الذی یُلَحِّنُ الناس أَی یُخَطِّئُهم،و المعروف فی هذا البناء أَنه الذی یَکْثُر منه الفعل کالهُمَزه و اللُّمَزه و الطُّلَعه و الخُدَعه و نحو ذلک.و قِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم یکن صافیَ الصوت عند الإِِفاضه،و کذلک قوس لاحنه إِذا أُنْبِضَتْ.و سهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفیز إِذا لم یکن حَنَّاناً عند الإِِدامهِ علی الإِِصبع،و المُعْرِبُ من جمیع ذلک علی ضِدِّه.و مَلاحِنُ العُودِ:ضُروبُ دَسْتاناته.یقال:هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد،

ص :382

و هو الوجه الذی یَضْرِبُ به.و

16- فی الحدیث :اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب و أَصواتها،و إِیاکم و لُحُونَ أَهل العِشْق. ; اللَّحنُ :التطریب و ترجیع الصوت و تحسین القراءه و الشِّعْرِ و الغِناءِ،قال:و یشبه أَن یکون أَراد هذا الذی یفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التی یقرؤون بها النظائر فی المحافل،فإِن الیهود و النصاری یقرؤون کتُبَهم نحْواً من ذلک.

لخن:

اللَّخَنُ :نتْنُ الریح عامّهً،و قیل: اللَّخَنُ نتْنٌ یکون فی أَرْفاغ الإِِنسان،و أَکثر ما یکون فی السُّودان،و قد لَخِنَ لَخَناً و هو أَلْخَنُ .و لَخِنَ السقاء لَخَناً ،فهو لَخِنٌ و أَلْخَنُ :تغیر طعمه و رائحته،و کذلک الجلد فی الدِّباغ إِذا فسد فلم یصلح ;قال رؤبه: و السَّبُّ تَخْریقُ الأَدیمِ الأَلْخَنِ اللیث: لَخِنَ السقاء،بالکسر، یَلْخَنُ لَخَناً أَی أَنْتَنَ،و فی التهذیب:إِذا أُدِیمَ فیه صَبُّ اللَّبَن فلم یغسل،و صار فیه تَحْبیبٌ أَبیضُ قِطعٌ صغارٌ مثلُ السِّمْسِمِ و أَکبر منه متغیرُ الریح و الطعم ;و منه قولهم أَمه لَخْناءُ .و لَخِنَ الجوْزُ لَخَناً :تغیرت رائحته و فسد.و اللَّخَنُ :قُبْح ریح الفرج،و امرأَه لَخْناء .و یقال: اللَّخْناء التی لم تُخْتَنْ.و

17- فی حدیث ابن عمر :یا ابن اللَّخْناء . ;هی التی لم تُخْتَن،و قیل: اللَّخَنُ النَّتْنُ،و الأَلْخَنُ الذی لم یُخْتن،و قیل:هو الذی یُرَی فی قُلفَته قبل الخِتان بیاضٌ عند انقلاب الجِلده.و اللَّخْنُ :البیاضُ الذی (1).علی جُرْدان الحمار،و هو الحَلَقُ.أَبو عمرو: اللَّخَنُ القبیح من الکلام.

لدن:

اللَّدْنُ :اللّیِّنُ من کل شیء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ،و الأُنثی لَدْنه ،و الجمع لِدانٌ و لُدْن و قد لَدُنَ لَدانهً و لُدُونهً .و لَدَّنه هو:لَیَّنه.و قناه لَدْنه :لیِّنه المهَزَّهِ،و رمح لَدْنٌ و رِماحٌ لُدْنٌ ،بالضم،و امرأَه لَدْنه :ریّا الشّبابِ ناعمهٌ،و کلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ .و تَلدَّنَ فی الأَمر:تَلبَّثَ و تمکَّثَ،و لدَّنه هو.و

14- فی الحدیث :أَن رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فرکبه،ثم بعثه فتَلَدَّنَ علیه بعضَ التَّلدُّن ،فقال:شَأْ لعَنک الله فقال رسول الله،صلی الله علیه و سلم:لا تَصْحبْنا بملعون. ; التَّلدُّن :التَّمکُّثُ،معنی قوله تَلدَّنَ أَی تَلَکَّأَ و تمکَّثَ و تَلبَّثَ و لم یَثُرْ و لم یَنبَعِث.یقال: تَلدَّنَ علیه إِذا تَلکَّأَ علیه ;قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً و تَلبَّثْتُ تَلبُّثاً و تمکَّثْتُ.و

16- فی حدیث عائشه :فأَرسلَ إِلیَّ ناقهً مُحَرَّمهً فتَلدَّنتْ علیَّ فلعنتها. و لَدُنْ و لُدْنٌ و لَدْنٌ و لَدِنٌ و لَدُ محذوفه منها و لَدَی مُحَوَّله،کله:ظرف زمانی و مکانی معناه عند ;قال سیبویه: لَدُنْ جُزمَتْ و لم تجعل کعِنْدَ لأَنها لم تَمَکَّنْ فی الکلام تَمَکُّنَ عند،و اعْتَقَبَ النونُ و حرفُ العله علی هذه اللفظه لاماً،کما اعتقبَ الهاءُ و الواو فی سنَهٍ لاماً و کما اعتقبت فی عِضاهٍ.قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَکَّنُ تَمَکُّنَ عند لأَنک تقول هذا القول عندی صوابٌ،و لا تقول هو لَدُنی صواب،و تقول عندی مال عظیم و المال غائب عنک،و لَدُنْ لما یلیک لا غیر.قال أَبو علی:نظیر لَدُنْ و لَدَی و لَدُ،فی استعمال اللام تاره نوناً،و تاره حرف عله،و تاره محذوفه،دَدَنْ و دَدَی و دَدٌ،و هو مذکور فی موضعه.و وقع فی تذکره أَبی علی لَدَی فی معنی هل عن المفضَّل ;و أَنشد:

ص :383

لَدَی من شبابٍ یُشْترَی بمَشِیبِ؟

و کیف شَبابُ المرْء بعدَ دَبیبِ؟

و قوله تعالی: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّی عُذْراً ;قال الزجاج:و قرئ من لَدُنی ،بتخفیف النون،و یجوز من لَدْنی ،بتسکین الدال،و أَجودها بتشدید النون،لأَن أَصل لَدُنْ الإِِسکانُ،فإِذا أَضفتها إِلی نفسک زِدْتَ نوناً لیَسْلَم سکونُ النونِ الأُولی،تقول من لَدُنْ زید،فتسکن النون،ثم تضیف إِلی نفسک فتقول لَدْنی کما تقول عن زید و عنی،و من حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غیر متمکن،و الدلیل علی أَن الأَسماء یجوز فیها حذف النون قولهم قَدْنی فی معنی حَسْبی،و یجوز قَدِی بحذف النون لأَن قد اسم غیر متمکن ;قال الشاعر: قَدْنیَ من نصْرِ الخُبَیْبَینِ قَدِی فجاء باللغتین.قال:و أَما إِسکان دال لَدُنٍ فهو کقولهم فی عَضُدٍ عَضْد،فیحذفون الضمه.و حکی أَبو عمرو عن أَحمد بن یحیی و المبرّد أَنهما قالا:العرب تقول لَدُنْ غُدْوَهٌ و لَدُنْ غُدْوَهً و لَدُنْ غُدْوَهٍ،فمن رفع أَراد لَدُنْ کانت غُدْوهٌ،و من نصب أَراد لَدُنْ کان الوقتُ غُدْوهً،و من خفض أَراد من عِنْد غُدْوهِ.و قال ابنُ کیسانَ: لَدُنْ حرف یَخْفِضُ،و ربما نُصِبَ بها.قال:و حکی البصریون أَنها تنصب غُدْوه خاصّهً من بین الکلام ;و أَنشدوا: ما زالَ مُهْری مَزْجَرَ الکلبِ منهمُ، لَدُنْ غُدْوَهً حتی دَنَتْ لغُروبِ و أَجاز الفراء فی غُدْوهٍ الرفع و النصب و الخفض ;قال ابن کیسانَ ;من خفض بها أَجراها مُجْرَی من و عن،و من رفع أَجراها مُجْری مذ،و من نصب جعلها وقتاً و جعل ما بعدها ترجمه عنها ;و إِن شئت أَضمرت کان کما قال: مُذْ لَدُ شَوْلاً و إِلی إِتْلائِها أَراد:أَن کانت شَوْلاً.و قال اللیث: لَدُنْ فی معنی من عند،تقول:وقف الناسُ له من لَدُنْ کذا إِلی المسجد و نحو ذلک إِذا اتصل ما بین الشیئین،و کذلک فی الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلی غروبها أَی من حین.و

16- فی حدیث الصَّدَقه :علیهما جُنَّتانِ من حدید من لَدُنْ ثُدِیِّهما إِلی ترَاقیهما. ; لَدُنْ ;ظرف مکان بمعنی عند إِلا أَنه أَقرب مکاناً من عند و أَخصُّ منه،فإِن عند تقع علی المکان و غیره،تقول:لی عند فلانٍ مال أَی فی ذمته،و لا یقال ذلک فی لَدُنْ .أَبو زید عن الکلابیین أَجمعین:هذا من لَدُنِهِ ،ضموا الدال و فتحوا اللام و کسروا النون.الجوهری: لَدُنْ الموضع الذی هو الغایه،و هو ظرف غیر متمکن بمنزله عند،و قد أَدخلوا علیها من وحدها من حروف الجرّ،قال تعالی: مِنْ لَدُنّٰا ،و جاءت مضافه تخفض ما بعدها ;و أَنشد فی لَدُ لغَیْلانَ بن حُرَیث: یَسْتَوْعِبُ النَّوْعینِ من خَریرِه، من لَدُ لَحْیَیْه إِلی مُنْخُورِه قال ابن بری:و أَنشده سیبویه إِلی مَنْخُوره أَی مَنْخَره.قال:قال و قد حمل حذف النون بعضهم إِلی أَن قال لَدُنْ غُدْوَهً،فنصب غدوه بالتنوین ;قال ذو الرمه: لَدُنْ غُدْوَهً،حتی إِذا امتَدَّتِ الضُّحَی، و حَثَّ القَطِینَ الشَّحْشحانُ المُکَلَّفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائده تقوم مقام التنوین فنصب،کما تقول ضارِبٌ زیداً،قال:و لم یُعْمِلوا لَدُنْ إِلا فی غُدْوه خاصه.قال ابن بری:ذکر

ص :384

أَبو علی فی لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ و لَدْنٌ ،بإِسکان الدال،حذف الضمه منها کحذفها من عَضُد،و لُدْنُ بإِلقاء ضمه الدال علی اللام،و لَدَنْ بحذف الضمه من الدال،فلما التقی ساکنان فتحت الدال لالتقاء الساکنین،و لم یذکر أَبو علی تحریک النون بکسر و لا فتح فیمن أَسکن الدال،قال:و ینبغی أَن تکون مکسوره،قال:و کذا حکاها الحَوْفیُّ لَدْنِ ،و لم یذکر لُدْن التی حکاها أَبو علی،و القیاس یوجب أَن تکون لَدْنِ ،و لَدْنِ علی حدِّ لم یَلْدَهُ أَبوان،و حکی ابن خالویه فی البدیع: وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْکَ ،بضم الدال،قال ابن بری:و یقال لی إِلیه لُدُنَّهٌ أَی حاجه،و الله أَعلم.

لذن:

اللاَّذَنُ و اللاَّذَنهُ :من العُلُوک،و قیل:هو دواء بالفارسیه،و قیل:هو نَدیً یسقُط علی الغنم فی بعض جزائر البحر.

لزن:

لَزَنَ القومُ یَلْزُنُونَ لَزْناً و لَزَناً و لَزِنوا و تَلازَنوا :تزاحموا.اللیث: اللَّزَنُ ،بالتحریک،اجتماع القوم علی البئر للاستقاء حتی ضاقت بهم و عجزت عنهم ;قال الجوهری:و کذلک فی کل أَمر.و یقال ماء مَلْزُون ;و أَنشد: فی مَشْرَبٍ لا کَدِرٍ و لا لَزِنْ و أَنشد غیره: و مَعاذِراً کَذِباً و وَجْهاً باسِراً، و تَشَکِّیاً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ و مَشْرَبٌ لَزِنٌ و لَزْنٌ و مَلْزُون :مُزْدَحَمٌ علیه ;عن ابن الأَعرابی.و اللَّزْنُ :الشدَّه.و عَیْشٌ لَزْنٌ أَی ضیق.و لیله لَزْنه و لِزْنه :ضیِّقه،من جوع کان أَو بَرْدٍ أَو خوف ;عن ابن الأَعرابی أَیضاً ;و روی بیت الأَعشی: و یُقْبِلُ ذو البَثِّ و الرَّاغِبونَ فی لَیْلهٍ هی إِحْدَی اللَّزَنْ و أَنشده اللَّزَنْ ،بفتح اللام،و المعروف فی شعره اللِّزَن ،بکسر اللام،فکأَنه أَراد هی إِحدی لیالی اللِّزَن .و أَصابهم لَزْنٌ من العیش أَی ضیق.و اللَّزْنُ :جمع لَزْنه و هی السنه الشدیده.ابن سیده: اللِّزْنه السنه الشدیده الضیقه.و اللَّزْنَه :الشِّدَّه و الضیق،و جمعها لِزَنٌ ;قال:و مما یدل علی صحه ذلک إِضافه إِحدی إِلیها،و إِحدی لا تضاف إِلی مفرد،و نظیر لَزْنه و لِزَنٍ حَلْقَه و حِلَقٌ و فَلْکَه و فِلَکٌ،و قد قیل فی الواحد لِزْنه ،بالکسر أَیضاً،و هی الشِّدَّه،فأَما إِذا وصفت بها فقلت لیله لَزْنه فبالفتح لا غیر.و تقول العرب فی الدعاء علی الإِنسان:ما لَه سُقِیَ فی لَزْنٍ ضاحٍ أَی فی ضیق مع حَرِّ الشمس،لأَن الضّاحِیَ من الأَرض البارِزُ الذی لیس یستره شیء عن الشمس.و ماء لَزْنٌ :ضَیِّق لا یُنال إِلا بعد مَشَقَّه.

لسن:

اللِّسانُ :جارحه الکلام،و قد یُکْنَی بها عن الکلمه فیؤنث حینئذ ;قال أَعشی باهله: إِنِّی أَتَتْنی لسانٌ لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ،لا عَجَبٌ منها و لا سَخَرُ قال ابن بری: اللِّسان هنا الرِّساله و المقاله ;و مثله: أَتَتْنی لسانُ بنی عامِرٍ، أَحادیثُها بَعْد قوْلٍ نُکُرْ قال:و قد یُذَکَّر علی معنی الکلام:قال الحطیئه: نَدِمْتُ علی لسانٍ فاتَ مِنِّی، فلَیْتَ بأَنه فی جَوْفِ عَکْمِ و شاهد أَلْسِنَهٍ الجمع فیمن ذَکَّرَ قوله تعالی: وَ اخْتِلاٰفُ أَلْسِنَتِکُمْ وَ أَلْوٰانِکُمْ ;و شاهدُ أَلْسُنٍ

ص :385

الجمع فیمن أَنث قول العجاج: أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فینا مَلْحَجا ابن سیده:و اللِّسانُ المِقْوَلُ،یذکر و یؤنث،و الجمع أَلْسِنه فیمن ذکر مثل حِمار و أَحْمره،و أَلْسُن فیمن أَنث مثل ذراع و أَذْرُع،لأَن ذلک قیاس ما جاء علی فِعالٍ من المذکر و المؤنث،و إِن أَردت باللسان اللغه أَنثت.یقال:فلان یتکلم بلِسانِ قومه.قال اللحیانی: اللسان فی الکلام یذکر و یؤنث.یقال:إِن لسانَ الناس علیک لَحَسنه و حَسَنٌ أَی ثناؤُهم.قال ابن سیده:هذا نص قوله و اللسان الثناء.و قوله عز و جل: وَ اجْعَلْ لِی لِسٰانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ ;معناه اجعل لی ثَناءً حَسناً باقیاً إِلی آخر الدهر ;و قال کثیر: نَمَتْ لأَبی بکرٍ لسانٌ تتابعتْ، بعارفهٍ منه،فخَصَّتْ و عَمَّتِ و قال قَسَاس الکِنْدِیُّ: أَلا أَبْلغْ لَدَیْکَ أَبا هُنَیٍّ، أَ لا تَنْهَی لسانَک عن رَداها فأَنثها.و یقولون:إِن شَفَهَ الناس علیک لَحسَنه.و قوله عز و جل: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ ;أَی بلغه قومه ;و منه قول الشاعر: أَتَتْنی لسانُ بنی عامِرٍ و قد تقدَّم،ذهب بها إِلی الکلمه فأَنثها ;و قال أَعشی باهله: إِنِّی أَتانی لسانٌ لا أُسَرُّ به ذهب إِلی الخبر فذکره.ابن سیده:و اللسان اللغه،مؤنثه لا غیر.و اللِّسْنُ ،بکسر اللام:اللُّغه.و اللِّسانُ :الرساله.و حکی أَبو عمرو:لکل قوم لِسْنٌ أَی لُغَه یتکلمون بها.و یقال:رجل لَسِنٌ بَیِّنُ اللَّسَن إِذا کان ذا بیان و فصاحه.و الإِِلْسان :إِبلاغ الرساله.و أَلْسَنَه ما یقول أَی أَبلغه.و أَلْسَنَ عنه:بَلَّغ.و یقال: أَلْسِنِّی فلاناً و أَلْسِنْ لی فلاناً کذا و کذا أَی أَبْلغْ لی،و کذلک أَلِکْنی إِلی فلان أَی أَلِکْ لی ;و قال عدیُّ بن زید: بل أَلسِنوا لی سَراهَ العَمّ أَنکمُ لسْتُمْ من المُلْکِ،و الأَبدال أَغْمار أَی أَبْلِغوا لی و عنی.و اللِّسْنُ :الکلام و اللُّغه.و لاسَنه :ناطَقه.و لَسَنه یَلْسُنه لَسْناً :کان أَجودَ لساناً منه.و لَسَنه لَسْناً :أَخذه بلسانه ;قال طرفه: و إِذا تَلْسُنُنی أَلْسُنُها ، إِننی لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ و لَسَنه أَیضاً:کلمه.و

17- فی حدیث عمر،رضی الله عنه ،و ذکَر امرأَهً فقال:إِن دخلت علیک (1). لَسَنتْکَ. أَی أَخذَتکَ بلسانها ،یصفها بالسَّلاطه و کثره الکلام و البَذَاءِ.و اللَّسَنُ ،بالتحریک:الفصاحه.و قد لَسِنَ ،بالکسر،فهو لَسِنٌ و أَلسَنُ ،و قوم لُسْنٌ .و اللَّسنُ :جَوْدَه اللسان و سَلاطَتُه، لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ .و قوله عز و جل: وَ هٰذٰا کِتٰابٌ مُصَدِّقٌ لِسٰاناً عَرَبِیًّا ;أَی مُصَدِّقٌ للتوراه،و عربیّاً منصوب علی الحال،المعنی مُصَدِّقٌ عربیّاً،و ذکَرَ لِسٰاناً توکیداً کما تقول جاءنی زید رجلاً صالحاً،و یجوز أَن یکون لِسٰاناً مفعولاً ب مُصَدِّقٌ ،المعنی مصدّق النبی،صلی الله علیه و سلم،أَی مصدق ذا لسان عربی.و اللَّسِنُ و المُلَسَّنُ :ما جُعِلَ طَرَفُه کطرف اللسان .و لَسَّنَ النعلَ:خَرَط صدرَها و دَقَّقها

ص :386

من أَعلاها.و نعل مُلسَّنه إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها کطرف اللسان .غیره:و المُلسَّنُ من النِّعال الذی فیه طُول و لَطافه علی هیئه اللسان ;قال کثیر: لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشی یَطَوْنَها، بأَقدامِهم،فی الحَضرَمیِّ المِلسَّنِ و کذلک امرأَه مُلسَّنهُ القَدَمین.و

16- فی الحدیث :إِن نعله کانت مُلسَّنه . أَی کانت دقیقه علی شکل اللسان ،و قیل:هی التی جُعلَ لها لسانٌ ،و لسانُها الهَنَهُ الناتئه فی مُقَدَّمها.و لسانُ القوم:المتکلم عنهم.و قوله

16- فی الحدیث :لصاحب الحقِّ الیَدُ و اللسانُ . ;الیَدُ:اللُّزوم،و اللسانُ :التَّقاضی.و لسانُ المیزان:عَذَبَتُه ;أَنشد ثعلب: و لقد رأَیتُ لسانَ أَعْدلِ حاکمٍ یُقْضَی الصَّوابُ به،و لا یتَکَلَّمُ یعنی بأَعدلِ حاکم المیزان.و لسانُ النار:ما یتشَکلُ منها علی شکل اللسان .و أَلسَنه فَصیلاً:أَعاره إِیاه لیُلْقیه علی ناقته فتَدِرَّ علیه،فإِذا دَرَّتْ حلبها فکأَنه أَعاره لسانَ فَصیله ;و تَلسَّنَ الفَصیلَ:فعَلَ به ذلک ;حکاه ثعلب ;و أَنشد ابن أَحمر یصف بَکْراً صغیراً أَعطاه بعضهم فی حَماله فلم یَرْضَه: تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً علیه رِماثاً،تحتَ مِقْلاهٍ نَیُوبِ (1). قال ابن سیده:قال یعقوب هذا معنی غریب قلَّ من یعرفه.ابن الأَعرابی:الخَلِیَّهُ من الإِِبل یقال لها المُتلسِّنه ،قال:و الخَلِیَّه أَن تَلِدَ الناقهُ فیُنْحَرَ ولدُها عَمْداً لیدوم لبنها و تُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غیرها،فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها و احْتَلبوها،و ربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلایا أَو أَربعاً علی حُوارٍ واحد،و هو التَّلسُّن .و یقال: لَسَنتُ اللّیفَ إِذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَیَّأَهً للفَتْل،و یسمی ذلک التَّلسِینَ .ابن سیده:و المَلْسُونُ الکذاب ;قال الأَزهری:لا أَعرفه.و تَلسَّنَ علیه:کذَبَ.و رجل مَلسون :حُلْوُ اللسانِ بعیدُ الفِعال.و لسانُ الحمَل و لسانُ الثَّوْر:نبات،سمی بذلک تشبیهاً باللسان .و اللُّسَّانُ :عُشْبه من الجَنْبهِ،لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ کأَنه المساحی کخُشونه لسانِ الثور،یَسْمُو من وسطها قضیبٌ کالذراع طُولاً فی رأْسه نَوْره کَحْلاءُ،و هی دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنهِ الناس و أَلسِنه الإِِبل،و المِلْسَنُ :حجرٌ یجعلونه فی أَعلی بابِ بیتٍ،یَبْنونه من حجاره و یجعلون لُحْمَهَ السَّبُع فی مُؤخَّره،فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمه سقط الحجر علی الباب فسَدَّه.

لطن:

اللاَّطُونُ :الأَصْفَرُ من الصُّفْر.

لعن:

أَبیتَ اللَّعْنَ :کلمهٌ کانت العرب تُحَیِّی بها مُلوکها فی الجاهلیه،تقول للملِک:أَبَیْتَ اللَّعْنَ ;معناه أَبیْتَ أَیُّها الملِک أَن تأْتی ما تُلْعَنُ علیه.و اللَّعْنُ :الإِِبْعادُ و الطَّرْد من الخیر،و قیل:الطَّرْد و الإِِبعادُ من الله،و من الخَلْق السَّبُّ و الدُّعاء،و اللَّعْنهُ الاسم،و الجمع لِعانٌ و لَعَناتٌ .و لَعَنه یَلْعَنه لَعْناً :طَرَدَه و أَبعده.و رجل لَعِینٌ و مَلْعُونٌ ،و الجمع مَلاعِین ;عن سیبویه،قال:إِنما أَذکُرُ (2).مثل هذا الجمع لأَن حکم مثل هذا أَن یُجْمَع بالواو و النون فی المذکر،و بالأَلف و التاء فی المؤنث،لکنهم کَسَّرُوه تشبیهاً بما جاء من الأَسماء

ص :387

علی هذا الوزن.و قوله تعالی: بَلْ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ بِکُفْرِهِمْ ;أَی أَبعَدهم.و قوله تعالی: وَ یَلْعَنُهُمُ اَللاّٰعِنُونَ ;

17- قال ابن عباس : اَللاّٰعِنُونَ کلُّ شیء فی الأَرض إِلا الثَّقَلَیْن. و

17- یروی عن ابن مسعود أَنه قال : اَللاّٰعِنُونَ الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنه بمُسْتَحِقها منهما،فإِن لم یَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت علی الیهود. ،و

16- قیل : اَللاّٰعِنُونَ کلُّ من آمن بالله من الإِِنس و الجن و الملائکه. و اللِّعَانُ و المُلاعَنه : اللَّعْنُ بین اثنین فصاعداً.و اللُّعَنه :الکثیر اللَّعْن للناس.و اللُّعْنه :الذی لا یزال یُلْعَنُ لشَرارته،و الأَوّل فاعل،و هو اللُّعَنه ،و الثانی مفعول،و هو اللُّعْنه ،و جمعه اللُّعَن ;قال: و الضَّیْفَ أَکْرِمْه،فإِنَّ مَبِیتَه حَقٌّ،و لا تَکُ لُعْنَهً للنُّزَّلِ و یطرد علیهما باب.و حکی اللحیانی:لا تَکُ لُعْنهً علی أَهل بیتک أَی لا یُسَبَّنَّ أَهل بیتک بسببک.و امرأَه لَعِین ،بغیر هاء،فإِذا لم تذکر الموصوفه فبالهاء.و اللَّعِین :الذی یَلْعَنه کل أَحد.قال الأَزهری: اللَّعِینُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ،و اللَّعِینُ :المَطْرود ;قال الشماخ: ذَعَرْتُ به القَطَا،و نَفَیْتُ عنه مَقامَ الذئبِ،کالرَّجُلِ اللَّعینِ أَراد مقام الذئب اللَّعِین الطَّرِید کالرجل ;و یقال:أَراد مقام الذی هو کالرجل اللعین ،و هو المَنْفِیّ،و الرجل اللعین لا یزال مُنْتَبِذاً عن الناس،شبَّه الذئبَ به.و کلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته و استحق العذابَ فصار هالکاً.و اللَّعْنُ :التعذیب،و من أَبعده الله لم تلحقه رحمته و خُلِّدَ فی العذاب.و اللعینُ :الشیطان،صفه غالبه لأَنه طرد من السماء،و قیل:لأَنه أُبْعِدَ من رحمه الله.و اللَّعْنَه :الدعاء علیه.و حکی اللحیانی:أَصابته لَعْنَهٌ من السماء و لُعْنَهٌ .و الْتَعَنَ الرجلُ:أَنصف فی الدعاء علی نفسه.و رجل مُلَعَّنٌ إِذا کان یُلْعَنُ کثیراً.قال اللیث: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ ;و بیت زهیر یدل علی غیر ما قال اللیث: و مُرَهَّقُ الضِّیفانِ،یُحْمَدُ فی اللأْواءٍ،غیرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد:أَن قدره لا تُلْعن لأَنه یکثر لحمها و شحمها.و تَلاعَنَ القومُ: لَعَنَ بعضهم بعضاً.و لاعَنَ امرأَته فی الحُکم مُلاعنه و لِعاناً ،و لاعَنَ الحاکمُ بینهما لِعاناً :حکم.و المُلاعَنَه بین الزوجین إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنی بها،فالإِمام یُلاعِنُ بینهما و یبدأُ بالرجل و یَقِفُه حتی یقول:أَشهد بالله أَنها زنت بفلان،و إِنه لصادق فیما رماها به،فإِذا قال ذلک أَربع مرات قال فی الخامسه:و علیه لعنه الله إِنْ کٰانَ مِنَ الْکٰاذِبِینَ فیما رماها به،ثم تُقامُ المرأَه فتقول أَیضاً أَربع مرات:أَشهد بالله إِنَّهُ لَمِنَ الْکٰاذِبِینَ فیما رمانی به من الزنا،ثم تقول فی الخامسه:و علیَّ غَضَبُ الله إِنْ کٰانَ مِنَ الصّٰادِقِینَ ;فإِذا فرغت من ذلک بانت منه و لم تحل له أَبداً،و إِن کانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها و لا یلحق بالزوج،لأَن السُّنَّه نَفته عنه،سمی ذلک کله لِعاناً لقول الزوج:علیه لَعْنه الله إِنْ کٰانَ مِنَ الْکٰاذِبِینَ ،و قول المرأَه:علیها غضب الله إِنْ کٰانَ مِنَ الصّٰادِقِینَ ;و جائز أَن یقال للزوجین إِذا فعلا ذلک:قد تَلاعنا و لاعَنا و الْتَعنا ،و جائز أَن یقال للزوج:قد الْتَعَنَ و لم تَلْتَعِنِ المرأَهُ،و قد الْتَعَنتْ هی و لم یَلْتَعِنِ الزوجُ.و

16- فی الحدیث : فالْتَعَنَ هو. ،افتعل من اللَّعْن ،أَی لَعَنَ نفسه.و التَّلاعُنُ :کالتَّشاتُم فی اللفظ،غیر أَن التشاتم یستعمل فی وقوع فعل کل واحد منهما

ص :388

بصاحبه،و التَّلاعُن ربما استعمل فی فعل أَحدهما.و التَّلاعُن :أَن یقع فعل کل واحد منهما بنفسه.و اللَّعْنَه فی القرآن:العذابُ.و لَعَنه الله یَلْعَنه لَعْناً :عذبه.و قوله تعالی: وَ الشَّجَرَهَ اَلْمَلْعُونَهَ فِی الْقُرْآنِ ;

17- قال ثعلب :یعنی شجره الزَّقُّوم. ،قیل:أَراد المَلْعُون آکلُها.و اللَّعِینُ :المَمْسُوخ.و قال الفراء: اللَّعْنُ المَسْخُ أَیضاً.قال الله عز و جل: أَوْ نَلْعَنَهُمْ کَمٰا لَعَنّٰا أَصْحٰابَ السَّبْتِ ،أَی نَمْسَخَهم.قال:و اللَّعینُ المُخْزَی المُهْلَک.قال الأَزهری:و سمعت العرب تقول فلان یَتلاعَنُ علینا إِذا کان یتَماجَنُ و لا یَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ و یفعل ما یستحِقّ به اللَّعْنَ .و المُلاعَنه و اللِّعانُ :المُباهَلَهُ.و المَلاعِنُ :مواضع التَّبَرُّز و قضاء الحاجه.و المَلْعَنه :قارعه الطریق و مَنْزِل الناس.و

16- فی الحدیث :اتَّقُوا المَلاعِنَ و أَعِدُّوا النَّبْلَ. ; المَلاعِنُ :جَوَادُّ الطریق و ظِلالُ الشجر ینزِلُها الناسُ،نَهَی أَن یُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّی السّابله بأَقذارها و یَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط علیها.قال ابن الأَثیر:و

16- فی الحدیث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ. ;قال:هی جمع مَلْعَنه ،و هی الفَعْله التی یُلْعَنُ بها فاعلها کأَنها مَظِنَّه للَّعْنِ و محلٌّ له،و هو أَن یتَغوَّط الإِِنسان علی قارعه الطریق أَو ظل الشجره أَو جانب النهر،فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله.و

16- فی الحدیث :اتقوا اللاَّعِنَیْن . أَی الأَمرین الجالبین اللَّعْنَ الباعِثَیْن للناسِ علیه،فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله فی هذه المواضع،و لیس ذا فی کل ظلٍّ،و إِنما هو الظل الذی یستظل به الناس و یتخذونه مَقِیلاً و مُناخاً،و اللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ ،فسمیت هذه الأَماکنُ لاعِنهً لأَنها سبب اللَّعْن .و

16- فی الحدیث :ثلاثٌ لَعِیناتٌ . ; اللَّعِینه :اسم المَلْعون کالرَّهِینه فی المَرْهُون،أَو هی بمعنی اللَّعْن کالشَّتِیمهِ من الشَّتْم،و لا بُدَّ علی هذا الثانی من تقدیر مضاف محذوف.و منه

16- حدیثُ المرأَه التی لَعَنَتْ ناقَتها فی السفر فقال :ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونه . ;قیل ;إِنما فعل ذلک لأَنه استجیب دعاؤُها فیها،و قیل:فعَلهُ عُقوبهً لصاحبتها لئلا تعود إِلی مثلها و لیعتبر بها غیرها.و اللَّعِینُ :ما یُتخذ فی المزارع کهیئه الرجل أَو الخیال تُذْعَرُ به السباعُ و الطیور.قال الجوهری:و الرجل اللَّعِینُ شیء یُنْصَبُ وسَطَ الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش،و أَنشد بیت الشماخ:کالرجل اللَّعِین ;قال شمر:أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابی لعنتره: هل تُبْلِغَنِّی دارَها شَدَنِیَّهٌ، لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ و فسره فقال:سُبَّتْ بذلک فقیل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ و لا بها لبن،قال:و رواه أَبو عدنان عن الأَصمعی: لُعِنَتْ لمحروم الشراب،و قال:یرید بقوله لمحروم الشراب أَی قُذِفَت بضرع لا لبن فیه مُصَرَّم.و اللَّعِینُ المِنْقَرِیّ (1):من فُرسانهم و شُعرائهم.

لغن:

اللُّغْنُ :الوَتَره التی عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِِنسانُ تَمَدَّدَتْ،و قیل:هی ناحیه من اللَّهاهِ مُشْرِفَه علی الحَلْق،و الجمع أَلغانٌ،و هو اللُّغْنُون .أَبو عبید:النَّغانِغ لَحمات تکون عند اللَّهَوات،واحدها نُغْنُغ،و هی اللَّغانینُ ،واحدها لُغْنُون ،و اللَّغانِین :لحم بین النُّکْفَتین و اللسانِ من باطن،و یقال لها من ظاهرٍ لَغادِیدُ و وَدَجٌ و لُغْنُونٌ .و یقال:جِئتَ بلُغْنِ غیرک إِذا أَنکَرتَ ما تَکلَّمَ به من اللغه.و

16- فی بعض الأَخبار :إِنک لتتَکَلَّمُ

ص :389

بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ. و

16- فی الحدیث (1):أَن رجلاً قال لفلان إِنک لتُفْتی بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ. ; اللُّغْنُ :ما تعَلَّقَ من لحم اللَّحْیَیْن،و جمعه لَغانینُ کلُغْدٍ و لَغادید.و أَرض مُلْغَانَّه ،و الْغِینانُها کثره کَلَئِها.و اللُّغْنُون أَیضاً:الخَیْشُوم ;عن ابن الأَعرابی.و الغانَّ النَّبتُ:طال و التَفَّ،فهو مُلْغانٌّ .و لَغَنَّ :لغه فی لَعَلَّ،و بعض بنی تمیم یقول: لَغَنَّکَ بمعنی لَعَلَّک ;قال الفرزدق: قِفَا یا صاحِبَیَّ بنا لَغَنَّا نرَی العَرَصاتِ،أَو أَثرَ الخِیامِ (2). و اللُّغْنُونُ :لغه فی اللُّغْدُودِ،و الجمع اللَّغانین .

لغثن:

التهذیب عن ابن الأَعرابی: اللَّغاثینُ الخَیاشِیمُ،واحدها لُغْثون ،قال:هکذا سمعناه.

لقن:

اللَّقْنُ :مصدر لَقِنَ الشیءَ یَلْقَنُه لَقْناً ،و کذلک الکلامَ،و تَلَقَّنه :فَهِمه.و لَقَّنَه إِیاه:فَهَّمه.و تَلَقَّنته :أَخذته لَقانِیَهً .و قد لَقَّنَنی فلانٌ کلاماً تَلْقِیناً أَی فهَّمَنی منه ما لم أَفْهَم.و التَّلْقِین :کالتَّفْهِیم.و غلامٌ لَقِنٌ :سریعُ الفهم.و

14- فی حدیث الهجره :و یَبیتُ عندهما عبدُ الله بن أَبی بکر و هو شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ . أَی فَهِمٌ حسَنُ التَّلْقِین لما یسْمَعه.و

16- فی حدیث الأُخْدُود :انظروا لی غلاماً فَطِناً لَقِناً . و

1- فی حدیث علی،رضوان الله علیه :إِنَّ هاهنا عِلْماً،و أَشار إِلی صدره،لو أَصَبْتُ له حَمَلَهً بَلَی أُصِیبُ لَقِناً غیر مأْمون. أَی فَهِماً غیرَ ثقه ;و

1- فی المحکم :بَلی أَجد لَقِناً غیر مأْمون یستعمل آلهَ الدِّینِ فی طَلَبِ الدنیا. ،و الاسم اللَّقانَهُ و اللَّقانِیَه .اللحیانی: اللَّقانه و اللَّقانیه و اللَّحَانه و اللَّحانیه و التَّبانه و التَّبانیَه و الطَّبانه و الطبَّانیه معنی هذه الحروف واحد.و اللَّقَنُ :إِعرابُ لَکَنٍ شِبْه طَسْتٍ من صُفْر.و مَلْقَنٌ :موضع.

لکن:

اللُّکْنَه :عُجْمه فی اللسان و عِیٌّ.یقال:رجل أَلْکَنُ بیِّنُ اللَّکَن .ابن سیده: الأَلْکَنُ الذی لا یُقِیمُ العربیه من عجمه فی لسانه، لَکِنَ لَکَناً و لُکْنَه و لُکُونه .و یقال:به لُکْنه شدیده و لُکُونهٌ و لُکْنُونه .و لُکانٌ :اسم موضع ;قال زهیر: و لا لُکانٌ إِلی وادی الغِمارِ،و لا شَرْقیُّ سَلمی،.و لا فیْدٌ و لا رِهَمُ (3). قال ابن سیده:کذا رواه ثعلب،و خطَّأَ من روی فالآلُکانُ... ،قال:و کذلک روایه الطُّوسیِّ أَیضاً.المُبرّد: الُّکْنَهُ أَن تَعْترِضَ علی کلام المتکلم اللغهُ الأَعجمیه.یقال:فلان یَرْتَضِخُ لُکْنَهً رومیهً أَو حبشیه أَو سِنْدِیه أَو ما کانت من لغات العجم. الفراء:للعرب فی لَکِنَّ لغتان:بتشدید النون مفتوحه،و إسکانها خفیفه،فمن شدَّدها نصب بها الأَسماء و لم یَلِها فَعَل و لا یَفْعَلُ،و من خفف نونها و أَسکنها لم یعملها فی شیء اسم و لا فعل،و کان الذی یعمل فی الاسم الذی بعدها ما معه مما ینصبه أَو یرفعه أَو یخفضه،من ذلک قول الله: وَ لٰکِنَّ النّٰاسَ أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ ، وَ لٰکِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ، وَ لٰکِنَّ الشَّیٰاطِینَ کَفَرُوا ;

ص :390

رُفِعَتْ هذه الأَحرفُ بالأَفاعیل التی بعدها،و أَما قوله: مٰا کٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِکُمْ وَ لٰکِنْ رَسُولَ اللّٰهِ ;فإنک أَضمرت کان بعد و لکن فنصبت بها،و لو رفعته علی أَن تُضْمِرَ هو فترید و لکن هو رسولُ الله کان صواباً ;و مثله: وَ مٰا کٰانَ هٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ یُفْتَریٰ مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰکِنْ تَصْدِیقَ ،و تصدیقَ،فإذا أُلقِیَت من لکن الواوُ التی فی أَولها آثرت العرب تخفیف نونها،و إذا أَدخلوا الواو آثروا تشدیدها،و إنما فعلوا ذلک لأَنها رجوع عما أَصابَ أَول الکلام،فشبهت ببل إذ کانت رجوعاً مثلها،أَ لا تری أَنک تقول لم یقم أَخوک بل أَبوک،ثم تقول لم یقم أَخوک لکن أَبوک فتراهما فی معنی واحد،و الواو لا تصلح فی بل،فإذا قالوا و لکن فأَدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح فی بل الواو،فآثروا فیها تشدید النون،و جعلوا الواو کأَنها دخلت لعطف لا بمعنی بل،و إنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأَن أَصلها إن عبد الله قائم،زیدت علی إنَّ لام و کاف فصارتا جمیعاً حرفاً واحداً ;قال الجوهری:بعض النحویین یقول أَصله إن و اللام و الکاف زوائد،قال:یدل علی ذلک أَن العرب تدخل اللام فی خبرها ;و أنشد الفراء: و لَکِنَّنی من حُبِّها لَعَمِیدُ فلم یدخل اللام إلا أَن معناها إنَّ،و لا تجوز الإِماله فی لکن و صوره اللفظ بها لاکنّ،و کتبت فی المصاحف بغیر أَلف و أَلفها غیر مماله ;قال الکسائی:حرفان من الاستثناء لا یقعان أَکثر ما یقعان إلا مع الجحد و هما بل و لکن ،و العرب تجعلهما مثل واو النسق.ابن سیده:و لکن و لکنّ حرف یُثْبَتُ به بعد النفی.قال ابن جنی:القول فی أَلف لکنّ و لکنْ أَن یکونا أَصلین لأَن الکلمه حرفان و لا ینبغی أَن توجد الزیاده فی الحروف،قال:فإن سمیت بهما.و نقلتهما إلی حکم الأَسماء حکمت بزیاده الأَلف،و کان وزن المثقله فاعِلاًّ و وزن المخففه فاعِلاً،و أَما قراءتهم: لکنَّا هو اللهُ هو ربی فأَصلها لکن أَنا،فلما حذفت الهمزه للتخفیف و أُلقیت حرکتها علی نون لکن صار التقدیر لکننا ،فلما اجتمع حرفان مثلان کره ذلک،کما کره شدد و جلل،فأَسکنوا النون الأُولی و أَدغموها فی الثانیه فصارت لکنَّا ،کما أَسکنوا الحرف الأَول من شدد و جلل فأَدغموه فی الثانی فقالوا جَلَّ و شَدَّ،فاعْتَدُّوا بالحرکه و إن کانت غیر لازمه،و قیل فی قوله: لٰکِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی ،یقال:أَصله لکنْ أَنا،فحذفت الأَلف فالتقت نونان فجاء التشدید لذلک ;و قوله: و لَسْتُ بآتیه و لا أَسْتَطِیعُه، و لاکِ اسْقِنی إن کان ماؤُکَ ذا فَضْلِ إنما أَراد:و لکن اسقنی،فحذفت النون للضروره،و هو قبیح،و شبهها بما یحذف من حروف اللین لالتقاء الساکنین للمشاکله التی بین النون الساکنه و حرف العله.و قال ابن جنی:حَذْفُ النون لالتقاء الساکنین البَتَّهَ ;و هو مع ذلک أَقبح من حذف نون من فی قوله: غیرُ الذی قد یقالُ مِ الکَذِبِ من قِبَلِ أَن أَصل لکن المخففه لکنّ المشدده،فحذفت إحدی النونین تخفیفاً،فإذا ذهبت تحذف النون الثانیه أَیضاً أَجحفت بالکلمه ;قال الجوهری: لکن ،خفیفهً و ثقیلهً،حرفُ عطف للاستدراک و التحقیق یُوجَبُ بها بعد نفی،إلا أَن الثقیله تَعْمَلُ عَمَلَ إنّ تنصب الإِسم و ترفع الخبر،و یستدرک بها بعد النفی و الإِیجاب،تقول:ما جاءنی زید لکنَّ عمراً قد جاء،و ما تکلم زیدٌ لکنَّ عمراً قد تکلم،و الخفیفه لا تعمل لأَنها

ص :391

تقع علی الأَسماء،و الأَفعال،و تقع أَیضاً بعد النفی إذا ابتدأَت بما بعدها،تقول:جاءنی القوم لکن عمرو لم یجئ،فترفع و لا یجوز أَن تقول لکن عمرو و تسکت حتی تأتی بجمله تامه،فأَما إن کانت عاطفه اسماً مفرداً علی اسم لم یجز أَن تقع إلا بعد نفی،و تُلْزِم الثانی مثل إعراب الأَول،تقول:ما رأَیتُ زیداً لکنْ عمراً،و ما جاءنی زید لکنْ عمرو.

لن:

لن :حرف ناصب للأَفعال،و هو نَفْیٌ لقولک سیفعل،و أَصلها عند الخلیل لا أَنْ،فکثر إِستعمالها فحذفت الهمزه تخفیفاً،فالتقت أَلف لا و نون أَن،و هما ساکنان،فحذفت الأَلف من لا لسکونها و سکون النون بعدها،فخلطت اللام بالنون و صار لهما بالإِمتزاج و الترکیب الذی وقع فیهما حکم آخر،یدلک علی ذلک قول العرب:زیداً لن أَضرب،فلو کان حکم لن المحذوفه الهمزه مُبَقّیً بعد حذفها و ترکیب النون مع لام لا قبلها،کما کان قبل الحذف و الترکیب،لما جاز لزید أَن یتقدم علی أَن،لأَنه کأن یکون فی التقدیر من صله أَن المحذوفه الهمزه،و لو کان من صلتها لما جاز تقدمه علیها علی وجه،فهذا یدلک أَن الشیئین إذا خُلِطا حدَثَ لهما حکمٌ و معنیً لم یکن لهما قبل أَن یتمزجا،أَ لا تری أَن لو لا مرکبه من لو و لا،و معنی لو امتناع الشیء لامتناع غیره،و معنی لا النفی و النهی،فلما رکبا معاً حدث معنی آخر و هو امتناع الشیء لوقوع غیره ؟فهذا فی أَن بمنزله قولنا کأَنَّ،و مصحح له و مُؤَنَّسٌ به و رادٌّ علی سیبویه ما أَلزمه الخلیل من أَنه لو کان الأَصل لا أَن لما جاز زیداً لن أَضرب،لامتناع جواز تقدم الصله علی الموصول،و حِجاج الخلیل فی هذا ما قَدَّمنا ذکره لأَن الحرفین حدث لهما بالترکیب نحوٌ لم یکن لهما مع الانفراد.الجوهری: لن حرف لنفی الاستقبال،و تنصب به تقول: لن یقوم زید.التهذیب:قال النحویون لن تنصب المستقبل،و اختلفوا فی عله نصبه إیاه،فقال أَبو إسحق النحوی:روی عن الخلیل فیه قولان:أَحدهما أَنها نصبت کما نصبت أَن و لیس ما بعدها بصله لها لأَن لن تَفْعَلَ نَفْیُ سیفعل فیقدم ما بعدها علیها نحو قولک زیداً لن أَضرب کما تقول زیداً لم أَضرب،و روی سیبویه عن بعض أَصحاب الخلیل أَنه قال الأَصل فی لن لا أَن،و لکن الحذف وقع استخفافاً،و زعم سیبویه أَن هذا لیس بجید و لو کان کذلک لم یجز زیداً لن أَضرب،و هذا جائز علی مذهب سیبویه و جمیع النحویین البصریین ;و حکی هشام عن الکسائی فی لن مثل هذا القول الشاذ عن الخلیل و لم یأْخذ به سیبویه و لا أَصحابه.و قال اللیث:زعم الخلیل فی لن أَنه لا أَن فوُصِلَتْ لکثرتها فی الکلام،أَ لا تری أَنها تشبه فی المعنی لا و لکنها أَوکد ؟تقول: لن یُکْرِمَک زید،معناه کأَنه کان یطمع فی إکرامه فنفیت ذلک و وَکَّدْتَ النفی بلن ،فکانت أَوجب من لا.و قال الفراء:الأَصل فی لن و لم لا،فأَبدلوا من أَلف لا نوناً و جحدوا بها المستقبل من الأَفعال و نصبوه بها،و أَبدلوا من أَلف لا میماً و جحدوا بها المستقبل الذی تأْویله المُضِیُّ و جزموه بها.قال أَبو بکر:و قال بعضهم فی قوله تعالی: فَلاٰ یُؤْمِنُوا حَتّٰی یَرَوُا الْعَذٰابَ الْأَلِیمَ ، فلَنْ یُؤْمنوا،فأُبدلت الأَلف من النون الخفیفه ;قال:و هذا خطأٌ،لأَن لن فرع للا،إذ کانت لا تَجْحَدُ الماضیَ و المستقبلَ و الدائم و الأَسماءَ،و لن لا تجحد إلا المستقبل وحده.

لهن:

اللُّهْنه ما تُهْدِیه للرجل إذا قَدِمَ من سفر.و اللهْنه :السُّلْفَه و هو الطعام الذی یُتَعَلَّل به قبل الغداء،و فی الصحاح:هو ما یتَعَلَّلُ به الإِنسانُ

ص :392

قبل إدراک الطعام ;قال عطیه الدُّبیریّ: طَعامُها اللُّهنهُ أَو أَقلّ و قد لَهَّنَهم و لَهَّنَ لهم و سَلَّفَ لهم.و یقال:سَلَّفْتُ القومَ أَیضاً،و قد تَلَهَّنت تَلَهُّناً .الجوهری: لَهَّنته تَلْهیناً فتَلَهَّنَ أَی سَلَّفْتُه.و یقال: أَلْهَنْتُه إذا أَهْدَیْتَ له شیئاً عند قدومه من سفر.و بنو لَهانٍ :حیٌّ (1).و هم إخوه هَمْدَان.الجوهری:و قولهم لَهِنَّک ،بفتح اللام و کسر الهاء،فکلمه تستعمل عند التوکید،و أَصله لإِنَّک فأُبدلت الهمزه هاء کما قالوا فی إیاک هِیّاک،و إنما جاز أَن یجمع بین اللام و إنَّ و کلاهما للتوکید،لأَنه لما أُبدلت الهمزه هاء زال لفظ إنّ فصار کأَنه شیء آخر ;قال الشاعر: لَهِنَّکِ من عَبْسِیَّهٍ لَوَسِیمهٌ علی کاذبٍ،من وعْدِها ضَوْءُ صادقِ اللام الأُولی للتوکید و الثانیه لام إن ;و أَنشد الکسائی: و بی من تَباریحِ الصَّبابه لَوْعهٌ و قال:أَراد لله إنک من عَبْسِیَّه،فحذف اللام الأُولی من لله و الأَلف من إنک ;کما قال الآخر: لاهِ ابنُ عَمِّکَ و النَّوَی تعْدُو أَراد:للهِ ابنُ عمک أَی و الله،و القولُ الأَول أَصح.قال ابن بری:ذکر الجوهری لَهِنَّک فی فصل لَهَنَ ،و لیس منه لأَن اللام لیست بأَصل،و إنما هی لام الابتداء و الهاء بدل من همزه إن،و إنما ذکره هنا لمجیئه علی مثاله فی اللفظ ;و منه قول محمد بن مَسلمه: أَلا یا سَنا بَرْقٍ علی قُلَلِ الحِمَی، و اقْتِذاءُ الطائرِ:هو أَن یفتح عینیه ثم یُغْمِضَهما إغْماضَهً.

لون:

اللَّوْنُ :هیئهٌ کالسَّوَاد و الحُمْره،و لَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ.و لَوْنُ کلِّ شیء:ما فَصَلَ بینه و بین غیره،و الجمع أَلْوَان ،و قد تَلَوَّنَ و لَوَّنَ و لَوَّنه .و الأَلْوانُ :الضُّروبُ.و اللَّوْنُ :النوع.و فلان مُتَلَوِّنٌ إذا کان لا یَثْبُتُ علی خُلُقٍ واحد.و اللَّوْنُ :الدَّقَلُ،و هو ضَرْب من النخل ;قال الأَخفش:هو جماعه واحدتها لِینَه ،و لکن لما انکسر ما قبلها انقلبت الواو یاء ;و منه قوله تعالی: مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِینَهٍ ،قال:و تمرُها سَمِینُ العَجْوه.ابن سیده: الأَلْوانُ الدَّقَلُ،واحدها لَوْنٌ ،و اللِّینَهُ و اللُّونَه :کل ضربٍ من النخل ما لم یکن عجوه أو بَرْنیّاً.قال الفراء:کل شیء من النخل سوی العجوه فهو من اللیِّنِ ،واحدته لِینَهٌ ،و قیل:هی الأَلْوانُ ،الواحده لُونَه فقیل لِینَهٌ ،بالیاء،لانکسار اللام،قال ابن سیده:و الجمع لِینٌ و لُونٌ و لِیَانٌ ;قال: تَسْأَلُنی اللِّینَ و هَمِّی فی اللِّینْ ، و اللِّینُ لا یَنْبُتُ إلاَّ فی الطینْ و قال إمرؤ القیس: و سالفهٍ،کسَحوقِ اللِّیَانِ ، أَضْرَمَ فیها الغَوِیُّ السُّعُرْ

ص :393

قال ابن بری:صوابه و سالفهٌ... ،بالرفع ;و قبله: لها ذَنَبٌ مثل ذیْلِ العَرُوسِ، تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ و رواه قوم من أَهل الکوفه: ...کسَحُوق اللُّبَان ،قال:و هو غلط لأَن شجر اللُّبان الکُنْدُرِ لا یطول فیصیر سَحُوقاً،و السَّحُوق:النخله الطویله.و اللَّیانُ ،بالفتح:مصدر لَیِّنٌ بیِّنُ اللِّینَهِ و اللَّیانِ ;و قال الأَصمعی فی قول حُمیدٍ الأَرْقط: حتی إذا أَغْسَتْ دُجَی الدُّجُونِ، و شُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوینِ یقال:کیف ترکتم النخل ؟فیقال:حین لَوَّنَ ،و ذلک من حین أَخذ شیئاً من لَوْنِه الذی یصیر إلیه،فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب یکون أَولاً أَصفر ثم یحمرُّ ثم یسودُّ بتلوین البُسْرِ یصفرُّ و یحمرّ ثم یسودّ.و لَوَّنَ البُسْرُ تَلْویناً إذا بدا فیه أَثَرُ النُّضج.و

16- فی حدیث جابر و غُرَمائه :اجْعَلِ اللَّوْنَ علی حِدَته. ;قال ابن الأَثیر: اللَّوْنُ نوع من النخل قیل هو الدَّقَلُ،و قیل:النخل کله ما خلا البَرْنِیَّ و العجوهَ،تسمیه أَهل المدینه الأَلوانَ ،واحدته لِینَه و أَصله لِوْنَه،فقُلبت الواو یاء لکسره اللام.و

17- فی حدیث ابن عبد العزیز :أَنه کتب فی صدقه التمر أَن یؤْخذ فی البَرْنِیِّ من البَرْنِیِّ،و فی اللَّوْنِ من اللَّوْنِ . ،و قد تکرر فی الحدیث.و لُوَیْنٌ اسم.

لین:

اللِّینُ :ضِدُّ الخُشونه.یقال فی فِعْل الشیء اللَّیِّن : لانَ الشیءُ یَلِینُ لِیْناً و لَیَاناً و تَلَیَّن و شیءٌ لَیِّنٌ و لَیْنٌ ،مخفف منه،و الجمع أَلْیِناءُ .و

16- فی الحدیث :یَتْلُونَ کتابَ الله لَیِّناً . أَی سَهْلا علی أَلسنتهم،و یروی لَیْناً ،بالتخفیف،لغه فیه.و أَلانه هو و لَیَّنه و أَلْیَنه :صَیَّرَه لَیِّناً .و یقال: أَلَنْتُه و أَلْیَنتُه علی النقْصان و التمام مثل أَطَلْته و أَطْوَلْتُه.و استلانه :عَدَّه لیِّناً ،و فی المحکم:رآه لیِّناً ،و قیل:وجده لیِّناً علی ما یغلب علیه فی هذا النحو.و

1- فی حدیث علیّ،علیه السلام،فی ذکر العلماء الأَتقیاء :فباشَرُوا رُوحَ الیقین،و اسْتلانُوا ما اسْتَخْشنَ المُترَفُون،و استَوْحَشُوا مما أَنِسَ به الجاهلون. و تلَیَّنَ له:تملَّقَ.و اللَّیانُ :نَعْمَهُ العیْشِ ;و أَنشد الأَزهری: بیضاءُ باکرَها النَّعِیمُ،فصاغَها بلَیَانِه ،فأَدَقَّها و أَجَلَّها یقول:أَدَقَّ خَصْرَها و أَجَلَّ کفَلَها أَی وَفَّرَه.و اللَّیانُ ،بالفتح:المصدر من اللِّین ،و هو فی لَیانٍ من العیش أَی رَخاء و نعیم و خفْضٍ.و إنه لذو مَلْینَهٍ أَی لیِّنُ الجانب.و رجل هَیْنٌ لَیْنٌ و هَیِّنٌ لیِّنٌ ،العرب تقوله ;و حدیث عثمان بن زائدهَ قال:قالت جدّه سفیان لسفیان: بُنَیَّ،إنَّ البِرَّ شیءٌ هَیِّنُ، المَفْرَشُ اللَّیِّنُ و الطُّعَیِّمُ، و مَنْطِقٌ،إذا نطَقْتَ، لیِّنُ قال:یأْتون بالمیم مع النون فی القافیه ;و أَنشده أَبو زید: بُنَیَّ،إنَّ البِرَّ شیءٌ هَیْنُ، المَفْرَشُ اللَّیِّنُ و الطُّعَیْمُ، و مَنْطِقٌ،إذا نطَقْتَ، لَیْنُ و قال الکمیت: هَیْنُونَ لَیْنُونَ فی بُیوتِهم، سِنْخُ التُّقَی و الفَضائلُ الرُّتَبُ

ص :394

و قوم لَیْنُون و أَلْیِناءُ :إنما هو جمع لَیِّن مشدداً و هو فَیْعِل لأَن فَعْلاً لا یُجْمع علی أَفْعلاء.و حکی اللحیانی:إنهم قوم أَلْیِناءُ ،قال:و هو شاذ.و اللِّیانُ ،بالکسر: المُلایَنه .و لایَنَ الرجلَ مُلایَنه و لِیاناً : لانَ له.و

17- قول ابن عمر فی حدیثه :خیارُکم أَلایِنُکم مَناکِبَ فی الصلاهِ. ;هی جمع أَلْیَنَ و هو بمعنی السُّکُون و الوَقار و الخُشوع.و اللَّیْنَهُ :کالمِسْوَرهِ یُتَوَسَّدُ بها ;قال ابن سیده:أَری ذلک للِینِها و وَثارَتها.و

14- فی الحدیث :أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،کان إذا عَرَّس بلیل توَسَّدَ لَیْنهً ،و إذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصَبَ ساعدَه. ;قال: اللَّیْنه کالمِسْوَره أَو الرِّفاده،سمیت لَیْنهً للینها ;و قول الشاعر: قطَعْتَ عَلیَّ الدَّهرَ سوفَ و عَلَّهُ، أَراد أَلانَ ،فترک الهمز. و قوله فی التنزیل العزیز: مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِینَهٍ ;قال:کلُّ شیء من النخل سوی العجوه فهو من اللِّینِ ،واحدته لِینهٌ .و قال أَبو إسحاق:هی الأَلوان،الواحده لُونَهٌ،فقیل لِینه،بالیاء،لانکسار اللام.و حروف اللِّینِ :الأَلفُ و الیاء و الواو،کانت حرکه ما قبلها منها أَو لم تکن،فالذی حرکه ما قبله منه کنار و دار و فیل و قیلٍ و حُول و غُول،و الذی لیس حرکه ما قبله منه إنما هو فی الیاء و الواو کبَیْتٍ و ثَوْبٍ،فأَما الأَلف فلا یکون ما قبلها إلا منها.و لِینه :ماء لبنی أَسد احْتَفره سلیمان بن داود،علیهما السلام،و ذلک أَنه کان فی بعض أَسفاره فشکا جُنْدُه العَطش فنَظر إلی سِبَطْرٍ فوجده یضحک فقال:ما أَضحکک ؟فقال:أَضحکنی أَن العطش قد أَضَرَّ بکم و الماء تحت أَقدامکم،فاحتَفَر لِینهَ ;حکاه ثعلب عن ابن الأَعرابی،و قد یقال لها اللِّینه .قال أَبو منصور:و لِینَه موضع بالبادیه عن یسار المُصْعِدِ فی طریق مکه بحذاء الهَبِیر ;ذکره زهیر فقال: من ماءِ لِینَهَ لا طَرْقاً و لا رَنَقا قال:و بها رَکایا عَذْبه حُفِرَت فی حَجَرٍ رخْوٍ،و الله أَعلم.

سمینهٌ أَسفلَ الصَّدْرِ کأَنها لحمهٌ فَضْلٌ،قال:و کذلک مَأْنهُ الطِّفْطِفه.و جاءه أَمرٌ ما مأَنَ له أَی لم یشعر به.و ما مأَنَ مأْنَه ;عن ابن الأَعرابی،أَی ما شعرَ به.و أَتانی أمرٌ ما مأَنْتُ مأْنه و ما مأَلْتُ مأْلَه و لا شأَنْتُ شأْنه أَی ما تهیَّأْتُ له ;عن یعقوب،و زعم أَن اللام مبدله من النون.قال اللحیانی:أَتانی ذلک و ما مأنْتُ مأنه أَی ما علِمْتُ عِلْمَه،و قال بعضهم:ما انتبهت له و لا شعرْتُ به و لا تهَیَّأتُ له و لا أَخذْتُ أُهْبته و لا احتَفلْتُ به ;و یقال من ذلک:و لا هُؤْتُ هَوْأَهُ و لا رَبَأْتُ رَبْأَه.و یقال:هو یَمْأَنُه أَی یَعْلمه.الفراء:أَتانی و ما مأَنْتُ مأْنه أَی لم أَکترِثْ له،و قیل:من غیر أَن تَهیَّأْتُ له و لا أَعدَدْتُ و لا عَمِلْتُ فیه ;و قال أَعرابی من سُلَیْم:أَی ما علمت بذلک.و التَّمْئِنَهُ :الإِعلام.و المَئِنَّهُ :العَلامه.قال ابن بری:قال الأَزهری المیم فی مئِنَّه زائده لأَن وزنها مَفْعِله،و أَما المیم فی تَمْئِنه فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَی تهیأْت،فعلی هذا تکون التَّمئنه التَّهیئه.و قال أَبو زید:هذا أَمر ما مأَنْتُ له أَی لم أَشعُرْ به.أَبو سعید: امْأَنْ مأْنَک أَی اعمَلْ ما تُحْسِنُ.و یقال:أَنا أَمأَنُه أَی أُحْسنه،و کذلک اشْأَنْ شأْنَک ;و أَنشد: إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه، الأَصمعی: ماأَنْتُ فی هذا الأَمر علی وزن ماعَنْت أَی رَوَّأْتُ.و المَؤُونه :القُوتُ. مأَنَ القومَ و مانهم:قام علیهم ;و قول الهذَلیَّ: رُوَیدَ علِیّاً جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهِمْ إلینا،و لکنْ وُدُّهم مُتَمائنُ معناه قدیم،و هو من قولهم:جاءنی الأَمر و ما مأَنْتُ فیه مأْنهً أَی ما طلبته و لا أَطلتُ التعبَ فیه،و التقاؤهما إذاً فی معنی الطُّول و البُعد،و هذا معنی القِدَم،و قد روی مُتَمایِن،بغیر همز،فهو حینئذ من المَیْن،و هو الکذب،و یروی مُتَیامِنٌ أَی مائل إلی الیمن.الفراء:أَتانی و ما مأَنْتُ مأْنَه أَی من غیر أَن تهیَّأْتُ و لا أَعدَدْتُ و لا عَمِلْتُ فیه،و نحو ذلک قال أَبو منصور،و هذا یدل علی أَن المؤُونه فی الأَصل مهموزه،و قیل: المَؤُونه فَعُوله من مُنْتُه أَمُونُه موْناً،و همزهُ مَؤُونه لانضمام واوها،قال:و هذا حسن.و قال اللیث: المائِنه اسمُ ما یُمَوَّنُ أَی یُتکَلَّفُ من المَؤُونه .الجوهری: المَؤونه تهمز و لا تهمز،و هی فَعُوله ;و قال الفراء:هی مَفعُله من الأَیْن و هو التعب و الشِّدَّه.و یقال:هو مَفعُلهٌ من الأَوْن و هو الخُرْجُ و العِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ علی الإِنسان ;قال الخلیل:و لو کان مَفعُله لکان مَئِینهً مثل معِیشه،قال:و عند الأَخفش یجوز أَن تکون مَفعُله.و مأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم ،و من ترک الهمز قال مُنْتُهم أَمُونهم.قال ابن بری:إن جَعلْتَ المَؤُونه من مانَهم یَمُونهم لم تهمز،و إن جعلتها من مأَنْتُ همزتها ;قال:و الذی نقله الجوهری من مذهب الفراء أَن مَؤُونه من الأَیْن،و هو التعب و الشِّدَّه،صحیح إلا أَنه أَسقط تمام الکلام،و تمامه و المعنی أَنه عظیم التعب فی الإِنفاق علی من یَعُول،و قوله:و یقال هو مَفعُله من الأَوْنِ،و هو الخُرْج و العِدْل،هو قول المازنی إلا أَنه غیَّر بعضَ الکلام،فأَما الذی غیَّره فهو قوله:إن الأَوْنَ الخُرْجُ و لیس

ص :396

هو الخُرْجَ،و إِنما قال و الأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ،و هو الصحیح،لأَن أَوْنَ الخرج جانبه و لیس إِیاه،و کذا ذکره الجوهری أَیضاً فی فصل أَون،و قال المازنی:لأَنها ثِقْل علی الإِِنسان یعنی المؤُونه ،فغیَّره الجوهری فقال:لأَنه،فذکَّر الضمیر و أَعاده علی الخُرْج،و أَما الذی أَسقطه فهو قوله بعده:و یقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ و عَظُمَ بطنُها:قد أَوَّنتْ،و إِذا أَکل الإِِنسانُ و امتلأَ بطنُه و انتفخت خاصِرَتاه قیل:أَوَّنَ تأْوِیناً ;قال رؤبه: سِرّاً و قد أَوَّنَ تأْوِینَ العُقُقْ انقضی کلام المازنی.قال ابن بری:و أَما قول الجوهری قال الخلیل لو کان مَفْعُله لکان مَئینهً،قال:صوابه أَن یقول لو کان مَفْعُله من الأَیْن دون الأَوْن،لأَن قیاسها من الأَیْنِ مَئینه و من الأَوْن مَؤُونه،و علی قیاس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُله من الأَیْنِ مَؤُونه،خلاف قول الخلیل،و أَصلها علی مذهب الأَخفش مأْیُنَه،فنقلت حرکه الیاء إِلی الهمزه فصارت مَؤویْنَه،فانقلبت الیاء واواً لسکونها و انضمام ما قبلها،قال:و هذا مذهب الأَخفش.و إِنه لَمَئِنَّه من کذا أَی خَلِیقٌ.و مأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَه (1).أَی أَعْلَمته ;و أَنشد الأَصمعی للمَرَّار الفَقْعسیّ: فتهامَسُوا شیئاً،فقالوا عرّسُوا من غیرِ تَمْئِنَهٍ لغیر مُعَرَّسِ أَی من غیر تعریف،و لا هو فی موضع التَّعْریسِ ;قال ابن بری:الذی فی شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَی تکلموا من النَّئِیم،و هو الصوت ;قال:و کذا رواه ابن حبیب و فسر ابنُ حبیب التَّمْئِنه بالطُّمَأْنینه ;یقول:عَرّسوا بغیر موضع طُمَأْنینه،و قیل:یجوز أَن یکون مَفْعِله من المَئِنَّه التی هی الموضع المَخْلَقُ للنزول أَی فی غیر موضع تَعْریسٍ و لا علامه تدلهم علیه.و قال ابن الأَعرابی: تَمْئِنه تَهْیِئه و لا فِکْر و لا نظر ;و قال ابن الأَعرابی:هو تَفْعِله من المَؤُونه التی هی القُوتُ،و علی ذلک استشهد بالقوت ;و قد ذکرنا أَنه مَفْعِله،فهو علی هذا ثنائی.و المَئنَّهُ :العلامه.و

16- فی حدیث ابن مسعود :إِنَّ طولَ الصلاه و قِصَرَ الخُطْبه مَئِنَّه من فِقه الرجل. أَی أَن ذلک مما یعرف به فِقْه الرجل.قال ابن الأَثیر:و کلُّ شیء دَلَّ علی شیء فهو مَئِنَّه له کالمَخْلَقه و المَجْدره ;قال ابن الأَثیر:و حقیقتها أَنها مَفْعِله من معنی إِنَّ التی للتحقیق و التأْکید غیر مشتقه من لفظها،لأَن الحروف لا یشتق منها،و إِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دلالهً علی أَن معناها فیها،قال:و لو قیل إِنها اشتقت من لفظها بعد ما جعلت اسماً لکان قولاً،قال:و من أَغرب ما قیل فیها أَن الهمزه بدل من ظاء المَظِنَّه،و المیم فی ذلک کله زائده.قال الأَصمعی:سأَلنی شعبه عن هذا فقلت مَئِنَّه أَی علامه لذلک و خَلِیقٌ لذلک ;قال الراجز: إِنَّ اکْتِحالاً بالنَّقِیِّ الأَبْلَجِ، و نَظَراً فی الحاجِبِ المُزَجَّجِ، مَئِنَّهٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ قال:و هذا الحرف هکذا یروی فی الحدیث و الشعر بتشدید النون،قال:و حقه عندی أَن یقال مَئِینه مثال مَعِینه علی فَعِیله،لأَن المیم أَصلیه،إِلا أَن یکون أَصلُ هذا الحرف من غیر هذا الباب فیکون

ص :397

مَئِنَّه مَفْعِله من إِنَّ المکسوره المشدَّده،کما یقال:هو مَعْساهٌ من کذا أَی مَجْدَره و مَظِنَّه،و هو مبنی من عسی،و کان أَبو زید یقول مَئِتَّه،بالتاء،أَی مَخْلَقه لذلک و مَجْدَره و مَحْراه و نحو ذلک،و هو مَفْعِله من أَتَّه یَؤُتُّه أَتّاً إِذا غلبه بالحجه،و جعل أَبو عبید المیم فیه أَصلیه،و هی میم مَفْعِله.قال ابن بری: المَئِنَّه ،علی قول الأَزهری،کان یجب أَن تذکر فی فصل أَنن،و کذا قال أَبو علی فی التذکره و فسره فی الرجز الذی أَنشده الجوهری: إِنَّ اکتحالاً بالنقیِّ الأَبلج قال:و النقیّ الثَّغْر،و مَئِنَّه مَخْلَقه ;و قوله ...من الفَعالِ الأَعوج أَی هو حرام لا ینبغی.و المأْنُ :الخشبه فی رأْسها حدیده تثار بها الأَرض ;عن أَبی عمرو و ابن الأَعرابی.

متن:

المَتْنُ من کل شیء:ما صَلُبَ ظَهْرُه،و الجمع مُتُون و مِتَانٌ ;قال الحرث بن حِلِّزه: أَنَّی اهتَدَیْتِ،و کُنتِ غیرَ رَجِیلهٍ، و القومُ قد قطَعُوا مِتَانَ السَّجْسج أَراد مِتانَ السَّجاسِج فوضع الواحد موضع الجمع،و قد یجوز أَن یرید مَتْنَ السَّجْسَجِ فجمع علی أَنه جعل کلَّ جزء منه مَتْناً .و مَتْنُ کل شیء:ما ظهر منه.و مَتْنُ المَزاده:وجهُها البارزُ.و المَتْنُ :ما ارتفع من الأَرض و استوَی،و قیل:ما ارتفع و صَلُبَ،و الجمع کالجمع.أَبو عمرو: المُتُونُ جوانب الأَرض فی إِشْراف.و یقال: مَتْنُ الأَرض جَلَدُها.و قال أَبو زید:طَرَّقوا بینهم تَطْریقاً و مَتَّنُوا بینهم تمتیناً ،و التَّمْتِین :أَن یجعلوا بین الطرائق مُتُناً من شَعَر،واحدها مِتانٌ .و مَتَّنُوا بینهم:جعلوا بین الطرائق مُتُناً من شعر لئلا تُخرّقه أَطرافُ الأَعمده.و المَتْنُ و المِتانُ :ما بین کل عمودین،و الجمع مُتُنٌ .و التَّمْتِینُ و التِّمْتِین و التِّمْتانُ :الخَیْط (1)الذی یُضَرَّبُ به الفُسْطاطُ ;قال ابن بری: التَّمْتِینُ ،علی وزن تَفْعِیل،خُیوط تُشدُّ بها أَوْصالُ الخِیام.ابن الأَعرابی: التَّمْتِینُ تَضریبُ المَظَالِّ و الفَساطِیطِ بالخُیوطِ.یقال: مَتِّنْها تمتِیناً .و یقال: مَتِّنْ خِباءَکَ تمتیناً أَی أَجِدْ مَدَّ أَطْنابه،قال:و هذا غیر معنی الأَول.و قال الحِرْمازی: التَّمْتِین أَن تقول لمن سابقک تقَدَّمنی إِلی موضع کذا و کذا ثم أَلْحَقک،فذلک التَّمتین .یقال: مَتَّنَ فلانٌ لفلان کذا و کذا ذراعاً ثم لَحِقَه.و المَتْنُ :الظَّهْرُ،یذکر و یؤنث ;عن اللحیانی،و الجمع مُتونٌ ،و قیل: المَتْنُ و المَتْنهُ لغتان،یذکر و یؤنث،لَحمتان مَعصُوبتان بینهما صُلْبُ الظهر مَعْلُوَّتان بعَقَب.الجوهری: مَتْنا الظهر مُکتَنَفا الصُّلْبِ عن یمین و شمال من عَصَبٍ و لحم،یذکر و یؤنث،و قیل: المَتْنانِ و المَتْنَتانِ جَنَبَتا الظهر،و جمعُهما مُتُون ، فمَتْنٌ و مُتُون کظهْرٍ و ظُهُور،و مَتْنَه و مُتُونٌ کمَأْنهٍ و مُؤُون ;قال إمرؤ القیس یصف الفرس فی لغه من قال مَتْنه : لها مَتْنَتانِ خَظَاتا،کما أَکَبَّ علی ساعِدَیْهِ النَّمِرْ و مَتَنه مَتْناً :ضَرب مَتْنه .التهذیب: مَتَنْتُ الرجل مَتْناً إِذا ضربته،و مَتَنه مَتْناً إِذا مَدَّه،و مَتَنَ به مَتْناً إِذا مضی به یومه أَجمع،و هو یَمْتُنُ به.و مَتْنُ الرُّمح و السهم:وسطُهُما،و قیل:هو من السهم ما دون الزَّافِره إِلی وسطه،و قیل:ما دون الریش إِلی وسطه.و المَتْنُ :الوَتر.و مَتَنه بالسَّوْط مَتْناً :ضربه به أَیَّ موضع کان منه،و قیل:ضربه

ص :398

به ضرباً شدیداً.و جِلْدٌ له مَتْنٌ أَی صَلابه و أَکْلٌ و قُوَّه.و رجل مَتْنٌ :قَوِیٌّ صُلْب.و وَتَرٌ مَتِین :شدید.و شیء متین :صُلْب.و قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّهِ اَلْمَتِینُ :معناه ذو الاقتدار و الشِّدَّه،القراءه بالرفع،و اَلْمَتِینُ صفه لقوله ذُو الْقُوَّهِ ،و هو الله تبارک و تقَدَّس،و معنی ذُو الْقُوَّهِ اَلْمَتِینُ ذو الاقتدار الشدید،و اَلْمَتِینُ فی صفه الله القَوِیُّ ;قال ابن الأَثیر:هو القوی الشدید الذی لا یلحقه فی أَفعاله مشقهٌ و لا کُلْفه و لا تعَبٌ،و المَتانهُ :الشِّدَّه و القُوَّه،فهو من حیث أَنه بالغ القدره تامُّها قَوِیّ،و من حیث أَنه شدید القُوَّه متِینٌ ;قال ابن سیده:و قرئ المَتینِ بالخفض علی النعت للقُوَّه،لأَن تأْنیث القُوَّه کتأْنیث الموعظه من قوله تعالی: فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَهٌ ;أَی وَعْظٌ.و القوّه:اقْتدارٌ.و المَتِینُ من کل شیء:القَوِیُّ.و مَتُنَ الشیء،بالضم، مَتَانهً ،فهو مَتِین أَی صُلْبٌ.قال ابن سیده:و قد مَتُنَ مَتانه و مَتَّنه هو.و المُماتَنه :المُباعده فی الغایه.و سیر مُماتِنٌ :بعید.و سار سیراً مُماتِناً أَی بعیداً،و فی الصحاح أَی شدیداً.و مَتَن به مَتْناً :سار به یومه أَجمع.و

16- فی الحدیث : مَتَنَ بالناس یوم کذا. أَی سار بهم یومه أَجمع.و مَتَنَ فی الأَرض إِذا ذهب.و تَمْتِینُ القَوْس بالعَقَب و السقاء بالرُّبِّ:شَدُّه و إِصلاحُه بذلک.و مَتَنَ أُنْثَیَی الدابه و الشاه یَمْتُنُهما مَتْناً :شَقَّ الصَّفْنَ عنهما فسلَّهما بعروقهما،و خصَّ أَبو عبید به التَّیسَ.الجوهری:و مَتَنْتُ الکَبشَ شققت صَفْنه و استخرجت بیضته بعروقها.أَبو زید:إِذا شققتَ الصَّفَنَ و هو جلده الخُصْیَتین فأَخرجتهما بعروقهما فذلک المَتْنُ ،و هو مَمْتُون ،و رواه شمر الصَّفْن،و رواه ابن جَبَله الصَّفَن.و المَتْنُ :أَن تُرَضَّ خُصْیتا الکبش حتی تسترخیا.و ماتَنَ الرجلَ:فعَلَ به مثل ما یفعل به،و هی المُطاوله و المُماطَله.و ماتَنه :ماطَله.الأُمَوِیّ:مَثَنْته بالأَمر مَثْناً،بالثاء،أَی غَتَتُّه به غَتّاً ;قال شمر:لم أَسمع مَثَنْته بهذا المعنی لغیر الأُموی ;قال أَبو منصور:أَظنه مَتَنْته مَتْناً ،بالتاء لا بالثاء،مأْخوذ من الشیء المَتینِ و هو القوی الشدید،و من المُماتنه فی السیر. و یقال: ماتَنَ فلانٌ فلاناً إِذا عارضه فی جَدَلٍ أَو خصومه.قال ابن بری:و المُماتَنه و المِتانُ هو أَن تُباقیه (1).فی الجَرْی و العطیه ;و قال الطرماح: أَبَوْا لِشَقائِهم إِلاّ انْبِعاثی، و مِثْلی ذو العُلالهِ و المِتانِ و مَتَنَ بالمکان مُتُوناً :أَقام.و مَتَنَ المرأَهَ:نکحها،و الله أَعلم.

مثن:

المَثانه :مُسْتَقَرُّ البول و موضعه من الرجل و المرأَه معروفه.و مَثِنَ ،بالکسر، مَثَناً ،فهو مَثِنٌ و أَمْثَنُ ،و الأُنثی مَثْناء :اشتکی مَثانته ،و مُثِنَ مَثْناً ،فهو مَمْثُون و مَثِین کذلک.و

17- فی حدیث عمّار بن یاسر :أَنه صلی فی تُبّانٍ فقال إِنی مَمْثُون . ;قال الکسائی و غیره: الممثون الذی یشتکی مَثانته ،و هی العُضْوُ[العِضْوُ] الذی یجتمع فیه البول داخل الجوف،یقال منه:رجل مَثِنٌ و ممْثُون ،فإِذا کان لا یُمْسِکُ بولَه فهو أَمْثَن .و مَثِنَ الرجل،بالکسر،فهو أَمْثَن بَیِّنُ المَثَنِ إِذا کان لا یستمسک بوله.قال ابن بری:یقال فی فعله مَثِنَ و مُثِنَ ،فمن قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ ،و من قال مُثِن فالاسم منه مَمْثُون .ابن سیده: المَثنُ وجع المَثانه ،و هو أَیضاً أَن لا یستمسک البولُ فیها.أَبو زید: الأَمْثَنُ الذی لا یستمسک بولُه فی مثانته ،و المرأَه مَثْناء ،ممدود.ابن الأَعرابی:یقال لمَهْبِل

ص :399

المرأَه المَحْمل و المُسْتَوْدَعُ و هو المثانه أَیضاً ;و أَنشد: و حاملهٍ مَحْمولهٍ مُسْتَکِنَّهٍ، لها کلُّ حافٍ فی البِلادِ و ناعِلِ یعنی المَثانه التی هی المُسْتودَع.قال الأَزهری:هذا لفظه،قال:و المَثانه عند عوام الناس موضع البول،و هی عنده موضع الولد من الأُنثی.و المَثِنُ :الذی یَحْبِسُ بولَه.و قالت امرأَه من العرب لزوجها:إِنک لمَثِنٌ خبیث،قیل لها:و ما المَثِنُ ؟قالت:الذی یجامع عند السَّحَر عند اجتماع البول فی مَثانته ،قال:و الأَمْثَنُ مثل المَثِنِ فی حَبْسِ البول.أَبو بکر الأَنباری: المَثْناءُ ،بالمد،المرأَهُ إِذا اشتکت مَثانتها .و مَثَنه یَمْثُنه ،بالضم (1). مَثْناً و مُثُوناً :أَصابَ مَثانته .الأَزهری:و مَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه به غَتّاً ;قال شمر:لم أَسمع مثَنْتُه بهذا المعنی لغیر الأُموی ;قال الأَزهری:أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً،بالتاء لا بالثاء،مأْخوذ من المَتِین و قد تقدم فی ترجمه متن،و الله أَعلم.

مجن:

مَجَنَ الشیءُ یَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ و غَلُظَ،و منه اشتقاقُ الماجِن لصلابه وجهه و قله استحیائه.و المِجَنُّ :التُّرْسُ منه،علی ما ذهب إِلیه سیبویه من أَن وزنه فِعَلٌّ،و قد ذکر فی ترجمه جنن،و ورد ذکر المجَنِّ و المِجانِّ فی الحدیث،و هو التُّرْسُ و التِّرَسَه،و المیم زائده لأَنه من الجُنَّهِ السُّتْره.التهذیب: الماجِنُ و الماجِنَهُ معروفان،و المَجانَهُ أَن لا یُبالیَ ما صَنَع و ما قیل له ;و

17- فی حدیث عائشه تمثَّلَتْ بشعر لبید: یتَحَدّثونَ مَخانهً و مَلاذهً. المَخانه:مصدر من الخیانه،و المیم زائده،قال:و ذکره أَبو موسی فی الجیم من المُجُون ،فتکون المیم أَصلیه،و الله أَعلم.و الماجِنُ عند العرب:الذی یرتکب المَقابح المُرْدیه و الفضائح المُخْزِیه،و لا یَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه و لا تَقْریعُ من یُقَرِّعُه.و المَجْنُ :خَلْطُ الجِدِّ بالهزل.یقال:قد مَجَنْتَ فاسْکُتْ،و کذلک المَسْنُ هو المُجُون أَیضاً،و قد مَسَنَ.و المُجون :أَن لا یبالی الإِِنسانُ بما صنع.ابن سیده: الماجِنُ من الرجال الذی لا یبالی بما قال و لا ما قیل له کأَنه من غلظ الوجه و الصلابه ;قال ابن درید:أَحسَبُه دَخِیلاً،و الجمع مُجّانٌ . مَجَنَ ،بالفتح، یَمْجُنُ مُجوناً و مَجَانه و مُجْناً ;حکی الأَخیره سیبویه،قال:و قالوا المُجْنُ کما قالوا الشُّغْلُ،و هو ماجِنٌ .قال الأَزهری:سمعت أَعرابیّاً یقول لخادم له کان یَعْذِلُه کثیراً و هو لا یَرِیعُ إِلی قوله:أَراک قد مَجَنْتَ علی الکلام ;أَراد أَنه مَرَنَ علیه لا یَعْبأُ به،و مثله مَرَدَ علی الکلام.و فی التنزیل العزیز: مَرَدُوا عَلَی النِّفٰاقِ .اللیث: المَجّانُ عطیه الشیء بلا مِنَّه و لا ثمن ;قال أَبو العباس:سمعت ابن الأَعرابی یقول المَجّان ،عند العرب،الباطلُ.و قالوا:ماءٌ مَجّانٌ .قال الأَزهری:العرب تقول تمر مَجّانٌ و ماء مَجّانٌ ;یریدون أَنه کثیر کافٍ،قال:و استَطْعَمنی أَعرابی تمراً فأَطعمته کُتْلهً و اعتذرت إِلیه من قِلَّته،فقال:هذا و الله مَجّانٌ أَی کثیر کافٍ.و قولهم:أَخذه مَجّاناً أَی بلا بدل،و هو فَعّال لأَنه ینصرف.و مَجَنَّهُ :علی أَمیال من مکه ;قال ابن جنی:یحتمل أَن یکون من مَجَنَ و أَن یکون من جَنَّ،و هو الأَسبق،و قد ذکر ذلک فی ترجمه جنن أَیضاً ;و

17- فی حدیث بلال :

ص :400

و هل أَرِدَنْ یوماً مِیاهَ مَجَنَّهٍ ؟

و هل یَبْدُوَنْ لی شامهٌ و طَفِیلُ؟.

قال ابن الأَثیر: مَجَنَّه موضع بأَسفل مکه علی أَمیال،و کان یُقام بها للعرب سُوق،قال:و بعضهم یکسر میمها،و الفتح أَکثر،و هی زائده.و المُماجِنُ من النوق:التی یَنْزُو علیها غیرُ واحدٍ من الفُحوله فلا تکاد تَلْقَح.و طریق مُمَجَّنٌ أَی ممدود.و المِیجَنَه :المِدَقَّه،تذکر فی وجن،إِن شاء الله عز و جل.

مجشن:

ذکر ابن سیده فی الرباع ما صورته: الماجُشُون [ الماجِشُون ] اسم رجل ;حکاه ثعلب.و ابن الماجُشُون [ الماجِشُون ]:الفقیه المعروفُ منه،و الله أَعلم.

محن:

المِحْنه :الخِبْره،و قد امتَحنه .و امتَحن القولَ:نظر فیه و دَبَّره.

14- التهذیب:إِن عُتْبه بن عبدٍ السُّلَمی،و کان من أَصحاب سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،حَدَّث أَن رسول الله،صلی الله علیه و سلم،قال :القَتْلی ثلاثه،رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه و ماله فی سبیل الله حتی إِذا لقی العَدُوَّ قاتَلَهم حتی یُقْتَل،فذلک الشهید المُمْتَحَن فی جنه الله تحت عرشه (1).لا یَفْضُله النبیون إِلا بدرجه النبوَّه. ;قال شمر:

14- قوله فذلک الشهید المُمْتحَن . هو المُصفَّی المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضهَ إِذا صفیتها و خلصتها بالنار.و

17- روی عن مجاهد فی قوله تعالی: أُولٰئِکَ الَّذِینَ اِمْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ ،قال:خَلَّصَ اللهُ قلوبهم. ،و قال أَبو عبیده: اِمْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ صَفَّاها و هَذَّبها،و قال غیره: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ،و قیل:معنی قوله أُولٰئِکَ الَّذِینَ اِمْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْویٰ شَرَحَ اللهُ قلوبهم،کأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوی.و مَحَنْتُه و امتَحْنتُه :بمنزله خَبَرْتُه و اختبرته و بَلَوْتُه و ابتَلَیْتُه.و أَصل المَحْنِ :الضَّرْبُ بالسَّوْط.و امتَحَنتُ الذهب و الفضه إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتی خَلَّصْتَ الذهب و الفضه،و الاسم المِحْنه .و المَحْنُ :العطیه.و أَتیتُ فلاناً فما مَحَنَنی شیئاً أَی ما أَعطانی.و المِحْنه :واحده المِحَنِ التی یُمتَحَنُ بها الإِِنسانُ من بلیه،نستجیر بکرم الله منها.و

17- فی حدیث الشَّعْبی : المِحْنه بِدْعَه. ،هی أَن یأْخذ السلطانُ الرجلَ فیَمْتحِنه و یقول:فعلت کذا و فعلت کذا،فلا یزال به حتی یقول ما لم یفعله أَو ما لا یجوز قوله،یعنی أَن هذا القول بدعه ;و قولُ مُلیح الهُذَلیِّ: و حُبُّ لیلی،و لا تَخْشی مَحُونتَه ، صَدْعٌ لنَفْسِکَ مما لیس یُنْتقَدُ قال ابن جنی: مَحُونته عاره و تِباعَتُه،یجوز أَن یکون مشتقّاً من المِحْنَه لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن ،و یجوز أَن یکون مَفْعُله من الحَیْنِ،و ذلک أَن العار کالقتل أَو أَشد.اللیث: المِحْنه معنی الکلام الذی یُمتحَنُ به لیعرف بکلامه ضمیر قلبه،تقول امتحَنْتُه ،و امتَحنْتُ الکلمه أَی نظرت إِلی ما یَصِیرُ إِلیه صَیُّورُها.و المَحْنُ :النکاح الشدید.یقال: مَحَنها و مَخَنها و مسَحَها إِذا نکحها.و مَحَنه عشرین سَوْطاً:ضربه.و محن السَّوْطَ:لَیَّنَه.المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتی تُخْلِقه.ابن الأَعرابی: مَحَنْته بالشَّدِّ و العَدْو و هو التلیین بالطَّرْد،و المُمْتحَن و المُمَحَّص واحد.أَبو سعید: مَحَنْتُ الأَدیم مَحْناً إِذا مددته حتی توسعه.ابن الأَعرابی: المَحْنُ اللَّیِّنُ من کل شیء.و مَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها

ص :401

و طینها.الأَزهری عن الفراء:یقال مَحَنْتُه و مخنتُه،بالحاء و الخاء،و محجْتُه و نقَجته و نقَخته و جَلَهْته و جَحَشته و مَشَنْته و عَرَمْتُه و حسَفته و حسَلْته و خسَلْته و لَتَحْتُه کله بمعنی قَشَرْتُه.و جلد مُمتحَنٌ :مَقْشُور،و الله أَعلم.

مخن:

المَخْنُ و المَخِنُ و المِخَنُّ ،کله:الطویل ;قال: لما رآه جَسْرَباً مِخَنَّا ، أَقْصَر عن حَسْناء و ارْثَعَنَّا و قد مَخَنَ مَخْناً و مُخُوناً .اللیث:رجل مَخْنٌ و امرأَه مَخْنه إِلی القِصَر ما هو،و فیه زَهْوٌ و خِفَّه ;قال أَبو منصور:ما علمت أَحداً قال فی المَخْن إِنه إِلی القِصَر ما هو غیر اللیث،و قد روی أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب الطِّوالِ من الناس:و منهم المَخْن و الیَمْخُور و المُتماحِلُ.و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: المَخْنُ الطُّولُ،و المَخْنُ أَیضاً البُکاء،و المَخْنُ نزْحُ البئر ;و أَنشد غیره: قد أَمرَ القاضی بأَمرٍ عَدْلِ، أَنْ تَمْخَنُوها بثمانی أَدْلِ و المِخَنَّهُ :الفِناء ;قال: و وَطِئْتَ مُعتَلِیاً مِخَنَّتَنا ، و الغَدْرُ منک عَلامهُ العَبْدِ و مَخَنَ المرأَه مَخْناً :نکحها.و المَخْنُ :النَّزْعُ من البئر.و مخَنَ الشیءَ مَخْناً :کمَخَجَه ;قال: قد أَمرَ القاضی بأَمرٍ عَدْلِ، أَنْ تَمْخَنُوها بثمانی أَدْلِ و مخَنَ الأَدیمَ:قَشَره،و فی المحکم: مَخَنَ الأَدیمَ و السَّوْطَ دَلَکه و مَرَنَه،و الحاء المهمله فیه لغه.و طریق مُمَخَّنٌ :وُطِیءَ حتی سَهُلَ ;و

17- فی حدیث عائشه،رضی الله عنها ،أَنها تمثلت بشعر لبید: یتَحَدَّثونَ مَخانهً و مَلاذَه. قال: المَخانَهُ مصدر من الخِیانه،و المیم زائده،قال:و ذکره أَبو موسی فی الجیم من المُجون،فتکون المیم أَصلیه،و قد تقدم.

مدن:

مَدَنَ بالمکان:أَقام به،فِعْلٌ مُمات،و منه المَدِینه ،و هی فَعِیله،و تجمع علی مَدَائن ،بالهمز،و مُدْنٍ و مُدُن بالتخفیف و التثقیل ;و فیه قول آخر:أَنه مَفْعِله من دِنْتُ أَی مُلِکْتُ ;قال ابن بری:لو کانت المیم فی مدینه زائده لم یجز جمعها علی مُدْنٍ .و فلان مَدَّنَ المَدائنَ :کما یقال مَصَّرَ الأَمصارَ.قال و سئل أَبو علیّ الفَسَوِیُّ عن همزه مدائن فقال:فیه قولان،من جعله فَعِیله من قولک مَدَنَ بالمکان أَی أَقام به همزه،و من جعله مَفْعِله من قولک دِینَ أَی مُلِکَ لم یهمزه کما لا یهمز معایش.و المَدِینه :الحِصْنُ یبنی فی أُصطُمَّهِ الأَرض،مشتق من ذلک.و کلُّ أَرض یبنی بها حِصْنٌ فی أُصطُمَّتِها فهی مدینه ،و النسبه إِلیها مَدِینیّ ،و الجمع مَدائنُ و مُدُنٌ .قال ابن سیده:و من هنا حکم أَبو الحسن فیما حکاه الفارسی أَن مَدِینه فعیله.الفراء و غیره: المدینه فعیله،تهمز فی الفعائل لأَن الیاء زائده،و لا تهمز یاء المعایش لأَن الیاء أَصلیه.و المدینه :اسم مدینه سیدنا رسول الله،صلی الله علیه و سلم،خاصه غلبت علیها تفخیماً لها،شرَّفها الله و صانها،و إِذا نسبت إِلی المدینه فالرجل و الثوب مَدَنیٌّ ،و الطیر و نحوه مَدِینّی ،لا یقال غیر ذلک.قال سیبویه:فأَما قولهم مَدَائِنی فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد،و حمامهٌ مَدِینیَّه و جاریه مَدِینیَّه .و یقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ:هو ابن بَجْدَتِها و ابنُ مَدِینتها و ابن بَلْدَتها و ابن بُعْثُطها و ابن سُرْسُورها ;قال الأَخطل:

ص :402

رَبَتْ و رَبا فی کَرْمِها ابنُ مَدِینهٍ

یَظَلُّ علی مِسْحاته یتَرَکَّلُ

ابنُ مَدِینهٍ أَی العالم بأَمرها.و یقال للأَمه: مَدِینه أَی مملوکه،و المیم میم مَفْعُول،و ذکر الأَحولُ أَنه یقال للأَمه ابنُ مَدِینه ،و أَنشد بیت الأَخطل،قال:و کذلک قال ابن الأَعرابی ابنُ مَدِینه ابنُ أَمه،قال ابن خالویه:یقال للعبد مَدِینٌ و للأَمه مَدِینه ،و قد فسر قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ ;أَی مملوکون بعد الموت،و الذی قاله أَهل التفسیر لمَجْزِیُّون.و مَدَنَ الرجلُ إِذا أَتی المدینه .قال أَبو منصور:هذا یدل علی أَن المیم أَصلیه.قال:و قال بعض من لا یوثق بعلمه مَدَن بالمکان أَی أَقام به.قال:و لا أَدری ما صحته،و إِذا نسبت إِلی مدینه الرسول،علیه الصلاه و السلام،قلت مَدَنیٌّ ،و إِلی مدینه المنصور مَدِینیّ ،و إِلی مدائن کِسْرَی مَدائِنیٌّ ،للفرق بین النسب لئلا یختلط.و مَدْیَنُ :اسم أَعجمی،و إِن اشتققته من العربیه فالیاء زائده،و قد یکون مَفْعَلاً و هو أَظهر.و مَدْیَنُ :اسم قریه شعیب،علی نبینا و علیه أَفضل الصلاه و السلام،و النسب إِلیها مَدْیَنِیٌّ .و المَدَانُ :صنم.و بَنُو المَدَانِ :بطْنٌ،علی أَن المیم فی المَدَان قد تکون زائده.و فی الحدیث ذِکْرُ مَدَان ،بفتح المیم،له ذکر فی غزوه زید بن حارثه بنی جُذَام،و یقال له فَیْفاءُ مَدَانَ ;قال:و هو وادٍ فی بلاد قُضاعَه.

مذن:

17- النهایه فی حدیث رافع بن خَدِیج :کنا نَکْرِی الأَرض بما علی الماذِیانات و السواقی. ،قال:هی جمع ماذِیانٍ ،و هو النهر الکبیر،قال:و لیست بعربیه،و هی سَوَادیَّه،و تکرَّر فی الحدیث مفرداً و مجموعاً،و الله أَعلم.

مرن:

مَرَنَ

یَمْرُنُ

مَرَانهً و مُرُونهً :و هو لِینٌ فی صَلابه.و مَرَّنْتُه :أَلَنْتُه و صَلَّبْتُه.و مَرَنَ الشیءُ یَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ،و هو لَیِّنٌ فی صلابه.و مَرَنَتْ یَدُ فلانٍ علی العمل أَی صَلُبتْ و استمَرَّتْ.و المَرَانهُ :اللِّینُ.و التَّمْرینُ :التَّلْیینُ.و مَرَنَ الشیءُ یَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ.و رمْحٌ مارِنٌ :صُلْبٌ لَیِّنٌ،و کذلک الثوبُ.و المُرّانُ ،بالضم و هو فُعّالٌ:الرماح الصُّلْبه اللَّدْنهُ،واحدتُها مُرَّانه .و قال أَبو عبید: المُرّانُ نبات الرماح.قال ابن سیده:و لا أَدری ما عنی به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت.ابن الأَعرابی:سُمِّی جماعهُ القَنَا المُرّانَ للینه،و لذلک یقال قناه لَدْنَهٌ.و رجل مُمَرَّنُ الوجه:أَسِیلُه.و مَرَنَ وجهُ الرجل علی هذا الأَمر.و إِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَی صُلْبُ الوجه ;قال رؤبه: لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن بری:صوابه مَعِکٍ،بالکاف.یقال:رجل مَعِکٌ أَی مماطل ;و بعده: أَلْیَسَ مَلْوِیِّ المَلاوِی مِثْفَنِ و المصدر المُرُونه .و مَرَدَ فلانٌ علی الکلام و مَرَنَ إِذا استمَرّ فلم یَنْجَعْ فیه. و مَرَنَ علی الشیء یَمْرُن مُرُوناً و مَرَانه :تعوَّده و استمرَّ علیه.ابن سیده: مَرَنَ علی کذا یَمْرُنُ مُرُونه و مُرُوناً دَرَبَ ;قال: قد أَکْنَبَتْ یَداک بَعدَ لِینِ، و بعد دُهْنِ الْبانِ و المَضْنُونِ، و هَمَّتا بالصَّبْرِ و المُرُونِ و مَرَّنه علیه فتمَرَّن :دَرَّبه فتدَرَّب.و لا أَدری أَیُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَی أَیُّ الوَری هُوَ.و المَرْنُ :الأَدیمُ المُلَیَّن المَدْلوک.و مَرَنْتُ

ص :403

الجلدَ أَمرُنه مَرْناً و مَرَّنْتُه تمریناً ،و قد مَرَنَ الجِلدُ أَی لانَ.و أَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتی مَرَنَ أَی لانَ.و قد مَرَّنوه أَی لَیَّنُوه.و المَرْنُ :ضرب من الثیاب ;قال ابن الأَعرابی:هی ثیابٌ قُوهِیَّه ;و أَنشد للنمر: خفیفاتُ الشُّخُوصِ،و هُنَّ خُوصٌ، کأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثیابُ مَرْنِ و قال الجوهری: المَرْنُ الفِرَاء فی قول النمر: کأَن جُلُودَهُنَّ ثیابُ مَرْنِ و مَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً و مَرَّنَها :ضربها به.و ما زالَ ذلک مَرِنَک أَی دَأْبَکَ.قال أَبو عبید:یقال ما زال ذلک دِینَک و دَأْبَک و مَرِنَک و دَیْدَنَک أَی عادَتَک.و القومُ علی مَرِنٍ واحدٍ:علی خُلُقٍ مُسْتوٍ،و اسْتَوَتْ أَخلاقُهم.قال ابن جنی: المَرِنُ مصدرٌ کالحَلِفِ و الکَذِبِ،و الفعل منه مَرَنَ علی الشیء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فیه و لانَ له،و إِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً و لأَقْتُلنه،قلت أَنت:أَو مَرِناً ما أُخْرَی أَی عسی أَن یکون غیر ما تقول أَو یکون أَجْرَأَ له علیک.الجوهری:و المَرِنُ ،بکسر الراء،الحالُ و الخُلُق.یقال:ما زال ذلک مَرِنی أَی حالی.و المارِن :الأَنف،و قیل:طَرفه،و قیل: المارِنُ ما لان من الأَنف،و قیل:ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم و فَضَلَ عن القصبه،و ما لان من الرُّمْح ;قال عُبید یذکر ناقتَه: هاتِیکَ تحْمِلُنی و أَبْیضَ صارِماً، و مُذَرَّباً فی مارِنٍ مَخْموس و مَرْنا الأَنفِ:جانباه ;قال رؤبه: لم یُدْمِ مَرْنَیْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب،و یجوز أَن یکون خِشَاشُ ذی الزم فحذف و

17- فی حدیث النخعی :فی المارِنِ الدِّیَهُ. ; المارِنُ من الأَنف:ما دون القَصبه.و المارنان :المُنْخُران.و مارَنَتِ الناقهُ ممارنهً و مِراناً و هی ممارِنٌ :ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت و لم یکن بها لِقاحٌ،و قیل:هی التی یُکْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح،و قیل:هی التی لا تَلْقَح حتی یُکرَّر علیها الفحل.و ناقه مِمْرانٌ إِذا کانت لا تَلْقَح.و مَرَنَ البعیرَ و الناقهَ یمرُنهما مَرْناً :دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفیً به.و التَّمْرین :أَن یَحْفَی الدابهُ فیَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْلیه بأَخْثاء البقر و هی حارَّه ;و قال ابن مقبل یصف باطنَ مَنسِم البعیر: فرُحْنا بَرَی کلُّ أَیدیهما سَریحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون و قال أَبو الهیثم: المَرْنُ العمَل بما یُمَرِّنُها ،و هو أَن یَدْهَنَ خُفَّها بالوَدک.و قال ابن حبیب: المَرْنُ الحَفاءُ،و جمعه أَمْرانٌ ;قال جریر: رَفَّعْتُ مائِرَهَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِیفِ علی وَجَی الأَمْران و ناقه مُمارِنٌ :ذَلُولٌ مَرْکوبه.قال الجوهری:و المُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ.یقال: مارَنَتِ الناقهُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.و المَرَنُ :عَصَبُ باطِن العَضُدَینِ من البعیر،و جمعه أَمرانٌ ;و أَنشد أَبو عبید قول الجعدی: فأَدَلَّ العَیْرُ حتی خِلْته قال:أَدلّ من الإِِدلال ;و أَنشد غیره لطَلْقِ بن عَدِی:

ص :404

نَهْدُ التَّلِیل سالِمُ الأَمْرانِ

الجوهری: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ یکون فیها ;و قول ابن مقبل: یا دار سَلْمی خَلاء لا أُکَلِّفُها إِلا المَرانَهَ حتی تَعْرِفَ الدِّینا قال الفارسی: المَرانَه اسم ناقته و هو أَجودُ ما فسِّرَ به،و قیل:هو موضع،و قیل:هی هَضْبه من هضَبات بنی عَجْلانَ،یرید لا أُکَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلک المکان و تذهب إِلی موضع آخر.و قال الأَصمعی: المرانه اسم ناقه کانت هادیه بالطریق،و قال:الدِّینُ العَهْدُ و الأَمرُ الذی کانت تعهده.و یقال: المَرانه السُّکوتُ الذی مَرَنَتْ علیه الدار،و قیل: المرانه مَعْرِفتُها ;قال الجوهری:أَراد المُرُون و العادَه أَی بکثره وُقُوفی و سَلامی علیها لتَعْرِفَ طاعتی لها.و مَرَّانُ شَنُوأَه:موضع بالیمن.و بنو مَرِینا :الذین ذکرهم إمرؤ القیس فقال: فلو فی یوْمِ مَعْرَکَهٍ أُصِیبُوا، و لکِنْ فی دِیارِ بنی مَرِینا هم قوم من أَهل الحِیرَه من العُبّاد،و لیس مَرِینا بکلمه عربیه.و أَبو مَرینا :ضرب من السمک.و مُرَیْنهُ :اسم موضع ;قال الزاری: تَعاطی کَباثاً من مُرَیْنهَ أَسْوَدا و المَرانه :موضع لبنی عَقِیلٍ ;قال لبید: لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، فشَرْجَهُ فالمَرانهُ فالحِبالُ (1). و هو فی الصحاح مَرَانه ،و أَنشد بیت لبید.ابن الأَعرابی:یوْمُ مَرْنٍ إِذا کان ذا کِسْوَه و خِلَعٍ،و یوم مَرْنٍ إِذا کان ذا فِرارٍ من العدوّ.و مَرَّان ،بالفتح:موضع علی لیلتین من مکه،شرفها الله تعالی،علی طریق البصره،و به قبر تمیم بن مُرٍّ ;قال جریر: إِنی:إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَنی، جارٌ لقَبْر علی مَرّانَ مَرْمُوسِ أَی أَذُبُّ عنه الشعراء:و قوله حَرَّبَنی أَغضبنی ;یقول:تمیم بن مُرّ جاری الذی أَعْتَزُّ به،فتمیم کلها تحمینی فلا أُبالی بمن یُغْضِبُنی من الشعراء لفخری بتمیم ;و أَما قول منصور: قَبْرٌ مَرَرْتُ به علی مَرَّانِ فإِنما یعنی قبر عمرو بن عُبَید،

17- قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ :حدثنی زَمِیلُ عمرو بن عُبیْد قال سمعته فی اللیله التی مات فیها یقول:اللهم إنک تَعْلم أَنه لم یَعْرِضْ لی أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لک فیه رِضاً و الآخرُ لی فیه هَویً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاک علی هوایَ،فاغْفِرْ لی ;و مر أَبو جعفر المنصورُ علی قبره بمَرّان ،و هو موضع علی أَمیالٍ من مکه علی طریق البصره،فقال: صَلَّی الإِِلهُ علیکَ من مُتَوَسِّدٍ قال:و روی: صلَّی الإِِلهُ علی شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به علی مَرَّانِ .

ص :405

مرجن:

التهذیب فی الرباعی:فی التنزیل العزیز: یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ اَلْمَرْجٰانُ ;قال المفسرون: اَلْمَرْجٰانُ صغار اللؤلؤ،و اَللُّؤْلُؤُ اسم جامع للحبِّ الذی یخرج من الصدَفه،و المَرْجانُ أَشدُّ بیاضاً،و لذلک خص الیاقوت و المرجان فشبه الحور العین بهما.قال أَبو الهیثم:اختلفوا فی المَرْجانِ فقال بعضهم هو البُسَّذُ،و هو جوهر أَحمر یقال إِن الجن تُلْقیه فی البحر ;و بیت الأَخطل حجه للقول الأَول: کأَنما الفُطْرُ مَرْجان تساقِطُه، إِذا عَلا الرَّوْحقَ و المَتْنَینِ و الکَفَلا.

مرزبان:

16- فی الحدیث :أَتیت الحِیرَه فرأَیتهم یسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم. ;قال:هو بضم الزای أَحد مَرازبه الفُرْس،و هو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ علی القوم دون المَلِک،و هو مُعَرَّب.

مرفن:

ذکر فی الرباعی من حرف الراء: المُرْفَئِنُّ الساکن بعد النِّفارِ.

مزن:

المَزْنُ :الإِِسراع فی طلب الحاجه. مَزَنَ یَمْزُنُ مَزْناً و مُزُوناً و تَمَزَّنَ :مضی لوجهه و ذهب و یقال:هذا یومُ مَزْنٍ إِذا کان یوم فرار من العدوّ.التهذیب:قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف ;و أَنشد: بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ فی الجَهْلِ و التَّمَزُّنِ الرَّبِیحِ قال أَبو منصور: التَّمَزُّنُ عندی هاهنا تفَعُّل من مَزَن فی الأَرض إِذا ذهب فیها،کما یقال فلان شاطِرٌ و فلان عَیّارٌ ;قال رؤبه: و کُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ و التَّمَزُّنِ ، یَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قال:هو من المُزُونِ و هو البعد.و تَمَزَّنَ علی أَصحابه:تفَضِّلَ و أَظهر أَکثر مما عنده،و قیل: التَّمَزُّنُ أَن تری لنفسک فضلاً علی غیرک و لست هناک ;قال رَکَّاضٌ الدُّبیریّ: یا عُرْوَ،إِنْ تَکْذِبْ عَلیَّ تَمَزُّناً بما لم یَکُنْ،فاکْذِبْ فلستُ بکاذِبِ قال المبرد: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِیناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند خلیفه أَو وال.و مَزَنَهُ مَزْناً :مدحه.و المُزْنُ :السحاب عامهٌ،و قیل:السحاب ذو الماء،واحدته مُزْنهٌ ،و قیل: المُزْنَهُ السحابه البیضاء،و الجمع مُزْنٌ ،و البَرَدُ حَبُّ المُزْنِ ،و تکرر فی الحدیث ذکر المزنِ .قال ابن الأَثیر: المُزْنُ و هو الغیم و السحاب،واحدته مُزْنَهٌ ،و مُزَیْنه تصغیر مُزْنهٍ ،و هی السحابه البیضاء،قال:و یکون تصغیر مَزْنَهٍ .یقال: مَزَنَ فی الأَرض مَزْنَهً واحده أَی سار عُقْبَهً واحده،و ما أَحسن مُزْنَتَه ،و هو الاسم مثل حُسْوهٍ و حَسْوهٍ.و المُزْنَهُ :المَطْرَهُ ;قال أَوْسُ بن حجَرٍ: أَ لم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَهً ، و عُفْرُ الظِّباء فی الکِناسِ تَقَمَّعُ ؟ و ابن مُزْنهَ الهلال ;حکی ذلک عن ثعلب ;و أَنشد الجوهری لعمرو بن قَمِیئه: کأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِیطٌ لدَی الأُفقِ من خِنْصِرِ و مُزْنُ :اسم امرأَه،و هو من ذلک.و المازِنُ :بیض النمل ;و أَنشد: و تَرَی الذَّنِینَ علی مَرَاسِنِهِمْ، یوم الهِیاج، کمازِنِ الجَثْلِ و مازِنُ و مُزَیْنهُ :حَیّان،و قیل: مازِن أَبو قبیله من تمیم،و هو مازِنُ بن مالک بن عمرو بن تمیم،و مازِنُ فی بنی صَعْصَعه بن معاویه،و مازِنُ فی بنی شیبان.

ص :406

و قولهم:مازِ رأْسَکَ و السیفَ،إنما هو ترخیم مازِنٍ اسم رجل،لأَنه لو کان صفه لم یجز ترخیمه،و کان قد قتله بُجَیْرٌ و قال له هذا القول،ثم کثر استعمالهم له فقالوه لکل من أَرادوا قتله یریدون به مُدَّ عنقک.و مَزُون :اسم من أَسماء عُمَان بالفارسیه ;أَنشد ابن الأَعرابی: فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِیُّ عَثِرْ الجوهری:کانت العرب تسمِّی عُمَانَ المَزُونَ ;قال الکُمیتُ: فأَما الأَزْدُ،أَزْدُ سَعِیدٍ، فأَکْرَهُ أن أُسَمِّیها المَزُونَا قال الجوهری:و هو أَبو سعید المُهَلَّبُ المَزُونیُّ أَی أَکره أَن أَنْسُبَه إلی المَزُونِ ،و هی أَرض عُمَانَ،یقول:هم من مُضَرَ.و قال أَبو عبیده:یعنی بالمَزونِ المَلاَّحین،و کان أَرْدَشِیر بابْکان (1).جعل الأَزْدَ مَلاَّحین بشِحْر عُمَان قبل الإِسلام بستمائه سنه.قال ابن بری:أَزْدُ أَبی سعید هم أَزد عُمَانَ،و هم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبی صُفْرَهَ.و المَزُونُ :قریه من قری عُمَان یسکنها الیهودُ و المَلاّحون لیس بها غیرهم،و کانت الفرْسُ یسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الکمیت:إن أَزْدَ عُمَان یکرهون أَن یُسَمَّوا المَزُونَ و أَنا أَکره ذلک أَیضاً ;و قال جریر: و أَطْفَأْتُ نِیرانَ المَزونِ و أَهْلِها، و قد حاوَلُوها فِتْنهً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَوالیقی: المَزُونُ بفتح المیم،لعُمان و لا نقل المُزُون ،بضم المیم،قال:و کذا وجدته فی شعر البَعِیث بن عمرو بن مُرَّهَ بن وُدِّ بن زید بن مُرَّهَ الیَشْکُرِیِّ یهجو المُهَلَّبَ بن أَبی صُفْره لما قدم خُرَاسان: تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَیْشٍ قال:و ظاهر کلام أَبی عبیده فی هذا الفصل أَنها المُزُون ،بضم المیم،لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحین فی أَصل التسمیه،و مُزَینه :قبیله من مُضَرَ،و هو مُزَیْنه ابنُ أُدِّ بنِ طابخه بن إلْیاس بن مُضَر،و النسبه إلیهم مُزَنِیٌّ .و قال ابن بری عند قول الجوهری مُزَینه قبیله من مُضَر،قال: مُزَیْنهُ بنتُ کَلْبِ بن وَبْرَهَ،و هی أُم عثمانَ و أَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخه.

مسن:

أَبو عمرو: المَسْنُ المُجون.یقال: مَسَنَ فلان و مَجَنَ بمعنی واحد.و المَسْنُ :الضرب بالسوط. مسَنَه بالسوط یَمْسُنه مَسْناً :ضربه.و سیاط مُسَّنٌ ،بالسین و الشین،منه،و سیأْتی ذکره فی الشین أَیضاً ;قال الأَزهری:کذا رواه اللیث و هو تصحیف،و صوابه المُشَّنُ بالشین ;و احتج بقول رؤبه: و فی أَخادید السیاط المُشَّنِ فرواه بالسین،و الرواه رووه بالشین،قال:و هو الصواب،و سیأْتی ذکره.ابن بری: مَسَنَ الشیء من الشیءَ اسْتَلَّهُ،و أَیضاً ضربه حتی یسقط.و المَیْسَنانِیُّ :ضرب من الثیاب ;قال أَبو دُوادٍ: و یَصُنَّ الوُجوهَ فی المَیْسَنانیّ کما صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ

ص :407

و مَیْسونُ :اسم إمرأَه (1).و هی مَیْسُونُ بنت بَحْدَلٍ الکلابیه ;و هی القائله: لَلُبْسُ عَباءَه،و تَقَرَّ عَیْنی، و المَیْسُونُ :فرس ظُهَیْر بن رافع شهد علیه یوم السَّرْج (2).

مسکن:

جاء

16- فی الخبر :أَنه نهی عن بیع المُسْکانِ . ،روی عن أَبی عمرو أَنه قال: المَساکِین العَرَابین،واحدها مُسْکان .و المَساکِین :الأَذلاَّء المقهورون،و إن کانوا أَغنیاء.

مشن:

المَشْنُ :ضَرْب من الضرب بالسیاط.یقال: مشَنَه و مَتَنه مَشَناتٍ أَی ضربات. مَشَنه بالسوط یَمْشُنه مَشْناً :ضربه کمَشَقه.ابن الأَعرابی:یقال مَشَقْتُه عشرین سوطاً و مَتَخْته و مَشَنْتُه ،و قال:زَلَعْتُه،بالعین،و شَلَقْتُه.و یقال: مَشَنَ ما فی ضرْعِ الناقه و مَشَقه إذا حلب.أَبو تراب عن الکلابی:امْتَشَلْتُ الناقه و امتَشَنْتُها إذا حلبتها.و مَشَّنَتِ الناقهُ تَمْشِیناً دَرَّتْ کارهه.و المَشْنُ :الخَدْشُ.و مَشَنَنی الشیءُ:سحَجَنی و خَدَشنی ;قال العجاج: و فی أَخادِیدِ السِّیاط المَشْنِ و نسبه ابن بری لرؤبه ;قال و صوابه: و فی أَخادِیدِ السِّیاطِ المُشَّنِ شافٍ لبَغْیِ الکَلِب المُشَیْطَنِ قال:و المُشَّنُ جمع ماشن ،و المَشْنُ :القَشْرُ،یرید:و فی الضرب بالسیاط التی تَخُدُّ الجلد أَی تجعل فیه کالأَخادید. و الکَلِبُ المُشَیْطَنُ:المُتَشَیْطِن.ابن الأَعرابی: المَشْنُ مسح الید بالشیء الخشن،و العرب تقول:کأَن وجهه مُشِنَ بقَتادهٍ أَی خُدِش بها،و ذلک فی الکراهه و العُبوس و الغضب.ابن الأَعرابی:مَرَّتْ بی غِرارَهٌ فمَشَنَتْنی ،و أَصابتنی مَشْنهٌ ،و هو الشیء له سعه و لا غَوْرَ له،فمنه ما بَضَّ منه دم،و منه ما لم یجرح الجلد.یقال منه: مَشَنه بالسیف إذا ضربه فقشر الجلد،قال أَبو منصور:سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ یقول لآخر: مَشِّنِ اللیفَ أَی مَیِّشْه و انْفُشْه للتَّلْسین،و التلسین:أَن یُسَوَّی اللیف قطعه قطعه و یضم بعضها إلی بعض.و مَشَنَ المرأَه:نکحها.و امرأَه مِشَانٌ :سلیطهٌ مشاتِمَهٌ ;قال: وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ ، کذِئبَه تَنْبَحُ بالرُّکْبانِ أَی وهَبْتَ یا رب هذا الولد من امرأَه غیر مرضیه.و المِشانُ من النساء:السلیطه المُشاتمه.و تَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما یکون من السِّباب،حتی کأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان و تجاذباه ;عن ابن الأَعرابی.أَبو تراب:إن فلاناً لیَمْتَشُّ من فلان و یَمْتَشِنُ أَی یُصِیب منه.و یقال: امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لک أَی

ص :408

خذ ما وجدت.و امتَشَنَ ثوبه:انتزعه.و امتَشَنَ سیفه:اخترطه و امتَشَنْتُ الشیء:اقتطعته و اخْتَلسته.و امتَشَنَ الشیء:اختطفه ;عن ابن الأَعرابی.و المِشَانُ [المُشَانُ]:نوع من التمر.و روی الأَزهری بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثَّقَفی قال:اختلف أَبی و أَبو یوسف عند هارون فقال أَبو یوسف:أَطْیَبُ الرُّطَبِ المُشانُ ،و قال أَبی:أَطیب الرطب السُّکَّرُ،فقال هارون:یُحْضَرانِ،فلما حَضَرا تناول أَبو یوسف السُّکَّرَ فقلت له:ما هذا ؟فقال:لما رأَیت الحقَّ لم أَصبر عنه.و من أَمثال أَهل العراق: بِعلَّهِ الوَرَشانِ تأْکُلُ الرُّطَبَ المُشانَ ،و فی الصحاح: تأْکل رُطَبَ المُشانِ ،بالإِضافه،قال:و لا تقل تأْکل الرُّطَبَ المُشانَ ;قال ابن بری: المُشانُ نوع من الرطب إلی السواد دقیق،و هو أَعجمی،سماه أَهل الکوفه بهذا الاسم لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان،و هی نخله کریمه صفراء البُسْرِ و التمر ;و

14- یقال :إن النبی،صلی الله علیه و سلم،دعا لها مرتین. ،فلما جاء الفُرْسُ قالوا:أَین مُوشانُ ؟و المُوشُ:الجُرَذُ،یریدون أَین أُم الجِرْذانِ،و سمیت بذلک لأَن الجِرْذان تأْکل من رطبها لأَنها تلقطه کثیراً.و المِشَانُ :اسم رجل،و الله أَعلم.

مطن:

مطَان :موضع أَو (1)....و أَنشد کراع: کما عادَ الزمانُ علی مِطان قال ابن سیده:و لم یفسره.

مطرن:

الماطِرُونُ و الماطِرُونَ :موضع ;قال الأَخطل: و لها بالماطِرونِ إذا أَکَلَ النَّمْلُ الذی جَمَعا قال ابن جنی:لیست النون فیه بزیاده لأَنها تعرب.

معن:

مَعَنَ الفرسُ و نحوه یَمْعَنُ مَعْناً و أَمْعَنَ ،کلاهما:تباعد عادیاً.و

16- فی الحدیث : أَمْعَنْتُمْ فی کذا. أَی بالغتم.و أَمْعَنُوا فی بلد العدوّ و فی الطلب أَی جدُّوا و أَبعدوا.و أَمْعَنَ الرجلُ:هرب و تباعد ;قال عنتره: و مُدَجَّجٍ کَرِهَ الکُماهُ نِزَالَه، لا مُمْعِنٍ هَرَباً و لا مُسْتَسْلِم و الماعُونُ :الطاعه.یقال:ضرَبَ الناقه حتی أَعطت ماعونها و انقادت.و المَعْنُ :الإِِقرار بالحق،

17- قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَیر:أَنْشُدُکَ الله فی وصیه رسول الله،صلی الله علیه و سلم،فنزل عن فراشه و قعد علی بساطه و تمعَّنَ علیه و قال:أَمْرُ رسول الله،صلی الله علیه و سلم،علی الرأْس و العین. ، تَمَعَّنَ أَی تصاغر و تذلل انقیاداً،من قولهم أَمْعَنَ بحقی إذا أَذعن و اعترف ;و قال الزمخشری:هو من المَعانِ المکان ;یقال:موضع کذا مَعَان من فلان أَی نزل عن دَسْتِه و تمکن علی بساطه تواضعاً.و یروی:تَمَعَّکَ علیه أَی تقلب و تَمَرَّغ.و حکی الأَخفش عن أَعرابی فصیح:لو قد نزلنا لصنعت بناقتک صنیعاً تعطیک الماعونَ أَی تنقاد لک و تطیعک.و أَمْعَنَ بحقی:ذهب.و أَمْعَنَ لی به:أَقَرَّ بعد جَحْد.و المَعْن :الجحود و الکفر للنعم.و المَعْنُ :الذل.و المَعْنُ :الشیء السهل الهین.و المَعْنُ :السهل الیسیر ;قال النِّمِرُ بن توْلَب: و لا ضَیَّعْتُه فأُلامَ فیه، فإنَّ ضَیاعَ مالِکَ غَیْرُ مَعْنِ أَی غیر یسیر و لا سهل.و قال ابن الأَعرابی:غیر حَزْمٍ و لا کَیْسٍ،من قوله أَمْعَن لی بحقی أَی أَقرّ به و انقاد،و لیس بقوی.و فی التنزیل العزیز:

ص :409

وَ یَمْنَعُونَ اَلْمٰاعُونَ ;

1- روی عن علی،رضوان الله علیه،أَنه قال : الماعون الزکاه. و قال الفراء:سمعت بعض العرب یقول: الماعون هو الماء بعینه ;قال:و أَنشدنی فیه: یَمُجُّ صَبِیرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزکاه فهو فاعولٌ من المَعْنِ ،و هو الشیء القلیل فسمیت الزکاه ماعُوناً بالشیء القلیل لأَنه یؤخذ من المال ربع عشره،و هو قلیل من کثیر.و المَعْنُ و الماعون :المعروف کله لتیسره و سهولته لدَیْنا بافتراض الله تعالی إیاه علینا.قال ابن سیده:و الماعونُ الطاعه و الزکاه،و علیه العمل،و هو من السهوله و القله لأَنها جزء من کل ;قال الراعی: قوْمٌ علی التَّنْزیِلِ لَمَّا یَمْنَعُوا ماعونَهم ،و یُبَدِّلُوا التَّنْزِیلا (1)و الماعون :أَسقاط البیت کالدَّلوِ و الفأْس و القِدْرِ و القَصْعه،و هو منه أَیضاً لأَنه لا یکْرِثُ معطیه و لا یُعَنِّی کاسبَه.و قال ثعلب: الماعون ما یستعار من قَدُومٍ و سُفْرهٍ و شَفْرهٍ.و

16- فی الحدیث :و حُسْنُ مُواساتهم بالماعون . ;قال:هو اسم جامع لمنافع البیت کالقِدْرِ و الفأْس و غیرهما مما جرت العاده بعارِیته ;قال الأَعشی: بأَجْوَدَ منه بماعُونِه ، إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ و من الناس من یقول: الماعون أَصله مَعُونه،و الأَلف عوض من الهاء.و الماعون :المَطَرُ لأَنه یأْتی من رحمه الله عَفْواً بغیر علاج کما تُعالجُ الأَبآرُ و نحوها من فُرَض المَشارب ;و أَنشد أَیضاً: أَقُولُ لصاحبی ببِراقِ نَجْدٍ: و زَهرٌ مَمْعُونٌ :ممطور أُخذ من ذلک.ابن الأَعرابی:رَوْضٌ ممعون یسقی بالماء الجاری،و قال عَدِیُّ بن زید العَبّادی: و ذی تَنَاوِیرَ ممْعُونٍ،له صَبَحٌ یَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَیْنَ أَمْهارا و قول الحَذْلَمِیّ: یُصْرَعْنَ أَو یُعْطِینَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال: الماعون ما یَمْنَعْنَهُ منه و هو یطلبه منهن فکأَنه ضد.و الماعون فی الجاهلیه:المنفعه و العطیه،و فی الإِسلام:الطاعه و الزکاه و الصدقه الواجبه،و کله من السهوله و التَّیَسُّر.و قال أَبو حنیفه: المَعْنُ و الماعُونُ کل ما انتفعت به ;قال ابن سیده:و أُراه ما انْتُفِع به مما یأْتی عَفْواً.و قوله تعالی: وَ آوَیْنٰاهُمٰا إِلیٰ رَبْوَهٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِینٍ ;قال الفراء: ذٰاتِ قَرٰارٍ أَرضٍ منبسطه، وَ مَعِینٍ :الماءُ الظاهر الجاری،قال:و لک أَن تجعل المَعِینَ مفْعولاً من العُیُون،و لک أَن تجعله فَعِیلاً من الماعون ،یکون أَصله المَعْنَ .و الماعُونُ :الفاعولُ ;و قال عُبیدٌ: واهیهٌ أَو مَعِینٌ مُمْعِنٌ ، أَو هَضْبهٌ دونها لهُوبُ (2)و المَعْنُ و المَعِینُ :الماء السائل،و قیل:الجاری علی وجه الأَرض،و قیل:الماء العذب الغزیر،و کل ذلک من السُّهوله.و المَعْنُ :الماء الظاهر،و الجمع مُعُنٌ

ص :410

و مُعُناتٌ ،و میاهٌ مُعْنانٌ .و ماء مَعِینٌ أَی جارٍ ;و یقال:هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته.و کَلأٌ مَمْعون :جری فیه الماءُ.و المُعُناتُ و المُعْنانُ :المَسایل و الجوانب،من السُّهوله أَیضاً.و المُعْنانُ :مَجاری الماء فی الوادی.و مَعَنَ الوادی:کثر فیه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه.و مَعُنَ الماءُ و مَعَنَ یَمْعَنُ مُعوناً و أَمْعَنَ :سَهُلَ و سال،و قیل:جری،و أَمْعَنَه هو.و مَعِنَ الموضعُ و النبتُ:رَوِیَ من الماء ;قال تمیم بن مُقْبل: یَمُجُّ بَرَاعِیمَ من عَضْرَسٍ، تَرَاوَحَه القَطْرُ حتی مَعِنْ أَبو زید: أَمْعَنَتِ الأَرضُ و مُعِنَتْ إذا رَوِیَتْ،و قد مَعَنها المطرُ إذا تتابع علیها فأَرواها.و فی هذا الأَمر مَعْنهٌ أَی إصلاح و مَرَمَّهٌ.و معَنَها یَمْعَنُها مَعْناً :نکحها.و المَعْنُ :الأَدیمُ:و المَعْنُ :الجلد الأَحمر یجعل علی الأَسْفاط ;قال ابن مقبل: بلاحِبٍ کمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَه أَیدی المَراسِلِ فی رَوْحاته خُنُفَا و یقال للذی لا مال له:ما له سَعْنهٌ و لا مَعْنهٌ أَی قلیل و لا کثیر ;و قال اللحیانی:معناه ما له شیء و لا قوم.و قال ابن بری:قال القالی السَّعْنُ الکثیر،و المَعْنُ القلیل،قال:و بذلک فسر ما له سَعْنهٌ و لا مَعْنهٌ .قال اللیث: المَعْنُ المعروف،و السَّعْنُ الوَدَکُ.قال الأَزهری:و المَعْنُ القلیل،و المَعْنُ الکثیر،و المَعْنُ القصیر،و المَعْنُ الطویل.و المَعْنِیُّ :القلیل المال،و المَعْنِیُّ :الکثیر المال.و أَمْعَنَ الرجلُ إذا کثر ماله،و أَمْعَنَ إذا قلَّ ماله.و حکی ابن بری عن ابن درید:ماء مَعْنٌ و مَعِینٌ ،و قد مَعُنَ ،فهذا یدل علی أَن المیم أَصل و وزنه فَعیل،و عند الفراء وزنه مفْعول فی الأَصل کمَنِیع.و حکی الهَرَوِیُّ فی فصل عین عن ثعلب أَنه قال:عانَ الماءُ یَعِینُ إذا جری ظاهراً ;و أَنشد للأَخطل: حَبَسوا المَطِیَّ علی قَدِیمٍ عَهْدُه طامٍ یَعِینُ،و غائِرٌ مَسْدُومُ و المَعَانُ :المَباءَهُ و المَنزل.و مَعانُ القوم:منزلهم.یقال:الکوفه مَعانٌ منَّا أَی منزل منا.قال الأَزهری:المیم من مَعانٍ میم مَفْعَلٍ.و مَعانٌ :موضع بالشام.و مَعِینٌ :اسم مدینه بالیمن.قال ابن سیده:و مَعِینٌ موضع ;قال عمرو بن مَعْدیکرب: دعانا من بَراقِشَ أَو مَعینٍ ، فأَسْمَعَ و اتْلأَبَّ بنا مَلِیعُ و قد یکون مَعِین هنا مفعولاً من عِنْتُهُ.و بنو مَعْنٍ :بطن.و مَعْنٌ :فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَهَ.و رجل مَعْنٌ فی حاجته،و قولهم:حَدِّثْ عن مَعْنٍ و لا حَرَجَ ;هو مَعْنُ بن زائده بن عبد الله بن زائده بن مَطَر بن شَرِیکِ بن عمرو الشیبانی،و هو عم یزیدَ بن مِزْیَد بن زائده الشیبانی،و کان مَعْنٌ أَجود العرب.قال ابن بری:قال الجوهری هو مَعْنُ بن زائده بن مَطَرِ بن شَرِیک،قال:و صوابه مَعْنُ بن زائده بن عبد الله بن زائده بن مَطر بن شریکٍ،و نسخه الصحاح التی نقَلْتُ منها کانت کما ذکره ابن بری من الصواب،فإما أَن تکون النسخه التی نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالی،و إما أَن یکون الشیخ ابن بری نقل من نسخه سقط منها جَدّان.و فی الحدیث ذکر بئر مَعُونهَ ،بفتح المیم و ضم العین،فی أَرض بنی سُلیمٍ فیما بین مکه و المدینه،و أَما بالغین المعجمه فموضع قریب من المدینه.

ص :411

مغن:

بئرُ مَغُونَه ،بالغین المعجمه:موضع قریب من المدینه،و أَما بئر مَعُونه،بالعین المهمله،فقد تقدم آنفاً،و الله أَعلم.

مغدن:

مَغْدانُ :اسم لبَغْدادَ مدینه السَّلام،و قد تقدم ذکرها و الاختلاف فی اسمها فی حرف الدال،فی ترجمه بغدد،و الله أَعلم.

مکن:

المَکْنُ و المَکِنُ :بیضُ الضَّبَّهِ و الجَرَاده و نحوهما ;قال أَبو الهِنْدیّ،و اسمه عبد المؤمن بن عبد القُدُّوسِ: و مَکْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَیب، و لا تشْتَهِیه نفُوسُ العَجَمْ واحدته مَکْنهٌ و مَکِنه ،بکسر الکاف.و قد مَکِنَتِ الضَّبَّهُ و هی مَکُونٌ و أَمْکَنتْ و هی مُمْکِنٌ إذا جمعت البیض فی جوفها،و الجَرادهُ مثلها.الکسائی: أَمْکَنَتِ الضَّبَّهُ جمعت بیضها فی بطنها،فهی مَکُونٌ ;و أَنشد ابن بری لرجل من بنی عُقیل: أَراد رَفِیقی أَنْ أَصیدَهُ ضَبَّهً مَکُوناً ،و من خیر الضِّباب مَکُونُها و

14- فی حدیث أَبی سعید :لقد کنا علی عهد رسول الله،صلی الله علیه و سلم،یُهْدَی لأَحدنا الضَّبَّهُ المَکُونُ أَحَبُّ إلیه من أَن یُهْدَی إلیه دجاجهٌ سمینه. ; المَکُونُ :التی جمعت المَکْنَ ،و هو بیضها.یقال:ضبه مَکُونٌ و ضَبٌّ مَکُونٌ ;و منه

16- حدیث أَبی رجاءٍ :أَیُّما أَحبُّ إلیک ضَبٌّ مَکُون أَو کذا و کذا ؟. و قیل:الضبَّهُ المَکُونُ التی علی بیضها.و یقال ضِبابٌ مِکانٌ ;قال الشاعر: و قال:تعَلَّمْ أَنها صَفَریَّهٌ، مِکانٌ بما فیها الدَّبَی و جَنادِبُهْ الجوهری: المَکِنَهُ ،بکسر الکاف،واحده المَکِنِ و المَکِناتِ .و

14- قوله،صلی الله علیه و سلم :أَقِرُّوا الطیر علی مَکِناتها و مَکُناتها . ،بالضم،قیل:یعنی بیضها علی أَنه مستعار لها من الضبه،لأَن المَکِنَ لیس للطیر،و قیل:عَنی مَوَاضع الطیر.و المکنات فی الأَصل:بیض الضِّباب.قال أَبو عبید:سأَلت عِدَّهً من الأَعراب عن مَکِناتِها فقالوا:لا نعرف للطیر مَکِناتٍ ،و إِنما هی وُکُنات،و إنما المَکِناتُ بیض الضِّبابِ ;قال أَبو عبید:و جائز فی کلام العرب أَن یستعار مَکْنُ الضِّبابِ فیجعل للطیر تشبیهاً بذلک،کما قالوا مَشافر الحَبَشِ،و إنما المَشافر للإِبل ;و کقول زهیر یصف الأَسد: لدَی أَسَدٍ شاکی السِّلاح مُقَذَّفٍ، له لِبَدٌ أَظفارُه لم تُقَلَّمِ و إنما له المَخالِبُ ;قال:و قیل فی تفسیر

14- قوله أَقِرُّوا الطیر علی مَکِناتها . ،یرید علی أَمْکِنتها ،و معناه الطیر التی یزجر بها،یقول:لا تَزْجُرُوا الطیر و لا تلتفتوا إلیها،أَقِرُّوها علی مواضعها التی جعلها الله لها أَی لا تضر و لا تنفع،و لا تَعْدُوا ذلک إلی غیره ;و قال شمر:الصحیح فی

14- قوله علی مَکِناتِها . أَنها جمع المَکِنَه ،و المَکِنهُ التمکن .تقول العرب:إن بنی فلان لذوو مَکِنهٍ من السلطان أی تَمکُّنٍ ،فیقول:أَقِرُّوا الطیر علی کل مَکِنهٍ ترَوْنَها علیها و دَعُوا التطیر منها،و هی مثل التَّبِعهِ مِنَ التَّتبُّعِ،و الطَّلِبهِ من التَّطلُّب.قال الجوهری:و یقال الناس علی مَکِناتِهم أَی علی استقامتهم.قال ابن بری عند قول الجوهری فی شرح هذا الحدیث:و یجوز أَن یراد به علی أَمْکِنتها أَی علی مواضعها التی جعلها الله تعالی لها،قال:لا یصح أَن یقال فی المَکِنه إنه المکان إلا علی التَّوَسُّعِ،

ص :412

لأَن المَکِنه إنما هی بمعنی التَّمکُّنِ مثل الطَّلِبَه بمعنی التَّطَلُّبِ و التَّبِعَهِ بمعنی التَّتبُّع.یقال:إنَّ فلاناً لذو مَکِنهٍ من السلطان،فسمی موضع الطیر مَکِنهً لتمَکُّنه فیه ;یقول:دَعُوا الطیر علی أَمْکِنتها و لا تَطَیَّرُوا بها ;قال الزمخشری:و یروی مُکُناتها جمع مُکُنٍ ،و مُکُنٌ جمع مَکانٍ کصُعُداتٍ فی صُعُدٍ و حُمُراتٍ فی حُمُرٍ. و

14- روی الأَزهری عن یونس قال:قال لنا الشافعی فی تفسیر هذا الحدیث قال کان الرجل فی الجاهلیه إذا أَراد الحاجه أَتی الطیر ساقطاً أَو فی وَکْرِه فنَفَّرَهُ،فإن أَخذ ذات الیمین مضی لحاجته،و إن أَخذ ذات الشمال رجع،فنَهی رسولُ الله،صلی الله علیه و سلم،عن ذلک. ;قال الأَزهری:و القول فی معنی الحدیث ما قاله الشافعی،و هو الصحیح و إلیه کان یذهب ابن عُیَیْنهَ.قال ابن الأَعرابی:الناس علی سَکِناتِهم و نَزِلاتِهم و مَکِناتِهم ،و کلُّ ذی ریشٍ و کلُّ أَجْرَدَ یبیض،و ما سواهما یلد،و ذو الریش کل طائر،و الأَجْرَدُ مثل الحیات و الأَوْزاغ و غیرهما مما لا شعر علیه من الحشرات.و المَکانهُ :التُّؤَدَهُ،و قد تَمَکَّنَ .و مَرَّ علی مَکِینته أَی علی تُؤَدَتِه.أَبو زید:یقال امْشِ علی مَکِینتِکَ و مَکانتک و هِینَتِکَ.قال قطرب:یقال فلان یعمل علی مَکِینتِه أَی علی اتِّئاده.و فی التنزیل العزیز: اِعْمَلُوا عَلیٰ مَکٰانَتِکُمْ ;أَی علی حیالِکم و ناحیتکم ;و قیل:معناه أَی علی ما أَنتم علیه مستمکنون .الفراء:لی فی قلبه مَکانَهٌ و مَوْقِعه و مَحِلَّهٌ.أَبو زید:فلان مَکین عند فلان بَیِّنُ المَکانَهِ ،یعنی المنزله.قال الجوهری:و قولهم ما أَمکنه عند الأَمیر شاذ.قال ابن بری:و قد جاء مَکُنَ یَمْکُنُ ;قال القُلاخُ: حیث تَثَنَّی الماءُ فیه فمَکُنْ قال:فعلی هذا یکون ما أَمْکَنَه علی القیاس.ابن سیده:و المَکانهُ المَنْزله عند الملک.و الجمع مَکاناتٌ ،و لا یجمع جمع التکسیر،و قد مَکُنَ مَکانَهً فهو مَکِینٌ ،و الجمع مُکَناء .و تَمَکَّنَ کَمَکُنَ .و المُتَمَکِّنُ من الأَسماء:ما قَبِلَ الرفع و النصب و الجر لفظاً،کقولک زیدٌ و زیداً و زیدٍ،و کذلک غیر المنصرف کأَحمدَ و أَسْلَمَ،قال الجوهری:و معنی قول النحویین فی الاسم إنه متمکن أَی أَنه معرب کعمر و إبراهیم،فإذا انصرف مع ذلک فهو المُتَمَکِّنُ الأَمْکَنُ کزید و عمرو،و غیر المتمکن هو المبنی ککَیْفَ و أَیْنَ،قال:و معنی قولهم فی الظرف إنه مُتَمَکِّنٌ أَنه یستعمل مره ظرفاً و مره اسماً،کقولک:جلست خلْفَکَ،فتنصب،و مجلسی خَلْفُکَ،فترفع فی موضع یصلح أَن یکون ظَرْفاً،و غیر المُتَمَکِّن هو الذی لا یستعمل فی موضع یصلح أَن یکون ظَرْفاً إلا ظرفاً،کقولک:لقیته صباحاً و موعدک صباحاً،فتنصب فیهما و لا یجوز الرفع إذا أَردت صباح یوم بعینه،و لیس ذلک لعله توجب الفرق بینهما أَکثر من استعمال العرب لها کذلک،و إنما یؤْخذ سماعاً عنهم،و هی صباحٌ و ذو صباحٍ،و مَساء و ذو مَساء،و عَشِیّه و عِشاءٌ،و ضُحیً و ضَحْوَه،و سَحَرٌ و بُکَرٌ و بُکْرَهٌ و عَتَمَهٌ،و ذاتُ مَرَّهٍ،و ذاتُ یَوْمٍ،و لیلٌ و نهارٌ و بُعَیْداتُ بَیْنٍ ;هذا إذا عَنَیْتَ بهذه الأَوقات یوماً بعینه،فأَما إذا کانت نکره أَو أَدخلت علیها الأَلف و اللام تکلمت بها رفعاً و نصباً و جرّاً ;قال سیبویه:أَخبرنا بذلک یونس.قال ابن بری:کل ما عُرِّفَ من الظروف من غیر جهه التعریف فإنه یلزم الظرفیه لأَنه ضُمِّنَ ما لیس له فی أَصل وضعه،فلهذا لم یجز:سِیرَ علیه سَحَرٌ،لأَنه معرفه

ص :413

من غیر جهه التعریف،فإن نکرته فقلت سیر علیه سَحَرٌ،جاز،و کذلک إن عرَّفْتَه من غیر جهه التعریف فقلت:سِیرَ علیه السَّحَرُ،جاز.و أَما غُدْوَهٌ و بُکْرَه فتعریفهما تعریف العَلمیَّه،فیجوز رفعهما کقولک:سیر علیه غُدْوَهٌ و بُکْرَهٌ،فأَما ذو صَباحٍ و ذاتُ مرَّهٍ و قبلُ و بعدُ فلیست فی الأَصل من أَسماء الزمان،و إنما جعلت اسماً له علی توسع و تقدیر حذف.أَبو منصور: المَکانُ و المَکانهُ واحد.التهذیب:اللیث: مکانٌ فی أَصل تقدیر الفعل مَفْعَلٌ،لأَنه موضع لکَیْنونهِ الشیء فیه،غیر أَنه لما کثر أَجْرَوْهُ فی التصریف مُجْرَی فَعال،فقالوا: مَکْناً له و قد تَمَکَّنَ ،و لیس هذا بأَعْجَب من تَمَسْکَن من المَسْکَن،قال:و الدلیل علی أَن المَکانَ مَفْعَل أَن العرب لا تقول فی معنی هو منِّی مَکانَ کذا و کذا إلا مَفْعَلَ کذا و کذا،بالنصب.ابن سیده:و المکانُ الموضع،و الجمع أَمْکِنه کقَذَال و أَقْذِلَهٍ،و أَماکِنُ جمع الجمع.قال ثعلب:یَبْطُل أَن یکون مَکانٌ فَعالاً لأَن العرب تقول:کُنْ مَکانَکَ ،و قُم مکانَکَ ،و اقعد مَقْعَدَک ;فقد دل هذا علی أَنه مصدر من کان أَو موضع منه ;قال:و إنما جُمِعَ أَمْکِنَهً فعاملوا المیم الزائده معامله الأَصلیه لأَن العرب تشَبِّه الحرف بالحرف،کما قالوا مَناره و منائِر فشبهوها بفَعالهٍ و هی مَفْعَله من النور،و کان حکمه مَنَاوِر،و کما قیل مَسِیل و أَمْسِله و مُسُل و مُسْلان و إنما مَسیلٌ مَفْعِلٌ من السَّیْلِ،فکان یَنبغی أَن لا یُتَجاوز فیه مسایل،لکنهم جعلوا المیم الزائده فی حکم الأَصلیه،فصار معفْعِل فی حکم فَعِیل،فکُسِّر تکسیرَه.و تَمَکَّنَ بالمکان و تَمَکَّنَه :علی حذف الوَسِیط ;و أَنشد سیبویه: لما تَمَکَّنَ دُنْیاهُمْ أَطاعَهُمُ، فی أَیّ نحْوٍ یُمیلوا دِینَهُ یَمِلِ قال:و قد یکون (1)تمکن دنیاهم علی أَن الفعل للدنیا،فحذف التاء لأَنه تأْنیث غیر حقیقی.و قالوا: مَکانَک تُحَذِّره شیئاً من خَلْفه.الجوهری: مَکَّنَه اللهُ من الشیءِ و أَمْکَنَه منه بمعنی.و فلان لا یُمْکِنُه النُّهُوضُ أَی لا یقدر علیه.ابن سیده:و تَمَکَّنَ من الشیءِ و اسْتَمْکَنَ ظَفِر،و الاسم من کل ذلک المکانَهُ .قال أَبو منصور:و یقال أَمْکَننی الأَمرُ، یمْکِنُنی ،فهو مُمْکِنٌ ،و لا یقال أَنا أُمْکِنُه بمعنی أَستطیعه ;و یقال:لا یُمْکِنُکَ الصعود إلی هذا الجبل،و لا یقال أَنت تُمْکِنُ الصعود إلیه.و أَبو مَکِینٍ :رجلٌ.و المَکْنانُ ،بالفتح و التسکین:نبت ینبت علی هیئه ورق الهِنْدِباء بعض ورقه فوق بعض،و هو کثیف و زهرته صفراء و مَنْبتُه القِنانُ و لا صَیُّورَ له،و هو أَبطأُ عُشْب الربیع،و ذلک لمکان لینه،و هو عُشْبٌ لیس من البقل ;و قال أَبو حنیفه: المَکْنانُ من العشب ورقته صفراء و هو لین کله،و هو من خیر العُشْبِ إذا أَکلته الماشیه غَزُرَتْ علیه فکثرت أَلبانها و خَثُرتْ،واحدته مَکْنانهٌ .قال أَبو منصور: المَکْنان من بُقُول الربیع ;قال ذو الرمه: و بالرَّوْضِ مَکْنانٌ کأَنَّ حَدِیقَهُ زَرَابیُّ وَشَّتْها أَکُفُّ الصَّوانِعِ و أَمْکَنَ المکانُ :أَنبت المَکْنانَ ;و قال ابن الأَعرابی فی قول الشاعر رواه أَبو العباس عنه: و مَجَرّ مُنْتَحَرِ الطَّلیّ تَناوَحَتْ فیه الظِّباء ببطن وادٍ مْمْکِنِ

ص :414

قال: مُمْکِن یُنْبِت المَکْنانَ ،و هو نبت من أَحرار البقول ;قال الشاعر یصف ثوراً أَنشده ابن بری: حتی غَدا خَرِماً طَأَّی فَرائصَه، یَرْعی شَقائقَ من مَرْعیً و مَکْنان (1)و أَنشد ابن بری لأَبی وجزه یصف حماراً: تَحَسَّرَ الماءُ عنه و اسْتَجَنَّ به و قال الراجز: و أَنت إن سَرَّحْتَها فی مَکْنانْ وَجَدْتَها نِعْمَ غَبُوقُ الکَسْلانْ

منن:

مَنَّهُ

یَمُنُّه

مَنّاً :قطعه.و المَنِینُ :الحبل الضعیف.و حَبل مَنینٌ :مقطوع،و فی التهذیب:حبل مَنینٌ إذا أخْلَقَ و تقطع،و الجمع أَمِنَّهٌ و مُنُنٌ .و کل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِینٌ ،و لا یقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِینٌ .و المَنِینُ الغبار،و قیل:الغبار الضعیف المنقطع،و یقال للثوب الخَلَقِ.و المَنُّ :الإِعْیاء و الفَتْرَهُ.و مَنَنْتُ الناقه:حَسَرْتُها.و مَنَّ الناقه یَمُنُّها مَنّاً و مَنَّنَها و مَنَّن بها:هزلها من السفر،و قد یکون ذلک فی الإِنسان.و

17- فی الخبر :أَن أَبا کبیر غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ لیالٍ. أَی أَجهده و أَتعبه.و المُنَّهُ ،بالضم:القوَّه،و خص بعضهم به قوه القلب.یقال:هو ضعیف المُنَّه ،و یقال:هو طویل الأُمَّه حَسَنُ السُّنَّه قوی المُنّه ;الأُمه:القامه،و السُّنّه:الوجه،و المُنّه :القوه.و رجل مَنِینٌ أَی ضعیف،کأنَّ الدهر مَنَّه أَی ذهب بمُنَّته أَی بقوته ;قال ذو الرمه: مَنَّهُ السیر أَحْمقُ أَی أَضعفه السیر.و المَنینُ :القوی.وَ المَنِینُ :الضعیف ;عن ابن الأَعرابی،من الأَضداد ;و أَنشد: یا رِیَّها،إن سَلِمَتْ یَمینی، وَ سَلِمَ الساقی الذی یَلِینی، و لم تَخُنِّی عُقَدُ المَنِینِ و مَنَّه السیر یَمُنُّه مَنّاً :أَضعفه و أَعیاه.و مَنَّه یَمُنُّه مَنّاً :نقصه.أَبو عمرو: المَمْنون الضعیف،و المَمْنون القویّ.و قال ثعلب: المَنینُ الحبل القوی ;و أَنشد لأَبی محمد الأَسدی: إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلی اثنتین فی مَنین شَرْجَعِ أَی أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ،و الاثنتان عرْقُوتا الدلو.و المَنینُ :الحبل القویّ الذی له مُنَّهٌ .و المَنِینُ أَیضاً:الضعیف،و شَرْجَعٌ:طویل.و المَنُونُ :الموت لأَنه یَمُنُّ کلَّ شیء یضعفه و ینقصه و یقطعه،و قیل: المَنُون الدهر ;و جعله عَدِیُّ بن زید جمعاً فقال: مَنْ رَأَیْتَ المَنُونَ عَزَّیْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَیْه من أَنْ یُضامَ خَفِیرُ و هو یذکر و یؤنث،فمن أَنث حمل علی المنیه،و من ذَکَّرَ حمل علی الموت ;قال أَبو ذؤیب: أَ مِنَ المَنُونِ و رَیْبه تَتَوَجَّعُ، و الدهرُ لیس بمُعْتِبٍ من یَجْزَعُ ؟ قال ابن سیده:و قد روی و رَیْبها،حملاً علی المنِیَّه،

ص :415

قال:و یحتمل أَن یکون التأْنیث راجعاً إلی معنی الجنسیه و الکثره،و ذلک لأَن الداهیه توصف بالعموم و الکثره و الانتشار ;قال الفارسی:إنما ذکّره لأَنه ذهب به إلی معنی الجنس.التهذیب:من ذکّر المنون أَراد به الدهر ;و أَنشد بیت أَبی ذؤیب أَیضاً: أَ مِنَ المَنُون و رَیْبه تَتَوَجَّعُ و أَنشد الجوهری للأَعشی: أَ أَن رأَتْ رجلاً أَعْشی أَضرَّ به رَیْبُ المَنُونِ ،و دهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابی:قال الشَّرْقِیّ بن القُطامِیِّ المَنایا الأَحداث،و الحمام الأَجَلُ،و الحَتْفُ القَدَرُ،و المَنُون الزمان.قال أَبو العباس:و المَنُونُ یُحْمَلُ معناه علی المَنایا فیعبر بها عن الجمع ;و أَنشد بیت عَدِیّ بن زید: مَن رأَیْتَ المَنونَ عَزَّیْنَ أَراد المنایا فلذلک جمع الفعل.و المَنُونُ :المنیه لأَنها تقطع المَدَدَ و تنقص العَدَد.قال الفراء:و المَنُون مؤنثه،و تکون واحده و جمعاً.قال ابن بری: المَنُون الدهر،و هو اسم مفرد،و علیه قوله تعالی: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ اَلْمَنُونِ ;أَی حوادث الدهر ;و منه قول أَبی ذؤیب: أَ مِنَ المَنُونِ و رَیْبِه تَتَوَجَّعُ قال:أَی من الدهر و ریبه ;و یدل علی صحه ذلک قوله: و الدهرُ لیس بمُعْتِبٍ من یَجْزَعُ فأَما من قال:و ریبها فإنه أَنث علی معنی الدهور،و رده علی عموم الجنس کقوله تعالی: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا ;و کقول أَبی ذؤیب: فالعَیْن بعدهُمُ کأَنَّ حِدَاقَها و کقوله عز و جل: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ فَسَوّٰاهُنَّ ;و کقول الهُذَلیِّ: تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قال:و یدلک علی أَن المَنُون یرادُ بها الدُّهور قول الجَعْدیّ: و عِشْتِ تعیشین إنَّ المَنُونَ کانَ المَعایشُ فیها خِساسا قال ابن بری:فسر الأَصمعی المَنُون هنا بالزمان و أَراد به الأَزمنه ;قال:و یدُلّک علی ذلک قوله بعد البیت: فَحِیناً أُصادِفُ غِرَّاتها، و حیناً أُصادِفُ فیها شِماسا أَی أُصادف فی هذه الأَزمنه ;قال:و مثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعی: غلامُ وَغیً تَقَحّمها فأَبْلی، قال:و المَنُون یرید بها الدهور بدلیل قوله فی البیت قبله: فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُونُ قال:و من هذا قول کَعْب بن مالک الأَنصاری: أَ نسیتمُ عَهْدَ النبیّ إلیکمُ،

ص :416

أَی إِلی آخر الدهر ;قال:و أَما قول النابغه: و کل فَتیً،و إِنْ أَمْشی و أَثْرَی، سَتَخْلِجُه عن الدنیا المَنُونُ قال:فالظاهر أَنه المنیه ;قال:و کذلک قول أَبی طالب: أَیّ شیء دهاکَ أَو غال مَرْعاک، و هل أَقْدَمَتْ علیک المَنُون ؟ قال: المَنُونُ هنا المنیه لا غیر ;و کذلک قول عمرو بن حَسَّان: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بیَوْمٍ أَنَی،و لکلّ حاملهٍ تَمامُ و کذلک قول ابن أَحمر: لَقُوا أُمَّ اللُّهَیْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَکْنِیها المَنونا أُم اللُّهَیمِ:اسم للمنیه،و المنونُ هنا:المنیه ;و منه قول أَبی دُوَادٍ: سُلِّطَ الموتُ و المَنُونُ علیهم، فَهُمُ فی صَدَی المَقابِرِ هامُ و مَنَّ علیه یَمُنُّ مَنّاً :أَحسن و أَنعم،و الاسم المِنَّهُ .و مَنَّ علیه و امْتَنَّ و تمَنَّنَ :قَرَّعَه بِمِنَّهٍ ;أَنشد ثعلب: أَعْطاکَ یا زَیْدُ الذی یُعْطی النِّعَمْ، من غیرِ ما تمَنُّنٍ و لا عَدَمْ، بَوائکاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم و فی المثل: کَمَنِّ الغیثِ علی العَرْفَجهِ ،و ذلک أَنها سریعه الانتفاع بالغیث،فإِذا أَصابها یابسهً اخضرَّت ;یقول:أَ تَمُنُّ علیَّ کمَنِّ الغیثِ علی العرفجهِ ؟و قالوا: مَنَّ خَیْرَهُ یمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه ;قال: کأَنی،إِذْ مَنَنْتُ علیک خَیری، مَنَنْتُ علی مُقَطَّعَهِ النِّیاطِ و مَنَّ یَمُنُّ مَنّاً :اعتقد علیه مَنّاً و حسَبَهُ علیه.و قوله عز و جل: وَ إِنَّ لَکَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ ;جاء فی التفسیر:غیر محسوب،و قیل:معناهُ أَی لا یَمُنُّ الله علیهم (1)به فاخراً أَو مُعَظِّماً کما یفعل بخلاءُ المُنْعِمِین،و قیل:غیر مقطوع من قولهم حبل مَنِین إِذا انقطع و خَلَقَ،و قیل:أَی لا یُمَنُّ به علیهم.الجوهری:و المَنُّ القطع،و یقال النقص ;قال لبید: غُبْساً کَوَاسبَ لا یُمَنُّ طَعامُها قال ابن بری:و هذا الشعر فی نسخه ابن القطاع من الصحاح: حتی إِذا یَئِسَ الرُّماهُ،و أَرْسَلوا غُبْساً کَواسِبَ لا یُمَنُّ طعامُها قال:و هو غلط،و إِنما هو فی نسخه الجوهری عجز البیت لا غیر،قال:و کمله ابن القطاع بصدر بیت لیس هذا عجُزَه،و إِنما عجُزُهُ: حتی إِذا یَئسَ الرُّماهُ،و أَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُها قال:و أَما صدر البیت الذی ذکره الجوهری فهو قوله: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ کوَاسِبُ لا یُمَنُّ طعامُها قال:و هکذا هو فی شعر لبید،و إِنما غلط الجوهری

ص :417

فی نصب قوله غُبْساً،و الله أَعلم. و المِنِّینَی :من المَنِّ الذی هو اعتقاد المَنِّ علی الرجل.و قال أَبو عبید فی بعض النسخ: المِنِّینی من المَنِّ و الامْتنانِ .و رجل مَنُونَهٌ و مَنُونٌ :کثیر الامتنان ;الأَخیره عن اللحیانی.و قال أَبو بکر فی قوله تعالی: مَنَّ اللّٰهُ عَلَیْنٰا ;یحتمل المَنُّ تأْویلین:أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غیرَ مُعْتَدٍّ بالإِِحسان،یقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّهٌ إِذا لَحِقَتْه نعمهٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه،و الثانی مَنَّ فلانٌ علی فلان إِذا عَظَّمَ الإِِحسان و فخَرَ به و أَبدأَ فیه و أَعاد حتی یُفْسده و یُبَغِّضه،فالأَول حسن،و الثانی قبیح.و فی أَسماء الله تعالی:الحَنّانُ المَنّانُ أَی الذی یُنْعِمُ غیرَ فاخِرٍ بالإِِنعام ;و أَنشد: إِن الذین یَسُوغُ فی أَحْلاقِهِمْ زادٌ یُمَنُّ علیهمُ لَلِئامُ و قال فی موضع آخر فی شرح المَنَّانِ ،قال:معناه المُعْطِی ابتداء،و لله المِنَّه علی عباده،و لا مِنَّه لأَحد منهم علیه،تعالی الله علوّاً کبیراً.و قال ابن الأَثیر:هو المنعم المُعْطی من المَنِّ فی کلامهم بمعنی الإِِحسان إِلی من لا یستثیبه و لا یطلب الجزاء علیه.و المَنّانُ :من أَبنیه المبالغه کالسَّفَّاکِ و الوَهّابِ،و المِنِّینی منه کالخِصِّیصَی ;و أَنشد ابن بری للقُطامیّ: و ما دَهْری بمِنِّینَی ،و لکنْ جَزَتْکم،یا بَنی جُشَمَ،الجَوَازی و مَنَّ علیه مِنَّهً أَی امْتَنَّ علیه.یقال: المِنَّهُ تَهْدِمُ الصَّنیعه.و

14- فی الحدیث :ما أَحدٌ أَمَنَّ علینا من ابن أَبی قُحافَهَ!. أَی ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله و ذات یده،و قد تکرر فی الحدیث.و قوله عز و جل: لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذیٰ ; المَنُّ هاهنا:أَن تَمُنَّ بما أَعطیت و تعتدّ به کأَنک إِنما تقصد به الاعتداد،و الأَذی:أَن تُوَبِّخَ المعطَی،فأَعلم الله أَن المَنَّ و الأَذی یُبْطِلان الصدقه.و قوله عز و جل: وَ لاٰ تَمْنُنْ تَسْتَکْثِرُ ;أَی لا تُعْطِ شیئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَکثر منه.و

16- فی الحدیث :ثلاثه یشْنَؤُهُمُ الله،منهم البخیل المَنّانُ . و قد یقع المَنَّانُ علی الذی لا یعطی شیئاً إِلاَّ مَنَّه و اعتَدّ به علی من أَعطاه،و هو مذموم،لأَن المِنَّه تُفْسِد الصنیعهَ.و المَنُون من النساء:التی تُزَوَّجُ لمالها فهی أَبداً تَمُنُّ علی زوجها.و المَنَّانهُ : کالمَنُونِ .و قال بعض العرب:لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانهً و لا مَنَّانهً .الجوهری: المَنُّ کالطَّرَنْجَبینِ.و

16- فی الحدیث :الکَمْأَهُ من المَنِّ و ماؤها شفاء للعین. ابن سیده: المَنُّ طَلٌّ ینزل من السماء،و قیل:هو شبه العسل کان ینزل علی بنی إِسرائیل.و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْزَلْنٰا عَلَیْهِمُ اَلْمَنَّ وَ السَّلْویٰ ;قال اللیث: المَنُّ کان یسقط علی بنی إِسرائیل من السماء إِذْ هُمْ فی التِّیه،و کان کالعسل الحامِسِ حلاوهً.و قال الزجاج:جمله المَنِّ فی اللغه ما یَمُنُّ الله عز و جل به مما لا تعب فیه و لا نَصَبَ،قال:و أَهل التفسیر یقولون إِن المَنَّ شیء کان یسقط علی الشجر حُلْوٌ یُشرب،و یقال:إِنه التَّرَنْجَبینُ،و قیل فی

14- قوله،صلی الله علیه و سلم ،الکَمْأَهُ من المَنِّ . :إِنما شبهها بالمَنِّ الذی کان یسقط علی بنی إِسرائیل،لأَنه کان ینزل علیهم من السماء عفواً بلا علاج،إِنما یصبحون و هو بأَفْنِیَتهم فیتناولونه،و کذلک الکَمْأَه لا مؤُونه فیها ببَذْرٍ و لا سقی،و قیل:أَی هی مما منَّ الله به علی عباده.قال أَبو منصور: فالمَنُّ الذی یسقط من السماء،و المَنُّ الاعتداد،و المَنُّ العطاء،و المَنُّ القطع،و المِنَّهُ العطیه،و المِنَّهُ الاعتدادُ،و المَنُّ لغه فی المَنَا الذی

ص :418

یوزن به.الجوهری:و المَنُّ المَنَا،و هو رطلان،و الجمع أَمْنانٌ ،و جمع المَنا أَمْناءٌ.ابن سیده: المَنُّ کیل أَو میزان،و الجمع أَمْنانٌ .و المُمَنُّ :الذی لم یَدَّعِه أَبٌ و المِنَنَهُ :القنفذ.التهذیب:و المِنَنهُ العَنْکبوت،و یقال له مَنُونهٌ .قال ابن بری:و المَنُّ أَیضاً الفَتْرَهُ ;قال: قد یَنْشَطُ الفِتْیانُ بعد المَنِّ التهذیب عن الکسائی قال: مَنْ تکون اسماً،و تکون جَحْداً،و تکون استفهاماً،و تکون شرْطاً،و تکون معرفه،و تکون نکره،و تکون للواحد و الاثنین و الجمع،و تکون خصوصاً،و تکون للإِِنْسِ و الملائکه و الجِنِّ،و تکون للبهائم إِذا خلطتها بغیرها ;و أَنشد الفراء فیمن جعلها اسماً هذا البیت: فَضَلُوا الأَنامَ،و مَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ، و بَنَوْا بمَکَّهَ زَمْزَماً و حَطِیما قال:موضع مَنْ خفض،لأَنه قسم کأَنه قال:فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس و الله الذی برأ عُبْدانَهُم.قال أَبو منصور:و هذه الوجوه التی ذکرها الکسائی فی تفسیر مَنْ موجوده فی الکتاب ;أَما الاسم المعرفه فکقولک:و السماء و مَنْ بناها ;معناه و الذی بناها،و الجَحْدُ کقوله: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَهِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّٰالُّونَ ;المعنی لا یَقْنَطُ.و الاستفهام کثیر و هو کقولک: من تَعْنی بما تقول ؟و الشرط کقوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّهٍ خَیْراً یَرَهُ ،فهذا شرط و هو عام.و مَنْ للجماعه کقوله تعالی: وَ مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ ;و کقوله: وَ مِنَ الشَّیٰاطِینِ مَنْ یَغُوصُونَ لَهُ .و أَما فی الواحد فکقوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْکَ ،فوَحَّدَ ;و الاثنین کقوله: تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَنی لا تَخُوننی، نَکُنْ مثلَ مَنْ یا ذِئبُ یَصْطحبانِ قال الفراء:ثنَّی یَصْطَحِبان و هو فعل لمَنْ لأَنه نواه و نَفْسَه.و قال فی جمع النساء: وَ مَنْ یَقْنُتْ مِنْکُنَّ لِلّٰهِ وَ رَسُولِهِ .الجوهری: مَنْ اسم لمن یصلح أَن یخاطَبَ،و هو مبهم غیر متمکن،و هو فی اللفظ واحد و یکون فی معنی الجماعه ;قال الأَعشی لسْنا کمَنْ حَلَّتْ إِیادٍ دارَها تَکْریتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن یُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله علی المعنی لا علی اللفظ،قال:و البیت ردیء لأَنه أَبدل من قبل أَن یتم الاسم،قال:و لها أَربعه مواضع:الاستفهام نحو مَنْ عندک ؟و الخبر نحو رأَیت مَنْ عندک،و الجزاء نحو مَنْ یکرمْنی أُکْرِمْهُ،و تکون نکره نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَی بإِنسان محسن ;قال بشیر بن عبد الرحمن بن کعب بن مالک الأَنصاری: و کفَی بنا فَضْلاً،علی مَنْ غَیرِنا، حُبُّ النَّبِیِّ محمدٍ إِیّانا خفض غیر علی الإِِتباع لمَنْ ،و یجوز فیه الرفع علی أَن تجعل مَنْ صله بإِضمار هو،و تحکی بها الأَعلام و الکُنَی و النکرات فی لغه أَهل الحجاز إِذا قال رأَیت زیداً قلت مَنْ زیداً،و إِذا قال رأَیت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نکره،و إِن قال جاءنی رجل قلت مَنُو ،و إِن قال مررت برجل قلت مَنِی ،و إِن قال جاءنی رجلان قلت مَنَانْ ،و إِن قال مررت برجلین قلت مَنَینْ ،بتسکین النون فیهما ;و کذلک فی الجمع إِن قال جاءنی رجال قلت مَنُونْ ،و مَنِینْ فی النصب و الجرّ،و لا یحکی بها غیر ذلک،لو قال رأَیت الرجل قلت مَنِ الرجلُ،بالرفع،لأَنه لیس بعلم،و إِن قال مررت بالأَمیر قلت

ص :419

مَنِ الأَمِیرُ،و إِن قال رأَیت ابن أَخیک قلت مَنِ ابنُ أَخیک،بالرفع لا غیر،قال:و کذلک إِن أَدخلت حرف العطف علی مَنْ رفعت لا غیر قلت فمَنْ زیدٌ و مَنْ زیدٌ،و إِن وصلت حذفت الزیادات قلت مَنْ یا هذا،قال:و قد جاءت الزیاده فی الشعر فی حال الوصل ;قال الشاعر: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا:الجِنُّ قلتُ:عِمُوا ظَلاما و تقول فی المرأَه: مَنَهْ و مَنْتانْ و مَنَاتْ ،کله بالتسکین،و إِن وصلت قلت مَنَهً یا هذا و مناتٍ یا هؤلاء.قال ابن بری:قال الجوهری و إِن وصلت قلت مَنهً یا هذا،بالتنوین،و مَناتٍ ;قال:صوابه و إِن وصلت قلت مَنْ یا هذا فی المفرد و المثنی و المجموع و المذکر و المؤنث،و إِن قال:رأَیت رجلاً و حماراً،قلت مَنْ و أَیَّا،حذفت الزیاده من الأَول لأَنک وصلته،و إِن قال مررت بحمار و رجل قلت أَیٍّ و مَنِی،فقس علیه،قال:و غیر أَهل الحجاز لا یرون الحکایه فی شیء منه و یرفعون المعرفه بعد مَنْ ،اسماً کان أَو کنیه أَو غیر ذلک.قال الجوهری:و الناس الیوم فی ذلک علی لغه أَهل الحجاز ;قال:و إِذا جعلت مَنْ اسماً متمکناً شددته لأَنه علی حرفین کقول خِطامٍ المُجاشِعیّ: فرَحلُوها رِحْلَهً فیها رَعَنْ، حتی أَنَخْناها إِلی مَنٍّ و مَنْ أَی أَبْرَکْناها إِلی رجل و أَیّ رجل،یرید بذلک تعظیم شأْنه،و إِذا سمیت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ و مررت بمَنٍ ،قال ابن بری:و إِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّیُّ ،و إِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّیُّ ;و فی حدیث سَطِیح: یا فاصِلَ الخُطَّهِ أَعْیَتْ مَنْ و مَنْ قال ابن الأَثیر:هذا کما یقال أَعیا هذا الأَمر فلاناً و فلاناً عند المبالغه و التعظیم أَی أَعیت کلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف،یعنی أَن ذلک مما تقصر العباره عنه لعظمه کما حذفوها من قولهم:بعد اللَّتَیّا و التی،استعظاماً لشأْن المخلوق.و قوله

16- فی الحدیث : مَنْ غَشَّنا فلیس منا. أَی لیس علی سیرتنا و مذهبنا و التمسک بسُنَّتنا،کما یقول الرجل أَنا منْک و إِلیک،یرید المتابعه و الموافقه ;و منه

16- الحدیث :لیس منّا من حَلَقَ و خَرَقَ و صَلَقَ. ،و قد تکرر أَمثاله فی الحدیث بهذا المعنی،و ذهب بعضهم إِلی أَنه أَراد به النفی عن دین الإِِسلام،و لا یصح.قال ابن سیده: مَنْ اسم بمعنی الذی،و تکون للشرط و هو اسم مُغْنٍ عن الکلام الکثیر المتناهی فی البِعادِ و الطُّولِ،و ذلک أَنک إِذا قلت مَنْ یَقُمْ أَقُمْ معه کفاک ذلک من جمیع الناس،و لولا هو لاحتجت أَن تقول إِن یَقُمْ زید أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم و نحو ذلک،ثم تقف حسیراً مبهوراً و لَمّا تَجِدْ إِلی غرضک سبیلاً،فإِذا قلت مَنْ عندک أَغناک ذلک عن ذکر الناس،و تکون للاستفهام المحض،و تثنی و تجمع فی الحکایه کقولک: مَنَانْ و مَنُونْ و مَنْتانْ و مَناتْ ،فإِذا وصلت فهو فی جمیع ذلک مفرد مذکر ;و أَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّیِّ: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ ؟قالوا: سَرَاهُ الجِنِّ قلت:عِمُوا ظَلاما قال:فمن رواه هکذا فإِنه أَجری الوصل مُجْرَی الوقف،فإِن قلت فإِنه فی الوقف إِنما یکون مَنُونْ ساکن النون،و أَنت فی البیت قد حرکته،فهو إِذاً لیس علی نیه الوصل و لا علی نیه الوقف ؟فالجواب أَنه

ص :420

لما أَجراه فی الوصل علی حده فی الوقف فأَثبت الواو و النون التقیا ساکنین،فاضطر حینئذ إِلی أَن حرک النون لالتقاء الساکنین لإِقامه الوزن،فهذه الحرکه إِذاً إِنما هی حرکه مستحدثه لم تکن فی الوقف،و إِنما اضطر إِلیها للوصل ;قال:فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشکل،و ذلک أَنه شبَّه مَنْ بأَیٍّ فقال مَنُونَ أَنتم علی قوله أَیُّونَ أَنتم،و کما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا کذلک جمع بینهما فی أَن جُرِّدَ من الاستفهام کلُّ واحدٍ منهما،أَ لا تری أَن حکایه یونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً کقولک ضرب رجل رجلاً ؟فنظیر هذا فی التجرید له من معنی الاستفهام ما أَنشدناه من قول الآخر: و أَسْماءُ،ما أَسْماءُ لَیْلهَ أَدْلَجَتْ إِلیَّ،و أَصحابی بأَیَّ و أَیْنَما فجعل أَیّاً اسماً للجهه،فلما اجتمع فیها التعریف و التأْنیث منَعَها الصَّرْفَ،و إِن شئت قلت کان تقدیره مَنُون کالقول الأَول،ثم قال أَنتم أَی أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات،کقول عَدِیٍّ: أَ رَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُکورُ أَنتَ،فانْظُرْ لأَیِّ حالٍ تصیرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالکُ،و کذلک أَراد لأَی ذیْنِک.و قولهم فی جواب مَنْ قال رأَیت زیداً المَنِّیُّ یا هذا، فالمَنِّیُّ صفه غیر مفیده،و إِنما معناه الإِِضافه إِلی مَنْ ،لا یُخَصُّ بذلک قبیلهٌ معروفه کما أَن مَن لا یَخُصُّ عیناً،و کذلک تقول المَنِّیّانِ و المَنِّیُّون و المَنِّیَّه و المَنِّیَّتان و المَنِّیَّات ،فإِذا وصلت أَفردت علی ما بینه سیبویه،قال:و تکون للاستفهام الذی فیه معنی التَّعَجُّب نحو ما حکاه سیبویه من قول العرب:سبحان الله مَنْ هو و ما هو ;و أَما قوله: جادَتْ بکَفَّیْ کان مِنْ أَرْمی البَشَرْ فقد روی ... مَنْ أَرمی البَشر ،بفتح میم مَنْ ،أَی بکفَّیْ مَنْ هو أَرْمی البشرِ،و کان علی هذا زائده،و لو لم تکن فیه هذه الروایه لَمَا جاز القیاس علیه لفُرُوده و شذوذه عما علیه عقد هذا الموضع،أَ لا تراک لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ و لا نظرت إِلی غلامُهُ سعیدٌ ؟قال:هذا قول ابن جنی،و روایتنا ...کان مِنْ أَرْمی البشر أَی بکفَّیْ رجلٍ کان.الفراء:تکون مِنْ ابتداءَ غایه،و تکون بعضاً،و تکون صِلهً ;قال الله عز و جل: وَ مٰا یَعْزُبُ عَنْ رَبِّکَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّهٍ ;أَی ما یَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّهٍ ;و لدایه الأَحنف فیه: و الله لو لا حَنَفٌ برجْلِهِ، ما کان فی فِتْیَانِکُمْ مِنْ مِثْلِهِ قال: مِنْ صِلهٌ هاهنا،قال:و العرب تُدْخِلُ مِنْ علی جمع المَحالّ إِلا علی اللام و الباء،و تدخل مِنْ علی عن و لا تُدْخِلُ عن علیها،لأَن عن اسم و من من الحروف ;قال القطامی: مِنْ عَنْ یمین الحُبَیّا نَظْرهٌ قَبَلُ قال أَبو عبید:و العرب تضَعُ مِن موضع مُذْ،یقال:ما رأَیته مِنْ سنهٍ أَی مُذْ سنهٍ ;قال زهیر: لِمَنِ الدِّیارُ،بقُنَّهِ الحِجْرِ، أَقْوَیْنَ مِنْ حِجَجٍ و من دَهْرِ ؟ أَی مُذْ حِجَجٍ.الجوهری:تقول العرب ما رأَیته مِنْ سنهٍ أَی منذُ سنه.و فی التنزیل العزیز: أُسِّسَ عَلَی التَّقْویٰ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ ;قال:و تکون مِنْ بمعنی علی کقوله تعالی: وَ نَصَرْنٰاهُ مِنَ الْقَوْمِ ;أَی علی القوم ;قال ابن بری:یقال نصرته مِنْ فلان أَی منعته منه

ص :421

لأَن الناصر لک مانع عدوّک،فلما کان نصرته بمعنی منعته جاز أَن یتعدّی بمن ،و مثله فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ،فعدّی الفعل بعَنْ حَمْلاً علی معنی یَخْرُجون عن أَمره،لأَن المخالفه خروج عن الطاعه،و تکن مِنْ بمعنی البدل کقول الله تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْکُمْ مَلاٰئِکَهً ;معناه:و لو نشاء لجعلنا بَدَلَکُم،و تکون بمعنی اللام الزائده کقوله: أَ مِنْ آلِ لیلی عَرَفْتَ الدِّیارا أَراد أَ لآلِ لیْلی عرفت الدیارا.و مِنْ ،بالکسر:حرف خافض لابتداء الغایه فی الأَماکن،و ذلک قولک مِنْ مکان کذا و کذا إِلی مکان کذا و کذا،و خرجت مِنْ بَغْداد إِلی الکوفه،و تقول إِذا کتبت: مِنْ فلانٍ إِلی فلان،فهذه الأَسماء التی هی سوی الأَماکن بمنزلتها ;و تکون أَیضاً للتبعیض،تقول:هذا من الثوب،و هذا الدِّرْهم من الدراهم،و هذا منهم کأَنک قلت بعضه أَو بعضهم ;و تکون للجنس کقوله تعالی: فَإِنْ طِبْنَ لَکُمْ عَنْ شَیْءٍ مِنْهُ نَفْساً .فإن قیل:کیف یجوز أَن یقبل الرجلُ المَهْرَ کله و إِنما قال منه ؟فالجواب فی ذلک أَنَّ مِنْ هنا للجنس کما قال تعالی: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ ،و لم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان،و لکن المعنی فاجتنبوا الرِّجْسَ الذی هو وَثَنٌ،و کُلُوا الشیء الذی هو مَهْرٌ،و کذلک قوله عز و جل: وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَهً وَ أَجْراً عَظِیماً . قال:و قد تدخل فی موضعٍ لو لم تدخل فیه کان الکلام مستقیماً و لکنها توکید بمنزله ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافه،و ذلک قولک:ما أَتانی مِنْ رجلٍ،و ما رأَیت من أَحد،لو أَخرجت مِنْ کان الکلام مستقیماً،و لکنه أُکِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعیض،فأَراد أَنه لم یأْته بعض الرجال،و کذلک:ویْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن یجعل التعجب من بعض،و کذلک:لی مِلْؤُهُ من عَسَل،و هو أَفضل من زید،إِنما أَراد أَن یفضله علی بعض و لا یعم،و کذلک إِذا قلت أَخْزَی اللهُ الکاذِبَ مِنِّی و مِنْکَ إِلا أَن هذا و قولَکَ أَفضل منک لا یستغنی عن مِنْ فیهما،لأَنها توصل الأَمر إِلی ما بعدها.قال الجوهری:و قد تدخل منْ توکیداً لَغْواً،قال:قال الأَخفش و منه قوله تعالی: وَ تَرَی الْمَلاٰئِکَهَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ;و قال: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ ،إِنما أَدْخلَ مِنْ توکیداً کما تقول رأَیت زیداً نفسه.و قال ابن بری فی استشهاده بقوله تعالی: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ ،قال: مِنْ للبیان و التفسیر و لیست زائده للتوکید لأَنه لا یجوز إسقاطها بخلاف وَیْحَهُ من رجلٍ.قال الجوهری:و قد تکون مِنْ للبیان و التفسیر کقولک لله دَرُّکَ مِنْ رجلٍ،فتکون مِنْ مفسرهً للاسم المَکْنِیِّ فی قولک دَرُّک و تَرْجَمهً عنه.و قوله تعالی: وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ جِبٰالٍ فِیهٰا مِنْ بَرَدٍ ;فالأُولی لابتداء الغایه،و الثانیه للتبعیض،و الثالثه للبیان.ابن سیده:قال سیبویه و أَما قولک رأَیته من ذلک الموضع فإِنک جعلتَه غایه رؤْیتک کما جعلته غایه حیث أَردت الابتداء و المُنْتَهی.قال اللحیانی:فإِذا لَقِیَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من یخفض النون فیقول مِنِ القوم و مِنِ ابْنِکَ.و حکی عن طَیِّءٍ و کَلْبٍ:اطْلُبُوا مِنِ الرحمن،و بعضهم یفتح النون عند اللام و أَلف الوصل فیقول مِنَ القوم و مِنَ ابْنِکَ،قال:و أُراهم إِنما ذهبوا فی فتحها إِلی الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا ،فلما جُعِلَتْ أَداهً حذفت الأَلف و بقیت النون مفتوحه،قال:و هی فی قُضَاعَهَ ;و أَنشد الکسائی عن بعض قُضاعَهَ:

ص :422

بَذَلْنا مارِنَ الخَطِّیِّ فیهِمْ،

قال ابن جنی:قال الکسائی أَراد مِنْ ،و أَصلُها عندهم مِنَا ،و احتاج إِلیها فأَظهرها علی الصحه هنا.قال ابن جنی:یحتمل عندی أَن یکون منَا فِعْلاً من مَنَی یَمْنی إِذا قَدَّرَ کقوله: حتی تُلاقی الذی یَمْنی لک المانی أَی یُقَدِّرُ لک المُقَدِّرُ،فکأَنه تقدیر ذلک الوقتِ و موازنته أَی من أَول النهار لا یزید و لا ینقص.قال سیبویه:قالوا مِنَ الله و مِنَ الرسول و مِنَ المؤْمنین ففتحوا،و شبَّهوها بأَیْنَ و کَیْفَ،یعنی أَنه قد کان حکمها أَن تُکْسَرَ لالتقاء الساکنین،لکن فتحوا لما ذکر،قال:و زعموا أَن ناساً یقولون مِنِ اللهِ فیکسرونه و یُجْرُونه علی القیاس،یعنی أَن الأَصل فی کل ذلک أَن تکسر لالتقاء الساکنین ;قال:و قد اختلفت العرب فی مِنْ إِذا کان بعدها أَلف وصل غیر الأَلف و اللام،فکسره قوم علی القیاس،و هی أَکثر فی کلامهم و هی الجیده،و لم یَکْسِروا فی أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَکثر،إِذ الأَلف و اللام کثیره فی الکلام تدخل فی کل اسم نکره،ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزله الشاذ،و کذلک قولک مِنِ ابنک و مِنِ امْرِئٍ،قال:و قد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنکَ فأَجْرَوْها مُجْری قولک مِنَ المسلمین،قال أَبو إِسحاق:و یجوز حذف النون من مِنْ و عَنْ عند الأَلف و اللام لالتقاء الساکنین،و حذفها من مِنْ أَکثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن فی الکلام أَکثر من دخول عَنْ ;و أَنشد: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُکَهً غَیْر الذی قَدْ یقال مِ الکَذِبِ قال ابن بری:أَبو دَخْتَنُوس لَقِیطُ بنُ زُرَارَه و دَخْتَنُوسُ بنته.ابن الأَعرابی:یقال مِنَ الآن و مِ الآن،یحذفون ;و أَنشد: أَلا أَبْلغْ بَنی عَوْفٍ رَسولاً، فَمَا مِ الآنَ فی الطَّیْرِ اعتذارُ یقول لا أَعتذر بالتَّطَیُّرِ،أَنا أُفارقکم علی کل حال.و قولهم فی القَسَم: مِنْ رَبِّی ما فعلت، فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء هاهنا،لأَن حروف الجر ینوب بعضها عن بعض إِذا لم یلتبس المعنی.

منجنون:

المَنْجَنُونُ :الدولاب التی یُسْتَقَی علیها.ابن سیده و غیره: المَنْجَنُونُ أَداه السانیه التی تدور،جعلها مؤنثه ;أَنشد أَبو علی: کأَنَّ عَیْنَیَّ،و قد بانُونی، غَرْبانِ فی مَنْحاهِ مَنْجَنُونِ و ذکره الأَزهری فی الرباعی.قال سیبویه: المَنْجَنونُ بمنزله عَرْطَلِیل،یذهب إِلی أَنه خماسی و أَنه لیس فی الکلام فَنْعَلُولٌ،و أَن النون لا تزاد ثانیه إِلا بثَبَتٍ.قال اللحیانی: المَنْجَنُون التی تدور مؤنثه،و قیل: المَنْجَنُونُ البَکَرَهُ ;قال ابن السکیت:هی المَحاله یُسْنَی علیها،و هی مؤنثه علی فَعْلَلُول،و المیم من نفس الحرف لما ذکر فی مَنْجَنیق لأَنه یجمع علی مَناجین ;و أَنشد الأَصمعی لعُمَارَه بن طارق: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، و مَنْجنُونٍ کالأَتانِ الفارِقِ، من أَثْل ذاتِ العَرْضِ و المَضَایقِ و یروی: و مَنْجَنِین ... ،و هما بمعنی ;و أَنشد ابن بری

ص :423

للمُتَلَمِّس فی تأْنیث المَنْجَنُون : هَلُمَّ إِلیه قد أُبیثَتْ زُرُوعُهُ، و عادَتْ علیه المَنْجَنُونُ تَکَدَّسُ و قال ابن مُفَرِّغ: و إِذا المَنْجَنونُ باللیل حَنَّتْ، حَنَّ قَلْبُ المُتَیَّمِ المَحْزونِ قال:و قول الجوهری و المیم من نفس الحرف لما قلناه فی مَنْجنیق لأَنه یجمع علی مَناجین یحتاج إِلی بیان،أَ لا تری أَنک تقول فی جمع مَضْروب مَضارِیبُ ؟فلیس ثَباتُ المیم فی مضاریب مما یُکَوِّنُها أَصلاً فی مَضْروبٍ،قال:و إِنما اعتبر النحویون صحه کون المیم فیها أَصلاً بقولهم مَناجین ،لأَن مَناجین یشهد بصحه کون النون أَصلاً،بخلاف النون فی قولهم مَنْجَنِیق فإِنها زائده،بدلیل قولهم مَجانیق،و إذا ثبت أَن النون فی مَنْجَنُون أَصل ثبت أَن الاسم رباعی،و إِذا ثبت أَنه رباعی ثبت أَن المیم أَصل،و استحال أَن تدخلَ علیه زائدهً من أَوَّله،لأَن الأَسماء الرباعیهَ لا تدخلها الزیاده من أَوَّلها،إِلا أَن تکون من الأَسماء الجاریه علی أَفعالها نحو مُدَحْرِج و مُقَرْطِس،و ذکره الجوهری فی جنن ;قال ابن بری:و حقه أَن یُذْکَرَ فی منجن لأَنه رباعی،میمه أَصلیه و نونه التی تلی المیم،قال:و وزنه فَعْللول مثل عَضْرَفُوطٍ،و هی مؤنثه ;الأَزهری:و أَما قول عمرو بن أَحمر: ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها، و رَمی بسَهمِ جَریمهٍ لم یَصْطَدِ فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعید یقول هو الدهر،قال أَبو الفضل:هو الدُّولاب التی یستقی علیها،و قیل:هی المَنْجَنِین أَیضاً،و هی أُنثی،و أَنشد بیت عُماره بن طارقٍ،و قد تقدَّم.

مهن:

المَهْنَه و المِهْنَه و المَهَنَه و المَهِنَهُ کله:الحِذْق بالخدمه و العمل و نحوه،و أَنکر الأَصمعی الکسر.و قد مَهَنَ یَمْهُنُ مَهْناً إِذا عمل فی صنعته. مَهَنَهُم یَمْهَنُهم و یَمْهُنُهم مَهْناً و مَهْنَهً و مِهْنَهً أَی خدمهم.و الماهِنُ :العبد،و فی الصحاح:الخادم،و الأُنثی ماهِنَه .و

16- فی الحدیث :ما علی أَحدِکم لو اشتری ثوبین لیوم جمعته سوی ثوبَیْ مَهْنَته . ;قال ابن الأَثیر:أَی بِذْلَته و خِدْمته،و الروایه بفتح المیم،و قد تکسر.قال الزمخشری:و هو عند الأَثبات خطأ.قال الأَصمعی: المَهْنه ،بفتح المیم،هی الخِدْمه،قال:و لا یقال مِهْنه بالکسر،قال:و کان القیاسُ لو قیل مثل جِلْسه و خِدْمه،إِلا أَنه جاء علی فَعْلهٍ واحدهٍ.و أَمْهَنْتُه :أَضعفته.و مَهَنَ الإِِبلَ یَمْهَنُها مَهْناً و مَهْنهً :حلبها عند الصَّدَر ;و أَنشد شمر: فقُلْتُ لماهِنَیَّ :أَلا احْلُباها، فقاما یَحلُبانِ و یَمْرِیانِ و أَمه حسنه المِهْنهِ و المَهْنَهِ أَی الحلب.و یقال:خَرْقاءُ لا تُحْسِنُ المِهْنَهَ أَی لا تحسن الخدمه.قال الکسائی: المَهْنَهُ الخدمه.و مَهَنَهُم أَی خدمهم،و أَنکر أَبو زید المِهْنهَ ،بالکسر،و فتَح المیم.و امْتَهَنْتُ الشیء:ابتذلته.و یقال:هو فی مِهْنهِ أَهله،و هی الخدمه و الابتذال.قال أَبو عدنان:سمعت أَبا زید یقول:هو فی مَهِنَهِ أَهله،فتح المیم و کسَرَ الهاء،و بعض العرب یقول: المَهْنه بتسکین الهاء ;و قال الأَعشی یصف فرساً: فَلأْیاً بلأْیٍ حَمَلْنَا الغُلامَ کَرْهاً،فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ أَی أَخرج ما عنده من العَدْوِ و ابتذله.و

17- فی حدیث

ص :424

سلمان :أَکره أَن أَجْمعَ علی ماهِنِی مَهْنَتَینِ . ; الماهِنُ :الخادم أَی أَجْمَعَ علی خادِمِی عملین فی وقت واحد کالخَبْزِ و الطَّحْن مثلاً.و یقال: امْتَهَنُونی أَی ابتذلونی فی الخدمه.و

17- فی حدیث عائشه :کان الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم. ،و

16- فی حدیث آخر :کان الناس مَهَنَّهَ أَنفسهم. ;هما جمع ماهِنٍ ککاتِبٍ و کُتَّابٍ و کَتَبهٍ.و قال أَبو موسی فی حدیث عائشه:هو مِهَانٌ ،بکسر المیم و التخفیف،کصائم و صِیامٍ،ثم قال:و یجوز مُهَّانَ أَنفسهم قیاساً.و مَهَنَ الرجلُ مِهْنَتَه و مَهْنَتَه :فرغ من ضَیْعَتِه.و کل عمل فی الضَّیْعَهِ مِهْنهٌ :و امتَهَنه :استعمله للمِهْنَهِ .و امْتَهَنَ هو:قَبِلَ ذلک.و امْتهَنَ نفسَه:ابتذلها ;و أَنشد: و صاحِبُ الدُّنْیا عُبَیْدٌ مُمْتَهَنْ أَی مستخدَمٌ.و

17- فی حدیث ابن المُسَیَّبِ :السَّهْلُ یُوطَأُ و یُمْتَهَنُ . أَی یداس و یبتذل،من المِهْنهِ الخِدْمه.قال أَبو زید العِتْریفیُّ:إِذا عجز الرجل قلنا هو یَطْلَغُ المِهْنهَ ،قال:و الطَّلَغانُ أَن یعیا الرجل ثم یعملَ علی الإِِعیاء،قال:و هو التَّلَغُّبُ.و قامت المرأَه بِمَهْنهِ بیتها أَی بإِصلاحه،و کذلک الرجل.و ما مَهْنَتُک هاهنا و مِهْنَتُکَ و مَهَنَتُکَ و مَهِنَتُکَ أَی عَمَلُکَ.و المهین من الرجال:الضعیف و

14- فی صفته،صلی الله علیه و سلم :لیس بالجافی و لا المَهینِ . ;یروی بفتح المیم و ضمها،فالضم من الإِِهانه أَی لا یُهینُ أَحداً من الناس فتکون المیم زائده،و الفتح من المَهانه الحَقَاره و الصُّغْر فتکون المیم أَصلیه.و فی التنزیل العزیز: وَ لاٰ تُطِعْ کُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِینٍ ;قال الفراء: المَهِینُ هاهنا الفاجر ;و قال أَبو إِسحاق:هو فَعیل من المَهانهِ و هی القِلَّه،قال:و معناه هاهنا القله فی الرأْی و التمییز.و رجل مَهِینٌ من قوم مُهَناء أَی ضعیف.و قوله عز و جل: مِنْ مٰاءٍ مَهِینٍ ;أَی من ماء قلیل ضعیف.و فی التنزیل العزیز: أَمْ أَنَا خَیْرٌ مِنْ هٰذَا الَّذِی هُوَ مَهِینٌ ;و الجمع مُهَناء ،و قد مَهُنَ مَهانهً .قال ابن بری: المَهِینُ فِعْلُه مَهُنَ بضم الهاء،و المصدر المَهانهُ .و فحل مَهِینٌ :لا یُلْقَحُ من مائه،یکون فی الإِِبل و الغنم،و الفعل کالفعل.

مون:

مانَهُ

یَمُونه

مَوْناً إِذا احتمل مؤونته و قام بکفایته،فهو رجل مَمُونٌ ;عن ابن السکیت.و مانَ الرجلُ أَهله یَمُونُهُمْ مَوْناً و مَؤُونهً :کفاهم و أَنفق علیهم و عالهم.و مِینَ فلانٌ یُمانُ ،فهو مَمُونٌ ،و الاسم المائِنهُ و المَوُونه بغیر همز علی الأَصل،و من قال مَؤُونٌ قال مَؤُونهٌ.قال ابن الأَعرابی: التَّمَوُّنُ کثره النفقه علی العیال،و التَّوَمُّنُ کثره الأَولاد.و المانُ :الکَکُّ و هو السِّنُّ الذی یحرث به ;قال ابن سیده:أُراه فارسیّاً،و کذلک تفسیره فارسی أَیضاً ;کله عن أَبی حنیفه،قال:و أَلِفه واو لأَنها عین.ابن الأَعرابی: مانَ إِذا شق الأَرض للزرع.و ماوانُ و ذو ماوانَ :موضع،و قد قیل ماوان من الماء ;قال ابن سیده:و لا أَدری کیف هذا.قال ابن بری: ماوانُ اسم موضع ;قال الراجز: یَشْرَبنَ من ماوانَ ماءً مُرَّا قال:و وزنه فاعال،و لا یجوز أَن یهمز،لأَنه کان یلزمه أَن یکون وزنه مَفْعالاً إِن جعلت المیم زائده،أَو فَعْوالاً إِن جعلت الواو زائده،قال:و کلاهما لیس من أَوزان کلام العرب،و کذلک المانُ السِّکَّه التی یحرث بها غیر مهموزه.

مین:

المَیْنُ :الکذب ;قال عدیّ بن زید: فقَدَّدَتِ الأَدِیمَ لراهِشَیْهِ، و أَلْفَی قولَها کذباً و مَیْنا

ص :425

قال ابن بری:و مثل قوله ...کذباً و مینا قول الأَفْوه الأَوْدِیّ: و فینا للقِرَی نارٌ یُرَی عندها للضَّیْفِ رُحْبُ و سَعَه و الرُّحْبُ و السَّعه واحد ;و کقول لبید: فأَصْبِح طاوِیاً حَرِصاً خَمِیصاً، کنَصْلِ السیفِ حُودِثَ بالصِّقالِ و قال المُمزَّقُ العبدِیّ: و هُنَّ علی الرَّجائز واکِناتٌ، طَویلاتُ الذَّوائبِ و القُرونِ و الذوائب و القرون واحد.و مثله فی القرآن العزیز: عَبَسَ وَ بَسَرَ ،و فیه: لاٰ تَریٰ فِیهٰا عِوَجاً وَ لاٰ أَمْتاً ،و فیه: فِجٰاجاً سُبُلاً ،و فیه: غَرٰابِیبُ سُودٌ ،و قوله: فَلاٰ یَخٰافُ ظُلْماً وَ لاٰ هَضْماً ;و جمعُ المَیْنِ مُیُونٌ .و مانَ یَمینُ مَیْناً :کذب،فهو مائن أَی کاذب.و رجل مَیُونٌ و مَیّانٌ :کذَّاب.و وُدُّ فلانٍ مُتَمایِنٌ ،و فلانٌ مُتماینُ الوُدِّ إِذا کان غیر صادق الخُلَّهِ ;و منه قول الشاعر: رُوَیْدَ عَلِیّاً جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهِمْ إِلینا،و لکنْ وُدُّهم مُتَمایِنُ و یروی ...مُتیامِن أَی مائل إِلی الیَمن.و

1- فی حدیث علیّ،کرم الله وجهه،فی ذم الدنیا :فهی الجامِحَهُ الحَرُونُ و المائنهُ الخَؤُون. و

17- فی حدیث بعضهم :خرَجْتُ مُرابِطاً لیله مَحْرَسی إِلی المِیناء . ;هو الموضع الذی تُرْفَأُ فیه السفنُ أَی تُجْمع و تُرْبَطُ ;قیل:هو مِفْعال من الوَنْیِ الفُتُورِ لأَن الریحَ یَقِلُّ فیه هُبوبها،و قد یقصر فیکون علی مِفْعَل،و المیم زائده.

میسن:

التهذیب فی الرباعی: المَیْسُوسَنُ شراب،و هو معرَّب.و

17- فی حدیث ابن عمر :رأَی فی بیته المَیْسُوسَنَ فقال أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ. ;هو شراب تجعله النساء فی شعورهن،و هو معرَّب،و ذکره الأَزهری فی أَسن من ثلاثی المعتل،و عاد أَخرجه فی الرباعی.

میکایین:

مِیکایین و میکاییل:من أَسماء الملائکه.

تعالی: إِنَّمَا الْمُشْرِکُونَ نَجَسٌ .أَبو عمرو:یقال نتَنَ اللحم و غیره یَنْتِنُ و أَنْتَن یُنْتِنُ ،فمن قال نَتَنَ قال مِنْتِنٌ ،و من قال أَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ ،بضم المیم،و قیل: مِنْتِنٌ کان فی الأَصل مِنْتِینٌ ،فحذفوا المدَّه،و مثله مِنْخِر أَصله مِنْخِیر،و القیاس أَن یقال نَتَنَ فهو ناتِنٌ ،فترکوا طریق الفاعل و بنوا منه نعتاً علی مِفْعِیل،ثم حذفوا المدَّه.و النَّیْتُونُ :شجر مُنْتِنٌ ;عن أَبی عبیده.قال ابن بری:و النَّیْتُونُ شجره خبیثه مُنْتِنه ;قال جریر: حَلُّوا الأَجارِعَ من نَجْدٍ،و ما نزَلُوا أَرْضاً بها یَنْبُتُ النَّیْتُونُ و السَّلَعُ قال:و وزنه فَیْعُول.

نثن:

نَثَنَ اللحمُ نَثْناً و نَثَناً :تغَیَّر.

نحن:

نحن :ضمیر یُعْنَی به الاثنانِ و الجمیع المُخْبرون عن أَنفسهم،و هی مبنیه علی الضم،لأَن نحن تدل علی الجماعه و جماعهُ المضمرین تدل علیهم المیم أَو الواو نحو فعلوا و أَنتم،و الواو من جنس الضمه،و لم یکن بُدٌّ من حرکه نحن فحرِّکت بالضم لأَن الضم من الواو،فأَما قراءه من قرأَ: نحن نحیی و نمیت ،فلا بد أَن تکون النون الأُولی مختلسه الضمه تخفیفاً و هی بمنزله المتحرکه،فأَما أَن تکون ساکنه و الحاء قبلها ساکنه فخطأٌ.الجوهری: نحن کلمه یعنی بها جمع أَنا من غیر لفظها،و حرِّک آخره بالضم لالتقاء الساکنین لأَن الضمه من جنس الواو التی هی علامه الجمع،و نحن کنایه عنهم ;قال ابن بری:لا یصح قول الجوهری إِن الحرکه فی نحن لالتقاء الساکنین لأَن اختلاف صیغ المضمرات یقوم مقام الإِِعراب،و لهذا بنیت علی حرکه من أَوّل الأَمر نحو هو و هی و أَنا فعلتُ کذا،لکونها قد تنزلت منزله ما الأَصلُ فی التمکین،قال:و إِنما بنیت نحن علی الضم لئلا یظن بها أَنها حرکه التقاء ساکنین،إِذ الفتح و الکسر یحرک بهما ما التقی فیه ساکنان نحو ردّ و مدّ و شدّ.

نرسن:

التهذیب فی الرباعی:أَبو حاتم تمره نِرْسِیانِیه ،النون مکسوره،و الجمع نِرْسِیانٌ ،و الله أَعلم.

ننن:

قال الأَزهری فی أَواخر باب النون: النَّنُّ الشعَر الضعیف.

نون:

النُّونُ :الحوت،و الجمع أَنْوانٌ و نِینانٌ ،و أَصله نُونانٌ فقلبت الواو یاء لکسره النون.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :یعلم اختِلافَ النِّینانِ فی البحار الغامِراتِ. و فی التنزیل العزیز: ن وَ الْقَلَمِ ،قال الفراء:لک أَن تدغم النون الأَخیره و تظهرها،و إِظهارها أَعجب إِلیَّ لأَنها هجاء،و الهجاء کالموقوف علیه،و إن اتصل،و من أَخفاها بناها علی الاتصال،و قد قرأَ القراء بالوجهین جمیعاً،و کان الأَعمش و حمزه یبینانها و بعضهم یترک البیان،و قال النحویون:جاء فی التفسیر أَنَّ ن الحوتُ الذی دُحِیَت علیه سبعُ الأَرضین،و جاء فی التفسیر أَنَّ ن الدَّواهُ،و لم یجیء فی التفسیر کما فسرت حروف الهجاء،فالإِدغام کانت من حروف الهجاء أَو لم تکن جائز و التبیین جائز،و الإِسکان لا یجوز أَن یکون إلا و فیه حرف الهجاء،قال الأَزهری: ن وَ الْقَلَمِ ،لا یجوز فیه غیر الهجاء،أَ لا تری أَن کُتَّاب المصحف کتبوه ن ؟و لو أُرید به الدَّواهُ أو الحوت لکتب نون.

17- الحسنُ و قتادهُ فی قوله ن وَ الْقَلَمِ ،قالا:الدواهُ و القلم. وَ مٰا یَسْطُرُونَ ،قال:و ما یکتبون. و

16- روی عن ابن عباس أَنه قال :أَوَّلُ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمُ فقال له:اکْتُبْ،فقال:أی رَبِّ و ما أَکتب ؟قال:القَدَر،قال:فکتب فی ذلک الیوم ما هو کائن إلی قیام الساعه،ثم خلق النُّونَ ثم بسط الأَرضَ علیها،

ص :427

فاضطربت النُّونُ فمادت الأَرض فخلق الجبال فأَثبتها بها،ثم قرأَ ابن عباس: ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا یَسْطُرُونَ . ،قال ابن الأَنباری فی باب إِخفاء النون و إِظهارها: النونُ مجهوره ذات غنه،و هی تخفی مع حروف الفم خاصه،و تبین مع حروف الحلق عامَّه،و إِنما خفیت مع حروف الفم لقربها منها،و بانت مع حروف الحلق لبعدها منها،و کان أَبو عمرو یخفی النون عند الحروف التی تقاربها و ذلک أَنها من حروف الفم کقولک:من قال و من کان و من جاء.قال اللَّه تعالی: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَهِ ،علی الإِخفاء،فأَما بیانها عند حروف الحلق السته فإِن هذه السته تباعدت من مخرجها،و لم تکن من قبیلها و لا من حیزها فلم تخفَ فیها،کما أَنها لم تدغم فیها،و کما أَنَّ حروف اللسان لا تدغم فی حروف الحلق لبعدها منها،و إِنما أُخفیت مع حروف الفم کما أُدغمت فی اللام و أَخواتها کقولک:من أَجلک،من هنا،من خاف، مَنْ حَرَّمَ زِینَهَ اللّٰهِ ،من علیَّ،من علیک.قال:من العرب من یجری الغین و الخاء مجری القاف و الکاف فی إِخفاء النون معهما،و قد حکاه النضر عن الخلیل قال:و إِلیه ذهب سیبویه.قال اللَّه تعالی: وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ ،إِن شئت أَخفیت و إِن شئت أَبنت.و قال الأَزهری فی موضع آخر: النون حرف فیه نونان بینهما واو،و هی مدّه،و لو قیل فی الشعر نن کان صواباً.و قرأَ أَبو عمرو نون جزماً،و قرأَ أَبو إِسحاق نونِ جرًّا،و قال النحویون: النون تزاد فی الأَسماء و الأَفعال،فأَما فی الأَسماء فإِنها تزاد أَوَّلاً فی نفعل إِذا سمی به،و تزاد ثانیاً فی جُنْدبٍ و جَنَعْدَلٍ،و تزاد ثالثه فی حَبَنْطَی و سَرَنْدَی و ما أَشبهه،و تزاد رابعه فی خَلْبَنٍ و ضَیْفَنٍ و عَلْجَنٍ و رَعْشَنٍ،و تزاد خامسه فی مثل عثمان و سلطان،و تزاد سادسه فی زَعْفَران و کَیْذُبانٍ،و تزاد سابعه فی مثل عَبَیْثَران،و تزاد علامه للصرف فی کل اسم منصرف،و تزاد فی الأَفعال ثقیله و خفیفه،و تزاد فی التثنیه و الجمع و فی الأَمر فی جماعه النساء،و النون حرف هجاء مَجْهورٌ أَغَنُّ،یکون أَصلاً و بدلاً و زائداً،فالأَصل نحو نون نعم و نون جنب،و أَما البدل فذهب بعضهم إِلی أَن النون فی فَعْلان فَعْلَی بدل من همزه فَعْلاء،و إنما دعاهم إِلی القول بذلک أَشیاء:منها أَن الوزن فی الحرکه و السکون فی فَعْلانَ و فَعْلَی واحدٌ،و أَن فی آخر فَعْلان زائدتین زیدتا معا و الأُولی منهما أَلف ساکنه،کما أَن فعلان کذلک،و منها أَن مؤنث فعلان علی غیر بنائها،و منها أَنَّ آخر فَعْلاء همزه التأْنیث کما أَن آخر فعلان نوناً تکون فی فَعَلْنَ نحو قمن و قعدن علامهَ تأْنیث،فلما أَشبهت الهمزه النون هذا الاشتباه و تقاربتا هذا التقارُبَ،لم یَخْلُ أَن تکونا أَصلیتین کل واحده منهما قائمه غیر مبدله من صاحبتها،أَو تکون إِحداهما منقلبه عن الأُخری،فالذی یدل علی أَنهما لیستا بأَصلین بل النون بدل من الهمزه قولهم فی صَنْعاء و بَهْراء،یدل علی أَنها فی باب فَعْلان،فَعْلَی بدل همزه فَعْلاءَ،و قد ینضاف إِلیه مقوِّیاً له قولهم فی جمع إِنسان أَناسِیّ،و فی ظَرِبانَ ظَرابیّ،فجری هذا مجری قولهم صَلْفاء و صَلافی و خَبْراء و خَبارِی،فردُّهم النون فی إِنسان و ظَرِبانٍ یاء فی ظَرابیّ و أَناسیّ،و ردُّهم همزه خَبْراء و صَلْفاء یاء،یدل علی أَن الموضع للهمزه،و أَن النون داخله علیها.الجوهری: النون حرف من المعجم،و هو من حروف الزیادات،و قد تکون للتأْکید تلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم کقولک:و اللَّه لأَضربن زیداً،و تلحق بعد ذلک الأَمر و النهی تقول:اضربن زیداً و لا تضربن عمراً،و تلحق فی الاستفهام تقول:هل تضربن زیداً ؟و بعد الشرط کقولک:إِما تضربن زیداً أَضربه،إِذا زدت علی إِن ما زدت علی فعل الشرط

ص :428

نون التوکید.قال تعالی: فَإِمّٰا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ .و تقول فی فعل الاثنین:لَتَضْرِبانِّ زیداً یا رجلان،و فی فعل الجماعه:یا رجالُ اضْرِبُنَّ زیداً،بضم الباء،و یا امرأَهُ اضْرِبِنَّ زیداً،بکسر الباء،و یا نسوه اضْرِبنانّ زیداً،و أَصله اضربْنِنّ،بثلاث نونات،فتفصل بینهن بأَلف و تکسر النون تشبیهاً بنون التثنیه،قال:و قد تکون نون التوکید خفیفه کما تکون مشدده،إِلا أَن الخفیفه إِذا استقبلها ساکن سقطت،و إِذا وقفت علیها و قبلها فتحه أَبدلتها أَلفاً کما قال الأَعشی: و ذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنْسُکَنَّه، و لا تَعْبُدَ الشَّیطانَ و اللَّهَ فاعْبُدَا قال:و ربما حذفت فی الوصل کقول طَرَفه: اضْرِبَ عنک الهُمومَ طارقَها، ضَرْبَکَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ قال ابن بری:البیت مصنوع علی طرفه،و المخففه تصلح فی مکان المشدَّده إِلا فی موضعین:فی فعل الاثنین یا رجلان اضْرِبانّ زیداً،و فی فعل جماعه المؤنث یا نسوه اضْرِبْنانِّ زیداً،فإِنه لا یصلح فیهما إِلا المشدّده لئلا یلتبس بنون التثنیه،قال:و یونس یجیز الخفیفه هاهنا أَیضاً،قال:و الأَول أَجوَد.قال ابن بری:إِنما لم یجز وقوع النون الخفیفه بعد الأَلف لأَجل اجتماع الساکنین علی غیر حَدِّه،و جاز ذلک فی المشدده لجواز اجتماع الساکنین إِذا کان الثانی مدغماً و الأَول حرف لین.و التَّنْوین و التَّنْوینه :معروف.و نوّن الاسم:أَلحقه التنوین.و التنوین :أَن تنوّن الاسم إِذا أَجریته،تقول: نونت الاسم تنویناً ،و التنوین لا یکون إِلا فی الأَسماء.و النُّونه :الکلمه من الصواب.و النُّونه :النُّقْبه فی ذَقَن الصبی الصغیر.و

17- فی حدیث عثمان :أَنه رأَی صبیّاً ملیحاً فقال:دَسِّمُوا نُونَته . أَی سَوِّدوها لئلا تصیبه العین،قال:حکاه الهروی فی الغریبین.الأَزهری:هی الخُنْعُبه و النُّونه و الثُّومهُ و الهَزْمه و الوَهْدَه و القَلْدَه و الهَرْتَمَه و العَرْتَمَه و الحَثْرَمه،قال اللیث:الخُنْعُبه مَشَقُّ ما بین الشاربینِ بحِیال الوَتَره،الأَزهری:قال أَبو تراب:أَنشدنی جماعه من فصحاء قیس و أَهلِ الصدْق منهم: حامِلهٌ دَلْوُک لا مَحْمُولَهْ، مَلأَی من الماء کعین النُّونَهْ فقلت لهم:رواها الأَصمعی ...کعَیْنِ المُولَه فلم یعرفوها،و قالوا: النُّونه السمکه.و قال أَبو عمرو:المُولَهُ العنکبوت.و یقال للسیف العریض المعطوف طَرَفَی الظُّبَهِ:ذو النونین ،و منه قوله: قَرَیْتُک فی الشَّرِیطِ إِذا التَقَینا، و ذو النُّونَیْنِ یومَ الحَرْبِ زَیْنی الجوهری:و النُّونُ شَفْرهُ السَّیفِ،قال الشاعر: بذِی نُونینِ فَصَّالٍ مِقَطِّ و النون :اسم سیف لبعض العرب،و أَنشد: سأَجْعَلُه مکانَ النُّونِ منی و قال:یقول سأَجعل هذا السیف الذی استفدته مکان ذلک السیف الآخر.و ذو النون :سیفٌ کان لمالک ابن زهیر أخی قیس بن زُهَیْر،فقتله حَمَلُ بنُ بَدْرٍ و أَخذ منه سیفَه ذا النون ،فلما کان یومُ الهَباءه قَتَلَ الحرثُ بن زهیر حَمَلَ بن بدر و أَخذ منه ذا النون ،و فیه یقول الحرث بن زهیر: و یُخْبرُهم مکانُ النُّونِ مِنِّی، و ما أُعْطِیتُه عَرَقَ الخِلالِ

ص :429

أَی ما أُعْطیته مکافأَه و لا مَوَدَّهً و لکنی قتلت حَمَلاً و أَخذته منه قَسْراً.قال ابن بری: النون سیف حنَشِ بن عمرو،و قیل:هو سیف مالک بن زهیر،و کان حَمَلُ بنُ بَدْرٍ أَخذه من مالک یومَ قَتَلَه و أَخذه الحرثُ من حَمَل بن بدر یوم قتله،و هو الحرث بن زهیر العَبْسِیُّ،و صواب إِنشاده: و یخبرهم مکانَ النون منی لأَن قبله: سَیُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عمرو بما لاقاهُمُ و ابْنا بِلالِ (1)و ذو النون :لقبُ یُونسَ بن مَتَّی،علی نبینا و علیه أَفضل الصلاه و السلام.و فی التنزیل العزیز: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً ،هو یونس النبی،صلی اللَّه علیه و سلم،سماه اللَّه ذا النون لأَنه حبسه فی جوف الحُوت الذی التقمه،و النُّون الحوتُ.و

16- فی حدیث موسی و الخضر :خُذْ نُوناً مَیّتاً. أَی حوتاً.و

16- فی حدیث إِدام أَهل الجنه :هو بالامٌ و نونٌ . ،و اللَّه أَعلم.

نین:

نَیَّانُ :موضع،قال أَنشده یعقوب فی الأَلفاظ: قَرَّبهَا،و لم تَکَدْ تُقَرَّبُ، من أَهلِ نَیَّانَ ،وَسِیقٌ أَحْدَبُ و أَما قول عَطَّاف بن أَبی شَعْفَره الکلبی: فما ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتی کأَنهم، بذی الرِّمْثِ من نَیَّا،نَعامٌ نَوافِرُ فإِنما أَراد من نَیّانَ فحذف.و نِینَوَی :اسم قریه معروفه بِحذاء کَرْبلاء.ابن بری النِّینَهُ من أَسماء الدُّبُر،و اللَّه أَعلم.

و سحاب هاتنٌ و سحاب هَتُون ،و الجمع هُتُن مثل عَمُود و عُمُد.قال ابن بری:صوابه مثل صَبُور و صُبُر لأَن عَمُوداً اسم و هَتُوناً صفه. و سحائب هُتُنٌ و هُتَّنٌ ،و کأَنَّ هُتَّناً علی هاتِنٍ أَو هاتِنَه ،لأَن فُعَّلاً لا یکون جمع فَعُول.و التَّهْتانُ :نحو من الدِّیمَهِ ;و أَنشد أَبو زید: یا حَبَّذا نَضْحُکَ بالمَشافِرِ، کأَنه تَهْتانُ یومٍ ماطِرِ و قال النضر: التَّهْتانُ مطرُ ساعهٍ ثم یفتر ثم یعود ;و أَنشد للشماخ: أَرْسلَ یوماً دِیمهً تَهْتانا ، سَیْلَ المِتانِ یَمْلأُ القُرْیانا و یقال: هَتَنَ المطرُ و الدمع یَهْتِنُ هَتْناً و هُتُوناً و تَهْتاناً قَطر ;و عین هَتُونُ الدَّمْع.

هجن:

الهُجْنه من الکلام:ما یَعِیبُک.و الهَجِینُ :العربیّ ابنُ الأَمه لأَنه مَعِیبٌ،و قیل:هو ابن الأَمه الراعیه ما لم تُحَصَّنْ،فإِذا حُصِّنَتْ فلیس الولد بهَجینٍ ،و الجمع هُجُنٌ و هُجَناء و هُجْنانٌ و مَهاجِینُ و مَهاجِنَهٌ ;قال حسان: مَهاجِنهٌ ،إِذا نُسِبوا،عَبیدٌ عَضَارِیطٌ مَغالِثهُ الزِّنادِ أَی مُؤْتَشِبُو الزناد،و قیل:رِخْوُو الزناد.قال ابن سیده:و إِنما قلت فی مَهاجِن و مَهاجنه إِنهما جمع هَجِین مُسامحهً،و حقیقته أَنه من باب مَحاسِنَ و مَلامح،و الأُنثی هَجینه من نسوه هُجْن و هَجائنَ و هِجانٍ ،و قد هَجُنا هُجْنه و هَجانه و هِجانه و هُجُونه .أَبو العباس أَحمد بن یحیی قال: الهَجِین الذی أَبوه خیر من أُمه ;قال أَبو منصور:و هذا هو الصحیح.قال المبرد:قیل لولد العربیّ من غیر العَربیه هَجین لأَن الغالب علی أَلوان العرب الأُدْمه،و کانت العرب تسمی العجمَ الحمراءَ و رقابَ المَزاوِد لغلبه البیاض علی أَلوانهم،و یقولون لمن علا لونَه البیاضُ أَحمرُ ;و لذلک

14- قال النبی،صلی الله علیه و سلم،لعائشه :یا حُمَیراء. ،لغلبه البیاض علی لونها،رضی الله عنها.و

14- قال،صلی الله علیه و سلم :بُعِثْتُ إِلی الأَحمر و الأَسود. ،فأَسودهم العرب و أَحمرهم العجم.و قالت العرب لأَولادها من العجمیات اللاتی یغلب علی أَلوانهن البیاض: هُجْنٌ و هُجَناء ،لغلبه البیاض علی أَلوانهم و إِشباههم أُمهاتهم.و فرس هَجِین بَیّنُ الهُجْنه إِذا لم یکن عتیقاً.و بِرْذَوْنَه هَجِین ،بغیر هاء.الأَزهری: الهجین من الخیل الذی ولدته بِرْذَوْنه من حِصَانٍ عربی،و خیل هُجْنٌ .و الهِجانُ من الإِِبل:البیضُ الکرام ;قال عمرو بن کُلْثوم: ذِرَاعَیْ عَیْطَلٍ أَدْماءَ بِکْرٍ، هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنینا قال:و یستوی فیه المذکر و المؤنث و الجمع.یقال:بعیر هِجانٌ و ناقه هِجانٌ و ربما قالوا هَجائِنُ ;قال ابن أَحمر: کأَنَّ علی الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِینا ابن سیده:و الهِجانُ من الإِِبل البیضاءُ الخالصهُ اللونِ و العِتْقِ من نوق هُجُنٍ و هَجائن و هِجانٍ ،فمنهم من یجعله من باب جُنُب و رِضاً،و منهم من یجعله تکسیراً،و هو مذهب سیبویه،و ذلک أَن الأَلف فی هِجانٍ الواحد بمنزله أَلِفِ ناقهٍ کِنَازٍ و مرأَهٍ ضِنَاک،و الأَلفُ فی هِجانٍ فی الجمع بمنزله أَلِفِ ظِرافٍ و شِرافٍ،و ذلک لأَن العرب کَسَّرَتْ فِعَالاً علی فِعَالٍ کما کسرت فَعِیلاً علی فِعَالٍ،و عُذْرُها فی

ص :431

ذلک أَن فعیلاً أُخت فِعَالٍ،أَ لا تری أَن کل واحد منهما ثلاثی الأَصل و ثالثه حرف لین ؟و قد اعْتَقَبا أَیضاً علی المعنی الواحد نحو کَلِیبٍ و کِلابٍ و عَبِیدٍ و عِبادٍ،فلما کانا کذلک و إِنما بینهما اختلافٌ فی حرف اللین لا غیر،قال:و معلوم مع ذلک قربُ الیاء من الأَلف،و أَنها إِلی الیاء أَقرب منها إِلی الواو،کُسِّرَ أَحدهما علی ما کسر علیه صاحبه فقیل ناقه هِجانٌ و أَیْنُقٌ هِجانٌ ،کما قیل ظریف و ظِراف و شریف و شِرَاف ;فأَما قوله: هِجانُ المُحَیَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ،سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِیقَ البَنائِق فقد تکونُ النَّقِیَّهَ،و قد تکون البیضاء.و أَهْجَنَ الرجلُ إِذا کثر هِجانُ إِبله،و هی کِرامها ;و قال فی قول کعب: حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنهٍ ، و عَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلیلُ قال:أَراد بمُهَجَّنه أَنها ممنوعه من فحول الناس إِلا من فحول بلادها لعِتْقِها و کرمها،و قیل:حُمِلَ علیها فی صِغَرها،و قیل:أَراد بالمُهَجَّنهِ أَنها من إِبل کرام.یقال:امرأَه هِجانٌ و ناقه هِجانٌ أَی کریمه.و قال الأَزهری:هذه ناقه ضربها أَبوها لیس أَخوها فجاءَت بذکر،ثم ضربها ثانیه فجاءت بذکر آخر،فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها،و هما أَخواها أَیضاً لأَبیها لأَنهما ولدا أَبیها،ثم ضرب أَحدُ الأَخوین الأُمَّ فجاءت الأُم بهذه الناقه و هی الحرف،فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها،و الأَخ الآخر الذی لم یَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبیها،و هو خالها لأَنه أَخو أُمها لأَبیها لأَنه من أَبیها و أَبوه نزا علی أُمه.و قال ثعلب:أَنشدنی أَبو نصر عن الأَصمعی بیت کعب و قال فی تفسیره:إِنها ناقه کریمه مُداخَله النسب لشرفها.قال ثعلب:عَرَضْتُ هذا القول علی ابن الأَعرابی،فخطَّأَ الأَصمعی و قال:تداخُل النسب یُضْوِی الولدَ ;قال:و قال المفضل هذا جمل نزا علی أُمه،و لها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل،فوضعت ناقه فهذه الناقه الثانیه هی الموصوفه،فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها،و صار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته،و صار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبیها،و صار هو خالها (1)لأَنه أَخو أُمها ;و قال ثعلب:و هذا هو القول.و الهِجانُ :الخیار.و امرأَه هجان :کریمه من نسوه هَجائنَ ،و هی الکریمه الحَسَبِ التی لم تُعَرِّق فیها الإِِماء تَعْرِیقاً.أَبو زید:رجل هَجِینٌ بَیّنُ الهُجُونه من قوم هُجَناءَ و هُجْنٍ ،و امرأَه هِجان أَی کریمه،و تکون البیضاء من نسوه هُجْنٍ بَیِّنات الهجانه .و رجل هِجانٌ :کریمُ الحَسَبِ نَقِیُّه.و بعیر هِجانٌ :کریم.و قال الأَصمعی فی

1- قول علی،کرم الله وجهه : هذا جَنایَ و هِجانُه فیه إِذ کلّ جانٍ یَدُه إِلی فیه. ،یعنی خیاره و خالصه.الیزیدیُّ:هو هِجانٌ بَیِّنُ الهِجَانه ،و رجل هَجِین بَیِّنُ الهُجْنهِ ،و الهُجْنهُ فی الناس و الخیل إِنما تکون من قبل الأُم،فإِذا کان الأَب عتیقاً و الأُم لیست کذلک کان الولد هجیناً ;قال الراجز: العبدُ و الهَجِینُ و الفَلَنْقَسُ ثلاثهٌ،فأَیَّهُم تَلَمَّسُ و الإِِقْرافُ:من قِبَلِ الأَب ;الأَزهری:روی الرواهُ أَن رَوْح بن زِنْباع کان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِیر فقالت و کانت شاعره:

ص :432

و هل هِنْدُ إلا مُهْرَهٌ عربیهٌ،

قال:و الإِقْرافُ مُداناهُ الهُجْنه من قِبَلِ الأَب.قال ابن حمزه: الهَجِینْ مأْخوذ من الهُجْنَه ،و هی الغِلَظُ،و الهِجانُ الکریم مأْخوذ من الهِجَانِ ،و هو الأَبیض.و الهِجان :البِیضُ،و هو أَحسنُ البیاض و أَعتقه فی الإِبل و الرجال و النساء،و یقال:خِیارُ کلِّ شیء هِجانُه .قال:و إِنما أُخذ ذلک من الإِبل.و أَصلُ الهِجانِ البِیضُ،و کلُّ هِجان أَبیضُ.و الهِجانُ من کل شیء:الخالصُ ;و أَنشد: و إذا قیل:مَنْ هِجانُ قُرَیْشٍ ؟ کنتَ أَنتَ الفَتی،و أَنتَ الهِجانُ و العربُ تَعُدُّ البیاضَ من الأَلوان هِجاناً و کَرَماً.و فی المثل: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلد أَی صَغُرَتْ ;یضرب مثلاً للصغیر یتزین بزینه الکبیر. و جَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ ،و هو القَدَح الضخم.و قال ابن الأَعرابی:جَلَّتِ العُلْبَه عن الهاجن أَی کَبُرَتْ ;قال:و هی بنتُ اللبون یُحْمَلُ علیها فتَلْقَحُ،ثم تُنْتَجُ و هی حِقَّه،قال:و لا تصلح أَن یفعل بها ذلک.ابن شمیل: الهاجِنُ القَلُوصُ یضرب بها الجَمَلُ،و هی إبنه لَبُونٍ،فتَلْقَحُ و تُنْتَجُ،و هی حِقَّهٌ،و لا تفعل ذلک إلا فی سنه مُخْصِبَهٍ فتلک الهاجنُ ،و قد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً ،و قد أَهْجَنَها الجملُ إذا ضربها فأَلقحها ;و أَنشد: ابْنُوا علی ذی صِهْرکم و أَحْسِنُوا، أَ لم تَرَوْا صُغْرَی اللِّقاحِ تَهْجُنُ ؟ (1). قاله رجل لأَهل امرأَته،و اعْتَلُّوا علیه بصغرها عن الوطء ;و قال: هَجَنَتْ بأَکبرهم و لَمَّا تُقْطَبِ یقال:قُطِبَتِ الجاریه أَی خُفِضَت.ابن بُزُرْج:غِلْمَهٌ أُهَیْجنه ،و ذلک أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَی زَوَّجُوهم صغاراً،یُزَوَّجُ الغلامُ الصغیر الجاریهَ الصغیره فیقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم،قال:و الهاجِنُ علی مَیْسُورها ابنه الحِقَّه،و الهاجِنُ علی مَعْسُورها ابنه اللَّبُون.و ناقه مُهَجَّنه :و هی المُعْتَسَرَه.و یقال للقوم الکرام:إِنهم لمن سَرَاهِ الهِجَانِ ;و قال الشماخ: و مِثْل سَرَاهِ قَوْمِک لم یُجارَوْا إلی الرُّبُعِ الهِجانِ ،و لا الثَّمینِ الأَزهری:و أُخْبرْتُ عن أَبی الهیثم أَنه قال الروایه الصحیحه فی هذا البیت: إلی رُبُعِ الرِّهانِ و لا الثمین یقول:لم یُجارَوْا إلی رُبُع رِهانِهم و لا ثُمُنِه،قال:و الرِّهانُ الغایه التی یُسْتَبَقُ إلیها،یقول:مثلُ سَراهِ قومک لم یُجارَوْا إلی رُبُع غایتهم التی بلغوها و نالوها من المجد و الشرف و لا إلی ثُمُنها ;و قول الشاعر: من سَراهِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ وَ رَعْیُ الحِمَی و طُولُ الحِیالِ قال: الهِجانُ الخِیارُ من کل شیء.و الهِجانُ من الإِِبل:الناقه الأَدْماء،و هی الخالصه اللون و العِتْقِ من نُوق هِجانٍ و هُجُن .و الهِجَانهُ :البیاضُ ;و منه قیل إبل هِجانٌ أَی بیض،و هی أَکرم الإِبل،و قال لبید: کأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، و فی الأَقْرانِ أَصْوِرَهُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ:معقولاتٍ بالإِباضِ،و هو العِقالُ.و

16- فی

ص :433

الحدیث فی ذکر الدجال :أَزْهَرُ هِجانٌ . ; الهجانُ :الأَبیض.و یقال: هَجَّنه أَی جعله هجیناً .و المُهَجَّنه :الناقه أَوَّلَ ما تحمل ;و أَنشد ابن بری لأَوس: حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنهٍ ، و عَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِیرُ و

14- فی حدیث الهجره :مَرَّا بعبد یرعی غنماً فاستسقیاه من اللبن فقال:و الله ما لی شاهٌ تحْلَبُ غَیْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ و قد اهْتُجِنَتْ ،فقال رسول الله،صلی الله علیه و سلم:ائتنا بها. ; اهْتُجِنَتْ أَی تَبَیَّنَ حملُها.و الهاجنُ :التی حملت قبل وقت حملها.و الهُجْنه فی الکلام:ما یَلْزَمُک منه العیبُ.تقول:لا تفعل کذا فیکون علیک هُجْنهً .و قالوا:إن للعلم نَکَداً و آفه و هُجنه ;یعنون بالهُجْنَه هاهنا الإِضاعه ;و قول الأَعلم: و لَعَمْرُ مَحْبِلک الهَجینِ علی رَحْبِ المَباءَهِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عنی بالهَجِین هنا اللئیم:و الهاجِنُ :الزَّنْدُ الذی لا یُورِی بقَدحهٍ واحده.یقال: هَجَنَتْ زَنْدَهُ فلان،و إنَّ لها لهُجْنَهً شدیده ;و قال بشر: لعَمْرُک لو کانتْ زِنادُکَ هُجْنهً ، لأَوْرَیْتَ إذ خَدِّی لخَدِّکَ ضارِعُ و قال آخر: مَهاجِنه مَغالثه الزِّنادِ و تَهْجینُ الأَمر:تقبیحُه.و أَرض هِجانٌ :بیضاء لینه التُّرْبِ مِرَبٌّ ;قال: بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِیَّهِ الثَّرَی عَذَاهٍ،نأَتْ عنها المُؤُوجهُ و البَحْرُ و یروی ...المُلُوحهḥ. و الهاجِنُ :العَناق التی تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ،و الجمع الهِواجِنُ ;قال:و لم أَسمع له فعلاً،و عم بعضهم به إناثَ نوعی الغنم.و قال ثعلب: الهاجن التی حُمل علیها قبل أَن تبلغ،فلم یَخُصَّ بها شیئاً من شیء.و الهاجِنَهُ و المُهْتَجِنَهُ من النخل:التی تحمل صغیره ;قال شمر:و کذلک الهاجنُ .و یقال للجاریه الصغیره: هاجن ،و قد اهتُجِنَت الجاریه إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها.و اهْتُجِنَتِ الجاریه إذا وُطِئت و هی صغیره.و المُهْتَجِنه :النخله أَوَّل ما تُلْقَح.ابن سیده: الهاجِنُ (1).و المُهْتَجِنه الصبیه ;و فی المحکم:المرأَه التی تتزوّج قبل أَن تبلغ و کذلک الصغیره من البهائم ;فأَما قول العرب:جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد،فعلی التفاؤل.

هدن:

الأَزهری عن الهَوَازنیّ: الهُدْنَه انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر یأْتیه فیَهْدِنُه عما کان علیه فیقال انْهَدَنَ عن ذلک،و هَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شدیداً.ابن سیده: الهُدْنه و الهِدَانَهُ المصالحه بعد الحرب ;قال أُسامه الهذلی: فسامونا الهِدانَهَ من قریبٍ، و هُنَّ معاً قیامٌ کالشُّجُوبِ و المَهْدُون :الذی یُطْمَعُ منه فی الصلح ;قال الراجز: و لم یُعَوَّدْ نَوْمَهَ المَهْدُونِ و هَدَنَ یَهْدِنُ هُدُوناً :سَکَنَ.و هَدَنَه أَی سکَّنه،یتعدَّی و لا یتعدَّی.و هادَنه مُهادنَهً :صالحه،و الاسم منهما الهُدْنَه .و

14- فی الحدیث :أَن النبی،صلی الله علیه و سلم،ذکر الفتَنَ فقال:یکون بعدها هُدْنَهٌ علی دَخَنٍ و جماعهٌ علی أَقْذاءٍ. ;

ص :434

و تفسیره فی الحدیث ;لا ترجع قلوبُ قوم علی ما کانت علیه،و أَصل الهُدْنهِ السکونُ بعد الهَیْج.و یقال للصلح بعد القتال و المُوادعه بین المسلمین و الکفار و بین کل متحاربین: هُدْنَهٌ ،و ربما جعلت للهُدْنه مُدّه معلومه،فإذا انقضت المده عادوا إلی القتال،و الدَّخَنُ قد مضی تفسیره ;و قوله هُدْنَه علی دَخَنٍ أَی سکونٌ علی غِلّ.و

1- فی حدیث علی،علیه السلام :عُمْیاناً فی غَیْبِ الهُدْنه . أَی لا یعرفون ما فی الفتنه من الشر و لا ما فی السکون من الخیر.و

16- فی حدیث سلمان :مَلْغاهُ أَوّل اللیل مَهْدَنَهٌ لآخره. ;معناه إذا سَهِر أَوّلَ اللیل و لَغا فی الحدیث لم یستیقظ فی آخره للتهجد و الصلاه أَی نومه فی آخر اللیل بسبب سهره فی أَوّله.و المَلْغاه و المَهْدَنه :مَفْعَله من اللَّغْو،و الهُدُونُ :السکون أَی مَظِنّه لهما (1).و الهُدْنَه و الهُدُون و المَهْدَنه :الدَّعه و السکون. هَدَنَ یَهْدِنُ هُدُوناً :سَکَنَ.اللیث: المَهْدَنه من الهُدْنه و هو السکون،یقال منه: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا سَکَنْتَ فلم تتحرّک.شَمِرٌ: هَدَّنْتُ الرجلَ سَکَّنته و خَدَعْتُه کما یُهْدَن الصبی ;قال رؤبه: ثُقِّفْتَ تَثْقِیفَ امْرِئٍ لم یُهْدَنِ أَی لم یُخْدَعْ و لم یُسَکَّنْ فیطمع فیه.و هادَنَ القومَ:وادَعهم.و هَدَنَهم یَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بکلام و أَعطاهم عهداً لا ینوی أَن یَفِیَ به ;قال: یَظَلُّ نَهارُ الوالِهین صَبابهً، و تَهْدِنُهم فی النائمین المَضاجعُ و هو من التسکین. و هَدَنَ الصبیَّ و غیره یَهْدِنه و هَدَّنه :سکَّنه و أَرضاه.و هُدِنَ عنک فلانٌ:أَرضاه منک الشیءُ الیسیر.و یقال: هَدَّنتِ المرأَهُ صبیَّها إذا أَهْدَأَته لینام،فهو مُهَدَّنٌ .و قال ابن الأَعرابی: هَدَنَ عَدُوَّه إذا کافَّه،و هَدَنَ إذا حَمُقَ.و تَهْدِینُ المرأَه ولدها:تسکینها له بکلام إذا أَرادت إنامته.و التَّهْدِینُ البُطْءُ.و تَهادَنت الأُمورُ:استقامت.و الهَوْدَناتُ :النُّوقُ.و رجل هِدانٌ ،و فی التهذیب مَهْدُونٌ :بلید یرضیه الکلام،و الاسم الهَدْنُ و الهُدْنهُ .و یقال:قد هَدَنوه بالقول دون الفعل.و الهِدانُ :الأَحمقُ الجافی الوَخِمُ الثقیل فی الحرب،و الجمع الهُدونُ ;قال رؤبه: قد یَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافی، من غیر ما عَقْلٍ و لا اصْطِرافِ و

17- فی حدیث عثمان :جَباناً هِداناً . ، الهِدانُ :الأَحمقُ الثقیل،و قیل: الهِدان و المَهْدُون النَّوَّام الذی لا یُصَلِّی و لا یُبَکِّر فی حاجه ;عن ابن الأَعرابی ;و أَنشد: هِدَانٌ کشحم الأُرْنهِ المُتَرَجْرِج و قد تَهَدَّنَ ،و یقال:هو مَهْدُونٌ ;و قال: و لم یُعَوَّدْ نومهَ المَهْدُونِ و الاسم من کل ذلک الهَدْنُ ;و أَنشد الأَزهری فی المَهْدُون : إنَّ العَواویرَ مأْکولٌ حظُوظَتُها، و ذو الکَهامهِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ و الهَدِنُ المُسْتَرْخِی.و إنَّه عنک لَهَیْدانٌ إذا کانَ یهابه.أَبو عبید فی النوادر: الهَیْدانُ و الهِدَانُ واحد،قال:و الأَصل الهِدانُ ،فزادوا الیاء ;قال الأَزهری:و هو فَیْعالٌ مثل عَیْدانِ النخل،النون

ص :435

أَصلیه و الیاء زائده.و الهَدْنَهُ :القلیل الضعیف من المطر ;عن ابن الأَعرابی،و قال:هو الرَّکُّ و المعروف الدَّهْنَهُ.

هرن:

الأَزهری:أَما هرن فإِنی لا أَحفظ فیه شیئاً،و إسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له فی العربیه.و قال القتیبی: الهَیْرُون ضرب من التمر جید لعمل السِّلِّ.ابن سیده: الهَرْنَوَی نبت،قال:لا أَعرف هذه الکلمه و لم أَرها فی النبات،و أَنکرها جماعه من أَهل اللغه،قال:و لستُ أَدری الهَرْنَوَی مقصور أَم الهَرْنَوِیُّ ،علی لفظ النسب.

هرشن:

بعیر هِرْشِنٌ :واسع الشِّدْقَیْنِ.قال ابن سیده:قال ابن درید لا أَدری ما صحته.

هزن:

هَوْزَنُ :إسم طائر ;قال الأَزهری:جمعه هَوَازِنُ ،قال:و لم أسمعه لغیر ابن درید.و بنو هَوْزَنٍ :بطنٌ من ذی الکُلاع،و روی الأَزهری عن الأَصمعی فی کتاب الأَسماء قال: هَوَازِنُ جمع هَوْزَنٍ ،و هو حَیّ من الیمن یقال لهم هَوْزَن ;قال:و أَبو عامر الهَوْزَنیُّ منهم.و هَوازِنُ :قبیله من قیس و هو هَوَازِنُ بن منصور بن عِکرمه بن حَفْصهَ بن قیس عَیْلانَ.قال الأَزهری: هَوَازِنُ لا أَدری مِمَّ اشْتقاقُه،و النسب إلی هَوازِنَ القبیله هَوازِنیٌّ ،لأَنه قد صار اسماً للحیّ،و لو قیل هَوْزَنِیٌّ لکان وجهاً ;و أَنشد ثعلب: إنَّ أَباک فَرَّ یومَ صِفِّینْ،

هفن:

أَهمله اللیث،و قال ابن الأَعرابی: الهَفْنُ المطر الشدید.

هکن:

تَهَکَّنَ الرجل:تَنَدَّمَ.

هلن:

الهِلْیَوْنُ :نَبْتٌ.

همن:

المُهَیْمِنُ و المُهَیْمَنُ :اسم من أَسماء الله تعالی فی الکتب القدیمه.و فی التنزیل: وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ ;قال بعضهم:معناه الشاهد یعنی و شاهِداً علیه.و المُهَیْمِنُ :الشاهد،و هو من آمن غیرَه من الخوف،و أَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ،بهمزتین،قلبت الهمزه الثانیه یاء کراهه اجتماعهما فصار مُؤَیْمِنٌ،ثم صُیِّرت الأُولی هاء کما قالوا هَراق و أَراق.و قال بعضهم: مُهَیْمِنٌ معنی مُؤَیْمِن،و الهاء بدل من الهمزه،کما قالوا هَرَقْتُ و أَرَقْتُ،و کما قالوا إیَّاک و هِیَّاکَ ;قال الأَزهری:و هذا علی قیاس العربیه صحیح مع ما جاء فی التفسیر أَنه بمعنی الأَمین،و قیل:بمعنی مُؤتَمَن ;و أَما

17- قول عباس بن عبد المطلب فی شعره یمدح النبی،صلی الله علیه و سلم . حتی احْتَوَی بَیْتُکَ المُهَیْمِنُ ،من خِنْدِفَ،عَلْیاءَ تحتَها النُّطُقُ. فإِن القتیبی قال:معناه حتی احتویتَ یا مُهَیْمِنُ من خِنْدِفَ علیاء ;یرید به النبی،صلی الله علیه و سلم،فأَقام البیت مقامه لأَن البیت إذا حَلَّ بهذا المکان فقد حَلَّ به صاحبُه ;قال الأَزهری:و أَراد ببیته شَرَفَه،و المهیمن من نعته کأَنه قال:حتی احْتَوی شَرَفُک الشاهدُ علی فضلک علیاءَ الشَّرَفِ من نسب ذوی خِنْدِف أَی ذِرْوَهَ الشَّرَف من نسبهم التی تحتها النُّطُقُ،و هی أَوساطُ الجبال العالیه،جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له ;قال ابن بری فی تفسیر قوله ...بیتُک المهیمنُ ... قال:أَی بیتُک الشاهدُ بشرفک،و قیل:أَراد بالبیت نفسه لأَن البیت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه.و

1- فی حدیث عکرمه :کان علیّ،علیه

ص :436

السلام،أَعْلَم بالمُهَیْمِناتِ . أَی القَضایا،من الهَیْمنَه و هی القیام علی الشیء،جعل الفعل لها و هو لأَربابها القوّامین بالأُمور.و

17- روی عن عمر أَنه قال یوماً :إنِّی داعٍ فَهَیْمِنُوا . أَی إنی أَدْعُو الله فأَمِّنُوا،قلب أَحد حرفی التشدید فی أَمِّنُوا یاء فصار أَیْمِنُوا،ثم قلب الهمزه هاء و إحدی المیمین یاء فقال هَیْمِنُوا ;قال ابن الأَثیر:أَی اشْهَدُوا.و العرب تقول:أَمَّا زید فحسن،و یقولون أَیْما بمعنی أَمَّا ;و أَنشد المبرد فی قول جَمِیل: علی نَبْعهٍ زَوْراءَ أَیْما خِطامُها فَمَتْنٌ،و أَیْما عُودُها فعَتِیقُ قال:إنما یرید أَمَّا،فاستثقل التضعیف فأَبدل من إحدی المیمین یاء،کما فعلوا بقِیراطٍ و دِینارٍ و دِیوانٍ.و قال ابن الأَنباری فی قوله: وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ ،قال: المُهَیْمِنُ القائم علی خلقه ;و أَنشد: أَلا إنَّ خیر الناسِ،بعد نَبِیِّهِ، مُهَیْمِنُه التالِیه فی العُرْفِ و النُّکْرِ قال:معناه القائم علی الناس بعده،و قیل:القائم بأُمور الخلق،قال:و فی المُهَیْمِن خمسه أَقوال:

17- قال ابن عباس اَلْمُهَیْمِنُ المُؤْتَمَنُ. ،و قال الکسائی اَلْمُهَیْمِنُ الشهید،و قال غیره هو الرقیب،یقال هَیْمَن یُهَیْمِنُ هَیْمنَه إذا کان رقیباً علی الشیء،و قال أَبو مَعْشَرٍ وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ معناه و قَبَّاناً علیه،و قیل:و قائماً علی الکُتُب،و قیل: مُهَیْمِنٌ فی الأَصل مُؤیْمِنٌ،و هو مُفَیْعِلٌ من الأَمانه.و

16- فی حدیث وُهَیْبٍ :إذا وقع العَبْدُ فی أُلْهانِیَّهِ الرَّبِّ و مُهَیْمِنِیَّهِ الصِّدِّیقین لم یَجِدْ أَحَداً یأْخذُ بقَلْبه. ; المُهَیْمِنِیَّه :منسوب إلی المُهَیْمِن ،یرید أَمانه الصدِّیقین،یعنی إدا حَصَلَ العبدُ فی هذه الدرجه لم یعجبه أَحد،و لم یُحِبَّ إلا الله عز و جل.و الهِمْیانُ :التِّکَّه،و قیل للمِنْطَقَهِ هِمْیانٌ ،و یقال للذی یجعل فیه النفقه و یشدّ علی الوسط: هِمْیان ;قال:و الهِمْیان دخیل معرّب،و العرب قد تکلموا به قدیماً فأَعربوه.و

17- فی حدیث النعمان بن مُقَرّنٍ یَومَ نهاوَنْدَ :أَلا إنِّی هازٌّ لکم الرایهَ الثانیه فَلْیَثِب الرجالُ و لیَشُدُّوا هَمَایِنَهم علی أَحْقائهم. ،یعنی مَناطِقَهم لیَسْتَعِدُّوا علی الحمله،و

17- فی النهایه فی حدیث النُّعمان یوم نَهَاوَنْدَ .تَعاهدُوا هَمایِنکم فی أَحْقِیکُم و أَشْساعَکم فی نعالکم. ;قال: الهَماینُ جمع هِمْیانٍ ،و هی المِنْطَقه و التِّکَّه،و الأَحْقِی جمع حِقْوٍ،و هی موضع شَدِّ الإِزار ;و أَورد ابن الأَثیر حدیثاً آخر عن یوسف الصدیق،علیه السلام،مستشهداً به علی أَن الهِمْیَان تِکَّهُ السراویل لم أَستحسن إیرادَه،غفر الله لنا و له بکرمه.

هنن:

الهانَّهُ و الهُنانَه :الشحمه فی باطن العین تحت المُقْله.و بعیر ما به هانَّهٌ و لا هُنانه أَی طِرْق.قال أَبو حاتم:حضرتُ الأَصمعی و سأَله إنسان عن قوله ما ببعیری هَانَّه و لا هُنانَهٌ ،فقال:إنما هو هُتَاته،بتاءین ;قال أَبو حاتم:قلت إنما هو هانَّه و هُنانه ،و بجنبه أَعرابی فسأَله فقال:ما الهُتاته ؟فقال:لعلک ترید الهُنَانَه ،فرجع إلی الصواب ;قال الأَزهری:و هکذا سمعته من العرب ; الهُنَانَهُ ،بالنون:الشحم.و کل شحمه هُنَانه .و الهُنَانه أَیضاً:بقیه المخ.و ما به هانَّه أَی شیء من خیر،و هو علی المثل.و ما بالبعیر هُنَانه ،بالضم،أَی ما به طِرْقٌ ;قال الفرزدق: أَ یُفایِشُونَکَ،و العِظَامُ رقیقهٌ، و المُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانه رارُ؟

ص :437

و أَورد ابن بری عجز هذا البیت و نسبه لجریر.و أَهَنَّه اللهُ،فهو مَهْنُونٌ .و الهِنَنَهُ :ضرب من القنافذ.و هَنّ یَهِنُّ :بکی بکاء مثل الحنین ;قال: لما رأَی الدارَ خَلاءً هَنَّا ، و کادَ أَن یُظْهِرَ ما أَجَنَّا و الهَنِینُ :مثل الأَنین.یقال:أَنَّ و هَنَّ ،بمعنی واحد.و هَنَّ یَهِنُّ هنِیناً أَی حَنَّ ;قال الشاعر: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ ، و أَنِّی لکِ مَقْرُوعُ (1). قال:و قد تکون بمعنی بکی.التهذیب: هَنَّ و حَنَّ و أَنَّ،و هو الهَنِینُ و الأَنینُ و الحَنینُ قریبٌ بعضها من بعض ;و أَنشد: لما رأَی الدارَ خَلاءً هَنَّا أَی حَنَّ و أَنَّ.و یقال:الحَنِین أَرفعُ من الأَنین ;و قال آخر: لاتَنْکِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ ، عُجَیِّزاً کأَنَّها شَیْطَانَهْ یرید بالهَنّانه التی تبکی و تَئِنّ ;و قول الراعی: أَ فی أَثَرِ الأَظْعانِ عَیْنُکَ تَلْمَحُ ؟ أَجَلْ لاتَ هَنَّا ،إنَّ قلبَک متْیَحُ یقول:لیس الأَمر حیث ذهبتَ.و قولهم:یا هَناه أَی یا رجل،و لا یستعمل إلا فی النداء ;قال إمرؤ القیس: و قد رابَنی قولُها:یا هَناهُ، وَیْحَکَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هنزمن: